هذا الكتاب محاولة تدبر في القرآن وفي رمضان ... نظرات في المعاني والمدارات والمقاصد ... في علاقة الإنسان بأركان دينه؛ وبالكون؛ وما تحدثه العبادة من تغيير في وعيه بالكون وبالزمن؛ والأبعاد الاجتماعية لهذا الركن من دين الإسلام؛ ومسار الشهر؛ وحكمة العيد؛ ومعني الأمة.
د. هبة رءوف عزت * المهنة وجهة العمل: مدرسة مساعدة العلوم السياسية - كلية الاقتصاد والعلوم السياسية - جامعة القاهرة. * المؤهلات العلمية: :: بكالوريوس العلوم السياسية تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف - جامعة القاهرة - مايو 1987م. :: ماجستير العلوم السياسية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف - جامعة القاهرة - ديسمبر 1992م. وموضوع الرسالة: "المرأة والعمل السياسي: رؤية إسلامية". :: دكتوراه العلوم السياسية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف في موضوع: "المواطنة دراسة تطور المفهوم في الفكر الليبرالي". * الخبرات السابقة: :: معيدة ثم مدرسة مساعدة علوم سياسية - جامعة القاهرة (1987م - حتى الآن). :: باحثة زائرة بمركز دراسات الديمقراطية بجامعة وستمنستر - لندن - سبتمبر 1995م إلى سبتمبر 1996م. :: باحثة زائرة بمركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية يناير 1998م إلى أغسطس 1998م. * الإنتاج العلمي: :: باحثة بالمعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن (فرع القاهرة) في مشروعات: - العلاقات الدولية في الإسلام (1988م - 1995). - التحيز: رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد (1992م - 1993م). - مجموعة تحليل المفاهيم 1992م - 1993م. :: باحثة مشاركة بموسوعة العلوم السياسية - جامعة الكويت (الصادرة 1995) بخمسة مداخل حول الفكر الإسلامي. :: باحثة مشاركة في العديد من الكتب المتخصصة والمجلات والدوريات بالعربية والإنجليزية.
تركز الدكتورة هبة في خطابها الديني الوعظي دومًا على الباطن لا الظاهر، الأصل لا الصورة، الجوهر، لا ما يتبدى في المظهر. ببساطة هي تُعنىٰ بروح الدين. وبالتأكيد غيرها العديد يفعل؛ فمصطفى حسني وعمرو خالد وعلي جمعة، كلهم يفعلون ذلك، باستثناء أن كلهم لا يعلمون الدين إلا كونه مجموعة من الأفكار النظرية الميتافيزيقية فقط. مجموعة تباشير يلقونها في الوجه ليتشدقوا بسماحة الدين، حتى لو حساب هذا الدين نفسه. وكي لا أستطرد فأنسى ما أردت قوله حقًا، نكتفي بأن نذكرهم بالنسيان. تؤكد هبة دائمًا على الجانب الاجتماعي للدين والشريعة. فليس الدين هو الإيمان النظري فقط بمجموعة من العقائد، أو تأدية فردية لمجموعة أخرى من الشعائر. كل ذلك بالطبع جيد، ولا غناء أبدا عنه،ولا يعني عنايتنا بواحد من الجوانب أن نترك الآخر، لكن عند هبة، الدين يسمو عن كونه مجرد "نجاة فردية" هل هنالك نجاة جماعية؟ معظم الفلسفات والأفكار التي مرت وتمر في بال البشر كانت دوما تستهدف نجاة الفرد بذاته. بعضها حاول أن لا يقتصر على النجاة الذاتية، وأن تشمل النجاة المجموع، لكن سرعان ما كانت تؤول الأمور للأسوأ، حيث يسيطر على الفكرة/الفلسفة عنصر ذو طابع استبدادي/شمولي، يستوعب هو وحده الأفكار وينفرد بالتنفيذ وتقسمة المجموع لناجين ومجرمين. على العكس من هذا إنما يكون الدين. فهو يريد النجاة للجميع، حتى - وللعجب - لمن لا يؤمنون بهذا الدين. وبهذا وحده إنما يكتمل الدين. بأن نعي أن جوهر الإسلام هو الرحمة، لا العدل، ولا الحرية فقط. ما الصلاة - الصوم - الزكاة - الحج - التوحيد؟ ما كل ذلك سوى مجموعة من الحركات والتمارين؟ مجرد تنويعات يصدرها الجسم بدون أن يعي حقيقة غاية لها. قد تجد عند البعض أن الحج يساعد على ثبات لا أدري ماذا مما يؤدي إلى لا أعلم أين، وقد تثبت دراسة أن الركوع يعالج آلام البنكرياس، وأن الصوم يقضي على أمراض الكبد. لكن هل هذا حقًا ما استهدفه الأمر الديني؟ الأمر الديني - عند هبة - هو التراحم،والمؤازرة، والإحساس المشترك بالآخر. أن تصوم وتمتنع عن طعامك وشرابك، لا يستهدف أن تشعر بفقر الفقير وعوز المحتاج، لكن لأن تشاركه حالة، حالة مستمرة وأكيدة، وتجربة يخضع لها الجميع ويحسها في نفس الآن. أن تصلي لا يستهدف ضرورة عبادة وتعظيم الله فقط، لأنه غني عن العبادة، ولا يستهدف الارتقاء بقيمك وأخلاقك فحسب، لكن أن تستشعر أهمية أن تكون ضمن المجموع، وتحس جماليته. كل عبادة وشعيرة وأداء، يقوم على عدة نواح: منها ما ينمي وعيك الفردي، ومنها ما ينمي وعيك الجماعي، وخاب وخسر من اكتفى بأحدهم على حساب الآخر. هذا هو الدين، وهذه هي دعوة هبة.
