What do you think?
Rate this book
1492 تغطية الآخر: تفكيك أصل أسطورة الحداثة
يفكك الكتاب أصل ما يسميه بـ "أسطورة الحداثة" ليكشف من جهة جانبها اللاعقلاني وهي التي روّجت نفسها أنها أنهت مرحلة اللاعقلانية، ومن جانب آخر يكشف استحالة فصل الحداثة عن الاستعمار، وكيف نمثل نحن كشعوب الهامش هذا الجانب الاستعماري للحداثة، سابقا مع التدخل العسكري المباشر - والمستمر وإن بشكل أضيق - وحاليا مع الأنظمة المحلية التابعة أو "الإرثية" التي تحكم من منطلق وظيفي لتدبير مصالح المركز في الهامش.
الكتاب يتجاوز فكرة "ما بعد الحداثة " التي يعتبرها مرحلة أخيرة من ذات الحداثة نفسها، أي أنها تنتقد الحداثة من داخلها، بل حتى أن روادها يعترفون بذلك وبالتالي بالمركزية الأوربية لفكرة النقد تلك، وعلى عكسهم تماما يطرح إنريكي دوسيل مشروعا آخرا يتجاوز الحداثة وما بعد الحداثة، ويسميه بـ "عبور الحداثة"، حيث يكون مشروعا بين-ثقافيا، غير إقصائي وغير مركزي حيث تشترك فيه مختلف الحضارات وتتحاور ضمنه بصيغة تناظرية و نفَس إيكولوجي، في تقاطع تام مع نظرية بوافنتورا سانتوس التي ترى أن "فهم العالم أكبر من فهم الغرب للعالم".
إن دعوة إنريكي إلى الانفتاح على باقي ثقافات الهامش ليست دعوة رجعية تنبذ الجانب العقلاني في الحداثة، بل هي دعوة إلى تطوير رؤى وتجارب جد عقلانية وأخلاقية توجد في تلك الحضارات وتمت تغطيتها ومحاربتها (يعطي مثالا بالتصور الذي يوجد لدى السكان الأصليين عن الطبيعة، والذي يمنعهم من استغلالها بشكل لا عقلاني كما هو الحاصل مع الحداثة، وكذا بتصورهم للملكية وتوزيع الثروة العامة) وقس على ذلك تصورات أخرى في مجالات سياسية واقتصادية وقانونية لدى ثقافات عديدة.
الكتاب يتجاوز فكرة "ما بعد الحداثة " التي يعتبرها مرحلة أخيرة من ذات الحداثة نفسها، أي أنها تنتقد الحداثة من داخلها، بل حتى أن روادها يعترفون بذلك وبالتالي بالمركزية الأوربية لفكرة النقد تلك، وعلى عكسهم تماما يطرح إنريكي دوسيل مشروعا آخرا يتجاوز الحداثة وما بعد الحداثة، ويسميه بـ "عبور الحداثة"، حيث يكون مشروعا بين-ثقافيا، غير إقصائي وغير مركزي حيث تشترك فيه مختلف الحضارات وتتحاور ضمنه بصيغة تناظرية و نفَس إيكولوجي، في تقاطع تام مع نظرية بوافنتورا سانتوس التي ترى أن "فهم العالم أكبر من فهم الغرب للعالم".
إن دعوة إنريكي إلى الانفتاح على باقي ثقافات الهامش ليست دعوة رجعية تنبذ الجانب العقلاني في الحداثة، بل هي دعوة إلى تطوير رؤى وتجارب جد عقلانية وأخلاقية توجد في تلك الحضارات وتمت تغطيتها ومحاربتها (يعطي مثالا بالتصور الذي يوجد لدى السكان الأصليين عن الطبيعة، والذي يمنعهم من استغلالها بشكل لا عقلاني كما هو الحاصل مع الحداثة، وكذا بتصورهم للملكية وتوزيع الثروة العامة) وقس على ذلك تصورات أخرى في مجالات سياسية واقتصادية وقانونية لدى ثقافات عديدة.
296 pages, Paperback
First published January 1, 1994
10 people are currently reading
292 people want to read
About the author
Enrique Dussel
206 books134 followersENRIQUE DUSSEL nace el 24 de diciembre de 1934, en el pueblo de La Paz, Mendoza, Argentina. Exiliado político desde 1975 en México, hoy ciudadano mexicano, es profesor en el Departamento de Filosofía en la Universidad Autónoma Metropolitana (UAM, Iztapalapa, ciudad de México), y en el Colegio de Filosofía de la Facultad de Filosofía y Letras de la UNAM (Ciudad Universitaria). Licenciado en filosofía (Universidad Nacional de Cuyo, Mendoza, Argentina), doctor en filosofía por la Universidad Complutense de Madrid, doctor en historia en La Sorbonne de Paris y una licencia en teología en Paris y Münster. Ha obtenido doctorados honoris causa en Freiburg (Suiza) y en la Universidad de San Andrés (La Paz, Bolivia). Fundador con otros del movimiento Filosofía de la Liberación. Trabaja especialmente el campo de la Ética y la Filosofía Política.
