كثيرة هي الدراسات التي تناولت الظاهرة التيمية بالبحث والتحليل، ولكن الجِدة والجودة والغوص إلى عمق الظاهرة لم يكن بالضرورة صفةً ملازمةً لها. وهذه الدراسة هي واحدة من تلك الدراسات العلمية الرصينة التي تستحق فعلاً التوقف عندها، فالمنهج البحثي الذي سار عليه المؤلف ولّد دراسة عميقة للخطاب المعرفي عند ابن تيمية، ويكفي في تخليق حالة الفضول المعرفي في نفس القارئ أن الموضوع عن “المعرفة”، والرجل “ابن تيمية”.
هذه الرسالة أعتبرها قاعدة الانطلاق، وخارطة الطريق لمن يريد بحث أي جزء من أجزاء فكر ابن تيمية. فهي تُفَسِّر مواقف شيخ الإسلام, وتُحَوِّل فِكْرَهُ اللامرئي إلى بناء مرئي يمكن مشاهدته!
صححت هذه الدراسة عددا من المفاهيم المغلوطة عندي، سواء كانت متعلقة بموقف شيخ الإسلام من بعض القضايا، أو متعلقة ببناء بعض المسائل العقدية.
دراسة علمية دقيقة، خالية من الاستطرادات التي تخرج بها عن موضوعها, بعيدة كل البعد عن الأسلوب الإنشائي، زين أسلوبها لغة بليغة، يقل وجود مثلها في الدراسات الأكاديمية.
أضافت إلي هذه الدراسة الكثير ولله الحمد.
أخشى إن استللتُ شيئًا من تفاصيل بنائها لأضعه هنا, ألَّا أُحْسِنَ تصويره إذا اجتثثته من سياقه! لذا سأرجئ ذلك أو أتركه!
لكن من أكثر الأشياء التي أعجبتني واستفدت منها: التصنيف - الذي في الباب الأخير من الرسالة - لأوجه رد شيخ الإسلام على القانون الكلي في كتابه "درء تعارض العقل والنقل".
كنت سأضيفه لقائمة القراءة ولكن هالني حجمه فارتأيت البحث عن مقاﻻت عنه أوﻻ، فكان من ضمنها هذه المؤاخذات من يوسف سمرين: http://josefsimrin.blogspot.com/2017/... ما جعلني استبعده حاليا حتى يقرر القراء هل إن مؤاخذات سمرين معتبرة فيستبعد نهائيا أم أن في اﻷمر قول آخر ونظر فنعود إليه
هذا الكتاب من الصعوبة بمكان نظرا لمادته وضخامتها وكذا صلب الموضوع وتقسيماته؛ولذلك ينصح قراءة البحث قراءة بطيئة لحد ما،والتنقيب أثناء القراءة في مصادر اهر في جزئية غير واضحة معك.. الكتاب متميز في موضوعه جدا،وموضوعه ومادته يستحق القراؤة والجهد والاهتمام جدا..
ومن العلماء الذين ينبغي الحرص على بيان المنهج المعرفي الذي اعتمدوه في التقرير والرد الإمام ابن تيمية ، لما تميز به من خصائص علمية ومنهجية قبل أن توجد عند غيره، ومن أهم ما يميز ابن تيمية حرصه على التجريد الخالص لما يعرض له من أفكار ، فهو يتكلم عن الفكرة في ذاتها بصرف النظر عن ارتباطها بواقع معين، ولهذا السبب عبرت أفكاره الزمن وأصبحت حية عبر التاريخ، وهذا هو المعنى الذي قصده مالك بن نبي عندما اعتبر أفكار ابن تيمية الترسانة الفكرية للتجديد الإسلامي المعاصر، وهذه الخاصية من التفكير لا تتأتى لكل أحد، بل لا يصل إليها إلا الأفراد، وهي الخاصية التي حرص الفلاسفة على اختلاف توجهاتهم على التحقق بها للوصول إلى اليقين المعلن، وقد كان ابن تيمية مع فرط ذكائه واعتباره المبادئ العقل الأولية على يقين بأن الحي الحقات الذي يمكن أن يصل إليه الإنسان بنظره واجتهاده العقي المحف لا يمكن أن يتعارض مع الوحي المعصوم، فكان ذلك هو الزمام الذي وقفيد بعد توفيق الله تعالى من التورط في كثير من الإشكالات والانحرافات التي حصلت الغيره ممن سلك الطرق التي سلكها، مع يقينا بانه لا معصوم بعد النبي صلى الله عليه وسلم .