كتاب فكري وتأملي وإنساني، (ولا روحاني) حول معاني شهر رمضان المعظم. فإذا كنتَ تبحث عن استعداد روحاني وشحذ (عباداتي) -إن صحّ التعبير- كما كنت أظنّ فلا تقرب هذا الكتاب.
قلم الكاتبة فيه تميز وذو لغة عذبة قوية بسيطة جذابة. بحكم استطراد المؤلفة وتأملاتها تشعر أن الكتاب له صلة بكل شيء إلا بعنوانه. هنالك فصل عن نعمة الماء وترشيد استهلاكها، وذلك استطرادا في التأمل في الامتناع عن الماء للصائم..
أعجبني جدا آخر فصل في الكتاب (الشعائر الدينية والعيد.. بين اليقين والأيقونة) ويمثلني بشدة. وهو "اختزال المعنى الواسع كي يتم تذكّره واستحضاره في الحياة الاجتماعية اليومية".
أعجبني فصل (وجوه) وهو كلام ليس له صلة -مباشرة- برمضان كأغلب فصول الكتاب..
أجمل اقتباس على الإطلاق: "وحين نتحدث لغة الكون.. ونفهم منطق السنن في الأنفس والآفاق... سيسكن القلب، ويتفكر العقل، ويتناغم الجسد، ويتحقق معنى الوجود".
بصراحة أنا أحب الدكتورة هبة على المستوى الشخصي وربما يظن البعض أن هذا قد يخلق بعض التحيز.. ولكن بالفعل الكتاب كان سلس جدا في القراءة مليء بالخواطر وبالمعاني العظيمة عن شهر رمضان وعن الدين والحياة وعن رحمة الإسلام والنبي (صلى الله عليه وسلم).. معاني عظيمة جدا نعرف أغلبها ولكننا نسيناها تحت وطأة الشأن العام والسياسة والإعلانات عن مسلسلات هابطة.. أو كما تسميها د.هبة (عنف بصري وثقافي مذهل يصل لدرجة الإرهاب).. الكتاب به بعض الأفكار العظيمة لا تنشأ إلا من عقل تشرب بالإحسان والرحمة والفهم والممارسة الطيبة لأخلاقيات هذا الدين العظيم.. أنصح بالكتاب بشدة.. كتاب صغير الحجم ولكنه عظيم الفائدة.. يسمو بالروح والعقل معًا.
في ظلال رمضان.. في أول الكتاب حسيت إنه في ظلال القرآن أكتر ولكن بما إن رمضان شهر القرآن ف مروحناش بعيد.. -أحببت فصول "من أنت؟" ، "رمضان بين ضجيج الصور ومدارج الإحسان"، "الشعائر الدينية والعيد بين اليقين... والأيقونة".
«وأنت.. أنت ذات تناضل اليوم في عالم يموج بالآلات، ضوضاء صوتها ووتيرة سرعتها تفقدك عقلا وروحا وجسدا وقدرتك على التقاط أنفاسك، وتصبح الآلة هي الوسيط بينك وبين العالم وحجابا جديد على الذات يربك من حولك ويجعل محاولة فهم الذات وفهم العالم أصعب»
-الكتاب جيد وإن كنت حبيت محاضرات د.هبة على يوتيوب أكتر بس مش هاحكم من تجربتي الأولى معها في القراءة..