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 10 of 10 reviews
April 11, 2025
1492"... حين كُتب العالم من جديد، باسم واحد فقط
في سكون التواريخ التي نعتقد أننا نعرفها، هناك تواريخ تصرخ بصمت، تنتظر من يعيد الإصغاء إليها لا من أعماق الكتب، بل من أعماق الغفلة. أحد هذه التواريخ هو عام 1492.
يأخذنا الفيلسوف إنريكي دوسيل في كتابه "1492 تغطية الآخر: تفكيك أصل أسطورة الحداثة" إلى قلب تلك اللحظة، لا ليصف ما جرى، بل ليفكّك الطريقة التي رُوي بها كل شيء. فليس "اكتشاف" الأمريكيتين هو ما يعنينا بحد ذاته، بل الكيفية التي تحوّل بها هذا الاكتشاف إلى أسطورة، إلى نقطة ولادة رمزية لعالم جديد، قائم على نفي الآخر وتحويله إلى صمت دائم.
يرى دوسيل أن الحداثة لم تولد من رحم الفكر الأوروبي كما تُروى، بل من عنف الاستعمار. إذ كانت أوروبا، بحسبه، في حاجة إلى “آخر” تُعرّف نفسها من خلاله، فكان لا بد أن يُصنّف، ويُسكت، و"يُطوّق"، ويُعاد إنتاجه ككائن ناقص بحاجة إلى من "يُمدّنه". وهكذا تأسست الحداثة على "تستّر مزدوج": تستّر على عنفها، وتستّر على من تعرّضوا لذلك العنف.
بعين فلسفية ناقدة، يعود دوسيل إلى أسماء كبرى مثل "كانط" و"هيغل"، لا ليدينها أخلاقيًا، بل ليُبيّن كيف أن الفكر الغربي صاغ نموذجًا للإنسان يُقصي كل من لا يشبهه. فالحداثة – كما يؤكد – لم تكن فقط مشروعًا علمانيًا أو عقلانيًا، بل كانت مشروعًا متمركزًا حول أوروبا، يستخدم العقل كوسيلة للهيمنة، ويستبطن في داخله سردية عن "التقدم" لا تسير إلا في اتجاه واحد: من المركز إلى الأطراف.
لكن ما يمنح كتاب "1492 تغطية الآخر: تفكيك أصل أسطورة الحداثة" خصوصيته، ليس نقده للمركزية الأوروبية فقط، بل دعوته لما يسميه بـ"تفكيك الاستعمار المعرفي": دعوة إلى مساءلة البُنى التي أنتجت المعنى، واحتكرت الحقيقة، وصاغت خرائط الفكر والتاريخ، من دون أن تنظر خلف ظهرها لترى
المهمشين على قارعة الأزمنة.
لا تتوسل اللغة التي يكتب بها دوسيل العاطفة، ولا تنجرّ وراء خطاب المظلومية. بل هي لغة رزينة، مشحونة بالتوتر الأخلاقي، لكنها لا تفتقر إلى الحُجّة، كما أنه لا يطلب الانتقام من الحداثة، بل يطالب بإعادة بنائها من جديد، من مكانٍ لا يُقصي أحدًا ولا يحتكر صوتًا.
ليس كتاب "1492 تغطية الآخر: تفكيك أصل أسطورة الحداثة" مما يُقرأ بعين لاهية أو بنظرة عجلى. صحيح أنه يطرق أبوابًا صعبة، لكنه يفعل ذلك كي نسمع من خلفها ما خفي طويلًا. إنه كتاب لا يستدرج القارئ بالكلمات، بل يُربكه بالأفكار، ولا يمنحه إجابات مريحة، بل يضعه في مواجهة أسئلة أساسية عن كيفية كتابة هذا العالم، والممنوعين من أن يكتبوا أنفسهم فيه.
ورغم صرامة أطروحاته، لا يفقد الكتاب سحره، فهو مكتوب بلغة شفافة، لكن ما يقوله عميق ومقلق، حيث يدخل إليك من باب التاريخ، لكنه سرعان ما يفتح النوافذ على الفلسفة، وعلى الأخلاق، وعلى سؤال المعنى ذاته. وهذا ما يجعله كتابًا لا غنى عنه، لا للدارسين وحدهم، بل لكل من يحاول أن يرى العالم من جديد، دون أن تُغشي عينيه خرائط القوة القديمة.
ولكن، إن كانت الحداثة قد بدأت بلحظة نفي للآخر، فهل بوسعها أن تكتمل – أخيرًا – حين يُستعاد صوته ويُعترف بمكانه؟
في سكون التواريخ التي نعتقد أننا نعرفها، هناك تواريخ تصرخ بصمت، تنتظر من يعيد الإصغاء إليها لا من أعماق الكتب، بل من أعماق الغفلة. أحد هذه التواريخ هو عام 1492.
