في قلب القاهرة العتيقة، خلفَ الأبواب المتهالكة والمشربيَّات العالية، تنبضُ الحكايات بصوتٍ خافت، تختلطُ على مَرِّ السنين فلا تعرف حقيقتها. في نهاية حكم الخديو "إسماعيل" وبداية عصر نجله "توفيق" تعيشُ "زَهْزَهَان"، في ظلالِ منزلٍ قديمِ يعجُّ بالأسرار. حياةٌ تتأرجحُ بين مشربيَّتها العالية حيث تُراقب عالم الحارة الشعبيَّة بحذر، وبين دروبها حيث الحبُّ مُحرَّم، والخوفُ حارسٌ لا ينام، والمقاومةُ تسري في الأبدان.
في عَطْفةِ الحُوش الخربان لكلِّ جدارٍ ذاكرتُه والأبوابُ تُخفي أكثر مما تُظهر. هناك "أمين" العائد من غربته محمَّلًا بآلام الحنين وأسئلة لا تجد إجابات. و"فضل واسع"، الفتاة التي تحمل جروحها كدِرْعِ وتحارب أشباحَ ماضيها وتتوهُ داخل أبخرة الحمَّام الشعبي. و"حليمة" الجارية التي تبحث عن حياةٍ سُرقت منها ولا تعرف السبب. ونساء أخريات يدفعن الثمن كما يدفع الوطن، وفي الخلفيَّة، يقف "صابر"، المُتمرِّد في عالَمٍ لا يعرف الرحمة، متربِّصًا بلحظة الانفجار.
مشربيَّة زهزهان… رواية عن الحب والخيانة، وعن القوة الكامنة خلف الحكايات، وعن الأرواح الباحثة عن الخلاص.
كاتبة وروائية عملت كمعدة ومراسلة لعدد من المواقع والبرامج التلفزيونية تعمل ككاتبة محتوى عن تاريخ السينما المصرية وتاريخ المجتمع المصري وعاداته شاركت في إعداد فيلمين وثائقيين عن منطقتي الحطابة و سوق السلاح وصلت روايتها الأولى غير المنشورة " أبواب نجية" للقائمة القصيرة لجائزة خيري شلبي عام ٢٠٢٢
صفحة أخرى من تاريخ المحروسة . في حارة من حواري القاهرة في زمن هوجة عرابي حكاية زهزهان بنت الشركسية و رفيقاتها حليمة و فضل الواسع و أم سمير في زمن كانت النساء لا يخرجن الا باليشمك و لا يعرفن العالم الأمن خلال المشربيات. نساء ساعدن الثوار بسرية و عشن الألم و الخذلان كل حسب حكايته . أحداث الرواية نعرفها عن طريق راو عليم مطلع نبدأ معه برجوع أمين شقيق زهزهان من فرنسا و نرجع في فلاشباك على لسان زهزهان لنعرف الأحداث التي تتواصل الى الامام مع انكسارات زمنية الى الماضي و قفزات استباقية للمستقبل على لسان الراوي المطلع و هي أحداث خاضتها شخصيات العمل يتداخلها و تقاطعها بين الخير و الشر ، الوطنية ، العمالة، الحرية و العبودية و البراءة و الخبث . العمل مكتوب بلغة سلسة تتماشى مع الشخصيات و عالمها الداخلي بشكل منسجم . رواية سلسة تجعل القارئ يريد أن يعرف ماذا سيحدث للشخصيات رغم معرفته مآل ثورة عرابي التي كانت جزء مهما و أساسيا من متن الحكاية .
بعد أن تنتهي من قراءة رواية "مشربية زهزهان" للكاتبة المبدعة "شيماء غنيم"، ستشعر أنك مازلت عالقًا في ذلك العالم الأثير وتلك الحكايات الكثيفة، سوف ترى كل شخصيات الرواية يمرون من حولك، سوف تجتر أحلامهم في مخيلتك، وتذوق طعم أيامهم في فمك، وتشم رائحة البيوت والشوارع، تفكر فيما مَرّ على أرض المحروسة، في القاهرة، هذه المدينة الفاتنة، القابعة على ضفة النيل، بحكاياتها وتاريخها وسيرتها، قبل قرابة قرن ونصف من الزمان.