-النصف الثاني من الكتاب أكثر اتصالا بموضوع عنوان الكتاب «إنه استراحه فؤاد... ورحمة ومغفرة وعتق من النار، وليلة قدر خير من ألف شهر...» Sun, Apr 25,2021♥️🌙
من الجميل في باب المطالعة والقراءة اختيار الكتاب الأنسب حسب المكان والزمان والمواسم كما نختارها حسب المستوى والرغبة والغاية والحالة النفسية وما إلى ذلك، وتبعا لذلك كنت أبحث بين العناوين المختلفة التي تناولت شهر رمضان كتابا أستعد به نفسيا لليلة الأولى، وعلى كثرتها لم أتردد لحظة في اختيار هذا الكتاب لأجل مؤلفته الدكتورة هبة التي أعتبرها من خيرة القدوات النسائية التي تمثل المرأة المسلمة أروع تمثيل ولأنني بعد مشاهدتي لبعض مقاطع من محاضراتها تشوقت كثيرا لقراءة حروفها، فكان هذا الكتاب اللطيف الذي حاولت فيه الدكتورة تقديم رؤى ومعان قلّ من يتطرّق إليها من الكتّاب والشيوخ في مستهل الشهر الكريم، خاصة ما يتعلّق بتركيزها اللافت على الأبعاد الاجتماعية والجماعية لشهر رمضان وما يصاحبه من عبادات ومعاملات تميّزه عن غيره من باقي شهور العام.
"إنه استراحة فؤاد... ورحمة ومغفرة وعتق من النار، وليلة قدر خير من ألف شهر. رمضان زمن رحمة ومغفرة وعتق من النار، عشر ثم عشر ثم عشر... تمسح يد المنان على قلوب العباد تفضلًا ويبسط بكفه الزمان عبر منحه الخيرية، فتكون ليلة في رمضان بألف شهر سلامًا حتى مطلع الفجر."
" اللَّهُمَّ ابسط لنا الزمن حتى نعبدك حق العبادة وبارك لنا في أوقاتنا حتى نكون كما أردتنا، وابسط لنا المكان حتى لا يضيق بنا، ولا تضيق علينا الأرض بما رحبت... اللَّهُمَّ اجعل أيام رمضان فيض رحمة في الأزمنة، واجعل عيدنا رحمة في الأمكنة، ووسع على مَن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، يا مَن بيده ملكوت السماوات والأرض، وعنده مفاتح الغيب...،"
د. هبة .. من الناس الذين أحب صحبتهم ورفقتهم لذاتها لا لشيء أخير، هذا أول كتاب أقرأه لها، لكني كنت معها سابقا على مدار محاضرات صوتية متفرقة، وفترة مع منشوراتها في مجموعتها على فيس بوك درس الثلاثاء، ومؤخرا مع مشاركاتها في جروب الوراق على فيس بوك أيضا. أشعر أنها كخالتي أو عمتي، لا أعتبرها كاتبة ولا مفكرة، هي لي كأمي تثرثر وأحب ثرثرتها، وغالبا ما لا أعي كل ما تقول ويخونني تركيزي كثيرا، لكني أحب الألفة والسكينة التي أشعر بها وأنا أسمعها أو أقرأ لها، تنتقل من موضوع إلى موضوع آخر في فقرة واحدة بل في سطر واحد، تتحدث في الشريعة والاجتماع والفقه والسياسة معا، وتفتح موضوعا ثم تغلقه من حيث لا تدري، ورغم ذلك تسحبك كالقارب في نهر كلماتها بكل سلاسة وهدوء.
رغم ذلك سأبخس حقها لو لم أقل أن الكتاب لطيف جدا وخفيف جدا وظريف جدا، حديث ماتع غير طويل عن رمضان في نحو مائة صفحة أو يزيد قليلا، عن رمضان والصيام، عن الكون والزمان، عن الدعاء والماء، عن القراءة والوجود، عن الرحمة والمغفرة والعتق، عما بعد رمضان، وعن العيد الذي هو بعد رمضان.
نفع الله بها وبعلمها، ورزقنا وإياها الأمن والسكينة.