ما كتبه الدكتور عبد الله الدعجاني في الكتاب الذي بين أيدينا عن المنهج المعرفي عند ابن تيمية هو جهد متميز، وقراءة تستحق التوقف عندها والبناء عليها، وقد انتهى إلى نتائج مهمة ستحدث بلا شك أثرا واضحا في تصحيح كثير من الدراسات السطحية التراث ابن تيمية، ومن يقرأ هذا الكتاب يشعر بمدى الجهد المضني الذي بذله الكاتب للوصول إلى ما انتهى إليه من نتائج جديرة بالتقدير والاهتمام، كما يشعر بثقة الكاتب في تلك النتائج، ولذا تراه يذكر حصيلة البحث النهائية وهي ما قرره من المفاهيم الثلاثة المكونة للمنهج المعرفي التيمي، ويشفع وصوله إلى تلك الحصيلة بما يشبه التحدي أن تكون قابلة للتكذيب والدحض، زيادة على كونها منسجمة مع فكر ابن تيمية ، وأنها تملك خاصية القوة التفسيرية لها في تفاصيل فكره. والذي توجه إليه الكاتب من استنباط المنهج المعرفي عند ابن تيمية يحتاج إلى جهود مماثلة، تكمل هذا المشروع المبارك، بدراسة المناهج المعرفية للأئمة الأعلام الذين كانت لهم الأدوار الريادية في تجديد الإسلام وبيان معالمه والدفاع عنه .
تحاول هذه الدراسة أن تقرأ فكر «ابن تيمية»، من حيث أصوله الكلية النظرية ، وتكشفها من جهة إجراءاته الاستدلالية الجزئية ، ويجمع ذلك كله تحليل «منهجه المعرفي»، لكن ما أهمية المنهج المعرفي» في الدراسات التحليلية والنقدية؟. نتبع طرائق التفكير وتمحيصها، وتحليل العقول ونقدها، لا تتم إلا بعد الكشف عن مفاهيمها الفلسفية الكامنة، وأصولها المعرفية الكلية، وتفسير مواقفها المعرفية والقيميّة، وشرح مناهجها الاستدلالية الإجرائية، وكل هذا يحتويه «المنهج المعرفي الذي هو ـ كما سيتقرر في المدخل - عبارة عن «النسق العام المُكوّن من مفاهيم كليّة فلسفية، ذات سلطة منهجية في توجيه تناول الباحث الحقيقة، وفي تفسير مواقفه العلميّة، تكون له بمثابة العين القُرّة، تمدّه بالقواعد والضوابط والمفاهيم والحجج، في حالتي التقرير والنقد العلميين». ويمكن إجمال أهميّة «المنهج المعرفي» فيما يلي: الأول: حاجة المناهج الاستدلالية إليه، في توفير الدعائم العلمية تقريرا ونقدًا، إذ هو المولد لها والضامن العلمي لقوتها. الثاني : افتقار الباحث إليه في فهم الحقيقة العلمية، فهما واضحا، وفي انقدها نفدّا عميقا، سواء أتعلقت بمواقف علم من الأعلام، أم بمدرسة، أم بتار فكري، في المنهج المعرفي ا يُوسّع للباحث مدى الرؤية والصور، ويُورثه فهما الأبعاد مختلفة للظاهرة الواحدة الثالث : أبوّة «المنهج المعرفي، العلمية والثقافية لجميع المعارف والعلوم على اختلاف طبائعها، فكل العلوم ما هي إلا ثمرة له، فليس هناك علم ومعرفة ، إلا من خلال إدماجهما في إطار أشمل من إطارهما، وتأطيرهما بمنهجية تبني وترتب قضاياهما ومسائلهما على وجه مثمر مفيد، منسجم مع رؤيتهما الفلسفية الوجودية والمعرفية . ولذلك كان محور الثورات الثقافية والعلمية، يكمن في مناهجها لاني مسائلها وقضاياها، وهذا ما وقع للثقافة الغربية، لما تحوّلت من الفلسفة اللاهوتيّة الكهنوتية، والمنهج المثالي الأفلاطوني والأرسطي، إلى الفلسفة المادية والمنهج التجريبي الحسي.
