"كيف القاهرة في العام ٢٣٢٠؟ كيف الطبُّ في البيطريات؟ وكيف المبيتُ في الاصطبلات؟ وكيف اللغةُ في ثلاثِ لغات؟ وكيف العبادةُ في ثمانيَ وأربعين ديانة؟ وكيف خافوا الشمسَ وكيف لم يعرفوا المطرَ وكيف رجموا الشعراءَ وكيف خوَّفَتْهم الأنفاق؟ كيف القاهرةُ في حدوتة حسن مخلص عبد المعز؛ الرجل الذي اكتشف أنه يخافُ الخفوتَ أكثر من الظلام؟"
عمل سردي إنساني عميق يمزج بين الحنين والانهيار، بين شخوصٍ تبحث عن الخلاص، ومدينة تلفظ أنفاسها الأخيرة. الكاتب يرسم صورة لعاصمة على وشك الانتهاء عمرانياً و سياسياً وروحانيًا.
تدور الأحداث في القاهرة خلال عام 2320 والمفترض أنه "الأخير" في عمرها، حيث تسير الرواية في خط زمني موازٍ لانهيار المدينة، من خلال مجموعة من الشخصيات كل منهم يحمل جزءاً من وجع القاهرة وتتقاطع مصائرهم وسط أجواء القلق والجوع والموت.
" أنا مواطن عادي، يختار الباب للدخول ولا يعرف كيف يتخطى بابا مقفولا عبر النافذة، أنا من المرضى بالأمال الكبيرة رغم محدودية القدرة، وبالتصديق المطلق لكل مَنْ أُحِب رغم خديعة الإنسان للإنسان، ومن الراضين بأن المعاناة الدائمة هي السبيل الوحيد للجنة."
روايةٌ مُفجعة، رغم أنني لا أظن أن الحالَ قد يصلُ إلى هذا التردّي يومًا، كانت تجربة عظيمة رغم مرارتها، صيغت جيدًا، وكان سردُها آسرًا، يمكنني القول أن الكاتب قد حقق المعادلة الصعبة بجعل كل شخصية في الرواية أهلًا لأن تكون بطل رواية منفردة، إبراهيم كان مثل إنذار أخير، وأؤمن أن صمت الملايين من حسن خشية الموت هو السبب الوحيد الذي قد يوصل بلدًا لما هو أسوأ من الموت. لم تكن نتيجة مراهنتي لصالح كاتب جديد -بالنسبة لي- سيئة أو حتى عادية هذه المرة، رواية تستحق القراءة فعلًا، لم يعِبها إلا نقطة منطقية، وهي أن كافة أسماء الرواية -تقريبًا- عربية معروفة في مصر الحالية رغم اختلاف العصر وتعدد اللغات ورغم حصر العربية على العبيد ومقت بقية عشائر الرواية لهذه العشيرة وأهلها، النقطة الثانية هي تضمين الراوي (حسن) لكلمات من العامية المصرية بين حين وآخر في سرده للحكاية رغم أنه -بافتراض أن عامّيتنا لم تندثر مع بقية ما اندثر من ثقافتنا بعد ثلاثمائة عام- قد تعلم العربية ذاتها حين تعلم، ورغم أن البديل العربي لهذه الكلمات متوفر بالفعل. لكن مجملًا جمال السرد لم يتأثر كثيرًا.
أظن.. أظن ان الأمر سيتطلب مني أيام عده، لأتعافي مما قرأت، أو ليهدأ هلعي و تطيب نفسي فيُدرك عقلي ان كل هذا ما هو إلا كلام علي ورق و ان القاهره ها هي بشحمها و لحمها و تكدس سكانها، باقيه تُراها باقيه فعلًا؟ خَوفي أن لا تكون هذه الحروف محض خيال، خَوفي أن اُفاجأ انها ليست إلا شُرفة صغيره، تطل علي المستقبل المستقبل؟ أي مستقبل يُسمي البيوت إصطبلات، و الطب بيطريات، و يكتفي من الطعام بالعدس و لحم الحمير؟ أي مستقبل يسمي الفراش مربط، و يجعلك تربط قدمك فيه كما البهيمة عند النوم، يدفن البشر في المجاري و يُخفي البنات خلف الحيط الزُرق. و حين تقل الهوجه، و تظن أنه النصر، تكتشف ان الماضي أحنّ لقد وضعوا القاهره في قفص و يتفرجون عليها. فتحنٌّ قدمك لمربط البهيمة. ... قد آن يا كيخوت للقلب الجريح، أن يستريح.
"وغدًا يذبحونك.. بحثًا عن الكنز في الحوصلة! وغدًا تغدو مدن الألف عام مدنًا للخيام" ______
"لقد وضعوا القاهرة في قفصٍ ويتفرجون عليها.."