بسم الله..من أين أبدأ الحديث عن هذا الكتاب؟.. أنا إن قرأت كتابا و أعجبني ، يرتجف الفؤاد بداخلي و هي الرّوح من تتحدّث عنه لا اللّسان ، و القلب من يقيّمه لا العقل.. الرّائعة هبة رءو�� عزّت..اكتشاف جديد بالنّسبة لي.. و إنّي أحبّها..و الآن أحبّها أكثر! أتدرون؟ كم هو مفرح ذاك الشّعور عندما يتكلّم قلم غيرك بما يسكن كيانك..لطالما كانت قضيّتي الأولى في هذا الكون التّفاصيل الصّغيرة و المعاني..لم أكن قد عرفت المصطلح بعد..كنت أدافع عنه و أعيش مراده دون معرفة كنهه..ألا وهو المعنى ، حتّى سخّر الله لي من علّمنيه و لست أبخسه حقّه ما حييت.. في هذا الكتاب، في ظلال رمضان..تكتشف أبعادا ومعان قلّ من تحدّث عنها بخصوص الشّهر الكريم..عند ذكر رمضان يتّجه الشيوخ و الدعاة حفظهم الله نحو بيان كل ما يتعلّق بالفرد و ربّه من صيام و صلاة و ذكر وطاعات..ولكن في هذا الكتاب، ستكتشف أن لهذا الشهر العظيم أبعادا أخرى ، فمن فلسفته أن يردّنا إلى فضاء المعنى و الباطن في مواجهة صور الظاهر و المظاهر ، من خلاله نفهم المغزى الإنساني و الأخلاقي و المدني و الإجتماعي و الإقتصادي و السياسي بل و الكوني كما عبّرت عنه الدكتورة هبة.. ففي رمضان، تنصلح البوصلة للفرد و المجتمع، فيه يعي مكانة زمانه وحقيقة وجوده ومعاني خلقه ! اللهم علما..اللهم نورا..اللهم حكمة..اللهم بصيرة !
" فحين نؤمن أن الله منح الإنسان الأمانة وهي الحرية، وأن العدل مسؤلية لأنه عماد الحياة الإنسانية، وأن الرحمة هي الميثاق الغليظ الذي يجب أن يحكمنا حتى في لحظات النزاع، بل في مواجهات الحرب، فإن حياتنا بالتأكيد ستكون أكثر إنسانية وإسلامية مما هي عليه الآن..
تلك هي المعاني التي يجب أن تحكم سلوكنا اليومي، وشعورنا الحقيقي تجاه الآخر، ونجدد الوعي بها لتكون هي في جوهرها معيار التعامل بالفردي والاجتماعي.."
في ظلال رمضان شعيرةً وظرفاً زمنياً يدور علينا كل عام؛ تكتب الدكتورة هبة عن المعاني الظاهرة والباطنة، و عن الغايات التي يجب استشرافها، والنوايا التي علينا تمثلها.. تكتبها بلغة سلسة وعذبة، ومعانٍ عميقة وخواطر رقيقة فيها تستعرض أفكارها بطريقة مباشرة أحياناً حول الشهر والشعائر بشكل عام، ومفهوم الجماعة، وتضمين أفعال الفرد وعباداته ضمن منظومة اجتماعية متكاملة.. وفي خواطر أخرى تأخذك في دوائر أوسع؛ قد تظنها بعيدة عن معاني الشهر؛ لكن مغزى الشهر وظلاله تمتد لتسعه وتشمله بدءاً من ذات الفرد وكينونته انطلاقاً للآخر وللمجتمعات والكون بأثره.
ملحوظة: دائما ما كنت أتابع كتاباتها وخواطرها ودروسها لكن بعد تجربتي القرائية معها فإني أعترف أن الدكتورة هبة قلم وفكر؛ تستحق المطالعة والمتابعة في كل أحوالها.
"التاريخُ لا يعيدُ نفسه، بل نحن الذين نكرر اخطاءنا، الكون من حولنا يُسبِح ونحن نسير في مدار الغفلة والغرور، وتمضي الحياة".
كتاب جميل، ولعل أجمل ما فيه زاوية تناوله غير المألوفة، فالمعتاد عند الحديث عن رمضان أن يتناول الجانب الروحاني له بأسلوب تغلب عليه العاطفة وتقوده المشاعر المكنونة للشهر الفضيل، أما أن يُتناول من ناحية عقلية فلسفية، من ناحية مقاصدية إن صح التعبير، فهذا ما لم نعهده كثيرا.
لا يرتبط الكتاب بعنوانه في كل المقالات، أو هكذا شعرت على الأقل، أحيانا كانت هناك صلة ضعيفة جدا بين موضوع المقال ورمضان، ولكنني أحببته رغم ذلك، وأحببت أسلوب الكاتبة وحسن منطقها وعدم نمطية تناولها.
