"اليهود في تاريخ الحضارات الأولى" هو عمل فكري مثير للجدل بقلم المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون، يُحلل فيه مكانة اليهود وتأثيرهم في نشأة الحضارات القديمة. يتناول الكتاب الرؤية السائدة في أوروبا خلال العصور الوسطى وحتى منتصف القرن العشرين، حيث عُرفت تلك الفترة بالعداء الشديد لليهود، ما أدى إلى نعتهم بأوصاف قاسية وتشويه دورهم في التاريخ.
يناقش لوبون، انطلاقًا من هذا السياق الفكري، كيفية انعزال الجماعات اليهودية في الجيتو، وعدم اندماجهم في المجتمعات الحديثة التي تأسست على أسس قومية وعرقية. ويربط ذلك بنقد مفكرين كبار مثل ماكس فيبر الذي وصفهم بأنهم أصل الشرور، وهيجل الذي اعتبر تقاليدهم بدائية ولا عقلانية.
مممم بصراحة الكتاب محيّر .. جدددداً ، سأحاول تقسيم الريفيو لفقرات :
1- عند قراءة هذا النوع من الكتب الذي يعكس تاريخ حضارة او فئة معينة يجب ان يكون مباشر المعلومات .. هناك كثير من الهوامش و الموضوعات الجانبية التي تشوش القراءة ، احياناً الهامش يكون اطول من النص نفسه !! و يذكر الكثير من المعلومات التي لايحتاج لها القارئ لفهم الفكرة .
2- نسبةً لأن الكاتب شخص مؤمن بالعلم و العلم فقط ، شخص ملحد لا يؤمن بوجود الدين بشكل سماوي و انما من صنع الحضارات و الخ فشئ طبيعي يكون الكتاب موضوعي جداً و مبتعد عن التحيز وانما واقعية ، و الواقع الذي اوضحه ان اليهود منذ الازل بلا ارض محددة و هذا الشئ كان جداً مركز في الكتاب ، حسناً ربما هنا سأتقبل الفكره .. لكن المترجم اضافةً لتحجيم اليهود من قِبل الكاتب لكنه ايضاً متحيز جددداً بصفته عربي . ، مما جعلني في حالة استفزاز ، لان الكاتب حصر اليهود بحجهم. لم يكن من الضروري لهذا التحيز من قبل المترجم !!
3- المقدمات جداً طويلة و هذا شئ يزعج غالبيتنا .. لدرجة إن المقدمة كافية جداً لفهم مادة الكتاب بشكل مختصر و تجعل القارئ يفقد فضوله في اكمال الكتاب !
4- ان اسلوب الترجمة ثقيل جداً وغير سلس .
5- هناك بعض المعلومات الافتراضية التي ذكرها الكاتب بشكل معلومة يجزم بها .. مثلاً اصل الفلسطينيين أوروبي ! و المترجم قام برصد اخطاء الكاتب جميعها و هذه هي ميزة عمل المترجم .
فكرتي العامة عن الكتاب هو ان الكتاب لا يعطي معلومات للقارئ ليجعله بعد انهائه يكوّن فكرة منفردة حسب ما اخذ معلومات و انما عبارة عن افكار وقناعات الكاتب والمترجم بشكل جازم و هذا برأيي فجوة جداً كبيرة ممكن تتعرض لها كتب من هذا النوع .
الكتاب عبارة عن فصل من كتاب ضخم يتناول الحضارات الأولى، حيث اتبع العلامة لوبون فيها منهجاً غير تقليدي.
في هذا الفصل البالغ الخطورة والذي حوله لوبون إلى كتاب مستقل، تحدث فيه بشكل مدروس ومدقق عن اليهود ونشأتهم حيث قال إنه حينما شيدت الدول الحديثة في أوروبا شُيّدت على أساس عرقيّ، ولذلك عاش اليهود منعزلين في "الجيتو اليهودي" يواجهون حالة من الكره الشديد بسبب طبيعتهم وتصرفاتهم.
يقع الكتاب في أربعة فصول وفق الترتيب التالي:
الفصل الأول | يتحدث عن البيئة والعرق والتاريخ: يتناول لوبون في هذا الفصل نصيب اليهود من الحضارات الإنسانيّة فقال عنهم "لم يكن لليهود فنونٌ ولا علومٌ ولا صناعةٌ ولا أيُّ شيء تقوم به حضارة، واليهود لم يأتوا قطُّ بأية مساعدة مهما صغرت في شَيْد المعارف البشرية، واليهود لم يجاوزوا قطُّ مرحلة الأمم المتوحشة التي ليس لها تاريخ".
وهو بذلك ينفي كل مزاعم اليهود بأنهم ساهموا في تشكيل الحضارات الإنسانية في كل بقعة اتخذوها موطناً لهم، فهم على الرغم من معاصرتهم لحضارات عظيمة إلا إنهم لم يغادروا الهامش.
ويستمر لوبون في نقدهم فيقول بأنهم لم يؤلفوا كتاباُ وأن العهد القديم لا يتعدى عن كونه رؤى لأناس متهوسين، وأقاصيص داعرة، وبعض من الشعر الغنائي، وأنهم يفتقدون لأبسط ما كانت تتركه الحضارات وهو بعض من الكتابات التي تدلُ على مكانتهم.
أما في الفصل الثاني | نظم العبرانيين وطبائعهم وعاداتهم: سلط لوبون الضوء على طبيعة حياة العبرانيين ووصفهم بالتوحش والبدائية وأنهم اتبعوا النظام الرعويّ الذي يتسم به أهل البادية، وأنهم لا يتقنون البناء، حتى هيكلهم المزعوم لم يبنوه بأنفسهم بل جلبوا له بنائين من خارج حدودهم واستعانوا بهم على بنائه. وختم لوبون هذا الفصل في وصف المجتمع اليهودي بالنظام الرعائي، كما تناول شرح بعض تشريعاتهم الدينية.
