في عالم مليء بالخيبات والحياة الجافة، يعيش الدكتور "عمران" حياة أربعينية مملة، إلى أن يُنتدب للعمل بأحد مستشفيات الصعيد؛ تنقلب الدنيا على رأسه، وتتحول من مجرد الدوران في ساقية الحياة، إلى التورُّط في علاقة محظورة في قريةٍ لا تسمح للشمس أن تتعرف على وجوه نسائها، وبالتحديد أكثرهن جمالًا.
في عالم الروائي "عصام الزيات" نترك التوقعات جانبًا؛ المفاجآت متتالية لا يمكن التبؤ بها، والضمير الإنساني حيٌّ مهما حاول الأبطال إسكاته.. لكن الثمن غالٍ وسيدفعه الجميعُ مهما قدّم المحبون من تضحيات.
كان صعب اكلم عن العمل بدون حرق للأحداث ⚠️فالريفيو ده يحتوي علي حرق للأحداث لقاء جديد في تاني عمل للكاتب عصام الزيات بعد الكلب الذي راي قوس قزح، و بعد اثبات موهبته في اول اعماله. بس ياترا قدر العمل يكون علي نفس المستوى هجاوب علي السوال في الاخر. بنبدا الرواية مع عجايبي و اعادة تمثيل جريمة قتل انجي مراته ،مشهد يخلينا نتصور اننا داخلين علي رواية جريمة، لكن واقع الرواية غير كده و كان بداية موفقة للعمل. ثم بيجي الدور علي ظهور الدكتور عمران دكتور الأمراض النفسية، و هنا يجي سوال في بالي هو مين بطل العمل الحقيقي عمران ولا عجايبي ولا البطل المكان قرية جهنم في الأقصر. فجاة بيتم نقل الدكتور عمران من طنطا (منور يا دكتور عصام تفتكر تحب تروح الأقصر زي عمران ) الي قرية جهنم في الأقصر و الكاتب أبدع في كتابة مشهد رحلة عمران في قطار الصعيد بوصف تفاصيل اللي سافر و ركب قطارات عارف أني الكاتب صور الواقع ببراعة و انا شخصيا شوفت جزء من تجربة السفر دي ،و لحد هنا الرواية كانت لطيفة و الراكب الغريب قدر يضحكني و تصورت أني العمل أقل سواد ،لكن طلع دي حلاوة البدايات بس. ثم بيجي بطل تاني و هنا البطل هيكون المستشفى مسرح أحداث و حياة دكتور عمران الجديد ، و الكاتب قدر يعمل كوكتيل من أنواع و أشكال الأطباء و التمريض و الموجود في واقعنا، لكنه كان بخيل و كنا محتاجين تفاصيل أكتر عن الشخصيات دي لاني الأمثلة حلوة لكن المرور و التعامل معاها كان بالنسبالي اقل من المفروض شخصية زي الممرضه زينب دي كان ممكن تكون أسطورة في مكان زي ده ، و هنا عندي نقد مش مقتنع خالص بفكرة تكليف طبيب نفسي بالطوارئ ،بالرغم من عدم ممارسة الطبيب النفسي الطب الا انه ممكن يوصف روشته لأنه درس فارما و عارف التفاعلات الدوائية و الاسماء العلمية للمواد الفعالة. نيجي بقي للقاء الأول بين عجايبي و دكتور عمران و بالرغم من المناورات عشان يروح بيت الشاذلي عشان ماحدش يشوفه الا انه بعد كده اللقاء بينهم بقي عام و في القهوة فكان ايه لزوم اللفة دي كلها. و انا بقرأ حديث عمران و عجايبي في الجزء ده كتبت عليه ملاحظة اني الحديث ممتاز و الكذب و التبرير من عمران قدر يعمله ببراعة. و لحد قبل اللقاء الاول بين عمران و عجايبي و يمكن كمان في فترة تقربهم من بعض العمل كان ممتاز و في القمة ،ثم للأسف حصلت تحولات غريبة عجيبة زي عجايبي و العمل بالبلدي فرط من ايد الكاتب . موت الطفل ابن عجايبي بالرغم من أهميته في سير الاحداث الا أني أعتقد كان ممكن يتم تصويره بشكل أفضل. غيبوبه الدكتور عمران لو جاز نسميها كده بعد شراب زجاجه في الغالب فيها مادة مخدره قدرت تدخل عمران في حالة برود و عدم تركيز و كسر المستشفى و اخد حق الناس من المدير و شلته ، ليه اشوف المشهد هنا فلاش باك كان يبقي روحه و تناوله مختلف لو المشهد كان في وقته ،عمران تم تخديره اسبوعين و يصحي ناسي تماما و هو دكتور نفسي فأعتقد كان ممكن يساعد نفسه يفتكر و يشوف ايه المادة اللي اتخدر بيها ، بس كده لا هو كان ايه الغرض من دس مادة توصله للحالة دي سوال كان لزم نعرف له إجابة. نيجي للقاء انجي و عمران و هنا هنرجع لجزء في الأول و هو بالرغم الظاهر علي الممرضه زينب أنها بتحافظ علي عادات البلد الا انها لفتت نظر عمران أني مرات صاحبه حلوة ايه التناقض ده، طب راح عمران و هو لسه تحت تأثير اللي حصل و رايح يخرج انجي من حزنها فيبدا يحاول ياخدها في شباكه لاشباع رغبات اتحرم منها و قرأت في بعض مراجعات الرواية أني عمران بيمر بأزمة منتصف العمر ،طب عمران من اول الرواية متنزن و عاقل و محترم فجاة و هو في قرية في الأقصر ومرات صاحبه هيفكر فيها اما تكلمه و يبدأ يحاول معاها مش قادر اقتنع بالتركيبة دي ،و هنا هرجع لنقطة مهمة جدا و هي نسرين و ايه سبب رفضها للعلاقة الزوجية مع عمران في اجازته ايه السبب مفيش مبررات واضحه و عمران مش مرسوم شخصية ضعيفة حتي لو اتضغط عليه من نسرين بحجج المظهر الاجتماعي و المدارس الغاليه و الشقة بس مش الراجل اللي مراته هتمشية . في تطورات العلاقه بين انجي و عمران و المقابلة بينهم ،اللقاء بصورته مكنش له داعي ولا غرض الا انه اتسبب في موت انجي لانه زرع الشك فيها اكتر لكن و هي لبسه نقاب و عجايبي عينه مش بتشوف كويس فيشك انها هي صعبه لو هي اصلا منقبه هقول ممكن يتعرف عليها ،نيجي بقي لقصة الرسالة اللي بعتها عمران و تليفون انجي بيتصلح التليفون مفهوش خط عشان يقدر يفتح نت فايه كان هيخلي عجايبي يوصله بالنت عشان توصل الرسالة؟! بعد لقاء عجايبي و عمران و الحديث عن الشك في مراته في نهاية المشهد بنشوف عمران قدام المستشفى بيطلع تليفونه و بيكتب حاجة بعصبية فالطبيعي انا كقارئ شكيت انه بعت ل انجي يحذرها من شك عجايبي و الشك بيتاكد بعد كده اني ده اللي حصل زي ما بنشوف ،لكن أنجي اللي خافت من اللقاء و خايفه من الكلام و مترددة فجاة بتصور نفسها زي ما عاوز عمران مش قادر اتقبل التناقض ،كمان بعد كده عمران بيحاول ينفذ عجايبي من وبيبعت الصورة لحساب عجايبي هنا للأسف حصلي لغبطة لاني الاحداث كانت بتدور في وقت واحد و كنت احب اشوفها بطريقة كتابة مختلفة. نيجي بقي للطامة الكبرى النهاية من أول انهيار عمران و رجوعه علي طنطا بنشوف نسرين بتحاول تقف جامبه تمام لكن اما بتقلب في التليفون و بتشوف الصوره و بتعرف انه خاين بتتطلب الطلاق ما انتي السبب هو انتي كزوجة كل المدة دي و مفيش علاقة ولا ود و شايفه جوزك بنك بيصرف بس متوقعه انه هيبقي شيخ تناقض كمان و كنت محتاج بدل اخدت مساحة في الفصل الاخير تظهر انها تتكلم و تعبر عن روحها. المدير الجديد ظهر بدون اسم و بدون تفاعل مع عمران اللي أكيد سمعته بعد ضرب المدير القديم سبقته كان ممكن يكون في جزء لده أفضل من اننا نتوحد مع عمران في محادثات. نيجي بقي ل اكتر نهاية مستفزه قراتها يعني انجي تموت و عجايبي إعدام و نسرين هتتطلق و عمران و اتفضح و اتفصل من الشغل و العيلتين اتفضحه في البلد و ام انجي و ماتت تقريبا كمان ليه علي رأي الزعيم و عندما عرض هذا العمل مات المشاهدين جميعا، كان ببساطة ممكن يتم استعادة الصورة المحذوفه من تليفون عمران و يطلع عجايبي براءة مش هيبقي ظلم في بداية حياته من دكتور الجامعه و ظلم في نهايتها و اعدام ظلم لاني موتها كان بدون قصد . نيجي ل اختيار اسم الرواية رغم فلسفية و رمزية الاسم و انه كان ده احساس عمران انه زي الهامستر اللي شافه، الا انه كان ممكن اختيار اسم مختلف يعبر عن محتوي العمل ، لأني عمران هرب مش استخبي في العجلة. حاليا بيتم استخدام الكلور بدل الفينك في التعقيم في المستشفيات. و ملاحظة اخيرة في مشهد اعادة تمثيل الجريمة كان لزم يكون وكيل النيابة حاضر مع ضابط المباحث اللي كان محتاج اعرف متعاطف مع عجايبي ليه . و يبقي السؤال اللي حصل بين عمران و انجي خيانه ولا لا؟ و سوال كمان بيطرح نفسه مستشفي متطور في الظاهر لكن بعقول قديمة و محاط بعادات و أفكار متخلفة زي الشيخة في الطواريء. ❞العقل البشري حين يريد شيئًا فيفتح أبوابًا لم يعرف أحد أنها موجودة فيه❝ ❞الوضع في المستشفيات لا يفهمه غير العاملين بها. مكان مقدّس لإنقاذ أرواح البشر، لكن لو تحتّم عليك أن تختار بين إنقاذ روح وبين توقيع الحضور في موعده، فعليك أن تختار التوقيع؛ لأن الروح التي منحتها بضع سنوات إضافية على الأرض وسط أحبابها لن تشفع لك عند موظف الدفتر الذي سيبلغ موظف الشئون القانونية الذي سيرسل مذكّرة لموظف الحسابات لاقتطاع اليوم الذي لم توقع فيه ❝ ❞لكنه يعلم أن القاهرة لا تختفي، ستظل قاهرةً للزمن والبشر. لن يُعاقبها أحد على حُلمه الذي سحقته، ولا عن المرضى النفسيين الذين تمنحهم حق التحكُّم في مصائر الآلاف من الطلاب. ربما القاهرة هي التي تحوِّلهم إلى هذه المسوخ، لا أحَدَ يدخل القاهرة ويبقى إنسانًا.❝ ❞«يا ابني «نسرين» مثل القُنفد، لا تنفع للحُضن ولا للبُوس»❝ ❞أن تكون استثمار والدَيك الوحيد يعني أن تشعر بالذنب دائمًا.❝ ❞ منذ اللحظة الأولى لركوب قطار الأقصر أنت لست طبيبًا ولا إنسانًا، أنت فرد بلا قبيلة تحميه، ولا عائلة تثأر لموته ❝