قرأت الكتاب اعتمادًا على اسمه ودلالته بأنه سيتحدث عن رمضان، لكن وجدت نصفه تقريبًا يتحدث عن رمضان والنصف الآخر في قضايا دينية متنوعة. كتاب لا بأس به ولكنه غير مؤثر ولم يفدني في شيء.. لو أعرف أنه لمناقشة موضوع غير رمضان ما كنت لأقرأه.
خلال رمضان, لم يتسن لي جهد أو وقت للحديث عن الكتب التي كنت أقرؤها. فاكتفيت بمشاركة من كان مهتما بعض المقتطفات من هذا الكتاب وغيره دون أي تعليق. وضعت بعضها على الانستاغرام وأرسلت البعض الآخر لبعض الأصدقاء علهم ينتفعون بها.
ليس الكتاب قيمة علمية عظيمة لا تقارن ولكنه دردشة لطيفة شفافة قريبة لا تفوت رحلة تدبر وتفكر في القرآن وفي شهر القرآن وفي الأنفس التي تعيش خلالهما مشاعر وقيم ومعاني مركزة عميقة! دردشة مع أم أرادت أن تحكي لأبنائها كيف ارتحلت علهم يشدون مثلها الرحال نحو أنفسهم بعيدا عن ران الاستهلاك الذي حجب عنا اليوم قيمة المعنى وجعله حبيس أيقونات تحاكي كنه العبادة ولكنها ليست هي!
حقيقة أدعوكم لقراءة هذا الكتاب اللطيف. ولأول مرة أدعوكم لتنزيل ال pdf إن لم يتوفر ورقيا فالدكتورة هبة جعلته وقفا.
تتناول الكاتبة شهر رمضان من منظور عقلاني فلسفي سياسي على خلاف المعتاد في الحديث عن شهر رمضان بروحانيته..
بعض الأفكار قد تبدو للوهلة الأولى بعيدة عن رمضان لكنها ما تلبث أن توضح العلاقة بينهما.. وللأسف هناك مقالات لم أستطع ربط موضوعها برمضان ولم يأت ذكره في المقال من الأساس..
“رمضانُ فرصةٌ لأن ننفرد بأنفسنا، ففي ظل سباق جري الوحوش عادة ما نستيقظ لنقفز إلى الشارع نسعى ونكد من أجل لقمة العيش، نغالب الحياة وتغالبنا، ونعود لنتابع تفاصيل الأمور الأسرية ودروس العيال ومشكلات الجيران والأقارب. رمضان فرصة للانفراد بالنفس بين يدي الله، واستئناف الحوار الداخلي الذي انقطع مع النفس اللوامة..ذلك الضمير الذي خبأناه تحت طيات الهموم والمشاغل، وفرصة لترويض النفس الأمارة بالسوء كي نواجه أنفسنا بما نحذر وما نجتنب، ونتوب إلى الله من كل معاصينا، كي نخرج من هذا الشهر أكثر صدقاً وصفاءً وإخلاصاً. رمضان شهر هدى وبينات، ومغفرة ورحمات، وجهاد نفس واستعادة السلام مع الناس ومع الذات.” كالمعتاد أ. هبة تُبادر بالحديث عن ما يدور في خُلد كلٍ منا وتصف الحالة الداخلية من شهر البركات والرحمة شهر رمضان ليس كغيره حتى حين ينتهي لا تعود كما كنت من قبل شعائره ورحماته حتى الطقس فيه والعلاقة مع الأسرة ومن حولك من أصدقاء وأقارب ثم تقربك بالطاعات للمساكين وغيرها ترقق قلبك بل إن الجديد علينا اليوم هي العزلة في نطاقين عزلة شهر رمضان وعزلة مفروضة بالبيت لأجل وباء قاتل هذا التفرد بالنفس هذه المرة فريد من نوعه في ظل صراعات الحياة أنت الآن ساكن مع نفسك تصارعها لتعلم أينما كان يسكن الوحش بشهواته؟ أ. ��بة جزاكِ الله عنا كل خير.
خواطر الدكتورة هبة رؤوف التي إرتبط إسمها عندي بتقديمها لكتب زيغمونت باومان .. الكتيب في المجمل جيد تنهيه في جلسة واحدة .. أظن أنني وفّقت في إختيار توقيت قراءته
"التاريخُ لا يعيدُ نفسه، بل نحن الذين نكرر اخطاءنا، الكون من حولنا يُسبِح ونحن نسير في مدار الغفلة والغرور، وتمضي الحياة.. "لعلهم يتفكرون"
أكثر ما أخشاه هذه الأيام -بجدية شديدة- هو أن تنشأ الأجيال الجديدة وهي تظن أن رمضان شهر المسلسلات وحفلات الإفطار والسحور في صورتها المعهودة. تخيّل نفسك طفلًا عاديًا ينشأ في مجتمع يرسل إليك هذه الصورة عن رمضان؟ هذا ببساطة عنف بصري وثقافي مذهل يبلغ مرتبة الإرهاب ويشوه قيمة هذا الشهر الروحية.