جاءت الدراس محاولة تفسير مواقف ابن تيمية العلمية لا حكايتها، متتبعة جذورها المعرفية، شارحة رؤيته المنهجية ، متوفّية مواطن القصور والخلل في الدراسات السابقة ، فكانت ـ في ظني بقدر جهدي - مستوعبة أصول منهجه المعرفي، تكاد تستقصي مفاهيمه المنهجية ذات الأثر الجلي في فكره، مع إحكام نسقها وتعزيز دعائمها بثلاثة مفاهيم كليّة، انتظمت مباحث الدراسة ويها اسقت وتألفت. لم يكن هم تلك الدراسة تحرير المسائل، بقدر تحقيق الدلائل المنهجية المولدة لها، وليس غرضها الجزئيات إلا بقدر الوصول إلى الكليات، وتلك طبيعة البحوث المنهجية، وبهذا فإني أفترض في القارئ الكريم الإلمام سلفا بالمسائل والقضايا التي كانت هدفا لنقد «ابن تيمية»، ومثارا للنقاشه ، ولو كان إلماما مجملا ، حتى تكون الاستفادة من هذه الدراسة أبلغ، وعوائدها المنهجية على القارئ أنفع راعي المؤلف في قراءته المنهجية لفكر ابن تيمية سياقه الثقافي، فلم يشأ إقحامه في مشكلات عصرنا الفلسفية والمنهجية والمعرفية، إلا من خلال الإشارة إلى القدر المشترك لتلك الإشكالات القديمة والحديثة، ومع ذلك تطلع المؤلف إلى القراءة الإبداعية التي تتحسس والتتبع المعاني المخبوءة ما بين
السطور، وتلاحق المفاهيم الكامنة وراء النصوص والمتعلقة بأهدابها ، لا أزعم بأنني بتلك القراءة قدمت صورة نهائية لفكر ابن تيمية، فمهما يكن ستظل هنالك مستويات أخرى لقراءته قراءة إبداعية، وذلك لشرائه المعرفي والمنهجي في ظلال المنهج المعرفي هدفت الدراسة إلى سبر مراحل البناء المعرفي والمنهجي عند ابن تيمية، ومن ثم الوصول إلى صورته الحقيقية العلمية المتمثلة في صورة البناء والإنشاء، وهذا يدعو إلى الحذر من اختزاله في صورة الهادم الناقض، فإنها صورة نمطية خادعة روج لها بعض الباحثين دون وعي، في إطارها يغيب فكره الإبداعي، ويتلاشى مشروعه الفكري، وتضمحل رسالته العلمية ، لكنه بان قبل أن يكون هادمًا، ومنشئا قبل أن يكون ناقضا. تسعى دراستي إلى إثارة التساؤلات المنهجية المتعلّقة بفكر ابن تيمية»، وتحاول الإجابة عنها ضمنا واستقلالا، من مثل: س1: كيف بني ابن تيمية » نظريّاته في المعرفة والمنهج؟ س2: كيف هدم النظريّات الفلسفية والكلامية المعارضة للعقل والنقل؟ س3: هل بالإمكان استثمار منهجه وتوظيفه ، في حل بعض المشكلات الفلسفية المفتعلة قديما وحديثا، التي كانت أصولا لأغاليط منهجية وعقدية ، مشكلة الكليّات» و«السببية والاستقراء والعلاقة بين العقل والنقل»، والمشكلة المعنية وما يترتب عليها، مثل: «التأويل» و«المجاز المتمثلة في القراءات السيميولوجية » كالبنيوية والتفكيكية»، وكل مشكلة العلاقة بين العقل والغيب ؟. نهج المؤلف في عرض هذه الدراسة منهج التحليل والتركيب ، كما هو واضح من عنوانها، تزامن ذلك النهج مع عملية تأمُل طويلة، سبقها خصّ مُضن لتراث ابن تيميّة الواسع الشاسع، فلم تكن مهمة الباحث سهلة المأخذ، يسيرة المسلك، إذ واجهته عقبتان : الأولى : غياب النّسقيّة المفنَيّة من مؤلفات «ابن تيمية»، فقد كانت متقطعة النسق الفني - وإن كانت ظاهرة النّيّة المعرفي بوضوح - لأنها كانت مرتبطة بالحوادث الظرفية، فغالبها فتاوى أو من جنسها، لم يراع فيها النظام التأليفي وسأشير إلى تلك الطبيعة التأليفية في مدخل الدّراسة