#رفقاء20525 #الاختباء_في_عجلة_هامستر "الاختباء في عجلة هامستر...بين الدوران بلا نهاية ومحاولة وحيدة للمقاومة" لينك المقال على مدونة "دون" https://2u.pw/K4E7r
في روايته الجديدة “الاختباء في عجلة هامستر” الصادرة عن “دار دون للنشر والتوزيع” يصرخ الكاتب “عصام الزيات” صرخات عدة تخاطب قلوبنا وعقولنا وضمائرنا في تسارع شديد، فكانت الصرخة الاولى صرخة شاب مكافح قدر له أن يخطأ مرة واحدة في حق أحد أساتذته، فكانت الخطيئة الأولى التي تشبه خروج سيدنا آدم من الجنة، فخرج “عجايزي” من جنة التعليم والمستقبل المشرق إلى جحيم المستقبل بدون أدنى ملمح لخطوة قادمة، فهل كان عقاب الخطيئة يعادل مستقبل ضائع؟؟؟ وهل كان الإغتراب والعمل بوظيفة مرهقة والتحايل على الجميع بأنه ذو منصب وجاه في بلاد الخليج حلاً لمشاكله؟ وهل كان الزواج المبكر بقرار أبويه قراراً صائباً ام انه كان بداية النهاية؟
“فأن تكون استثمار والديك الوحيد يعني أن تشعر بالذنب دائماَ”
وكانت الصرخة الثانية للطبيب النفسي “عمران” يشترك فيها مع عجايزي باختلاف التفاصيل والخلفية الإجتماعية، ف “عمران” الشاب الواعد الذي تحول دوره بين أبويه إلى “إستثمار وحيد” مطلوب منه التفوق دوماًَ و السير في مسار محدد سلفاً هو ببساطة حلم أبويه، في أسرته من أب وزوج إلى مجرد محفظة نقود متجددة، يقتصر دورها على إمداد زوجته وطفليه بما يحتاجونه للعيش في مستوى قررت الزوجة بقرار منفرد أنه الأنسب لأولاد الطبيب النفسي بدون النظر إلى تبعات هذا القرار من ضغط مادي وتفكك أسري نتيجة غياب الأب في إحدى قرى الصعيد كمنتندب لمدة عام وبمرتب يبلغ الضعف تقريباً، لم تكتف الزوجة بالإبعاد المبرر من وجهة نظرها، بل تفاقم الأمر إلى تجاهل كل متطلبات الزوج سواء في حضوره بالتأفف من كل طلباته مهما كانت بسيطة ومنطقية، وفي غيابه بالإمعان في تجاهله وعدم التواصل معه، فكانت النتيجة أنه أحس بنفسه مجرد فأر في عجلة هامستر…يجري بدون هدف سوى تلبية متطلبات أسرته وبدون أي مراعاة لإحتياجاته الإنسانية، فكانت…محاولة الخروج من القفص
“تشر أن هناك شيئاًَ جذاباً في عالم البمات لم تجربه، جاذبية في الإختلاس من المختفي عن الأنظار، ثم يستعيده الأشخاص ضاحكين بعد مرور الزمن”
للقراءة| “الاختباء في عجلة هامستر”.. نجاة أم خطيئة؟!
وكانت الصرخة الثالثة من نصيب “إنجي” الفتاة الأجمل والأكثر بياضاً في بلدتها التي تتميز فتياتها ببشرة سمراء أقرب للحنطية، مدللة أبيها وقرة عين أمها التي شاء لها القدر أن ترتبط بإبن الخالة الذي يأس الجميع من إصلاح نفسه بعد دخوله في إكتئاب حاد صعب تشخصيه، فقرر الأهل الحل الأسرع ألا وهو الزواج، إنجي التي لم تر في حياتها سوى”عزبة جهنم” وصور متواترة بعث بها إبن الخالة من غربته لسبب ظاهره مراسلة أهله وباطنه محاولة استمالة لابنة الخالة والتقرب منها، ولما تم الزواج المبني على خداع محكم من ابن الخالة والطبيب عمران، قدر لها أن ترزق بطفل ومن ثم اكتشاف خديعة أبيه، وكان للقدر كلمته الاخيرة بوفاة الطفل، ودخلت الأم المكلومة في زوجها وابنها في حالة اكتئاب حادة، لم يخرجها منها سوى الطبيب عمران، بين توق عمران للتجربة ولهفة إنجي للخروج عن المألوف وإحساسها بالظلم البين من الجميع، كانت الخطيئة غير المكتملة.
يصرخ الجميع في الرواية، مع تعدد الصرخات إلا أن الصوت النهائي كان “صرخة ظلم”، ف “عجايزي” ظلمه مدرس جامعي له سلطة قوية فتسبب في ضياع مستقبله، “عمران” ظلمته زوجة وأسرة لم تر منه سوى دعم مادي، صرخة “إنجي” من الخداع وظلم الجميع”.
تميزت الرواية بسرد قوي، فلاش باك محكم لكل شخصية خاصةً “عجايزي” و “عمران” ك أبطال للعمل، جاء الوصف مبهراً في أدق التفاصيل حتى “حركة الشمس واتجاهها”، كما جاء الحوار بالفصحى غالباً وأحياناً بعامية مناسبة للغاية لكل شخصية.
راق لي جداً وصف الكاتب لبعض العادات الإجتماعية مثل”المرماح” و “ردم بؤرة الدم” في وصف جميل زاد من جمال وبهاء الرواية وصحح لي بشكل شخصي معلومات مغلوطة، فطالما صورت لنا الدراما مشهد حمل الق ا ت ل لكفنه على كفه يعلوه س ك ي ن ويقوم أهل المغدور به بالاختيار بين دم القا تل أو دم خروف يمثل فداء أو قبول للصلح، ولكن في الرواية حكى لنا الكاتب على لسان الطبيب عمران المشهد بأنه يتمثل في سرادق كبير يتجمع فيه أهل البلدة وكبار الشخصيات و موفد من وزارة الأوقاف، يخطو القا تل داخل السرادق مرتديا جلبابا مقلوب ويطلب السماح من ولي المغدور به، ومن ثم يحلف الجميع على كتاب الله بقبول الصلح في مشهد يخلو من سكين ودم ويخلو بكل تأكيد من النساء.
أما بالنسبة للمرماح، فقد كانت معلوماتي المتواضعة أنه مجرد سباق للخيل برماح عدة، الفائز ببساطة من يصل أولا، ولكن في الرواية وعلى لسان عمران أيضاً اكتشفت أن المرماح يحدث فقط في المناسبات الهامة، يبدأ التحضير له من عشية اليوم السابق، ثم يبدأ الفرسان في الدوران في حلقات دائرية ومن ثم التسابق وفي النهاية تكون فقرة التحطيب على الخيل.
أجمل ما في تصحيح المفاهيم في الرواية أنه جاء بشكل عفوي بدون حشو زائد أو إسهاب مفرط، بوصف سينمائي جذاب. في النهاية، يستمر”عصام الزيات” في نيل إعجابي واهتمامي بمشروعه الأدبي. #قراءات_حرة #قراءات_مارس 1/9
قفص كبير بداخله عَجَلة دوّارة يجري عليها «هامستر».. يجري فتدور العجلة، فيجري أكثر لتدور العجلة بسرعة أكبر. # للمرة الثانية ع التوالي انت أمام عنوان غريب ! يدعو للتساؤل؟ لكن الكاتب لا يتركك بدون تفسير للعنوان الغريب لتجد أن العنوان يمثلك بشكل أو بأخر ، من الصفحة الأولي تخطفك الرواية فكيف لا وهناك متهم بمثل جريمته التي ارتكبها 🥹 ثم علي مدار الصفحات تتوالي الذكريات بطريقة الفلاش باك لنري ماذا حدث، علي لسان بطلي الرواية عجايبي وعمران نري كيف يمكن للفشل الغير مقصود أن يجر وراءه فشل مقصود ، وان الظلم يجر وراءه ظلمات والكذبة تجر ورائها كذبات وكأنها عجله الهامستر الدوارة التي لا تتوقف ابدا 🥺 رواية مؤلمة حد الاكتئاب مثل بطليها 🥹 ريفيو بسيط حتي اتخطاها واكتب ريفيو مفصل عنها 🥹
اولا شكر للصديقة Esraa Adel على إقتراحها لي بهذه الرواية و على توفيرها لي
ثانيا ...رواية بسيطة جدا فصول عن نشئة و حياة الشاب الاقصري عجايبي متداخلة مع فصول عن نشئة و حياة الطبيب النفسي د عمران و كيف اصبحوا انتقلو من مرحلة مريض نفسي مأزوم و طبيبه النفسي الى مرحلة صديق و صديقه
ثم تعقد الأمر بعد ذلك ....ثم جريمة شرف .....تداخل فيها بصورة ما د عمران ...
