رواية (ميازما) هي أول رواية أوبئة قوطية في العالم العربي، حيث تتناول الرواية الفترة التي ضرب بها الطاعون فرنسا في العصور الوسطى، ليمتد إلى أوروبا كِلها بعد ذلك، وتُلقي الضوء على تلك الحقبة البائرة، ومعاناة البشر في مواجهة المرض الذي يحيط بهم من كل صوب.
* الرواية مٌدعمة بعدة مراجع لإثبات الهول والشنائع التي عايشها سكان فرنسا في تلك الفترة.
مؤلف رواية "ميازما"، أول رواية أوبئة قوطية في العالم العربي، والتي صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2025.
مؤلف رواية "جالفنيزم" في الأدب القوطي، والتي صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2024.، والحاصلة على .المركز الأول في الأفضل مبيعًا في دار إبهار للنشر والتوزيع
مؤلف رواية "انتروبوفاجيا" في أدب الرعب النفسي-التاريخي، الرواية حاصلة على المركز الأول في الأفضل مبيعًا في دار إبهار للنشر والتوزيع، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2023 ، والأفضل مبيعًا في معرض بغداد الدولي عام 2023، والتي تم ترشيحها ضمن فئة أفضل كتاب على منصة (iRead).
مؤلف رواية "ديمنولجي-حقيقة ما حدث في مقاطعة إسكس عام 1969" في أدب الفانتازيا-الواقعية والتي تم ترشيحها لجائزة أفضل رواية على منصة IRead والحاصلة على الصدارة في الأفضل مبيعا لدى دار النشر في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2022
مؤلف رواية "شمياطس" في أدب الرعب الشرقي والحاصلة على لقب الرواية الأكثر جدلاً في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021
رواية وانت بتقراها هتكون خايف من ملمس الورق لينقل لك عدوى ولا حاجة من فرط المشاهد السوداوية الموبؤة🙂
(تصلح الرواية لمن هم ١٨+) ⚠️⚠️ ولو انت شخص بتتقرف الله يكون في عونك 🥲
تبتدأ أحداث ميازما بمشهد غامض غريب.. بيفرش لوجود كارثة ما!
بعدين بنروح نتعرف على مدينة مشهورة في فرنسا عن طريق عين البطل دارتان.. ونفهم هنا ان السرد راوي متكلم.. والبطل التاني للعمل هو المرض الخبيث الي بيزور المدينة دي وبيقلبها جحيم..
ومن هنا نبدأ نخوض رحلة عنيفة، مقززة، مأسوية، وصادمة مع بطل العمل..
سرد العمل فصحي ممتازة.. وصف كافي وغير مسترسل.. هيثم موسى عرف بكل براعة يتنقل ما بين شخصيات فرعية ومشاهد مختلفة بعين راوي واحد (دارتان)..
شخصيات العمل كتير ولكنها فرعية.. كل شخصية خدت حقها في الرسم والتصميم بحيث يكون قد دروها.. وحتى شخصية الخنزير ارثر تأثرت بيها جدا❤️
الرواية بتظهر فرق الطبقات الاجتماعية والقهر واستغلال الكوارث لمصالح شخصية.. لأن احنا عندنا شخصيات القصر والحكام.
الرواية ك اجواء لا تخلو من الإثارة والتشويق والرعب في بعض الأحيان (الرعب النفسي الي يخليك تخاف من موقف ممكن يبان عادي) دا غير طبعا النهاية الصادمة والغير متوقعة والي كانت بيتهمد ليها من بدري بكل ذكاء..
ميازما زي ما قلت هي رواية مش سهلة، ممتعة جدا لكن هتسيب أثر نفسي فيك ك قارئ.. وممكن تقول انها رواية بتتكلم عن مرض معروف واتكتب عنه كتير لـــكــــن.. انت هنا عندك تناول مختلف بيظهر جوانب جديدة..
ف انا بقلب جامد برشح الرواية ومتأكد انها هتعحب كل الي هيقراها 🤩❤️
قبل ما اقفل الكلام.. حبيت جدا مشهد ما يخص حاملة الموت ومشهد ما برده يخص حفرة الموت 😉 بدون حرق طبعا بس استعد لبؤس كبير وتشويق لحد اخر كلمة ((حرفيا))
منذ اللحظة الأولى التي تقع فيها عين القارئ على عنوان "ميازما"، يجد نفسه متورطًا في أجواء قاتمة ومرعبة، تعيد إلى الأذهان الرعب الذي اجتاح أوروبا خلال العصور الوسطى بسبب الطاعون الأسود. في هذه الرواية، لا يقتصر هيثم على تقديم سرد تقليدي لأحداث تاريخية، بل يحيك حبكة أدبية ممتازة بأسلوب قوطي أصيل، ليجعل القارئ يشعر بأنه يعيش الكارثة بكل تفاصيلها الدامية والمفجعة. ميازما ليست مجرد رواية، بل تجربة حية، نفسٌ يختنق، صرخة تُحبس في الحلق، ولعنة تمتد من صفحاتها إلى قلب القارئ.
منذ اللحظة الأولى التي أمسكت فيها هذه الرواية بين يديّ، شعرتُ وكأنني أنظر إلى بوابة سوداء، باب يفضي إلى عالم غارق في الظلام واليأس، عالم لم يعد فيه الأمل سوى ذكرى بعيدة. هيثم صنع كابوسًا ممتدًا، تجربة تأسر الروح وتأخذها في رحلة لا عودة منها.
الرعب ليس في الطاعون وحده ، بل في الإنسان أيضًا ،أنتَ هنا، تقف وسط مدينة تفتك بها لعنة لا ترحم، حتي الفئران التي حملت المرض اصبحت ضحية ، الهواء مسموم، الأزقة تفيض بالجثث، والرائحة خليط من العفن والموت والدموع الجافة، لكن الأسوأ ليس هذا… الأسوأ هو البشر ،كيف يتحول الإنسان، حين يعرف بأنه على حافة الفناء؟ كيف ينهار إيمانه، ويتبدد يقينه، ويفقد كل شيء كان يجعله إنسانًا؟ هيثم لم يكتب ، بل نحت كلماته بأسلوب ثقيل كالكابوس ، لا يمنحك لحظة راحة واحدة ، ستجد نفسك فجأة وسط خراب الطاعون. الوباء هنا ليس مجرد مرض، بل تجسيد للفساد البشري، للذعر الجماعي، وللحقيقة القاسية بأن الحياة قد تكون هشة لدرجة العبث، هل كان الطاعون مجرد كارثة طبيعية، أم كان انتقامًا إلهيًا؟ هل الموت هو العقاب أم الخلاص؟
-حبكة قوية ومتقنة، القصة تتطور بسلاسة، دون لحظة ملل واحدة، مما يجعل الرواية مشوقة من البداية حتى النهاية. -أجواء مرعبة بامتياز،الكاتب ينجح في خلق بيئة مرعبة تحيط بالقارئ من كل جانب. -شخصيات عميقة ومتعددة الأبعاد، كل شخصية لها دور وتأثير حقيقي في الحبكة. -أسلوب سردي مشوق، عزز الإحساس بالإنغماس وسط مشاهد الرواية.
الرواية ليست لمن يخاف الطاعون ، لأنها ستتركه معه، حتى بعد أن ينتهي من القراءة.
