اغتالت أمريكا بغزوها العراق مشاعر الحب و الأنوثة و الرغبة بالشراكة في قلب الفتاة العراقية، التي نخرتها العنوسة و أخبار القتل و الاختطاف و الموت المنتشر في كل مكان... هذه ليست راوية سُرى وحدها، إنها رواية وطن نخر الاحتلال كل شيء في جسده، مثلما نهش قلب و ذاكرة كل فتاة عراقية تصبح على سيل من أخبار الدمار و الفساد و القتل و التمثيل بالجثث... و إذا كانت أمريكا مسؤولة عن إزهاق أرواح أكثر من مليون عراقي و تشريد مليونَي عراقي و تهجيرهم إلى هنا و هناك.. فإنها مسؤولة عن العنوسة التي تنخر ذاكرة كل فتاة عراقية تحلم أن تُحِب و تتزوج في جوِّ آمِن يخلو من مشاهد الرعب و القتل اليومي.. أن تفرح بفرح لا بحزن و خوف و ألم يعكٓر و ينغٓص عليها أجمل حياتها حين تستعرض جريمة تفجير سيارة ملغومة في حفل زفاف، و بدلا من أن تُزَفٓ الفتاة إلى عشٓها الذهبي، تُزفُٓ مع حبيبها إلى ثلاجة الموتى في مشرحة الطب العدلي في بغداد.. إنها ليست رواية سُرى التي كلما قرَٓرت أن تحب و تعشق و تحلم ببيت و زوج و أطفال، تُقدِم أمريكا على جريمة جديدة و تُغرق بغداد في سيل عارم من دماء أعزة على قلوب سُرى فتتأجل مشاريع الحب و الأمنيات و الرغبات لتتقدم مشاهد الخراب و القتل و الدمار الذي حلٓ في كل ركن و زاوية من بغداد...