اسلوب المؤلف سلس و جميل و فيه دراية ب عادات المجتمع الأقصري و قصة حبكتها بسيطة و مع ذلك قوية
بقدر ما هى جميلة و بسيطة بقدر ما هي مؤلمة و حزينة الكل خسر في نهايتها عجايبي و زوجته و د عمران و زوجته
تفرض سؤال حائر.... عند الوصول لازمة منتصف العمر الاربعينات لو الحياة عجلة ركض للهامستر و نحن الهامستر هل نظل ب القفص و نتوقف عن الركض ؟ نُترك لنجن... هل نترك الركض و العجلة و القفص و لا نعود للقفص ابدا ؟ هل نترك تلك العجلة لنهرب نجري و نجرب عجلات اخرى على سبيل التغيير او المغامرة عائدين للقفص من حين لاخر ؟
الكتاب التالي : إن كان ينزف - مجموعة قصصية ستيفن كينج عرب و اثارة
انتهيت للتو من قراءة هذه الرواية، العمل الثاني لدكتور عصام وثاني قراءة له بعد "الكلب الذي رأى قوس قزح" وكانت من أشد اللحظات سعادة أثناء القراءة حينما عرج الكاتب على سيرة "السيد" بطل الرواية الأولى ليُفسر سفر "عجايبي" وعمله في طنطا. - لحظة رائعة قلما نعيشها مع كاتب معاصر ننتظر بشدة عمله القادم ويبدو أن دكتور عصام أصبح في المقدمة بالنسبة لي- ولدي تخمين بخصوص هذه النقطة بالتحديد سيؤكده أو ينفيه العمل القادم..
رواية سلسة، سينيمائية، تتميز بأنها تعطيك المطلوب بالضبط فلا تزيد ولا تنقص.. وهو أسلوب الكاتب حيث يأخذك معه في الأحداث المتتالية السريعة المترابطة من حيث المكان والقدر والتيه الإنساني ولكنه لا يبالغ في وصف المشاعر فلا ينفق صفحة من روايته ليصف مثلا انكسار الضوء على صفحة الماء في ليلٍ بارد من ليالي ديسمبر.. أسلوب منمق وجذاب ولكنني تضايقت من بعض المواضع كورود كلمة ( خزان أحزان ) وحين كُتب أن "إنچي" قرأت آخر كلمتين ثم ردت بينما كان "عمران" قد أرسل لها رسالة صوتية، فكيف تقرأها!
يتميز الكاتب أيضًا بعادية أبطاله - إن جاز التعبير - فلا يكون مميزًا بشيء بل شاب مصري مطحون كما يقول الكتاب، يعيش في الواقع الذي نهرب منه جميعا، يتنفس عوادم السيارات وينحت في الصخر ليصل ولكن إلى ماذا؟ لا نعرف.. ليس لكاتبنا بطل كما يُعرَف البطل وتلك نقطة هامة فحين تقرأ تتلهف لمعرفة أي طريق سيسلك كإنسان عادي ضعيف وفقير ومنهزم في مواضع شتى. لا يمتلك نظرة خاصة للحب أو للحياة - حتى لو كان طبيبا نفسيا-، يستسلم ويعمل سائق ميكروباص بعد الهندسة، يستسلم بخلق سيطرة زائفة على حياته ليتنفس قليلا خارج عجلة الهامستر بينما هو في الحالتين مُكبل الروح، منسحب، يحيا فحسب لأنه ليس هناك طريقٌ آخر أو لأنه لا يرى أبعد من قدميه.
هذا ما جمع بين عجايبي وعمران..
تعاطفت مع عجايبي وكرهت عمران..
[ ١١ ديسمبر ٢٠٢٥ ]
This entire review has been hidden because of spoilers.
الجميع أبطال في حياتهم وحياة الآخرين أحيانًا.. للكلمة أثر، وللخطأ "فورة" إذا لم يصحح فور إدراكه. لا يكفي أن تكون حسن التربية، مترفعًا عن خطايا زملائك ففي النهاية قد تقع لا أحد معصوم.. الأشخاص الذين نبالغ في تقديرهم عادة ما يأتون بالكبائر، تماما كما نخذل من أكثر من وثقنا بهم. في عالم عصام الروائي.. حيث يؤثر اختفاء شخص في رواية على حياة شخص في أخرى..تمامًا كما نتأثر في الشرق الأوسط من قرارا عشوائي لدول أخرى. كل شيء متصل ومتشابك بطريقة ما.. وكل شيء منفصل كذلك بصورة أو بأخرى..
رواية واقعية في حياة شاع فيها استصغار الخطأ وتمييع الحدود واعتبار الخيانة مغامرة، تنتهي أحيانا بحبل المشنقة!
انتهيت للتو من آخر صفحات هذه الرواية والحق يقال قد مضى زمن على مثل تلك الحالة من الإنفصال عن الواقع التي مررت بها وأنا برفقتها رغم أنها رواية واقعية جدًا وقريبة جدًا من موقعي الجغرافي "طنطا" وأنا كذلك أحب الأقصر وأخطط لزيارتها كل عام مع الرحلات التي توفرها وزارة الشباب والرياضة منذ عرفت بوجود مثل هذه الرحلات وبالطبع هذا ما لا يحدث لأسباب شتى :"D هذا استرسال لا يمت للرواية بأي صلة ولكن أحب أن أربط الأشياء بي ليس إلا. حسنًا أول ما قلته عن شخصيات الرواية كان "من جديد شخصيات انهزامية ومستسلمة للواقع ولا تحاول تغييره، مفعول بها لا فاعل." لا أفضل هذا النوع من الشخصيات بأي حال وبمضي الصفحات بدأت أرى أن هذه الشخصيات تشبهني بشكل أو بآخر، وبدأت اندمج معها واتقبل ضعفها فهو الضعف البشري على كل حال. أعجبني فكرة تقاطع الحيوات في هذه الرواية مع الرواية السابقة للكاتب "الكلب الذي رأى قوس قزح" وكأن الكاتب ينسج عالم موازي عبر رواياته وهذا ما يؤكد شعوري بالإنفصال عن الواقع الفعلي وأنا أقرأ. استمتعت بالرواية رغم طابعها الكئيب وأحببت شخصية زينب عن باقي شخصيات الرواية. اقتباسات: " الهامستر حيوان طاقته هائلة، ولولا وجود تلك العجلة لم يجد ما يُهدر طاقته فيه، وسيصبح شرسًا أو مكتئبًا؛ فالعجلة هي التي تحافظ على توازنه النفسي، والتزامه قواعد السلوك المتوقعة من حيوان لطيف وصغير الحجم مثله. للمرة الثانية يرى نفسه في العجلة، طاقة مهدرة في دائرة لا تنتهي.. تجري أكثر ظنًا أنها س��ف تنتهي أسرع، لكنك تكتشف أنها لا نهائية. "
انتهيت بالأمس من قراءة ممتعة لرواية صديقي المبدع د.عصام الزيات "الاختباء في عجلة هامستر ". الحقيقة انه من شدة ترابط الاحداث وسردها بطريقة جذابة اظن انك تستطيع اكمالها في جلسة واحدة ولكن اخذت مني الرواية ثلاث أيام متقطعة .. فقد بدأتها داخل القطار في محطة كفر الزيات ثم طنطا متجهاً إلى القاهرة ثم انتصفت الرواية في اليوم الثاني في حي السيدة زينب ثم انهيتها داخل جدران العاصمة الادراية الجديدة أثناء انهاء بعد الاجراء الخاصة بنقلي إلى مستشفى العباسية للعمل كطبيب نفسي .
اذا كنت متفاجئ الان من هذه الصدف العجيبة فسوف تجد ما هو أكثر غرابة داخل الرواية .أكثر ما لفت انتباهي في الرواية هو تقاطع مصائر أبطالها وكذلك تقاطعي أنا معهم في أكثر من شيء أولهم كطبيب نفسي ثم مشاركتي لهم لبعض أماكن وقوع أحداث الرواية .
الرواية تبدأ من حيث انتهت ..بداية مشوقة جدا ..تبدو في البداية بإنها متوقعة تماما . خصوصا اذا كان بطلها طبيب نفسي وهو (د.عمران ) الآخر هو( عجايبي) الذي توالت عليه الصدمات . اكاد أجزم انه اغلب مرضانا النفسيين بالمستشفى يملكون قصة تشبه قصة عجايبي. إذن فنحن أمام رواية نفسية من الدرجة الأولى ..تسائلت يا ترى هتشخصه ايه يا عصام ؟ لكن صديقنا د عصام كان أكثر ذكاء وحنكة ونسج من خياله مسار أخر مختلف أكثر واقعية وأشد تعقيدا فلن تستطيع توقع الاحداث ما دمت في حضرة الدكتور عصام .
الحقيقة انه عصام لن يتركك لتخمن أي شيء في الرواية حتى لا يشتتك ..فهو يهيأ القاريء ليكون بكامل تركيزه أثناء تلقي الضربة القاضية . فقد شرح لنا سبب تسمية أبطال القصة الدكتور عمران وعجايبي وانچي بهذه الاسماء .لم يتوقف عند هذا فقط فقد شرح لن سر تسمية الرواية بهذا الاسم العبقري " الاختباء في عجلة هامستر " حين تعرف سر هذا التشبيه سوف تشك في حياتك انت شخصيا بالكامل خصوصا اذا كنت تعمل كطبيب .
ناقش عصام قضايا وأمراض مجتمعية في غاية الاهمية تمس مجتمعنا الحديث ملاحظا ادق التفاصيل وكأنه أستغل في ذلك قدرته على الملاحظة المطلوبة منه في تخصصه كطبيب (كلينكال باثولوچي ) فقد تطرق إلى بناء الاسرة والعلاقات بين أفرادها وكيف للظروف الاقتصادية والطموحات الشخصية العالية ان تعصف ببيوت كاملة . كذلك تطرق إلى وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام الانترنت ولن اطيل في هذه النقطة تحديدا ولكني لم أجلس يوما في عيادة الطب النفسي للشباب المراهقين او الاطفال والا ووجدت نفسي أصب لعناتي على اليوم اللي اخترعوا فيه الموبايل والانترنت لما يسببه من كوارث داخل مجتمعنا ولكننا نسير جميعا مغمضين أعيننا وكأننا جميعا كمجتمع قد اتفقنا ضمنيا على ترك هذا السرطان يعبث بنا وبأبنائنا .