#ميازما للكاتب #هيثم_موسي وأخيرا خلصت رواية اعتقد انها هتكون من اصعب الروايات اللي هقراها في 2025 واللي بتتكلم عن مرض من اسواء واصعب الأمراض اللي مرت ع البشرية وهو الطاعون الأسود واللي خد معاه أمم من البشر مرض كنت فاكرة ان سببه الرئيسى هو كائن الفار لكن في ميازما هتعرف اسباب المرض اللي هتكون مرعبه وهتصدمك والفار للاسف ما هو الا ناقل للسبب الرئيسي للعدوة ومع انتشاره هتبدأ كل المبادئ تتغير وتتهد المؤمن هيفقد إيمانه والمتجبر هيزيد تجبره ويبدأ مبدأ البقاء للاقوي وطبعا مع انتشار المرض وعدم معرفة الدواء هتبداء التجارب علي البشر ويبدا مبداء التفريق بين علية القوم وادناهم وياخدنا الكاتب في رحلة من الاحداث المرعبة حرفيا ومعاها هتخوض تجربة اتمناها من كل قلبي واعماقه للي ما يتسموش والله ،، احداث صعب متدمعش معاها واحداث هتتصدم في اصحابها ولثانية هتفكر وتسال نفسك هو انا لو مكانهم كنت هعمل ايه وهنا عقلك هيبتدي يلعب بيك ما بين انك تتعاطف مع بعض الاشخاص وبين انك ترفض اللي بيحصل،، بس انا شايفة ان الحكم هيكون صعب جدا طول ما احنا مش في مكانهم ،، في هنا احداث هتحس معاها كانك بتعيش في ايام الكورونا بس بشكل اكبر واصعب من ان خيالك يتقبله او يعترف بيه بالاخص لما تكتشف نوع العلاج اللي قرروا يستخدموه 😱😱،، الاحداث حرفيا مرعبة ومتلاحقة هتلاقي نفسك بتاخد نفسك بمنتهي الصعوبة وكل شوية بتبص علي جسمك وايدك وجوا الرواية ركز هتعرف ليه 💔💔 هيثم ابدع في الوصف والاحداث بشكل ممتاز ولو هتقراء الرواية خلي معدتك فاضية حرفيا 😁😉 ومتسألش ليه 🙈🙈
اسم الكتاب: ميازما الكاتب: هيثم موسى التصنيف: أدب أوبئة قوطية عدد الصفحات: ٣٥٥ _____________
"دارتان" الحارس الحر الذي كَل من عمله يأذن له القدر اخيراً ان يعود لداره ليرى زوجته وابنته حيثما يعيشون بالمدينة السفلية "مارسيليا" ، التي لم تكن تختلف كثيرا عن مدينة النبلاء " المدينة العلوية "، من حيث الغرق في ملذات الحياة ، تتفاجئ "مارسيليا" بهجوم مرض غريب انتشر كالنار في الهشيم واصبح يقنص الارواح واحدة تلو الأخرى ، والفارس" ديكارت " الكاره الشديد ل "دارتان " يقرر ان يوليه عمل اكبر من مقدرته ليصبح امام مسئولية كبيرة وكوارث تنهال عليه وعلى سكان "مارسيليا" ، في ظل الاحداث المميتة يحاولون الصمود بشتى الطرق امام هذا المرض الفتاك! . _____________
رواية ممتعة وثرية بالمعلومات حيث تصاحبها مصادر ب نهاية العمل ، لغة ممتازة و سرد يتغنى في جماله ذهن القراء ، و أجواء حابسة للأنفاس واوصاف لا يحتملها البعض من بشاعة وصف أحوال المدينة مع هذا المرض، يغوص بنا المؤلف إلى اعماق النفس البشرية مبررة كل افعالها في رغباتها الدفينة، انصح بها لقارئ قوي القلب، صلب الانفعال، ليست لكل الأعمار ، وتذكر... ان اخذت القرار بقراءة هذا العمل فتأكد من عدم تناولك لأي شئ ولا تسأل لماذا! __________
اسم العمل:- ميازما للكاتب:- هيثم موسى دار:- إبهار للنشر والتوزيع عدد الصفحات:- 355صفحة غلاف:- وحيد محمد
🔸أصل كلمة ميازما:- نظرية طبية مهجورة تنص على أن الامراض مثل الكوليرا والكلاميديا والموت الأسود أو الطاعون كانت ناجمة عن ميازما وهو شكل ضار من الهواء الفاسد والأوبئة الناتجة عن الميازما تنبعث من مواد عضوية متعفنة .
🔸الغلاف:- اللون الأسود الدال علي ما تحمله الرواية من سوداوية الاحداث والغموض بها والاحمر الذي ينزر بالخطر الرموز لمحتويات الرواية كالجرذان وقناع الاطباء والجماجم والنعوش التي تمثل الموت وكأنه تجسيد للطاعون الكامن بداخل اوراق الرواية فهو معبر جدا عن الرواية.
🔸نبذة عن الرواية:-
رواية عن أدب الأوبئة القوطي تروي تفشي وباء الطاعون بمدينة مارسيليا الفرنسية ( أو المدينة السفلية التي يسكنها عامة الشعب) ولكن بعيون ( داراتان) الحارس بالقصر الملكي وتأثير المرض علي مجتمعه وطريقة تعاملهم معه تبدأ الاحداث باجازة داراتان لزيارته لعائلته( زوجته ميليسا وابنته ماريا) وايصاله لرسائل الطاهية لعائلتها لنتعرف علي شكل المدينة والمهن التي يمتهنها معظم قاطنيها كحراسة برك الغائط ويبدأ انتشار وباء الموت الاسود بالمدينة بداية من جرذ موبوء انتقل بين الجرذان ومنها للبشربشكل مرعب حتي أن صغيرته ماريا لم تسلم منه رغم محاولات جرذها الأليف من الدفاع عنها ضد جرذ اخر غريب موبوء ولاحقا ينتقل المرض لميليسا وداراتان وتعرض الرواية جانب اخر لانضمام ميليسا المتعبدة لجماعة القس الجديد باسيليوس الذي يستخدم اساليب العنف للتطهير من الذنوب وتحول معاملتها من اللطف للعنف وتعرض ايضا محاولات الاطباء للبحث عن علاج لذلك الوباء لمحاولة مجابهته ولكن يبدأ الانهيار التدريجي للمجتمع فـ ( لا يوجد ما يقال فلقد أفني الموت الجميع) .
🔸السرد بالرواية :-
الرواية مكتوبة بلغةعميقة وكأنها رواية مترجمة وليست فقط تسرد واقع عايشته دولة اوروبية بسرد متماسك ولكن بإيقاع بطيء بسبب التركيز علي الوصف وتفاصيل البيئة مع ��كرار لبعض الجمل واستخدام السرد بعيون دراتان والحديث بصوته والتنقل بين الاحداث الشخصية والجمعية بعيون ومشاعر الراوي بسلاسة وبراعة.
🔸الشخصيات:-
رسمت بإتقان مع وصف وتحليل لفكر كل شخصية وصوتها الداخلي
🔹دراتان: - شخصية مركبة تحمل الكثير من التناقضات شخص مضطرب جبان ضعيف طيب محب منتقم متفهم.
🔹ميليسا:- تمثل التحول المفاجئ من الالتزام لـ الانجراف خلف الرموز الزائفة لعلها تصل للخلاص دون ادراك واقع الامر.
🔹ماريا: - صورة البراءة بعالم آيل للسقوط .
🔹أمبير:- صورة عن سوء منح الأمان لمن لا يستحق .
🔹جرذ ماريا الأليف:- رمز الوباء والرفقة والحنان وكأنه تجسيد للقبح الخارجي الذي يجذب العيون دائما فيتغافلوا عن الجمال الداخلي الكامن والذي يظهر بوقته ولكن قبح العالم دائما يدهسه.
🔹وهناك الشخصيات الثانوية منها من خدم النص ومنها من كان يمكن الاستغناء عن وجوده.
🔸تطرح الرواية عدة اسئلة مثل:- هل يوجد مكان للبراءة بالعالم ؟ مامفهوم العدالة الاجتماعية؟ هل الانتقام هو الحل الامثل دائما ؟
نظام التفرقة الاجتماعية بالرواية السائد دائما حيث تسلط السلطة واستغلال الدين وتهميش الفقراء .
بعض الافكار المطروحة بالرواية لها رؤية فلسفية سوداوية واقعية ورمزيات مركبة ورسم نفسي عميق للبطل ونهاية انتقامية مؤثرة .
رواية قصت من قالب الموت بعيون الحياة تجعل القاريء يلمس أوتار روحه ليفكر ماذا لو كنت بمكان تلك الشخصية هل سيأؤل بي التفكير بنفس الإتجاه ام لا ؟ هل فعلا الأزمات تظهر حقيقة النفوس البشرية ومدي صدقها وطبيعة تحولاتها ام لا؟
أكثر ما أعجبني بالرواية هو عدم تدخل الكاتب بالادانه او تبرءة شخصية دراتان ولكن جعل القاريء هو الحاكم الرئيسي علي تلك الشخصية.
