دراسة جيدة عن حياة الشيخ القسام _رحمه الله و تقبله في الشهداء- على الرغم من قصرها. هي عبارة عن وثائق و مقاﻻت و فوائد عن حياة و استشهاد الشبخ-رحمه الله-؛ و هذا مما يعيب غالب السير الذاتية الغير مكتوبة بأيدي أصحابها؛ تفتقد دائما الروح التي يبثها فيها صاحبها
لعل أعظم أثر استفدته من حياة المجاهد البطل هو أن الحدود تراب .. رجل ولد بسوريا و تعلم بأزهر مصر و كان من أوائل من بدأ الجهاد المسلح ضد اليهود بفلسطين .. خلد الله ذكره بأن اختارت حماس لجناحها العسكري اسم "كتائب القسام"؛ أسأل الله أن ينصرهم و يمدهم بعونه و جنده
اللهم تقبله في الشهداء و انصر عبادك الموحدين بفلسطين
ميزة هذا الكتاب بالنسبة لي أنه عرض أمامي نسخة محاكية للواقع الذي نحياه الآن سواء في مصر أو في الدول العربية الشقيقة ممن استجابت لنداء ما اصطلح على تسميته بـ"الربيع العربي"، فتعامل الحكومة المنتدبة مع ثورة الشهيد القسام تشابه كثيرا ما نشهده حاليا من تخوين للثوار واتهامهم بالإرهاب بحيث أصبح طلاب الحق خوارج والشهداء إرهابيين، وهكذا كان حال الشهيد القسام وعصبته الذين تم وصفهم بالإرهابيين أو الأشقياء لأنهم هددوا مصالح الإنجليز وحلفائهم من اليهود والصهيانة العرب.. ما خرجت به أيضًا من الكتاب أنّه لا يمكن الاعتماد في تنظيم ما على مجموعة من الفلاسفة والمتحذلقين وقادة الرأي، والبحث عن تآلف ناجح بين هؤلاء هو ضرب من الخيال وهذا ما أدركه القسام فاعتمد على الفلاحين والبسطاء في تنظيمه.. درس آخر مستفاد من الكتاب أنّه لا فائدة من التفاوض والمعارضة الناعمة لصنع ثورة حقيقية، وهذا الأمر تجسد في سيرة القسام الذي خير الحل الجهادي بعكس الحزبين العربي والاستقلال اللذين كانا يتجنبان الصدام ويكتفيان ببيانات الشجب والاستنكار التي لا تغني ولا تسمن من جوع، وبالتالي أسّس لمقاومة عسكرية ما زالت تسطر بطولاتها حتى يومنا هذا في مواجهة محتل غاشم، وحوّل مسار الصراع من مجرد تصريحات منددة إلى اشتباك مسلح خدم استمرار القضية وسيكون الضامن لنجاحها مستقبلا بإذن الله.
في يعبد لنا ثأر لنا حسين لنا كربلاء !! ما أجمل سير العلماء والمجاهدين فى تُوتر الروح وتشعل الحماس فى القلب وتثير النفس وتشحذ الذهن وتنير العقل . وُفق المؤلف فى اختيار عنوان الكتاب , فلم تكن ثورة القسام طائشة بل كانت تنم عن وعي دينى وسياسي وواقعي ووعي اجتماعي فى سبل دفع الظلم ودليل ذلك اندلاع الثورة تأثرا باستشهاده !