What do you think?
Rate this book
جدران أكلتها الديدان
لم تكُن الحياة هادئةً ومُريحةً قبل أن تهبّ عاصفة الإعلان عن تطوير منطقة غيط العنب وهدم بيوتها واستبدالها بأخرى في "بشاير الخير"، ولكن أفرز هذا الإعلان عن اشتعالِ الصّراع بين أبطال الرواية، أدّى للعديد من التغيُّرات في حيواتِهم قبل نقلهم من بيوتهم.
تكشفُ الكاتبة أمل العشماوي في روايتها عن أسرار وكواليس حياة أربعةِ بيوتٍ بعائلاتها والتغيُّرات التي مرَّت بها فور الإعلان عن انتقالهم، راصدةً التوتُّر وبعض أساليب الخداع والمُؤامرة بين العائلة الواحدة والنزاع بين طامعٍ ومُستغنٍ، وما أدّى إليه من كشفِ زيف العديد من المشاعر كالحب والصّداقة والأُخوّة.
ترصد الرواية العديد من العلاقات المتشابكة والمعقّدة بين أبطالها في رؤية اجتماعية لبيئة قلّما تم طرقُها، بيئة ما إن وطأتْ قدماكَ فيها وجدتَ نفسكَ محاطًا بأعشاشٍ من الدبابير كانت ساكنةً فصار إيقاظُها نذيرًا بالمزيد من الأمراضِ والفقرِ والخوفِ بل والموتِ أحيانًا.
تكشفُ الكاتبة أمل العشماوي في روايتها عن أسرار وكواليس حياة أربعةِ بيوتٍ بعائلاتها والتغيُّرات التي مرَّت بها فور الإعلان عن انتقالهم، راصدةً التوتُّر وبعض أساليب الخداع والمُؤامرة بين العائلة الواحدة والنزاع بين طامعٍ ومُستغنٍ، وما أدّى إليه من كشفِ زيف العديد من المشاعر كالحب والصّداقة والأُخوّة.
ترصد الرواية العديد من العلاقات المتشابكة والمعقّدة بين أبطالها في رؤية اجتماعية لبيئة قلّما تم طرقُها، بيئة ما إن وطأتْ قدماكَ فيها وجدتَ نفسكَ محاطًا بأعشاشٍ من الدبابير كانت ساكنةً فصار إيقاظُها نذيرًا بالمزيد من الأمراضِ والفقرِ والخوفِ بل والموتِ أحيانًا.
230 pages, Paperback
Published January 1, 2025
1 person is currently reading
16 people want to read
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 8 of 8 reviews
May 1, 2025
مش أول مرة ٥/٥
قلم سيصل إلي جائزة كبري في خلال سنتين تلاتة بالكتير إن شاء الله
قلم سيصل إلي جائزة كبري في خلال سنتين تلاتة بالكتير إن شاء الله
December 10, 2025
رواية جدران أكلتها الديدان للكاتبة أمل العشماوي
دار النشر: المحرر
سنة النشر: 2025
عدد الصفحات: 230 صفحة
من اسم الرواية وغلافها والنبذة الخلفية للغلاف تعرف أنك ستكون أمام رواية ستدخل نصل السكين في قلبك على مهل وتلفه لتترك تعاني وحدك مع كل ابطالها. ما أكثر الروايات الاجتماعية التي تلعب على فكرة التهميش والفقر والموت والمعاناة، ولكن ليس الكثير منها يكتب بحرافية كما حدث في جدران أكلتها الديدان للكاتبة أمل العشماوي.
تضع أرجلك في الصفحات الأولى للرواية لتجد نفسك تعيش مع أسرة هاجر في منزلهم البسيط، تتعرف على حالتهم كأسرة مصرية بسيطة تعاني من العوز في الكثير من الأوقات، ثم تنتقل إلى بيت أخر لتتعرف على الست حميدة وحكايتها، ثم عمرو الذي فقد البصر ويعاني لعدم فقد البصيرة... وغيرهم. تدخل البيوت في كل فصل وتعرف حكايتهم بالتدريج حتى تبدأ حكاية (مشروع بشائر الخير) الذي سيقام بدلًا من غيط العنب وسيحصل كل الساكنين فيه على شقة في المشروع الجديد. حلم كان بعيد المنال أصبح يبعد مترات قليلة عنه، وتنادى الأسماء في القرعة وكأنها أصوات الأفراح التي لم تنتهي لياليها أبدًا.
مثل تلك المواقف هي ما يجعل الأشخاص يظهرون كل ما في جعبتهم من حقد، كره، غدر، وسرقة... والكثير من الخطايا التي لن تتخيل أنها موجود في الأشخاص ذاتها الذين كنت تعرفهم على مدار سنوات. تمنحك الكاتبة المبررات لفعل كل أسرة بالتدريج، تعرف لماذا يعامل عزيز هاجر بتلك الطريقة، لماذا لا يحب عمرو زوجته كما المفترض بعد أن قبلت بعجزه، هل ستجعلك تلك المبررات تمنحهم رحمتك والعذر لما يفعلونه.. هذا متروك لك.
من أهم عناصر الرواية هي الأعتماد على الشخصيات التي تستطيع أن تعرف كل صوت منهم على حدى، أهتمت الكاتبة بالكثير من التفاصيل ما بين تفاصيل الشخصيات وطريقة حديثهم والأفكار التي تظهر في خيالاتهم وسلوكهم وردود أفعالهم على ما يمرون به.
من أهم نقاط الشخصية المرسومة بشكل جيد هي تناقض بعض الأسماء مع اصحابهم، ولاحظت هذا في اسم نور الذي كان يناقض تمامًا حالة عمرو، وكذلك في اسم حكيم الذي لم يجد الحكمة إلا في نهاية الرواية، وفي حال عزيز الذي يمكن عزيزًا مطلقًا.
كان تصارع الأحداث على وتيرة واحدة طوال الرواية ولكنه في الربع الأخير بدأت الأمور في الإيضاح أكثر، وبالنسبة لي أعتبر من أهم المشاهد القوية التي كانت في قمة الأحداث هو ما حدث في بيت هاجر سواء لمصطفى أو كل ما جاء بعده، مشهد تركني بحمل فوق قلبي وعدم قدرة على التنفس، كنت أراهم، أرى هاجر والطفلين، أرى دموعها محاولاتها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، شعرت بالغصة والحزن وكأن ديدان الرواية خرجت لتأكل قلبي مع جدرانهم.
بعد هذا الحدث كان من الممكن أن استغراب رد فعل أمنية على ما حدث لأبنائها، ولكن الكاتبة استطاعت التمهيد لذلك بمشهد جرح أبنها وحالة اللامبالاة التي كانت فيها، ومشهد شعورها بأن شهد هي ابنتها الأولى والأهم، وهو ما جعلني أستوعب استكمالها للحياة بتلك القوة والأمل.