جاء الغلاف محمل بكل ما يرمز للموت. الخلفية السوداء كناية عن مرض الطاعون الأسود الذي اجتاح اوروبا في القرن الرابع عشر. اللون الأحمر كناية عن الدم الفاسد والملوث ببكتريا يرسينيا بيستيس المسببة للطاعون
هناك أقنعة الاطباء البدائية التي كانت توفر لهم شيئاً من الحماية آنذاك
الفئران التي كانت تمثل الوسيط الناقل للمرض عن طريق البراغيث القاطنة بفرائها
هناك التابوت والجاروف ادوات حفاري القبور. كفوف الأيدي البارزة نتيجة لتشبع القبور بالجثث
الغلاف مُقبض ومُعبر عن محتواه بدون شك
-------------------------
التقييم
الدرجة: ٩.٥ من ١٠ المستوى: ⭐⭐⭐⭐⭐ التقدير: امتياز
-------------------------
* المميزات / نقاط القوة *
- سرد مزدوج الوجهين لعملة واحدة
- شخصيات تُرك الحكم عليها من قِبل القارىء وحده
- لغة سردية عكست العناية الفائقة بالتفاصيل لكل مفردات وعناصر النص
- نهاية ذكية جداً مليئة بالخبث والدهاء الأدبي
-----
* الملاحظات *
- النهاية وضعتني في موقف صعب جداً بين الادانة او التأييد
- الرواية مشبعة بقدر كبير جداً من المشاهد البشعة والوصف التفصيلي الذي قد يثير غثيان مرهفي الحس. هي مصداقية وامانة كبيرة من الكاتب بكل تأكيد لكن وجب التنويه
-------------------------
* فلسفة / رسالة الرواية *
الرواية تطرح مجموعة من التساؤلات
هل ظهور وباء هو نذير غضب من الرب على عباده الخاطئين ام هو اختبار لحقيقة ايمانهم المزعوم ؟
ما هو مفهوم العدالة الاجتماعية في خضم الازمات ؟. من له الكلمة العليا اثناء الجائحة ، العلم ام المتاجرة بالدين لتحقيق مآرب شخصية ومنافع ضيقة على حساب الأرواح المسلوبة ؟
تترك الرواية للقارىء البحث عن الاجابات واصدار الاحكام حسبما يتراءى له
-------------------------
مراجعة الرواية
على غرار ادب السجون نحن على موعد مع نوع مختلف من الادب يحمل عنوان ادب الأوبئة. لا شك ان فترات العصور الوسطى تعد من ازهى عصور تفشي الأمراض والأوبئة. لا علاجات معروفة سوى محاولات بائسة للتداوي باستخدام الأعشاب. اضف الى هذا تفشي شتى انواع الجهل ، صحياً من حيث الاهتمام بالنظافة الشخصية ، علمياً حيث يخضع ظهور اي وباء او مرض غريب لتفسيره بأن الهواء الملوث هو السبب واخيراً تفشي الجهل والتعصب الديني الذي يعمي العقول والابصار عن حقيقة ما يواجهها من أزمات تحتاج الى مشورة اهل العلم وليس فقط التضرع في الدعاء وانتظار نزول المعجزات من الرب
تقدم لنا ميازما دراما مأساوية جداً عبرت كما ينبغي عن ثالوث الموت لأي مجتمع. الجهل ، الفقر والمرض. ناهيك عن انعدام العدالة الاجتماعية وتفشي حالة عامة من النفاق المجتمعي والتدني الأخلاقي والتدين الظاهري، تقود هذا المجتمع الى اسفل سافلين
* الفكرة / الحبكة *
مارسيليا في القرن الرابع عشر. مدينة الطبقية وانقسام المجتمع لسادة وعبيد. انحلال وفجور يتساوى فيهم الجميع. كنيسة مهجورة من رعاياها يسكنها العنكبوت والاتربة. نفاق سياسي رخيص لتحقيق مكاسب شخصية ضيقة. اما عن انعدام مظاهر النظافة الشخصية فحدث ولا حرج. بيئة مثالية جداً لأي مرض او وباء ، يجد لنفسه مرتعاً خصباً كي يصول ويجول كيفما شاء
يضرب الطاعون بقسوة وبدون رحمة ويبدأ بالطبقة الدنيا بطبيعة الحال حيث السادة منعزلون بعيداً عن الغوغاء. يتحد الوباء مع الفقر والجهل ليجد الشعب نفسه أمام موت أسود لا يفرق بين عُصاه وقلة مؤمنة
ستعيش بين ازقة وحواري المدينة اوقاتاً سوداء - بالمعنى الحرفي للكلمة - قد تصيبك بالانقباض من هول ما ستواجهه مع سكانها. يقدم الكاتب لك الموت كرفيق دائم بصحبتك في كل مشهد او حدث مصحوباً بأدق التفاصيل المثيرة للغثيان
في حقيقة الأمر انا اشيد جداً بطريقة تناوله لهذا المرض اللعين من كل جوانبه. اعراضه ، طريقة انتقاله ، وصف حي لمعاناة المريض حتى موته ، طرق الوقاية البدائية واخيراً كيفية التخلص من جثث الموتى - والتي ابدع هيثم في تقديمها في شكل درامي ذو مشهدية على اعلى مستوى - في العديد من مشاهد واحداث الرواية مما أضفى المزيد من المصداقية رغم بشاعتها اللامتناهية
احسنت. احسنت. احسنت
* السرد / البناء الدرامي *
السرد انقسم الى وجهين
- الراوي المتكلم
هناك بطل الرواية الذي يحكي لنا عن حياته المليئة بالمنغصات على مستوى اسرته الصغيرة التي تدور احداثها داخل المدينة حيث الطبقة المطحونة ، وعلى المستوى الاخر حيث حياته داخل القصر الحاكم واهله المنعزلين عن باقي افراد الشعب
- الراوي العليم
هذا الوجه حمل شقين بدوره هو الاخر. الشق الاول يختص باحداث اخرى تدور في فلك الرواية من خلال باقي شخصياتها
الشق الثاني وهو الأجمل على الإطلاق في عنصر السرد اجمالاً ، يتعلق بقص الوجه الأخر للحكاية نفسها من منظور الفئران والجرذان والتي تعد الوسيط الاساسي في لنقل الطاعون واجتياحه للمدينة. تحت مسمى ( حياة اخرى ) نجد هذه الفصول تمتد على طول الرواية لنرى ما الذي كان يدور بخلد تلك القوارض في تلك الفترة العصيبة في تاريخ البشرية. بماذا كانت تشعر وكيف كانت تفكر وما وسيلتها للبقاء على الحياة وسط هذا الوباء الفتاك ؟. دمج الكاتب ببراعة شديدة خطوط سير حياتها وسط حيوات شخصيات الرواية بشكل يجعلها جوهرية جداً في فهم وتتابع الاحداث من بدايتها وحتى النهاية
على صعيد البناء الدرامي للأحداث نجد بداية غامضة وغير مفهومة على الإطلاق يتركها الكاتب جانباً حتى يعود لها بشكل حمل الكثير من الذكاء والذي يستدعي انتباه وتركيز القارىء للربط والفهم
ما بين البداية والنهاية يأخذ الخط الدرامي شكل القوس الذي تجذبه شيئاً فشيئاً حتى يصل الى اقصى شد ممكن قبل ان تطلق يدك سهم البداية الغامضة كي تصيب قلب النهاية الملتوية !
