هذا هو كتاب «هوى النفوس: سياحة في عالم السّير والمذكّرات»، وهو الجزء الأخير من ثلاثية كان مدارها سير أعلام العصر الحديث ومذكّراتهم، من العرب وغيرهم، وقد سبقه شقيقاه «مودة الغرباء» و«الأنس بالراحلين». يجد القارئ في «هوى النفوس» فصلًا كاملًا عن القراءة والكتب، وحكايات عن حرفة الأدب وأهل الذوق وقصصهم، كما يتعرض الكتاب لتجارب أهل السياسة، ويتناول في فصل كامل نتفًا من تاريخ نضال أهل فلسطين. وأخيرًا فقد تخيّر المؤلف بعضًا من سير أعلام المصريين المحدَثين وعرض لها، إلى غير ذلك من الموضوعات الشيقة التي ضمّتها سبعة فصول كاملة هي متن الكتاب. وبعد، فإن «هوى النفوس» مجموعٌ فيه تراجم لأكثر من أربعين شخصية من أعلام السياسة والأدب والفكر.
الكتاب الثاني لي في السلسلة بعد الأنس بالراحلين، وكلاهما الأنس كل الأنس التلصص على حياة البشر وعلى الحقب التاريخية المهمة شيء لذيذ ومثير ويحفز أحاديث النميمة والمتعة المغلفة بالشعور بالذنب :)) ويضعني في موضع المراقبة لأحوال النفس وتحولات البشر في حياتهم وكيف يعالجون التحديات العنوان رااااائع ومناسب واستمتعت بتذوقه لأيام بعد قراءة سبب تسميته دائما ما تترك كتب التاريخ فجوة وأسئلة غير مجابة وفضول غير مُشبع وتظل تسائل الكتب لماذا فعل كذا ؟ وكيف فعل كذا ؟ وما حالة الفاعل أثناء فعله وبم كان يفكر وما يشغل باله وهل كان يعبأ أصلا بمن تحت مسؤوليته ؟ وأيضا كيف يستعيد الإنسان تاريخه وقصته وكيف يرويها وما المشاهد التي يلتقطها وما المشاهد التي يهرب من مواجهتها وما يحكيه ذلك عنه وعن شخصه وهنا تأتي قيمة المذكرات؛ لأنسنة التاريخ ووضع تأريخ لحدث من نظرة إنسانية فتجد المعني بالحدث إنسان يفكر كما تفكر ويعجب لما تعجب ويخاف كما تخاف بل ويأمل كما تأمل ويطمع كما تطمع، وعلى ذكر الطمع فمن القراءة البسيطة، للطمع والخوف الدور الأكبر في تحريك مسيرة البشر تجربة رئعة كسابقتها وإن كانت أطول وأسهب ومليئة بالاستطرادات (التي لم تعجبني شخصيا في أحيان وأعجبتني جدا جدا في أحيان أخرى ) ومن أكثر ما ميز هذه التجربة تنوع الموضوعات وتركيز كبير على السياسة الحديثة ومواضيعها الهامة في تشكيل واقعنا وفي فلسطين بالأخص تجربة جميلة تخرج باسئلة وفضول يكفي لأعوام وأعوام وترشيحات ودرر للقائمة والليستة التي امتلأت وفاضت :))
واحدة من أفضل الكتب التي قرأتها هذا العام رحلة ممتعة في عالم السير والمذكرات لأكثر من ٤٠ شخصية مختلفة التوجهات الكتاب هو الجزء الأخير من ثلاثية الكاتب عن السير والمذكرات وتعتبر درة أعماله لما فيها من مجهود مبذول في كل تفاصيلها
أول قراءاتي لمحمد عبدالعزيز، بدأت بالثلاثية من إصدارها الثالث. الكتاب صدر وقت معرض القاهرة الأخير، وشرعت في قراءته خلال زيارتي للمعرض. كان سفر ماتِع رُغم حجم الكتاب، فهو يتنقّل بالقارئ بين ومضات السّير والمذكّرات لشخصيّاتٍ عدّة، بين الأدب والسّياسة في مصر وخارجها. ويبدو لي ثلاثيّة تستحق القراءة كاملة.
يحوي الكتاب بين دفتيه مجموعة تراجم للعديد من أعلام الفكر والأدب والسياسة، ضمَّتها سبعة فصول ذات مواضيع متنوعة. كل الكتاب رائع، وقد كان أقربهم لقلبي الفصل الذي استعرض لمحات من نضال الشعب الفلسطيني، وأيضًا الفصل الأخير - مسك الختام - الذي قدّم أحاديث وحكايات دافئة عن القراءة والكتب والأدب. خرجت من الكتاب بكمية كتب ومشاريع قراءة مستقبلية عظيمة لمواضيع وشخصيات كنت مهتمة بالقراءة عنها .. باختصار، هذا الكتاب كان مُرضي جدًا لشغفي وفضولي من كل النواحي.
ظل هذا الكتاب رفيقي لشهر كامل، معي في كل مكان، أقرأ منه يوميًا وعلى مهل.. لساعات من المتعة الخالصة والرفقة الطيبة. وأكاد أجزم بأنه قد تفوّق على سابقيه. أحببت هذه الثلاثية حقًا وتمنيت لو لم يكن الجزء الأخير! ثلاثية جديرة بالقراءة.. وكل التوفيق للأستاذ محمد عبدالعزيز ودار مدارات العزيزة ومن نجاح لنجاح إن شاء الله.