سلوى: سيرة بلا نهاية

by كريم جمال

مذيعة شهيرة وشاعرة فرنكوفونية وشهيدة مقدسة؛ تلك كانت وجوه سلوى حجازي الثلاث، التي عُرفت بها منذ أن أقدم سلاح الجوي الإسرائيلي على ارتكاب مجزرة مروعة وأسقط طائرتها المدنية في فبراير 1973، بدأت هذا المشروع وأنا أبحث عن صورة سلوى حجازي المحفورة في الأذهان، ولكن في نهاية الطريق ومع اكتشاف أوراقها الخاصة وغير المنشورة، وجدتني أمام إنسانة لم تكتشف بعد، ولم يسطع وهج وجهها بقدر ما ينبغي له أن يكون، كانت سيرة سلوى حجازي سيرة شعرية قلقة، وسردًا تراجيديًا لمعاني الخوف وبشاعة العدو، لذا؛ حين قادتني خطواتي في البحث وصعدت درج معظم مؤسسات الأرشيف الصحفي لمطالعة ما كُتِب عنها؛ كان كل ما يشغلني هو إيجاد طرف خيط يقودني إلى فهم سلوى؛ فرغم ما كُتِب في حياتها وبعد رحيلها، ظل لغزها قائمًا، وظل السؤال عنها مطروحًا: لماذا عاشت سلوى حجازي موتها قبل أن تموت؟

447 pages, Paperback

Published January 23, 2025

About the author

كريم جمال؛ كاتب وباحث موسيقيّ، درَس الموسيقى العربية وحصل على دبلوم الدراسات العليا في العلوم السياسية من جامعة الإسكندرية، نشر العديد من المقالات والأبحاث حول الأدب العربي والتراث الغنائي والموسيقى الشرقية، صدر له "أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي" الحائز على جائزة الدولة التشجيعية في مجال العلوم الاجتماعية فرع التاريخ والآثار وحفظ التراث(تنمية، 2023)، وشارك في كتاب: "وطن اسمه فيروز" (أفق ومؤسسة الفكر العربي ببيروت، 2023)، كما شارك في وضع كتاب "ذاكرة أكتوبر: تجليّات الحرب في الثقافة المصرية" (المرايا، 2024) مع .مجموعة من الباحثين المصريين

Reviews

[Fatma Al Zahraa Yehia · Rating 3 out of 5]

«لو الموتُ يأتي إليَّ بلُطفٍ
‫ كأوراقِ ريحِ الخريفِ
‫ تموتُ وتهوي لقاعِ القرارِ
‫ بدونِ انتظارِ»

‫ قصيدة «أموت ولا أتعذب» لسلوى حجازي، ترجمة: محمد طنطاوي

من منا لم يبتهل لله داعياً بأن يموت آمناً على سريره، بلا عذاب له أو لغيره؟ ومن منا سيُستجاب له؟

وهل استجاب الله لسلوى حجازي دعاءها رغم ميتتها الشنيعة؟
ربما أتاها الموت في خطفة لطيفة ناعمة رغم جحيم الحادث، ربما رحلت كأوراقِ ريح الخريف، دون انتظار.
ربما...

لم يُعاصر جيلي، جيل الثمانينات، فراشة التليفزيون الرقيقة سلوى حجازي. ولكن منذ طفولتي كنت كثيراً ما أسمع عن حادثتها المؤسفة كلما عرض التلفزيون مقطعًا من إحدى برامجها. ولم أكن على علم بتفاصيل الحكاية قبل قراءتي لهذا العمل الوافي المتميز.

ويبدأ كريم جمال روايته في مطلع الستينات بالحكاية التي لم نعرفها، وذلك مع افتتاح التليفزيون العربي، والاختبارات الأولى للمذيعات التي نجحت فيها سلوى، لتنطلق من خلالها إلى مرحلة جديدة في حياتها القصيرة.

بين الإعلام والشِّعر تعيش سلوى تلك المرحلة من حياتها، وبين هذا وتلك، نعيش معها أحلامها وصراعها للحفاظ على ذاتها الحقيقية بعيداً عن صراعات الشهرة التي يدخلها كل من يعمل تحت أضوائها بإرادته أو رغماً عنه.

ومن خلالها، ندخل حقبة زمنية نعيش فيها كواليس عالم الثقافة والإعلام في تلك الفترة، ونتعرف على بعض أعلامها البارزين ودورهم في تأسيس كيان وليد "التليفزيون العربي" الذي كان مُطالباً بالانطلاق نحو الصدارة بقوة.

انطلقت سلوى مع انطلاقة ذلك الكيان، ودخلت قلوب كل من يراها عبر الشاشة الفضية الصغيرة. ومع كل نجاح، كانت تسأل: "ماذا بعد؟"، "أين أنا؟"، و"هل هذا ما أردته؟"

تجد في كتابة ونظم الشِّعر-باللغة الفرنسية-نفسها التي كثير ما تضيع منها وسط أعباء العمل والتزامات الأسرة. وهي تعرف أن هناك قصورًا يَجب أن يُعَوضَ بالدراسة والسفر والاطلاع، فتسعى باجتهاد للحاق بما قد فاتها.

نندمج كقراء مع الزمن والمكان والشخص، ثم يهبط علينا ظلام المأساة كنهاية موجعة لتلك الحكاية.

يعترف الكاتب بمدى صعوبة كتابة هذا الجزء من الكتاب، وعن أشباح الضحايا الذين لاحقوه أثناء تدوين حكاياتهم، وهذا الألم ينتقل إلى القارئ كذلك. لا سيما حين دون الحكايات المنسية لباقي ركاب الطائرة المصريين، ضحايا الغربة والسعي وراء لقمة العيش. أحلام بسيطة انتهت على يد مجرمين لا يُستغرب منهم الغدر.

أجادَ كريم جمال المزج المتوازن بين الكتابة التقريرية التاريخية والحكي القصصي الذي يتطلبه هذا النوع من الكتابة، دون أن يطغى أحدهما على الآخر كما يحدث في كثير من هذا النوع من الكتابات.
أثني عليه بشدة لحرصه على تضمين حكايا باقي ركاب الطائرة عوضًا عن الاكتفاء برواية قصة الضحية الرئيسية، "سلوى"، ناهيك عن مجهوده الكبير في جمع مادة هذا الكتاب.