أما في الفصل الثالث | دين بني إسرائيل: فقد قال "لم تكن الديانة اليهودية في كل زمن مطابقة لما نسميه اليوم باليهودية"، حيث مرّ اليهود بمراحل مختلفة باختلاف طبيعة ما عايشوه، حيث أن إلههم غير ثابت فربهم أيام سيناء ليس نفسه الذي يعبدوه اليوم، حيث وضح أن دين بني إسرائيل تم تشكيله على مر السنون ليصل الى صورته الحالية، ويرى أن بعض المنطقيات التي وردت في العهد القديم مستقاة من التراث البابلي وذلك لأنهم يعجزون أن يتفكروا في بعض الأمور الوجودية مثل خلق الكون، والإنسان وبعض الأمور التي وردت في سفر التكوين.
أما في الفصل الرابع والأخير | الآداب العبرانية: يوضح لوبون في هذا الفصل الآداب التي خلّفها اليهود وهي في جلها ديني، حيث تحدث في هذا الفصل بصورة غير مباشرة عن النبوة وكأنها نوع من الآداب فساوى بين الشاعر والنبي.
يبني غوستاف لوبون نظريته عن اليهود على ما يراه حقيقة، وهو كونهم من أرذل شعوب الأرض وأخسِّها طباعًا وتوحشًا، وذلك من أصول بدوية بعيدة كل البعد عن الحضارة والمدنية، مما ولد عندهم عقدًا نفسية رافقتهم على طول خطِّهم الوجودي، وهذا بالإضافة إلى احتقار الحضارات بهم، فقد استعبدهم المصريون وساموهم سوء العذاب قبل فرارهم بقيادة موسى من مصر إلى حدود فلسطين لتبدأ مع شاوُل أوَّل وحدة لبني إسرائيل، وهذا ما مهد لداود الانطلاق بقومه نحو مدنيتهم الأولى، فانتزع لهم أوشليم وأهداهم إياها إعزازًا لهم.
ومن بعد داود جاء ولده سليمان ليُدخل بني إسرائيل حياة الترف بفضل سياسته وتحالفاته التي وقف خلفها دهاء ما كان ليتوقع من قبائل اليهود المتوحشة القابعة في أسفل الدرجات وحشية وتخلفًا.
بعد سليمان عادت الفوضى والتيه لتجتاح العبريين وتجعلهم لقمة سائغة للقوى العظمى التي لم تتردد في اتخاذ إجراءات القضاء على قذارة الأرض المتجسدة فيهم، فسحقت مدينة تدمر التي بناها سليمان تقليدًا واستلهامًا من المصريين وحضارة الرافدين.
تميَّزت الأدبيات الإسرائيلية بالحث على الوحدة ونشر التراحم بين أبناء العرق السامي، وهذا -في تصوري- من أهم مراكز القوة في الوجود الإسرائيلي، أضف إلى ذلك تركيزهم على التحذير من نسيان ذاك اليوم الذي استعبدهم فيه المصريون، فقد جاء في سفر التثنية: "واذكر أنَّك كنتَ عبدًا في أرض نصر"!
كما وقد كان للنزعة التجارية دور مهم أهل الإسرائيلي للتغلغل في عمق المجتمعات المدنية، خصوصًا وأنَّه برع في حقل السمسرة ونقل الأموال، إضافة لاحترفه النهب والغزو كما هو طبع البدو الأعراب تمامًا.
يشير المؤلف إلى الاستراتيجية الوجودية لبني إسرائيل، ويلخصها في اعتمادهم القتل والحرق والصلب والنشر بالمناشير والإعدامات الجماعية ضد كلِّ قرية يقومون بغزوها أو ناحية ينزلون بأرضها، ويرى أنَّ هذه الطباع الوحشية نتاج لضيق صدورهم وعمق الجبن في نفوسهم، فهم يمارسون هذا السلوك الغابوي ضد عقد الجبن فيهم قبل أن تكون ضد الآخرين.
هذا ما دار عليه بحث المؤلف الذي لم أجده فيه، فقد كان غوستاف لوبون في سايكولوجية الجماهير وفي روح الاجتماع شخصًا مختلفًا عن غوستاف لوبون في هذا الكتاب؛ فقد كان هناك العالم الموضوعي الذي يصرفك عن شخصه ويوجهك بعلمية لطيفة لمادة بحثه، ولكنَّه هنا يُجبرك على العكس، وبالرغم من موقفنا العقدي والتاريخي من بني إسرائيل، إلَّا أنّني وجدتُ الكتاب ميدان للتفريغ النفسي، وهذا بغض النظر عن مناقشة ما جاء فيه.
عندما قرأتُ مقدَّمة المُترجِم سارعت لابتياع الكتاب وشرعت في قراءته بحثًا عن موضوعية لفتتني إليها مجموعة من العناوين خطرت ببالي، وبالفعل وجدتُ في الكتاب الكثير، ولكن ساءني أسلوب الكاتب الذي عانى كثيرًا من صراعات -بدت لي- نفسية ظهرت في جُلِّ صفحات كتابه.
وثمَّة أمر أكثر سوءًا، وهو الترجمة، فقد كانت صادمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، إلى درجةٍ خال لي أنَّني أقرأ كتابًا يحاول أن يكون عربيًا!
أنهيتُ الكتاب في حدود سبع ساعات مقطعة، ولا أراه -في نظري- يستحق أكثر من نجمتين.
السيد محمَّد علي العلوي ١٨ جمادى الأولى ١٤٣٧ هجرية
تتبع تاريخي لموقع اليهود في التاريخ الإنساني، مصحوب بنقد شديد ولاذع لهم، أخلاقاً وخصالاً وتاريخاً وديناً، ولن أقول حضارةً، إذ يؤكد المؤلف أن اليهود ليس لهم يد في نشأة أو نهضة أي حضارة
كتاب اليهود في تاريخ الحضارات الأولى جزء من كتاب أضخم يتحدث عن الحضارات الأولى.
- الفصل الأول بعنوان البيئة والعِرق والتاريخ.. يتحدث فيه عن أن اليهود أمة بدائية متوحشة لم يكن لها أي نوع من الفنون ولا الصناعة ولا أي من مقومات الحضارة، وما نظام حياتهم إلا وجهها بسيطًا للنظام الكلداني وأن معتقداتهم مستمدة من الأساطير البابلية، وكيف أنهم شعب لم يفلحوا إلا في التجارة وجمع الثروات والزراعة وماعدا ذلك فقد برعوا في السلب والنهب والتعصب والانغلاق على أنفسهم وعدم استفادتهم من الحضارات التي عبروا من خلالها إلا بالشيء الحقير.