يأخذنا الفيلسوف إنريكي دوسيل في كتابه "1492 تغطية الآخر: تفكيك أصل أسطورة الحداثة" إلى قلب تلك اللحظة، لا ليصف ما جرى، بل ليفكّك الطريقة التي رُوي بها كل شيء. فليس "اكتشاف" الأمريكيتين هو ما يعنينا بحد ذاته، بل الكيفية التي تحوّل بها هذا الاكتشاف إلى أسطورة، إلى نقطة ولادة رمزية لعالم جديد، قائم على نفي الآخر وتحويله إلى صمت دائم.
يرى دوسيل أن الحداثة لم تولد من رحم الفكر الأوروبي كما تُروى، بل من عنف الاستعمار. إذ كانت أوروبا، بحسبه، في حاجة إلى “آخر” تُعرّف نفسها من خلاله، فكان لا بد أن يُصنّف، ويُسكت، و"يُطوّق"، ويُعاد إنتاجه ككائن ناقص بحاجة إلى من "يُمدّنه". وهكذا تأسست الحداثة على "تستّر مزدوج": تستّر على عنفها، وتستّر على من تعرّضوا لذلك العنف.
بعين فلسفية ناقدة، يعود دوسيل إلى أسماء كبرى مثل "كانط" و"هيغل"، لا ليدينها أخلاقيًا، بل ليُبيّن كيف أن الفكر الغربي صاغ نموذجًا للإنسان يُقصي كل من لا يشبهه. فالحداثة – كما يؤكد – لم تكن فقط مشروعًا علمانيًا أو عقلانيًا، بل كانت مشروعًا متمركزًا حول أوروبا، يستخدم العقل كوسيلة للهيمنة، ويستبطن في داخله سردية عن "التقدم" لا تسير إلا في اتجاه واحد: من المركز إلى الأطراف.
لكن ما يمنح كتاب "1492 تغطية الآخر: تفكيك أصل أسطورة الحداثة" خصوصيته، ليس نقده للمركزية الأوروبية فقط، بل دعوته لما يسميه بـ"تفكيك الاستعمار المعرفي": دعوة إلى مساءلة البُنى التي أنتجت المعنى، واحتكرت الحقيقة، وصاغت خرائط الفكر والتاريخ، من دون أن تنظر خلف ظهرها لترى
المهمشين على قارعة الأزمنة.
لا تتوسل اللغة التي يكتب بها دوسيل العاطفة، ولا تنجرّ وراء خطاب المظلومية. بل هي لغة رزينة، مشحونة بالتوتر الأخلاقي، لكنها لا تفتقر إلى الحُجّة، كما أنه لا يطلب الانتقام من الحداثة، بل يطالب بإعادة بنائها من جديد، من مكانٍ لا يُقصي أحدًا ولا يحتكر صوتًا.
ليس كتاب "1492 تغطية الآخر: تفكيك أصل أسطورة الحداثة" مما يُقرأ بعين لاهية أو بنظرة عجلى. صحيح أنه يطرق أبوابًا صعبة، لكنه يفعل ذلك كي نسمع من خلفها ما خفي طويلًا. إنه كتاب لا يستدرج القارئ بالكلمات، بل يُربكه بالأفكار، ولا يمنحه إجابات مريحة، بل يضعه في مواجهة أسئلة أساسية عن كيفية كتابة هذا العالم، والممنوعين من أن يكتبوا أنفسهم فيه.
ورغم صرامة أطروحاته، لا يفقد الكتاب سحره، فهو مكتوب بلغة شفافة، لكن ما يقوله عميق ومقلق، حيث يدخل إليك من باب التاريخ، لكنه سرعان ما يفتح النوافذ على الفلسفة، وعلى الأخلاق، وعلى سؤال المعنى ذاته. وهذا ما يجعله كتابًا لا غنى عنه، لا للدارسين وحدهم، بل لكل من يحاول أن يرى العالم من جديد، دون أن تُغشي عينيه خرائط القوة القديمة.
ولكن، إن كانت الحداثة قد بدأت بلحظة نفي للآخر، فهل بوسعها أن تكتمل – أخيرًا – حين يُستعاد صوته ويُعترف بمكانه؟
March 19, 2017
Apesar de um conteúdo bem "moderno" para sua época, Enrique Dussel, ao ressaltar a importância do "Descobrimento da América" (também conhecido como encobrimento e criação do de um Novo Mundo), se esquece de mostrar o panorama geral do contexto da época, como o avanço da razão intra-religiosa no catolicismo, com Lutero, e a Crise da Igreja Católica na Europa Ocidental. Não consigo dizer se o autor simplesmente manipulou a história para fortalecer seus argumentos ou simplesmente não achou importante citar esses fatores.
De qualquer maneira, o livro é bem dividido e consegue demonstrar bem sua tese: A modernidade se inicia com o contato entre o Europeu e o Outro (comunidades americanas). Esse argumento fortalece a pesquisa de muitos antropólogos acerca da famosa Lógica Binária Subalterna. Ademais, existem inúmeras pesquisas sobre como o capitalismo apenas se consolidou devido à exploração colonial e neocolonial, esse livro também argumenta sobre esse ponto de vista.