- كفتاة ولدت وتربت في القاهرة، هذه الرواية باغتتني.. ليس لأنها صورت لي نهاية القاهرة التي أعرفها الأن.. وليس لأنها جعلتني أعايش نهاية القاهرة التي لن أعرفها يومًا، لكن لأنها أكدت لي إعتقادي الدائم في المدينة التي كونت وجداني، إنها إذا انهار العالم كله ستكون القاهرة أخر من يقع، إذا رمى العالم كله ذاكرته عن كل الآداب طوعًا سيظل الشعر محفوظ على ذاكرة جدران القاهرة، إذا استسلم كل سكان العالم للموت فسكان القاهرة أخر من يُدفنون.
- استشهد أحمد إبراهيم إسماعيل بنبؤة أمل دنقل عن مستقبل مدينة مثل القاهرة، بأن مدن الألف عام ستغدو مدنًا للخيام، فتنبأ الكاتب بدوره أنهم سيضعون القاهرة في قفصٍ ويتفرجون عليها، فهل يصدقان؟.
القراءة الأولى للكاتب بناءً على ترشيحات بعض القراء الموثوق في آرائهم. عندي مشاكل كتير أوي مع الرواية، ولكن مجرد إن الرواية تستفزني أكتب عنها ف هي بالنسبالي رواية ناجحة وتجربة موقفة للكاتب. اللغة قوية ولكن للأٍف بحسها في أوقات كتير متكلفة جداً فبتفقد قوتها. ليه الكاتب بيحشر كلمات بالسواحيلية؟ ايه الغرض؟ ليه أسماء الأشخاص كلها أسماء عربية رغم إن الناس متعرفش عربي في القاهرة الزرقاء والقاهرة التحاتنية المحتقرة الناس فيها عارفين لغة وشعر، كان أولى بالكاتب يغير الأسماء، برضة ليه أسماء الأماكن غريبة أوي يعني تلاقي مناطق بأسماء قاهرية أصيلة وبعدها أسماء عواصم دول تانية أو مدن تانية، ايه التفسير لما التاريخ كله على بعضه اتغير! لما أم حسن ماتت، وهي مظهرتش في الرواية تقريباً غير في مشهد واحد عادي جداً، قال عنها إنها أفيونه ومصدر سلامه وكلام كبير أوي على علاقة لم يتم طرحها قبل موتها! ليه الناس بتقسم بالله وبالعلم؟؟ فين العلم في الرواية؟ ايه لازمتها طيب فهمنا يعم أحمد؟ حاجات كتير مش مفهومة وكان لازم الكاتب يوضحها كلمة دجليات دي يعني ايه؟ أصلها ايه؟ شكلها ايه؟ مفهمتش غير بعد نص الرواية لما قال دجال ففهمت ان مصدرها الجدل ليه بيربط رجله في الزريبة لما بينام؟ الأسئلة كتير أوي، لما فاض بيا عديتهم، كانو 20 سؤال ورا بعض، أسلوب مش محبب بالنسبالي نهائي. القراءة الأولى للكاتب وحتماً لن تكون الأخيرة.
نوعي المفضل من الروايات، على نهج مباريات الجوع وكتابات المبدع جورج أوريل يكتب أحمد، وهذه تجربة فريدة. ربما لو قرأت هذه الرواية قبل السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ لاستنكرت جدًا، أو على أقل تقدير كنت سأعتبرها مجرد خيالات كاتب لا أكثر. الأحداث نفسها خيال نعم –وإن كان بقدر كبير متماس مع الخقائق– لكن مقدار (التدجين) الذي قد يصل البشر له، وانعدام الإنسانية واعتياد الناس على التعبيد والرضا بالذل، وهيمنة من يملك السلاح واعتبار نفسه أنه يملك حق التصرف في البشر حتى، ليس هل هذا بشيء جديد، فقد رأينا بأمّ أعيننا ما هو أسوأ. نعم، هذا العالم وضع أناسًا في قفص ويتفرج عليهم. رواية مفجعة وما كان ينبغي أن تُقرأ في مثل هذه الظروف.. :'( ولولا الإيمان بالله لهلك الإنسان من أفكاره.
الرواية دي استفزتني فكملتها للآخر ومبسوطة إني قرأتها، ولكن النهاية خيبت ظني وحسيت انها اتكروتت نوعًا ما. اه وملييييئة بالإسقاطات الرائعة.
"إن مات الشعب، فلمن ستبقى الدولة؟"
"قد آن يا كيخوت للقلب الجريح أن يستريح"
"مسخ الهوية أبلغ من محوها"
"لا تنجو بلدٌ بالخبز وحده، ولا ينجو المرء بمعدته وحدها"
"واكتشفت في نفسي أنني بارع في الشعور بالذنب، بليد في التكفير عنه"
"أنا من المرضى بالآمال الكبيرة رغم محدودية القدرة"
"الصمت ليس هنيهة قبل الكلام الصمت حرف لا يخط ولا يقال.."
