يقول : " أفكر كما تخلع فتاة ملابسها . في أقصى حركة للفكر ، يكون هذا الفكر قلة حياء ، بل هو الفحش نفسه "
يجسد جورج باطاي شخصية شبه خرافية ، غدت رمزا للتجاوز المفتوح على المدى الارحب ، هذا البعد الاسطوري للكاتب يعود في مجمله إلى عامل الفضيحة ، فجورج باطاي اسم تألق في عالم الايروسية والمؤلفات الاباحية . يصف ليبريس صديقه المقرب " بالرجل المتعطش إلى النشوة الديونيزية " حيث يختلط الأسفل بالاعلى وتبطل المسافات بين الكل والعدم .هو محاولة تكاد تكون مستميتة للامساك بما يفلت من قبضة المعرفة الموضوعية جورج باطاي راهب فكر متبتل في إستخراج المعرفة ، هاجسه ينحصر في الاحاطة بالانسان التام ، غير المبتور في عنفه وافراطه في فرادته وثباته في انسانيته العاقلة و اغترابه ومجونه تعرضت كتاباته طوال حياته إلى النقد والتجريح والتهم العنيفة خاصة من قبل جون بول سارتر في نص له نشر سنة 1929 وأندريه بروتون 1943 ، هذان النصان لمفكرين بارزين يخلصان إلى الاستنتاج أن صاحب " حكاية العين " ليس مفكرا ولا كاتبا ، بل هو مصاب بمس جنوني يعيش حالة من التوتر الداخلي والتأزم النفسي تستوجب خضوعه للعلاج يكتب باطاي في أخر عدد من مجلة acèphale سنة 1939 : " أنا الحرب " ، ولعله في ذالك أراد الحديث عن صراعاته الداخلية في منعطفات العمر . في ثنايا فلسفة باطاي شعرت لوهلة انه يصف حالتي مع ظاهرة الإفراط في الاشياء والتماهي التام مع التجربة ، يقول : أن يعيش الإنسان الإفراط يعني أن يحاول في الإقامة على حدود ذاته ، في وجود أكثف وعميق الكيان ، و عندما يفقد الإنسان حدودة سواء من صنف كوميدي أو تراجيدي فإنه يعثر على صيرورة الحياة و هي تتدفق على نحو عنيف " يتراءى العشق لصاحب رواية " السيدة ادوارد " ، بصورة غير مألوفة و أكثر غرابة فيصفه : إن العشق الضارب في سحيق الجسد و أوحاله ، المتورط في فحشاء الجنس ومحارمه ، درجة قصوى من التصوف والورع والتقوى . فالذين يتذوقون طعم المتعة الجسدية هم الاكثر نقاوة .. لانهم يعبرون إلى تلك المناطق المحرمة التي تكسبهم براءة حينما يبلغونها ، كاشفة لهم عما هو محتجب عن الأعين التي تكبت ولا ترى .