بمناسبة الحديث عن الأمل، شعرت أيضًا أن التناقض ما بين هدم كل شيء في النهاية وفقد الكثير من الأحباء ونهاية الرواية بالشقق الجديدة التي سكنتها الأسر والأمل الذي تركت أمنية بابه مفتوح في وجه شهد كان مقصودًا ونهاية جيدة للغاية من وجهة نظري.
اللغة في الرواية كانت قوية وتعتمد بشكل أساسي على التشبيهات والشجن بين سطورها، وهذا كان واجبًا لتوضيح كل الحالات المأسوية التي نقرأ عنها. الحوار جاء بالعامية وهو الأنسب مع طبيعة الشخصيات وخاصة مع استخدام الفاظ ومصطلحات مناسبة لبيئتهم.
قد تعتقد أن البطل الأساسي في الرواية هو المكان، ولكن بالنسبة لي كان البطل الأساسي هو الأشخاص بحالاتهم ومشاكلهم الاجتماعية والنفسية، فإذا ما قمت بنقل الأشخاص ذاتهم بمشاكلهم وحالتهم إلى أي مكان ستجد النتائج ذاتها، فهي سطور كاشفة لما يمكن أن يحدث إذا منحت بصيصًا من الأمل للمدفون تحت الركام أنه يمكن أن يعود حيًا مرة أخرى.
*اقتباسات:
"الظلام ليس رفيقًا سيئًا إن اعتاد المرء على صحبته، كل الأخطاء التي يرتكبها سجين الظلام عمدًا، نوبات الغضب، الاستحواذ على عطف المحيطين به، الخيارات غير المنطقية، كلها وأكثر، يمكن أن يرتكبها الأعمى ويلقى باللوم على لعنة الظلام."
"حسابات المسافات على أرض الواقع لا تخضع للكيلو مترات، فالعاشقون يقطعون مسافات طويلة سيرًا على الأقدام ويحسبونها بضع خطوات، والمذعورون يسيرون ساعة ويظنون أنهم ساروا أيامًا."
"مسكين من يقع ضحية الاختيار بين قرارات عقله واحتياجات قلبه، صراعهما يخنقه نهارًا ويبكيه ليلًا، ولو استطاع يومًا أن يخرس أحدهما، شعر بالانزواء والغربة حتى عن نفسه."
"الحزن بطريقة ما يبقينا أحياء، السعادة وحدها لا تمنح الإنسان الرغبة في مواصلة حياته، بينما الحزن ذات الاحساس الكريه الذي يخنقه إلى حد الألم، يدفعه إلى التحرك والمقاومة على أمل أن يزول حزنه يومًا ما."
"لم تتمكن من فهم المغزى من النحيب اللامجدي على حوائط بالية، التمسك بذكريات الوجع، الحنين لماضٍ لا يعود وإن نقشه الإنسان على الجدران والأوراق والأجساد."
"المرء يعيش ويتمسك بأساسات واهية، ينقش الذكريات والأحلام على جدران مبنية من الحجر والأسمنت، ويمضي مطمئنًا على دوام حاله وهو أقرب ما يبني فوق صحراء الربع الخالي، المحكوم على مبانيها بالفناء."
دار النشر: المحرر
سنة النشر: 2025
عدد الصفحات: 230 صفحة
من اسم الرواية وغلافها والنبذة الخلفية للغلاف تعرف أنك ستكون أمام رواية ستدخل نصل السكين في قلبك على مهل وتلفه لتترك تعاني وحدك مع كل ابطالها. ما أكثر الروايات الاجتماعية التي تلعب على فكرة التهميش والفقر والموت والمعاناة، ولكن ليس الكثير منها يكتب بحرافية كما حدث في جدران أكلتها الديدان للكاتبة أمل العشماوي.
تضع أرجلك في الصفحات الأولى للرواية لتجد نفسك تعيش مع أسرة هاجر في منزلهم البسيط، تتعرف على حالتهم كأسرة مصرية بسيطة تعاني من العوز في الكثير من الأوقات، ثم تنتقل إلى بيت أخر لتتعرف على الست حميدة وحكايتها، ثم عمرو الذي فقد البصر ويعاني لعدم فقد البصيرة... وغيرهم. تدخل البيوت في كل فصل وتعرف حكايتهم بالتدريج حتى تبدأ حكاية (مشروع بشائر الخير) الذي سيقام بدلًا من غيط العنب وسيحصل كل الساكنين فيه على شقة في المشروع الجديد. حلم كان بعيد المنال أصبح يبعد مترات قليلة عنه، وتنادى الأسماء في القرعة وكأنها أصوات الأفراح التي لم تنتهي لياليها أبدًا.
مثل تلك المواقف هي ما يجعل الأشخاص يظهرون كل ما في جعبتهم من حقد، كره، غدر، وسرقة... والكثير من الخطايا التي لن تتخيل أنها موجود في الأشخاص ذاتها الذين كنت تعرفهم على مدار سنوات. تمنحك الكاتبة المبررات لفعل كل أسرة بالتدريج، تعرف لماذا يعامل عزيز هاجر بتلك الطريقة، لماذا لا يحب عمرو زوجته كما المفترض بعد أن قبلت بعجزه، هل ستجعلك تلك المبررات تمنحهم رحمتك والعذر لما يفعلونه.. هذا متروك لك.
من أهم عناصر الرواية هي الأعتماد على الشخصيات التي تستطيع أن تعرف كل صوت منهم على حدى، أهتمت الكاتبة بالكثير من التفاصيل ما بين تفاصيل الشخصيات وطريقة حديثهم والأفكار التي تظهر في خيالاتهم وسلوكهم وردود أفعالهم على ما يمرون به.
من أهم نقاط الشخصية المرسومة بشكل جيد هي تناقض بعض الأسماء مع اصحابهم، ولاحظت هذا في اسم نور الذي كان يناقض تمامًا حالة عمرو، وكذلك في اسم حكيم الذي لم يجد الحكمة إلا في نهاية الرواية، وفي حال عزيز الذي يمكن عزيزًا مطلقًا.
كان تصارع الأحداث على وتيرة واحدة طوال الرواية ولكنه في الربع الأخير بدأت الأمور في الإيضاح أكثر، وبالنسبة لي أعتبر من أهم المشاهد القوية التي كانت في قمة الأحداث هو ما حدث في بيت هاجر سواء لمصطفى أو كل ما جاء بعده، مشهد تركني بحمل فوق قلبي وعدم قدرة على التنفس، كنت أراهم، أرى هاجر والطفلين، أرى دموعها محاولاتها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، شعرت بالغصة والحزن وكأن ديدان الرواية خرجت لتأكل قلبي مع جدرانهم.
بعد هذا الحدث كان من الممكن أن استغراب رد فعل أمنية على ما حدث لأبنائها، ولكن الكاتبة استطاعت التمهيد لذلك بمشهد جرح أبنها وحالة اللامبالاة التي كانت فيها، ومشهد شعورها بأن شهد هي ابنتها الأولى والأهم، وهو ما جعلني أستوعب استكمالها للحياة بتلك القوة والأمل.