الثانية : تواري كثير من مفاهيمه المعرفية، إذ كانت مستبطنة في بحوثه النقدية، فلم يقرر منهجه ال��عرفي ابتداء، بل من خلال سياقات نقده المخالفين، ولذلك كانت وظيفة الباحث البحثية استلال تلك المفاهيم، والتقاطها من مواقفه، والتنقيب عنها في استطراداته، وهذه ليست بالوظيفة السهلة أبدًا، فلربما وجد ـ وقد وقع - جملة في سطر أو أقل، تشير إشارة بالغة إلى أصل أو مشكلة معرفية كبرى، وهذا لا يحتاج إلى جمع وحفظ ، بقدر ما يحتاج إلى تأمل و تدبر . ثم بعد تحليل مواقفه وأفكاره، والتقاط المفاهيم المركزية المؤثرة في منهجه، أعد الباحث تركيب تلك المفاهيم وتأليفها ، للوصول إلى المفاهيم المعرفية الكلية الكامنة وراء تراثه النقدي، فتجلت للمؤلف في مفاهيم ثلاثة، عليها شيدت الدراسة، وبها تدرك فلسفتها، وهي: المفهوم الأول : الفطرة المعرفية . المفهوم الثاني : الواقعية المعرفية . المفهوم الثالث : الوحدة المعرفية . لكل باب من أبواب الدراسة مفهوم كلي، تلك المفاهيم الثلاثة هي التي حددت نسقه المعرفي، وبذلك كان هيكل الدراسة وخطتها إجمالا .
أرى أن لهذا الكتاب قيمة أخرى غير عرضه لمنهج ابن تيمية المعرفي، وهي كونه مدخلًا لكثير من القضايا الفلسفية والكلامية التي دار حولها الكثير من الجدل والأخذ والرد، فكون الكتاب كُتب بلغة عصرية+إجادة الكاتب إيصال المعنى وعدم بخله في الشرح والإيضاح=جعله مدخلًا مميزًا لكثير من القضايا-كما أسلفت- التي قد يعسر فهمها مباشرة من الكتب التراثية خصوصًا للمبتدئين نظرًا لصعوبة اللغة التي كتبت فيها تلك الكتب
فحتى لو لم تكن مهتم بابن تيمية ومنهجه المعرفي=سيهمك هذا الكتاب إن كنت مهتمًا بالشأن الفلسفي والكلامي عمومًا، تستطيع ببساطة مراجعة الفهرس ثم القفر إلى تلك المواضيع وستجد ضالتك
قد يكون انطباعي هذا حاداً ومتطرفاً، لكن هل يعقل أن يُكتب كتاب بهذه الضخامة في الكشف عن منهج ابن تيمية المعرفي ؟ فمن قرأ في كتب ابن تيمية وتضلّع منها، ربما يستفيد الترتيب فقط، وإلا فأغلب ما ذكر يتأصل في نفس القارئ لكتب ابن تيمية، حتى أنه يتشرب أسلوب وطريقته، وأما المبتدئ فدون قراءته هذا الكتاب خرط القتاد. هذا الكتاب وما يشبهه هو من قبيل تأطير التنظير، فهذه المسائل التي تُبحث في نظرية المعرفة هي ما يرسخ ويستقر في ذهن المتعلم شيئاً فشيئاً حتى تستحكم في عقله على هيئة ضوابط وقيود بدهية، يصح أن نسميها بالمَلَكة، فما فائدة التأطير والمقبل على العلم لم يخض غمار المعرفة بعد. إني أرى هذا ترفاً زائداً لا حاجة إليه، وأن الاشتغال بالعلم وتحصيل المعرفة يُورث هذه القواعد والضوابط الذهنية وزيادة، دون الحاجة إلى تدوينها بهذه الضخامة والتنظير ورفع العتبة عالياً. قد يعترضُ معترضٌ بأصول الفقه، فنقول: إنها جاءت تابعة للعلم الأصلي والمعرفة العملية وهي الفقه، فمن تضلّع من الفقه وتشرَّبه يلزم منه أن يكون ذا قواعد وضوابط محكمة، فليس كل من درس الأصول نظرياً يلزم من أن يكون فقيهاً. وليلحظ القارئ أن تنظير ابن تيمية جاء في سياق عملي، فهو لم يتكلّف أن يُفرد هذا التنظير رأساً كما هو شأن هذا الكتاب. إن هذا التنظير كمثل الفلسفة التي لا تفيد في بعض مسائلها الذكي ولا ينتفع منها البليد. وهذا التشديد في الإنكار لا يلزم منه نفي الفائدة بالكلية، إنما الإنكار على الإغراق والتفصيل. كأن الكتاب كُتب بدرجات متفاوتة من الكتابة، ما بين الوضوح والغموض والاسترسال والاقتضاب والتشتت أحياناً، وكأن أشخاصاً كتبوه وليس كاتباً واحداً.