* الشخصيات *
قبل الخوض في تفاصيل الشخصيات. دعونا نتحدث عن شخصية خفية لم تظهر بالشكل التقليدي المعتاد. وباء الطاعون الأسود هو أهم شخصيات الرواية. تجده في كل المشاهد والاحداث بشكل واضح جداً لدرجة الاختفاء في الخلفية. تشعر به يسير في الطرقات ويزحف داخل البيوت ويجري في عروق المصابين ويتحدث بلغة صامتة ويتفاعل ويؤثر ويحرك الحدث رغم انه اشبه بشبح غير مرئي. هي نقطة قد لا يلتفت لها الكثير من القراء لكن مع التأني والتمهل اثناء القراءة ستجده متجسداً امامك كأنه من لحم ودم
نعود لباقي الشخصيات لنجد انه اجتمعت في تلك الحقبة تشكيلة انسانية مبهرة ، حملت كل خصال ، خطايا وعيوب بني آدم المعتادة
اكثر ما يميزها في حقيقة الامر انها شخصيات تُركت عمداً للقارىء كي يحكم عليها بنفسه. قرر الكاتب ان يبتعد تماماً عن ايصال اي وجهة نظر محددة تجعلك تميل الى وصفها بالخير او الشر. بناء الشخصيات اتسم بالحيادية بشكل كبير
تتحدث الشخصيات بلسان تلك الفترة الزمنية حيث يختلط الجهل بالايمان ومدى التباس الامور عليها. جميعها يتسم بالاضطراب وعدم اليقين وهذا تجلى في شخصية البطل ( دارتان ). قد تجدها تارة تتفوه بترهات وتجديف وتارة اخرى بلسان خاشع. في تلك العصور كانت اوروبا غارقة في مستنقع كبير من الضلالات والأفكار المنغلقة جداً على نفسها. أيضاً كانت هناك محاربة شديدة ضد اي تفكير علمي منظم من قبل رهبان الكنيسة كان له تأثير كبير وواضح على تفاقم الاوضاع. الراهب ( باسيليوس ) كمثال واضح
ستجد أيضاً زمرة المنافقين ( الشاعر دانيال ) المعتادة والتي تترك كل ما يحيط بها من بلاء سعياً وراء فرصة لتملق الحاكم لعل وعسى !. هناك المتشددين دينيا بلا اي فهم حقيقي كشخصية ( ميليسيا ) الزوجة. أيضاً متبعي الشهوات والغرائز والتي تساوى فيها السادة والعبيد على حد سواء
العناية بتفاصيلها الشكلية يبدوا جلياً بكل تأكيد حيث الوصف التفصيلي لكل كبيرة وصغيرة حتى المقزز منها
نأتي لنوع اخر من الشخصيات وهو الفئران والجرذان. هي شخصيات لها كينونة خاصة بها حرص الكاتب على ابرازها بشكل واضح من خلال خط سير للأحداث خاص بها. يفكرون ويقررون ، تصيبهم مشاعر الخوف والحب والحذر. العديد من الحكايات المدهشة التي سيمر عليها القارىء ستجعله لا يعرف ايحزن عليهم ام يتعاطف معهم او ربما يضحك ساخراً مما يحدث امامه !. اضافة ساحرة دون شك من الكاتب اعطت للرواية بريقاً ولمعاناً من نوع اخر
* اللغة / الحوار *
- لغة السرد كانت هي الأبرز. الوصف التفصيلي الدقيق الذي لم يترك كبيرة ولا صغيرة الا قدمها. ترحل بالمكان والزمان الى العصور الوسطى والاجواء الملبدة بغيوم الجهل وضباب الشك وعدم اليقين
- لغة الحوار ما يميزها هو انها مرآة لمتحدثها. يصاف الى ذلك طبيعة عامة لكل الحوارات تمثلت في الاضطراب الشديد. لا احد يتكلم عن اقتناع كامل. الكل له مآربه الخاصة والتي بطبيعة الحال هي نتيجة طبيعية لتلك الفترة الزمنية العصيبة. اعجبني جداً طريقة حوار الراهب ( باسيليوس ) والزوجة ( ميليسيا ) على وجه الخصوص
* النهاية *
هنا نأتي للختام الملتوي والمُحمل بتساؤلات يجيب عنها القارىء بنفسه
الالتواء ينم عن ذكاء وبديهة عالية من الكاتب ليرى كيف سيفهم القارىء غموض البداية ومدى التباس الأمور عليه عندما نصل لكلمة النهاية. هل فهم القارىء الى اين يصل السهم الذي اطلقه من القوس المشدود عن آخره ؟
اما التساؤلات فعليك عزيزي القارىء ان تحكم على القرار الذي اتخذه ( دارتان ) في النهاية. قبل الاجابة عليك ان تجمع خيوط الحكاية في ضوء ما عايشته داخل تلك الأجواء السوداء وترتدي حذاء البطل وتعيش الاحداث في خيالك مرة أخرى
شخصياً لم استطع ان ادينه او ابرئه فالمأساة فادحة بكل المقاييس
الرواية: ميازما الكاتب : هيثم موسى دار النشر : إبهار للنشر والتوزيع - Ebhar Publishing House عدد الصفحات : ٣٥٠ ورقي التقييم : ⭐⭐⭐⭐⭐ ميازما : تعني باللغة اليونانية القديمة ( التلوث ) الغلاف : تصميم Waheed Mohamed ، أبدع فى تصميم الغلاف 👌🏻
تحذير ❌ الريڤيو يحتوي على الكثير من الفئران 🐀
🐀 الغلاف يحمل تفاصيل دقيقة كل رمز منها يشير لمشهد خاص به داخل سطور ميازما . و اختيار اللون الاسود مع الأحمر ليدل على الموت و الدم مع بصمات الجرذان على الغلاف باللون الاحمر الذى يشير لحملة الموت .
دائماً يسجل لنا التاريخ تلك الأحداث الهامة على مر العصور لكن الرواية هي ما تجعلك تعيش المعاناة التى شعر بها الشعوب أثناء تلك الأحداث .
فإذا كنت مستعد لخوض تجربة داخل مدينة مارسيليا في أصعب حقبة زمنية لها .. تأكد أولا أنك تحمل قناعاً يحميك من الموت ☠️ و ثانياً ألا يوجد جرذان حولك ...🐁 فبمدينة مارسيليا أبعد جرذ عنك يتواجد على مسافة لا تزيد عن سته أقدام..👣
🐀 تدور أحداث الرواية بمدينة مارسيليا بفرنسا كانت حالها كحال باقي المدن الفرنسية تنقسم لطبقتين العليا النبلاء و اصحاب السلطة و السلالات الثرية و السفلى للطبقة العاملة و الفقراء الجدير بالذكر ..
على الرغم من حياة الرفاهية و الترف التي ينعم بها أصحاب الطبقة العليا إلا أن الأوروبيون خاصة الفرنسيون لهم عادات صادمة خاصة عاداتهم الصحية و نظافتهم الشخصية ، لا يستحمون سوى مرات قليلة في السنه .
كذلك كانت المدن غارقة فى القاذورات البشرية حيث لم يكن أهلها يعرفون المراحيض فيقضون حاجتهم فى أوانى ليتم تفريغها و ألقاؤها في الشوارع كذلك مخلفاتهم التي كانت ترتع بها الخنازير و الفئران .
.. الفئران تشارك البشر كل شئ الهواء الطعام و الفراش تشاركهم احساس الندم و الفقد و الجوع و بالنهاية تشاركهم الوباء و المرض و الموت .
🐀 انتقل الوباء لفرنسا على متن إحدى السفن التجارية العائدة من ترحال لأحد السواحل الآسيوية لتستقر بمارسيليا لتحول بحرها لأمواج من الموتى تلقي بجثث الموبئيين مع كل موجه ليتسلل الوباء داخل كل بيت بالمدينة يوسم الأبواب بعلامات الموت يزحف داخل الأجساد يصبغها بلونه الاسود لا يفرق بين كبير و صغير فالكل امام الموت سواسية . يحول المدينة بأكملها لحفرة من الموت ، مقبرة جماعية تحتضن داخلها كل الأجساد الموبوئة منتظرة للموت في استسلام لمصير لا مفر منه فلا حيلة للهرب من هذا الوباء .
🐀 قد أفنى الموت الجميع 🐀
🐀 اهم الشخصيات :
🐀 دارتان : الشخصيه الرئيسيه بالرواية احدى فرسان الماركيز الاوفياء الذي أصبح حارس بالقصر الملكي بعد إصابته فداءً للملك ، فيعود لزيارة زوجته و إبنته ليجد نفسه في مواجهة موت أسود .
الشخصية تمر بنقاط تحوّل بعد ما كان فارس وفي يضحى بروحه فداء الماركيز يتحول لقاتل يلقى رصاصة الرحمه على روح ليرحمها من التعذيب لقاتل منتقم يسعى للإنتقام عن طريق أرواح بريئة .
🐀 ميليسا : زوجة دارتان شخصية مركبة فتارة أشفق عليها و أخرى ألعن قسوتها على من حولها و نفسها .