أُقيمه بثلاث نجوم ونصف؛ ربما لأنني لم أستطع الاندماج بشكل قوي مع الفصل الذي يخص حكاية سلوى مع الشعر. وأدرك أن ذلك يعود إلى عدم تألفي مع الشعر بصفة عامة.
وأيضاً أنني لم أتعرف على سلوى حجازي كشخص بشكل كافٍ. أحسست وكأن هناك نوع من "التحفظ الوقور" في الكتاب عنها. وبالطبع احترام الكاتب للحاجز الشخصي شئ به الكثير من النُبل ، ولكنه من ناحية أخرى يجعل الصورة بعيدة وغير واضحة.
وتلك معضلة من المعضلات الشهيرة للسير الذاتية، أيتخطى الكاتب حدود الحياة الشخصية لكي نرى الأمور بصورة أوضح، أم يتوقف عند تلك الحدود ونكتفي بما نعرفه من بعيد؟

[كريم جمال · Rating 5 out of 5]

إلى روحَي شيرين أبو عاقلة وسلوى حجازي
رافقكما الضوء ووهج الشهادة.

[Doaa AbdelHameed · Rating 5 out of 5]

كريم جمال عمل شيء مبهر وشديد العذوبة، يليق تمامًا بقصة سلوى حجازي وحياتها ورحيلها. كتابة بديعة ومجهود بحثي جبار!

[Eman Hafez · Rating 5 out of 5]

"كانت حياتها شبه سيرة كاملة لعصفور دُوري خطفته الأضواء إلى حدود الشمس قبل أن يُسقِطه الصياد كاتبًا لنهايته ختامًا مأساويًًّّا ممزوجًا بالدهشة والبراءة ومرارة الغياب المبكر."

قد يبدو الكتاب للوهلة الأولى انه مجرد سرد لحياة "سلوى حجازي" لكنه في الواقع مرثيّة حزينة ورقيقة لحياة إنسانة كانت أخف من النسيم في مرورها على الدنيا..

كنت عارفة نهاية حياة سلوى من قبل ما أبدا القراءة لكن مع رفقتها خلال صفحات الكتاب حسيت في النهاية إني بفارق صديقة حبيتها وعاشرتها وشفتها حيّة قدامي وجزء كبير من الشعور ده نابع من صدق وإخلاص "كريم جمال" اللي هتحسه في كل سطر وكل كلمة.. يبدو إنه مش مجرد باحث في حياة سلوى لكن كأنه ترك جزء من روحه في الكتاب..

ومع ختام الكتاب وذكر ضحايا حادث الطائرة الليبية تخيلت إنه سلوى كانت هتحب إننا نفتكرهم معاها.. نعرف اسمائهم وصورهم ولمحات من حياتهم.. كان ختام حقيقي يليق بسيرتها..

أحبُّ أن أموتَ في هدوءٍ
كشمعةٍ
تلألأتْ طويلًا
أخيرًا
كيومٍ انقضى
مرَّ وتركَنا بلا ضوضاءٍ
أخشى هذه الحياةَ
أخافُ أن أتألَّمَ
ألَّا أتحمَّلَ المعاناةَ!

—

[Heidi Amar · Rating 4 out of 5]

الكتاب خلاني أعيط لكن في ملاحظة دايقتني
مراجعتي للكتاب في الفيديو:

https://youtube.com/shorts/W_HcmlucHp...

[Mahmoud Ezzat · Rating 5 out of 5]

مبدئيا كده الكتاب ده مش هصنفه كاسيرة ذاتيه لانه مش بس بيتكلم عن شخصيه لا هو بيتكلم عن رحلة طياره مدنيه اسقطتها طائرات الفانتوم قبل شهور قليله من اكتوبر ٧٣
الكتاب الي انا مصدقت صراحه انه نزل مش لانه ل كريم جمال الي كاتب "ام كلثوم وسنوات الانتاج الحربي" كمان لانه بيتكلم عن مذيعة شابه من اول المذيعات الي طلت من شاشه ماسبيرو وشاعره بتكتب دوواين بالفرنسية، ونهاية مأسويه فوق رمل سينا بنار الفانتوم الكتاب ممكن نقول انه مقسوم لنصين النص الاول بيحكي عن تاريخها بدايتها كا اعلاميه وحوارتها مع نزار قباني وام كلثوم وغيرهم قصائدها وعلاقتها من شعراء مصر احمد رامي صالح جودت ومشروعها مع نزار قباني ممكن تحس في الجزء ده بشويه ملل بالذات لو انت مش من محبي الشعر ، لكن من اول الجزء التاني الي ممكن يبدء من فصل " من اوراق الرحله الاخيرة " يبدء منحني الدرما في الكتاب يعلي وتلاقي نفسك مش قادر تسيب الكتاب اسئلة كتير في عقلك بس الكاتب جاوب علي اغلبها ، مثلا ازاي طياره في طريقه من ليبيا للقاهرة وصلت لسيناء في وقت الاحتلال، هل الاستهداف كان متعمد ولا قدري...الخ
في الفصول الاخيرة الكاتب عمل عظمه بانه اهتم بالناس الي كانوا في نفس الرحله مأساه حوالي ١٠٠ راكب ماتوا بدون ذنب ، للاسف كنت اتمني حوار مع الناجي المصري الوحيد فيصل الشريعي لكن للاسف متمش، الفصول الاخيره فيلم سينمائي مكتوب بجدارة والكتاب مدعم بصور للاحداث والقاءات الي عملتها واهمها في منطقه القنطرة غرب الي مكنتش تعرف انها هترجعلها في النهايه بي كاجثمان ❤

[نوران خالد · Rating 4 out of 5]

تلمس قلبي السير التي تحكي عن كيف كان أصحابها يعيشون في اغتراب رغم الوهج الذي قد یبدو أنهم محاطون به. أجدها سير رقیقۃ وعذبۃ ومثيرۃ للشجون. وهذه السيرۃ هي بالتأكید من أرق وأعذب وأكثر السير التي قرأتها اثارۃ للشجن. ثم تجٸ النهایۃ المفجعۃ للكتاب بشكل عام ولسلوی بشكل خاص لتضع فوق الشجن شٸ من الألم والقهر علی كل شهدا۽ صراعنا مع عدونا الخسیس.