January 13, 2025
في مقابلة ذكية لمصطلح "الاستكشاف" الذي رُوِّج له مع كولومبوس وماجلان و"الشلة" لقارة أمريكا وغيرها من الدول، والذي ابتدأ عام ١٤٩٢م كما يرى ويؤرخ الباحث المنصف إنريكي دوسيل، جاء عنوان كتابه "تغطية الآخر"، في إشارة إلى حقيقة هذه الرحلات التي اتسمت بالتغطية والدفن للحضارات الأخرى في الحقبة التي عرفت بـ"الحداثية".
يستعرض دوسيل من زوايا جديدة صور استعباد تلك الشعوب والعملية الممنهجة لطمس ثقافتها وتاريخها، والعمل على استعمار الحياة اليومية للسكان الأصليين، وإظهار الفارق بين الاستعمارين، الرومي القديم والأوروبي الحديث، بإثبات توحش الثاني وتوغله ولاعقلانيته، في سعي منه حثيث لتفكيك أصل أسطورة الحداثة التي ادعت حينها القضاء على صور اللاعقلانية، وبنت على ذلك رؤاها، وبشرت بعصر جديد.
الجدة والأصالة في الطرح لا فيما أورده من معلومات لم تعد صادمة بالمرة عن هذا التوحش الغربي، بل كانت في تجاوزه المركزية الأوروبية في التأريخ والنقد، واستعادة الذات، بإثبات أن الصراع لم يكن بين متحضرين وبرابرة، بل مواجهة بين رؤيتين للعالم، ودعوته لسردية بديلة (الحداثة العابرة)، ومشروع ثقافي غير إقصائي، تشترك فيه الحضارات، وتتحاور؛ لـ"تفهم العالم فهما أكبر من فهم الغرب للعالم".
كل الشكر لمركز إدراك الذي كشف الغطاء عن مؤلفات بمثل هذه الفرادة.
يستعرض دوسيل من زوايا جديدة صور استعباد تلك الشعوب والعملية الممنهجة لطمس ثقافتها وتاريخها، والعمل على استعمار الحياة اليومية للسكان الأصليين، وإظهار الفارق بين الاستعمارين، الرومي القديم والأوروبي الحديث، بإثبات توحش الثاني وتوغله ولاعقلانيته، في سعي منه حثيث لتفكيك أصل أسطورة الحداثة التي ادعت حينها القضاء على صور اللاعقلانية، وبنت على ذلك رؤاها، وبشرت بعصر جديد.
الجدة والأصالة في الطرح لا فيما أورده من معلومات لم تعد صادمة بالمرة عن هذا التوحش الغربي، بل كانت في تجاوزه المركزية الأوروبية في التأريخ والنقد، واستعادة الذات، بإثبات أن الصراع لم يكن بين متحضرين وبرابرة، بل مواجهة بين رؤيتين للعالم، ودعوته لسردية بديلة (الحداثة العابرة)، ومشروع ثقافي غير إقصائي، تشترك فيه الحضارات، وتتحاور؛ لـ"تفهم العالم فهما أكبر من فهم الغرب للعالم".
كل الشكر لمركز إدراك الذي كشف الغطاء عن مؤلفات بمثل هذه الفرادة.
Read
October 15, 2025مجموعة الديكولونياليون اللاتينيين رهيبين.
كتاب مهم جدًّا، وهو في الأصل محاضرات لدوسيل ألقاها في ألمانيا. تكمن أهمية هذا الكتاب في توضيح وضعية كثير من المفاهيم والتأطيرات، ما نسميه أوروبا اليوم وحدودها ليست بالضرورة كذلك على مر التاريخ.
ينطلق الكتاب من تاريخ مهم جدّا بالنسبة للأمريكيين وأوروبا وحتى العرب والمسلمين، ١٤٩٢م، تاريخ اكتشاف الأمريكيتين، تاريخ اكتشاف "الآخر" وكيف تعلم وطور الأوروبي نموذج الاستعمار الأول خاصته، قبل مرحلة الاستعمار الثاني في القرني ١٨ و١٩.
من أهم ما في هذا الكتاب ليست فقط البحث الكاشف لسردية أخرى لا نعرفها، وإنما أهمية أن نعي كيف نقوم بإنتاج المعرفة لا من خلال المقاربة والقياس، وإنما من خلال طرح ذات القصة من زاويتنا. لا يبحث دوسيل عن مفهوم الحداثة في بلده من خلال مقارنة ذات المفهوم الذي تشكل في أوروبا ووفق سياقاتها، وإنما يعود إلى الحدث ذاته ليعيد كتابته ولكن بمعطيات جديدة، بمعطيات تقود إلى أن الحداثة والعنف والاستعمار متلازمان، وأن جميع مفاهيم الأوروبي للحداثة محل مساءلة إلى ما التقت بحضارات أخرى ضمن تجارب ثقافية وتاريخية أخرى.
