What do you think?
Rate this book


354 pages, Paperback
First published January 1, 2025
ضروري أكتب هذا الريفيو لأنني ضروري أفـضفض عن قد أيش الكتاب كان مرعب ولذيذ_ ومدهش_وغامض_ ومثير _ومتوتر ومشوق_ ومفيد_ وعاطفي_ وتأملي وكل ماسبق!
خلصت هذه الرواية في جلسات متتالية وفي ٣ ساعات فقط لأنني ما قدرت أوقف وأنا مش عارف باقي الرواية وايش حصل مع الأبطال!!

وعشان تكون أفكاري مرتبة ها أراجع كل جزء شدني في الرواية:
اللغة
لغة ميرنا المهدي أقدر أميزها حتى لو ما كنت أعرف أن الكتاب لها.
ومع قراءتي الكثيرة صرت أعرف إن عندها أسلوب مميز جدا وخاص في طريقة السرد_ استخدام المجازات_ والوصف.
هي تكتب بالعربي طبعا لكن كل مؤلف عنده بصمة.
السؤال: كيف تستخدم اللغة؟ كيف توظف المصطلحات؟ كيف تخلي القارئ "يعيش" الرواية وهو يقرأها؟
ولهذا ميرنا المهدي بالنسبة لي في قائمتي الخاصة للمؤلفين المميزين في اللغة.
بدون مبالغة_ قرأت لمؤلفين عرب كثير! وكل واحد له أسلوبه لكن في مؤلفين أسلوبهم ما يترك أثر فتحس النص مترجم أو عادي.
أما ميرنا فلغتها مختلفة لدرجة إني أحييها وأعرفها من السطور الأولى.
وهذا بالذات لاحظته بعد ما أنهيت لها "تحقيقات نوح الألفي".
فأيا كان تعليقي على لغة ميرنا هو ينطبق على كل رواياتها لأن السر الحقيقي مش بس في اختيار الكلمات ولكن في السرد نفسه.
الأسلوب هو اللي يشدني مهما كانت القصة ومهما كان موضوع الرواية.
السرد
بدأت الرواية بمشاهد غريبة جدا.
وطبعا أنا عارفة من تجاربي السابقة مع كتابات ميرنا إن البداية عادة ما تكون غير مفهومة—ما نعرف الأبطال بعد ولا الشخصيات واضحة وما نفهم القصة أو العالم او حتى اتجاه الأحداث.
لكن هنا في الجمال: البداية الغامضة تخليني أتعلق أكثر وأسأل: إلى أين ستأخذنا هذه القصة؟ حول ماذا ستدور؟
وهذا النوع من السرد أحبه جدا بشرط ألا يتجاوز حدود معينة—مثلا ما يزيد عن خمسين صفحة قبل ما يبدأ يتضح الخيط الأساسي للرواية.
مع التقدم في الصفحات نتعرف على شخصية رئيسية: حسين الألفي.
ومن اللحظة الأولى عرفت إنه من "آل الألفي" واللي عندي معهم علاقة خاصة كقارئةكلهم في مخيلتي رائدين في عالم الليمونات 🍋.
بس طبعا حسين مش مجرد شخصية عادية هو محقق في قضايا قتل بشعة جدا جرائم فيها فظاعة ووحشية
الحقيقة إن الرواية أعمق بكثير من مجرد سرد بوليسي.
ميرنا تنسج بين السطور قصص إنسانية مشوقة وتكشف معلومات "باطنية" مرتبطة بماضي الأبطال وصراعاتهم الداخلية.
وهنا بالذات كان الجزء اللي خلى الشخصيات واقعية: وجود شخصية "بطل" يعاني من انفصام الشخصية.
المؤلفة ربطت حاله بالجرائم وكمان كيف يتعامل مع ذاته ومع الآخرين وكيف أحيانا يتحول المجتمع نفسه إلى عدو له.
والمتضرر بدوره قد يخفي داخله رغبة عميقة في الانتقام.
هذه الطبقات المختلفة من السرد:
الجرائم الشخصيات المتشظية الأسرار الخفية هي اللي تجعل الرواية "تشويق بوليسي" كمان نص مليء بالأسئلة الفلسفية والإنسانية اللي تظل تدور في رأسي حتى بعد إغلاق الصفحة الأخيرة. وطبعا هذا ممكن يخطر في بال القراء الفلسفيين والأدبيين أما يالي إجو على الكتاب للمتعة ها يستمتعوا فعليا.
القصة على مافيها من غموض وإثارة فيها لمسة فانتازية خفيفة (زي أعمال نوح الألفي) بس المختلف هنا إن حسين الألفي
ماكان هو الحلال النهائي للقضية!بالعكس القضية ما اتحلتش إلا بمساعدة من إحدى الأرواح وده شيء ممكن يضايق بعض القراء. أنا شخصيا؟ ماكنتش مركزة قد إيه هتنحل القضية بقدر ما كنت متلهفة أعرف مين السفاح؟ إيه الرابط بين الشخصيات؟ وإزاي كل تفصيلة بتتشابك مع التانية؟
المؤلفة عندها طريقة مبهرة في السرد: العالم، الفكرة، التفاصيل كله بيترسم زي الفيلم. وده كمان راجع لاستخدامها للغة بشكل ذكي جدا. يعني لو المشهد أكشن ➝ هنلاقي أكشن وإثارة. لو المشهد شعري ➝ دوخل في حالة تأمل. لو رومانسي ➝ روكانسي ولو نفسي/عقلي ➝ باحس إني مش باحس أصلا… غريب ومذهل بنفس الوقت.
عن جد حسيت نفسي بقول: واااو! Amazing! Super! 🎉
اللي كمان مميز أكتر إن الرواية بتبدأ من قصتين وكل فصل لايحدث أحداث وكلام… لأ! فيه موسيقى! 🎶
القارئ يسمع الأغنية اللي مرتبطة بالمشهد. القصة الأولى مثلا: موسيقى جاز. وأنا ماكنتش أعرف كتير عن الجاز قبل كده. كل مشهد كان معاه اسم أغنية وأنا جربت أسمع Fever وStrangers in the Night. حسيت إن التجربة السمعية بتدي الرواية أجواء جديدة. كل أغنية جاية في مكانها بالضبط وكأنها soundtrack رسمي للرواية!
بس برغم ده كله… اكتشفت كالعادة إن أنا مش بحب الجاز . ومع ذلك،
حسيت إن التجربة مختلفة وما ضايقتنيش. مش لازم أحب كل حاجة عشان أقدرها...
القصة الثانية جاية مكملة بشكل حلو جدا للقصة الأولى وكأن المؤلفة عارفة بالضبط إزاي تخلي الحكايتين يتشابكوا من غير ما يحس القارئ إن في فجوة أو انفصال. بس هنا في لمسة مختلفة: الموسيقى 🎶. بينما القصة الأولى كانت أجواءها كلها مع موسيقى الجاز القصة الثانية خدتني لعالم الروك. وأنا بصراحة زي ما قلت قبل كده: لا الجاز ولا الروك من أنواع الموسيقى اللي أنا شخصيا بحبها. بس الفرق إن الشخصيات هنا في الجزء التاني بيحبوا الروك وده بيخليك تتقبل وجوده كجزء أساسي من القصة ومش مجرد إضافة عشوائية.
كمان وأنا بقرأ حسيت إن أحداث القصة بتحصل في فترة تاريخية معينة من مصر – يمكن في الثمانينات! (مش متأكدة مية بالمية بس الانطباع كان كده).
القصة