[Marwa · Rating 5 out of 5]

شكرًا كريم جمال،مكسب رائع لينا كاكاتب وروائي،أنا محستش معاه بالملل ولا للحظة،وكأنه يتحدث عن حبيبته/أمه/صديقته،فلم تكن سلوي شخصًا عاديًا بالنسبة لكريم،ولم تعد عاديًة بالنسبة لنا نحن أيضًا،أحببتُ سلوي بمقدار حب الكاتب لها،وهنا تكمن صدق الحدوتة ونقاء السرد.)

[Mai M Ibrahim · Rating 5 out of 5]

جميل اوي وحزين
مكنتش اعرف ان المذيعة سلوى حجازي شاعرة كمان
احلى حاجه ف وجود الكتاب ع اقرألي هي المؤثرات الصوتية وصوت سلوى نفسها ف بعض الأحاديث اللي عملتها

عجبني اوي آخر جزء اللي الكاتب ذكر بعض اللي كانوا موجودين ع نفس الطائرة وقصصهم لنتذكرهم.. لفتة جميلة

الله يرحم الجميع

مجهود جميل ومشكور للكاتب 👏👏👏😌

[مصطفي سليمان · Rating 5 out of 5]

وأَخِيرًا أنَا مَنْ يَودُّ أنْ يَموتَ!
سيدة القمر – سلوي حجازي.


تقول الأسطورة أن لكل منا نصيب في أسمه.. وعلي مدار أستماعي الي الكتاب اللطيف ككاتبه -كريم جمال- كان أسم سلوي يقفز في بالي.. معني أسم سلوي هو ما يُسلِّي ويذهب الحزنَ والهمّ... وهذا هو أنطباعي الأكبر حولها.. أنسانة رقيقة للغاية لدرجة الكسر.. كان لا مفر أن تكون شاعرة.. وأن تحاصرها المشاعر السلبية في كل التفاصيل.. رغم النجاح الساحق.. ولكنها لم تستلم له.. ولا للأفكار السلبية التي تسحب الروح لدرجة الموت.
الغريب أني لم أشعر للحظة أنها كانت تهاب الموت.. حتي مشهد استشهادها كان وهي ممسكة بطفل غريب تأمن خوفه قبل سقوط الطائرة. نهاية تليق بسيدة مثلها.


نوعية كتابات كريم جمال هي مفضلة ليا وكانت غائبة عن الوسط الثقافي العربي.. لأن للفترة طويلة للغاية كان التأريخ لابد أن يحكي بترتيب معين بطريقة معينة مع ذكر الأعمال وفقط.. في كاتبه الثاني أستمر في ثبر أغوار غير تقليدية في سرد سيرة ذاتية لشخصية.. تفاصيل صغيرة للغاية تنسج لوحة عملاقة.. مثل قطع البازل.. اشكال متنافرة ولكن في النهاية تكون شكل واحد.


سلوي كنموذج مثالي لتلك الطريقة الآسرة من الخارج سيكون السؤال من هي سلوي حجازي..الاجابة المعتادة هي مجرد مذيعة لطيفة أستشهدت خلال قصف لطائرة في رحلة عودتها للقاهرة اثناء الاحتلال، لكن الكتاب يحاول أن يجيب نفس السؤال ولكن بطريقة مختلفة.. أن يجعلك تري سلوي.. تتعرف كيف وصلت لكي تكون مذيعة، وكيف كانت تتعامل مع أولادها، وأثر ذلك علي أختيارتها في كل شئ..حتي سفرها الأخير الي ليبيا.. ما هي أحلامها، علاقتها بالشعر، الأفكار التي كانت تعيش لها وماتت من أجلها، من هي سلوي الأنسانة؟

أُحسُّ بالتَّعاسةِ
والْعُزْلةِ تمامًا
بيْنَ ملايينَ يَسْكنونَ الأرْضَ
فيما تَخْنقُني الْمدينةُ
بحاجزٍ مِنْ منازلِها
بعيونِها التي تُطوّقُني كَسجْنٍ
بعَرباتِها التي تُحْدثُ ضَجَّةً
في الْمدينةِ- سلوي حجازي- ترجمة: عاطف محمد عبدالمجيد


الأغتراب الداخلي لا أعلم مدي دقة المصطلح ولكن هذا ما كنت ما أشعره تجاه سلوي.. أو كما يقال بالعامية صاحب الكل وحيد، سلوي كانت متنوعة المهارات أو كانت لا تتوقف عن التعلم والأنتقال من وسيط الي آخر لدرجة أنك تشعر هل هي مشتتة؟ ولكن قناعتي هي أن الأمر طبيعي وخاصة لشخصية مثل سلوي التي تحب الأكتشاف والتجربة، ولكن الواضح أن أكثر ما تعلقت به خلال تلك الرحلة كان برنامج الأطفال.. ربما لبرائتهم، ربما لأن التجربة برمتها كانت تلامس روحها.. تلامس سلوي الحقيقية بعيدا عن الكاميرا.. والضغوط المهنية والحياتية.
في النسخة الصوتية تستطيع سماع بعض لقاءات سلوي مع نجوم مختلف

ين.. ولكن لقاءها مع أم كلثوم كان بمثابة حدث غاية في اللطف وأن تستمع لأهم صوتي نسائي في التاريخ العربي المعاصر وهو بيتكلم بعفوية وأن لم يخلو من الأيجو والكاريزما الساحقة.. أمام معجبة ومذيعة لا تحاول أثارة الجدل، ولا تحاول محاصرة ضيفها، كانت قادرة علي الأنتقال من المواضيع بسهولة وسلالسة شديدة، ما بين الفلسلفة، والأدب، والشعر، والغناء والوطنية وبرامج الأطفال، ثقافة موسوعية تقدم دون أبتذال أو محاولة أستعراض عضلات.. تقدم ببساطة ومحاولة نقل صورة مختلفة عن الصورة النمطية والتي كانت تكرها كما هو واضح أنها مجرد وجه جميل، فرغم جمالها لم تعتمد عليها لأكتساب مكانة في أي شئ لا في عملها ولا حياتها، مع أن النماذج المشابهة كثيرة وموجودة حتي الآن.