بمناسبة الحديث عن الأمل، شعرت أيضًا أن التناقض ما بين هدم كل شيء في النهاية وفقد الكثير من الأحباء ونهاية الرواية بالشقق الجديدة التي سكنتها الأسر والأمل الذي تركت أمنية بابه مفتوح في وجه شهد كان مقصودًا ونهاية جيدة للغاية من وجهة نظري.
اللغة في الرواية كانت قوية وتعتمد بشكل أساسي على التشبيهات والشجن بين سطورها، وهذا كان واجبًا لتوضيح كل الحالات المأسوية التي نقرأ عنها. الحوار جاء بالعامية وهو الأنسب مع طبيعة الشخصيات وخاصة مع استخدام الفاظ ومصطلحات مناسبة لبيئتهم.
قد تعتقد أن البطل الأساسي في الرواية هو المكان، ولكن بالنسبة لي كان البطل الأساسي هو الأشخاص بحالاتهم ومشاكلهم الاجتماعية والنفسية، فإذا ما قمت بنقل الأشخاص ذاتهم بمشاكلهم وحالتهم إلى أي مكان ستجد النتائج ذاتها، فهي سطور كاشفة لما يمكن أن يحدث إذا منحت بصيصًا من الأمل للمدفون تحت الركام أنه يمكن أن يعود حيًا مرة أخرى.
*اقتباسات:
"الظلام ليس رفيقًا سيئًا إن اعتاد المرء على صحبته، كل الأخطاء التي يرتكبها سجين الظلام عمدًا، نوبات الغضب، الاستحواذ على عطف المحيطين به، الخيارات غير المنطقية، كلها وأكثر، يمكن أن يرتكبها الأعمى ويلقى باللوم على لعنة الظلام."
"حسابات المسافات على أرض الواقع لا تخضع للكيلو مترات، فالعاشقون يقطعون مسافات طويلة سيرًا على الأقدام ويحسبونها بضع خطوات، والمذعورون يسيرون ساعة ويظنون أنهم ساروا أيامًا."
"مسكين من يقع ضحية الاختيار بين قرارات عقله واحتياجات قلبه، صراعهما يخنقه نهارًا ويبكيه ليلًا، ولو استطاع يومًا أن يخرس أحدهما، شعر بالانزواء والغربة حتى عن نفسه."
"الحزن بطريقة ما يبقينا أحياء، السعادة وحدها لا تمنح الإنسان الرغبة في مواصلة حياته، بينما الحزن ذات الاحساس الكريه الذي يخنقه إلى حد الألم، يدفعه إلى التحرك والمقاومة على أمل أن يزول حزنه يومًا ما."
"لم تتمكن من فهم المغزى من النحيب اللامجدي على حوائط بالية، التمسك بذكريات الوجع، الحنين لماضٍ لا يعود وإن نقشه الإنسان على الجدران والأوراق والأجساد."
"المرء يعيش ويتمسك بأساسات واهية، ينقش الذكريات والأحلام على جدران مبنية من الحجر والأسمنت، ويمضي مطمئنًا على دوام حاله وهو أقرب ما يبني فوق صحراء الربع الخالي، المحكوم على مبانيها بالفناء."
August 1, 2025
📚 مدخل إلى العالم الروائي:
--------------------
تُعد رواية "جدران أكلتها الديدان" للكاتبة أمل العشماوي بمثابة نافذة جريئة على عالم قلما نلج إليه، عالم الأحياء العشوائية التي تعيش على هامش المدن الكبرى، دعونا نذهب إلى حي غيط العنب بالإسكندرية. فهناك ومنذ السطور الأولى لا يمنحنا قلم الكاتبة ترف الاستقرار أو راحة التمهيد بل يلقينا مباشرة في قلب عاصفة اجتماعية مشحونة بالصراعات والتحولات، تبدأ شرارتها بإعلان مشروع تطوير ذلك الحى العشوائى ونقل سكانه إلى مساكن أخرى تسمى "بشاير الخير". هكذا يتحول الفضاء الروائي من مجرد حي شعبي إلى ساحة صاخبة للصراع الطبقي والنفسي والإنساني.
تقدم الرواية رؤية ثاقبة وعميقة لواقع تلك البيئات المعقدة كاشفةً عن التحولات الجذرية التى تطرأ على حياة ساكنيها عندما تهب عاصفة التغيير ممثلةً في إعلان مشروع تطوير الحى وهدم بيوته القديمة، من ثم تعويض قاطنيها بوحدات سكنية في منطقة أخرى، هذا الإعلان الذي بدا في ظاهره كبارقة أمل ربما يوفر وضع معيشى أفضل، بينما فى واقع الأمر كان الشرارة التى أشعلت الصراع وأفرزت تغييرات عميقة في مصائر أبطال الرواية قبل حتى أن
ينتقلوا من بيوتهم.
🏚️ المكان:- الجندى المعلوم
--------------------
الرواية منحت للمكان بعدًا إنسانيًا؛ فـ"غيط العنب" ليس مجرد ديكور يؤدى وظيفته الأدبية على الورق، بل كيان حيّ تنمو فيه الشخصيات وتتشكل، وله جدرانه التي شهدت على خبايا البيوت وعوراتها، حتى إذا جاء قرار الإخلاء، انكشفت الأسرار كما تنكشف الجدران حين تهدم، وتتساقط
معها أقنعة عدة.
👥 الشخصيات وتداخل المصائر:
-----------------------
تغوص الرواية في كواليس وأسرار أربعة بيوت، كل منها يمثل أسرة تعيش بظروفها الخاصة وتطلعاتها المتشابكة. ترصد العشماوي ببراعة التغيرات التي عصفت بحياة هذه العائلات فور إبلاغهم بقرار الانتقال، مسلطة الضوء على الصراعات التي سادت حياتهم اليومية. نرى كيف يتجلى الخداع، وكيف تتصاعد النزاعات داخل العائلة الواحدة بين طامع ومستغنٍ ليكشف ذلك كله زيف العديد من العلاقات الإنسانية التي كانت تبدو لنا راسخة، سواء كانت علاقات حب، صداقة
قرابة أو حتى أخوة.
🧠 الثيمات والرسائل:
----------------
الرواية تتناول قضايا بالغة الحساسية وتتوغل فى عمق المجتمعات الفقيرة والمهمشة مثل:
• الفقر بوصفه محرّكًا للعنف أو للتحايل
• الطرد القسري من المكان بوصفه طردًا للهوية والذكريات
• الضغوط النفسية التي قد تحوّل الإنسان إلى كائن شرس
• الهشاشة العاطفية والاجتماعية المختبئة خلف
مظهر التماسك.