أخذتْني الدكتورة الرائعة هبة رؤف عزت في رحلة عبر صفحات هذا الكتاب، في عالم المحسوس والمدرك وماخلفه، لمستُ صدقها في كل كلمة فتارةً كنتُ أبتسم لما تقوله وتارةً تدمع عيناي. تارةً تضربني كلماتها على تقصيري وتارة تحنو عليَّ، حتى تمنيتُ في نهاية الكتاب لو أستطيع أحتضانها..
الكتاب وجبة غذائية كاملة العناصر ويلزم قرائته كل فترة لتكتشف فيه معانٍ جديدة، رحلة في معاني القرآن وفي قضايا تخص الوعي الإسلامي وفي شرح معاني عميقة عن رمضان لم تخطر ببالي من قبل..
-تُخبِرنا أن المقصدَ التربوي من رمضان هو أن الجسد يحتاج أن يتعلم كيف يتنازل عما يشتهي ويقف عند حدود دُنيا تخفف من ثِقله ليسمو..
-كونوا عبادًا لله..في أرض الله..تعيشون أيام الله.. فما من موضع يسجد فيه العبد إلا شهد له يوم القيامة، وما من أرضٍ قطعها لا يبتغي إلا الشهادة على العالمين، بخلق المسلم، إلا رزقه الله بكلِ شبرٍ فيها الأجرَ والثوابَ..
-الكون كتابٌ مفتوح ينتظر من يقرأ سطوره.. فسِر وانظر..واقرأ..!
اللهم أرزقنا ببركة هذا الشهر أدبًا معك ومع الخلق في باقي الأزمنة وابسط لنا الزمن حتى نعبدك حق العبادة، وبارك لنّا في أوقاتنا حتى نكونَ كما أردّتنا، وابسط لنا المكان حتى لايَضيقَ بنا ولا تضيقُ الأرضُ علينا بما رحُبتْ..
نكتب هذه المراجعة المقتضبة و نحن نعيش رمضان استثنائي تحت وطئة جائحة الكورونا . كتاب خفيف بلا تعقيد أو إغراق في التفسير و المعنى. أشبه بخواطر إيمانية و ربطها بالمقاصد الكبرى للإسلام و ركن رمضان فيه. طبعاً بحكم أن الكاتبة هي تلميذة للعملاق عبدالوهاب المسيرة الذي نقد المنظومة الاستهلاكية نقدا مبرحا لا هوادة فيه، هبة رؤوف عزت كذلك نقدت الاستهلاكية في كتابها هذا و أشارت على أنها -الاستهلاكية- نقيض متطرف لروحانية رمضان.
هنا بعض اقتباساتٍ من الكتاب:
- ورمضان مراجعة لمسيرة التاريخ، ففيه تذكرة بنزول الوحي و بنصر الله للمجاهد الصائم في بدر. و أمة لا تعرف تاريخها فتفاخر بانتصاراته و تتعلم من دروسه و تسترجع فلسفته و تجدد أمره منبتًة الصلة بجذورها تسيح في تيه الآن و هنا.
- و رمضان استعادة لمركزية الغيب في التصور الإسلامي، ذلك الغيب الذي يوقن به المسلم فيدفعه إلى التخلي عن المتع العاجلة ابتغاء مرضاة الله، و لولا ذلك لما كان للصوم قيمة، فالإنسان الذي يسعى إلى المتعة العاجلة، و لتعظيم المباشرة المادية لا يرى في الصوم إلا معاناة لا جدوى منها و لا طائل من ورائها، فالصوم مدرسة اليقين و أحد مدارج السالكين في عالم مركزية ال((أنا)) و تلبيس منطق الحياة و هوس المتعة الاستهلاكية، فيأتي رمضان ليكون ومضة نورانية تعيد توازن الدنيا و الآخرة، من ((الأنا)) إلى الأمة، و من ال((هنا)) إلى الملأ الأعلى.
- و رمضان مراجعة لمسيرة التاريخ، ففيه تذكِرة بنزول الوحي و بنصر الله للمجاهد الصائم في بدر. و أمة لا تعرف تاريخها فتفاخر بانتصاراته و تتعلم من دروسه و تسترجع فلسفته و تجدد أمره هي أمة منبتّة الصلة بجذورها تسيك في تيه (الآن و هنا).
