كتاب جمع فيه عبدالله كنون كل معنى جميل في عبارة جميلة, فأخذ من الأدب والفلسفة والفن والتاريخ والدين موضوعات تزين صفحات الكتاب مما جاد به أعلام عصره في روض الأدب وفنونه وكأنه يقطف لنا من كل بستان زهرة. يقول الكاتب:" وانا إذ دعوت هذا الكتاب بالتعاشيب فقد بينت نسبته من كتب الأدب, ولا أعني بذلك التواضع فما كنت ممن يدع حقيقة ما عنده لظن الناس, لو وُجد من الناس من يظن بما فيه من الأدب ظناً جميلاً(..) والأدب وإن قلنا أنه كل معنى جميل في عبارة جميلة, قد يتسع مدلولة فيشمل العبارة والإشارة, والمعنى المنطوق والمفهوم, وقد يشمل الأحوال والصفات..."
يضم الكتاب مقالات متنوعة تجول في رحاب الأدباء العرب والفلاسفة والمؤرخين وغيرها من إطلالات على رسائل ذلك الزمن الجميل. نذكر منها: أمنية المتنبي التي لم تتحقق وهو كلام ديوانه وحياته النفسية والخلقية, وتنبؤه وعقيدته وأخلاقه. نعثر في الكتاب أيضاً على (خوطر في تعليم المرأة) وهي مقال حول بدايات تشكل فكرة تحرير المرأة وتعليمها, أما (أدب الرافعي) فخصه المؤلف بكلمة ألقيت في حفل تأبينه تتحدث عن مناقبيته وإعجازه وهو الذي قال عنه أحمد زكي باشا:" لقد جعلت لنا شكسبير كما للأنجليزشكسبير وهيجو كما للفرنسيين هيجو وغوته كما للألمان غوته ". واتبع ذلك بمشاهدة من الخصومة بين ( الرافعي و القشاشي) صاحب مجلة الصباح وقد عرضها المؤلف كنموذج "للموضوعات السالفة التي تطرقها بعض المجلات" في تلك الفترة من الزمن. ومن الرسائل التي يعرضها المؤلف أيضاً في هذا الكتاب نعثر على مقال/ رسالة كتبها الأستاذ علي الطنطاوي بمناسبة إظلال العيد الألفي لجامع الأزهر بعنوان ( ماضي القرويين وحاضرها). إلى ذلك يضم الكتاب دراسة عن السيد (عبدالرحمن الكواكبي) و (محمد عبده) والرحالة (يحيى بن دالي) وأخيراً (نظرات في كتب) نذكر منها:" فواصل الجمان في أنباء وزراء الزمان: وهو كتاب أدب وتاريخ وسياسة. و (كتاب الجزائر) للكاتب أحمد توفيق المدني وهو كتاب عن تاريخ الجزائر وجغرافيتها الطبيعية وسكانها ومدنها وقوانينها ومجالسها وحالتها الاقتصادية والعلمية والاجتماعية. بالإضافة إلى قراءة في ديوان (زكي مبارك) ومذهبه الشعري, ومتفرقات من هنا وهناك...
Abdallah Guennoun فقيه، كاتب، مؤرخ، شاعر، أكاديمي وصحافي مغربي، أمين عام الأسبق لرابطة علماء المغرب وأحد الرواد الكبار في إرساء قواعد النهضة الأدبية والثقافية والعلمية في المغرب، منذ منتصف العشرينيّات إلى أن توفاه الأجل.
_ باقة أدبية فواحة تحوي مقالات مميزة و نظرات ممتعة في التراجم و الكتب و الإنطباعات الشخصية حول الأفكار و الواقع و الحياة . العلامة عبد الله كنون - رحمه الله - أديب صاحب أسلوب رفيع و نثر مريع ( بفتح الميم أي : خصيب ) ، و هو من أعلام الأمة السابقين للنهضة و الإصلاح ، و البناء و التشييد ، و له في هذا كتب و مقالات تفيض علما و أدبا و غيرة على الهوية و اللغة و الدين و الإنتماء عموما ، كما أنه صاحب نظرة منصفة في حديثه عن الكتب و الأفكار و الشخصيات لا يميل في ذلك إلا مع الحق حيثما مال به ! ، و هذا الكتاب من أدلة هذا الذي قلناه ! حيث إنه تحدث فيه عن بعض الشخصيات الفكرية ( المعروفة و المجهولة ) مصدرا كلامه عنها بالثناء الواجب و المديح لصنائعها العلمية و ما قدمته للعلم عموما ، ثم يتبع ذلك ببعض النقد المعتدل و الذي لابد منه للأمانة ، كوننا لا نختلف في أنه لا يخلو عمل البشر من الخطأ و مجانبة الصواب ( عن غير قصد ! ) في أحيان كثيرة ! ، و القارئ لهذا الكتاب يلمس بوضوح الروح المتفائلة للمؤلف بمستقبل الأمة ، و المناداة بإيلاء العلم و الأدب حقهما من العناية و الدعم . فلعل الأيام أن تقر عين الكاتب بالذي أمله من ربها !! .