• كما أن الكاتبة تتوغل ببراعة في البنية النفسية لشخصياتها وتمنحنا مشاهد واقعية تلامس الألم اليومي للطبقات المسحوقة دون ابتذال أو خطاب مباشر.
🔍 اللغة والأسلوب:
--------------
اللغة جاءت سلسة، حية، والحوار بين الشخصيات قادر على التعبير عن نبض البيئة الشعبية دون أن يقع في فخ التبسيط أو التقريرية. السرد متدفق، يراوح بين الحوارات الداخلية والسرد الخارجي.
✅ الإيجابيات:
----------
• تصوير دقيق وصادق لواقع اجتماعي مؤلم
•الجرأة في تناول قضايا إنسانية حساسة ومسكوت عنها
•حِرفية رسم العلاقات النفسية والاجتماعية بين الشخصيات.
• قدرة واضحة على بناء عالم روائي غني بالتفاصيل
وبراعة قلم يجيد الاشتباك المباشر مع الواقع والتوغل في عمق القضايا الاجتماعية، مهما كانت حساسيتها. لقد نجحت أمل العشماوي بامتياز في التعبير عن الناس البسطاء وأجادت تجسيد واقعهم الاجتماعي المعقد. عكست الرواية بصدق أحلام الفقراء وطموحاتهم، كما لم تتوانى عن إظهار تعاستهم وأزماتهم النفسية الخانقة، التي حولتهم بفعل ضغوطاتها بين ليلة وضحاها إلى ما يشبه "وحوش آدمية تأكل بعضها بعضًا". وهو مايبرز حجم المعاناة ووطأة الظروف على النفوس البشرية.
ثمة مفارقة لافتة مع الأسف كانت غير لطيفة عندما تزامن قراءتى للعمل وما جرى مؤخرا فى التعديل التشريعى
لقانون الأيجار القديم
( الذى لم يعد قديما بالمناسبة ؟! )
والذى بمقتضاه سيكون المستأجر بين مطرقة زيادة الايجار
سنويا بنحو 30 ضعف أوسندان ترك بيته والبحث عن بيت
آخر وذلك بعد المدة التى حددها القانون ب7 سنوات ؟!
صحيح ان الحالة فى الرواية مختلفة كثيرا
لكن أعنى هنا ان ( أمل ) تجيد حقا انتقاء القضايا التى تمس جوهر المجتمع والدورالمؤثر الذى يلعبه الأدب بوجه عام
فى الأشتباك مع الواقع.
❌ السلبيات:
---------
على الرغم من البراعة في رسم الشخصيات وبناءها الدرامى القوى، إلا أن الرواية واجهت بعض السلبيات المتعلقة بطريقة السرد وتقديم الشخصيات. أرى من وجهة نظرى الشخصية أن ظهور الشخصيات شابه بعض العشوائية، الأمر الذي است��رق مني وقتًا طويلاً لاستيعاب خلفياتهم والروابط المعقدة التي تجمع بينهم. فرغم أن الشخصيات مرسومة جيدًا وبُنيت دراميًا وروائيًا ببراعة، إلا أنها، في تقديري الشخصي، كانت متناثرة هنا وهناك وافتقدت لقدر كبير من التنظيم في ظهورها على مسرح الأحداث.
ينطبق الأمر كذلك على غياب الفواصل الزمنية الواضحة، مما جعلني أشعر أن السرد متلاحم بقدر مربك، وشعرت بالتيه في كثير من الأحيان أثناء القراءة. وهو ما يتطلب يقظة ذهنية تامة من القارئ على مدار الرواية، لربط الأحداث والشخصيات وفهم التسلسل الزمني.
في الختام، "جدران أكلتها الديدان" رواية جريئة وهامة تقدم صورة مؤلمة وواقعية لمجتمعات قد تكون قريبة منا ولكننا نجهل الكثير عن خباياها وصراعاتها الداخلية. إنها تستدعي القارئ للتفكير في عواقب التغيير الجذري على الفرد والمجتمع، خاصة عندما يمس الطبقات الأكثر ضعفًا وفقرا.
كما يعد محاولة جادة للغوص في عمق النفس البشرية حين توضع تحت مجهر التحولات القسرية. عمل يحمل وعياً اجتماعياً وفنياً، يستحق القراءة والتأمل، ويثبت أن الأدب لا يزال قادرًا على فضح المسكوت عنه، والتقاط نبض الشارع.
--------------------
تُعد رواية "جدران أكلتها الديدان" للكاتبة أمل العشماوي بمثابة نافذة جريئة على عالم قلما نلج إليه، عالم الأحياء العشوائية التي تعيش على هامش المدن الكبرى، دعونا نذهب إلى حي غيط العنب بالإسكندرية. فهناك ومنذ السطور الأولى لا يمنحنا قلم الكاتبة ترف الاستقرار أو راحة التمهيد بل يلقينا مباشرة في قلب عاصفة اجتماعية مشحونة بالصراعات والتحولات، تبدأ شرارتها بإعلان مشروع تطوير ذلك الحى العشوائى ونقل سكانه إلى مساكن أخرى تسمى "بشاير الخير". هكذا يتحول الفضاء الروائي من مجرد حي شعبي إلى ساحة صاخبة للصراع الطبقي والنفسي والإنساني.
تقدم الرواية رؤية ثاقبة وعميقة لواقع تلك البيئات المعقدة كاشفةً عن التحولات الجذرية التى تطرأ على حياة ساكنيها عندما تهب عاصفة التغيير ممثلةً في إعلان مشروع تطوير الحى وهدم بيوته القديمة، من ثم تعويض قاطنيها بوحدات سكنية في منطقة أخرى، هذا الإعلان الذي بدا في ظاهره كبارقة أمل ربما يوفر وضع معيشى أفضل، بينما فى واقع الأمر كان الشرارة التى أشعلت الصراع وأفرزت تغييرات عميقة في مصائر أبطال الرواية قبل حتى أن
ينتقلوا من بيوتهم.
🏚️ المكان:- الجندى المعلوم
--------------------
الرواية منحت للمكان بعدًا إنسانيًا؛ فـ"غيط العنب" ليس مجرد ديكور يؤدى وظيفته الأدبية على الورق، بل كيان حيّ تنمو فيه الشخصيات وتتشكل، وله جدرانه التي شهدت على خبايا البيوت وعوراتها، حتى إذا جاء قرار الإخلاء، انكشفت الأسرار كما تنكشف الجدران حين تهدم، وتتساقط
معها أقنعة عدة.
👥 الشخصيات وتداخل المصائر:
-----------------------
تغوص الرواية في كواليس وأسرار أربعة بيوت، كل منها يمثل أسرة تعيش بظروفها الخاصة وتطلعاتها المتشابكة. ترصد العشماوي ببراعة التغيرات التي عصفت بحياة هذه العائلات فور إبلاغهم بقرار الانتقال، مسلطة الضوء على الصراعات التي سادت حياتهم اليومية. نرى كيف يتجلى الخداع، وكيف تتصاعد النزاعات داخل العائلة الواحدة بين طامع ومستغنٍ ليكشف ذلك كله زيف العديد من العلاقات الإنسانية التي كانت تبدو لنا راسخة، سواء كانت علاقات حب، صداقة
قرابة أو حتى أخوة.