تجدر الإشارة هنا أيضًا إلى عملية "سلفنة" الديكولونويالية لدينا (انظر الدار ومنشوراتها وقناة اليوتيوب خاصتها)، أخشى أن يُختزل هذا الطرح لدى دوسيل ومنيولو وكيخانو وغيرهم في أنهم أعداء للغرب وفاضحين لهم، كما اُختزل إدوارد سعيد من قبل، ولذلك أتمنى أن يُفض هذا الاشتباك بين كل نقد للمركزية الأوروبية ومنظومتها المعرفية بالطرح الإسلامي والسلفي.
كتاب مهم جدًّا، وهو في الأصل محاضرات لدوسيل ألقاها في ألمانيا. تكمن أهمية هذا الكتاب في توضيح وضعية كثير من المفاهيم والتأطيرات، ما نسميه أوروبا اليوم وحدودها ليست بالضرورة كذلك على مر التاريخ.
ينطلق الكتاب من تاريخ مهم جدّا بالنسبة للأمريكيين وأوروبا وحتى العرب والمسلمين، ١٤٩٢م، تاريخ اكتشاف الأمريكيتين، تاريخ اكتشاف "الآخر" وكيف تعلم وطور الأوروبي نموذج الاستعمار الأول خاصته، قبل مرحلة الاستعمار الثاني في القرني ١٨ و١٩.
من أهم ما في هذا الكتاب ليست فقط البحث الكاشف لسردية أخرى لا نعرفها، وإنما أهمية أن نعي كيف نقوم بإنتاج المعرفة لا من خلال المقاربة والقياس، وإنما من خلال طرح ذات القصة من زاويتنا. لا يبحث دوسيل عن مفهوم الحداثة في بلده من خلال مقارنة ذات المفهوم الذي تشكل في أوروبا ووفق سياقاتها، وإنما يعود إلى الحدث ذاته ليعيد كتابته ولكن بمعطيات جديدة، بمعطيات تقود إلى أن الحداثة والعنف والاستعمار متلازمان، وأن جميع مفاهيم الأوروبي للحداثة محل مساءلة إلى ما التقت بحضارات أخرى ضمن تجارب ثقافية وتاريخية أخرى.
تجدر الإشارة هنا أيضًا إلى عملية "سلفنة" الديكولونويالية لدينا (انظر الدار ومنشوراتها وقناة اليوتيوب خاصتها)، أخشى أن يُختزل هذا الطرح لدى دوسيل ومنيولو وكيخانو وغيرهم في أنهم أعداء للغرب وفاضحين لهم، كما اُختزل إدوارد سعيد من قبل، ولذلك أتمنى أن يُفض هذا الاشتباك بين كل نقد للمركزية الأوروبية ومنظومتها المعرفية بالطرح الإسلامي والسلفي.
October 1, 2024
يتناول هذا الكتاب "أسطورة الحداثة" وارتباطها بتاريخ الاستعمار والاكتشافات الجغرافية. المؤلف هو إنريكي دوسيل، الذي يناقش في هذا الكتاب مفهوم الحداثة وتأسيسها على العنف والهيمنة الاستعمارية الأوروبية بدءًا من عام 1492، وهو العام الذي يشير إلى بداية "الحداثة" من خلال اكتشاف كولومبوس للأمريكتين.
يتناول الكتاب بالتفصيل كيفية "تغطية" أو إخفاء الثقافات غير الأوروبية والهيمنة عليها من قبل القوى الأوروبية، كما يسلط الضوء على تطور هذا المفهوم عبر التاريخ، مع الإشارة إلى الفلاسفة مثل هيجل وآخرين، الذين أسهموا في بناء "أسطورة الحداثة". يكشف الكتاب العلاقة بين العقلانية الأوروبية والعنف الاستعماري، مع نقد للحداثة التي يدافع عنها الفلاسفة المعاصرون، ودعوة إلى "التجاوز" نحو ما يسميه "ما بعد الحداثة".
في حين أنّ الحداثة تقدم نفسها كمشروع عقلاني لتحرير الإنسان، يشير دوسيل إلى أنّ هذه العقلانية تخفي خلفها أسطورة تبرر العنف والاستعمار. ينتقد دوسيل الحداثة ليس فقط لارتكازها على العقل، بل لتغطيتها هذا البعد العنيف الذي يشرعن السيطرة على الشعوب والثقافات غير الأوروبية. وهذا ربما يبدو واضحًا في سلوك الدول الأوروبية والعالم الحداثي من الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعوب العربية في فلسطين ولبنان وسوريا.
يرى هيجل أن أوروبا هي نهاية التاريخ وأن الحضارات الأخرى (مثل إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية) تمثل مراحل بدائية أو غير ناضجة من التاريخ. دوسيل ينتقد هذا المنظور بشدة ويعتبره تعبيرًا عن "المركزية الأوروبية" التي تضع أوروبا في مركز العالم وتقلل من شأن الآخرين. يرى دوسيل أن الحل يكمن في تجاوز هذه الحداثة التي تعتمد على أسطورة العنف والاستعمار. يقترح مشروع "ما بعد الحداثة" أو "الحداثة المتجاوزة"، والذي يدعو إلى إعادة التفكير في العلاقة بين الثقافات والحضارات على أساس الحوار والاعتراف المتبادل بالاختلاف.
