نجحت درية شفيق في تأسيس أول حزب سياسي نسائي في تاريخ مصر (حزب بنت النيل)، والذي انبثقت منه (كتائب بنت النيل) وهي أول كتيبة عسكرية نسائية، قوامها ثلاثون ألف امرأة من نساء مصر للقتال إلى جانب الرجال ضد الاستعمار في 1956 وقت العدوان الثلاثي على مصر، واستمر عمل تلك الفرقة العسكرية الفريدة من نوعها خلال نكسة 1967 وحرب أكتوبر 1973. ورغم ذلك تم فرض الإقامة الجبرية عليها وغلق مجلتها (بنت النيل)، وإصدار أمر بمحو اسمها من الصحف والمطبوعات، بعد انتقادات كثيرة وجَّهتها لنظام الرئيس جمال عبد الناصر منذ 1957، حيث أطلقت عليه لقب "الديكتاتور" وطالبته بالرحيل عن حكم مصر، فاعتبرها الغربُ وقتها المرأة المناضلة السياسية الوطنية التي تقف كألف رجل أمام الديكتاتور الذي لا يدعم الحريات، بينما راحت بعض الأقلام تتهمها بالخيانة والعمالة للغرب، حتى النساء المشاركات بجمعيتها النسائية بنت النيل تخلَّين عنها وقمن بطردها من الجمعية. أدخلها ذلك كله في عزلةٍ لمدة 18 عامًا ترجمت خلالها القرآن الكريم إلى الإنجليزية والفرنسية، كما ألَّفت دواوين شعرية وكتبًا نشرتها بالفرنسية، كما نشرت مذكراتها. انتهت قصةُ درية شفيق بسقوطها من الطابق السادس في 1975، تاركةً خلفها إرثًا عظيمًا من النضال والعمل النسوي والكثير من الانتصارات في مجال حقوق المرأة واقتحامها العمل العام والحياة السياسية والثقافية، والمزيد من الحيرة والتساؤلات حولها وحول حقيقة نهايتها الغامضة بين تأويلات الانتحار وشُبهة التخلُّص منها.
"وكان ردي عن السؤال: - إن دخول المرأة في الميادين العامة يُعد في رأيي أقوى أحداث القرن العشرين بعد حادث اختراع القنبلة الذرية. وقامت القاعة وقعدت كأنني ألقيت قنبلة ذرية! غير إن أحد مراسلي وكالات الأنباء عقب على قولي ساخرًا بقوله: - ولكن الرجال أمكنهم السيطرة على زمام القنبلة الذرية فهل يا ترى سيمكنهم السيطرة على زمام المرأة إذا أفسح لها المجال لمشاركة الرجل في كل الميادين العامة على قدم المساواة؟ فكان الجواب: - إني لا أرى أن يسيطر الرجل على المرأة أو تسيطر المرأة على الرجل، إني أريد أن يتعاون الاثنان في السيطرة على الحياة، وذلك لمصلحة العالم بأجمعه. وهنا قامت ضجةً في القاعة استنتجت منها أن بلادنا لم تنفرد وحدها بتحالف الرجال ضد النساء."
في عشق المناضلة العظيمة ست الستات درية شفيق رحمة الله عليها. المذكرات دي عظيمة وملهمة وأتعلمت منها كتير، ومن كتر حلاوتها خلصتها في قعدة واحدة، كمان الغلاف جميل جدًا والخط مريح للعين، مشكلتي الوحيدة هى بشاعة التدقيق اللغوي. تقريبًا مفيش صفحة إلا وفيها غلطات إملائية، لولا التفصيلة المستفزة دي كان خد ٥/٥.