من خلال لغة أدبية عذبة، وصوت سردي بديع، وبناء درامي جذًَاب، وحبكة روائية مُشوِقَة، مضت فصول الرواية برشاقة تحمل بين طياتها حكايات الناس والمكان، في عطفة الحوش الخربان ودرب الحمَّام، بالقرب من سرايا عابدين.
تمضي الفصول الرشيقة للرواية في طريقها، ونحن معها مستمتعون، أربعة وعشرون فصلًا بديعًا، تغلفها نسمات المتعة السردية بتدفقها الشعوري الجميل، وتقطر منها حلاوة اللغة وجاذبية مفرداتها القادمة من قلب ذلك الزمن.
تأخذنا شيماء غنيم في رحلة ساحرة إلى أواخر عهد الخديوي إسماعيل الذي أراد رسم ملامح الحضارة الحديثة لمصر وتقديم الرفاهية المنشودة لشعبها، لكنه اصطدم بالحقائق وغرق في الديون، وأوائل عهد الخديوي توفيق الذي انحاز لغير الشعب وجلب الإنجليز إلى مصر، بعد أن شعر بالتهديد الجديد من الروح الوطنية الوليدة، والزخم المصاحب لظهور أحمد عرابي وحركته المتفاعلة والمتحدية، بعد قرون طويلة من السُبات ومن جلوس المصريين في مقاعد المُشَاهَدة الصامتة.
الرواية تُصَوِر لحظة كثيفة من الزمن في عطفة صغيرة من عطفات القاهرة، تلاقَت فيها أنفس، وهامَت فيها أرواح، ووُلِدَت فيها معاني، وتَضاربت فيها مصالح، وأُجهِضَت فيها أحلام، وضاعت فيها حيوات.
شهدنا زهزهان سليمان الخشاب وأخاها أمين، وشهدنا صابر وحليمة وفضل واسع، عِشنا معهم كل أحلامهم وآلامهم، وتعثرنا معهم في كل إحباطاتهم، واستسلمنا معهم لكل أقدارهم.
على الرغم من الثلاث سنوات الرئيسية في عمر الأحداث (منذ سَفَر أمين إلى عودته) والتي تُمَثِّل حاضر الرواية، فإن الكاتبة قد وَضَعت الماضي والمستقبل أيضًا على نفس الطاولة، في تناسق بديع، يمنح بعدًا إضافيًا للأحداث وامتدادًا ثريًا للسياقات الدرامية.
في الفصل الأول يصل أمين من بلاد الغربة بعد سنوات السفر، التي جرت خلالها مياه كثيرة في نهر المحروسة حدثتنا عنها الفصول التالية، ثم في الفصل العشرين عدنا إلى نقطة البداية، لحظة وصول أمين من سفرِه الطويل، لتتجمع الخيوط المتناثرة مرة أخرى في الفصول الأخيرة.
كنا مع زهزهان من وراء مشربيتها نرقب كل الأحداث، وكان السرد يهيم ويتمايل مثل كاميرا تَجُول بين جنبات المكان لتصفه وتَجُوب داخل أنفس شخصيات الرواية لتخترق أعماقها، هم أناس بسطاء عاديون، أحلامهم بسيطة وعادية، نوازعهم متراوحة بين طرفي الخير والشر، مثل باقي البشر، أحببنا بعضهم وكرهنا بعضهم وحايدنا بعضهم، وجدنا معهم كل التفاصيل، اكتشفنا أن المعاني والأفكار الكبيرة موجودة في التفاصيل الصغيرة.
كانت الرواية تفيض بشخصياتها الأخرى المتنوعة، لكل واحد حياته وحكاياته وعقله وسريرته، سليمان بيه أبو زهزهان، وخديجة هانم الشركسية أمها، ومصطفى زوجها، وأم حليمة وأبوها، والوقاد أبو فضل واسع، وأم نعيمة (الحيزبون) وأم سمير، وشيخ الحارة ومعاون القراقول، والمعلم قمحة واليوزباشي سليمان، ومريم القبطية، والخواجة توماس الإنجليزي، والشيخ عطا الله، وغيرهم.