وحيدةً أمْشي، كمَنْ يمْشي نائمًا
وفي الظَّلامِ أتْركُ كلَّ أصْدقائي.
أبْصرُ عيونًا ،أتَعلَّقُ بها
عيونٌ تُضئُ في اللا نهاية وأنَا أسْتيْقظُ
على صَوْتِ موسيقى لمْ يكُنْ هذا سِوى حُلْمٍ وُطَانيٍّ
سَبَّبَهُ مِذْياعٌ سَوْداويٌّ.
حلم- سلوي حجازي- ترجمة: عاطف محمد عبدالمجيد


ميزة المؤلف كريم جمال أنه شعر بموجة الشاعرية التي تقود روح سلوي.. فالكتابة رقيقة بسيطة وسلسلة.. رغم المجهود الواضح ما بين الكتب والأرشيف والمقابلات ومحاولة الوصول الي جوانب لم تكن مطروحة من قبل، الوصول الي اجابات لاسئلة لم يفكر أحد في سؤالها.
مثل تلك الروح العذبة لم تكن قادرة علي الأستمرار في تلك الحياة.. وخصوصا في هذا الوقت من التاريخ العصيب في تاريخ مصر المعاصر.. أحباط في الجو، خوف، ترقب.. أعوام الضباب كما كان يطلق عليها.. لذلك النهاية كانت مفاجاة غير سعيدة.


نهاية سريعة لحياة كانت تشي بالكثير، من أحلام، لأطفالها، لبرامج، لديواوين شعر، ولكن الأحتلال كان ليحتمل مثل تلك الأمور.. الجيد أن روحها مازالت تقتص من قاتلها رغم مرور كل تلك السنوات.

سلوي نموذج مصري مشرف حقيقي.. دون أي محاولة منها لتكون نموذج أو قدوة.. كانت تحب لقب ماما سلوي.. لأنه الأقرب لها في كل الأحوال.
ربما كنت أتمني أن أعرف أكثر عن زوجها ودوره في حياتها بشكل أكبر لتكتمل الصورة أكثر

شكرا سلوي علي تلك الرحلة الغنية، الدافئة.
شكرا كريم علي أخذك لنا في تلك الرحلة الروحية الغنية.

أعْرفُ رُكْنًا سِحْريًّا، بعيدًا عَن الْمدينةِ
فلْنذْهبْ لِنراهُ، إنَّهُ مَنْزلٌ رَائِعٌ
هَادئٌ كَصوْتِ الْمسَاءِ.
قريتي- سلوي حجازي- ترجمة: عاطف محمد عبدالمجيد

[Mostafa · Rating 5 out of 5]

على قدر جمال الكتاب والشاعرية المسيطرة عليه، على قدر الحزن الشديد في فصوله الختامية.
شكرا للكاتب على هذه الرحلة الجميلة الحزينة

[Ahmed Elsawy · Rating 2 out of 5]

تجربتي الأولى مع الكاتب في كتابه أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي كانت استثنائية وكنت متحمس جدا لكتابه التاني، لكن المسافة بين الاتنين بعيدة، وهنا مش لحاجة غلط عملها الكاتب، لكن المشكلة كانت في الشخصية اللي الكتاب اتكتب عنها، هي بس شخصية في غاية العادية، مفيش حاجة في حياتها مثيرة للإهتمام -بالنسبة لي- الا لحظة موتها فقط.
يمكن لو حد كبير في السن شوية وسمع عنها او شاف ليها حاجة في التلفزيون كان ممكن يكون الكتاب ذو صلة أو حاجة، لكن بالنسبة لي عديت عشرات الصفحات في النص من الملل لغاية لما وصلت لفصل موتها، اللي الكاتب بذل فيه مجهود كبير.

[يوسف · Rating 5 out of 5]

بسم الله الرحمن الرحيم "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون" صدق الله العظيم
مثوي الشهيدة سلوى حجازي مذيعة التلفزيون استشهدت في سيناء يوم الأربعاء ٢١ فبراير ١٩٧٣

قرأت هذه العبارات عن طريق الصُدفة منذ فترة طويلة أمام مدخل أحد الأحواش بمقابر البساتين، وتساءلت من يا تُري سلوى حجازي؟ وما قصة استشاهدها في سيناء؟ وأخذت أبحث يومها وعلمت بحادث الطائرة المدنية التي قصفتها إسرائيل وقتلت مائة شخص ممن كانوا على متنها في رحلتها من بني غازي إلى القاهرة، تعاطفت كثيرًا مع القصة، وتوقفت معلوماتي عند هذا الحد، حتى علمت بصدور هذا الكتاب في يناير الماضي فقمت بإقتنائه.

ظننت في باديء الأمر أن الكتاب سيتناول الحادث وما يحيط به، وإذ بي أمام سيرة ذاتية عن شاعرة ومذيعة وإنسانة في غاية العذوبة والجمال، إنسانة عاشت حياة تستحق أن تروى وأن يُخلد إرثها الشعري والفني ويحفظ من النسيان في عمل واحد.

أبهرني شعر سلوى حجازي، وتكرار ذكر الموت في قصائدها، وتنبؤها بموتها في سن مبكر في قصيدة (الغربان السود):
أعاني مِن الوسواسِ
أتنبأُ بُمُستقبَلي
أتوقعُه مليئا بالمصائبِ
ومُقدَّمًا عليهِ أبكي
أرى الموتَ مُحدَّقًا بي
بما يروي أن شقاء سُيُولدُ لي
لأن أحبابي ما زالوا أصغَر
من أن يستطيعوا أن يعيشوا بمُفَردهم!