لما قريت الكتاب ده حسيت بحزن شديد علي الروح الحماسية اللي كانت عند درية شفيق ونظرتها اللي كلها أمل لحل صراعات العالم، شجاعتها لذكر قضية فلسطين واللاجئين العرب في كل محفل دولي وجرأتها في تسمية الأشياء بأسمائها لما أشارت أن الأمم المتحدة بتشكل اللجان أكتر منها بتحل المشكلات العالمية. الست اللي حطت بصمتها في حياة مصر السياسية رغم كل تخوين وتقليل منها، خلصت الكتاب وأنا بسأل نفسي هي عملت كل ده في حدود المساحة الضيقة اللي انتزعتها بالقوة في المجال السياسي، طب لو كان اتسمحلها بمساحة أكبر كانت هتعمل إيه؟ ربنا يرحمها
"لا يوجد شعب مستعبد ونساؤه متحررات، والعكس صحيح فإنه لا يمكن أن تقوم لشعب قائمة ويصبح حرًا ونساؤه مستعبدات"
إنها درية شفيق، سيدة مصرية طمست حكومة عبد الناصر اسمها في وقت من الأوقات، لا لشيء إلا لأنها عبّرت عن رأيها في طريقة حكمه. فتم عزلها عن الحزب الذي أسّسته تحت اسم "بنت النيل" — أول حزب سياسي نسائي في مصر — وفرضت عليها الإقامة الجبرية لثمانية عشر عامًا، حتى انتهى بها المطاف ملقاة من شرفة منزلها.
كان لا بد من هذا التعريف بهذه السيدة الفاضلة التي ناضلت كي يُسمع صوت المرأة المصرية، في وقت لم يكن المجتمع يعترف بها إلا كتَبَعٍ ونصف كائن حي. أول مرة قرأت اسمها كان في كتاب "لماذا تموت الكاتبات كمدًا"، حيث تحدّث شعبان يوسف باقتضاب عن معاناة درية في سبيل حصول المرأة على الحق السياسي في دخول البرلمان، عبر الاعتصام مع زميلاتها. إلى درجة أن طه حسين نفسه، عميد الأدب العربي، هاجمهن وكتب عنهن سلسلة مقالات بعنوان "العابثات". وهو أمر يدعو للدهشة، أن يقف ضدها رمز بارز من رموز التنوير، فقد كان هو ذاته مرفوضًا من النخبة الثقافية لفترات طويلة بسبب آرائه الجريئة.
نأتي الآن للحديث عن هذا الكتاب الشيق الذي يعرض مجموعة من الرحلات التي قامت بها درية شفيق إلى عدد من بلدان العالم لإلقاء محاضرات حول وضع المرأة المصرية. من أول صفحة، نلاحظ بساطتها، روحها المرحة، عنادها اللبق، وذكاءها الاجتماعي، بالإضافة إلى خفة ظل غير متكلّفة.
الكتاب يحتوي على الكثير من التواريخ الصادمة بشأن السنوات التي حصلت فيها النساء على حقوقهن السياسية في كل دولة: من أستراليا (1895) إلى فنلندا ثم كندا، بينما بقيت دول مثل مصر وأفغانستان وبعض الدول العربية متأخرة. وحدها لبنان وسوريا والسودان كانت قد حصلت نساؤها آنذاك على بعض الحقوق السياسية.
وبعيدًا عن القيمة النسوية والتاريخية للكتاب، فإنه يقدم أيضًا لمحات ذكية عن الأوضاع السياسية في أمريكا، روسيا، وإنجلترا. وقد أدهشني أسلوب درية المبسّط والعميق في آن، وهي تشرح سياسات كل دولة بلغتها السلسة.
I don't undersrand whether this was actually written by her in the early 20th century or if it's someone else giving a voice to her travel experiences around the world. I just know it's not for me. I find it extremely shallow and time-wasting to be reading very short and superficial travel logs in different countries describing their most basic features and stereotypes which are just the first thing the AI overview of a quick google search would show.
I understand how this could have been a big deal back in the day : an egyptian woman traveling alone and showing the world what the arab woman has become capable of and representing her country and everything but what's the point in reading it now? I mean... I've read journals or memoirs that are a hundred years old but they've never felt this unfulfilling.
I'm not getting anything out of it. I DNFed at like 60%. This book is just a huge disapointment for me.
في “رحلتي حول العالم”، لا تروي درية شفيق مسارًا جغرافيًا فحسب، بل خريطةً داخلية لامرأة أرادت أن ترى العالم بعينها، لا بعيون الآخرين. صفحات تمتلئ بالدهشة، بالعزم، وبأسئلة لا تزال حارقة حتى اليوم: ما حدود الحرية؟ ومتى تُصبح المرأة وطناً متنقلاً لا يخضع لقيود المكان؟
أسلوبها عذب، صادق، ينبض بالحياة والكرامة. هذا الكتاب ليس مجرد رحلة، بل إعلان وجود… بقلم أنثى تمشي بثقة وسط عالمٍ يُغلق الأبواب في وجهها.
كتاب يُلهم، يُوقظ، ويجعل القارئ يشتهي السفر… لا إلى البلاد، بل إلى الذات..