"التفكير الذي لا يرهق صاحبه ويحمّله همًا ورغبة في تغيير شيئ ما هو تفكير لا يُعوَّل عليه"
"المنصتون البلهاء يغرون المتحدثين السفلة"
"التصرف الجماعي هو الداء والدواء في الوقت ذاته"
"أكتشفت أن الكلام سلاح، وأن الهزيمة الأولى لتاريخ أي كيان تأتي من كماله التام وأسطوريته التي بلا شائبة. الأساطير ممشوقة القوام تموت مع أول بادرة بدانة واقعية، والحكايات شديدة المثالية تندثر مع أول خلخلة تحيا بها آلاف الحكايات الأخرى التي لا تُدوَّن، كل مبالغة في الكمال هي قتلٌ للشئ في عز شبابه".
تحضرني هذه الآية حينما يتم السؤال لماذا نقرأ الروايات؟! الروايات التي هي عبارة عن قصص ماهي فائدتها؟ لماذا لا نكتفي بالكتب فقط؟ السبب هو أن القصص تعطي لنا العبرات أيضًا، فالله لم يرسل التشريع في كتابه فقط، ولكنه أيضًا قصّ علينا القصص حتى لا نكون من الغافلين.. كتاب اليوم هو رواية من القصص المهمة ولن تكون بعدما تقرأها من الغافلين عن ما أتت به أبدًا.. . **اسم الكتاب: العام الأخير في عمر القاهرة **اسم الكاتب: أحمد إبراهيم إسماعيل **دار النشر: عصير الكتب **التقييم: ⭐⭐⭐⭐⭐ **تجربة ورقية . أظنه قرار خاطئ إني أبدأ قراءات المعرض بالعمل دا.. عشان هيبقى صع�� أوي على ال بعده التقييم والمقارنة بعد كم الحلاوة واللطافة واللغة الراقية دي.. . اللغة التي تجعل مخارج حروفك تتراقص هوادةً وأنت بتقرأ له، وهو بيستحضر ألفاظ فصحى رقيقة يحسن هو تطوِيعها لك وتستسيغها أنت.. كاتب يخضع له قلمه أو إن شئت الدقة فهو كاتب قلبه في قلمه.. . . أما عن محتوى الرواية فبماذا ستتخيل القاهرة إذا قلت لك تخيلها بعد 300 عام من اليوم سيسرح بك خيالك بأن ترى روبوتات وسيارات طائرة وإنارات عالية ومباني إلكترونية أليس كذلك؟! هذا هو المعهود عن النظرة المستقبلية، تطور لاحدود له ولكن مخيلة الكاتب أحمد إبراهيم إسماعيل كانت غير.. فلقد رسم القاهره بلونيها الأزرق الذي يشبّحهُ السواد.. . مدينة مليئة بالإنقسامات والقوانين الصارمة الغريبة، مدينة تعُجّ بالضيق.. هل تخيلت القاهرة هي مصر؟ فلقد مُحِيَت مصر ولم يتبقى منها سوى القاهرة.. . قاهرة أحمد إبراهيم إسماعيل هي قاهرة طبقية ليس فقط بمعناها المعنوي ولكن بالمعني الحرفي ٱيضًا فهناك قاهرة تحتانية، أسفل طبقة القاهرة.. . رواية القاهرة أشعرتني بمدى الزحام فيها رغم أن مُحَدِّثي كان شخصًا واحدًا.. شخص مسالم..
رواية القاهرة كانت على لسان حسن مخلص عبدالمعز، بعد شهودها لخمس حروب عالمية أودت بالعالم كله إلى الخراب..
تحمل بداخلها شعب وضيع، ذليل، مهان حتى أنه يلتمس للاقتصاد العذر إذا سقط فسقوط الإقتصاد ليس خطأ الدولة، لكنه خطأ الاقتصاد نفسه، فهذا عُرْف القاهرة وقِس على ذلك كل الخطوات والأخطاء.. . شعب كله حسن -رغم سوءه- فهو حسن، ماذا كانت ستصبح القاهرة لو تبرهَم شعبها؟! . قاهرة تُحَيْوِن الإنسان، تُجرِّده منه، قاهرة مثل الحياة مثل المزحة التي تضحك عليها وحدك لأنك تفهمها وحدك.. . #العام_الأخير_في_عمر_القاهرة #أحمد_إبراهيم_إسماعيل #2025
ومِثلُ هذا الأدب يجب الإشادة به، وكأن أدب دكتور أحمد مِن النوع الذي يُناديك لتكتب عنه فتكتمل التجربة والشعور، بعد أن تترك أثرًا لا يُعبّر عنه سوى بالكتابة، وحقًا مِثل هذه التجارب النادرة لا بُد أن تُكتب ليكون مصيرها الخلود.. ما زِلت واقعة تحت تأثير عبقريته الفذة... أتساءل كيف لطبيب صيدلى أن يتمكن من اللغة لهذه الدرجة، وأن يُطوعها له، يُلاعب ألفاظها، فينسجها بعبقرية، أتعجب ماذا فعل للغة ليُقنعها تترك له نفسها وتنساب يين يديه بهذا الشكل، أصبح يُشكلها برغبته فيُخرِج تعبيرات وأوصاف غير عادية من ألفاظ قد تبدو لك عادية مألوفة،، وهو ما يجعل الاستمتاع مُرَافِق وصديق طول الرواية، ينضم إليه الشعور بالتمزج فى معظمها... لم أجرب من قبل شعور أن تقرأ شيء وتتمزج منه، و أظن هذا الشعور -المولود حديثًا - سيكون خاصًا بدكتور أحمد وقلمه فقط..