أنا مش حابة أكتب ملخص للرواية لأني شايفة إنه مش ضروري. أجمل شيء في أسلوب ميرنا إن القارئ يدخل القصة خطوة بخطوة ويكتشف الأحداث بنفسه بالسرعة اللي هي عايزاها.: “سيب نفسك للرواية وأنا هوريك كل حاجة على مهل.”
باختصار؟ القصة رهيبة 😍. استمتعت بيها جدا رغم إني مش فان لموسيقى الجاز ولا الروك. وده في حد ذاته دليل على قوة السرد والأسلوب.
وأنا بقفل آخر صفحة من الرواية حسيت إن في مساحة لسه مفتوحة كأن المؤلفة سابتلي خيط صغير أقعد أفكر فيه.
يمكن عشان كده لقيت نفسي طول الوقت بتخيل: إيه اللي ممكن يحصل بعد كده؟، إيه مصير الشخصيات؟ وإزاي الخيوط كلها ممكن تتجمع تاني؟ ✨
اللي أقدر أقوله إن التجربة كانت ممتعة وغامرة لدرجة إني مش قادرة أعتبرها مجرد رواية وانتهت… هي مشروع طويل المدى بيخليني مستعدة أفتح الباب لأي جزء جديد يكمل السلسلة حتى لو كانت القصص هاتكمل مع "الراب" مع إنني كمان مأحبهوش. 🚪📖