تطرق عصام أيضا لموضوع أصيل في ممارسة الطب النفسي وهو فكرة الطرح والطرح المعاكس(transference and counter transference ) كيف للمعالج النفسي وللمريض ان يحملوا أفكار ومشاعر طيبة كانت او سيئة تجاه بعضهم البعض وكيف لهذا انه يؤثر على سير العملية العلاجية .فما يقوله لنا أساتذنا انه شر لابد منه ويكفي فقط ملاحظته بشكل واعي كي توظفه لصالح المريض وليس بشكل معطل في العملية العلاجية.
لابد ان أشيد أيضا بقدرة عصام على الوصف لكل التفاصيل فقد شعرت اننا زرت قرية عزبة جهنم ومشيت في شوارعهم وعرفت تقاليدهم وعملت في مستشفى آمون التخصصي . كمان انني رسمت صورة لعمران وعجايبي وإنچي في خيالي اظن انها اقرب للواقع .
في الختام انتهيت من الرواية وظللت شاردا أفكر حتى نبهني أحد اصدقائي .كنت أفكر كيف أحمل مشاعر لعمران ولعجايبي كأنهم طرفي الصراع فقط وكأنني أتغافل عن دور إنچي ..كيف يمكن لغرائز الانسان ان تعبث به؟ ..وكيف لحدث صغير ان يغير مجرى حياة الانسان؟ . هل بداخل كل منا شيطان لم يستيقظ بعد؟ ..كيف للقيم الحقيقية وليست المصطنعة ان تثبت في وجه العاصفة ؟..وكيف يمكن للانسان ان يوهم عقله بأنه على حق أم ان عقلنا الماكر هو الذي يعبث بنا ؟ انتهيت من الراوية لكنني لم أنتهي من صراعي مع نفسي الذي خلقته بداخلي تلك الرواية . أشكرك يا عصام على هذه الجرعة الانسانية التي أيقظت بداخلي الكثير .
عصام الزيات (الروائي الطبيب) يُطل علينا بروايته الثانية "الاختباء في عجلة هامستر" مُنمقة العبارة والتنظيم، رواية واقعية نفسية صادمة.
حدوتة تبدو بسيطة الحكيّ ولكنها تحمل ثقل المعاني والعبرات، وبما أن الكاتب طبيب لذا اهتم ببواطن الشخصيات.
تبدأ الرواية بجريمة قتل تجذبك معها لتلتهم صفاحتها خلال فيلم خاص من اخراج عصام الزيات الذي يصطحبك عبر قطار ٩٣٤ المكيف خط (طنطا-القاهرة-الأقصر) سفر لمدة ١١ ساعة يسرد أحداث سنوات قضاها الأبطال بين (قرية بوريج الجبل-طنطا-القاهرة-عزبة جهنم-الأقصر-الخليج) . عالم خاص رسمه الكاتب وربطه بمصائر بعضهم البعض.
مراجعة أحاول أن لا احرق أحداث روايتها فهي حكاية يجب أن تقرأها أنت.. لتحكم أنت.
* عمران، حبيس القفص الذي يهدر طاقته على عجلة هامستر، وحيد أبويه ومُخلِصهم وهو المُستبدَل بالمال عند زوجته، الطبيب الذي تأرجح بين الصواب والخطأ، والذي هرب من القفص إلى مجهول المغامرة.
* عجايبي، شريد النفس الذي حلم حتى صدمه الوجة الأخر من الحلم، التائه في بلاده لا يعجب حاله وحاله لم يرض به؛ فعُوقب!. اغترب واغترب وظل يجرم في حق الانتقاء.
* إنجي، الأميرة المدللة موضع القصد التي وقعت على عقبها.
أشارت الرواية أن أبطالها ليسوا أشخاصًا؛ بينما عجلة الهامستر، القطار، العبّارة، المستشفى، الغرف المغلقة، الغربة، الجفاء، الفقد، التيه، التناقض،المنجل، المحاكمة، الموت، الخداع، المغامرة، الصداقة، الغواية، الشك،العقاب، الألم .... هم الأبطال.
تتناول الرواية فكرة الاقتناع بدوران العجلة لتهدر ما بك من طاقة وتحافظ على التوازن النفسي حتى لا تصبح شرسًا أو مكتئبًا وتنفجر قنبلة الكتمان، وهل هذا ما يحدث؟! هذا ما ستجده بنفسك ولنفسك داخل الرواية.
عرض الكاتب بعض الامور المهمة لقضايا أسرية من ضغوط، تفكك، صمت، التطلع للطبقات الأعلى ونتائجه، رتابة وملل بين الأزواج. عرض فكرة كيف يمكن أن يقضي إنسان بسلطته على مستقبل بني آدم واعد. تطرق إلى بعض من قضايا الفساد الاداري الطبي وتناول دور الطبيب النفسي حين تغلب نفسه على علمه ويمارس ألاعيبه النفسية.
برع عصام في اصطحابك معه إلى بلدة عزبة جهنم حيث أجواء الشمس الحارقة والأنفاس المتقدة لتسير في طرقها، تشاهد عادات أهلها في الفرح والحزن وتحضر معهم مشهد مهيب يتناول القصاص.
الرواية هي دنيا مُصغرة تُنفرك من صدق ما بها من أمراض نفسية ومجتمعية، آثار سلبية ترتبت من خداع النفس أولًا ثم خداع الأخرين وعلاقات بنيت على كذب. تريد أن تدخل الرواية لعلك تصلح ما بها تنقذ هذا أو تصفع ذاك ولكنها الدنيا، انظر حولك ..نفسك؛ تجد الحل يضلّ طريقه من كثرة العقبات. من أراد المال لم يجده ومن أراد العلم سُلب منه ومن أراد الحب فقده ومن أراد المغامرة صار مُجرم قاتل النفس دون لمس الجسد، تقابلت المصائر وتعاركت الأنفس بشكل درامي والألم هو من انتصر.
وقعت الرواية علىّ أثرًا بائسًا لكنها تعطيك عبرة أنما للمغامرة حدود فتبتسم وتنظر للزاوية حيث ينتظرك القفص فاتحًا بابه مشيرًا لعجلة الهامستر الخاصة بك.
رواية الاختباء في عجلة هامستر ـ يطل علينا عصام الزيات بثاني أعماله الروائية، يأخدنا إلى عالم جديد حيث تتلاقي مصائر وأقدار شخصياته بشكل مُخيف! كُلُُ له مأساته الخاصة، ولكن الجميع يعاني ويكابد في هذه الحياة. الغريب أن شخصياته تفنن كل منهم في رسم مأساته، كان كل واحد يخطو خطى ثابتة تجاه الهاوية، حدث وراء الآخر وكل منهم يُحكم ربطة الحبل الذي يشنق به نفسه حول رقبته بملء إرادته! كيف نسقط من القمة إلى القاع جراء كلمة! كيف يمكن أن تأخذ الحياة هذا المنحى الغير المفهوم جراء خطأ عابر أو ذنب واحد! أنهيت الرواية في جلسة واحدة، ظللت طوال فترة قراءتي لها مشدوهة بالتفاصيل وبتسارع وتيرة الأحداث وبالتحول الدرامي الذي كان مثل ضربات بعصا ثقيلة فوق رأسي.. يأسرني عالم هذا الكاتب، فهو ينفذ إلى جوهر الإنسان وتعقيداته النفسية بمنتهى السلاسة، يسوق لك ما يريد من معان قد تستعصي على غيره كأنه يفعل أكثر الأشياء اعتيادية كشربه للماء، فهو لا يحزق- إن جاز التعبير- حتى يخرج لك بالمجاز والإستعارة والتشبيه، بل يأتي بالكلام البسيط السهل فيلمس شغاف قلبك وينفذ إلي روحك. جعلني أدور وأقف وأفقد رؤيتي وبصيرتي كثيرا أثناء رحلتي داخل عالمه، أتنهد ويعصف برأسي ألف سؤال فأكمل القراءة علني أجد ضالتي فيما بقى من سطور، ولكنه لا يعطيني إجابات واضحة، فقد حقق مبتغاه عندما تركني حيرى بأفكاري! ـ دُهشت من كيف تتقاطع بدايات البعض مع نهايات البعض الآخر، وكيف أننا بشكل أو بآخر متشابكون مهما باعدت بيننا المسافات والطبقات الإجتماعية،وأن غياب شخص ما في لحظة حاسمة قد يدمر حياة شخص آخر للأبد كأثر الفراشة .. ذهلت من فكرة كوننا أحيانا نعيش أعمارنا بكاملها كالهامستر داخل عجلته، جري من أجل لقمة العيش، جرى لأجل أن تنجز عملك، جري لأنك اعتدت الجري ولو مكانك .. فينتهي العمر وأنت داخل العجلة لم تغادرها، وإن قررت التسلل للحظات خارجها ترتكب الكوارث وتُزهق أرواح جراء هذا التمرد السخيف على رتابة حياتك.. ما زلت أشعر بالغصة في قلبي منذ أنهيت الرواية من وقت اقتناءها من معرض الكتاب، وأجاهد منذ ذلك الوقت أن أكتب عن شعوري ولكن تستعصى علي الكلمات.. شعور بالحزن والألم والشفقة والغضب من عمران وعجايبي وإنچي ونسرين وكل شخص في الرواية، ف النهاية في داخل كل شخص جُزء صغير يشعرك أنه مسكين وأنه لولا ترتيبات القدر العجيبة لما آل وضعه لما هو عليه.. وأجدني في وسط انشغال يومي أتوقف لأسأل نفسي: هل كانوا يستحقون هذا المصير؟ لماذا لم ينظر لهم الكاتب بعين الرحمة وأعطاهم فرصة أخيرة للنجاة؟! ولكن ربما هذه هي الحياة، لا يكون هناك دائما متسع لفُرص إضافية أو محاولات للهرب إلى داخل العجلة كالهامستر.. أحيانا تجد نفسك وجها لوجه مع عواقب فعلك المّشين، وعليك أن تدفع الثمن لا مفر، فالحياة لا ترحم، ولا تربت على كتف المذنبين بل تصفعهم أو تركلهم بقوة. رواية ثقيلة جدا لا تغادر رأسك، تظل تدور في فلكها أياما وشهورا وترغب في أن تستجوب كل شخصية على حدة لتعرف دوافعها، لتفهم سيكولوچية البشر وكيف يكون الإنسان أعمى أو معصوب العينين وهو يدمر حياته لأجل كذبة بيضاء أو متعة قصيرة الأجل. لا أريد أن أسرد أحداث الرواية ولو بشكل مختصر كي لا أُفسدها، فهي تؤخذ كجرعة واحدة كترياق مُر أو ككأس نبيذ يُفرغ ف الفم مرة واحدة ثم يبدأ تأثيره يداعب جسدك وعقلك و��تركك تحت تأثيره.. شكرا عصام الزيات على هذا العالم الغني والثري، وفي انتظار مزيد من الإبداع دوما 🌷
أول عمل أقرأه للكاتب وفور انتهائي منه بحثت عن عمله الآخر الكلب الذي رأى قوس قزح.. عرفت على الفور أن هذا الكاتب صاحب مدرسة وشخصية وفكر.. الغلاف والاسم ومضمون الروايتين دل على ذلك. لكن هذا أعادني إلى سؤال مهم.. هل يجب أن يكون الكتاب مفيداً.. هل يجب أن ننتهي من الرواية فتخرج ورقة وقلم ونبدأ بكتابة الدروس المستفادة.. لو كان الأمر كذلك فلماذا لا نكتب الدروس المستفادة في ورقة وينتهي الأمر؟ فن الرواية من أصعب الفنون والحكم على الرواية تراه من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.. ستجد من يراها رائعة في حين الآخر يراها مملة وبلا فائدة. لكني أعتقد أن الأمر سيختلف ولو قليلاً مع هذا العمل.. لن أحرق الأحداث بالطبع فلست من ذلك النوع السخيف الذي يجلس بجوارك وأنت منغمس في مشاهدة فيلم مشوق ليقول لك النهاية. لكني سأقول بعض النقاط التي أعجبتني بها. الرواية تبدأ بنهايتها لكنك تظل طوال الرواية متشوق لمعرفة كيف وصلوا إلى هذه النهاية. أكثر ما أعجبني فيها هو السؤال الذي سيدور بذهنك.. من المخطئ من الأكثر شرا ومن المظلوم. كيف لتلك الأشياء التي نراها بسيطة وربما نفعلها أن تقودنا إلى هذه النهاية؟ ربما تتعاطف مع بعض الشخصيات وتكره البعض لكن الرواية ستثير في نفسك الكثير من الأسئلة أكثر من التي ستجيب عليها.. عليك أنت أن تحاول. الرواية سينيمائية بامتياز. ربما تكون أفضل عمل قابلني في السنوات الأخيرة. العمل الثاني للكاتب وأعتقد أنه لو استمر على نفس المشروع فسأرى بعد العمل الرابع أو الخامس أحد أهم الكتاب في تاريخ مصر. ملحوظة أخيرة.. أنا لا أعرف الكتاب ومتأكد من أن وجهة نظري لا قيمة حقيقية لها فأنا لست شخصاً مسموع الكلمة.. لكني أحببت تسجيل رأيي من باب الشهادة.. أتمنى أن يستطيع الكاتب الكبير اتحافنا بعمل كل عام على الأقل بنفس جودة هذا العمل
خلصت النهاردة قراءة الاختباء في عجلة هامستر لعصام الزيات، ورغم إن الرواية طويلة (حوالي 320 صفحة)، قريتها بسرعة على غير العادة. كانت تجربة غنية وممتعة، دخلتني عالم روائي بديع سمح لنا الكاتب باستكشافه.
عصام الزيات بيختار لك دور المتفرج، بتتابع الأحداث بدهشة واندماج، وأحيانًا بتحس إنك ممكن تلاقي فيها إجابات لأسئلة بتزعجك بس بتتجاهلها، زي ما عجايبي – بطل الرواية – بيدور في عجلة الهامستر زي باقي الناس، فهل في نهاية مختلفة؟
الرواية بتكمل عالم الكاتب اللي بدأه في السيد وخميس، بس المرة دي مع عجايبي والدكتور عمران، في مزيج من الجريمة والدراما النفسية. حسيت علاقة الدكتور عمران وعجايبي قريبة من علاقة دكتور جيكل ومستر هايد، وكأنهم وجهين لنفس العملة.
من البداية، الرواية بتحسسك إنك داخل لعبة Two Truths, One Lie، مش عارف تصدق مين أو تشك في إيه، لكن بتكمل مستمتع بالتداخلات والمفاجآت.
دي مجرد انطباعاتي عن القراءة الأولى، وماخدتش ملاحظات أو اقتباسات، لأن الرواية دي مش مجرد مرة واحدة.. محتاجة تُقرأ أكتر من مرة علشان تاخد حقها.
ينظر الطبيب النفسي ( عمران ) في المرآة ليرى نفسه اشبه بحيوان الهامستر في قفصه ، يدور ويدور للأبد داخل العجلة الدوارة. يفكر ماذا لو استطاع الخروج من القفص ؟ السؤال اين الهامستر في القفص ؟!
الغراب ؟ ربما كناية عن جريمة القتل داخل الرواية التي ارتكبها ( عجايبي )
في المجمل التصميم متوسط الجاذبية
-------------------------
التقييم
الدرجة: ٦ من ١٠ المستوى: ⭐⭐⭐ التقدير: متوسط الى جيد
-------------------------
* المميزات / نقاط القوة *
- الشخصيات واعدة
- طريقة سرد مميزة تم تطعيمها بتكنيك الفلاش باك الجميل
-----
* العيوب / نقاط الضعف / الملاحظات *
- رواية اللا حبكة ، اللا صراع ، اللا ذروة والمنطقية تبكي احياناً في الزاوية
- لغة الحوار على طريقة احمد كالحاج احمد
- نهاية ضعيفة بلا اي اثارة
-------------------------
* فلسفة / رسالة الرواية *
الحياة التي تألفها وتعرفها خيراً من البحث عن مغامرة تعطيك احساساً مزيفاً ونشوة مؤقتة مصيرها الى زوال ، وعندما تعود لسيرتك الأولى تكتشف ان كل شىء اصبح في مهب الريح
تبدو رسالة جيدة لكن ايصالها لم يكن على النحو المأمول
-------------------------
مراجعة الرواية
يمكنك ان تحكي حدوتة ظريفة بلا حبكة محددة ، بلا صراع وعقدة واخيراً بلا ذروة. الحكي لمجرد الحكي فقط
نحن ندور في دائرة مفرغة طيلة الوقت. ننتظر حدوث شيء ما يجعلنا نتحمس فنجد انفسنا نلف وندور الى ان يصيبنا الدوار. المحصلة النهائية ؟ لا شيء مهم. لا جديد تحت الشمس
نحاول ان نخرج قليلاً خارج هذه الدائرة على سبيل التغيير لنجد أنفسنا تائهين وعندما نقرر العودة مجدداً لما نألفه نجده قد تبدد وضاع
هي رواية باردة ومتوقعة جداً
* الفكرة / الحبكة *
لا اجد الكثير كي اتحدث عنه. لا تشويق ، لا اثارة ، لا ذروة. الأمر يبدو كحياة يومية رتيبة شاهدنا من قبل ونعرف نهايتها من قبل ان نصل للختام
المنطقية ؟ هناك نقاط لا أعرف كيف تم تجاوزها بهذه البساطة. ( تحذير بكشف بعض الاحداث )
- ( السيد بيه ) ماتت زوجته وابنه في حادث حريق. في الصفحة التالية نجد ان ابنه تولى ادارة الأمور نيابة عنه !!!!. هل هو ابن اخر ؟ لم يتم التوضيح
- الرسالة التي ارسلها ( عمران ) لزوجة ( عجايبي ) غالباً تحمل تحذيراً انه يشك فيها وعليها الحذر. لاحقاً هي تلتقط صور فاضحة لنفسها وترسلها ل ( عمران ) !!!!. ما فائدة التحذير اذن خاصة وان ( عجايبي ) اصبح كالمجنون الذي يشك في كل شيء ويبحث عن دليل ادانة ضد زوجتة. هل هذا لتبرير ما حدث منه على طريقة - كشفت سرك يا خاينة - بصوت محمد صبحي في مسرحية الهمجي في فصل الخيانة !!!!