كما شهدنا وسمعنا أيضًا عن شخصيات حقيقية نعرفها، ألمظ وعبده الحامولي، الخديوي إسماعيل والخديوي توفيق، جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده، أحمد عرابي وعبد الله النديم.
كانت المشهدية الكثيفة حاضرة في العديد من لحظات السرد وصفحات الرواية، في مشهد وصول أمين الذي تكرر مرتين، بحالتين مختلفتين للقارئ في أول الرواية وآخرها، كما وجدنا في الفصول إبداعًا لغويًا غزيرًا، وفتنةً سرديةً فيَّاضة، في لقطات ومشاهد ساحرة، مثلًا عندما كان وعي زهزهان يتماوج داخل سرداب الوهم وفوق منضدة الحقيقة في آخر الفصل السابع، وعندما هامت روحها وفقدت وعيها حين لمست الشجرة في جنينة المندورة في آخر الفصل الحادي عشر، وفي مشهد غُسل وجنازة حليمة، ذلك المشهد العبقري المؤلم، في آخر الفصل الحادي والعشرين، وغير ذلك الكثير.
الأماكن تتغير والناس يتغيرون، حتى أسماء عطفة الحوش الخربان التي تحولت إلى عطفة حوش العرايا أو حارة بير القُتَلا، وصار المنزل وقفًا اسمه وقف حليمة، كانت الأحلام تمضي، ربما لتأتي أحلام جديدة، وكانت الحكايات تتلاشى، ربما لتُحكَى حكايات جديدة، حتى قالت لنا الرواية "حكاية أمام حكاية والناس تصدق ما تريد".
إنها رواية بديعة عن القاهرة وسيرتها، عن الناس والمكان، عن الفكرة والمعنى، عن الأمل واليأس، عن الحلم والوهم، عن رحلة الإنسان في دروب هذه المدينة وهذا الوطن، شَمَمْتُ فيها رائحة عالم نجيب محفوظ وقاهرته، ولكن بروح جديدة، لمحت شخوصًا بريئة وأخرى آثمة وثالثة نزقه، ورأيت لغةً بهية، وسردًا متألقًا، وأسلوبًا فريدًا، وقلمًا واثقًا، لكاتبة شابة قديرة، هي شيماء غنيم.
رواية تدور أحداثها في أواخر عهد الخديوي إسماعيل ، و بداية عهد الخديوي توفيق و ذلك في دروب إحدى الحارات المصرية ، حاولت الكاتبة الجمع بين الحدث التاريخي مع الأوضاع الاجتماعية في تلك الفترة و بين شخصيات الحارة المتباينة في ظروفها و تصرفاتها ، لكن للأسف الحكي كان باهت في معظم أجزاء الرواية خصوصا بدايتها ، و رغم ارتفاع مستوى الكتابة عن الشخصيات في بعض الفصول إلا إنه كان بينخفض بشدة في فصول أخرى ، بشكل ينقصه تفاصيل كتيرة ، و حتى تطور الأحداث لم يكن بالمستوى الكافي لخلق حالة من الشغف و المعايشة لدى القارىء ، و كأن الرواية كتبت على عجل ، كذلك أصابني الكثير من التخبط أثناء القراءة فتارة يكون الراوي زهزهان و تارة كل شخصية عن نفسها خلال نفس الفصل .
تقدم شيماء غنيم شخصيات متخيلة تسكن "عطفة الحوش الخربان" في القاهرة المحروسة. شخصيات مختلفة تمامًا في ماضيها، يجمعها المكان. بعضهم يوحدهم الحلم والمغامرة، وآخرون على النقيض تمامًا.
"مصائرنا متشابكة، ربما يراها كل شخص من زاويته فيتقدم خطوة عكس الآخر، لكننا في النهاية ندفع الثمن جماعيًّا. لا تمييز هنا. هناك قوة أخرى تتحكم وتلعب بأيامنا كالعرائس في أيديها، وليس كما نظن. هذا وقت الاستيقاظ."