- الفصل الثاني : نظم العبريين وطبائعهم وعاداتهم.. تكلم عن النُظم الاجتماعية التي حرصوا عليها ،وأنهم اتصفوا بالجُبن وحبهم للربا رغم تحريمه وتقديسهم للذرية وتكلم عن الزواج والمرأة والإرث في هذا المجتمع البدائي.
- الفصل الثالث : دين بني إسرائيل.. ومجددًا يرى أنه ديانة مقتبسة من الحضارات البابلية والمصرية القديمة وكونهم شعب عنيف وهمجي وأنهم على مدار تاريخهم كانوا يبحثون دائمًا عن تعدد المعبودات.
-الفصل الرابع : الآداب العبرية.. وهي نظرته لكتبهم المقدسة أنها عبارة عن مؤلفات مزيج من الشعر الغنائي (الذي يرى أنهم أبدعوا فيه!) وباقي صنوف الأدب من قصة وأناشيد ورواية وغيرها. يرى رغم ارتباط هذة الآداب بالمبادئ الدينية إلا أنه تم طيها حسب أهواء المؤلفين.. الأنبياء بالنسبة له شعراء.
- الكتاب ككل عادي جدًا وربما ليس به من المعلومات الكثيرة لكنه منظم ويحكي من وجهة نظر تاريخية بحتة.. طبعا واضح كُره الكاتب الشديد لليهود كسائر أوروبا في هذا الوقت والموضوع كان ممتع قراءته على سبيل التغيير في وجهة نظر الأوروبي في وقت ما، كان يرى اليهودي على حقيقته .. لم أحب نسفهُ لأسس الديانة اليهودية.. وربما تعصبه الشديد تجاههم قلل من موضوعيته في الحديث عنهم في بعض الأجزاء بالنسبة لي.. تقييمي أقرب ل 2.5
هذا الكتاب عبارة عن جزء مُستل من كتاب الحضارات الأولى والذي من خلاله تخلص لوبون مما هو متعارفٌ عليه في أوروبا عند الحديث عن تاريخ أو سيرة (الىهوٓد) ليُخرجها لنا بشكلها الصحيح والسليم.
الكتاب مُقسم إلى أربعة فصول : الأول : تحدث عن تاريخ اليهود في البيئة والعرق. الثاني: تحدث عن نُظم العبريين وطبائعهم وعاداتهم. الثالث: دين بني إسرااااااااا///ئـــٓيـٓـٓل الرابع: الآداب العبرية.
خلال القراءة ستجد بعض آراء لوبون الخاصة والتي لا نوافقه عليها مثل ما يتعلق بنبوة موسى عليه السلام إذ كان من الواضح عدم تصديقه بها.
قبل أن تقرأ هذا الكتاب أوصيك بقراءة كتاب " تهويد المعرفة " للكاتب ممدوح عدوان ستساعدك القراءة فيه على فهم مقاصد لوبون بشكل أوضح.
كلام يعتبر الآن من المعلومات العامة، لكن الجديد أنه صادر عن شخص غربي، وهو يعتبر إنصاف غير متوقع منه للحضارة العربية _ حينما تكلم عن العرب _ ويعتبر تقييم غير متوقع منه أيضا لليهود وإسهامهم في الحضارة العالمية.
الكتاب محيّر جداً ومُشتّت حتّى ! شعرت بتيه غوستاف لوبون في تاريخ هذا الشعب التائه أصلاً وتنقّله بين الفترات والملوك والأنبياء دون ترتيب زمنيّ .. حادثة من هنا وحادثة من هناك .. شوَّه بعض الحقائق حول أنبياء الله أيوب ويعقوب، كما صوّر سليمان على أنّه المُترَف الغارق بالملذّات الدنيويّة من سلطانٍ ومالٍ ونساء ! كِتاب " دسِـم " يتوجّب عليّ إعادة قراءته بعد أن امتلك قدراً كافياً من المعلومات حول هذا الشعب .. وحتى حين سأكتفي بهذه المراجعة .
يبدأ لوبون الفيلسوف الفرنسي بإطلالةٍ حول هدفيَّة الحضارات وأهميّتها، ومدخليَّة البعد الإنساني في قيامها.. ويشرع بعدها بتناول المجتمع اليهودي وموقعيّته من الحضارات الأولى في التاريخ الإنساني، فهل لليهود حضارة؟ وهل قامت حضارةٌ على أيديهم؟ .. وهذا والكثير من الأسئلة يجيب عليها هذا الكتاب، الكتاب جميل جدًا وانصح الأخوة والأخوات بقرائته
ينقسم الكتاب لأربعة فصول وَ في كل منها يستعرض الكاتب و يوضح تدريجيًا شيئًا من حقيقة اليهود و تاريخهم و العادات و الطبائع، و يوضح أيضًا التحولات التي مر بها دينهم، و يختم بالآداب العبرية لليهود التي جاءت في أسفارهم.
/ أجده كتاب جَميل وَ خفيف، بغض النظر عن بعض الاختلافات في المواضيع العقائدية المطروحة، و سوء الترجمة.