🧠 الثيمات والرسائل:
----------------
الرواية تتناول قضايا بالغة الحساسية وتتوغل فى عمق المجتمعات الفقيرة والمهمشة مثل:
• الفقر بوصفه محرّكًا للعنف أو للتحايل
• الطرد القسري من المكان بوصفه طردًا للهوية والذكريات
• الضغوط النفسية التي قد تحوّل الإنسان إلى كائن شرس
• الهشاشة العاطفية والاجتماعية المختبئة خلف
مظهر التماسك.
• كما أن الكاتبة تتوغل ببراعة في البنية النفسية لشخصياتها وتمنحنا مشاهد واقعية تلامس الألم اليومي للطبقات المسحوقة دون ابتذال أو خطاب مباشر.
🔍 اللغة والأسلوب:
--------------
اللغة جاءت سلسة، حية، والحوار بين الشخصيات قادر على التعبير عن نبض البيئة الشعبية دون أن يقع في فخ التبسيط أو التقريرية. السرد متدفق، يراوح بين الحوارات الداخلية والسرد الخارجي.
✅ الإيجابيات:
----------
• تصوير دقيق وصادق لواقع اجتماعي مؤلم
•الجرأة في تناول قضايا إنسانية حساسة ومسكوت عنها
•حِرفية رسم العلاقات النفسية والاجتماعية بين الشخصيات.
• قدرة واضحة على بناء عالم روائي غني بالتفاصيل
وبراعة قلم يجيد الاشتباك المباشر مع الواقع والتوغل في عمق القضايا الاجتماعية، مهما كانت حساسيتها. لقد نجحت أمل العشماوي بامتياز في التعبير عن الناس البسطاء وأجادت تجسيد واقعهم الاجتماعي المعقد. عكست الرواية بصدق أحلام الفقراء وطموحاتهم، كما لم تتوانى عن إظهار تعاستهم وأزماتهم النفسية الخانقة، التي حولتهم بفعل ضغوطاتها بين ليلة وضحاها إلى ما يشبه "وحوش آدمية تأكل بعضها بعضًا". وهو مايبرز حجم المعاناة ووطأة الظروف على النفوس البشرية.
ثمة مفارقة لافتة مع الأسف كانت غير لطيفة عندما تزامن قراءتى للعمل وما جرى مؤخرا فى التعديل التشريعى
لقانون الأيجار القديم
( الذى لم يعد قديما بالمناسبة ؟! )
والذى بمقتضاه سيكون المستأجر بين مطرقة زيادة الايجار
سنويا بنحو 30 ضعف أوسندان ترك بيته والبحث عن بيت
آخر وذلك بعد المدة التى حددها القانون ب7 سنوات ؟!
صحيح ان الحالة فى الرواية مختلفة كثيرا
لكن أعنى هنا ان ( أمل ) تجيد حقا انتقاء القضايا التى تمس جوهر المجتمع والدورالمؤثر الذى يلعبه الأدب بوجه عام
فى الأشتباك مع الواقع.
❌ السلبيات:
---------
على الرغم من البراعة في رسم الشخصيات وبناءها الدرامى القوى، إلا أن الرواية واجهت بعض السلبيات المتعلقة بطريقة السرد وتقديم الشخصيات. أرى من وجهة نظرى الشخصية أن ظهور الشخصيات شابه بعض العشوائية، الأمر الذي است��رق مني وقتًا طويلاً لاستيعاب خلفياتهم والروابط المعقدة التي تجمع بينهم. فرغم أن الشخصيات مرسومة جيدًا وبُنيت دراميًا وروائيًا ببراعة، إلا أنها، في تقديري الشخصي، كانت متناثرة هنا وهناك وافتقدت لقدر كبير من التنظيم في ظهورها على مسرح الأحداث.
ينطبق الأمر كذلك على غياب الفواصل الزمنية الواضحة، مما جعلني أشعر أن السرد متلاحم بقدر مربك، وشعرت بالتيه في كثير من الأحيان أثناء القراءة. وهو ما يتطلب يقظة ذهنية تامة من القارئ على مدار الرواية، لربط الأحداث والشخصيات وفهم التسلسل الزمني.
في الختام، "جدران أكلتها الديدان" رواية جريئة وهامة تقدم صورة مؤلمة وواقعية لمجتمعات قد تكون قريبة منا ولكننا نجهل الكثير عن خباياها وصراعاتها الداخلية. إنها تستدعي القارئ للتفكير في عواقب التغيير الجذري على الفرد والمجتمع، خاصة عندما يمس الطبقات الأكثر ضعفًا وفقرا.
كما يعد محاولة جادة للغوص في عمق النفس البشرية حين توضع تحت مجهر التحولات القسرية. عمل يحمل وعياً اجتماعياً وفنياً، يستحق القراءة والتأمل، ويثبت أن الأدب لا يزال قادرًا على فضح المسكوت عنه، والتقاط نبض الشارع.
