يبدو شريط الكاسيت اليوم أقرب إلى قطعة من الماضي يقتنيها مُحبو «الأنتيكا»، لكن الأمر لم يكن كذلك مطلقًا في سنوات الربع الأخير من القرن العشرين؛ إذ كان يمثل نشاطًا ثقافيًّا وسياسيًّا وفنيًّا واقتصاديًّا ضخمًا؛ لِمَ لا وشريط الكاسيت يقدم عدة خيارات من «البيتلز» إلى «الست»، ومن «أحمد عدوية» إلى «الشيخ إمام» و«الشيخ كشك». ورغم تراجع سطوة شريط الكاسيت وانهزامه أمام ثورة التكنولوجيا والإنترنت، فإن هناك شيئًا مؤكدًا: تاريخ الكاسيت في مصر لم يُكتب بعد. يُقدم هذا الكتاب أول اشتباك مُعمق مع ثقافة الكاسيت في مصر، وعلى مدى ستة فصول يضع شرائط الكاسيت وأجهزة تشغيلها، مستخدميها، في حوار مباشر مع التطورات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي حدثت في القرن العشرين، متتبعًا دخول أجهزة الكاسيت مع المصريين القادمين من الخارج، كما يؤسس لتأصيل مهم حول الصوت والتكنولوجيا والأرشيف بشكل لم يسبق تناوله في الدراسات المعتادة للتاريخ المجتمعي والثقافي في المنطقة العربية. يرصد الكتاب كيف فككت تقنية الكاسيت سيطرة أجهزة الإعلام الرسمية قبل اختراع الفضائيات والإنترنت بوقت طويل؛ لتُمكِّن أعدادًا غير مسبوقة من الناس من المشاركة في خلق الثقافة وتوزيع المحتوى؛ لتتجاوز الأشرطة وأجهزة تشغيلها كونها وسيلة من وسائل الترفيه؛ لتصبح عن حقٍّ «إعلام الجماهير».
مستودع "نستولوجيا " غير طبيعي، كتاب بيخدك من ايدك يفرجك علي مرحله من طفولتك وشبابك عشتها بين اغلفه عمرو دياب ومحمد فؤاد، محلات بيع الشرايط في مول هيلتون رمسيس و uptodate الي كان بعد ملاهي ادهم، الكتاب عنونه خادع لان جوه هتعرف ان الكتاب بيتكلم عن الحياه الاجتماعيه للمصرين في الفترة من السبعينات لبدايه الالفين، من خلال الكاسيت وجمهوره وشريطه وسعي الناس لامتلاك جهاز كاسيت، السفر والغربه والعودة بالجهاز السحري العصابات المنظمه لسرقته والمطربين الشعبين وشرايط تحت السلم ، كميه معلومات وحكايات مش طبيعيه. الكتاب موجه اكتر لجيل التمانيات والتسعينات ويتسحق خمس نجوم ❤
واحد من أجمل الكتب اللي قرأتها في ٢٠٢٥ ورغم أن الكاتب غير نصري إلا انه تناول باستفاضة في هذة الدراسة المهمة ثقافة اتتشار الكاسيت في مصر وبداية عصر إعلام الجماهير وما صاحبه من تأييد واستنكار ومحاولات للسيطرة خلال الفترة من نهاية السبعينات وأوائل الألفينات
كيف يمكن قراءة التاريخ العام من خلال تاريخ أداة فنية مثل الكاسيت؟ قد يكون هذا السؤال هو مدخلي الرئيسي لعالم الكتاب، وقراءة التاريخ الاجتماعي، والأنثروبولوجي لأداة شديدة البساطة، واسعة الإتاحة والتنوع، لكنها عميقة التشابكات والأصوات. في الكتاب يفند الباحث والأكاديمي الأمريكي أندرو سايمون تاريخ الكاسيت في مصر، من منطلق أن تاريخ الكاسيت عبارة عن أصوات وخطوط متداخلة يسعى إلى فهمها بتفنيدها إلى سياقات قابلة للتناول والنقاش والتأمل. الكتاب ينقسم إلى جزئين. في الجزء الأول يتناول الكاتب الجزء المادي من التاريخ عن تاريخ جهاز الكاسيت (مشغل الشرائط) وظهوره في مصر، وانتشاره حتى صار أساسيًا لا تخلو منه المنازل، بعد أن كان حصريًا عن فئة وطبقة محدودة فالمدهش أن التاريخ المادي للكاسيت في المجتمع كان ضمن مرحلة شديدة الحساسية في التاريخ المعاصر، انفتاح السبعينات. ولعل الجهاز الذي انتمى للعائلات العائدة من الخارج خاصة