غبنا في ظلام لا نري فيه أيدينا. أحسست به وهو يقوم، يخبط الأرض بيديه وقدميه. ـ ماذا تفعل في هذا الظلام يا مجنون؟ ـ قم. فإنك في الظلام حيث لا ترى حتى نفسك، ستؤدي أفضل الرقصات. إن النور أحيانًا يربكنا.. رقصت. نام ثم تبعته. كان صوت نفسه عاليًا ضايقني في أول النوم حتى تعودته.. وفي الصباح لما أخذوني لغرفة التحقيق أخبرتهم بأنه هرب..
إثنان وثلاثون قصة تتراوح بين القصيرة والقصيرة جدا، قصص هذه المجموعة تتمحور حول الذاكرة ومشاكلها، والثورة وضريبتها، والفقر وناسه، والانتظار ووهمه، والوجع ومقاومته بالرقص..
كتابات العزيز أحمد ذكرتني بكتابات الجميل جاليانو، فقط لو جرّب كتابة تاريخ للأحداث الغرائبية في مصر وعالمنا العربي، لصار ولا شك من أفضل الكتاب الحاليين، ولحسن حظه، فمصر - ودولنا الشقيقة - مليئة وزاخرة بالأحداث المناسبة لذلك النوع ماذا لو كتب أحمد عن انقلاب يوليو وعهد السيسي ورئيس وزراؤه الذي لم أحفظ اسمه؟ أو كتب عن أحداث رابعة والنهضة وماسبيرو ومجلس الوزرا والعباسية ومحمد محمود حتى بداية الثورة كتأريخ لما هو غير عقلاني ويخالف الإنسانية ومسيرتها؟ أعتقد وأؤمن بأن كتاباته ستكون متفردة ولا شك استفتاح المجموعة باقتباس كونديرا، رغم كرهي المبدئي له، جعل الكتاب جميلًا، برسمه الإطار الذي ستسير عليه القصص والنثريات لغة أحمد سلسة رقيقة وليست متكلفة، كما عهدته من ديوانه الأول مجموعة يغلب عليها الحزن الشفيف الذي يمس القلب ولا يخترقه، ويجعلك تتأثر بما تقرأ دون استغراق بكآبة مزيفة جميل أن تقرأ لكاتب قارئ، خصوصًا إذا كان مثقفًا، وجميلة هي فكرة الاقتباسات مع كل نص جديد، اعتبرتها كفاتحة خير للقصص كما أني وضعت في الاعتبار قراءة ما لم أقرأ مما قد ذكر، كترشيحات أثق في صاحبها مجموعة جميلة وتمس القلب موفق يا أحمد
سعيدة إني أخيرًا قرأت لأحمد ورغم عدم حبي الشديد لمجموعات القصصية بشكل عام إلا أنها مجموعة جميلة وفاجئتني أول مرة أقرأ لأحمد ولا اعتقد إنها الأخيرة القصص متنوعة ، وغير ممله واسلوبها سلس وعذب في نفس الوقت بعض القصص شعرت إني أقرأ فقرات شعرية وليس قصة وده جميل جدًا
رقص .. وجع .. رقص المجموعة القصصية الثانية للكاتب الصديق ( أحمد شاكر) ، والقراءة الأولى لى (فلم أقرأ مجموعته الأولى : "حذاء جديد" بعد) .. ما ان انتهيت من حفل التوقيع حتى بدأت فى قراءتها ممنيةً نفسى بقراءة شيقة وقد كان ..
تحتل القصة القصيرة موقعاً متميزاً فى الكتابة الأدبية لصعوبتها (على الصعيد العالمى عموماً) ، وعلى العكس تجدها ذائعة الصيت كثيراً بين الأدباء الشبان خاصةً - ربما لظنهم أنها الأسهل .. ولعدم دراستهم الجادة وما الى ذلك .. أما ما لفت انتباهى فى هذه المجموعة فهو شعورك بكل هذه الحميمية والعذوبة التى تدفقت منذ بدء القراءة وحتى إغلاقى لآخر صفحات الكتاب. تعكس المقتطفات المأخوذة عن كبار الكتاب الثقافة التى يتمتع بها المؤلف ثراء قراءاته وتنوعها، كنت سأعتبرها نقطة ضعف مع كتاب آخرين ولكنها هنا ظهرت وكأنها تعليق كل هؤلاء الكتاب بعد قرائتهم لقصص أحمد ، ربما للدقة وللتوفيق فى الاخيارات.. اما عن القصص نفسها فقد أسرتنى .. لغةً وألفاظاً .. شخصيات تمر بها كل يوم كعم فرج والجدة والكناس .. ولكنك لم تتمكن من رؤية الشخصية بعمق كما رسمها المؤلف، وشخصيات أخرى مررت بها فى العالم الروائى .. كالسيدة هافيشام فى رائعة تشارلز ديكنز (توقعات عظيمة) فى قصته ( لعبة كرات الصوف) .. العبقرية هنا ان الشخصية بها بعد تاريخى ولكنها أيضاً شخصية من خيال الكاتب وتحمل بصمته، وقصتيه (زوربا) و (كافكا) والتى جسدتا بحق عشق المؤلف لعالم الكتب ، وتتوالى الشخصيات حتى شخصية الفأر اللطيفة فى (اللحظات الأخيرة من حياة فأر شجاع) .. القصص القصيرة جداً جاءت حاسمة ، نافذة الى القلب ، تشخص فى بضع كلمات ما يعجز الكثيرون عن وصفه فى صفحات وصفحات ..