- ( عمران ) يقدم دليل براءة ( عجايبي ) امام المحكمة ليكتشف ان الصورة تم حذفها من الهاتف الذكي. هناك خاصية استعادة الصورة بكل سهولة لانها تبقى على الهاتف لمدة لا تقل عن ٣٠ يوم قبل التخلص منها ، والمحاكمة كما تم ذكره امامها شهر تقريباً والصورة تم حذفها قبل موعد النطق بالحكم بمدة اقل بكثير من شهر !!!!. يقومون بتبديل الدخول على حساباتهم في برنامج الماسينجر ويتلاعبون بالمحادثات ويحذفوها لكنهم لم يسمعوا عن خاصية استعادة الصورة داخل جاليري الهاتف نفسه !!!. الرواية تدور في الزمن الحاضر وليس في ازمنة قديمة
- ما مبرر اعطاء ( عمران ) مواد مخدرة ؟ كي نبرر هياجة الجنسي على زوجة ( عجايبي ) والادهى انه يظل طيلة اسبوعين كاملين في غير وعيه !!!!. معالجة سطحية لأزمة منتصف العمر اذا كان هذا هو المقصود. اما اذا المقصود ان يكون ذئباً مثل مدير المستشفى - ومحدش احسن من حد - فهذا ينسف تماماً سمات شخصية الطبيب كما سأذكر في عنصر الشخصيات
لنكتفي بهذا القدر
* السرد / البناء الدرامي *
بناء الأحداث سار على خط مستقيم حيث النقطة أ تسلمك للنقطة ب مع وجود القليل من نقاط الالتفاف للوراء - الفلاش باك - عند احداث بعينها ثم نعاود المسير للامام مرة اخرى
اعجبن اسلوب سرد ووصف رحلة ( عجايبي ) في المدينة الجامعية وكلية الهندسة ولاحقاً سفره للخليج وما تعرض له من اهانات واذلال بشكل يحاكي الواقع البائس في مجتمعنا. كذلك مع رحلة ( عمران ) بدءاً من السفر بالقطار ولاحقاً مع المشاكل والمهاترات والاعتداءات التي يتعرض لها الأطباء في المستشفيات الحكومية بشكل يومي
الخط الدرامي واضح وسلس لكنه للأسف مكشوف ومتوقع جداً
* الشخصيات *
ما يميز الرواية هو جودة شخصياتها. قدم الكاتب مزيج مميز يجمع اهل بحري - طنطا - مع اهل الصعيد - الأقصر - على اختلاف الافكار والثقافات
( عجايبي ) الأقصري شاب طموح يحمل احلاماً بلا حدود تلامس حد السماء والطبيب النفسي ( عمران ) المتكيف والمتماهي مع نمط حياتي يتشابه وغالبية جيله. هناك بالطبع شخصيات مساعدة تمثلت في الاسرتين وشخصيات ثانوية محدودة الظهور
على صعيد الوصف الخارجي للشخصيات فالأمور على خير ما يرام. الخلفيات البيئية والاجتماعية حاضرة بقوة. ما سبق يحمل المبررات الكافية لردود الأفعال والتصرفات في مواقف كثيرة خاصة فيما يتعلق بالجانب العملي في حياة كلا الرجلين
التحولات والتغيرات في حياة كليهما كانت أفضل فيما يخص ( عجايبي ). الشاب من الممكن القول انه انسحق انسانياً واجتماعياً والأهم فيما يتعلق بكرامته واحساسه بذاته
اما ( عمران ) فهو شخص بارد ، متكيف مع الوضع طيلة الوقت حتى مع وجود مشاكل تواجهه. هو قادر على حلها او الالتفاف حولها بشكل ما حتى تسير الحياة. ما لم استسيغه هو ما الهدف من حقنه بمواد مخدرة ويظل طيلة أسبوعين كاملين غائب عن الوعي وعن ادراك ما يحدث حوله الى ان يفيق ويكتشف اموراً قام بها تحت تأثير هذه المواد. هنا نعود لنقطة اللاحبكة كما ذكرت سابقاً. نريد مبرر ما لحالة انعدام الوزن أو أزمة منتصف العمر كي نفسر علاقته بزوجة ( عجايبي ) ؟. وحتى بعد استفاق وعرف حقيقة ما فعله نجده يستمرىء الوضع ويستمر في هذه العلاقة كأي مراهق أرعن وليس كطبيب نفسي متزن
الشيء الملاحظ هو انك تشعر امام رواية ذات بطلين اساسين. كل طرف انفرد بنصف الأحداث تقريباً ولم يطغى احدهما على الاخر. لا أعرف هل هذا كان مقصوداً من الكاتب ام لا لكن في جميع الأحوال لا بأس.
* اللغة / الحوار *
التقليدية عنوان بارز فيما يخص عنصر اللغة سواء على مستوى السرد او الحوار
لغة السرد جاءت افضل نسبياً خاصة في الاجزاء المتعلقة بالشق العملي في حياة كلا الشخصيتين. رحلة ( عجايبي ) من الهندسة مروراً بالحياة في الخليج ونهاية بقيادة سيارة ميكروباص تمتعت بوصف معقول جداً. كذلك الحال مع رحلة ( عمران ) من طبيب نفسي في طنطا وصولاً الى الاعارة في مستشفي بالأقصر حيث يعمل طبيب طوارىء لسد العجز والمشاكل التي يواجهها اي طبيب في المستشفيات الحكومية ، جاء الوصف للبيئة المحيطة بشكل يفي بالغرض
على صعيد لغة الحوار فلا فارق لغوي يميز بين ( عجايبي ) و ( عمران ). كلاهما يتحدث بأسلوب واحد ونغمة واحدة. في كثير من الاوقات تجد نفسك تتسائل من المتحدث ؟. اللمسة الحوارية الشخصية مفقودة او باهتة في أفضل الاحوال
* النهاية *
كل ما سبق يقودنا الى محاكمة هزلية شكلاً وموضوعاً في مشهد الختام لاننا فقدنا الكثير من منطقية الاحداث سابقاً
الاختباء في عجلة هامستر عصام الزيات 320 صفحة 2025 دار دَوِّن للنشر والتوزيع Dawen Publishers
يبدأ بمشهد صادم لإعادة تمثيل جريمة قت.ل ارتكبها رجل في حق زوجته وكأن الكاتب أراد أن يمسك القارئ من أول سطر ويضعه مباشرة أمام جذر المأساة، ثم يأخذه في رحلة ممتدة بين حياة أربعة أشخاص رئيسيين، إلى جانب شخصيات فرعية تظهر وتختفي، لكنها جميعًا مكتوبة بسلاسة وبحضور متوازن، بحيث لا تثقل النص ولا تجعله مشتتًا، بل تساهم في إثراء الحكاية.
وبرغم حجم الرواية الذي يتجاوز الثلاثمائة صفحة، إلا أن الأسلوب السردي المشوق يجعل القارئ ينهيها في جلستين على الأكثر.
الشخصيات الرئيسية التي يدور حولها العمل تبدأ بـ"عجايبي" الزوج القات.ل، و"إنجي" الزوجة المقت.ولة، إلى جانب دكتور "عمران" الذي أراه البطل الحقيقي للرواية، وزوجته "نسرين"، بينما يأتي باقي الأبطال كخطوط فرعية تلتقي جميعها في نقطة واحدة: عجلة الحياة التي يستحيل الفكاك منها ما لم يحدث التمرد.
الرواية لا تحكي فقط عن جري.مة قت.ل أو عن أقدار أبطالها، لكنها بالأساس مرآة لمجتمع مصري بسيط، ما زال يعيش أسرًا في أفكار متوارثة حول قيمة الولد الذي "يُشَرِفْ" العائلة، وحلم الكليات الكبرى الذي يتحول إلى كابوس حين يصطدم الشاب بواقع مغاير لكل التوقعات، فيرجع لأهله مثقلًا بالخيبة التي تُغفر فقط لأنه "الحِيلة".
ثم تأتي دورة أخرى من الأمل في الزواج والذرية، وهكذا تستمر دوامة التوقعات والخيبات حتى يقرر البعض أن لا مستقبل لهم في هذا البلد، فيفكرون في الهجرة، غير أن وباء كورونا جاء ليهدم ما بقي من أحلام، ويترك البطل عالقًا أمام حياته التى لم ولن تبنى الا على كذبة، كذبة تبداء صغيرة ثم تتضخم حتى تصبح هي الأساس الذي سيشيد عليه عمره كله.
وهنا يطرح الكاتب سؤالًا وجوديًا مرعبًا: ماذا لو كانت حياتك كلها قائمة على كذبة؟ انت بدأتها ولكنك لن تستطيع استكمالها ابداً.
أما دكتور عمران، فهو الوجه الآخر لهذه المأساة. الابن الوحيد الذي رآه والداه تعويضًا عن حرمان طويل، فاختزلا كل حياتهما فيه، وحملاه عبء الصورة المثالية: الطبيب الناجح، الزوج الوسيم، رمز البركة والنعمة. حتى زوجته نسرين كُتبت كأنها الجائزة المثالية، جمالها لا يبهت، حتى ان خفتت روحها، تمامًا مثل زجاجة عطر يزداد عبقها مع مرور الوقت. ومع ذلك، لم يكن كل هذا كافيًا ليمنع عمران من السقوط في أزمة منتصف العمر، تلك اللحظة التي يشعر فيها الرجل الأربعيني أن الحياة تسير كعجلة هامستر، تدور وتدور دون توقف، فلا يجد خلاصًا سوى في التمرد وصناعة مغامرة.
مغامرة واحدة فقط كانت كفيلة بأن تفتح أبواب الماضي، وتجعل كل الأشباح القديمة تنهض لمطاردته من جديد، بل وتدفع بعض الأحياء للانضمام إلى هؤلاء الم.وتى لمطاردته بلا هوادة.
هنا ينجح الكاتب في أن يجعلنا ندرك أن المغامرة ليست دائمًا بحثًا عن حياة جديدة، بل قد تكون الشرارة التي تستدعي كل ما دفناه بأيدينا.
الرواية لم تقتصر على الجانب النفسي أو الاجتماعي للأبطال، بل فتحت مساحات واسعة لمناقشة قضايا عالقة في المجتمع المصري:
الأفكار التقليدية في تربية الأبناء، وما تحمله من ضغوط قد تدمر حياة جيل كامل.
أساليب الزواج الملتوية التي تُمارس على الفتيات وأسرهن لإجبارهن على القبول بزيجات لا تناسبهن.
الأخطاء المتكررة للبنات في بداية حياتهن بسبب قلة الخبرة وغياب الوعي، وكيف يمكن أن يقع البعض منهن في نفس الفخ أكثر من مرة.
الفساد المتفشي في بعض المؤسسات العامة، خاصة المستشفيات، حين توضع مصائر الناس تحت أيدي من لا يُؤتمن.
أسلوب الكاتب في أعماله يتسم بالانسيابية والقدرة على شد القارئ من بداية الرواية حتى نهايتها.
اللغة بسيطة لكنها مشحونة بطاقة درامية عالية، والحبكة محكمة البناء إلا اننى لم اقتنع أن الرجل بعشقه للسيط والشهرة يمكن أن يتنازل عنها ليعيش مغامرة قد تطيح بكل ما سعي ووصل إليه يوما (اقل الاحتمالات أن يضع بعض الحرص فى تلك المغامرة ).
ويتنقل بين الأزمنة والشخصيات بسلاسة تمنح النص روحًا سينمائية تجعل المشاهد وكأنها تنبض أمامك.
ولكن لابد ان تعلم أن هذه ليست مجرد رواية عن جري.مة أو عن أزمة منتصف العمر، بل عن مجتمع كامل يعيش داخل عجلة كبيرة، يركض فيها بلا توقف، ظانًا أنه يقترب من تحقيق أحلامه، بينما هو في الحقيقة يدور في مكانه، يحيا ويُربي ويهاجر ويعود ويكذب، لكنه لا يخرج أبدًا من العجلة وأن خرج يمكن أن يد.مر عوالم بهذا التمرد.