February 10, 2025
* المميزات / نقاط القوة *
- رواية شخصيات بامتياز
- لغة عذبة مليئة بالشجن والآسى
- براعة في وضع عناوين الفصول بطريقة ذات مغزى واضح
- نهاية جمعت بين الحزن والفرح في آن واحد
-----
* العيوب / نقاط الضعف / الملاحظات *
- الحبكة كانت تميل الى التقليدية نوعاً ما
- السرد والبناء الدرامي كانا على ايقاع ثابت طيلة الرواية
-----
مراجعة الرواية
نحن على موعد مع دراما اجتماعية معاصرة تدور حول مجموعة من الأسر المصرية التي يجمعها مكان واحد وهَم مشترك ومصير متباين بعض الشيء
في الخلفية نشهد عجلة البناء والتشييد تدور على قدم وساق لتطوير المنطقة السكنية محل سكن هذه الأُسر ، وفي المقدمة هناك صراع دائر عنوانه الغاية تبرر الوسيلة. الجميع يسعى بكل السبل المشروعة وغير المشروعة للفوز بمكان في الجنة الموعودة المسماه ( مشروع بشائر الخير )
في خضم الصراع نشهد تفاصيل حياة اشبه بالموت ، حيث العوز ، الضنك ، العجز ، الحاجة وقلة الحيلة هي العوامل المشتركة بين الجميع. هذا الصراع الانساني له من الخلفيات ما يبرره رغم قسوته التي وصلت لأقصاها في بعض المواضع من الرواية
* الفكرة / الحبكة *
ربما كانت هذه النقطة ليست أقوى عناصر الرواية ، ورغم انها تميل بعض الشيء للتقليدية لكن استطاعت الكاتبة ان تقدمها من زاوية مختلفة قليلاً لتلقي الضوء على تفاصيل صغيرة في حياة تلك الأُسر كمبررات ودوافع لسلوكهم وطريقة تفكيرهم امام ما يواجهونه من مشاكل حياتية يومية زاد ثقلها بمخطط التطوير الذي هبط عليهم بدون سابق انذار
* السرد / البناء الدرامي *
اتسم الإيقاع بالثبات طيلة احداث الرواية. سارت الأمور على وتيرة واحدة يمكن وصفها بأنها هادئة ولم يصلني الشعور بتصاعد الأحداث كما هو مفترض رغم وجود بعض المشاهد القاسية والصعبة انسانياً
رغم هذا فالخط الدرامي لم يفقد بوصلته وكانت الأمور على خير ما يرام من حيث تتابع الأحداث والربط بينها بشكل واضح لا لبس فيه
* الشخصيات *
نأتي الى أجمل عناصر الرواية بكل تأكيد. هي رواية شخصيات في المقام الأول. اهتمت الكاتبة جداً ببنائها من حيث الخلفيات والحالة النفسية والاجتماعية وحتى الشكلية
كل شخصيات الرواية مرسومة بدقة ولها دور لا غنى عنه. من خلالها غزلت الكاتبة القضية محل الأحداث والتي جمعتهم على طاولة واحدة مشتركة حتى وان تباينت الاسباب والدوافع وطريقة الوصول للهدف
* اللغة / الحوار *
على صعيد السرد ، جاءت اللغة مليئة بالشجن والآسى بشكل واضح بما يعبر عن مجتمع غارق في هموم لا نهاية لها
اود هنا أن اشيد ببراعة اختيار عناوين الفصول والتى جاءت من كلمة واحدة فقط لها مغزى كبير ودلالة واضحة خاصة بالقضية محل الصراع
الحوار جاء بالعامية وبشكل يتوائم وطبيعة الشخصيات والبيئة التي تدور فيها الأحداث
* النهاية *
جمعت لك الكاتبة الحزن والفرح في نهاية واحدة. هي نهاية واقعية جداً حيث الفوز بشيء ما يقابله خسارة شيء اخر وهذا أمر بديهي بطبيعة الحال
-----
ختام
بعد قراءة كل أعمال الكاتبة والتي وصلت الى خمسة نصوص ادبية - ثلاث روايات ومجموعتين قصصيتين - فهذا يعد عدد كافِ جداً بالنسبة لي للحكم على قلمها بشكل واضح والذي شهد تطور ملحوظ من حيث أسلوب الكتابة وتعدد الموضوعات محل التقديم مما يجعلني اثق في جودة كتاباتها بشكل عام وانها على قائمة اهتمامي مع أي جديد يصدر لها مستقبلاً ان شاء الله
- رواية شخصيات بامتياز
- لغة عذبة مليئة بالشجن والآسى
- براعة في وضع عناوين الفصول بطريقة ذات مغزى واضح
- نهاية جمعت بين الحزن والفرح في آن واحد
-----
* العيوب / نقاط الضعف / الملاحظات *
- الحبكة كانت تميل الى التقليدية نوعاً ما
- السرد والبناء الدرامي كانا على ايقاع ثابت طيلة الرواية
-----
مراجعة الرواية
نحن على موعد مع دراما اجتماعية معاصرة تدور حول مجموعة من الأسر المصرية التي يجمعها مكان واحد وهَم مشترك ومصير متباين بعض الشيء
في الخلفية نشهد عجلة البناء والتشييد تدور على قدم وساق لتطوير المنطقة السكنية محل سكن هذه الأُسر ، وفي المقدمة هناك صراع دائر عنوانه الغاية تبرر الوسيلة. الجميع يسعى بكل السبل المشروعة وغير المشروعة للفوز بمكان في الجنة الموعودة المسماه ( مشروع بشائر الخير )
في خضم الصراع نشهد تفاصيل حياة اشبه بالموت ، حيث العوز ، الضنك ، العجز ، الحاجة وقلة الحيلة هي العوامل المشتركة بين الجميع. هذا الصراع الانساني له من الخلفيات ما يبرره رغم قسوته التي وصلت لأقصاها في بعض المواضع من الرواية
* الفكرة / الحبكة *
ربما كانت هذه النقطة ليست أقوى عناصر الرواية ، ورغم انها تميل بعض الشيء للتقليدية لكن استطاعت الكاتبة ان تقدمها من زاوية مختلفة قليلاً لتلقي الضوء على تفاصيل صغيرة في حياة تلك الأُسر كمبررات ودوافع لسلوكهم وطريقة تفكيرهم امام ما يواجهونه من مشاكل حياتية يومية زاد ثقلها بمخطط التطوير الذي هبط عليهم بدون سابق انذار
* السرد / البناء الدرامي *
اتسم الإيقاع بالثبات طيلة احداث الرواية. سارت الأمور على وتيرة واحدة يمكن وصفها بأنها هادئة ولم يصلني الشعور بتصاعد الأحداث كما هو مفترض رغم وجود بعض المشاهد القاسية والصعبة انسانياً
رغم هذا فالخط الدرامي لم يفقد بوصلته وكانت الأمور على خير ما يرام من حيث تتابع الأحداث والربط بينها بشكل واضح لا لبس فيه
* الشخصيات *
نأتي الى أجمل عناصر الرواية بكل تأكيد. هي رواية شخصيات في المقام الأول. اهتمت الكاتبة جداً ببنائها من حيث الخلفيات والحالة النفسية والاجتماعية وحتى الشكلية