تمنياتى للصديق المؤلف بكل التوفيق فى ابداعاته القادمة.
بالرغم من أننا تعلمنا أن فن القصة القصيرة هو فن القنص ، هو براعة اقتناص المشهد وأن يوسف إدريس هو أمهر من مارس ذلك ، إلا أنني أجد القليل جداً من الكتاب ممن يستطيعون الإمساك بالمشهد وسرده وفلسفته .. الكثيرون تنسرب المفردات من تحت أقلامهم وتنسدل الحكايا وروعتها وتجبرهم على الخوض في حكايا داخل القصة فيخرجون بها من تعريف القصة القصيرة إلى رحاب آخر ... ولكن هنا في ذلك الكتيب الرائع ، نتعلم من جديد مع الكاتب الجميل ذلك الفن .. فن إقتناص المشهد الواحد وتحويله إلى قصة قصيرة مكثفة تخلو من التعبيرات الزائدة بل والنقاط والفواصل الزائدة .. تشعر بأن معظم الكلمات ماكان غيرها يناسب ما يحكيه الكاتب .. تشعر أن الوقوف مع الحكايات فرض لتتشرب ماوراء المعنى وفكرة الكاتب ... تأثر الكاتب بالنظم الشعري النثري جميل وتأثره بالأدب الغربي في سرد الفكرة ونحت العبارات المركزة الدقيقة جميل ... ثقافته في توطيد أواصر القصص بعبارات من روايات عالمية أو كتاب عالميين بديع وإن كان يشوبه بعض الأحيان التكبر على القاريء بثقافة الكاتب ثم أن القصص كلها مؤلمة ,,, موجعة تمس العمق الإنساني مس بجنون .. وتخالفها قصة لم يكن لها أن تكون في المجموعة "قصة فأر شجاع" حيث كانت وكأنها تم دفعها لإكمال صفحات الكتيب .. قصة خارج تصنيف المجموع القصصي للكتاب .. ثم في النهاية تتوالى قصص قصيرة جداً في سرعة وربما أخطيء أن أقول بأنها قصص قصيرة جداً ، والحق إنها طلقات رصاص قاتلة تلهث معها عدواً بعيناك لتقرأ منها وعنها وفيها كل مايريد الكاتب بثه من شجون ومشاعر شاب عاصر الفترة المصرية الحالية بتقلباتها وعنفوانها وإحباطاتها ... شكراً أحمد لإهدائك الذي خططته على الكتاب .. وشكراً لخطك الرقيق الذي يمس القلب كحكاياتك الممزوجة بالحنين .
انا اتفاجئت بالمستوى ودقت التعبير وعمق الوجع وبلاغة الكلمات في اقل سطور ممكنة .. دمت مبدعاً عاوزين قصص اكتر .. واتمنى اشوفلك رواية قريب بالنسبة لتجربة الغلاف استمعت بيها جداً واتبسطت اكتر ان اتعرفت عليك :)
رقص وجع رقص .. من أسرع الكتب اللي قريتها مخدتش وقت فيها خالص عشان صغير وعشان ممتع ورغم انها قصص منفصلة وممكن اسيبها وارجعلها بعد فترة لكن استمتاعي باللي كنت بقرأه إداني طاقة وحب إني أخلصه بسرعة بس لازم هرجعله تاني ..
اسلوب الكاتب أحمد شاكر رائع في اختزاله لمعاني كتير جداً في جمل قليلة جداً جرعات مكثفة من المشاعر والأدب في سطور قليلة جداً ..
في قصص علمت معاياً جداً زي قصة "شهيد" اللي بعتبر كلامها ملخص لصفحات من مشاعر في 6 سطور وقصة " ذاكرة وجسد" اللي شايفة ان معناها رهيب وقشعرني وكذلك قصة "اللحظات الأخيرة من حياة فأر شجاع" عجبني جداً تناولها
القصص اللي شوفتها أقل من الباقيين " لست متأكداً من شئ الآن " اللي الكاتب قال انها أول قصة يكتبها اسلوب كتابة باقي القصص أكثراً حرفة ونضج
قصة كبريت لم تعجبني ..
في المجمل قاص رائع انتظر جديده وسعيدة جداً لقرائة مجموعته القصصية المميزة ..
النصوص القصيرة تتميز دائما بقدرتها علي اجتذاب الوعي ، لأن العقل يعمل علي محاولة امتصاص النص بالكامل والتركيز في كل أركانه وحروفه حتي.. نصوص مليئة بالشجن والحزن ..