- و إذا كان السوق يقوم على استهلاك كل ما هو منتَج، فإن حكمة رمضان تتمثل في التحكم في السوق و في الاستهلاك كي نضمن ألا يتم الاستهلاك للإنسان ذاته في ظل ثقافة تزن الفرد بما يملك و يستهلك لا بما يحوز من فضائل أو رأسمال اجتماعي و أخلاقي.
- رمضان فرصة للانفراد بالنفس بين يدي الله، و استئناف الحوار الداخلي الذي انقطع مع النفس اللوامة... ذلك الضمير الذي خبأناه تحت طيات الهموم و المشاغل، و فرصة لترويض النفس الأمارة بالسوء كي نواجه أنفسنا بما نحذر و نتجنب، و نتوب إلى الله من كل معاصينا، كي نخرج من هذا الشهر أكثر صدقا و صفاء و إخلاصا.
- و كما ينسى الأفراد قد تنسى الأمم، و كم شاهدنا من فرد تحوّل وعيه باكتشاف معنى، و قد تغفو أمم ثم تستعيد وعيها حين تستيقظ الذاكرة التاريخية.. لذا كان رمضان و كان موسم الحج كل عام تذكرة للأمة.
- الصوم في جانبه الشعائري امتناع عن الطعام و الشراب و كل شهوة ظاهرة و باطنة، ثم هو حال للعبد مع الله في تقلب الزمن و تعدّد مستويات الوجود الإنساني بين سعي لترويض الجسد و قيام و همة لسمو الروح، و ذلك في توازن لا يخرج بالإنسان إلى حيز الرهبانية بل يرتقي به في مدارج الربانية.
- لكن الزمن ليس ماضيا و حاضرا و مستقبلا فحسب، ففي الأزمنة المختلفة طبقات من الوعي و درجات من الوجود لا يستوي من يعيش اللحظة في تجليها الأفقي مع من يعيشها بدفقات العرفان و مستويات المعنى من وجوده، و لا تستوي لحظة الوجود المادي مع اتساع لحظة الوجد، عشقا أو عبادة، في الوجدان و العرفان.
- السيرة النبوية هي فلسفة للوجود، دروسها عابرة للزمن و المكان، لكنها تتجدد في كل زمان و مكان، تتجلى رؤيتنا لها في ثقافات مختلفة، تعيد بناء وعي من يتبعها في الواقع.. ليعيد تشكيل عالمه بها استقامة و هدى.
رمضان ليس موسمًا بالمعنى الشعبي، رمضان صحوة معنى ووجود.. والله أعلم. وإذا دخلت علي الكتاب لتبحث فيه عن استعداد روحاني وشحذ عباداتي، كما كنت أظن فلا تقترب منه. في هذا الكتاب، تكتشف الدكتورة أبعادًا أخرى لرمضان ولعبادات وأفكار وعادات، وتمحي منهجية العبادة الفردية المحضة، والرجوع لكتاب الله والسيرة لإدراك أن النفس كما انها أمانة فردية فإنها نتاج روابط اجتماعية وعلاقات تفاعلية تتاثر بها وتؤثر فيها، لذا تكرر لفظ "أنفسكم" بصيغة الجمع في القرآن. فنحن لا نصوم كي نشعر بجوع الجائع كما كانوا يقولون لنا ونحن صغار، بل نصوم لأن هذا الجسد يحتاج إلى أن يتعلم كيف يتنازل عما يشتهي ويقف عند حدود دنيا تخفف من ثقله ليسمو. فاللهم ارزقنا ببركة هذا الشهر أدبًا معك ومع الخلق، وابسط لنا الزمن حتي نعبدك حق العبادة، وبارك لنا في أوقاتنا حتى نكون كما أردتنا، وابسط لنا المكان حتى لا يضيق بنا ولا تضيق علينا الأرض بما رحبت.
كعادة الدكتورة فهي تربط المفاهيم الاخلاقية الفردية والجماعية بالاطار الاصلاحي العام مثل ربط قيم شهر رمضان من تراحم وتكافل وأداء الفرائض الفردية و الجماعية بالاصلاح الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الكتاب جيد جدا ماعدا اعتماده علي حديث ضعيف (منكر) مثل حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة واخره عتق من النار المرجع للحديث http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index...
