في الحقيقة كانت طموحاتي من عنوان الكتاب الأساسي وعناوينه الفرعية حين تصفحته قليلاً قبل الشراء أكبر مما قدمه لي، مصطلحات عائمة، تراكيب مبهمة تشيح بفهمي عن كثير من المقاطع، وإذا ما حصل وتبينت الصورة وجدت المعنى قريباً ومعروفاً؛ لكنه غير مؤثر، وإنما محاط بهالة من التعقيد في الكم من المصطلحات العائمة في تراكيب مبهمة، والتي في مجملها تحيلك إلى كتب ومراجع لم ولن تقرأها.
لاشكّ أنّ ما قدّمه هامون مبتكر وجديد في مقاربة الشخصية الروائية بالاعتماد على مفاهيم سيميولوجية، لكنّ الذي أبعدنا عن تلقي تطبيقاته وأفكاره النظرية هو اعتماده على نماذج روايات زولا وبلزاك، فهو يكاذ يحصر الروايات كلها في النزعة الطبيعية والواقعية في مقاربة الموضوعات الحياتية، لذا يصح القول إنّ هذا الكتاب متّكأ مهمّ جداً لدراسة الشخصيات الروائية لكنّه لا يصحّ أن يكون آخر ما حُرّر فيها، لعدم استقرار جنس الرواية نفسه وتطوره الدائم