كتاب أنيق،، حصلت عليه بحفل توقيع الطبعة الثانية منه من كاتبه وصديقي أحمد شاكر وبتوقيعه :). والكتاب مجموعة قصصية عبارة عن قصص قصيرة، وقصص قصيرة جدًا. تأملات لأحمد عن الحياة، والناس ووجوههم المتعبة، وأرواحعم المنهكة. أجاد في وصف أوجاعنا، وأوجاع من نراهم يوميًا، ولانلقي بالًا لهم، ساكنو الشوارع، حراس المساكن، المسجون، المريض، المجنون، وذو الحاجة .. كلهم مساكين ! وأحمد شاعر بالأساس بدأ ممارسة القصة، لذا فروح الشاعر ورقته ظاهرة في النص، حتى أن البعض القصص، يمكن أن تكون شعرًا. ويتضح من النصوص أن أحمد قارئ فذ وبعض النصوص كنص "كافكا" مثلًا لم أعيه تمامًا لحيرتي هل هو مستوحى من شخصية كافكا في "كافكا على الشاطئ" أم من عمل لفرانز كافكا نفسه؟
وملاحظاتي عليها وجود بعض الأخطاء اللغوية، وكذلك لو أنه وضع قصة قصيرة ثم قصيرة جدًا بدلًا من وضع القصص القصيرة ثم القصيرة جدًا كل نوع متتالي. لدي لمحة أخرى عن الجمل التي وضعها أحمد قبل بداية بعض القصص لكتّاب آخرين، فجانب أنها دليل على سعة إطلاع أحمد إلا أنها ربما يكون لها سلبية أنها تحصر القارئ في مفهوم محدد وتخبره عن مقصد أحمد من القصة أو مايريد أن يوصله إليك. فضلًا عن أن الكاتب فلان وضع جملة أو مقطعًا قصيرًا به معنى ما، وأحمد كتب نصًا أطول ليوصل نفس المعنى ! رأيي أن أحمد بحاجة إلى مراجعة هذا الأمر.
هذه المجموعة لا أقول أفضل من المجموعة الأولى له "حذاء جديد" لكني أحببتها عنها وأشعر بنضوج النصوص فيها عن الأولى، والروح واحدة. روح الشاعر داخل أحمد.
ويظل "من وحي الرصاص" أصدق ماكتب صديقي أحمد.
المجنوعة جيدة، وخفيفة، وأوصي بها، وأهمس بأذن أحمد بألا يترك القصة القصيرة.
مجموعة قصص قصيرة مختلفة و متنوعة ... رقص /وجع/ رقص أعتقد الإسم راجع لحياتنا عامة و أوجاعنا اللي دايما في النص حتى لو فرحانيين ... اللغة كويسة جدا ... عيبها إن في قصص مختصرة جدا و حكمتها مش باينة ... أكنك قرأت حاجة و خلاص ... بس المعاني الموجودة في معظم القصص عظيمة ... عشق التفاصيل الصغيرةاللي مبنخدش بالنا منها بدأ يزيد أكتر و أكتر ... موفق في اللي جاي يا أبو حميد و مستنيين جديدك إن شاء الله ...
لأكون صادقا.. لم أفهم المغزى أو المقصود من كثير من القصص مع أنِّي كنت أقرأ بتأنٍ لذا ولأكون منصفا، فهذا التقييم قد يعبّر عن جهلي أو عدم استيعابي، وليس عن ضعف الكتاب. .!
حسنٌ، سأدع القصة القصيرة لأهلها ولْأكتفي بما سببته لنفسي من إحراج ! :)
محبوس يا طيـر الحق قفصك حزين و لعـين ، قضبانه لا بتنطق ولا تفهم المساجيـن
قضبانه لا بتعـرف ولا تفهم الإنسـان ، ولا الحديد ينـزف لو تنزف الأوطان
بين العتمة هنا ، وبين النور هنـاك ، حابسانى ويا الغُـنا قضبان على شبـاك
زنزانتى لو أضيق أنا أقوى من السجـان ، في العتمة بتشعلق حتى على الدخان
وأغنى بدموعى .. لضحكة الأوطان
- الأبنودي -
لا أوطان لنا ولا ضحك لم يبقى لنا أي أمل بها ؛ رغم عناء الحصول علي هذة المجموعة ، و رغم أني ذات تأثر بالغ و أنحياز لكاتبها فك الله أسره و جميع الأسرى أسرهم من جُب الظلم بالعز لم أستطع التفريق في مخيلتي هل هي مجموعة قصصية تعكس واقع مؤلم أم أبيات يلقيها الأستاذ كاتبها الآن الآن و هو علي مقصلة تعذيب و لم أنفك في أستحضار المشهد مع أشخاص أُخر .. يالله ألم ، وجع ، وحدة و قسوة مفجعة و دمع غزير .. وجه حقيقي بشع من أوجه الحياة ، عن لهؤلاء وراء الأسوار هون الله عليهم و أنس وحشتهم و فرج كروبهم .
نصوص قصيرة جدا ذات طابع اجتماعي و سياسي فريد. اعجبني نص بعنوان (اللحظات الأخيرة من حياة فأر شجاع) و قمت بترجمته الى اللغة الانجليزية. بالأمكان قراءة الترجمة من خلال الرابط التالي