تقييم: 5 نجوم وعينان تلمعان حماسة كتاب يُقرأ كما تُشرب القصيدة، وكل صفحةٍ فيه، دعوة لأن تحلمي… أكبر.
السيدة درية شفيق .. أسست أول حزب سياسي نسائي في مصر وانبثقت منه كتائب نسائية عسكرية قوامهت 30 ألف سيدة مصرية شاركن في الحرب ضد الاستعمار. اقتحمت البرلمان على رأس 1500 سيدة مصرية للمطالبة بحقوق المرأة السياسية وحقها في التصويت والانتخاب. درية شفيق( بنت النيل) توثق في كتابها رحلتها حول العالم، حيث تقيم المؤتمرات في دول الشرق والغرب لمشاركة العالم مدى تأثير وقوى المرأة المصرية ومقاومتها لجميع التحديات. السيدة درية شفيق.. نموذج حي على المثابرة والعزيمة وقوة البأس والحرية. السيدة التي لا تخشى في الحق لومة لائم مما وضعها في مأزق سياسي عندما وصفت عبد الناصر بالديكتاتور مما أدى لمحو اسمها من جميع الصحف والمجلات ووضعها تحت الإقامة الجبرية.
💥 بعد انقطاع تام عن القراءة دام حوالي أسبوعين، آثرتُ العودة مرة أخرى عبر كتاب ملهم ومحفّز، كتاب يتعرض لقضية مهمة وحساسة، ألا وهي المساواة بين الجنسين في الحقوق السياسية والاجتماعية، وذلك على الرغم من صغر حجمه وقلة صفحاته (١٤٨ صفحة).
💥 ولمن لا يعرف درية شفيق، فهي واحدة من رائدات الحركة النسائية والعمل النسوي في مصر والشرق الأوسط، إذ أصدرت قبل يوليو ١٩٥٢ أول مجلة «بنت النيل» كأول مجلة نسائية معنية بتثقيف النساء المصريات، والتي تطوّر دورها فيما بعد لتقود حراكًا سياسيًا نسويًا باسم اتحاد بنت النيل (حركة التحرر الكامل للمرأة المصرية) في أربعينيات القرن الماضي.
💥 ثم استمر نضالهن حتى بداية الخمسينيات، ليقتحمن البرلمان المصري في ١٩٥١ للمطالبة بحق المرأة المصرية في المشاركة في الحياة السياسية والحزبية والنيابية عبر الترشح والانتخاب والتصويت، وألّا يكون العمل السياسي حكرًا على الرجال.
💥 وفي عام ١٩٥٤، إبان حكم محمد نجيب، أعلنت درية شفيق الإضراب عن الطعام مع عدد من النساء للمطالبة بحقوق المرأة السياسية والدستورية في الجمهورية الجديدة.
💥 وما كان من محمد نجيب إلا أنه استجاب لمطالبها، ليمنح الدستور الجديد المرأة المصرية حق التصويت والترشح في الانتخابات العامة لأول مرة في تاريخ مصر الحديث، وهو ما أثار حفيظة رجال النظام الجديد في مصر.
💥 وتحقق لدرية شفيق ما أرادت بعد نجاحها في تأسيس أول حزب سياسي نسائي في تاريخ مصر تحت اسم حزب «بنت النيل»، والذي انبثقت منه «كتائب بنت النيل»، وهي أول كتيبة عسكرية نسائية قوامها ثلاثون ألف امرأة من نساء مصر للقتال إلى جانب الرجال في عام ١٩٥٦ إبان العدوان الثلاثي على مصر، واستمر عمل تلك الفرقة العسكرية الفريدة من نوعها خلال نكسة ١٩٦٧ وحرب أكتوبر ١٩٧٣.
💥 وعلى الرغم من كل هذا التاريخ النضالي والوطني المشرف، فُرضت الإقامة الجبرية على درية شفيق، وأُغلقت مجلتها «بنت النيل».
💥 ليس هذا فحسب، بل تم استصدار أمر بمحو اسمها من الصحف والمطبوعات، على إثر انتقادات كثيرة وجهتها لنظام الرئيس جمال عبد الناصر منذ عام ١٩٥٧، بعد أن أطلقت عليه لقب «الديكتاتور» وطالبت برحيله عن حكم مصر.