من أين لك هذا يا دكتور!!! من أين لك بتصور عالم كامل لم ترى منه شيئًا، بل وجعلتنا نري كل ما فيه، و نشم كل روائحه، و نؤمن بما فيه، ولا نتعجب من أفكاره وما وصلوا إليه... أحسبك شهدت القاهرة ونهايتها كما شهدها حسن، ولكن بعين إبراهيم.. و أحسبك تأثرت برقة وشِعرها، فأشفقت علينا وعرّفتنا عليها وعلى حب إبراهيم لها، وأحسبك بطلًا من أبطال العام الأخير وإن كنت أتحير فى كيوننتك ودورك..... أخرجت لنا عالم عن المستقبل، ولكنه ليس بخيال اجتهدت فى تصوره بل هو الواقعية بعينها، واقعية مليئة بالإسقاطات والرمزية التى تنم عن كاتب ليس منغمسًا فى خياله، بل هو بين الناس وفى الناس، يقرأهم و يقرأ حالهم وقضاياهم و يصيغها فى عالم تستمتع بمعرفته من خلال ألفاظه، و تنجذب لقضاياه وأحواله..
في حب رواية "#العام_الأخير_في_عمر_القاهرةفي حب رواية "#العام_الأخير_في_عمر_القاهرة" تشبه رواية "العام الأخير في عمر القاهرة" أن تلقى حجرًا في ماء راكد فيغضب منك وتلطمك أمواج الدهشة لتلقيك في حضن الخوف، فتصبح بلا حول منك ولا قوة ويصير الموت نجاة لا تطاله. في رواية" العام الأخير في عمر القاهرة" هناك قاهرتان إحداهما زرقاء باردة لا حياة فيها ولكن سكانها احترفوا إدعاء الحياة والأمان والشبع والثقافة فكانوا ممثلين محترفين أعتنقوا الخوف ونصبوه إله وألبسوه ثوب الوطن حتى لا يحاسبوا أنفسهم وفي القاهرة التحتانية التي تلحفت بالظلام كحال عقل وقلب ساكنيها؛ حيث احترفوا إظهار حيوانيتهم بلا خجل أو خوف بمنطق رأيتني كحيوان سأتعامل حيوان في كل شيء إذا اشتركت القاهرتان في فقدهما للإنسانية، وإدعاء كل منهم أن لهم حياة كلاهما أموات يرتدون ثوب المعيشة لا أكثر في القاهرتين تفقد كل ذرة تعاطف مع أي فرد فيهم، تكره السود الزرق كإبراهيم، ولا تحترم القاهرة التحتانية كحسن حتى رقة الدليل الحي على أزلية الحياة، وصوتها الأسر للقلوب لا يفلح في استدراج عاطفة من ناحيتهم وفاطمة التي تشبه بداية الخلق الورقة البيضاء المصدقة لكل شيء لم تفلح في تغيير تفكيرك بأن سكان القاهرة الزرقاء قد تنفعهم فرصة ثانية كانت نهاية القاهرتان منطقية، فالقاهرة الزرقاء احترفت الإدعاء والتمثيل، أستحقت أن توضع في قفص لتصبح عرضا مستمرا للأخرين أما القاهرة التحتانية التي لم ترغب يومًا في النور فكان الظلام حقيقتها ومصيرها بالدفن أحياء يليق بمجموعة من البشر أختاروا أن يحيوا كدود الأرض يقول أحمد إبراهيم إسماعيل في روايته الأثيرة أبو جامع الكتابة الجيدة، تجرك على ضعف فيك، وتسحبك على لياقة فيها، وتجبرك أن تبتسم خفيفا أو تقول حتى "ياولد يا لعيب" دون تخطيط وهو ما فعله مجددا وبإتقان حين جرك مع خوف حسن الذي كبل كلاكما فتصبح خطواتك كخطوات حسن خائفة مترددة، ترغب في أحد دائما بجوارك لتتكء على كتفه، وإن لم يشفع لذلك الشخص أن يغدر به خوف حسن. أو تسحل مع رغبة إبراهيم الجموح في الخلاص والهروب نحو المجهول مع الحبيبة رقة، المجهول على غموضه أفضل من تلك القاهرة خوف حسن تلبس رداء الوطنية كحال أهله فأستحق نهايته أن يعيش مع أشباح ماضيه وكوابيسه وأن تصبح المرة الوحيدة التي أحب فيها وشعر أن هناك ما يستحق المخاطرة من أجله مجرد ذكرى لم يستطع