من الكتب القليلة التى لمست قلبى .. أعادت إلى كثير من المفاهيم حول رمضان والتعامل معه والتعامل مع الأحكام والمجتمع من منطلق روح إسلامية وفهم للدين لا مجرد ممارسة شعائرية وتقاليد
رائع .. رائع .. رائع !!! كتاب غني قيم لا يمل منه أبدا أبدا .. وددت لو أنه لا ينتهي.. ولو أن قلم الدكتورة قد امتد صفحات وصفحات حتى يشبع نهمي إلى مثل هذا الفكرالراقي <3 هذا الكتاب لاستعادة ارتباط الفريضة بمنظومة العقيدة .. فرمضان ومعاني الصوم وشتىأشكال العبادة فيه ليست بمظهرها الشكلي الذي اعتدناه .. وظننا أننا ملكنا زمام أمره !! غاص بي هذا الكتاب في لب المعنى .. فذكر بأن رمضان مدرسة جامعة ففيه أداء شهادة العقيدة المتجددة لأن الصوم صلة بين العبد وربه, وهو لله وهو يجزي به .. وفيه صلاة القيام تقوي معنى "إقامة الصلاة" في حياة المسلم.. وفيه ترويض للجسد وتهذيبه بالامتناع عن الطعام وعن الشهوات في نهار رمضان .. وفيه تجديد النية.. وفيه معنى التزكية للذات وللمال بنافلة تزيد على الفريضة وتهذيب للألسنة والأفئدة .. ورمضان مراجعة لمسيرة التاريخ.. ففيه تذكرة بنزول الوحي وبنصر الله للمجاهد الصائم في بدر .. ومن ثم تحدث عن النفس وأنها ليست أمانة فردية فحسب بل إنها نتاج روابط اجتماعية وعلاقات تفاعلية تتأثر بها وتؤثر فيها .. ولذا تكرر استخدام لفظ "أنفسكم" بصيغة الجمع في القرآن .. ومن ثم تحدث عن الذات ووعي الإنسان بها .. وأعجبني ما قاله عن التوحيد بأنها لاءات ثلاث لا شرك ولا اتباع للهوى ولا اتباع لخطوات الشيطان .. وكيف أن الإسلام اختيار ومسؤولية في الوقت ذاته .. وأن الفطرة أولها كان السؤال .. وهي مناط الحرية التي تأتي عبر التفكر والتدبر والعقل والعلم .. فإبراهيم عليه السلام سأل الله عن إحياء الموتى ليطمئن قلبه بالإيمان .. وتحدث عن الكون وقراءته .. وأن أهميته تعدل قراءة الكتب لتتعرف على سنن الله .. ومن ثم أسهبت في الحديث عن رمضان بمعان عميقة متجددة .. من أروعها ما ذكرته عن مدرسة الرسول عليه الصلاة والسلام .. ومدارس الرحمة والمغفرة والإيمان بالغيب الذي يستدعي العتق من النار .. واختتمت الكتاب بالحديث عن منزلة الإحسان وكيف أنه نهج في التعامل مع كل شيء في كل وقت .. جزاها خير الجزاء وبارك الله في قلمها لننهل من فيضه العذب :)
Be Aware this review contains spoiler بس مش هخفيه :))
الكتاب ده يقرأ علي جلسه واحده .. ممتع جدا
العيوب قبل المميزات : صغر الحجم عدم ترابط الفصول دس بعص الافكار و اقحامها في المحتوي زي فكرة عدم الاسراف في المياة و فكرة د. هبة في ترشيد الاستهلاك داخل بيتها للحظه حسيت انها اقحمت بلا سياق
المميزات : فصول النهاية حلوة جدا استخدام الرمزيه في الكلام علم د. هبة واضح في الكتاب جدا
اجمالا : الكتاب حلو بس كان ليا توقعات اكتر من كده :)
من اللطيف قراءة الكتب عن المواسم قبل أن يطلع علينا هلالها، وأكرم برمضان موسمًا!، لكن هذا الكتاب ليس من ضمنهم. يُمكن اعتباره مساحات رقيقة بكلمات حانية تعوّدناها من الدكتورة هبة عن الأنا والكون والناس والوعي.. لكن ليست عُدّة للاستعداد لرمضان. خير منه -في موضوعه- كتاب مع الصيام للدكتور سلمان العودة وكتاب الذين لم يُولدوا بعد للدكتور أحمد خيري العمري (الكتاب الوحيد المسامح فيه PDF :"D) أو أي كتاب عن رمضان للدكتور خالد أبو شادي، وعسى الله أن يكرمنا برمضان ويعيده علينا بالخير والبركة.