دوسيل يقدم مفهوم "التغطية" (encubrimiento) على أنه مقابل لفكرة "الاكتشاف" (descubrimiento). فبدلًا من "اكتشاف" العالم الجديد، يعتبر أن أوروبا قامت "بتغطية" الثقافات غير الأوروبية وتجاهل خصوصياتها وتاريخها. أوروبا لم تكتشف أمريكا، بل قامت بإعادة تعريفها وفق معاييرها الخاصة وأخضعتها لقوانينها وقيمها.
يشير دوسيل إلى دور الدين المسيحي في دعم المشروع الاستعماري الأوروبي. فالدين لم يكن مجرد أداة روحانية، بل تم استغلاله لتبرير العنف والهيمنة على الشعوب الأخرى تحت ذريعة نشر المسيحية.
من جانب آخر يتحدث دوسيل عن "الأسطورة التقدمية" التي تروج لها أوروبا من خلال مركزية النموذج الأوروبي للتطور التاريخي. يرفض دوسيل الفكرة القائلة بأن جميع المجتمعات يجب أن تتبع نفس مسار التطور الذي سلكته أوروبا، ويرى أن هذه الفكرة تُهمل الواقع المتعدد للثقافات والتواريخ المختلفة.
هذه الفكرة التقدمية جعلت من أوروبا مرجعية للتطور البشري، معتبرة أن الحضارات الأخرى هي في مراحل بدائية أو غير متقدمة بما فيه الكفاية. وفقًا لدوسيل، هذه الفلسفة التقدمية تستبعد "الآخر" – أي الشعوب غير الأوروبية – من التاريخ الفعلي. حضارات أفريقيا، آسيا، وأمريكا اللاتينية تُعتبر إما خارج التاريخ أو جزءًا من مراحل ما قبل التطور. هذا التصور الإقصائي يجعل من الحداثة مشروعًا أوروبيًا بحتًا، ولا يعترف بإسهامات الحضارات الأخرى في التطور الإنساني.
ما يُطالب به دوسيل هو تجاوز التقدمية الأوروبية و المركزية الأوروبية بل وفكرة التقدم الأوروبي نفسها، فهو يقدّم نقدًا عميقًا لفكرة التقدم الأوروبي، ويعتبرها جزءًا من أيديولوجية الاستعمار والهيمنة. ويدعو إلى تطوير فهم جديد للتاريخ والتقدم يكون أكثر شمولية وتعددية، يعترف بالتجارب الثقافية والحضارية المختلفة دون فرض نموذج واحد.
يدعو دوسيل إلى قراءة جديدة للتاريخ من منظور "الآخر"، أي من منظور الشعوب التي تعرضت للاستعمار والاستغلال. هذه القراءة الجديدة يجب أن تكشف عن الانتهاكات التي قام بها المشروع الحداثي الأوروبي وتسلط الضوء على تجارب الشعوب غير الأوروبية.
في الرواية الأوروبية التقليدية، يُعتبر كولومبوس مستكشفًا بطوليًا، لكن من منظور الشعوب الأصلية، كان "الاكتشاف" بداية الغزو والدمار الثقافي والإبادة الجماعية. لذا، فإن قراءة التاريخ من منظور "الآخر" تعني أيضًا تفكيك هذه الأسطورة التي جعلت أوروبا تبدو كأنها "المنقذ" أو "المتحضر"، في حين أن ما قامت به فعليًا كان تدميرًا للكثير من الثقافات والحضارات.
من منظور دوسيل، التاريخ ليس مجرد سرد خطّي للتقدم البشري الذي تقوده أوروبا، بل هو صراع بين القوى الاستعمارية والشعوب المستعمرة. كل حدث كبير في التاريخ الأوروبي كان له تأثير كبير على الشعوب الأخرى. على سبيل المثال: الثورة الصناعية في أوروبا كانت ممكنة بسبب استغلال المستعمرات الأفريقية والآسيوية، حيث تم استخراج الموارد الطبيعية واستغلال العمالة الرخيصة، وأيضًا الثورات السياسية في أوروبا غالبًا ما كانت على حساب شعوب المستعمرات التي لم تستفد من هذه الحركات التحررية بل ظلت تحت الاستغلال.
الكتاب مهم و جميل وممتع حقًا، رغم التركيز المبالغ فيه على عام 1492 كنقطة انطلاق للحداثة والذي قد يكون تبسيطًا مفرطًا. على الرغم من أهمية هذا العام في التاريخ الأوروبي والأمريكي، إلا أن دوسيل يتجاهل السياقات الأخرى التي أسهمت في نشوء الحداثة. على سبيل المثال، الحداثة الأوروبية كانت نتاج تطورات اجتماعية، سياسية، وفلسفية معقدة تمتد لأكثر من قرن قبل وبعد هذا التاريخ.