💥 وهو ما جعل الغرب يعتبرها مناضلة سياسية استطاعت أن تقف كألف رجل أمام ديكتاتور يقمع الحريات، في الوقت الذي راحت فيه بعض الأقلام الداخلية تتهمها — كما هي العادة — بالخيانة والعمالة للغرب.
💥 وعلى قدر سعادتي واحتفائي بمسيرة هذه السيدة المناضلة التي دافعت بكل شراسة عن حقوق النساء، كان حزني بالنهاية التي آلت إليها حياتها، بموتها منتحرةً من شرفة شقتها بالطابق السادس عام ١٩٧٥، فهي خاتمة لا تليق بسيدة عشقت تراب بلدها، وتصدرت لقضايا أمتها العربية، على رأسها القضية الفلسطينية.
💥 بيد أن العزلة التي عانت منها درية شفيق على مدار ١٨ عامًا هي التي أفضت بها إلى مثل هذه النهاية المأساوية الحزينة، وذلك بعيدًا عن التساؤلات التي أُثيرت آنذاك حول حقيقة نهايتها الغامضة، بين تأويلات الانتحار وشبهة التخلّص منها.
💥 كان لا بد من هذه المقدمة للإضاءة على مسيرة امرأة زاخرة بالعطاء والتفاني في حب الوطن، والدأب والمثابرة من أجل جعل الأحلام والطموحات أمرًا واقعًا.
حول الكتاب:
💥 أما عن الكتاب، فهو عبارة عن مجموعة من الرحلات التي قامت بها درية شفيق في عام ١٩٥٥، حيث طافت العالم بأسره، تعقد مؤتمرات صحفية تتحدث فيها عن قضيتها المحورية وشغلها الشاغل، ما بين روما وباريس ولندن والولايات المتحدة وطوكيو والهند وباكستان وغيرها من الدول، وذلك بعد أن ذاع صيتها وبات اسمها يتردد في أروقة السياسة الدولية والمحافل العالمية، لشجاعتها وبسالتها في الدفاع عن أفكارها التي تؤمن بها.
💥 تجلّى ذلك في اقتحامها مبنى البرلمان في عام ١٩٥١ على رأس مظاهرة قوامها ١٥٠٠ امرأة، فضلًا عن إضرابها عام ١٩٥٤ للضغط على النظام الحاكم آنذاك لتضمين حقوق المرأة السياسية والاجتماعية في الدستور المصري، وكان لها ما أرادت.
💥 من يقرأ الكتاب يدرك تمام الإدراك أن هذه المرأة كانت تتمتع بإرادة حديدية وعزيمة لا تلين، وهو أمر ملهم للغاية.
💥 وكان من الملفت للانتباه كذلك أنه، على الرغم من أن درية شفيق ظلت طوال حياتها تنادي بالمساواة بين الرجل والمرأة، وإيلاء مزيد من الاهتمام بحقوق النساء في مختلف الميادين، إلا أن ذلك لم يمنعها من أن تكون شديدة الاعتداد والفخر بوطنيتها ودينها.
اللغة :
💥 جاء الكتاب باللغة العربية الفصحى السهلة الدارجة، مع قليل من العامية، وعلى ما أعتقد أن من كتبته هي درية شفيق بنفسها.
💥 والملاحظ أيضًا أنها كانت تمتاز بروح الدعابة والحس الفكاهي الذي يميز المصريين، على الرغم من دراستها الفلسفة وحصولها على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون بفرنسا.
ما أعجبني:
💥 من مظاهر قوة هذا العمل غلافه، الذي جاء معبرًا للغاية، ليس عن مضمون الكتاب فحسب، بل أيضًا عن رحلة حياة درية شفيق بالكامل.
💥 تحتل الصورة الوقورة الأنيقة لدرية شفيق الجزء الأكبر من الغلاف، ومن ورائها صور لرجال ونساء من مختلف الأجناس والأعراق، في إشارة إلى الجهود الكبيرة التي قامت بها هذه السيدة في سبيل تحقيق المساواة والعدالة بين الجنسين.
ما لم يعجبني:
💥 مأخذي على الكتاب هو وجود بعض الأخطاء الإملائية والهنّات اللغوية هنا وهناك، وكأنه لم يخضع لتدقيق لغوي، إلا أن ذلك لم يؤثر على الاستمتاع بالمحتوى الثري والمعلومات الغزيرة الواردة بين دفّتي الكتاب.