الكتاب ملم بعدة جوانب من حياة اليهود بشكل افادني شخصيا الترجمة صعبة ع مستوى ابو لهب تقريبا طبعا لو الكاتب لحق الزمن الحالي وشهد اسرائيل بس رجعوا اقاموها كان في كلام اختلف
لا بدّ من الإشارة قبل كلّ شيء، إلى أنّ هذا الكتاب، في نوعه، هو أقرب إلى النّقد التّاريخيّ منه إلى التّأريخ. فقد عمد الكاتب إلى نسف كلّ ما جاء به اليهود على مرّ التّاريخ، من نتاج حضاريّ وبشريّ. وهو يبدأ كتابه بهذا النّصّ الجازم: "لم يكن لليهود فنون ولا علوم ولا صناعة ولا أيّ شيء تقوم به حضارة، واليهود لم يأتوا قطّ بأيّة مساعدة مهما صغُرت في شيد المعارف البشريّة، واليهود لم يجاوزوا قطّ مرحلة الأمم شبه المتوحّشة التي ليس لها تاريخ". وودت لو أنّ هذا النّص كان الخلاصة التي توصّل إليها لوبون، لا الانطلاقة. وكنت أنتظر طوال الكتاب، أن يبرهن صاحبه تلك النّتيجة المسبقة التي استهلّ بها كتابه. لكن كلّ ما وجدته، هو المزيد من الأحكام الاعتباطيّة الذّاتيّة، والمزيد من الأسلوب الهجوميّ الذي يفتقر إلى الموضوعيّة والبراهين المقنعة، والمزيد من الإصرار الدّائم الهوسيّ على أنّ "تأثير اليهود في تاريخ الحضارة هو صِفْر". وأنا لا أدافع عن اليهود، إنّما عن الحقيقة الموضوعيّة التي يبتغيها كلّ قارئ جادّ، فقد يكون اليهود كما ذكر الكاتب، لكن أين الأدلّة الوافية؟ وهل يجوز أن نكتفي في تعليلنا بجزئيّات من العهد القديم تقرّع اليهود، مهملين ما تبقّى منه من قصص وأخبار تحتفي بهم؟
نجمة ونصف فقط.. حسنًا أخذ هذا الكتاب من وقتي الكثير فلقد كانت ترجمته سيئة جدًا ، ثقيلة ومتحاملة ولكن كانت ردود المترجم على غوستاف مميزة وهذا ما أثرى النقاش. لّو تكلمنا عن اليهود من تاريخ الحضارات الأولى حتى الآن نجدهم بلا حضارة، بلا أعراف ولا قوانين عامّة تخص مجتمعهم، هي مقتطفات أختاروا أن يقتبسوها ويسرقوها من جميع الأُمم وحاليًا بشكل أخصّ من الشعب الفلسطيني. - لم يكن الشعب اليهودي شعبًا منتجًا يومًا فهو لم يعرف النجارة ولا الحدادة ولا شيء من الفنون، كانوا مشهورين في التجارة بشكل كيير وتليها الزراعة وما عداها فهم فيه عدمٌ عدم. - استوقفني حقيقة مبدأهم من " إغتصاب الفتاة" الأمر موضّح على النحو التالي وما أشبه اليوم بالبارحة فيما إذا ما قارنّاه بوضع مجتمعنا العربي هُنا اليوم.. * من يغتصب فتاة يحمل على الزواج منها* * من يغتصب فتاة مخطوبة فهو كفعل الزنا بالمتزوجة فيقتل* *تعدّ الفتاة مذنبة اذا تمت عملية الاغتصاب في مكانٍ مسكون ولم تستجدِ أحدًا وتُبرّأ الفتاة فيما إذا تم اغتصابها في مكانٍ مهجور". ---- كما استوقفني أيضًا_ * كان الرجل إذا مات تزوج أخيه الأصغر بامرأته وصلًا لنسبه* وفي حال رفض الزواج منها يضربه الشيوخ أمام الجميع** ---- هم شعب بلا أرض ولا حضارة - نسّقوا جميع الحضارات واقتبسوا منها، سرقوا أرض فلسطين، الاستنجاد بآلهة بابل، أفكار الفينيقين، شيئًا من كل الديانات، لا موقف لديهم ولا مبدأ، يتباكون على أنفسهم وتقتلهم النازية حُبًا! - ما استغربت منه عن ذكر الكاتب لأصول الفلسطينين أنها " أوروبية" وأعتقد وفقًا لقراءاتي السابقة وتوقفي عليها أنها استنتاج غير موفق.
قول «غوستاف لوبون» في مصنَّفه الضخم «اليهود في تاريخ الحضارات الأولى» ما نصه: «ظلَّ اليهود - حتَّى في عهد ملوكهم - بدويِّين أفّاكين، مغيرين سفَّاكين، مندفعين في الخصام الوحشي، فإذا ما بلغ الجهد منهم ركنوا إلى خيال رخيص، تائهة أبصارُهم في الفضاء، كسالى خالين من الفكر كأنعامِهم التي يحرسونها».
وفي مقام آخر يقول لوبون: «لَم يجاوز قُدماء اليهود أطوار الحضارة السُّفلى التي لا تكاد تميز من طور الوحشية، وعندما خرج هؤلاء البدويُّون الذين لا أثرَ للثقافة فيهم من بادِيَتهم ليستقرُّوا بفلسطين، وجدوا أنفُسَهم أمام أُمَمٍ قويَّة متمدينة منذ زمن طويل، فكان أمرُهم كأمر جميع العروق الدنيا التي تكون في أحوال مماثلة، فلم يقتبسوا من تلك الأمم العليا غير عيوبِها وعادتها الضارية، ودعارتها وخرافاتها».
في الوقت الذي كتب فيه لوبون الكتاب لم تكن أدوات البحث التوراتي تطورت، لذلك لا قيمة لهذا الكتاب مطلقا، مثل ما هو الأمر مع الجزء الخاص باليهود في قصة الحضارة لول ديورانت. كل ما في الأمر هنا هو بعض النقد النصي في مواقع قليلة جدا جدا، لكن النسق التاريخي لم يخضعه لوبون للنقد لأن الأبحاث الأركيولوجية أحدث بكثير من وقت صدور الكتاب، فكل ما يفعله هنا هو نقد بعض الأمور اعتمادا على رؤية فكرية قاصرة لا تخضغ بأي شكل للبحث العلمي الجاد الذي بدأ في سبعينات القرن العشرين.
في ٧٠ صفحة فقط يتجلى مقت الكاتب تجاه اليهود في كل سطر تقرؤه بغض النظر عن السبب الحقيقي وراء ذلك ستشك في مدى موضوعيته حتى امتداحه القليل والمشوب ببعض النقد ايضًا للشيء القليل من حضارة اليهود كموسيقاهم وشعرهم لا يجعلك تجزم بموضوعيته.
يسرد الكاتب ايضًا تاريخ اليهود الجغرافي وهذا كان الاهم بالنسبة لي كونه يمس القضية التي تلامسنا جميعًا وهي قضية الاقصى وفلسطين، عيب الكاتب الجلي هو انتقاده وتطاوله على انبياء بني اسرائيل سليمان، يعقوب وغيرهم .