الحفاظ عليها أحببت لو نجوت مع رقة المخلوقة من القهقهة ذات الجسد قليل الشحم كثير الرغبة وصوتها الملئ بالطمأنينة كحضن الأم وفاطمة الطفلة البريئة ذات العيون الواسعة التي تحمل خوف حواء حين نزلت الأرض بمفردها وتشبه الحياة في عهودها الأولي كنت أتمنى النجاة مع إبراهيم، وأن نخوض غمار المجهول معا، هذا أمر أكثر طمأنينة للقلب في نهاية الرواية تظل أسئلة أحمد وفلسفته ذات ذائقة خاصة، يجعلك لا تخرج بحبكة جيده في رواية فقط ، وهو ما يتقنه ببراعة، ولكن حجر أحمد يطال عقلك أيضا ويجعل أمواجه تتلاطم داخلك هل يشبه إبراهيم أمالنا المغدورة، أم أننا نشبه خوف حسن عن بلاغة د. أحمد يملك أحمد القلم ويعرف كيف يكتب الجملة. ومع أن الحروف واحدة ولكن أبجديته لا تشبه أحد أبجدية تشبة التعويذة، لا رغبة لديك في التحرر منها، أحب اللغة العربية الكثير والكثير، لكن قليلا من بادلته حبًا بحب، وهنا أُجزم أن اللغة العربية أحبت أحمد كثيرًا وكحال كل ما تطاله تاء التأنيث حين تحب تعطي بصدق وأظن وليس كل الظن إثم أن اللغة تأتيه طواعية لتكشف له من أسرارها وبلاغتها وتترك لك حرية الأخذ من معانيها كما شئت وكيف شئت في النهاية أنا ممتنة جدا لدكتور أحمد إبراهيم إسماعيل أنه ضل طريقه لعالم الكتابة كل المحبة الحقة♥️♥️
"التاريخ هو الشيء الوحيد الثابت في القاهرة مهما تغير بقية ما فيها."
هل تغيرت القاهرة حقًا؟ هل اختفت معالمها التي طالما اعتدنا عليها؟ ماذا لو تغير تاريخها ذاته؟ مدينة الألف مئذنة، صاحبة الألف عام... لم تعد هنا.
"مائتا عام من مكابرة القاهرة في ألا تموت ربما تنتهي هذا العام، البلد العجوز زهقت من أن تقاوم، قررت أخيرًا أن تظلم كعين مفقوعة وتنزوي كاستغاثة مبحوحة، وترقد كجثة"
هنا القاهرة... في عامها الأخير. لن تجد الشوارع كما كانت، ولا الآثار التي أبهرت أعين الناظرين، ولا حتى البشر الذين عرفتهم. في "القاهرة الزرقاء"، لم يعد هناك ذلك الازدحام المحبب، ولم تعد صباحاتها تنبض بالحياة كما عهدناها. القاهرة، التي صمدت لمئات السنين، تقهر الأعداء وتحيا رغم كل شيء... قد حان وقت سقوطها. أوَلم تسقط بالفعل منذ مئتي عام؟
"الأمانة التي حملناها كعقيدة مع التاريخ كل هذه العقود، اهرب طالما النار لم تمس جسدك، حتى لو كانت في الجسد الذي يسبقك مباشرةً في الصف، الغريب أننا نهرب ونحن متيقنون أنَّ النار ستأكل الصف كله، لكننا نحسد الذي يقف في آخره ببلاهة تحسد عليها، لا لشيء إلا لأنَّ حرقه سيتأخر ساعات أو أيامًا، هل رأيت انحطاطا أكثر من هذا؟"
هنا، البشر خاضعون، لا مجال للتساؤل أو التمرد، فقط الامتثال لما يُملى عليهم. تقف في صف طويل تنتظر احتراقك دون مقاومة، تحفظ تاريخًا زائفًا، وتقدّس بشرًا لا تعرف من أين جاؤوا، فقط تعلم أنهم أنقذوا القاهرة من مصير مظلم.
"لقد انتهينا حين تعلمنا الفخر بالهزائم، وقدسنا التراب أكثر من الذين يعيشون فوقه." لقد انتهت القاهرة منذ زمن، لكننا لم ندرك ذلك بعد... هل نحب القاهرة لأنها "القاهرة"، أم لأنهم أجبرونا على حبها؟
"الحُب المُنال بالخوفِ كراهية مزركشة، حتى لو لم تدركها سيدركُها داخلك، وسيلعنُها في أول فرصةٍ يمكن ليدِه فيها أن ترد الضربة دون ان تُقطَع."