في زمن الخديوية المصرية وعلى أعتاب الثورة العرابية، نعايش سيرة الناس وعلاقاتهم والشروط المجتمعية المحيطة. نبدأ بعودة أمين من دراسته في فرنسا ليُكشف لنا أن قدومه يحمل كارثةً ما، تتفكك بعدها الحكاية من بدايتها وتسرد تفاصيلها عبر السنوات، حتى نعود إلى لحظة عودته لعطفة الحوش الخربان (التي صارت "عطفة حوش العرايا").
تدور الرواية حول فكرة بسيطة مكررة، لكن صياغتها فنٌّ بديع.
رواية تأبى الإنتهاء! صاحبتني بأيام صعبة وخلقت بداخلي خليط من المشاعر المتضاربة وكأنما المشربية فتحت على حياتي أبواب من التيه لا أعرف كيف أغلقها! بالنسبة لي هي: #حارة_حليمة التي أُخذت بذنوب لم تقترفها.. اليوم لا أدري من منا انتهى من الآخر؟ أنا أم هي؟! 😞 (لما بتسمع هالغنية فكِّر فيِّ يا حبيبي 🎶💔)
خرجت من هذا الكتاب بمعرفة كاتبة سأنتظر كل رواية تكتبها وقصة رغم قصر عدد صفحاتها فقد جعلتني لا احيد بعيني عنها لجمالها وانسانيتها وشخوصها سواء من احببته او كرهتهم فيها
دايما بقول ان الي فاهم بيريح والي مذاكر بينجح روايه من قلب الحاره المصريه القديمه هتخليك علطول تفتكر مسلسل حديث الصباح والمساء ، فتره صعبه من تاريخ مصر نهايه الخديوي اسماعيل وبدايه عهد توفيق ، زهزهان بنت الشركسيه الي عايشه وبتشوف صعود وهبوط عرابي الخيانه والغدر ودخول الانجليز والمقاومه وقصه حبها الي مش بتكمل اللغه الزمنيه في الحوار والسرد مفهاش غلطه اهتمام بادق التفاصيل والمرادفات والادوات القديمه الي كانت بتستخدم في الحاره. الشخصيات مؤثره جدا صعب تتنسي مفيش بطل محدد للروايه ، في اعتقادي البطل الحقيقي شخصيه " حلميه ". للمره التانيه بعد ربع الرز تقدر تحط الكاتبه الخلطه الشعبيه للحاره المصريه بفن الروايه سريعه مفهاش ملل ولاتطويل وممكن تخلص في جلسه . ٥ نجوم طبعا مرتاحه 💜
تفتح الرواية نافذة على حقبة اجتماعية مليئة بالتناقضات، تكشف فيها الكاتبة عن ملامح الطبقية والعنصرية التي حكمت المجتمع آنذاك، حيث تعالت فئة السادة من الشراكسة والأتراك على الفلاحين المصريين الذين اعتُبروا خدمًا أو أدنى منزلة. من خلال السرد، نعيش صراع الطبقات وتناقضات الهوية، ونشارك الأبطال نضالهم ضد الاستعمار والاضطهاد، وضد كل من تواطأ مع المستعمر.