الخليج، ثم للفئات الأكثر شعبية، مع انفتاح حرة التصنيع والاستيراد. ينفتح أندور سايمون في وصف المداخل الاجتماعية لفهم ظاهرة الكاسيت، الذي رافق ظاهرة هجرة المصريين خاصة إلى الخليج، وانتهاء الحرب، والانفتاح الاقتصادي والحراك الاجتماعي. ليركز على ظواهر مثل السرقة، والتهريب وتطور قانون حقوق الملكية الفكرية أما الجزء الثاني فيسلط الضوء على الإنتاج الموسيقي والثقافي، الذي رافق انتشار الكاسيت في مصر، وتقويض سلطة الإنتاج الذي كان حصرًا على المؤسسات الكبيرة نظرًا للتكلفة والقدرة على التوزيع، وكيف رافقت هذه المرحلة موجة من استهجان الفن وحالة تصاعد الفن (الهابط) في مقابل الفن (الراقي) كما تصفها الروايات الرسمية، ثم يعرج أيضًا على القرصنة وحقوق الملكية الفكرية. الكتاب لا يغفل أيضًا ذكر النماذج الرئيسية التي تحملت/تم تحميلها مسؤولية الظاهرة أو كانت طرفًا رئيسيًا في الصراع على الإنتاج الفني والثقافي، ومدى جودته، والمسؤولية الاجتماعية عن الذوق العام. فهو يتناول عدوية كظاهرة فنية كانت في قلب الصراع على الفن الهابط/الراقي، بينما كان نموذج الشيخ إمام هو النموذج الخاص بالرواية الشعبية في مقابل الرواية السياسية مع صدور أغنيته الشهيرة "شرفت يا نيكسون بابا" التي وصفت التهكم الشعبي الشديد على زيارة الرئيس الأمريكي نيكسون في مقابل الرواية الرسمية التي احتفت بالزيارة واحتفال الشعب المصري بها، أما النموذجين الأخيرين، فهما الشيخ كشك، والشيخ عنتر، يدرس الكتاب ظاهرة انتشار الشيخ كشك الذي رافق تصاعد التيارات الإسلامية في المجتمع بداية من السبعينات، والشيخ عنتر قارئ القرآن الريفي الذي واحه اعتراضات كبيرة على طريقة قرائته للقرآن، ومحاربة أرشيف جلسات التلاوة الخاصة به. الأمر الأكثر إدهاشًا هو قدرة اندرو سايمون على تعميق النظر إلى التاريخ من خلال الأشياء، وفهمه للروابط الاجتماعية التي رافقت صعود وانهيار ثقافة الكاسيت في مصر، وهو الباحث الأكاديمي الأمريكي الذي يجلو موضوعًا قليل المصادر، ويكتشف الرواية الشعبية بعربية تعلمها أثناء دراسته. يطرح الكتاب تساؤلات مختلفة، في رأيي الأهم منها هو تقييم التعامل الرسمي مع صعود ظاهرة الإنتاج والتوزيع الثقافي، وإلى أي مدى تتحدد العلاقة بين حرية الفن والمسؤولية الاجتماعية. فبعد أكثر من خمسين عامًا على بداية الكاسيت كظاهرة في مصر، يتعين علينا أن نتأمل وجاهة الصراع الرسمي/غير الرسمي، الراقي/الهابط، ونعيد فهمه في السياق الحالي، وما آلت إليه جوانب قطاع الإنتاج الثقافي.
نحن بحاجة إلى ترجمة المزيد من الدراسات التي تخص الشرق الأوسط من تلك الناحية، التي يُسميها سايمون "التاريخ الحسي للشرق الأوسط" وما الذي يمكن أن يقدمه ذلك النوع التأريخي إلى فهم الشرق الأوسط من جهات عدة، دينه وتاريخه وحياته اليومية، لذلك حينما تُرجم الكتاب كنت سعيدًا ومترقبًا، ومتوجسًا أن يكون نسخة موسعة لأحد نظريات والتر أرمبروست، ولكن سايمون لم يخيّب توقعاتي بجهده في بناء مثل تلك الدراسة اعتمادًا على الأرشيف اليومي والمُهمل الذي تقوده إليه قدماه، واحتماله للأرشيف الحكومي الرسمي المُبعثر، كان محظوظًا بالطبع لامتيازه كأجنبي وبالطبع كانوا الموظفين أكثر رحمة ولطف معه كما لن يكونوا مع باحث مصري، ولكن رغم ذلك لا يمكن أن نختزل جهد ذلك الباحث في بحثه إلى مسألة امتياز لون\جواز سفر.