🐀 جوستاف : صاحب الفك الفتاك و الجسد الضخم الذي يستخدم قوته دائماً للاستقواء على الضعفاء و لهذا قرر ديكارت "ولي العهد" تسخير لخدمتة ليبث الخوف فى النفوس لإحكام قبضة الحاكم على المدينة .
🐀 الكاتب بارع فى رسم شخصياته بدقة و مراعاة تحّول كل شخصية منهم بطريقة ملائمة لتصاعد الأحداث و البعد النفسي لكل شخصية .
🐀 اللغة : عربية فصحى سردا و حوار الحبكة و السرد : الحبكة مترابطة بتسلسل أحداث متماسك و مرتب استحوذ السرد على أحداث الرواية بطريقة مشوقة .
🐀 رأيي الشخصي : العمل أكثر من رائع ، عمل متكامل بداية من الغلاف لفكرة العمل و طريقه العرض و السرد و الحوار و أختيار الاسم كالعادة 🤷🏻♀️
مع ملاحظه أن العمل يحتوي على بعض المشاهدة المققزة ، نصيحة لا تحاول تناول أى وجبة خفيفة أثناء القراءة ولا فنجان قهوة 😭.
و بالرغم من المشاهد المقززة لم استطع الهرب من صفحات الميازما إلا بعد الانتهاء منها .
🐀 الرواية تعتبر عمل دسم ملئ بالتفاصيل أنصح بقراءتها قراءة مفردة و عدم قراءة اى عمل بجانبها حتى لو عمل خفيف .
أستمتعت جدا بقراءة العمل ، دائماً ما كنا نسمع عن مرض الطاعون الذي أرعب سكان العالم على مر العصور إلى حد الخوف من الحديث عنه و امتدت حالة الرعب من الفئران إلى عصرنا هذا ، الكاتب سلط الضوء على هذا الوباء اللعين الذي وصل عدد ضحاياه حوالى 200 مليون شخص ، و وضع عدسته المكبرة على أدق تفاصيل الوباء مع ذكر كافه المراجع التي أستند إليها فى كتابه العمل .
🐀 معلومة أستوقفتني داخل العمل : ❞ إن جرذك هذا من فصيلة تُدعى بالقوارض، وتلك الفصيلة تختلف عن أي فصيلة غيرها، فالقوارض تنمو أسنانها الأمامية باستمرار، ولهذا فهو يقرض الأخشاب طيلة الوقت، حتى يبرد أسنانه. ❝
رغم أننى على علم بتلك المعلومه سابقاً إلا أن الكاتب وضع عده معلومات بطريقة سحرية لتتخلل عقل القارئ دون دراية منه .
🐀 اقتباسات من العمل 🖇️
🐀 ❞ "مرحبًا بك أيها الموت الآتي لتريح عقلي من شدة الجنون، وتعتق نفسي من قسوة الخُذلان، ها أنا جالس بين الجدران الأربعة، فاردًا ذراعيّ في شوق لاستقبالك، فلا تتمهل في المجيء، فقد كنت أنت دومًا من أخشى قدومه، وبِتُ الآن لا أستطيع الانتظار شوقًا لرؤيتك". ❝
🐀 ❞ أتت أيام ثِقال أشبه بسنوات، باغت فيها الموت مدينتنا، تزايدت أعداد البيوت الموصومة بعلامة الموت على أبوابها ❝
🐀 ❞ التهديد.. كلمة من المفترض أن تردع متلقيها عن الإقدام على فعلته، لكن لطالما كان يجري الأمر على النقيض، فلطالما كان التهديد.. هو أكبر دافع للتمرد. ❝
🐀 ❞ - "إن الخراف التي تهنأ بالسلام في مزرعتها دون غيرها، هي من تهاب الكلاب التي ترعاها، أكثر من الذئاب التي تنتظرها بالخارج"!! ❝
اسم الرواية:ميازما اسم الكاتب : هيثم موسي دار النشر: ابهار عدد الصفحات:538 القراءة إلكترونية على أبجد مقدمة ان الله يبتلينا كل فترة من الزمن بمرض مزمن معدي كوباء لا اعلم الحكمة الحقيقية فلا يعلمها الا الله و لكنى اعتقد أنه ليمتحننا و نعرف قيمة الامان و كيف أن الحياة العادية هذه نعمة لا تقدر بثمن . عن الرواية ميازما ، هذا الاسم الغريب ما هو إلا بداية قصة مؤلمة معناه التلوث ، فى زمن فائت كانت فرنسا ليست كما هى الان فالنظافة لديهم كانت غائبة و الشوارع كانت مكان للصرف الصحي ، إلى أن أرست سفينة فى مارسيليا لتغير حياتهم تماما أو نقول لتنهى حياتهم . هناك كان المجتمع مقسم لمدينة علوية تخدمها المدينة السفلية. فكان المدينة السفلية بالخطر يحاوط الناس أما الفئران فالخطر من الأرض عن طريق البشر و من السماء أيضا فأين المهرب ، الفئران امم أمثالنا فكانت علاقة الجرذ برفيقته الحامل ، حيث غامر الزوج بحياته خوفا ممن يحلق في السماء فاكله خنزير على الأرض و هو يحاول جلب الطعام لزوجته، و لم تكن زوجته محظوظة بل ماتت موتة أسوأ و هى ترى أطفالها يؤكلوا من رحمها واحدا تلو الآخر. فكانت الفئران ليست بالحظ الأوفر من البشر الذين كانوا فئران تجارب و الم تنجح يقتلوا لأن المهم ألا ينتقل المرض إلى المدينة العلوية.
الكاتب وصف وصفا دقيقا للأجواء فقد تشعر انك تري ما يتكلم عنه بمشاهده القاسية احيانا و المقززة أحيانا كثيرة . ربط بين الفئران و البشر بشكل تشعر معه بانسياب الأحداث.فقد تجرأت الفئران على أكل البشر بعد أن كانوا تحت أقدامهم يختبئون منهم أو يقتلوهم بوحشية ، تبدلت الأدوار بأسوا وصف . الشخصيات لا يفرق اسم عن اسم غيره فالكل مصاب و لكن يفرق اين تقع هل فى المدينة السفلية ام العلوية فتنجو و يكن لك ثمن أما السفلية فلست سوي فأر تجارب ام خادم ام فمن تكون هل انت فرانسوا حارس الغائط أم ابنه دانيال الشاعر المتملقو أمه الطاهية ، اليهودية ام طفلتها من سفاح ام دارتان بطل الرواية و الفارس ديكارت صاحب النفوذ و الغطرسة و أبيه الذي خدع فيه بطلنا . و هناك رجل الدين المتطرف ،و بطل القصة الفارس الشجاع دارتان و زوجته ميليسيا و ابنته ماريا .
ما اعجبنى الكاتب نجح فى وصف المشاهد وصفا دقيقا تشعر معه بما يريد إيصاله من حزن أو اشمئزاز .و طبعا كان لابد من الانتقام ممن حول البشر لفئران. ما ازعجنى صدمت أن البطل اختار هذه الطفلة بالذات ليحقق انتقامه. كيف له ذلك. و كانت هناك إطالة فى بعض الأحيان. النهاية ميازما ، هل هى رواية ام أحداث واقعية تصف فترة زمنية بعيدة امتلأها المرض و الخوف و الظلم و القسوة . الاوبئة تظهر أسوأ ما فينا ، ذكرتنى بما حدث ايام كورونا و رفض بعض الأبناء استلام والدتهم بعد تعافيها فتموت حزنا من صدمتها ، و الأبناء الذين حبسوا امهم بعد علمهم بمرضها لتموت وحدها تلعن تربيتها ، فالخوف من الموت يظهر حقيقة الإنسان. أثارت شجونى و احزنتنى كثيرا الأجواء المرضية و تصرفات البشر الذي لم يتغير كثيرا مع قسوة القلوب . بختم بدعاء حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم "اللهم انى أعوذ بك من سئ الأسقام" و الحمد لله على نعمة الامان . الاقتباسات ❞ لتصنع من حبها له طيلة السنوات دروعًا بشرية تحميه من شرور البشر وألسنتهم اللاذعة التي كانت تطوله لبشاعته، والحقيقة أنه لم يكن (جوشوا) هو القبيح، بل كان العالم من حوله هو الأشد قبحًا. ❝
❞ القسوة.. تلك الحمى التي تصيب النفوس وتلوّث العقول فتتحجر القلوب، فلا يعرف الإنسان بعد الخوف سوى ذلك الشعور، الذي يعتقد أنه فعلة مبررة تحميه من أي شرور قادمة.. لا يبغي معرفتها أو مواجهتها. ❝
❞ مهما كلف الأمر، فلن يضمد الانتقام جراح الماضي، ولن يملأ الفراغ والوحشة التي ملأت النفس، فهو يستهلكها ليحرقها من الداخل، لكنه على الأقل.. سيشفي غليل ثأر رجل مخدوع طيلة حياته فيمن ظن بهم الخير يومًا ❝ #تحدي_مايو #فنجان_قهوة_وكتاب #قراءات_صيفية_مع_أبجد_وفنجان_قهوة #أبجد #ميازما #هيثم_موسى
ميازما هيثم موسى إبهار للنشر والتوزيع - Ebhar Publishing House 355 صفحة صدرت سنة 2025
*ملحوظة اول رواية فى العالم العربي تتناول رؤية الاوبئة القوطية* لذلك لا تخافوا ولكن احزروا ولا تتناولوا شيءً اثناء القراءة...