وفي قصيدة (أموت ولا أتعذب):
لو الموتُ يأتي إلَي بلُطفِ
كأوراقِ ريح الخريفِ
تموتُ وتهوي لقاع القرارِ
بدونِ انتظارِ

وفي ديوان أيام بلا نهاية:
أودُ أن أموتَ كشمسِ تغيبُ
بدونِ ضجيجٍ
أودُ أن أموتَ كما ابتلعَ البحُرُ
دونَ وداعِ
بقايا شراعِ

أجمل ما في الكتاب في رأيي هو التطرق للفلسفة الخاصة التي كانت تتمتع بها سلوى وتصاحبها في مشوار حياتها، وجدت بعض التشابه بين ما تشعر به سلوى وما أشعر به أنا على المستوى الشخصي بشكل دائم ولم أستطع من قبل أن أبوح به، فمثلًا تقول:

"أنا دائمًا أحس أني صديقة نفسي! تقريبًا لأنني من طبيعتي لا أحب أن أجلس مع ناس لا يربطني بهم التقاء ذهني أو روحي، إلا إذا كنت أريد أن أهرب من نفسي، وهذا قليل جدًّا."

وعن تفضيلها للعزلة في أغلب الأوقات:
"ولكن سلوى أصرت أن تسير بمفردها كأنها تبحث عن شيء مجهول. احترم الجميع رغبتها في العزلة؛ فهم يعرفونها جيدًا؛ لا شيء يمنحها السكينة غير الوحدة والصمت والتأمل طيلة الوقت."

السيرة الذاتية تناولها الكاتب بأسلوب أدبي، انتهيت من العمل في ٣ أيام ولم أشعر بملل قط، حتى أنني قرأت في أخر يوم ٢٠٠ صفحة في جلسة واحدة تقريبًا، وهذا بعض من العبارات الأدبية التي أعجبتني:

عن يوم تشييع الجنازة
"بدا اليوم كأنه جمعة حزينة أخرى؛ مصلوب وصليب وقاتل، عناصر الجريمة مجتمعة، الزمن وحده يتبدل في القصة، وكذلك الضحية، ولكن يبقى القاتل على مر التاريخ لا يتغير، والمغدور به يسقط غارقًا في دمائه أو محروقًا فوق البقعة المباركة نفسها."

وعن لحظات الموت
"وربما كان عواد مصطفى، المخرج بالتلفزيون العربي ورفيقها في رحلة العمل والموت، يجلس بجوارها صامتًا كعادته دائمًا، يتلو معها آيات مستبشرة عن النعيم والفردوس وأفراح المتقين، يتلو دامعًا وهو يطوف بطرف خياله في وجه ابنته الرضيعة سلوى وهي تحاول الابتسام عندما تلقاه على ذراع أمها في نهاية الرحلة."
لم أستطع أن أمنع نفسي من البكاء عند قراءة هذا النص، ولم يحدث ذلك من قبل إلا عند قراءتي لكتاب "أنا قادم أيها الضوء".

العمل به الكثير من المجهود البحثي، وكثير من الإخلاص والتفاني، فسيرة شخصية سلوى حجازي المرهفة الحالمة وكتابة كريم جمال استحقا بعضهما البعض.

[Asmaa Ghazy · Rating 4 out of 5]

اسم الكاتب/ كريم جمال
اسم الكتاب/ سلوي سيره بلا نهايه
دار النشر/ تنمية
القراءة الكتروني/ أبجد
عدد الصفحات/٣٤٠
التصنيف/ سيرة ذاتية
التقييم/⭐⭐⭐⭐

.......

🌿 نبذة عن الكتاب:

يحكي هذا الكتاب عن امرأة استثنائية سبقت عصرها، تنتمي لعائلة أرستقراطية مرموقة في السلك القضائي، وزوجة لقاضٍ وأم لأربعة أبناء، رغم أنها لم تتجاوز الرابعة والعشرين من عمرها. لم تكمل دراستها الجامعية، لكنها تمتعت برونق ثقافي لافت، وأجادت عدة لغات إلى جانب العربية، ما أهلها لتكون من أوائل المذيعات اللاتي قدّمن برامج باللغة الفرنسية.
مع انطلاقة التلفزيون المصري من مبنى ماسبيرو،
كانت من أولى الوجوه التي أضاءت الشاشة بحضورها اللافت، وثقافتها الرفيعة، التي تميزت بها.
لذلك قال عنها الاذاعي صلاح ذكي حينما رآها لأول مرة في مبني الإذاعة والتلفزيون :
"قطة بلا مخالب ، صوتها حلم ، ثقافتها لا تقاوم
لكن هذه المسيرة المضيئة انتهت فجأة وبشكل مأساوي، حين كانت من ضحايا حادث إسقاط الطائرة الليبية عام 1973 على يد الاحتلال الإسرائيلي

---

🌿 اللغة والأسلوب:

أسلوب الكتاب وجداني يمزج بين التوثيق سيرتها الذاتيه والشاعرة الهادئة.

---
🌿أفكار رئيسية:

ان في العصور السابقة نساء رائدات يجب أن نتذكر هم لأن ما صنعوه ترك أثر عظيما

سلوى لم تكن فقط مذيعة، بل شاعرة ومثقفة وواحدة من النساء القليله التي جمعت بين الجمال والحضور والفكر.

رحيلها مبكرا سؤال يطرح ذاته ماذا لو لم تقتل؟ ماذا كانت ستفعل لو مازالت على قيد الحياة حتي عصرنا هذا؟

---
🌿عن سلوى حجازي:

مذيعة برامج الأطفال والثقافة، لقيت بـ"الملاك"،

درست في فرنسا، وكانت تجيد الفرنسية بطلاقة.

من أوائل من قدموا البرامج الثقافية الراقية، أثرت في جيل بأكمله.

شاعرة نشرت لها دواوين شعر أهمها
(ضوء وظلال باللغه الفرنسيه).

قتلت وهي في مهمة عمل، وكان عمرها 33 عامًا.

أيضا لقبت ب عصفورة ماسبيرو
---
🌿 نقاط القوة:

إحياء شخصية منسية لم يعرفها أحد عن قرب دون وجودها على شاشة التلفزيون المصري

الأسلوب الإنساني العاطفي التي كانت تمتاز به سلوي

الكتاب يركز على الجانب الإنساني والعاطفي والمهني أكثر من الجانب الشخصي .