كل شخصيات الرواية مرسومة بدقة ولها دور لا غنى عنه. من خلالها غزلت الكاتبة القضية محل الأحداث والتي جمعتهم على طاولة واحدة مشتركة حتى وان تباينت الاسباب والدوافع وطريقة الوصول للهدف
* اللغة / الحوار *
على صعيد السرد ، جاءت اللغة مليئة بالشجن والآسى بشكل واضح بما يعبر عن مجتمع غارق في هموم لا نهاية لها
اود هنا أن اشيد ببراعة اختيار عناوين الفصول والتى جاءت من كلمة واحدة فقط لها مغزى كبير ودلالة واضحة خاصة بالقضية محل الصراع
الحوار جاء بالعامية وبشكل يتوائم وطبيعة الشخصيات والبيئة التي تدور فيها الأحداث
* النهاية *
جمعت لك الكاتبة الحزن والفرح في نهاية واحدة. هي نهاية واقعية جداً حيث الفوز بشيء ما يقابله خسارة شيء اخر وهذا أمر بديهي بطبيعة الحال
-----
ختام
بعد قراءة كل أعمال الكاتبة والتي وصلت الى خمسة نصوص ادبية - ثلاث روايات ومجموعتين قصصيتين - فهذا يعد عدد كافِ جداً بالنسبة لي للحكم على قلمها بشكل واضح والذي شهد تطور ملحوظ من حيث أسلوب الكتابة وتعدد الموضوعات محل التقديم مما يجعلني اثق في جودة كتاباتها بشكل عام وانها على قائمة اهتمامي مع أي جديد يصدر لها مستقبلاً ان شاء الله
Read
June 17, 2025فى شارع غيط العنب
بيوت 🏡 كتير متبهدلة
ناس شقيانة ومن الهموم متهانة
فيهم الراضى بعيشته
واللى متأقلم مع وضعه
وحامد ربه وشاكر فضله
أن فيه حيطان ستراه
وسرير فى آخر الليل عليه ينام
وأكله لو بسيطة تسد جوعه عن سؤال اللئيم
وفيهم اللى ساخط على حاله
ومكفر كمان عياله
عاطل عن العمل وبيشتكى من الزمن
ومعندوش مانع يستحل مال الشقيان
وهو قاعد قعدة مزاج
وغيرهم اللى أمله يهرب لبعيد
يهرب من اللى هو فيه
من قلة الحيلة و الشغل الرخيص
اللى يهد وما يبنيش
وياكل من عمره سنين وسنين
وغيرهم كتير وكتير بيوت مليانة حواديت
وأحلام عمالة تطير بعيد
وبقيت صعبة التحقيق
لحد ما تهل بشاير الخير
مشروع تطوير
هنهد المنطقة ونعمل كباري غالباً 🤫
ملناش دعوة خلينا فى غيط العنب
هناخد بيتك القديم ونديك مكانه واحد جديد
مفروش ومتظبط عليك أنت بس تدخل وتأنتخ
فرح الأهالى وهيصوا
يا فرج الله هيتغير الحال
وهنسكن فى حتة تمام ويتقفل علينا باب
شوارع نضيفة وحياة كريمة
بدل البهدلة اللى احنا فيها
و يتشقلب حال أهالى غيط العنب
وتتغير نفوس الأهل على بعض
ومش بس كده الجيران كمان
كله مستنى الدور
اسمى هيطلع امتى فى قرعة التسكين
ده انت يا دوب مأجر غرفتين
انا المالك الاصلى وانت مالكش فيه
يعنى ايه
هنترمى فى الشارع ولا ايه
اثبت انك ليك فيه وان بينا عقد من سنين
وخد بقى من ده كتير
مشاكل بالعبيط
قلبت الناس على بعض
والطمع ساد فى الحى
مش بعيد تلاقى الاخ ببطرد أخوه ويفتكر ورث أبوه
والابن والابنة اللى هاجرين أمهم من سنين وعنها مش سألين دلوقتى افتكروا بر الوالدين أول ما شافوا السكن الجديد…
وأنت كقارىء عمالة تحوش بين الأهالى والجيران
كله عايز ينوبه من الشقق مكان
يرتاح فيه بدل ما هو قاعد فى بيت متهان..
رواية اجتماعية حبيت حكايات الأهالى وعيشت معاهم وجعهم بصراحة الكاتبة وجبت فى الأحزان 🤦🏼♀️ ووصلتلك مشاعر الهم والحزن وقلة الحيلة (كولكشن من المعاناة 🤦🏼♀️) كمان بقيت تحس انك عاجز زي اغلب الشخصيات اللى فى الصفحات.. بحب الروايات اللى بتدخلك فى وسط الناس البسطاء تشوف حياتهم وعيشتهم وطريقة تفكيرهم… تقضى معاهم يوم كامل من أوله ( تشقى وتعانى معاهم وممكن برضه تفرح ما هو على قد البؤس اللى هتشوفه هتلاقى برضه لحظات حلوة بس انت دعبس عليها بين الصفحات وتبقى تطلعها بملقاط 😄
رواية بؤس وشقاء صحيح… بس حبيتها كتير تدروا ليش علشان هذا ذوقى 😁
#مكتبة_دنيا
#قراءات_٢٠٢٥
February 10, 2025
أن تسمع في الأخبار عن تطوير منطقة سكنية شيء، وأن تسمع عنها من خلال أصحابها شيء آخر تمامًا.
لا أعرف كيف استطاعت الكاتبة المزج بين كل هذه الشخصيات دون الإخلال بأي منها رغم عدد الصفحات التي لا تتجاوز ٢٥٠ صفحة. فكل شخصية اخذت حقها في الوصف والظهور والتحليل النفسي.
حميدة وأولادها وعزيز وأولاده وغريب وزوجته وعمرو ونور وغيرهم من شخصيات اختلفت حكايتهم ودوافعهم وأفكارهم، وربطتهم الجدران وأثرت عليهم جميعا، وكان مشهد نهاية عزيز عظيم الأثر على نفسي ولم يذهب عن خاطري.
رغم كثرة الأحداث كان الجو العام للمنطقة حاضرا وبقوة، ستجد أحيانا صفحة تلو الأخرى تعرض تباعا وصف للشوارع والبيوت والمحلات قبل وبعد الهدم، وأحداثا بسيطة لشخصيات ثانوية تأثرت بالتطوير إما بالسلب أو الإيجاب، وهي ممتعة تكشف لك أكثر عن طبيعة أهالي المنطقة، والصراع المخيف الذي دار بينهم ليحصل فرد واحد منهم على شقة ببشاير الخير دون بقية الورثة.
أحببت العلاقة بين عمرو ونور وتأثرت بها كثيرا، ولم أعرف على من يقع اللوم فكل واحد لديه عذره في ما ارتكبه بحق الآخر.
يمكنني أن اختتم مراجعتي بأن الرواية عبارة عن متاهة سردية يمكنك أن تدخل إليها من أي فصل، فكل الطرق تؤدي إلى نهاية واحدة، إلى المصير ذاته، حيث ينتظرك كل بطل على باب بيته ليحكي لك حكايته من وقت بداية التطوير حتى التسكين في بشاير الخير.
عمل رائع ومحكم البناء مكتوب بلغة راصدة وكاشفة وثـرية بمفرداتها وتفاصيلها.. استمتعت بقراءته كثيرا.
لا أعرف كيف استطاعت الكاتبة المزج بين كل هذه الشخصيات دون الإخلال بأي منها رغم عدد الصفحات التي لا تتجاوز ٢٥٠ صفحة. فكل شخصية اخذت حقها في الوصف والظهور والتحليل النفسي.
حميدة وأولادها وعزيز وأولاده وغريب وزوجته وعمرو ونور وغيرهم من شخصيات اختلفت حكايتهم ودوافعهم وأفكارهم، وربطتهم الجدران وأثرت عليهم جميعا، وكان مشهد نهاية عزيز عظيم الأثر على نفسي ولم يذهب عن خاطري.