"مرحبا بك أيها الموت الآتي لتريح عقلي من شدة الجنون، وتعتق نفسي من قسوة الخذلان، ها أنا جالس بين الجدران الأربعة، فاردا ذراعي في شوق لاستقبالك، فلا تتمهل في المجيء، فقد كنت أنت دوما من أخشى قدومه، وبت الآن لا أستطيع الانتظار شوقا لرؤيتك".
فى مارسيليا بفرنسا الجميلة وتحديداً القرن الثالث عشر تدور أحداث ميازما والتى تعنى التلوث فكما عودنا الكاتب العزيز انه لايرهقنا باختيار اسماء اعماله سدى بل لنفس المعاناه التى لن ننسي تفاصيل العمل بسببها فلن ننسي الاسم بعد القراءة
فى تلك الحقبة لم تكن فرنسا جميلة كما نراها اليوم وذلك بسبب إهمال هؤلاء القوم فى نظافتهم ونظافتها انذاك فالاستحمام كان يزور الفرد كالاعياد فى العام اما عن المدينة فحدث ولا حرج عن مكان يعيش به بشر دون صرف صحى فتتجمع القاذورات مع الروائح والذباب لتمرح بداخلها الخنازير والفئران
فماذا تحمل كل هذه الاحداث سوى الأمراض والاوبئة التى لا نجاه منها سوى بالم.وت المحقق
ولكن الحق يقال مع كل هذا فلم تنتج فرنسا هذه اللع.نة بل انتقلت إليها عبر السفن التجارية العائدة من السواحل الاسيوية وحتى الان تتم نقل الاوبئة بهذا الشكل فكأن كل بلد تقدر على حماية نفسها من الأمراض بما تحمل هى من امراض اما القادم إليها من الخارج يصعب على المقيمين ضحده
وبعد ما "افنى الموت الجميع" تركت مارسيليا ببيوت تحمل علامة الموت او علامة ان كان هنا حياه ،تركت المدينة ورائحة الفقد والالم تملئ الانوف والقلوب، تركت لتنوح ان كان هنا حياه قبل ان يصبغها اللون الاسود
رسمت الشخصيات بحرفية معهودة من الكاتب فما ان يبدأ بوصف الشخص تراه يتجسد امامك وهذا فى كل الشخصيات ليس فقط بطل العمل مثل دارتان فى صورة بطل البلاط الملكى وحامى الملك بل والوباء نفسه ذلك الشيء المفجع الذى ابدع فى وصف تسلله للبلاد وتمكنه من أجساد العباد وازهاقه لارواحهم ومشاهد الم.وت التى لن تنسي الا بمأساته القادمة التى ستحمل لغز اخر بداخل اسمها كما تعودنا
فايضا مارسيليا تلك الشخصية العجيبة التى تحيرك حتى النهاية
وذلك الوحش الادمى جوستاف
كل هذا الابداع بلغة عربية سلسة فصحى سردا وحوارا لكى تتمكن من الانغماس حتى اذنيك بداخل العمل ولا تتركه الا وانت تتنفس الصعداء لخروجك حياً من هذا الم.وت المحقق
بسبب حبكته الدرامية المميزة بتوازن بين السرد والحوار وإضافة حقائق واقعية تاريخية لتلك المأساه حتى اذا قام عقلك بتنبيهك انك تقراء مجرد رواية تراجع وقت ذكر الاحداث التاريخية المؤكدة
كما عادتى مع الكتاب أحييك وانتظر القادم بصبر مفقود أدام الله إبداعك واعاننى الله على تلك الهلاوس والأصوات التى تلاحقنى حتى استفيق من هذا العمل المؤلم
أسم العمل/ميازما أسم الكاتب/هيثم موسى دار النشر /ابهار للنشر والتوزيع عدد الصفحات/350صفحة
رواية "ميازما" للكاتب هيثم موسى تُعدّ إضافة مميزة للأدب العربي، حيث تُعتبر أول رواية تتناول موضوع الأوبئة القوطية في العالم العربي. تستعرض الرواية فترة انتشار الطاعون في فرنسا خلال العصور الوسطى، وتُسلّط الضوء على معاناة البشر في مواجهة هذا الوباء الفتّاك.
تدور أحداث "ميازما" في مدينة مرسيليا الفرنسية، حيث يعيش البطل "دارتان"، الحارس الحرّ الذي يعود إلى مدينته بعد غياب ليجدها غارقة في فوضى انتشار الطاعون. من خلال عيون "دارتان"، نتابع تفاصيل الحياة اليومية في المدينة، والصراع بين الطبقات الاجتماعية، وتأثير الوباء على النفوس البشرية.
الشخصيات الرئيسية دارتان: البطل الرئيسي، حارس حرّ يعود إلى مرسيليا لزيارة زوجته وابنته ليجدها تحت وطأة الطاعون ليجد نفسة في مواجهة موت أسود تتحول شخصيته من فارس يضحي بروحة لقاتل منتقم يسعي للانتقام حتي لو عن طريق أرواح بريئه
ميليسا: زوجة دارتان، شخصية مركّبة تجمع بين الضعف والقوة، وتُظهر تحوّلات نفسية عميقة خلال الأحداث.
جوستاف: رجل ضخم يُستخدم كأداة لبث الرعب والسيطرة من قبل السلطات، يُجسّد استغلال القوة في زمن الأزمات.
الأسلوب واللغة
اعتمد الكاتب على اللغة العربية الفصحى بأسلوب سلس وجذاب، مع وصف دقيق ومفصّل للأحداث والمشاهد، مما يجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش داخل الأحداث. كما استخدم السرد بضمير المتكلم، مما أضفى طابعًا شخصيًا وحميميًا على الرواية.
التحليل تُبرز الرواية الفجوة بين الطبقات الاجتماعية، حيث يعيش النبلاء في رفاهية بينما يعاني الفقراء من الجوع والمرض. كما تُظهر كيف يمكن للأوبئة أن تكشف عن أسوأ ما في الطبيعة البشرية، من استغلال للضعفاء وانتشار للفساد. بالإضافة إلى ذلك، تعكس الرواية تأثير الخرافات والمعتقدات الشعبية في تفسير الأحداث والتعامل معها.
"ميازما" هي رواية تأخذ القارئ في رحلة عبر الزمن إلى حقبة مظلمة من التاريخ، مستعرضةً تأثير الأوبئة على المجتمعات والنفوس البشرية. بفضل أسلوبها الأدبي المميز وحبكتها المتقنة.
أقتباسات
مرحبًا بك أيها الموت الآتي لتريح عقلي من شدة الجنون، وتعتق نفسي من قسوة الخُذلان."