🌿 اقتباس
❞ فالاثنان كانا يريان أن أقسى ما في الموت هو بكاء الأحبة. لم يكن الموت يبدو لهما شيئًا مفزعًا، بل كانا يريانه نهاية منطقية لحياة تخلو من المنطق أو تمتلئ به أحيانًا. كان أنطوان يتحدث عن الموت كأنه صديق متجهم الوجه قاسي الملامح، ولكنه في النهاية صديق ينبغي أن يستعد المرء للقائه. حين قال لها بهجت أن قصيدتها تشبه المعنى ذاته الذي يقصده أنطوان إكزوبيري في كتبه، أكدت له سلوى ما فهمه، وقالت له إنه لا داعي لهذا الإحساس المفجع من الموت؛ فالموت ليس المأساة، بل الحياة ذاتها هي قلب المأساة، وما يجعل للحياة معنى ربما يجعل للموت أيضًا معنى! ❝

🌿الغلاف

عندما صدر الكتاب، شدتني صورة تلك المرأة التي تتصدر غلافه. لفتت نظري ملامحها الرقيقة، وعيونها التي تخبئ حزنا عميقا، إحساس مرهف بشاعرية خاصة، وكأنها خلقت للفن وأجوائه.
---

🌿 وجهة نظر قارئ:

"سلوى سيرة بلا نهايةليست فقط سيرة ذاتية عن إعلامية جميلة رحلت مبكرًا، بل هو كتاب عن امرأة من زمن نقي، رحلت قبل أن يلوثها الضجيج، وبقيت خالدة في ذاكرة مَن يعرفون الفرق بين الحقيقية والمكر .

--
#قارئة_متمردة
#ريفيوهات_علي_قدـالمقام

[Sherif Elhamawy · Rating 5 out of 5]

سلوي
سيرة بلا نهاية
كريم جمال
تختلف نهايات الأشخاص في تلك الدنيا ..
بالطبع الجميع يتراوي تحت التراب مهما طال العمر تاركا من خلفه الاهل و الاحباب و الأملاك و أيام الحزن و أيام السعادة ...
في لحظة الموت الكل سواء و لكن تختلف الناس فيها بينها فيما بعد الموت ...
كيف عاش و ماذا سوف يحمله معه من حسنات او خطايا و هذا في علم الغيب و لا يحكم فيه الا الله سبحانه و تعالي ...
و لكن يبقي ماذا ترك من خلفه و لا اقصد المال او الأملاك التي تنفع الورثه و قد تكون سبب لصراعاتهم و افتراقهم و التي قد تصل الي ساحات القضاء و ربما تصل الي ابعد من ذلك بكثير ...
ماذا ترك من سيرة هذا هو الأهم....
الانسان يموت و سيرته قد لا تموت اذا كان صاحب علم او معرفه أفادت البشر او كان يملك قلب و نفس صافيه احتضنت الاهل و الأصدقاء او كان صاحب رساله جاهد من اجلها و اتت ثمارها في حياته او ربما بعد مماته ...
المهم السيره لا تموت ...
قد تختفي السيرة في اوقات ما نتيجه لظروف الحياة و احداثها التي لا تنتهي و لكن ابدا لا تتواري طالما هناك اصحاب أقلام و ضمائر قررت ان تعيد للذاكرة سيرة أشخاص تستحق ان تكون حاضرة من وقت لآخر ...
سلوي حجازي فتاة لم تكمل تعليمها الجامعي لظروف زواجها مبكرا و تلك كانت عادة العائلات المصريه خاصه الارستقراطيه في ذلك الزمان ..
تقدمت للعمل بالتلفزيون المصري متذ بدايته عام ١٩٦٠ و هي زوجه القاضي الجليل و ام ل٣ أطفال و كل مؤهلاتها شهادة الثانويه من ليسيه الحريه و ايجادة اللغه الفرنسيه و الأهم وجه بريء و صوت رقيق ...
حبها و شغفها للشعر و الفن التشكيلي اضاف لشخصيتها الكثير من الرقه و النعومه في التعامل مع الآخرين فاستطاعت ان تجد مكان مميز قي عملها و بين زملائها و تلك الصفات اعطت لها فرصه لتقدم برنامج للأطفال باسم عصافير الجنه اقتربت من خلالها بكل عائله مصريه لديها طفل يتابع ماما سلوي ...
لم يتوقف طموحها عند برامج الأطفال بل قدمت برامج حواريه مع نجوم المجتمع في كافه المجالات و قدمت برامج اخري تواكب بها الاحداث خاصه بعد هزيمه ٦٧ و اصرارها علي زيارة مدن القناة و نقل آثار النكسه علي المدن و علي أهلها لتفاجأ جمهور التليفزيون انه هذا الوجه الملائكي و الصوت الرقيق يحمل في قلبه ألم الهزيمه و لكن بأمل النصر القريب ...
و تبدأ سلوي حجازي تلبي مهام عملها في السفر خارج مصر لتغطية بعض الاحداث العامه مثل مرافقه ام كلثوم قي رحلة باريس او السفر من أجل تبادل المعلومات و المساهمه في تطوير برامج تليفزيون بلاد شقيقه مثل ليبيا ....
رحله ليبيا هي النهايه لتلك السيدة الرقيقه التي اكملت عامها الأربعين متذ ايام قليله نن سفرها في فبراير ١٩٧٣ ...
اثناء العودة علي الطائرة الليبيه الي القاهره و قبل دقائق من الهبوط حدث عطل مفاجيء في اللوحات الرقميه للطائرة و ارتعشت كل مؤشرات اللوحات الرقميه و فقد الطيار الفرنسي قائد الطائره السيطره علي مسارها الصحيح نحو مطار القاهره للهبوط و فقد القدرة علي التوجيه الآلي لها ليجد نفسه أصبح في سماء الضفه الشرقيه المحتله ليجد ٤ طائرات ميج تحمل العلم الاسرائيلي تحاوطه ثم تطلق الصواريخ عليها لتصيب مؤخره و مقدمه و كابينه الطائرة الليبيه التي تقل ١٠٦ راكب منهم
" صالح بويصير " وزير الخارجيه الليبي السابق و هو رجل مناضل جاهد من قبل ضد السلطة الاستعماريه و النظام الملكي الليبي و له دور كبير في انشاء حركة فتح الفلسطنيه فضلا عن دوره الهام و الخفي مع المنظمات الفدائيه ... فضلا عن ٩ هم طاقم الطائره ....
فقد التليفزيون المصري في تلك الحادث مذيعته الرقيقه سلوي حجازي و مخرجه المبدع عواد مصطفي ...
ماتت سلوي حجازي تاركه من خلفها ديوانين شعر و لوحات زيتيه و ارشيف من برامج الاطفال و برامج حواريه و تغطيات اعلاميه نادرة للمؤتمرات الهامه و الاحداث الجاريه و ثلاثة ابناء في سن المراهقه و طفل عمره عامان
و يبقي لغز اسباب ضرب طائرة ركاب و كان من الممكن اجبارها علي تعديل المسار او الهبوط الاضطراري !!!
و لتبقي سيرة سلوي حجازي ...بلا نهاية

[Qamar Mohamed · Rating 5 out of 5]

" هذه الأضواء كم أكرهها
قيدت حُريتي قيداً عنيفاً
أبعدوها .. أبعدوها .. إنها
شبح يبدو لعيني مخيفا! "


سلوى حجازي

سلوى حجازي كانت فراشة وماتت في السماء.

