مجموعة مقالات من المفترض انها تتحدث عن الروافد التي بها تشكلت هوية المصريين كما يوحي العنوان، لكن هذا لا يصدق إلا علي المقالات الاولي وهي افضل ما في الكتاب يوضح الكاتب أن المصريين القدماء عبدوا الها واحداً، وما ظننا انهم عبدوا الهة متعددة إلا سوء ترجمة لكلمة (ني ترو) الموجودة قبل اسم كل منهم والتي ترجمت في البداية خطأً الي كلمة اله في حين انها تعني (المنتسب الي العرش) وقد خلقوا من (الفوت) او النور ليخدموا العرش، اي انهم في حقيقة الأمر ملائكة، يمثلهم القدماء في رسوماتهم بمخلوقات ذوي أجنحة
يهتم الكتاب بالعوامل المهددة لهوية المصريين، التشدد القادم من الشرق والتغريب الزاحف من الغرب، ويوضح بصورة جيدة ما الذي حدث لدين مصر الوسطي السمح ونزعتها الصوفية التي ميزتها، وكيف اتبعنا من اخترع لنا محرمات بالآلاف واختلق فروضاً مستحدثة
يلفت الكتاب النظر إلي سعي الغرب الحثيث لخلق حالة من الصراع الديني في الشرق الأوسط تماثل تلك التي سادت في أوروبا في العصور الوسطي لذا يزكي الغرب الصراعات الدينية ويدعم طموح الحكم عند الجماعات الدينية وهو ما تحدث عنه في المقال المعنون (الغرب والصراع الديني العربي) وهو من أفضل مقالات الكتاب
يواجه الكتاب مشكلة انه مكون من مقالات منفصلة فتتكرر المعلومات باعتبارها في الأصل مقالات مستقلة عن بعضها البعض لم يراعي الكاتب اعادة صياغتها لتناسب جمعها في كتاب واحد، وتأتي بعض المقالات منقطعة السياق بما قبلها وما بعدها فلا ترى مبررا لوضعها ضمن مقالات الكتاب، يفتقر الكتاب إلي وحدة الهدف المتوقع منه فيأتي بمواضيع تاريخية صحيح انها تمس مصر لكنها لم تسهم في تشكيل هويتها