النسخة التي لدي هي نسخة دار المحروسة، وهي رائعة لغوياً واملائياً ، لكن هناك امور متناقضة بالكتاب ، تجعل متعة معرفة التاريخ لدى اليهود اقل امتاعاً ، وهي ان الكاتب متحيز ضدهم ولا بأس بالامر بالنسبة لي ، لكن الكاتب يرفع من شأن العرب وديانة الاسلام ، ويذم باليهود ودينهم ، وهناك بعض الامور التي يكذب بها دينهم وانبيائهم كموسى ووصفه بالاسطورة ، وهنا يجعلني اتسائل ان كان مدح الاسلام فهو قراء عنه وان قراء عنه سيعرف عن الايمان الكامل والحب والصدق والتقدير الذين يكنونه المسلمين اتجاه النبي موسى عليه السلام ، فكيف يصدق ويمدح هذه الديانه ويذم هذه الديانه ؟ ، وكذلك التابوت كيف يقول عنه انه قد اؤخذ فكرته من حضارة كلدة او بابل ، وقد تم ذكره بالقران ؟ ، لست اواجه مشكلة مع تحيز الكاتب لكني بالطبع اواجه مشكلة بتناقضه ، على اي حال سأقول ان الكاتب قد اخذ الديانه اليهودية بما ذكر بالتوارة المحرفة ، لذا فربما استطيع التغاضي عن هذا ، الكتاب يذكر تاريخ اليهود بشكل رائع وسلس ويستحق القراءة لمهتمين التاريخ مع العلم بالنقاط التي ذكرتها فوق.
الكتاب جيد تطرق للكثير من طباع اليهود وعاداتهم وجزء صغير جدا من تاريخهم، لكن الكاتب حانق وكاره جدا لليهود ولا يريد ذكر أي جزء من تاريخهم بشكل موضوع أو من تقاليدهم هو فقط يشمئز من كل عادة او كل تفكير لهم، حتى مرحلة النبي داوود وسليمان ذكرها باقتضاب وذكر كل مساوئها دون اي ايجابيات رغم كونها مرحلة ترف لبني اسرائيل. أيضا عندما يريد اهانة نبي يلجؤ الى ما يقوله اليهود عنه رغم معرفته التامة بأن ما كتبوه أكاذيب وقد قال ذلك بنفسه الكتاب مجرد أحقاد على اليهود لا أكثر من ذلك فهو لا يرى اي ميزة او اي ايجابية واحدة فيهم وينسف تاريخهم نسفا
الكتاب حيرنى مكنتش عارفه اديله كام نجمه هل 3 ولا اتنين بس قولت انا حديه اتنين وده لان انا حبيت الكتاب بس مش اوى ساعات كنت بزهق وبمل منه وساعات كان بيجذبنى جدا ويمكن ده السبب اللى خلانى اكمله للاخر كان فى اجزء بيبقى فيها هوامش كتير مع ان الفكره واضحه مش محتاجه كل ده وكان بيفصل الواحد من الاندماج مع الكتاب وفى اجزء كانت معناها مش بيبقى واضح واللى هى جايب اشياء من اسفار اليهود مجرد يقول ده سفر ايه ودى رقم كام وخلاص بس اوقات كنت بلاقى حاجات مش مفهومه اكتر جزء عجبنى الجزء المتعلق بوجود اليهود فى مصر وده لان بحب اى حاجه فيها كلام عن تاريخ مصر بحب اعرف كل كلمه اتكتب واشوف وجهات النظر المختلفه
بالطبع لم يجد المترجم في موسوعة تاريخ الحضارات الأولي ما يترجمها غير هذا الجزء عن اليهود و الذي يمكن اعتباره تجسيد لحالة كراهية الذات الموجودة الآن عند اليسار الغربي و الذي يبدو أن لها أصولا أعرق كما نري في هذا الكتيب المملوء تحيزا كراهية ضد اليهود ، مقدمة المترجم ، العربي المسلم طبعا تحتفي بهذا، و من الواضح انعدام المصداقية لدي المترجم في مقدمته ما نجده من إسباغ ك الصفات الحميدة علي العرب و المسلمين و إلصاق كل المساويء لا باليهود فقط بل بالغرب الذي يعتبر التاريخ و الدين اليهودي رافد من روافد بنيته الدينية .
يتكلم غوستاف لوبون عن تاريخ اليهود من حيث البيئة والعرق والتاريخ والديت والعادات والطبائع، ويركز على أثر اليهود الحضاري ، ويغلب على لغته الانتقاص منهم الا في بعض الامور . ظننت ان هذا الكتاب سيكون مقدمة لفهم التاريخ ولكنه مجرد مراجعة مع رأي شخصي له.
في كتاب «اليهود في الحضارات الأولى»، يقول غوستاف لوبن «فبنو إسرائيل كانوا يعبدون إذن إلوهيمات في أثناء حياتهم البدوية التي قضتها أجيالهم الأولى»، وتبدو هذه الفكرة متكررة عند الغربيين، لكنّني أتساءل عن سبب الاحتفاظ بمثل هذه القصص عن إيلوهيم مع الافتراض بأن العهد القديم، وأول أسفاره «التكوين» قد كُتب في وقتٍ لاحق. ألا يمكن أن يكون إلوهيم بمثابة صيغة احترام لا جمع؟ وإذا كان اليهود قد توصلوا إلى جعل إلههم إلهاً عالمياً لكل الشعوب إثر كارثة السبي، فما سبب إبقائهم على تقاليد أقدم تتحدث عن آلهة ونحن نقول إن جميع الأسفار جُمعت وكُتبت بعد عزرا الكاتب. هناك تناقضات في مثل هذه الرؤى والافتراضات. وفي موضعٍ آخر يقول لوبون «ولذلك لا ينبغي أن يُْطَلَب من هذا الشعب البسيط تعريف وثيق لموضوع عبادته، ولمبادئ الروح السامية ما لآفاق الصحراء من الوجه الفخم النمطي المبهم، والروح السامية لا تحدد شيئًا، والروح السامية لا تحتوي شيئًا على أوجه واضحة مقررة كثيرة كالتي أسفر عنها الخيال الآري بسهولة، واليوم لا تجد لدى البدوي الحاضر سوى دين مبهم يكترث له، وذلك على الرغم من إسلامه الظاهر». الغريب هنا أنه يتحدّث عن الساميين وكأنهم يحصرهم في البدو من العرب واليهود، ويعدّ الأكديين والكلديين وكأنهم من غير الساميين وهذا جهلٌ صارخ، كما إنه يريد نسبة الآلهة المتعددة والميثولوجيا في بلاد النهرين إلى الآريين، وهذا إدعاء سمج لأن الاثباتات التاريخية توضّح أصالة حضارة بلاد النهرين وتقدّمها على حضارة الفرس إنجازاً وزمناً، وأن الأخيرة هي التي نسخت حضارات الساميين وتبنّت أبجديتهم الآرامية فالعربية، وليس العكس. وبينما يقول الغربيون بأن السامي لا يهتم لأديانه، وينفون تراثه متعدّد الآلهة، الذي نسخ منه الإغريق أنفسهم قصص أدونيس وعشتروت، يعودون لاختزال كتلة حضارية واسعة في البداوة فيقول: «وما كان من فقدان الأوثان بين الساميين ومن احتياجهم إلى البساطة، فقد كان يُعدهم إلى التوحيد فانتهوا إليه بسرعة». في هذا الكتاب العجيب، يذمّ «لوبون»، الذي مدح العرب كثيراً، اليهود لكل الص��ات المشتركة بين قدماء الإسرائيليين والعرب، وهذا تناقضٌ واسع مردّه التحامل تجاه اليهود بسبب الأفكار الآرية والمادية الناقمة على المسيحية وأصولها اليهودية.
