ستكتشفين حقيقية مرضك الفيس بوكي وستكتشفين أن العريس اشتغلك يافوزية. وفى النهاية ابتسم لعالمك الافتراضي الذي كشف لك عالمك المخفىي فى الحقيقية، ربما تكون فى حاجة للذهاب لطبيب نفسي. ربما تكون أيضا ترجمة لأمراض مجتمعية، لكن فى النهاية يجب أن تبتسم. أو كما أطلقت على أحد الفصول"ابتسم أنت استبن"
كنت أتمني أن نلتقي بعيدا عن كل هذه المعارك ، فوق أرض سلام مستويه بلا طبقات ولا صراعات ....في عصور ماقبل التاريخ ..نلتقي مرتديين وريقات توت بري..لاخلاف في عقولنا علي الجسد ..لا خلافات فقهيه ..لا قضية حجاب ولا سفور ولا عري ..بلا شفرات حلاقة ولا أصباغ ولا عطور تحجب عني رائحة جلدك الأوليه ..حفاه بلا أحذية تقهر خطواتنا ولا صيحات موضه ولا ماركات جوارب تضع كل منا في طبقة ..بلا سيارات ولا زحام يعيق الطريق ..بلا معارك أضطر أن أراك فيها فارسا أعزل أمام بدعة العملات ..
قد تعتقد للوهلة الأولى من الغلاف والعنوان أن الكتاب يسرد فقط بعض رسائل التحرش التي تلقتها "jojo" عبر صفحتها الشخصية فيس بوك. وقد تنتبه لكلمة الغلاف التى قالت فيها الكاتبة:" من أولها كده لو متخيل إن ده كتاب فى علم الزلبحة والسلطعون وعايز تحس إنك مهم وعميق وبتقرا حاجة محدش فاهمها غيرك رجعه مكانه.. لاء يمين شوية.. أيوة هنا". فتظن أنه مجرد كتاب بسيط في موضوعه.
قبل أن تقرأ أريد منك أن تنتبه، أنت مقبل على كتاب ليس عن التحرش فقط، لكنه يدخل إلى سراديب أشياء أخرى لا تقل أهمية فى كواليس عالم المرأة والرجل داخل الفيس بوك.
كتاب "مزة إنبوكس" جاء في 206 صفحة و 26 فصل، وهو عبارة عن لقطات أو مشاهدات عايشتها "jojo" ساعدها فيها عملها كصحفية لتقدم عالم ربما مرت به، لاتخجل فجميعنا سنجد أنفسنا مع"مزة إنبوكس".
اللقطة الأولى سؤال مهم إجابته تشكل كواليسك داخل الفيس،أنت ليه شخص افتراضي؟
ملقتش نفسي هناك قلت أشوفها هنا. عشان بلاقى حد يسمعنى بره الدايرة الضيقة اللي أنا فيها. عشان دى الحاجة الوحيدة اللى أملكها. بحس إنى نجم. بنات..حريم..مرجان.. أول مرة فى حياتي وأنا سليل المدارس الحكومية بنين أشوف كمية البنات دي فى مكان واحد. عشان مفيش هنا مينيمم تشارج. لو بطلنا نحلم نموت. كده أحسن. ولنا في الفوتو شوب حياة. أقولك وماتزعليش. مش أحسن ما أقعد فى بوز مراتي؟ أهو الواحد بيطرى على قلبه شوية. هل وجدت نفسك فى إحدى تلك الاجابات. الآن أنت على موعد مع كشف حساب.
"jojo" حولت تلك الإجابات إلى فصول تحدثت فيها عن أول مسألة تقابلك على صفحة أحدهم،"الصورة الشخصية" تلك التي يضعها صاحب الصفحة كتعريف بشخصه، لكنها تحدثت من جانب إنسانى ككل فصول الكتاب ربما تغفل عنه أنت أيضا وأنت تمرر يدك على صفحات البنات المزز على الفيس.
"عدد رسائل الإنبوكس يتناسب طرديا مع صورة البروفايل، فكلما كانت الصورة جامدة كلما كان الإنبوكس زحمة".
"فيماص بيبول" أو باب أنا عاوز أبقى مشهور. الفيس بوك أصبح يمثل الحلم لشاب عاطل عن العمل ليصبح نجم، أو فتاة ليست جميلة لتصبح"هيفاء وهبي".
"سيبيه يمسكها يافوزية" لو أنت بتدورى على عريس. لكن فى فصل أخر ستدرك فوزية إنه لا يبحث عن عريس."ماتيجي ونجيب مليجي" أو"ممكن نتعرف"أو"عرسان الإنبوكس".
المسألة لم تصبح قصة"jojo" التي تعانى من تحرش الفيس بوك، وهى داخل أربع حيطان فى غرفتها بشقتها في الدور العشرين، في أحد عمارات الحي الراقي، المسألة تحولت لدراسة مجتمعية تكشف عن الكواليس التي فضحها الفيس بوك.
حوائط كثيرة من الخوف تهدمت فأصبحت عزيزى الفيس بوكي أكثر جرأة، وتكشفت الخبايا.
"لو ماعملتش لايك هتتشل فى حواجبك" نوع أخر من الشحاذة ،ممكن نسميه"اشتغلني شكرا". لكن فى نهاية الكتاب ستكتشف حقيقية مرضك الفيس بوكي وستكتشفين أن العريس اشتغلك يافوزية. وفى النهاية ابتسم لعالمك الافتراضى الذي كشف لك عالمك المخفىي فى الحقيقية، ربما تكون فى حاجة للذهاب لطبيب نفسي. ربما تكون أيضا ترجمة لأمراض مجتمعية، لكن فى النهاية يجب أن تبتسم. أو كما أطلقت على أحد الفصول"ابتسم أنت استبن".
الكتاب فيه افكار كتير تقدمية اعتقد ممكن يتبنى عليه مجموعة مقالات معاد صياغتها عن مشاكل مجتمعية ظهرت بوجود العالم الافتراضي فيه تنبؤات بالي حصل مؤخرا على المنصات وتحولها الى ادمان و اداة تسلع الجميع مبسوط بقراءة كتابات أ. جهاد