ما لم يعجبني هو النهاية المفتوحة؛ إذ لم نعرف مصير قصة حب زهزهان، ولا ما حدث لفضل واسع التي اختفت فجأة دون توضيح. كما شعرت أن شخصية أمين لم تأخذ حقها في الأحداث، فكان ذكره يقتصر على المواقف دون تأثير فعلي واضح في الرواية. كما ان الأحداث كانت متضاربة، في بعض الفصول كانت تتطور وفي فصول اخرى لا تدري ماذا يحدث
اجمل ما في الرواية هو غلافها المبهج. زهزهان تمسك مصباح الزيت لتنير الطريق كناية عن محاولتها محاربة الجهل كخطوة أولى في طريق التحرر
الألوان مشرقة وجميلة جداً
-------------------------
التقييم
الدرجة: ٥.٥ من ١٠ المستوى: ⭐⭐⭐ التقدير: متوسطة
-------------------------
* المميزات / نقاط القوة *
- حكاية جذابة على طريقة السير الشعبية
- لغة سردية جميلة
-----
* العيوب / نقاط الضعف / الملاحظات *
- عنصر السرد يثير الارتباك
- الشخصيات لم تحظى ببناء كاف على جميع الأصعدة
- لغة الحوار بالفصحى لم تكن في محلها على الإطلاق
- ختام باهت جداً كحال الرواية بشكل عام
-------------------------
* فلسفة / رسالة الرواية *
محاولة لم يكتب لها النجاح في رأيي المتواضع لتقديم مضمون ذو قيمة. لم اخرج بشيء مفيد في نهاية الأمر
-------------------------
مراجعة الرواية
شخصياً أصبت بالإحباط الشديد والحزن بعد قراءة تلك الرواية للكاتبة خاصة بعد رائعتها الأولى ( ربع الرز ) والتي جاءت مُركزة وذات مضمون هام وجودة ادبية مميزة
( مشربية زهزهان ) باهتة جداً وفي أفضل الأحوال يمكن اعتبارها عمل ادبي كُتب على عجالة ولم يأخذ وقته الكاف كي ينضج. الكثير من المقادير الادبية كانت منتهية الصلاحية ولم تترك مذاق ادبي يُشبع عقل القارىء
* الفكرة / الحبكة *
حكاية سكان عطفة الحوش الخربان ابان فترة حكم الخديوي اسماعيل ولاحقاً توفيق وما جرى عليهم من مقاديير الحياة من ظلم ، غرق في الجهل ، طبقية ، خضوع ، تواطىء وازدواجية المعايير فيما بينهم
تدور الحكاية وفي خلفيتها ثورة عرابي وبداية الاحتلال البريطاني لمصر وانتهاءاً بالمقاومة الشعبية وتبدل الحال وجغرافيا العطفة مع تطور الأوضاع السياسية وتسارع وتيرتها
حكاية اشبه بالسيرة الشعبية تدور حول شخصيات نسائية تباينت طبقاتهم الاجتماعية وجمعهم نفس المكان ، كن شاهدات على عصر حافل بمتغيرات عديدة قلبت حياتهن رأساً على عقب
* السرد / البناء الدرامي *
مشكلة هذا العنصر تمثلت في المخاطرة غير المحسوبة في الدمج بين الراوي العليم والمتكلم. تشتت كبير أصابني اثناء القراءة ما بين ( زهزهان ) الراوية عن نفسها وبين رواية الكاتبة لباقي الأحداث الأخرى الموازية
نخرج من حدث شخصي يمس ( زهزهان ) لنجد انفسنا داخل حدث مواز وبعد برهة نفهم اننا انتقلنا الى اطراف واحداث اخرى
نقطة سلبية كبيرة. الخلط بين النمطين يحتاج الى درجة عالية من التركيز حتى لا يتشتت القارىء وكان من الأفضل اتباع نمط سردي واحد فقط
* الشخصيات *
رغم قلة عددها ، جاء البناء مهلهل والخلفيات غائبة بشكل كبير مما ادى الى دوافع وردود أفعال باهتة وغير منطقية بشكل كبير
شخصيات تفعل ما تريده الكاتبة وكأنها أمور مسلم بها وعلى القارىء ان يتكيف مع الوضع حسب رؤيته
باختصار هي شخصيات اشبه بعرائس الماريونت التي اهترئت بعض حبالها واصبحت تتحرك بعشوائية شديدة وتنتقل من مرحلة زمنية وعمرية الى اخرى بشكل غير مبرر وعلى طريقة جعلوها فانجعلت
شخصيات لا تقنعك ولا تثير حماستك وتعاطفك معها على الاطلاق
* اللغة / الحوار *
