من أجَلِّ العبادات التي يتقرَّب بها العبد إلى ربه، وينال بها وصاله وقربه، ويسعد بسببها بصحبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه؛ عبادة الصيام.
ولذلك قال عليه أفضل الصلاة والسلام لزوجته التقية النقية السيدة عائشة رضى الله عنها:
{ داومي قرع باب الجنة، قالت: بماذا؟ قال: بالجوع }(1)
وأىُّ عبادة يقوم بها العبد لربِّه لا بدَّ له أولاً قبل القيام بها أن يتفقه فيها، حتى يؤديها كما ينبغي ....
فينال بها القبول من الله عز وجل
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( لا خير فى قراءة إلا بتدبر ولا عبادة إلا بفقه) (2)
وقال بعض الصالحين:
{ علم بلا عمل ضلال ، وعمل بلا علم وبال }
فإذا تفقَّه العبد في دين الله، وعلم ما ينبغي عليه أن يقوم به، ليكون عاملاً بشرع الله، وقام بعد ذلك عاملاً بنيَّة خالصة لوجه الله، وأدام ذلك؛ أحبَّه الله؛ فوهبه رذاذاً من فتحه، وخالصاً من عطاءه، مصداقاً لقول الله تعالى:
( واتقوا الله ويعلمكم الله ) (282البقرة)
وبشرى للعاملين ذكرها رسول الله r فقال:
( من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم) (3)
ولمـاَّ كان لزاماً علىَّ لإخواني في الله والمسلمين أجمعين تبصيرهم بما لا بد لهم منه في شرع الله عز وجل؛ جمعنا في هذا الكتاب الذي لا غِنى عنه لكل مسلم ومسلمة:
- أحكام الصيام الشرعية، مقرونة بأدلتها التشريعية، مع مراعاة التيسير والوسطية الإسلامية.
- وأجبنا فيه عن كل التساؤلات التي يحتاج إليها المسلم المعاصر، والتي هي مستجدات عصرية، لم تُذكر في كتب الفقه القديمة، وأسندناها إلى العلماء الأجلاء المعاصرين، والمجامع الفقهية التي تعرضت لهذه المسائل العصرية، بعد الرجوع إلى قرارات المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية في ذلك.
- هذا وقد ذكرنا السنن والمستحبَّات للصائم، وبيَّنا أهمَّ القربات التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها في شهر رمضان ليفوز من الله بكمال رضوانه، ويحظى منه عز وجل بخيره وبره وإحسانه(4)
- وألمحنا إلى بعض الحقائق التي تتجلى من الله في قلوب عباده الصادقين الصائمين، إلهاماً لَدُنِّيـَّاً، وحِكَماً قدسيَّة، وعلوماً ذوقيَّة، ليشتاق إلى ذلك العاملون، ويحنُّ إلى بلوغ هذه المقامات الواصلون.
أسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم
وأن يمنَّ علينا دوماً برضاه، ويلحظنا بعين عنايته
ويوفقنا لما يحبه ويرضاه
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(1) ذكر في الإحياء للإمام الغزالى. (2) جامع المسانيد والمراسيل، عن ابنِ عُمَرَ رضيَ اللَّهُ عنهُمَا (3) رواه الحافظ أبو نعيم، وذُكر في الفوائد المجموعة للشوكاني (4) وجب علينا التنويه أنه لتتكامل الفائدة والمعرفة فى موضوع مناسبة شهر رمضان وعيد الفطر المبارك فيما يخص خطب الجمعة وبالذات للسادة الأئممة والخطباء والدعاة، يمكن للقارىء الكريم العودة لكتابنا {الخطب الإلهامية : الجزء الخامس: شهر رمضان وعيد الفطر المبارك }. أما من أحبَّ الإستزادة من موضوع البشريات والرقائق الواردة فى الصوم وأفضال شهر رمضان ؛فيمكنه الرجوع إلى كتابنا: {بشريات الفضل الإلهى، قسم الصوم وشهر رمضان}.
المفكر الإسلامى الكبير فضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد عالم من كبار العلماء العاملين نذر حياته وأوقف وقته وجهده وماله لله تعالى يدعو إلى الله على بصيرة بالحكمة والموعظة الحسنة علم من أعلام الدعوةإلى الله تعالى فى القرن الحادى والعشرين ،وواحد من العلماء السائرين على منهاج النبى صلى الله عليه والمتمسكين بسنته والمجددين لفهم أمور الدين بما يناسب ما جد فى هذا العصر من آفات وأمراض ,على منهج أهل السنة والجماعة وعلى نهج الصحابة الكرام ، ومربى فاضل له تلاميذ فى جميع بلاد العالم يربى تلاميذه وأبنائه تربية نبوية على أساس الحب في الله وتقريب الخلق إلى الله والتزام الوسطية الإسلامية المنصفة والاعتدال في الدعوة .حسن الظن بأهل القبلة واحترامهم فرادى وجماعات سلفاً وخلفاً التماس العذر في الخلافات الفرعية والبعد عن الفتن والشكليات تقديم الأهم واغتنام الممكن ، وبذل الجهد المستطاع نصحاً وفقا لقواعد الكتاب والسنة، وحفظ حقوق السلف الصالح.إصلاح الفرد المسلم، والبيت المسلم، والمجتمع المسلم، بالعودة إلى ربانية الإسلام .والتفاهم والصفح والمسالمة والبشاشة