"صوت اللطمة على الوجه يعيد عمران من شروده، لم يشعر بألمٍ للطمة، حتى الآن هو ليس متأكدًا أنها كانت على وجهه، صدى صوتها فقط هو الذي أيقظه، جمع «عمران» المبلغ من على الأرض كما أُمر والدموع متحجرة في عينيه. لم يرفع رأسه ليعاود النظر في عيني «مايا». لم يكسره أبوها بل هي التي كسرته هي التي ورطته في كل هذا وفي النهاية لم تدافع عنه حتى ولو بكلمة واحدة بل طعنته ببسمة ولم يعرف عمران قبل هذا اليوم أن البسمات قد تكون أمضى حدًا من السيوف وأشد فتكًا من الخناجر فرحم الله عمران يومها".
تدور أحداث هذه الرواية في 24 ساعة فقط، ترتكز في بنتيها السردية على التفاصيل البسيطة التي تصنع عالمًا واسعًا ومتشعبًا على طريقة صنع لوحات الفسيفساء. «سيرة هشة ليوم عادي» يمكن قراءتها من أي من فصل من فصولها، تعتمد على تكنيك سردي غير مألوف، مستلهم بصورة ما من طريقة المؤرخين العرب في سردهم للأحداث التاريخية من منظور زمني في المقام الأول وموضوعي في المقام الثاني.