أخذنا الكاتب في رحلة إلى المستقبل البعيد، بعد مئتي عام، حيث تظهر "قاهرة" أخرى لا تمت بصلة إلى تلك التي عرفناها وأحببناها. مع حسن مخلص وتردده وخوفه على القاهرة، وتشتته بين انتمائه للأرض وولائه للسود الزرق.. إبراهيم ورقة وفاطمة.. وإسماعيل الألفي الذي يشبه شوارع القاهرة في جمالها وأصالتها. رحلة مرعبة، مليئة بواقعية سوداء، جعلتني أتساءل طوال الوقت: "ماذا لو تحول ا��خيال إلى واقع؟ ماذا سنفعل؟" أتقن الكاتب الوصف إلى درجة جعلتني أرتجف وأنا أقرأ، وكأنني لو أغمضت عيني لثوانٍ، ستختفي قاهرتي التي أحب! رواية بديعة، أقل ما يقال عنها إنها رائعة. شكرًا لأحمد الذي أمتعنا وشاركنا موهبته المذهلة.
العام الأخير في عمر القاهرة أحمد إبراهيم إسماعيل النوع: رواية / ديستوبيا دار النشر : عصير الكتب سنة الإصدار: 2025م الطبعة: الأولى عدد الصفحات (271) صفحة الغلاف: جيد – غلاف سئ من وجهة نظري (الغلاف ليس من أدوات التقييم للعمل وإنما أبدى به إعجابي من عدمه فقط لا غير) مصمم الغلاف: محمود هشام العنوان : العام الأخير في عمر القاهرة .. عنوان أعجبني اللغة والحوار: جيد الحبكة: جيدة
هل هو فعلا العام الأخير في عمر القاهرة، أم انه العام الأخير في هذه الحقبة وبداية حقبة جديدة، أم أنه العام الأخير في حياة البطل داخل القاهرة، ولكن القاهرة التي ياخذتا فيها الكاتب في رحلته ليست قاهرة الحاضر ولكن قاهرة المستقبل عام 2320م .. قاهرة استطاع الكاتب رسمها بصورة ديستوبيه متكامله، قاهرة على سكانها الذين يعيشون في اللون الأزرق الغامق ويأكلون البرسيم والذرة ويشعيون في اصطبلات، العام الأخير لانه العام الأخير في هذا الظلم ظلم الاشتراكية، لياتي الحكام الجدد حكام الرأسمالية، ويفتحون الأبواب والسماء عليهم بكل وسائل البيع والشراء، جمع نقاطك تأكل وتشرب وتستحم، لا تملك نقاط تموت .. يتحكموا فيهم بالتكنولوجيا المتقدمة التي تخدم أغراض السيطرة، كلها عناصر تساهم في خلق جو من القمع واليأس، يقدم الكاتب رؤية متشائمة لمستقبل يمكن أن تؤول إليه الأمور في ظل الاستبداد السياسي والانهيار الأخلاقي، في ظل هيمنة ومراقبة لكل تحركات، في الرواية التاريخ هو المفتاح فالنظام القديم سعى لمحو التاريخ الحقيقي واستبداله بنسخة مزيفة تخدم مصالحه، ويسعى النظام الجديد لمحو التاريخ الحقيقي والمزيف وتحويل الناس إلى مجرد آلات مستهلكة، يتميز أسلوب الكاتب بالسلاسة والتشويق، يستخدم لغة سينمائية وصفية تجعل القارئ يرى شوارع القاهرة المستقبلية ويشعر بأجواء التوتر والخطر، مع ان السرد سريع الإيقاع ومليء بالتحولات المفاجئة. سلبيات الرواية - مع ان السرد كان ذات إيقاع سريع إلا ان الرواية في فصلها الأول كانت بطيئة الإيقاع - هناك وصف يعتبر مشمئز في جوانب كثيرة - هناك قطع في الربط بين الأحداث في أماكن كثيرة من الرواية - النهاية ليست جيدة وغير مفهومة في بعض جملها دام شغفكم للمعرفة وصحبتكم للكتب
3/5 التقييم للعمل الذي قرأته ليس معناه تقييم للكاتب ولكن تقييم لعمل له وهو تقييم شخصي من الممكن أن تتفق أو تختلف معي فيه
_ظننت لوهلة أني قد دخلت الأحداث أمضي في دفاتر الرقباء، وآكل من حصص العدس والبرسيم، وأتسكع في شوارع المنيل عقب إبراهيم وحسن، أخطو في ظلمة الأنفاق وأشتم رائحة العطن، وأسمع صوت رقة يحاول جاهدًا دون أن يعلم أن يترك بصيص نور في ظلمة حالكة.. _أوشك أن أبصق في وجه حسن قبل أن أرفق عليه وأبكي عنه فيما بعد.
_كيف استطعت أن أكملها معايشةً دون أن يصيبني الغثيان حد التقيؤ وإنْ حدث؟! وهل تمكنت رسائل إبراهيم لرقة أن تربت على حسي المرتجف وعقلي المتوجس من كل حدث قد يحمل شبهة صفة مما قرأت!
_الشدة المستنصرية هل كانت بهذا السوء؟!
لا أنكر أن هنا على بعد كيلو مترات قد قطـِن بعضنا يلقى مصير المطرية وما أعقبها، بينما نحن خلف السياج نشاهد دون رد فعل إلا الامتعاض والدعاء هل ذكرني هذا بشيء! ربما (دستور فقه الدولة) المصطلح العميق الذي يسيس الدين ويُدِين السياسة.