تأصيل عميق لمنهج ابن تيمية رحمه الله في المعرفة. حصيلة بحثه النهائية هي أن منهج ابن تيمية المعرفة تتكون من ثلاثة مفاهيم أساسية: الفطرة المعرفية، الواقعية المعرفية والوحدة المعرفية. حاول الكاتب استخراج أصول فكر ابن تيمية النظرية. وبذل جهدا مضنيا في هذا الصدد. في الكتاب تقسيمات وتفريعات كثيرة، يحتاج القارئ إلى أن يقرأه قراءة بطيئة متأنية ليسبر غور الكتاب. يعيب على الكتاب طول نفسه في أول الكتاب أثناء عرضه للفطرة المعرفية ثم اختصار مفهوم الوحدة المعرفية في آخر الكتاب. أما فكرة الكتاب فيمكن توجيه النقد إليها من حيث إسرافها أحيانا في التنظير وتأطير التنظير. فقد تكلف في التنظير كما ظهر لي أثناء القراءة، وإن كان هذا التنظير ممتعا ومناسبا لعرض الأفكار إلا أنه يكون من الترف البحثي في بعض الأحوال. وفي الكتاب محاولة للتوفيق بين فكر ابن تيمية والمفكر كانت في موضوع مصادر المعرفة، وهذا إن كان فيه نوع من الصحة إلا أنه يحتاج إلى بحث أكثر لإثبات مثل هذه الأشياء. وبالمناسبة، ينصح بقراءة كتاب يوسف سمرين جنبا إلى جنب هذا الكتاب، ففيه بعض النقود الموجهة إلى هذا الكتاب. وأختم بأنه كتاب قيم وفي تحليل دقيق ورائع، والمهتمون بفكر ابن تيمية أنصحهم بقراءة هذا الكتاب.
كتاب مطول في المنهج المعرفي الذي استقراءه المؤلف من فكر ابن تيمية وكتاباته، ويعد هذا الكتاب بمثابة تقدير للفكر التيمي الذي يعد اعجوبه في زمانه والحاضر ،
ولاكن هناك اشكالية عدم تناسق أسلوب كتابه في الكتاب حيث كل فصل وآخر يعطيك طابع بأن هناك اكثر من مؤلف ،ويمكن يرجع هذا الاختلاف بأن المؤلف اخذ فترة طويلة في تأليف الكتاب وتغير أسلوبه في الكتابة
للتو أنهيت قراءة شهر كامل لهذا الكتاب، شكراً للكاتب على اجتهاده واخلاصه في عرض منهج ابن تيمية وتفصيله وتحليله.. الكتاب مدخل لفهم ابن تيمية وفكره.. خلافاته وحججه ضد خصومه..
الحمد لله انتهيت من هذه الدراسة الماتعة، وهي دراسة تأسيسية رصينة تبرز قوة منهج ابن تيمية واتساقه مع العقل والنقل والحس، وتفند المغالطات التي وقع فيها الكثير من الفرق الإسلامية وغير الإسلامية.
الكتاب نتاج جهد ضخم من حيث جميع النصوص وعرضها, لكن فيه نواقص كثيرة لعل من أبرزها هي الإطالة والتكرار وعدم حسن تنظيم المباحث والحشو وكذلك متابعة ابن تيمية القذة بالقذة وكأنه معصوم رغم وضوح خطأه في مسائل معينة, وعدم التحرير الدقيق لبعض مقالات الفلاسفة والأشاعرة .