الكتاب مهم ولكنه متحامل بوضوح.
اقتباسات:
ولا جرم أن الشبه قليل بين العربي أيام حضارته، واليهودي الذيُ عِرف منذ قرون بالنفاق والُجبْن والبُْخل والطمع، وأن من الإهانة للعربي أن يقاس باليهودي، وأن العربي — مع إقراره لليهودي بالقرابة — أول َمن يحمّر وجهه خجًلا منها. مما لا مراء فيه أن الديانات لا تُعد إذ ذاك من صنع رجلٍ واحد، بل تُعد وليدة ألوف الرجال، بل تُعد نسيج أفكار أحد الشعوب واحتياجاته، ومما لا ِمراء فيه أنه مؤسسي الديانات لايَُعدون إذ ذاك غير أناٍس من ذوي النفوس العالية، تَقمَص فيهم المثُل الأعلى لإحدى الأمم وأحد الأدوار تقمًصا غير شعوري، فُيرى في النصرانية والإسلام ما يرتبطان به، من خلال الدين اليهودي في الأجيال البعيدة؛ حيث نشأت الآلهة الآسيوية، ولايُجَهل آنئٍذ أن الأديان تطورت في غضون القرون على الدوام مع احتفاظها باسم واحد، وأن من الوهم الخالص أن يُعَزى في كل وقت إلى موجديها في الظاهر ما اضطرت إليه من التحولات لتلائم جديد الاحتياجات، وأن الدين إذ كان، كالنظم والفنون، عنوان مشاعر إحدى الأمم، فإنه لا ينتقل من شعٍب إلى آَخر من غير أن يتغّير، وأن الهندوس والصينيين والترك مثًلا، إذا أمكنهم أن يعتنقوا دينًا ذا اسم واحد كالإسلام، فإن هذا الدين بانتقاله من شعٍب إلى آَخر يعاني من التحول العميق، مثلما تعانيه الفنون واللغة والنُظم؛ وذلك ليناسب مشاعر الأمم التي انتحلته، وفي ذلك الحين يُنظر بتلك العين، لا ريب، إلى الزنديق المعاصر الذي يقتصر علمه على عمله السهل في بيان النواحي الصبيانية من كل دين، وإلى المؤمن المعاصر ذي البصيرة النيرة في الموضوعات العلمية الذي ينحني أمام الخرافات الصبيانية. أجل، إن الإنكار سهٌل كالتصديق، ولكن الذي يُطاَلب به كاتب المستقبل هو أن يَْفَهَم ويفسر على الخصوص، وستغيب إلى الأبد الأزمنة التي يرى المؤرخ فيها اضطراره إلى المحاكمة وإلى الَحنَِق، فهنالك لا يكون التاريخ من صنع الأديب، بل من صنع العاِلم. وعلى ما تراه من نشوء المذهب العقلي الحديث الذي لا يكاد يتفتح فوق أرض أوروبا، لم تزل أوروبا نصرانيًة إلى درجة لايدركها الباحثون الواقفون عند حد الظواهر، وما يصدر عن حرية الفكر من مفاجآٍت يُثِبت وحده، بما يوجبه من مقاومة،ُ عْمَق الأسس النصرانية التي لم تنفك مجتمعاتنا تقوم عليها. لم يجاوز قدماء اليهود أطوار الحضارة السفلى التي لا تكاد تميز من طور الوحشية، وعندما خرج هؤلاء البدويون، الذين لا أثر للثقافة فيهم، من باديتهم ليستقروا بفلسطين، وجدوا أنفسهم أمام أمم قوية متمدنة منذ زمٍن طويٍل، فكان أمرهم كأمر جميع العروق الدنيا التي تكون في احوال مماثلة، فلم يقتبسوا من تلك الأمم العليا سوى اخس ما في حضارتها، أي لم يقتبسوا غير عيوبها وعاداتها الضارية ودعارتها وخرافاتها. فما كان لأمٍة من العرافين واُلمْلَهمين والمجاذيب مثُلما كان لبني إسرائيل، وبنو إسرائيل لم يظهر فيهم من النوابغ غير الأنبياء والشعراء. كان بنو إسرائيل من الساميين، أي من الِعرق الذي كان ينتسب إليه الآشوريون والعرب. ومن المقرر اليوم أن بلاد العرب الوسطى والشمالية كانتَ مْهد الساميين، ولكن بينما ظل معظم الساميين منتشرين في جنوب جزيرة العرب، هاَجَر فريٌق منهم إلى الشمال موغًلا في بلاد بابل، حيث كان السلطان لحضارة السومريين والأكاديين، فأقاموا بها من الزمان ماأُْشِبُعوا فيه من تلك الحضارة، ثم َكثُرعددهم فهاجروا من جديد في أدواٍر مختلفٍة، فتقدموا نحو الشمال أكثر من قبُل وتقدموا نحو الغرب. والساميون الذين بقوا في بلاد العرب هم أجداد الشعب العربي، والساميون الذين مروا من موطن الحضارة في الفرات الأدنى وانتشروا في جميع آسيا السابقة، هم الآشوريون والإسرائيليون. وفيما كان ساِميّو الجنوب، أي الأهالي العرب، يحافظون على عبقريةِ عْرقهم النقي من كل تأثير أجنبي، فلا يزالون يَبْدون لنا مثال أولئك البدويين ذوي المبادئ البسيطة والعبادة القليلة التعقيد والطبائع الفطرية الثابتة التي نتمثلها َوفق ما جاء في ِسفر التكوين من الأوصاف، كان ساِميّو الشمال يعقدون نظامهم الكوني فيثقلون عبادتهم بالشعائروالجزئيات، فينتحلون طائفًة من الآلهة المجهولة في البادية، ويشيدون