نقطة أخرى في الكتاب تم تقديمها كأحد الحلول وهي في ذاتها مبهمة، وهي نقطة الانتقال إلى ما بعد الحداثة التي تقوم على الاعتراف المتبادل بين الثقافات والحضارات، إلا أنّ هذا المفهوم يظل فلسفيًا إلى حد كبير ولا يقدم استراتيجية واضحة لتحقيق هذا الانتقال أو معالجة المشاكل الناجمة عن الحداثة والاستعمار.
يبقى كتاب إنريكي دوسيل مساهمة مهمة في الفكر ما بعد الاستعماري ونقد الحداثة الأوروبية.
يتناول الكتاب بالتفصيل كيفية "تغطية" أو إخفاء الثقافات غير الأوروبية والهيمنة عليها من قبل القوى الأوروبية، كما يسلط الضوء على تطور هذا المفهوم عبر التاريخ، مع الإشارة إلى الفلاسفة مثل هيجل وآخرين، الذين أسهموا في بناء "أسطورة الحداثة". يكشف الكتاب العلاقة بين العقلانية الأوروبية والعنف الاستعماري، مع نقد للحداثة التي يدافع عنها الفلاسفة المعاصرون، ودعوة إلى "التجاوز" نحو ما يسميه "ما بعد الحداثة".
في حين أنّ الحداثة تقدم نفسها كمشروع عقلاني لتحرير الإنسان، يشير دوسيل إلى أنّ هذه العقلانية تخفي خلفها أسطورة تبرر العنف والاستعمار. ينتقد دوسيل الحداثة ليس فقط لارتكازها على العقل، بل لتغطيتها هذا البعد العنيف الذي يشرعن السيطرة على الشعوب والثقافات غير الأوروبية. وهذا ربما يبدو واضحًا في سلوك الدول الأوروبية والعالم الحداثي من الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعوب العربية في فلسطين ولبنان وسوريا.
يرى هيجل أن أوروبا هي نهاية التاريخ وأن الحضارات الأخرى (مثل إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية) تمثل مراحل بدائية أو غير ناضجة من التاريخ. دوسيل ينتقد هذا المنظور بشدة ويعتبره تعبيرًا عن "المركزية الأوروبية" التي تضع أوروبا في مركز العالم وتقلل من شأن الآخرين. يرى دوسيل أن الحل يكمن في تجاوز هذه الحداثة التي تعتمد على أسطورة العنف والاستعمار. يقترح مشروع "ما بعد الحداثة" أو "الحداثة المتجاوزة"، والذي يدعو إلى إعادة التفكير في العلاقة بين الثقافات والحضارات على أساس الحوار والاعتراف المتبادل بالاختلاف.
دوسيل يقدم مفهوم "التغطية" (encubrimiento) على أنه مقابل لفكرة "الاكتشاف" (descubrimiento). فبدلًا من "اكتشاف" العالم الجديد، يعتبر أن أوروبا قامت "بتغطية" الثقافات غير الأوروبية وتجاهل خصوصياتها وتاريخها. أوروبا لم تكتشف أمريكا، بل قامت بإعادة تعريفها وفق معاييرها الخاصة وأخضعتها لقوانينها وقيمها.
يشير دوسيل إلى دور الدين المسيحي في دعم المشروع الاستعماري الأوروبي. فالدين لم يكن مجرد أداة روحانية، بل تم استغلاله لتبرير العنف والهيمنة على الشعوب الأخرى تحت ذريعة نشر المسيحية.
من جانب آخر يتحدث دوسيل عن "الأسطورة التقدمية" التي تروج لها أوروبا من خلال مركزية النموذج الأوروبي للتطور التاريخي. يرفض دوسيل الفكرة القائلة بأن جميع المجتمعات يجب أن تتبع نفس مسار التطور الذي سلكته أوروبا، ويرى أن هذه الفكرة تُهمل الواقع المتعدد للثقافات والتواريخ المختلفة.
هذه الفكرة التقدمية جعلت من أوروبا مرجعية للتطور البشري، معتبرة أن الحضارات الأخرى هي في مراحل بدائية أو غير متقدمة بما فيه الكفاية. وفقًا لدوسيل، هذه الفلسفة التقدمية تستبعد "الآخر" – أي الشعوب غير الأوروبية – من التاريخ الفعلي. حضارات أفريقيا، آسيا، وأمريكا اللاتينية تُعتبر إما خارج التاريخ أو جزءًا من مراحل ما قبل التطور. هذا التصور الإقصائي يجعل من الحداثة مشروعًا أوروبيًا بحتًا، ولا يعترف بإسهامات الحضارات الأخرى في التطور الإنساني.
ما يُطالب به دوسيل هو تجاوز التقدمية الأوروبية و المركزية الأوروبية بل وفكرة التقدم الأوروبي نفسها، فهو يقدّم نقدًا عميقًا لفكرة التقدم الأوروبي، ويعتبرها جزءًا من أيديولوجية الاستعمار والهيمنة. ويدعو إلى تطوير فهم جديد للتاريخ والتقدم يكون أكثر شمولية وتعددية، يعترف بالتجارب الثقافية والحضارية المختلفة دون فرض نموذج واحد.