أتت أيام ثِقال أشبه بسنوات، باغت فيها الموت مدينتنا، تزايدت أعداد البيوت الموصومة بعلامة الموت على أبوابها
رواية ميازما للكاتب المبدع هيثم موسى. قد تكون أفضل رواية صدرت لهذه السنة. أولا: الغلاف من تصميم المبدع وحيد محمد والذي أعتاد على ابهارنا بتصميماته الفريدة من نوعها، فقد عكس الغلاف الطابع القوطي المظلم القاتم المسيطر على الرواية بأكملها. ثانيا: قصة الرواية، تصور هذه الرواية لمحة من هولات أحد أصعب الأحداث في تاريخ البشرية، الطاعون. نتابع في هذه الرواية رحلة دارتان الوفي الذي أصبح أحد حراس قصر الماركيز بعد ما كان من أقوى الفرسان في المملكة. و قد عاد دارتان لقريته في مارسيليا و التي كانت تعكس حال أغلب سكان فرنسا في هذه الحقبة التاريخية، الفقر و التدني المعيشي. يعود دارتان لبيته و زوجته وابنته و نعرف هنا أن الأمور في منزله ليست مستقرة. ثم في وهلة يشيع خبر الحجر الصحي و منع الخروج من القرية منعا باتا بسبب انتشار مرض جديد أودى بحياة الكثيرين. نتابع تعايش سكان مارسيليا و منهم دارتان في ظل التغيرات التي طرأت على شكل حياتهم. نتابع أيضا من خلال بعض الفصول القصيرة حيات بعض الأصدقاء من القوارض الصغيرة و هم يتسللون للبيوت بحثا عن الطعام و علاقتهم بذلك المرض الذي ينهش البشر. ثالثا: النقد، الرواية كتبت بلغة عربية فصيحة سليمة سردا و حوارا و قد ضبطت جيدا حتى تناسب الحقبة الزمنية التي تدور فيها احداث الرواية. الوصف كثيف جدا يجعلك تعيش أجواء الرواية، فتستنشق هواء مارسيليا العطن و ترى الشوارع و كأنك تجلس مع الشخصيات بالفعل. تمتلئ الرواية بالمعلومات الدسمة التي تحتاج عقلا نشطا يلاحظها وهذا ما زاد من متعة قراءتها أضعافا. تسلسل الأحداث قد يبدو بطيئا بعض الشيء ولكنه كان لازما كي تتضح الصورة الكلية للقرية و أحوالها قبل أن تبدأ الأحداث المحورية التي تشدك فتتوالى الصفحات سريعا و انت لا تشعر. النهاية و ان لم تكن مرضية بالنسبة لي ولكنها ممتازة ولا يشوبها شائبة مجرد أني توقعت سير أحداث مختلف. تنويه: الرواية ليست مناسبة للجميع فبها بعض المشاهد غير المريحة و قد تكون غير لائقة لبعض الناس ولكنها كانت لازمة لتصوير حال فرنسا في تلك الفترة، و أيضا لا أنصح بأن تقرأها لو كنت من الناس الذين يشمئزون بسهولة. في الختام اتمنى من الجميع أن يقرأوا هذه الرواية فهي تجربة فريدة من نوعها و قد تفوق هيثم على نفسه بالفعل.
مبدأيا وقبل أي شيء، وكما نوه الكاتب في بداية الرواية، فهي تُقرأ على معدة خاوية. لا تحاول قراءتها ومعدتك ممتلئة أنت الخاسر حينها. قد يخيل إليك عقلك البشاعة التي تقرأها لتحاول التغلب عليها قبل البداية، لكن الحقيقة بشعة بشكل مرعب.
وباء الطاعون الأسود الذي قضى على ثلث سكان أوروبا، يطير بنا الكاتب في رحلة لأحد المدن الفرنسية التي ظهرت فيها الوباء وكيفية التعامل معها، انقسام المدينة لقسمين، قسم العامة وقسم الأسرة الحاكمة أو طبقة الأغنياء وتلك لها مزايا خاصة غير بقية الناس..
هل الجرذان هي سبب الوباء، أم الهواء الفاسد الذي يحيى فيه الناس، أم المصرف الذي يستقبل فضلات المدينة العلوية ويقوم العامة بمهمة تصريفه مما يجعلهم عرضة للمرض دونا عن غيرهم، أم الفجور والانحلال التي تعرضت له المدينة العلوية بالتوازي مع المدينة السفلية والابتعاد عن طريق الرب.
نعيش حكاية أحد الشخصيات، يُقال لد دارتان الوفي، يعمل لدى الماركيز في القصر، إلى أن ضرب الوباء المدينة وهو بداخلها، لتبدأ سلسلة من الأحداث المتلاحقة التي تضرب كل الموازين، وتظهر حقيقة الفرق بين الطبقتين، فالمرض حينما يأتي يختص به العامة، أما الأغنياء فلا شأن لهم به.
ندور في ساقية لنعلم كيف وصل بهم الحال إلى وضع متدن، ثم كيفية العلاج التي بدأت بطرق وقائية ثم محاولة إيجاد علاج له ثم استخدام طرق أخرى. يروي الكاتب طرق غير آدمية بالمرة للعيش داخل جدران تلك المدينة، عوضا عن الطرق التي اتبوعها في العلاج، واستخدم طرق بعينها للحبكة، ثم ا��نهاية، لأقترح عليك كما البداية أن تكون معدتك خاوية.
رواية ميازما واحدة من أفضل الروايات التي قرأتها هذا العام لهذا النوع، فالرواية رائعة بحق، فاستطاع الكاتب البدء مع مرض الطاعون ومسبباته، ثم وصف لنا بمنتهى السلاسة الحياة التي يحياها الناس وطرق معاملتهم من قبل الأسرة الحاكمة، ومعاملتهم لبعضهم البعض، إلى النهاية فهي رواية جيدة للغاية، ما لم تصبك حالة غثيان في المنتصف ستسحبك تدريجيا إلى حتى النهاية.
الرواية مدعومة بمصادر غنية للغاية، وصورة تقريبية لحالة الأطباء في حينها، لغة الكاتب سلسة للغاية، عربية فصحى بسيطة وجيدة، حبكة مميزة لعمل قوي جدا، نهاية رائعة ومتماشية رغم رغبتي في المزيد منها.
اسم العمل: ميازما. اسم الكاتب: هيثم موسى الدار: إبهار للنشر والتوزيع. إصدار: 2025. عدد الصفحات: 355.
رواية ميازما هي أول رواية عربية في أدب الأوبئة القوطية، كما تعودنا من الكا��ب على جديد مواضيعه وغرابتها، يأتينا من جديد برواية لا تقل قضيتها أهمية وإثارة عما سبقوها. تتحدث الرواية عن مرض الطاعون الذي تفشى بمدينة مارسيليا، تلك المدينة التي يسكنها عامة الشعب أو الطبقة السفلى منهم، والتي ترك حاكمها شعبها لينهش فيهم الموت بلا أدنى رحمة في مشاهد لا تقل بشاعة عن تلك القصص الدموية التي نمقتها.
أعجبتني فكرة الرواية جدا، لم تقتصر فقط على إظهار المرض وهيبة الموت، بل أيضا اهتمت بفرق الطبقات وتأثيرها في تفاقم الأحداث خلال العصور الوسطى، وإلقاء الضوء على جزء من حياتهم، مع التسليط على الجماعات الدينية التي ظهرت بنهج جديد وتأثيرها على نفس الإنسان من حين لأخر، وفي جميع تلك الأجزاء ستجد معلومات جديدة تدل على أنك أمام كاتب مجتهد ونتائج بحثه الكثيرة لهذه الوقائع.
الأحداث جاءت سلسة وتظهر براعة الكاتب في التنقل والربط بينهم. أعجبني بعض المشاهد الدرامية التي أثرت بقلبي وحزنت عليها، مثل تلك المتعلقة بسيء الحظ "جوشوا" وفطرة الأباء في مشاهد متعلقة بحفرة الموت. كان هناك بعض المشاهد الخاصة بالفئران رأيت أنها غير ضرورية أو أنها لن تؤثر في سير الأحداث، وزيادتها قد أثرت في الشعور بالملل قليلا. أما الحبكة فكانت مميزة ونهاية منطقية في رأيي رغم قسوة ما بها.