- لغة السرد من النقاط القليلة المضيئة في الرواية ككل. بديعة وذات مذاق محبب يعبر بشكل واضح عن الفترة الزمنية التاريخية التي تدور فيها الأحداث. استخدام المصطلحات والتعبيرات التي تعكس اجواء تلك الفترة كان مناسباً جداً وفي محله
- لغة الحوار جاءت بالفصحى وللأسف كانت سيئة ولم تنجح في جذبي او لفت انتباهي. الحوار كان لا بد ان يأتي كاملاً بالعامية الشعبية في رأيي الشخصي. لم استذغ وصلة الردح بين نساء الحمام بالفصحى على سبيل المثال
* النهاية *
ختام باهت جداً لا يترك لدى القارىء اية انطباعات مؤثرة. ربما فقط انتصرت الكاتبة لفكرة محاربة الجهل بالتعليم فهو السبيل الوحيد للخلاص من المستعمر الداخلي الكابس على صدور وانفاس الأمة والذي يمكن اختصاره بكلمة واحدة وهي الفساد
-------------------------
ختام
شخصياً لم اكن ارغب ان يخرج تقييمي بهذا الشكل خاصة بعد رواية أولى تركت بصمة ادبية تشي بكاتبة تملك من الادوات الأدبية ما يؤهلها لتقديم أعمال بمستوى افضل بكثير جداّ عن ما خرجت عليه ( مشربية زهزهان )
كنت متخوفة من وقوع شيماء الكاتبة في فخ التكرار بعد نجاح تجربتها في رواية "ربع الأرز" ولكن مع أول كام صفحة من "مشربية زهزهان" تأكدت إن دي تجربة جديدة ومختلفة تماما عن إللي فاتت، أنا خلصت "مشربية زهزهان" وأنا زعلانة وكان نفسي تكون أطول بكتير، شيماء قدرت تخليني أعيش مع كل شخصية وأشوف الناس في الزمن ده كانوا بيستخدموا مصطلحات وكلمات عاملة ازاي، والبيوت وشكل الحارة كانوا إزاي، حتى القصور وقتها وفرق الطبقات. الستات في روايات شيماء هم الأبطال بجد وهم المحرك الرئيسي للأحداث من وجهة نظري، ورغم وجود أبطال رجالة إلا إن الأدوار النسائية غالبة وواخدة وضعها والحقيقة دي حاجة كنت بفتقدها في أغلب الروايات. شكرًا لشيماء إنها للمرة الثانية وللمجهود إللي بتبذله في البحث عن كل تفصيلة سواء الأشخاص أو المصطلحات.
من ألطف قراءات هذا العام كان العمل الثاني للكاتبة، ورصد فترة تاريخية هامة؛ هي انتقال السلطة في مصر من الخديوي إسماعيل إلى ابنه الخديوي توفيق الذي مهد تصاعد الأحداث في عصره للاحتلال الإنجليزي، ولكن من منظور الأهالي وليس من منظور صناع القرار وسكان القصور. على مدار صفحات الرواية نراقب زهزهان ابنة البيت الكبير من وراء مشربيتها التي رصدت من خلالها صور كثيرة للقمع الذكوري والسياسي والاقتصادي حتى تتصاعد الأحداث على نحو يُخْرِج زهزهان من وراء مشربيتها. لن أنسى أبداً (فضل واسع) التي دامت ذكراها معي لفترة طويلة بعدما أنهيت قراءة الرواية. الصورة من حفل توقيع ومناقشة الرواية اليوم في مكتبة ديوان بمصر الجديدة. #مشربية_زهزهان #شيماء_غنيم
تدور أحداث الرواية في أواخر عهد الخديوي إسماعيل وبداية عصر نجله توفيق في قلب القاهرة العتيقة، حيث لا يُروى التاريخ من مقاعد السلطة، بل من نوافذ البيوت والحارات. المشربية هنا ليست تفصيلاً معماريًا عابرًا، بل مساحة للرؤية والمراقبة، ومنها تُتابَع التغيرات الاجتماعية والسياسية وتأثيرها على الناس العاديين. شخصية زهزهان تأتي كشاهدة على ما يدور حولها، وهو ما يمنح العمل طابعًا تأمليًا. السرد يتنقل بين أكثر من شخصية ومشهد، ما يثري الرواية، لكنه قد يشتت التركيز أحيانًا. رواية تعتمد على الأجواء والتفاصيل، وتناسب القارئ الذي يفضّل التأمل في المكان والشخصيات وقراءة التاريخ من زواياه الهادئة.
تبدأ حلو وبعدين ملل مش بقوة روايتها الاولي الاسم جميل والغلاف اكتر من را��ع ويوعدك بقصة حلوة اوي لكن الملل كان صديقي وقت القراءة لدرجة أن تركتها اكتر من مرة بسبب ملل الأحداث كنت متوقعة رواية حلوة بس خابت توقعاتي