في بداية صفحات الكتاب، سرد سريع للتحول الذي حدث في حياة سلوى، من ربة منزل بعمر الأربعة والعشرين ولديها ثلاث أطفال، إلى مذيعة في تجربة جديدة على الجمهورية المتحدة بشكل عام، لتواجه سلوى العالم بقلب شاعر. ما بين الشعور بالاغتراب، الوحدة، الخوف من الأضواء، ورغبة حقيقية على اكتشاف الذات، وتغير النمطية. نتبع ذلك التحول والنجاحات المبهرة لها كمذيعة تتمتع بوجه طفولي وحضور خفيف وعقل مثقف استطاع أن يدير حوارات مبهرة مع نجوم كمحمد عبد الوهاب وفيروز ونجاة الصغيرة. ولكن يبقي اللقاء الأكثر امتاعاً هو حوارها الطويل مع الشاعر السوري نزار قباني. ويبقي حوارها مع أم كلثوم هو الأهم لكونه اول مرة تقبل أم كلثوم أن تقوم بحوار تليفزيوني. وربما أكثر فترة كانت تجد فيها سلوى ذاتها على الشاشة كان من خلال برامج الأطفال التي قدمتها. كذلك سلط الكاتب الضوء على سلوى الشاعرة ونجاحتها وتشككها في قدرتها. ولم يختلف شعرها كثيراً عن شخصيتها. فكان منعزلاً سوداوياً ولكن رقيقاً، عذباً، أخضر بألوان الشجر.


في النصف الثاني من الكتاب نتعرف على سلوى أخرى. سلوى البطلة، سلوى القوية، سلوى الشهيدة.

بداية من رحلتها لمدن القناة وتسجيل حوارات هناك في ظل حرب الاستنزاف. وتتصاعد وتيرة الأحداث أكثر وأكثر كلما اقتربنا من تفاصيل الرحلة المشؤومة إلى ليبيا وعودتها التي لم تكتمل لتسقط هي ومن معها كشهيدة فوق أرض سيناء المحتلة وقتها. في جريمة لا تختلف كثيراً عن طبع قوات الاحتلال في قتل المدنيين بدماء بارده وبعدها يبرروا للعالم فعلتهم.

بسرد رائع وقوي يتخيل لنا كريم جمال الأحداث الأخيرة على متن الطائرة المنكوبة التي ضلت طريقها لتذهب إلى مصيرها النهائي. لتتعرض للضرب والهجوم من طائرات -فانتوم- التابعة للقوات المحتلة. ولم ينسى كريم رثاء باقي ركاب الطائرة


ماذا لو لم تكتمل مقاعد الرحلة يوم ١٩ فبراير؟ ماذا لو رحلت مع المجموعة الأولى؟ ماذا لو .. ؟ ولكن الموت كان يبحث عنها كما كانت تبحث عنه.

[Esraa Magdy · Rating 5 out of 5]

سرد وبحث بُذل فيها مجهود رائع بالتوثيق والكتابة الساحرة بالاضافة إلى وصف مراحل النكسة والاستنزاف الحقيقة يُعد كتاب تاريخي. كتاب ملئ بسيرة ملامح بريئة تستحق ان تدوم سيرتها دون نهاية. رأيت وجهها الملائكي عدة مرات بالصدفة في لقطات سريعة في فقرات ذكريات التليفزيون او مشاهد على الانترنت إلى ان قادتني الصدفة منذ عدة سنوات إلى لقاء قديم لصلاح ذو الفقار نجمي المفضل لافلام الابيض واسود.. في البداية تركت القناة من باب الفضول وانا اكتشف جانب جديد في شخصيته كمنتج ولكن انتهى اللقاء بإعجابي الشديد بالمذيعة الهادئة التي تسأل ضيوفها بوعي وتترك لهم مساحة واسعة للإجابة بإنصات محكم بعدها قالت لي والدتي دي سلوى حجازي اسرائيل قتلتها. وبدأ هنا نوع جديد من الفضول حول الحادث وقرأت عنه قراءات عابرة. ولكن في هذا الكتاب أرى وجها مختلف تماما لشاعرة مرهفة حالمة ومذيعة مثقفة ومواطنة تهتم بتقديم برامج ثرية مرتبطة بالمواطنين ومه��مة بهموم بلدها. كنت اتمنى لو يوجد توثيق اكثر لحياتها الشخصية وكيف استطاعت ان تقنع عائلتها وزوجها بالعمل بعد ان اصبحت أم لأربع اطفال وكيف احتفوا بنجاحها المبهر فيما بعد. وعتابي الوحيد جملة كُتبت بمعنى انها كانت تسعى إلى الموت وان كانت بمعنى انها تسعى إلى قدرها، هذه الرقيقة التي كانت تحاول الحفاظ على برائتها واحلامها في الواقع العملي فتعد برامج الأطفال في نفس الوقت مع اهتمامها بشأن العام وانكسارها بظروف النكسة وطبيعتها الشعرية يُمكن ان يغلب على اشعارها الالم والانكسار وشبح الموت او الشعور باقترابه ولكن لن تسعى إليه .. او هكذا رأيتها.

الاهتمام بذكر اسماء الضحايا الاخرين في الحقيقة شئ عظيم جدا(فتلك تحية أخيرة ولعلها تصل)!