المدن ويضعون مختلف النظم ويحاولون تأسيس أمٍم منظمٍة قويٍة على غرار الأمم التي بهرتهم فنونها وعلومها فقلبت خيالهم. والعرب في إبان سلطانهم الكثير الاتساع وفي عهد حضارتهم العظيمة، ظلوا في مبادئهم العامة وعبادتهم أبسط من الآشوريين والفنيقيين واليهود مع ذلك، والإسلام بعد كل شيء هو الدين الوحيد الوثيق التوحيد الذي جاء به الساميون، وهو الدين الوحيد الخالي من أي أثٍر لوثني، وهو الدين الذي يرفض الأنصاب رفًضا تامًا. والله في ُسموه وجلاله وروحه هو خلاف يَْهَوه الضاري الذي لم يكن بغيرته وغضبه وهزال انتقامه غير أخس صغٍيرُ لمولك وكاُموش. ومحمٌد، حين قال بالنظام الكوني اليهودي، لم يقل في الحقيقة بغير نظام قدماء الكلدانيين الكوني، ووجدت مبادئ الساميين المبهمة جسًدا في تلك المذاهب المادية المعينة التي لم يكونوا مخترعين لها، والتي لولاها لتعذر عليهم أن يكونوا ذوي هيمنة على روح الآريين الإيجابية التصويرية. وإذا ما أريدت معرفة الإسرائيلي كما هو، وجب ألا يُحَكم فيه بآثاره المكتوبة التي ليس معظمها سوى ذكريات من كلدة، بل يجب أن يُزال عنه أثر الحضارة الخفيف الذي عانَى كثيرا من اقتباسه من الدول القوية التي عاش فيها، وأن يُنَظر إلى مكانه من خلال ِسْفر التكوين مثًلا، حيثُ وِصَفْت حياته المفضلة، حياة الرعاء ،أو أن يُبَحث عنه في السكان الحاليين بالبقاع التي استولى عليها، وفي القبائل البدوية الصغيرة بشمال جزيرة العرب وبسورية، تلك القبائل التي لم تُغير طبائعها وعاداتها منذ ستة آلاف سنة أو ثمانية آلاف سنة. والبادية، بجعلها خيال الساميين عقيًما عْقَم تراِبها، لاَشْت فيهم بذور مختلف الخرافات التي استحوذت على النفس البشرية في أماكَن أخرى، لمشابهتها النبات الَخِطَر حتى بزخره، والساميون بما لديهم من مبادئَ دينيٍة عاطلٍة من أية صورة محسوسة، ابتدعوا بفضل البادية الرب البعيد الجليل الأزلي الذي لاَح فيما بعُد ذا صفاء خالص روحي، لتعذر تعريفه وتشخيصه، فبَسط سلطانَه على أمدن أمم العالم. وحوادث تافهة كتلك لا يُعنَى بها التاريخ، والتاريخ إذا عني بها كان ذلك لأسباب مستقلٍة عن أهميتها، ومن ذلك أن حصار عصابة من البرابرة لمدينة ِتْروادة الصغيرة واستيلاءهم عليها قبل الميلاد باثني عشر قرنًا، مما غدا حادثًا ذا بال في تاريخ العاَلم؛ لأن أُوميرُس تغنى به، لا من أجل نتائجه. ثم أنعم سراب الخيال المسيحي بعظمة أكبر من تلك على منازعات هزيلة كانت تقع منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة، بين عشائر صغيرة من البدويين النهابين في سبيل واٍد يكون خصيبًا بأحد الجداول. وما أتى به مؤرخو اليهود من تدوين لتلك الحوادث عقب وقوعها مع تجسيم عظيم، هو دون ما صنعته الكنيسة المسيحية بعد ذلك. ولا تجد شعبًا َعطل من الذوق الفني كما َعطل اليهود. والشريعة التي حرمت على اليهود منحوَت الصور لم تَْحِرم العاَلم آثاًرا نفيسًة بذلك، وما وقع من مخالفة اليهود للوصية الثانية غير مرة لم يؤد إلى غير العجول النحاسية أو الذهبية، التي هي أصنام اليهود المفضلة المصبوبة صبٍّا رديئًا على أوتاٍد غليظٍةُ عدت رموزا للرجولة، والمنصوبة تحت غياض َعشترُوت، تلك الأصنام القومية، أو الترا ِفيم، التي هي ضرٌب من اللَعب المثيرة للسخرية، والتي أضجعت إحداها على فراش داود مستورة الرأس بعناية زوجته لتُعطى، بطريق الِعَوض، جنود شاول المرسلين ليقتلوه. ولم يمارس العبريون من الفنون الجميلة سوى الموسيقى التي هي فن جميع الشعوب الابتدائية، وكانوا شديدي الحب لها، فيمزجون بها ملاذ َّهم وتمريناتهم العسكرية وأعيادهم الدينية، ومما لا مراء فيه أنها قليلة التعقيد شبيهة بألحان الن ُّواح لدى العرب المعاصرين، ونَُعد من آلات الطرب المعروفة عندهم: المعَزف والطنْبُور والصنَْج والمزمار والبوق والطبل. فبنو إسرائيل كانوا يعبدون إذن إلوهيمات في أثناء حياتهم البدوية التي قضتها أجيالهم الأولى. ولذلك لا ينبغي أن يُْطَلَب من هذا الشعب البسيط تعريف وثيق لموضوع عبادته، ولمبادئ الروح السامية ما لآفاق الصحراء من الوجه الفخم النمطي المبهم، والروح السامية لا تحدد شيئًا، والروح السامية لا تحتوي شيئًا على أوجه واضحة مقررة