This entire review has been hidden because of spoilers.
الكتاب مجموعة مقالات لعلامة المغرب عبد الله كنون ، وهو من سلالة علم وأدب عريقة . . الكتاب في مجمله جيد ، مقالات التراجم وحديثه عن الشخصيات كاحمد زكي باشا ، المتنبي ، الرافعي ، وغيرهم من أعلام الأدب والفكر العربي كانت مقالات جيدة وبعضها جميل . . كانت مقدمة الكتاب -بحسب رأيي- أجمل ما شدني لإتمامه ، وأصابني ذلك الشعور اللذيذ أنه كتاب سيملأني غبطة إن أتممته ، ولكن كنت أتقدم في الكتاب منتظرا شيئا يفاجئني ، وبقيت أرقب الأنفاس الحائرة ولم أجد ذاك الشيء للأسف ، كما كان يجب لأسلوب المؤلف الذي كتب (النبوغ المغربي) أن يعلو عن هذا ، وهو عالٍ بالطبع ، لكن هكذا سارت الأمور ؛ إذ لم تكن كل المقالات علي مستوي الدقة عينها ، وآخر أربع مقالات خاصة التي عن زكي مبارك هي رائعة جدا ، وفيها نقد عميق موجز لظاهرة الشعر الحر المزعوم زورا وبهتانا.
في الأخير الكتاب جيد لمن لم يعرف عن الشخصيات الواردة فيه ، وأظنه مدخلا لعبد الله كنون رحمه الله.
بدءا من المقدمة تجد نفسك مشدودا لا تتوقف عن قراءة الكتاب، لقوة الطرح وبداعة الأسلوب وسلاسة اللغة.. قرأت المقدمة وحدها أربع مرات من شدة إعجابي بأسلوب العلامة عبد الله كنون الحسني (الذي أقرأ له للمرة الأولى)، ووجدتني أنهي الكتاب في جلسة واحدة، وأنوي قراءته مرة ثانية وربما ثالثة ورابعة... في هذه المقالات البديعة حدثنا العلامة -بأسلوبه الأدبي الجذاب، والعلمي الممنهج- عن الشخصيات والكتب بنظرة فاحصة ناقدة نقدا بناءً، حيث كان منصفا في الشكر والمديح وفي التعقيب والنقد. وبما أنني أول مرة أقرأ له فلا يمكنني استبيان كل خبايا هذا الكتاب حتى أقرأ بعض كتب العلامة فأفهم أكثر منهجه وأسلوبه، وبعدها سأعيد قراءة الكتاب من جديد، بحول الله. غير أنني مازلت مشدودة لهذه اللغة الراقية السهلة، والطرح المتسلسل الواضح، والذي يجعل هذا الكتاب من قائمتي المفضلة لهذه السنة.
كتاب لا أعرف كيف أصنفه ، ربما هو أقرب لمجموعة لمقالات ، أحب قراءة المقالات القديمة لا سيما عندما تكون بهذه اللغة البديعة الرائعة ، حتى إن كان هناك مقالات مملة وأخرى لا أدري ما الغرض منها إلا اللغة والأسلوب يجعلاني أكمل بكل متعة وأتشوق لمزيد من القراءة في هذا الكتاب ، تعرفت بفضل الله ثم الكاتب على عدة شخصيات لم أكن لأسمع عنهم ولا لأعرفهم أبدا ، أيضاً على عدة كتب ومجلات أتحرق شوقاً لإيجادهم ، رحم الله الكاتب والكتاب الذين ذكرهم .