السرد جاء بلغة فصحى قوية، لا تصدق بأن هذا الكاتب يعيش معك الآن، بل هو يأخذك من يدك لتعاصر تلك الأحداث والحقبة بعقليتهم وأحاديثهم وأسلوب المعيشة، شعرت فقط أن السرد يمر بإيقاع بطيء بعض الشيء وهو كان مناسبًا لسرد التفاصيل بشكل مشبع لكنه لم يناسبني قليلا.
الكاتب ماهر للغاية في رسم الشخصيات وجعلها حية بين يديك، مراعيًا التحولات والبعد النفسي وتطور كل شخصية مع الأحداث، يستطيع إرغامك على كره بعضهم أحيانًا والبكاء عليهم في أحيان أخرى.
في النهاية ميازما هي رواية مختلفة مميزة، استمتعت بصحبتها والغوص بين تفاصيلها، إذا كنت شخصًا رقيق القلب فأنصحك بشدة بأخذ أنفاسك قبل البداية وعدم تناول أي شيء لأن بعض الأحداث ستضغط على معدتك وقلبك كثيرًا، وفي النهاية لا تحاول البحث عن أحد أو قول أي شيء؛ فلقد أفنى الموت الجميع.
آثار جروح النفس تسيطر على العقل وتؤرقه، فلا تهنأ النفس إلا بالحصول علي انتقامها.. مهما كلف الأمر، فلن يضمد الانتقام جراح الماضي، ولن يملأ الفراغ والوحشة التي ملأت النفس، فهو يستهلكها ليحرقها من الداخل، لكنه على الاقل.. سيشفي غليل ثأر رجل مخدوع طيلة حياته فيمن ظن بهم الخير يوما، ولهذا.. فعليهم تجرع مرارة الكأس الذي شرب منه هو وعائلته، ليعرفوا أن الكل سواسية أمام عدالة الأرض، وأن الانتقام سيطال نفوسهم،مهما علت بهم القصور.
حكى لها حينئذ عن قوم ظالمين لا يعبئون بشأن أحد سوى انفسهم، يجاورهم قوم آخرون كانوا سعداء بحياتهم البسيطة التي ابتليت بعد ذلك بسوء كبير، فتطلب الأمر منهم أن يستنجدوا بالآخرين والذين قدموا لمد يد العون لهم، ولم تكن نابعة من طيبة قلب، لكنهم كانوا يخشون أن يمتد هذا السوء ليصيبهم، ولما علموا في النهاية بتملك هذا السوء من جيرانهم قرروا قتلهم جميعًا حتى لا ينزعجوا بأمرهم مجددا. كان عقلها يحاول استيعاب قسوة أولئك القوم الذين حدثها عنهم، فتأتي نهاية شرودها، بأن تنظر إليه وهي عاقدة حاجبيها، لتحدثه هل تعلم ما يجب أن يحدث لهم؟!! عليهم أن ينالوا جزاءهم عن ظلمهم هذا
هل سينال أولئك الظالمون عقابهم في نهاية تلك الحكاية؟ نظر (دارتان) نحوها بوجه عاد إليه جموده، ليمسك بالباب ليدفعه ويغلقه من ورائه، بعد أن أجابها:سوف يحدث يا عزيزتي في القريب، وبالتحديد.. بعد ثلاثة أيام من الآن.
لتأتي كلماتها الأخيرة لي من وسط بكائها الشديد، وهي تخبرني بأمر واحد كانت على يقين منه، وهو أنني في القريب سوف أجلب الموت لفرنسا، بل وربما.. للعالم أجمع.
ميازما" رائعة هيثم موسى الأخيرة و التي تدور أحداثها في فرنسا و تحديداً في مارسيليا عام 1347 حين انتشر "الطاعون الأسود" في البلاد.
الرواية ممتعة من بدايتها إلي آخر كلمة علي الرغم من ان الجو العام بالرواية في منتهي الكآبة و السواد و يوجد مشاهد مرعبة و أخرى مثيرة للأشمئزاز ، ولذا فالرواية ليست مناسبة لجميع القراء.
أعجبتني نهاية الرواية الصادمة و سعيدة انها ستكون ختام عام 2025 .
في انتظار العمل القادم للكاتب الذى استطاع ان يحتل مكانا متميزاًعلي قائمة كتابي المفضلين
ريفيو لعمل جديد رواية:-ميازما للكاتب الأستاذ:- هيثم موسى عن دار نشر:- إبهار للنشر والتوزيع "إبهار الحبيبة" التصنيف:- أدب الأوبئة القوطية عدد الصفحات:- 355 صفحة
فكرة العمل:- تدور أحداث الرواية في مدينة "مارسيليا" الفرنسية أول مدينة فرنسية يطالها وباء الطاعون. يسرد الكاتب في روايته مشاهد صعبة، شبح الموت يخيم على المدينة كلها بين عشية وضحاها، حصد الموت أرواح الجميع فهل لهذا الموت من رادع أو دواء يضيف أملًا في شفاء أرواح جديدة؟
حول العمل:- جاءت الرواية بلغة عربية فصحى، لغة رائعة للسرد والحوار، مع وصف دقيق للأحداث وكأنك تعاينها وتشاهدها كشاهد عيان. رغم صعوبة المشاهد، وتصاعد الأحداث وعلمك من داخلك أن كل تلك الأحداث مرت فعليا في حقبة معينة تشعر وكأنك كنت معهم، تتنقل بحرية بين الأزقة، بل وتشعر بهول ما حدث.
رأيي في العمل:- عمل يوضح لك بين سطوره حجم المجهود الذي بذله الكاتب فيه، حرصه على أن يخرج بأفضل صورة، تخيله للمواقف حتى أنك قد يخطر ببالك سؤالا صعبًا، ترى هل شاهد الكاتب تلك الأحداث لينقلها بتلك الدقة أم تم أخذك أنت كقارئ في رحلة عبر الزمن لتلك الفترة الصعبة؟ برع الكاتب في جعلي أشفق على شخصيات بعينها، وأحنق على شخصيات أخرى وأتمنى أن ينالها أقسى أنواع الألم. حتى في المرض يفرق الموت بين الطبقات، فتترك الطبقة العلوية الطبقة السفلية تعاني وحدها من ألم المرض بل وكل ما يشغل البال ألا ينتقل ذلك المرض لهم. غريب أمر الإنسان وكم يحب الحياة طالما يتمتع بما يجعله يهنأ بها. أعجبني جدا عاطفة الأبوة، المشاعر الإنسانية من البعض خلافا للبعض الآخر. مزيج رائع يضفي نكهة خاصة للمشاهد.
تقييمي الشخصي:- 9.5/10 (عمل لن تخرج منه كما دخلت)، أرشحه بشدة لمن يهوي القراءة بعمق ويحب الانغماس في التفاصيل. قارئ يعطي صبره للعمل الموضوع أمامه لتملي عليه الصفحات بكل ما تحتويه. كل التوفيق والنجاح للكاتب تجدونه على موقع إبهار https://ebharbook.com/ar/publishing-h...
رواية أكثر من رائعة لحقبة غامضة مبهمة، أضاءها لنا الكاتب وازاح ما بها من غموض.، تستحق وبجدارة ما قد سمعته عنها بالسابق عن كونها أحد روائع الأدب المعاصر.
اقتباس: كان حفرة القبور جالسين في أرجاء متناثرة بالمكان تدفن منابت مجارفهم فى الأرض لتقف منتصبة بجوارهم لنتأمل ردمات الحفر التى حاوطتنا يظهر سطح أحد الرؤوس من إحداها وتبرز أصابع من غيرها دون أن يهتم العجزة بالموت الذى يحيطهم من كل اتجاه ناظرين نحونا كأننا لا نفرق عن البقية فى شيء عالمين أننا في القريب سوف تبرز أطرافنا من أحد تلك القبور
كعادة هيثم موسى دائماً ألا يبحث عن السهل ولكنه يقدم بطريقته مواضيع شائكة باستخدام اسلوب السهل الممتنع. رواية ميازما رواية شائكة حيث يتشابك الخوف من المرض مع تسلط السلطة الدينية وكيفية مواجهة الجميع لمصير واحد محتوم ألا وهو الموت الذي أفناهم جميعاً رواية جميلة بها من الفلسفة والمعلومات القيمة ما يجعلها رواية متميزة في تصنيفها القوطي الغريب عن مجتمعنا العربي