_(الجوع والخوف) شقي الرحى اللذان يزودان الغلابة ليس بالطحين كما جرت العادة بل بفتات حياة أو كسرات موت.
_(اللغة والتاريخ) ومحو كليهما أو بمعنى أدق البقاء على ما أراده الأوباش أو ربما الحوش منهما ومحو ما له صلة بالحقيقة.
_(الأفيون) هل كان ضرورة حتمية عن الهواء في هذا الجحيم وهل كان تسكينًا للألم أم استبقاءًا له. الرواية ككل أهي توصيف لآفة يرافقها وذمة يمكن الشفاء منها أم تفاقم لا مفر منه مهما حاولت تلافيه.
_الواقع أن خالص ما تردد داخلي طوال ليلتين عايشت فيهما مالم أذكر إلا بعضه؛ هل هناك ما هو أبشع مما رأى هؤلاء كي يخافوا؟! وإن كانوا قد أقدموا على الموت لاحقًا وباتوا يتفننون في كيفية الوصول إليه سريعًا ما ضرهم لو قالوا كلمة حق ؟!
بل إن صدقت ؛ما ضرنا لو قلنا كلمة حق ؟!
__الرواية لم تخرج عن هوية رواية أبو جامع في رصد ما لم أتخيل أن يوجد أو يتحمله بشر وإن زادت رقعتها اتساعًا وأحداثها بؤسا. ولعل بداية العلاج التشخيص.
__كما عهدت كتاباته تصدمني حد التساؤل كيف لامرؤ أن يصيغ بجنون تلك الفكرة المجنونة.. وعادة الفن أن يُجَّن؛ فيَجْن قارئه من بين دهشته حلاوتَه.
#العام_الأخير_في_عمر_القاهرة #أحمد_إبراهيم_إسماعيل "أوجعتني دهشتي حين رأيتها كأنها تلومني أنني نظرت طويلاً لأي شيء آخر قبلها، كأن أحد من الجنة بخها في صدري فجأة وفرّ، إن في حبها شيئاً يبروزك ويضعك بين قوسين فتظهر وسط الزحام وكأنها خلقت في غفلة من الروتين، ألقاها الله هنا لتسند القبح فلا يقع علينا ويساوينا بالأرض" في ديستوبيا محكمة التفاصيل غارقة فيها موزونة التشبيهات بلا كثرة، منغومة بلغة حزينة ثكلى بلا إفراط كان لا بد من نص كهذا كي لا تسحقك القسوة ويدهسك القبح ويدوسك واقع مخبول تقرأه كخيال وتدرك أنه آت لا محالة في قاهرة مملوءة بالصلف تقهرك دهساً وتلقيناً وتدجينا يطيل خوفك فيها عمرك أكثر من الطمأنة، تحارب عقلك فيها ألا تفكر ،لا تدرك أيوصلك فيها للحقيقة شكك أم إيمانك، أيقتلك فيها الخوف أم الترغيب قتلته الأسوأ لا تعلم أكان في الأرشفة نجاتك أم هلاكك، أأنجاك التاريخ أم سرع هلكتك، أحييت بالتصديق أم بالتشكيك، في قاهرة تقهرك من الأعلى والأسفل لا يبقيك حياً من شظفها سوى بضعة أبيات لمثل دنقل أو سرور ولا تدرك ألتشابه مآسيهما مع مآسي القاهرة أم للحزن الأبدي الصامت في كلامهما وللثورة فيه إذ فقدها كل المدجنون الذين حين رأوا الوسع أخافهم ولم يفرحوا به!؟ ديستوبيا قاهرة كالقاهرة، حبكتها قادرة أن تقمعك، حزنها متمدد ويلوكك، ومأساتها ستسدر بكائك طويلاً وإن كابرت، عام أخير في عمر القاهرة مليء بمآسيها وخوفها وخنوعها وانحناءاتها ومحاولات تمردها الخفيضة المنكسرة وعبق التاريخ كاذباً أو صادق وصدق إبراهيم وعذوبة رقة وفقد حسن وبراءة عزيزة وخوفنا من هزيمتنا بإحاطتنا بذلك كله عام أخير في عمر القاهرة ينتهي بنهنهات بكائك مع آخر جملة"لقد وضعوا القاهرة في قفص ويتفرجون عليها!!" أين يذهب المرء بكل هذا الامتلاء الحزين!! عام أخير في عمر القاهرة، ربتة العجز لفشل سنوات بعد الثورة لمس فيها المرء رائحة الحلم والأمل وتشممه امتلأ به ثم فقده فجأة فلا فارقته الرائحة ونسيها ولا استطاع استعادتها أبداً.....