كثيرة كالتي أسفر عنها الخيال الآري بسهولة، واليوم لا تجد لدى البدوي الحاضر سوى دين مبهم يكترث له، وذلك على الرغم من إسلامه الظاهر. وما كان من فقدان الأوثان بين الساميين ومن احتياجهم إلى البساطة، فقد كان يُعدهم إلى التوحيد فانتهوا إليه بسرعة. «إذا كان اليهود قد عطلوا من الفن والصناعة عطلاً تامًا، وإذا كان اليهود قد ظلوا بمعزل عن كل جمال يفوق المال، فإنك تجد لهم آدابًا غنيًة منوعًة يجدر ذكر بعض أجزائها. وليست تلك الظاهرة خاصة ببني إسرائيل فقط؛ فهي تُشاَهد لدى جميع الأمم السامية، ولاسيما العرب الذين كانوا قبل الإسلام ذوي شعر بعيد الصيت حقا، على أن الشعر مع الموسيقى فن جميع الأمم الفطرية، والشعر مع بُْعده من التقدم موازيًا لتقدم الحضارة تجده يضيق أهميًة وتأثيرا كلما ارتقت الأمم؛ فقد اقتضت الحضارة قرونًا طويلًة لاختراع الآلة البخارية واكتشاف سنَن الجاذبية، مع إمكان ظهور قصائد كالأوذيسة والإلياذة، وأغاني أُوسيان في أدوار الجاهلية. وحالت حياة البداوة، على الدوام، بين أهل البدو دون ظهور فنوٍن شاخصة، وأدْت إلى عدم اكتراثهم لتركيب الخطوط المنسجمة، وهي لم تحفز ملكاتهم إلى غير سبيل الشعر، ولا سيما الشعر الغنائي. وأقدم أغاني العرب هي الأجمل، ولماا ٔقام العربي بالمدن بعدئٍذ حاَفَظ على عادة الذهاب إلى تحت الخيام ليقوي وحيه، والعربي في قصده إخوانه الأعراب، يكون كما لو ذهب المدرسة ليتعلم اللغة الفصحى والوزن الرنان وأخيلة البطولة. وسفر الجامعة من أمر الإنكارات التي نطق بها كل ذي شفتين؛ فهو أنشودة قنوط المحكوم عليهم بالهلاك الأبدي، وهو ينفع كتابة قبر للجنس البشري حينما تسجى الأرض الخالية من سكانها الأخيرين تحت كفن من الجليد!
مراجعة كتاب : اليهود في تاريخ الحضارات الأولى ل - غوستاف لوبون - نقله للعربية : عادل زعيتر 110 صفحات بل 110 سنوات من الكفاح و العذاب كي أنهي قراءة هذا الكتاب الغريب نعم ، هو من أغرب ما قرأت الكاتب لابد من أن له ثأر من أحد ما يهودي انتابتني الشكوك في بادئ الأمر و هو الأمر الذي دفعني لأبحث عن الكاتب و سيرته الذاتية لكي تتأكد شكوكي هل تأكدت ؟ الجواب للأسف لم يستطع بحثي الصغير أن يصل إلى إجابة مرضية و لكن الأكيد أنه لن يكون القراءة الأخيرة لهذا الكاتب العجيب و الآن مع قراءتي الأولى له هذا الكتاب لا أخفي عليكم حيرتي تجاهه لا أدري حقا هل أطلق عليه حكم الملل ام الإثارة استقطعت قراءتي فيه كثيراً بقراءات أخرى حسنا كفانا سردا و لنتحدث بإيجاز لنبدأ بالمحتوى الكتاب من اسمه يتحدث عن اليهود و نشأتهم و طبائعهم و عاداتهم و دينهم و آدابهم حسنا ما الغريب ؟! الغريب هو أنه يتحدث عنهم كمن قتلوا له أحد أبناءه إذا لم يكن ابنه الوحيد حسنا انا أتفق معه في نقاط و لكن أختلف معه أيضا في نقاط أخرى لم يهمني كثيرا رأيه الشخصي بقدر ما أهمني و لفت انتباهي المعلومات التي لم أدر إليها بالا من قبل .. تفاصيل قليلة و صغيرة جدا جدا .. ثغرات تاريخية تحرك الشغف لمعرفة و قراءة المزيد و لكن رغم ذلك شعرت للأسف بالكثير من الملل على فترات متباعدة من الكتاب لم يغفر له عدد صفحاته القليل هذا و الترجمة تشعر أنها متواضعة نوعاً ما و جائز أن الاختفاء الغامض للصفحة التاسعة و السبعون كان عاملاً من العوامل التي ساعدت على ابتعادي عن إكمال قراءته لفترة أو ربما ذلك الفصل نعم إنه الفصل الأخير بعينه و الذي يتحدث عن الآداب العبرية يا ألله على الملل الشديد لك أن تتخيل أنه كان ينقصني صفحتان فقط لإتمام قراءته و لم أستطع أن أكمل قبل الآن و أخيرا قبل دقائق من مشاركتي للمراجعة معكم لا أدري إذا ما كنت سأقوم بقراءته من جديد أم لا ! - أسلوب الكاتب لم يكن جذابا كفاية لي أو لعلها الترجمة كما قلت - ليس إيجابي و ليس سلبي هو فقط غريب إلى حد ما - هل استفدت منه ؟ نعم إلى حد ما أيضاً - هل استمتعت به ؟ اممممم كلا للأسف كنت أتمنى أن يكون أكثر إثارة .. نظراً للكم الهائل من التفاصيل التي كان لها فرصة عظيمة في ذلك ،، و لكن صراحة أضحكني في بعض النقاط = التقييم : 2-3 من 5 ~~ و للحظ اليوم يتزامن انهائي للكتاب و نشر المراجعة مع #اليوم_العالمي_للتضامن_مع_الشعب_الفلسطيني 💛 29-11-2020