عمل جميل ومشوّق ومكتوب بوعي عميق، أنصح بقراءته ليس فقط للمتعة السردية، ولكن أيضًا للتفكير في تلك العجلة التي ربما نعيش بداخلها جميعًا دون أن ننتبه.
اقتباسات راقت لي ❞ أن وقوعَ الجري.مة يختلفُ عن إعادةِ تمثيلها. في الحادث الأصلي يكون وَعْيكَ متواريًا خلفَ شعورك بالغضب ورغبتك في الانتقام، يكون الحادثُ وليد لحظةِ غضبٍ واحدةٍ، لحظة انفجَر فيها بُركان التراكُمات في وجه شخصٍ سيئ الحظّ، تصادف وجوده في الوقت الخطأ ليدفَع روحَه ثمنًا لأخطاء الكَوْنِ، دون النظر هل ارتكب هو خطأً من الأصل، أو هل كان خطؤه يستحقُّ القتل. ❝
❞ العقل البشري حين يريد شيئًا فيفتح أبوابًا لم يعرف أحد أنها موجودة فيه، ويُجنّد كل الأدوات التي يمتلكها الإنسان، أو يخترع له أدوات جديدة، فقط لينال هدفه. ❝
❞ مشكلة التطلع للطبقات الأعلى. يمكن أن تستدين لشراء شقة أو سيارة.. لكنَّ الحياة في منطقة أغنى منك ستفتح عليك تطلعات لم تكن تفتقدها؛ لأنك لم تكن تعرفها. وستجعلنا نعاني مع أطفالنا ❝
❞ أنه يعاني القلق منذ عرف الحياة، وأنه ربما البشرية عمومًا لم تعرف طعم غياب القلق إلا حين كان الإنسان عدَمًا. وأنّه حتى آدم أبو البشرية لم يعش بلا قلقٍ إلا في ليلة الطين الأولى. حين كان بناءً أجوفَ قبل أن تدب فيه روح الحياة، أما بمجرد أن صار حيًّا فقد تعلّم القلق من الشجرة، ومن إبليس. ❝
❞ كأن الموت وأشباحه يسكنون أسفل جَفْنيه، بمجرد إغلاقهما يصبحون في مركز مجال إبصاره، ويجب عليه أن يشاهدهم مضطرًّا. ❝
❞ أن تكون استثمار والدَيك الوحيد يعني أن تشعر بالذنب دائمًا. ❝
❞ أن القاهرة لا تختفي، ستظل قاهرةً للزمن والبشر. لن يُعاقبها أحد على حُلمه الذي سحقته، ولا عن المرضى النفسيين الذين تمنحهم حق التحكُّم في مصائر الآلاف من الطلاب. ربما القاهرة هي التي تحوِّلهم إلى هذه المسوخ، لا أحَدَ يدخل القاهرة ❝
الاختباء في عجلة هامستر للكاتب عصام الزيات دار النشر: دار دون عدد الصفحات: 320 صفحة سنة النشر: 2025
بعدما أنهيت الرواية السابقة للكاتب عصام الزيات كنت أنتظر ماذا سيكتب في المرة التالية، وبعد أن رأيت اسم وغلاف (الاختباء في عجلة هامستر) كنت أعرف انها ستكون مختلفة كما كانت سابقتها.
تبدأ الرواية بمشهد افتتاحي صادم، للبطل الذي يقوم بإعادة تمثل جريمة ق.تل زوجته أمام أهل قريته والنيابة. من أفضل المشاهد الافتتاحية التي قرأتها في الروايات بشكل عام، فلقد أخذني الكاتب من يدي والقاني في قصته التي قرر أن يجعلني أنغمس فيها في الأيام التالية لقراءة هذا المشهد، غرقت في عالم (عجايبي) الذي كان اسم على مسمى حقًا، ومعه الدكتور (عمران) ونساءهم، لأتعرف على خلفية كل منهم وما الذي أوصله إلى هذا المشهد الذي افتتحنا به قصتنا.
تبدأ الرواية من المشهد الأخير وتعود بنا إلى القصة من بدايتها، لنتعرف على من هو (عجايبي) وماذا يعمل واسم القرية التي تدور فيها الأحداث، والمستشفى العام التي يعمل بها دكتور (عمران) الذي هو في الأصل طبيب نفسي فلا تعرف كيف يمكنه الجلوس في الاستقبال، ولكن تنقذه في جميع الأوقات (ميس زينب) الممرضة المرافقة له في نبطشياته.
يرتب القدر لقاء (عجايبي وعمران) فتشعر وكأنه لقاء ما بين الشرق والغرب، ولكن على العكس من ذلك نجد أن كل منهم وجهان لعملة واحدة وهي الكذب، يكذب (عجايبي) ليتأكد الجميع أنه يعمل في الخليج لسنوات على الرغم من تواجده جوارهم يفصل بينهم بضع محطات للقطار، وتحبه (أنجي) وهو أبعد ما يكون عن أحلامها وأمنياتها، يمكن أن يستمر الكذب لسنوات، ولكن في النهاية حبله قصير ينقطع في لمح البصر وتنفرط كل حبات الأكاذيب المعقودة فيه.
كما رتب القدر لقاء (عجايبي وعمران) كان للقدر أحاديث أخرى معهم، ليرتب الكثير من المنحنيات في الأحداث الجارية حولهم وترتيب الأشخاص وقربهم، ولكن تظل علاقتهم كما هي بالقوة ذاتها حتى مع بعض فترات الغياب، ربما كان الغياب واحدًا من الأسباب التي أدت إلى قرب بعض الأشخاص من بعضهم في غياب البعض الأخر.. لا أعلم!
تتوالى الأحداث بتواتر عجيب فكان شعوري الأول أن تلك رواية أو حكاية حقيقية تعتمد على أثر الفراشة بشكل رئيسي، كل حدث من البداية كان سيصل بنا إلى النهاية ذاتها، كل الأشخاص في الرواية كانوا يخطوا بخطى ثابتة مؤدية إلى كل ما حدث، كل تفصيلة تم وضعها لسبب ما تكتشفه فيما بعد من الأحداث المتتالية.
تأتي النهاية لنتعرف كيف كانت عملية القتل ومن القا.تل ومن القت.يل حقًا، فليس كل من سال دمه م.يت وليس كل من ينبض قلبه حي! نقف أمام معضلة كبيرة ما بين الحياة والمو.ت في النهاية لا تعرف من يستحقها ومن لا.
أعتبر الرواية من الروايات السينمائية التي تعتمد على الصورة بشكل أساسي من حيث الوصف أو جعل القارئ يري كل الأحداث والأشخاص أمام عينه وكأنه يعيش معهم، كنت أرى المنازل المتهالكة والممرات التي تخترق الغرف للتوجه لغرف أخرى كما تخترق العيون كل البيوت حتى المغلقة منها، كنت أرى جمال (أنجي) ولامبالاة (نسرين) رأيت المستشفى القديمة وتنشقت رائحة الفنيك، رأيت ضعف (عمران) الذي كان قوة في نظر (أنجي) لحظة وفاة أبنها وما فعله من أجلها، رأيت ضعف (عجايبي) في كل مرة قرر أن تكبر الكذبة وتتمدد لتغلف حياته بأكملها، رأيت قاعة المحكمة ودموع أهل أنجي والشاذلي، كنت أرى رجفة يد (عمران) وهو ممسك بالهاتف أسفل منزل الجر.يمة يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه!
الكثير من التساؤلات التي ظللت أفكر فيها، رأيت أن العمود الأساسي الذي قامت عليه حياة الأبطال في الرواية هي الكذب، وتمنى ما ليس باليد، وأن القوة هي غلاف هش جدًا لكل الضعف أسفلها والذي يظهر في أول موقف.
غرقت الرواية في الواقعية والأفكار التي تزيد من أخطاء من سبقونا لتستمر حتى الأبد في امتداد لا نهائي لا يوقفه كاذب، إلا أنك ترى الجانب النفسي بكل وضوح في الأشخاص الذين نراهم في حياتنا كل يوم وخارجهم لا يمت بصلة لداخلهم.
أشار الكاتب للكثير من السلبيات منها التعامل مع المستشفيات في القرى الصغيرة، تواجد أطباء في غير أماكنهم أو التخصص المناسب لهم، اعتماد الأهالي في القرى على الشعوذة والدجل والمباركات، زواج الفتيات صغار السن ودون رغبتهم في حالة (أنجي)، أزمة منتصف العمر للرجال في حالة (عمران)، الحلم بالسفر للخليج والأموال التي يجنيها الشاب في تلك الرحلة في حالة (عجايبي)، الزوجة التي ترى زوجها كمصدر للمال فقط وعدم بناء الحياة الزوجة على الحب مما له الكثير من النتائج السلبية فيما بعد كما في حالة (نسرين)، ولكن في وسط كل تلك الإشارات لا تشعر أن الرواية وعظية، ولكن كل تفاصيلها متضافرة معًا لتمنحك في النهاية حكاية وصورة ترغب في معرفة توالي أحداثها فتتبعها بشغف وألم في الوقت نفسه، فالألم كان جزءٍ أساسيًا في كل ما حدث والنهاية التي وصل لها الأبطال.
بمناسبة الحديث عن النهاية فلقد شعرت أنه كان يجب منحنا لمحة من الأمل في حال تغير رأي القاضي بعد ظهور (عمران) حتى وأن كان لتأجيل القضية والنظر فيها وفحص هاتفه من قبل المختصين وبالتأكيد سيصلون لنهاية مختلفة، ولكن الحقيقة أن الكاتب أراد أن تكون نهاية كل منهما واحدة، أراد لعجايبي أن يمو.ت حيث سيجد راحته حسبما أعتقد، وأن يظل (عمران) يتقلب في نار الذنب لما فعله في (أنجي) وصديقه (عجايبي) وحتى أهل أنجى، وفوق كل هذا كلمات (فاروق) التي ظلت تتردد حتى النهاية وكأن الروتين برغم كل المأساة مازال يحيط بالطبيب النباطشي.