[أحمد سعيد سالم · Rating 4 out of 5]

استمعت للكتاب على تطبيق اقرألي وقد نُفذ بشكل رائع فكانت الفصول مدعومة بالعديد من تسجيلات مقتطفات من اللقاءات التليفزيونية لسوى حجازي، الكتاب جيد نفذ إلى روح سلوى حجازي ورسم بالكلمات صورة واضحة لها، من المميزات أيضاً الفصول الأخيرة التي أورد فيها الكاتب قصص المجهولين من ضحايا الطائرة المنكوبة، فقلما ما يهتم المؤرخون بهؤلاء وهذا يحمد للكاتب كثيراً، أعيب على الكتاب شيئين أولهما الملائكية المفرطة التي صورت شخصية سلوى من خلال الأحداث والأراء، وقد أحسست أن الكتاب صنع على غرار أغلب السير الذاتية العربية التي لا تذكر أياً من سوءات الشخص صاحب السيرة ورسمه في هيئة نبي لا يخطئ
المشكلة الثانية أنني وجدت اغفالاً لا شك أنه متعمداً للحياة الشخصية لسلوى، لا أدري أكان هذا ضمن اتفاق أبرمه الكاتب مع أسرتها لسبب ما أم هو تعمد من الكاتب، فلا ندري عن عائلتها الأولى أبيها وأمها شئ، ولم يذكر لنا الكاتب كيف تعرفت إلى زوجها، كيف كانت حياتها الأسرية، فأي ترجمة لشخص أو كتابة لسيرته الذاتية لابد وأن تتعرض ولو في فصل واحد لحياته الشخصية ولا تكون مقصورة فقط على الجانب العملي أو المشهور للناس ولكن في النهاية أشكر الكاتب على جهده المبذول في التقصي والبحث خاصة في الفصول الأخيرة التي تناولت الحادثة رغم عدم خروجي باجابات شافية للعديد من الأمور كالسبب الحقيقي وراء ضرب الطائرة أو لغز اختفاء فيصل الشريعي الناجي الوحيد من الطائرة

[Ahmed · Rating 5 out of 5]

الكتاب ده جميل جدا
انا كنت متخيل انه مجرد سيرة لشخصية مصرية عامة , لكنه اكبر من كده . الحقيقة مشروع الكاتب انه يسلط الضوء على جوانب مخفية من شخصيات مصرية حاجة فى منتهى الجمال , كتابه عن أم كلثوم و اللى عملته فى فترة حرب الاستنزاف و هى ست داخلة فى السبعين مبهر و كاشف لجيل ميعرفش عنها حاجة و قربنى منها اكتر بكتير .
سلوى حجازى اللى تأثيرها اكبر كتير من حياتها و انها انسانة اكبر بكتير من مجرد مذيعة و تأثيرها فى جيل كامل صعغار بكبار كانت واضح جدا.
تفاصيل استشهادها مبكية , و كاشفة ان احنا فعلا بنموت زى ما بنعيش
انا ممتن جدا للكتاب ده و اتمنى فعلا ده يكون مشروع لسير ذاتية عن شخياصا مصرية شهيرة و لكنهم ايضا نفوس عظيمة كانت هتروح سيرتهم و عطائهم من غير التوثيق المبدع ده

[Lamiaa Essam · Rating 5 out of 5]

"لتبقى ذكراها باقية وحية، وتصبح سيرتها أطول من أيامها الشعرية؛ سيرة بلا نهاية"
سيرة ملهمة لشخصية مثيرة للاهتمام، كُتب لها أن تكون استثنائية في حياتها وفي موتها أيضًا.
الكتاب مش بس مهم في موضوعه ومحتواه لكنه أيضًا مهم بسبب كاتبه الذي أجد فيه باحث شاطر ومتمكن من أدواته. بالإضافة لاستخدامه لغة عربية أدبية متقنة تجعل السرد سلسًا، والحكاية مشوقة خالية من أي ملل.
لي كل الفخر بوجود اسمي في هذا العمل حتى ولو كان بمساهمة صغيرة جدا ❤️
وكل الشكر لكتاباتك الملهمة وعملك الدؤوب Karim Gamal

[Youmna Hussein · Rating 2 out of 5]

The research done in this book is very thorough and the effort to gather all this material is remarkable. The final part was the interesting bit and I especially liked how the author paid tribute to and talked about other flight passengers who lost their lives. However, most of the book was a very boring read for me and it was not engaging at all. For me, it seemed more like enumerating some facts/events without giving depth to the characters.

[دينا · Rating 4 out of 5]

أنا كنت محظوظة إني سمعت الكتاب ده على «اقرأ لي»، لأن الكتاب بيتداخل مع تسجيلات حيّة لأم كلثوم ونجاة الصغيرة ونزار قباني وفيروز.
رواية تاريخية مش لسلوى حجازي بس، لكنها كمان بنقل صورة عن فترة كاملة: الستينيات وأوائل السبعينيات.
الصورة الأخيرة اللي بتتناول حكايات الركّاب اللي رحلوا معاها بتبيّن قد إيه حكايات الناس الهامشية اللي جنب البطل ممكن تروى، وليها أهمية، وفيها دراما حقيقية.

[Athar Mohamed · Rating 5 out of 5]

كتابة بديعة ،تضاهي في رُقيها رقت صاحبة الحكاية
رحلة قصيرة مليئة بالأمنيات والأحلام واللمحات الشاعرية الحزينة
لتأتي النهاية مُحملة بالكثير من مشاعر الألم والوجع والحزن والغضب
رحم الله سلوى حجازي وجميع شهداء الوطن
وجعل سيرتهم ومسيرتهم خالدة بلا نهاية

[Wegdan Mostafa · Rating 4 out of 5]

الله يرحمك يا ست سلوى.. كتاب عظيم.

[أحمد الفخراني · Rating 4 out of 5]

كتاب عذب وجميل كأنه رسالة من حبيب مجهول لحبيبة مستحيلة.

[Eyada Ahmad · Rating 4 out of 5]

استمعت الي الكتاب في احد المنصات وعدت الي لقاءتها الصدفة الغريبة أننا مررنا علي نفس المدينة التي ذهبت إليها بعد النكسه وفيما بعد قد تم نقل جثمانها إليها بعد حادثة سقوط الطائر.

[MR · Rating 4 out of 5]

مجهود جبار