عندما اخترت الرواية واشتريتها، لم أتخيل الأحداث بهذه الصورة. بصراحة، لم أكن متحمسة لها كثيرًا، بل ظننت أنني تسرعت في شرائها. لم تعد الكتب والقصص المتخيلة تستهويني كما في السابق، وفقدت اهتمامي بعوالم الخيال والأحداث الغريبة منذ فترة. لذلك، كان اختياري لهذه الرواية متسرعًا وغير معتاد في اختياراتي. ولكن، على عكس توقعاتي، لم أندم أبدًا. منذ معرض القاهرة وأنا أؤجل قراءتها رغم صغر حجمها. والحقيقة أنها جاءت في وقت مناسب جدًا، وشعرت أنني بحاجة إلى هذا العالم وهذه القاهرة وهذه الأحداث. أول ما شدني في الرواية كان الغلاف، فقد جذبني بلونه وظلاله. وبعد أن بدأت القراءة، جذبتني الأحداث أكثر وأكثر. كيف أصبحت القاهرة في عام 2320؟ رغم كل تخيلاتي، لم أتوقع هذا القدر من البشاعة. نعم، بشاعة! تزوير تاريخ لقرنين كاملين ليعيش السود الأزرق، حماة القاهرة، في معسكراتهم، تاركين بقية الشعب يعيش في إسطبلات كالحيوانات، ومربوطي الأرجل! لقد انتهى عصر التطور منذ زمن، ونعيش على أضواء النيران. هل سكان القاهرة التحتانية هم الأشرار والعبيد حقًا، أم أن التاريخ يكتبه المنتصر؟! لا أنكر أنني توقعت بعض الأحداث، ولكنّي رغم ذلك استمتعت بالرواية جدًا. أسلوب الكاتب رائع وجذاب ويدفع لمتابعة الأحداث. كانت مشكلتي في بداية الرواية تكمن في التفاصيل الكثيرة التي تصف الوضع والحياة، والتي شعرت بملل منها بعض الشيء، ولكنها ضرورية لفهم الأحداث ولا تؤثر أبدًا على المتعة العامة للرواية. جاءت النهاية لتفاجئني أكثر فأكثر، وتجعلني أشعر بالرعب حقًا من تخيّل تلك الحياة. الاحتلال أمر مرعب، ولا كلمة تعبر عما بعده. إذا كان السود الأَزْرَق وحكمهم بشعًا، فماذا أقول عن الأحواش؟ انتهت القاهرة... انتهت بشكل مفجع لم نكن نتصور حدوثه. حديقة المعروضات البشرية... لقد وضعوا القاهرة في قفص ويتفرجون عليها.
This entire review has been hidden because of spoilers.
اشتريتها بناء على الترشيحات رواية جيدة جدا و أنا بحب الثيمة عموما بس الألفاظ المنفرة كثيرة و صعبة التفاصيل هو بيعمل امتداد ديستوبي متطرف لقضايا مهمة تمس البلد دلوقتي و بنى عليها كلها مستقبل القاهرة؛ يعني لو كل مشاكل البلد سياسيا و اقتصاديا و اجتماعياً اللي بتقرأها في الاخبار تطورت بشكل صعب حتى خيالك يوصل له بناء الرواية ممتاز لكن بها بعض الإطالة على الأخص في الحوار، بعضه مربك ديستوبيا ليست لضعاف القلوب تذكرك برواية عطارد
الرواية صادمة، هي تجميعة كل كوابيسك الديستوبية اللي شوفتها وماشوفتهاش، تمثلت في رواية واحدة، كل الحاجات اللي بتقول (لا لا لأ الأمور ماتوصلش لكدة) هتوصل في الرواية دي. الأسلوب الأدبي ثقيل وصادم، وكأنه دبابة فوق ضلوعك، والدقة في التفاصيل أكثر صدمة وإفزاعاً، أنت هنا في سواد مطلق بكر بلا أي ضوء أو أمل. رسم الشخصيات كان مبدع للغاية، شخصيات حقيقية من لحم ودم، وحوارها الداخلي وضميرها واضح للقارئ، ونفسية الخنوع عند (حسن) مش هقول إداله مبرر، بس كان مفهوم. البطل الرئيسي للرواية في رأيي مكانش (حسن) أو غيره، البطل كان القاهرة المحتضرة، مش كمكان زي ما بيحصل في روايات تانية، لأ كمفهوم ورمز، آخر مدينة للمحاصرين قبل السقوط، ثم المدينة الساقطة، ثم حديقة الحيوانات البشرية، كل التحولات اللي مرت بالقاهرة هي اللي مرت بأهلها، وكل الشخصيات من سكانها ما هم إلا امتداد لها وللمسخ المستمر اللي حصلها. الأكثر رعباً من الأحداث هو تفاعل الشخصيات معها بالتكيف الدائم والقبول والرضا، بس تاني، الشخصيات امتداد للقاهرة اللي استسلمت وخنعت وخضعت للمسخ والتغيير. الرواية بالنسبة لي النسخة المظلمة من يوتوبيا د. أحمد خالد توفيق اللي هي مظلمة أصلاً.
رواية عظيمة، هقراها مرة واحدة في حياتي، وهحطها في درج مكتبي وأقفل عليها ومش هفتح الدرج دة تاني، شكراً خالص ميرسي.