من أجمل الروايات التي قرأتها هذا العام وأجد أنها كتبت بحرفية كبيرة، وبعد أن أنهيتها قرأت تعليق للكاتب أنه قد أخذ فكرة شخصية عجايبي من أحدى الشخصيات الهامشية في روايته السابقة، وأنه ربما سيفعل الأمر نفسه في الرواية القادمة ويأخذ أحد الشخصيات الهامشية في عالم عجلة الهامستر ليبني عليه رواية أخرى، فأجد تلك فكرة عبقرية ستجعلني أنتظر عالم ملحمي يربط الكاتب فيه جميع أعماله بلوحة فنية كبيرة في النهاية، ذكرني ذلك بعوالم نجيب محفوظ، لذلك أنا في انتظار العمل القادم للكاتب.
لو شئت أن أمدح هذه الرواية في ثلاث كلمات لقلت إنها رواية مسلية سهلة مشوقة، وإن شئت ذمّها لقلت ثم ماذا بعد؟ والسؤال هل أضافت الرواية شيئا على المستوى الفكري أو الفني؟ أمن ميزة مهمة فيها سوى السلاسة التي تمكّن القارئ من إكمالها رغم حجمها في جلسة واحدة؟ مع اعترافي بأهمية هذه الميزة بالطبع، ولكن أتكفي السلاسة وحسب في عمل ما حتى يقال عنه إنه جيد؟ هل قدّمت أي عمق يعوّل عليه سوى المتعة؟ ولو أن المتعة أيضا غاية مهمة وحدها في فن الرواية، وقد كانت موجودة بالفعل في "الاختباء في عجلة هامستر" على الأقل في جزئها الأول الذي قدّم كل الجيّد الموجود في هذه القصة قبل أن تنحدر برأيي في جزئيها الثاني والثالث المصابين بداء السطحية والانفعال المبالغ به لتقلّ عندي تلكم المتعة.. على كل فقد جاء النص بالراوي العليم بلغة جيدة رغم بعض المفردات والتراكيب العاميّة وكان في جزئه الأول يتناوب في الحديث عن بطلي القصة عجايبي وعمران، فأما عجايبي فهو فتى صعيدي من الأقصر من عزبة جهنم تحديدا، وحيد والديه أكمل الثانوية والتحق بجامعة الأزهر في القاهرة وكان الأول على دفعته في السنة الأولى لكنه فُصل في الثانية بسبب تصادمه وأحد الأساتذة المتنفذين فضاع حلم الهندسة وعاد منكسرا إلى أهله فخطبوا له ابنة خالته إنجي التي دبر له والدها عقدا في الخليج علّه يبعده عنها لأنه لم يكن موافقا عليه، لكنّه أنهاه وعاد ليتزوجها من بعد أحداث بنيت على الكذب ثم أنجب منها طفلا قتله عقرب ومن بعد مدة شك بخيانتها فقتلها بالخطأ، ومن هنا تبدأ الرواية في عملية إعادة تمثيل جريمة القتل، وأما الدكتور عمران فهو طبيب نفسي أربعيني كلف راغما بمهمة العمل في عزبة جهنم فترك زوجه نسرين وأولاده وانتقل إلى المشفى ليعمل في الطوارئ ويتعرف إلى أهل المكان عبر رحلة طويلة بالقطار أجاد الكاتب في وصفها، وما إن وصل حتى جرى ما جرى معه من أحداث في بيئة غريبة جديدة عليه تعرف من خلالها إلى عجايبي وصار نديمه في المقهى كل أسبوع. يهبط العمل في الجزء الثاني من خلال مبالغات غير منطقية تصلح للمسلسلات أكثر منها للأدب بحسب ما أرى، منها علاقة عمران بإنجي ومغامراتهما العاطفية عبر الانترنت، وعلاقته بالممرضة زينب، ووصفها الآخرين بالمعيز، وكذلك حادثة تخديره من قبل مسؤولي المشفى المدير وفاروق السبع أو الضبع، فضلا عن ردة فعل نسرين لحظة اكتشاف ما حصل مع زوجها وطلبها الطلاق وذهابه للمحكمة لينقذ عجايبي وموقف عجايبي نفسه في أثناء تمثيل الجريمة وفي المحكمة وغيرها مما لم أقتنع به فنيا، وما يجعل الشخصيات عندي بشكل عام هشة ورقية ليست خطيرة أو مقنعة، وكأن النص كتب في الأصل لسيناريو مسلسل يعرض في رمضان مثلا فيُنسى على الرغم من أن هذا لا يعيببه في كل الأحوال لأن له جمهورا ومتذوقين بكل تأكيد. أخيرا برأيي فإن هذه الرواية مسلية نعم مسلية ولكن ليس أكثر من ذلك. التقييم: ٥.٥/١٠
كتابات الأطباء عن الأطباء. كئيبة؛ قد تكون قريبة من الواقع أحداث متسارعة؛ احترس فستجعلك تنهيها في جلسة واحدة.
❞ الهامستر حيوان طاقته هائلة، ولولا وجود تلك العجلة لم يجد ما يُهدر طاقته فيه، وسيصبح شَرِسًا أو مكتئبًا؛ فالعجلةُ هي التي تُحافظ على توازنه النفسي، والتزامه قواعد السلوك المتوقعة من حيوان لطيفٍ وصغير الحجم مثله. ❝
❞ لن نسألك ماذا كنتَ قبل أن تأتي، ولا ما الذي أتى بك؛ لأنها قصة حزينة لنا كلنا، وستفتح خزان أحزان على الجميع؛ لذا مهما يحصل هنا، فسوف ننساه هنا. حين نعود إلى مصر ربما نلتقي، والأغلب أننا لن نلتقي؛ لأننا لن نريد تذكُّر ما حدث هنا. اسْتسلِم لما يحدُث، ودَعْهُ يحدُث وأنت موافق؛ لأنه سيحدث في كل الأحوال. اصنع الكذبة التي تشاء واحكها لأهلك، كل جمعة نرتدي أحلى ملابسنا ونذهب إلى المناطق التجارية، ونلتقط صورًا هناك؛ لنرسلها إلى أهلنا فيظنون أننا في الجنة، والحوالات التي نرسلها لهم تُثبت لهم كلامنا، رغم أنها ربما تكون كل ما كسبنا، لكن لن نجمع عليهم عذاب تَرْكِنا لهم وعذاب قَلَقِهم على بؤسنا. ❝
مدهش كيف لخطاء واحد ارتكب بدافع الأنانية البحته والغباء أن يدمر حياة أشخاص وليس شخص فقط، فالضحية هنا ليست عجايبي فقط الذي سيق لحبل المشنقة بسبب نزوة عمران وانجي، بل هو بداية السلسلة ف الشاذلي والده ضحية و ابو انجي وأخواتها ضحايا ونسرين ضحيه واب عمران وأمه والكل من من تدمرت حياتهم بسبب نزوة عمران !
This entire review has been hidden because of spoilers.
محبطة تماماً الكلب الذي رأي قوس قزح كانت من أجمل قراءات ٢٠٢٤ لأنها كانت البساطة المركبة ، فلسفة تبدو سهلة ولكنها عميقة وأصيلة. الرواية المرة دي مخيبة تماماً للآمال ، مفيش أي بعد نفسي ، الشخصيات مش مرسومة بتؤدة ، محبطة جامد رغم محبتي لعصام الزيات .
حبيتها أوى مختلفة عن أى حاجة قرأتها مش عارفة فين الإختلاف ممكن روح الرواية نفسها وطريقة السرد أكثر من رائعة وأكثر ما يميزها عدم اللجوء للعامية أضاف للروح جدا وبجد أنا كنت شايفة الشخصيات كإنى عارفة أميز شكلهم وحتى حركتهم ونظراتهم لبعض بجد أول مرة أقرأ للكاتب ومش هتكون الأخيرة عمل رائع وجميل ✨️
عن الأخطاء الصغيرة وإنكارها إلى أن نتفاجأ بصخرة كبيرة تعترض طريقنا قادمة نحونا بأقصى سرعة. تبدأ الرواية بعجايبي الذي قتل زوجته لحظة غضب لنرى كيف وصل إلى هذه النهاية وعلى الطرف الآخر قصة الدكتور عمران الذي ترك بلده وتغرب في محافظة أخرى من أجل حياة أفضل لأولاده ولكنه ينخرط في علاقات هزمته بها عاطفته عن عقله وكيف أفسد كل شيء في النهاية. فكرت كثيرا في طريقة لإصلاح ما أفسده عمران في حياته هو شخصيا لم أجد ولا أعرف كيف سيسامح نفسه بأي شكل فقد وصل لمرحلة أي خطوة بها خطأ وكل هذا لأنه لم يفكر واتخذ قرار كان صغيرا في البداية ولكنه أفسد بها حياة عائلتين بأكملهما. كلنا نخطئ ولكن علينا أيضا التفكير قليلا في عدة خطوات لاحقة لأفعالنا هذه. قصة بائسة جدا.
خلصت الرواية دي بعد ما صديقتي اللي بنتشارك آرائنا في الكتب وحكاياتنا عنها خلصتها هي كمان، واحنا الاتنين كان رأينا زي بعض، إن النهاية حقيقي مستفزة، ومسار الرواية أتحرّك بشكل يضايق حقيقي. اسم الرواية تقريبا وغلافها أكتر حاجات شدتني إني أقرأها لما شوفته علي أبجد، والرواية في الأول كانت عجباني ومحمساني حقيقي، بس بعدين معرفش ايه اللي حصل، دي واحدة من الروايات اللي أحبطتي فيها ازاي الكاتب قرر يغير اتجاه الرواية، وازاي قرر يكملها. اللي خلاني أكمل الرواية انها كانت بتدور في الأقصر، كانت تقريبا دي أول روأية أقرأها تكون بتحصل أحداثها هناك، وبيها أعرف عن عادات وتقاليد البلد، وحبيتها حقيقي، وكمان كنت حابة إنها فيها معلومات عن اللي بيحصل في المستشفيات الحكومية من فساد. الكتابة في الأول في الرواية كانت لطيفة، بعد كده مع الأحداث مبقتش لطيفة خالص يعني. رواية محبطة، ده كل اللي أقدر أقوله عنها، وبحس إني بزعل بجد لما رواية تبقي ماشية حلو حقيقي وتنتهى بشكل يضايقني.
This entire review has been hidden because of spoilers.