هل نزل وراء الأرض؟ أم صعد إلى السماء؟ وأين يوجد ذلك الذي ذهب إليه؟ ما الفرق بين وديان الشعراء وجمهورية أفلاطون؟ وأين درويش؟
عكرت الرمال العربية شتاء أوروبا الدافئ لأسابيع طويلة. بعد سكون الأجواء، قررت الهيئة استئناف أعمال التجربة العلمية وعودة العلماء لاتخاذ مواقعهم، لكنهم عادوا ليجدوا معالم مدينتهم الساكنة وقد تغيرت.
الآن نختبئ في المنازل حتى باتت شوارعنا فارغة موحشة. كل ما بنيناه من نظم اقتصادية واجتماعية وسياسية صار مهددًا، ليس من الشعوب هذه المرة، ولكن من أشباح جامحة تطيح بكل علومنا في الهواء، لتخلق عالمًا جديدًا يدفعه الخوف والأمل وانتظار المجهول. فهل نحن مستعدون؟
سأل تيريون المجتمعين عن الذي يوحد الشعوب: هل هي الجيوش؟ الذهب؟ الرايات؟ لا شيء من ذلك. إنها القصص.
كاتب مصري من مواليد القاهرة 1993 ، درس العلوم السياسية بجامعة القاهرة ويهتم بالتنمية الاجتماعية والأدب والبيئة. التحق بماجيستير السياسات العامة بالجامعة الأمريكية ويعمل في مجال التنمية المحلية والدولية. يرى الأمل في كل شيء، ولا يُكَذِّب ما رأى. (كتائب الرسام) هو أول أعماله وفاتحتها، ومع كل كلمة جديدة هناك احتمال لبداية جديدة، تكتب انتصار الأمل النهائي على ما سواه.
مع بداية عام 2025، يستأنف هيثم رحلته في بحور الشِعر الحُر، إذ أصدر ديوانه الجديد (العهد البعيد)، ثم ذهب ليستكشف أرضًا جديدة في أول أعماله السردية (مقدمة في علم اجتماع الكلاب)، الذي يجمع ما بين الأدب وبين كل شيء ممكن ومستحيل الحدوث، فاتحًا آفاق واعدة لكتابة تداعب الحاضر وتلامس المستقبل.
لا أدري كيف أقوم بتصنيف هذا الكتاب حتى أقوم بتقييمه، لم أقرأ شيئاً كهذا من قبل.
هو بالضرورة ليس مجموعة من "القصص القصيرة" كما تصورت قبل البدئ بقراءته. هناك بعض القصص بالطبع، لكن أغلب النصوص يمكن تصنيفها كمقالات. القصص والمقالات، على حد سواء، في معظمها طابع مزيج بين الشخصي والخيالي (الفانتازيا)، بشكل ساخر أحياناً وفي شكل سردي فلسفي يطرح تسؤلات وجودية في أخرى.
في المجمل، نصوص الكتاب خفيفة الظل، سهلة القراءة، مليئة بالإحالات السياسية والاجتماعية والفلسفية، بطرح ذكي في أغلب الوقت.
التجربة ظريقة، ومسلية.
لو أردت أن أقيمها أدبياً، كمجموعة قصص قصيرة، لن أنصفها. وإن أردت تقييمها كمقالات لن أنصفها أيضاً.
ولو قررت تقييمها في سياقها الإبداعي المنفرد، فبعضها يستحق ٥ نجوم والبعض الأخر ليس على نفس القدر.
في النهاية، بعيداً عن تقييمي "الرقمي" للكتاب، أدعوكم لقراءته وتقييمه بأنفسكم، فهو يطرح تساؤلات ونقاشات مهمة وفريدة، ويدعو للتأمل والتفكير.