يدعو دوسيل إلى قراءة جديدة للتاريخ من منظور "الآخر"، أي من منظور الشعوب التي تعرضت للاستعمار والاستغلال. هذه القراءة الجديدة يجب أن تكشف عن الانتهاكات التي قام بها المشروع الحداثي الأوروبي وتسلط الضوء على تجارب الشعوب غير الأوروبية.
في الرواية الأوروبية التقليدية، يُعتبر كولومبوس مستكشفًا بطوليًا، لكن من منظور الشعوب الأصلية، كان "الاكتشاف" بداية الغزو والدمار الثقافي والإبادة الجماعية. لذا، فإن قراءة التاريخ من منظور "الآخر" تعني أيضًا تفكيك هذه الأسطورة التي جعلت أوروبا تبدو كأنها "المنقذ" أو "المتحضر"، في حين أن ما قامت به فعليًا كان تدميرًا للكثير من الثقافات والحضارات.
من منظور دوسيل، التاريخ ليس مجرد سرد خطّي للتقدم البشري الذي تقوده أوروبا، بل هو صراع بين القوى الاستعمارية والشعوب المستعمرة. كل حدث كبير في التاريخ الأوروبي كان له تأثير كبير على الشعوب الأخرى. على سبيل المثال: الثورة الصناعية في أوروبا كانت ممكنة بسبب استغلال المستعمرات الأفريقية والآسيوية، حيث تم استخراج الموارد الطبيعية واستغلال العمالة الرخيصة، وأيضًا الثورات السياسية في أوروبا غالبًا ما كانت على حساب شعوب المستعمرات التي لم تستفد من هذه الحركات التحررية بل ظلت تحت الاستغلال.
الكتاب مهم و جميل وممتع حقًا، رغم التركيز المبالغ فيه على عام 1492 كنقطة انطلاق للحداثة والذي قد يكون تبسيطًا مفرطًا. على الرغم من أهمية هذا العام في التاريخ الأوروبي والأمريكي، إلا أن دوسيل يتجاهل السياقات الأخرى التي أسهمت في نشوء الحداثة. على سبيل المثال، الحداثة الأوروبية كانت نتاج تطورات اجتماعية، سياسية، وفلسفية معقدة تمتد لأكثر من قرن قبل وبعد هذا التاريخ.
نقطة أخرى في الكتاب تم تقديمها كأحد الحلول وهي في ذاتها مبهمة، وهي نقطة الانتقال إلى ما بعد الحداثة التي تقوم على الاعتراف المتبادل بين الثقافات والحضارات، إلا أنّ هذا المفهوم يظل فلسفيًا إلى حد كبير ولا يقدم استراتيجية واضحة لتحقيق هذا الانتقال أو معالجة المشاكل الناجمة عن الحداثة والاستعمار.
يبقى كتاب إنريكي دوسيل مساهمة مهمة في الفكر ما بعد الاستعماري ونقد الحداثة الأوروبية.
July 3, 2024
Uma genial análise histórica e filosófica da invasão da América Latina a partir da perspectiva do oprimido. Enrique Dussel mostra de forma coerente a outra face da modernidade e as implicações da dominação europeia no continente americano até os dias atuais. Minha única crítica é que o autor é redundante em alguns pontos levantados. Mesmo assim, essa leitura deve ser considerada essencial para entender a dominação europeia e, principalmente, espanhola na América Latina e para compreender os meios complexos de dominação que são utilizados pelos países imperialistas. Além disso, o fato de a obra colocar o leitor na perspectiva do indígena, fazendo-o pensar a partir da filosofia desse povo é simplesmente inovador. Livro extremamente necessário!
June 20, 2024
Libro fundamental para comprender el proceso de construcción e implementación de la modernidad, en el contexto de la invasión americana por parte del imperio español. Dussel nos explica de forma didáctica y profunda como 1492 marca el inicio de un proceso de colonización qué persiste hasta nuestros días y que tiene por característica principal el encubrimiento de la otredad, sea indio, mestizo, obrero, campesino, marginal. Su análisis ofrece una perspectiva crítica y necesaria sobre el impacto de la colonización y la modernidad. Lectura 100% recomendada.
March 11, 2025
El marco conceptual de Dussel es un poco complejo, pero merece mucho la pena leer esta obra. Son increíbles las herramientas de análisis conceptual que aparecen y se explican para entender el surgimiento de la Modernidad y las detestables consecuencias históricas de los “Otros” (los no-europeos o no-occidentales, los amerindios, esclavos, marginales, obreros…; en definitiva, los colonizados y oprimidos).
April 20, 2025
سرديّة مختلفة لتاريخ الحداثة الغربية ذات النزعة اللاعقلانية العنيفة من منظور الآخر.
June 26, 2021
Sin duda un libro que todos y todas deberían leer. Cada argumento que da sobre cómo se fue encubrimiento al otro y no fue encuentro, descubrimiento ni conquista cuando llegaron los españoles a territorio americano, es muy interesante y bien argumentado. En fin, un libro bastante importante para entender las diferencias y el por qué están mal dichas.
Displaying 1 - 10 of 10 reviews