كتاب جميل جدا والفكرة هي مش فقط تاريخ الكاسيت واغانيه لكن هو بطريقة غير مباشرة هي معرفة التاريخ الاجتماعي لهذه الفترة التي اطلق عليها الكاتب مصطلح ارشيف الظل نظرا لصعوبة الحصول علي الوثائق التي تخص هذه الفترة بجانب عدم وجود ارشيف يتم الاستعانة به مجهود كبير جدا بيوضح التغيرات الاجتماعية وظهورها في الزوق العام للاستماع الي الاغاني التي اصبح تناولها بل عملها اسهل في وجود الكاسيت
In his new book Media of the Masses: Cassette Culture In Modern Egypt, Andrew Simon recounts how, on 12 June, 1974, US President Richard Nixon landed in Cairo for a "tour of peace" in the Middle East. Embroiled in the Watergate scandal at home, many American media outlets branded Nixon's tour as an escape from the turmoil in Washington, dubbing it Nixon's Hijra, a reference to Prophet Muhammad's forced flight from Makkah (Peace Be Upon Him).
Egyptian President Anwar Sadat laid on a big welcome for his American guest with celebrations in the Egyptian media and a throng of crowds lined up in Cairo to greet the US President. Cries of "Welcome to the man of peace!", "We believe in Nixon!" and "Long live Nixon" rang out. It is still regarded as one of the warmest receptions that Nixon ever received during his presidency.
However, while — officially, at least — Egyptians were celebrating the US president's visit, in the shops and streets of Egypt, a song was circulating which painted Nixon's visit in a different light. Sung by one of Egypt's most popular and subversive composers and singers Shaykh Imam, it was a hit: Nixon Baba ("Father Nixon") welcomed the US president with mocking and satirical lyrics. As Simon observes, "Imam… points to Nixon's then 'frail' state and comments on the possibility of him being 'no longer around'."
Imam's song not only demonstrated that not everyone welcomed Nixon to their country, but that a medium also existed which enabled discontented and dissident voices to express their opinions when blocked from traditional media channels. That medium was the cassette tape, an important archival resource for looking at Egyptian social history, argues Simon, because it offers us a glimpse into popular culture and politics.
The rise of the use of cassette tapes coincided with Egypt's economic liberalisation, or Infitah (the opening) in the 1970s under Sadat, when the country experienced greater levels of globalisation, migration and the import of foreign goods. Control of the media has always been a central feature of Egyptian regimes since the 1920s and 1930s, when Cairo controlled and regulated radio stations. According to the author, the easy availability of cassette tapes was a source of anxiety for the Egyptian state and its elites. "Cassette technology decentralised state-controlled Egyptian media long before the advent of satellite television and the internet, enabling an unprecedented number of people to participate in the creation of culture and the circulation of content."
The idea that cassettes could be dangerous features throughout the book. One way used to police the content in circulation remains references to "high class" material opposed to the more common and "vulgar" tastes.
In 2020, the Egyptian Musicians' Union outlawed music called Mahraganat, a do-it-yourself genre popular with the urban working class, who largely produced it too. The genre has always been of concern to the Egyptian authorities; one MP said that it is more dangerous than the coronavirus. Critiques of the music have deep roots with cultural commentators going back to the 1970s and 1980s and bemoaning that Mahraganat represented the decline of Egyptian culture. However, as Simon argues, "From the perspective of many local observers, audiotapes empowered anyone to become an artist, resulting in the diffusion of suspect voices that degraded the ears, the morals, the taste of Egyptians." This led to frequent attacks on both the genre and the technology that enabled it. The "democratising" aspect of cassette tapes was exactly what cultural critics did not like.
Andrew Simon has produced something that is truly niche and yet tells a much broader story. Media of the Masses… enables us to see how what is today regarded as an antiquated medium unable to generate the same kind of cultural fixation that, say, smart devices or even the internet does, can offer an insight into social anxieties at the heart of the development of modern Egypt.
The sense that a country opening up to the world and in some ways opening its soul to global trends while having something it wishes to hide is an all too familiar story. The cassette tapes are archives in their own right of the hopes, fears and desires of late 20th century Arab, Islamic and Egyptian society. Because their content is not a written record in some government-controlled archive, cassette tapes are in danger of being overlooked as a resource. Moreover, they are disappearing due to a lack of adequate preservation. Media of the Masses: Cassette Culture in Modern Egypt is a wake-up call about the potential utility of cassettes in the search for a deeper understanding of the past.
كتاب جميل ورائع جدا ، واهتم بتأريخ فترة الكاسيت بكل جوانبها ، وانها كانت من الوسائل الإعلامية المهمة قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي ، وياريت كتب زى كده دائما