رغم كثرة الأحداث كان الجو العام للمنطقة حاضرا وبقوة، ستجد أحيانا صفحة تلو الأخرى تعرض تباعا وصف للشوارع والبيوت والمحلات قبل وبعد الهدم، وأحداثا بسيطة لشخصيات ثانوية تأثرت بالتطوير إما بالسلب أو الإيجاب، وهي ممتعة تكشف لك أكثر عن طبيعة أهالي المنطقة، والصراع المخيف الذي دار بينهم ليحصل فرد واحد منهم على شقة ببشاير الخير دون بقية الورثة.
أحببت العلاقة بين عمرو ونور وتأثرت بها كثيرا، ولم أعرف على من يقع اللوم فكل واحد لديه عذره في ما ارتكبه بحق الآخر.
يمكنني أن اختتم مراجعتي بأن الرواية عبارة عن متاهة سردية يمكنك أن تدخل إليها من أي فصل، فكل الطرق تؤدي إلى نهاية واحدة، إلى المصير ذاته، حيث ينتظرك كل بطل على باب بيته ليحكي لك حكايته من وقت بداية التطوير حتى التسكين في بشاير الخير.
عمل رائع ومحكم البناء مكتوب بلغة راصدة وكاشفة وثـرية بمفرداتها وتفاصيلها.. استمتعت بقراءته كثيرا.
May 28, 2025
رواية تنبض بالحياة، بطلها الحقيقي هو البيوت التي هدمت بأمر الحكومة، لتحلّ محلها أبراج حديثة في منطقة "بشاير الخير". تنقلنا الكاتبة إلى الفترة قبل هذا التطوير وتأثير الخبر على سكان المنطقة، بين مؤيد يرى في التغيير فرصة لحياة أفضل، ومعارض يشعر بأن هدم البيوت هو هدم للذاكرة والروح.
بيت حميدة كان من أكثر البيوت المعبّرة عن هذا الصراع الذي نشأ مع أولادها الطامعين في حصول كل واحد منهم على الشقة الجديدة دون الآخر غير مبالين برغبتها في التمسك بجدران بيتها القديم.
بيت عمرو يعيدنا إلى قصة حب قديمة عادت لتقلب حياته وتهز كيانه.
بيت غريب وصراعه مع صديق عمره حول أحقية تسجيل ايا منهما في كشوف التوزيع.
أما بيت هاجر، فكان الأكثر تأثيرًا، خطف قلبي وأبكاني تفاصيله وما زالت قصته تعيش في داخلي.
شخصيات الرواية كعادة الكاتبة مرسومة بعناية ووعي كبير، فتشعر أنك تعرفهم أو التقيت بهم ذات يوم.
اللغة جاءت فصيحة وسليمة في السرد، في حين تنوع الحوار بين العامية المناسبة لكل شخصية.
الحبكة محكمة، وعناوين كل فصل والمستوحاة من مواد البناء كانت لمسة ذكية أضافت بُعدًا رمزيًا جميلًا للنص.
رأيي الشخصي:
الرواية عمل ناضج يستحق التقدير والقراءة. المجهود المبذول واضح، وقلم الكاتبة في تطوّر ملحوظ
بيت حميدة كان من أكثر البيوت المعبّرة عن هذا الصراع الذي نشأ مع أولادها الطامعين في حصول كل واحد منهم على الشقة الجديدة دون الآخر غير مبالين برغبتها في التمسك بجدران بيتها القديم.
بيت عمرو يعيدنا إلى قصة حب قديمة عادت لتقلب حياته وتهز كيانه.
بيت غريب وصراعه مع صديق عمره حول أحقية تسجيل ايا منهما في كشوف التوزيع.
أما بيت هاجر، فكان الأكثر تأثيرًا، خطف قلبي وأبكاني تفاصيله وما زالت قصته تعيش في داخلي.
شخصيات الرواية كعادة الكاتبة مرسومة بعناية ووعي كبير، فتشعر أنك تعرفهم أو التقيت بهم ذات يوم.
اللغة جاءت فصيحة وسليمة في السرد، في حين تنوع الحوار بين العامية المناسبة لكل شخصية.
الحبكة محكمة، وعناوين كل فصل والمستوحاة من مواد البناء كانت لمسة ذكية أضافت بُعدًا رمزيًا جميلًا للنص.
رأيي الشخصي:
الرواية عمل ناضج يستحق التقدير والقراءة. المجهود المبذول واضح، وقلم الكاتبة في تطوّر ملحوظ
May 18, 2025
" المرء يعيش و يتمسك بأساسات واهية، ينقش الذكريات و الأحلام على جدران مبنية من الحجر و الأسمنت،و يمضي مطمئنا على دوام حاله و هو أقرب ما يبني فوق الصحراء الربع الخالي المحكوم علي مبانيها بالفناء "
رواية اجتماعية استطاعت الكاتبة بمهارة فائقة أن تجعلني أرى من خلال حروفها منطقة غيط العنب عن طريق وصفها للمكان و ما حدث في مشروع تطويرها و ما بين مؤيد له و معارض و من يتطلع للعيش في مكان أفضل و المتمسك بذكرياته التي نُقشت على كل جدار.
عشت مع الرواية و أحداثها و تأثرت بمشاعر الشخصيات المرسومة بدقة
منذ أن سمعت الكاتبة تتحدث عن العمل قبل صدوره في لايف مع الكاتبة الجميلة ريم جمعة و أنا تحمست له جدا و بعد قرأتي للرواية أستطيع أن أقول أنني وجدت بها ما تطلعت إليه بل أفضل و استطاعت الكاتبة أن تخلد ما حدث في تلك المنطقة بوصولها لأُناس لأول مره يعرفون عنها مثلي.
اللغة فصحى سرداً و عامية حواراً للتتناسب مع الرواية
الغلاف تحفة و عنوان الرواية مناسب جدا و يعبروا بشكل كبير عن الرواية
وجدت اقتباسات كثيرة أحببتها
المرة الثانية التي أقرأ فيها للكاتبة بعد المجموعة القصصية كفن حرير و لاحظت التطور الكبير في الأسلوب و اللغة و أحببت الرواية و استمتعت بها جدا.
رواية اجتماعية استطاعت الكاتبة بمهارة فائقة أن تجعلني أرى من خلال حروفها منطقة غيط العنب عن طريق وصفها للمكان و ما حدث في مشروع تطويرها و ما بين مؤيد له و معارض و من يتطلع للعيش في مكان أفضل و المتمسك بذكرياته التي نُقشت على كل جدار.
عشت مع الرواية و أحداثها و تأثرت بمشاعر الشخصيات المرسومة بدقة
منذ أن سمعت الكاتبة تتحدث عن العمل قبل صدوره في لايف مع الكاتبة الجميلة ريم جمعة و أنا تحمست له جدا و بعد قرأتي للرواية أستطيع أن أقول أنني وجدت بها ما تطلعت إليه بل أفضل و استطاعت الكاتبة أن تخلد ما حدث في تلك المنطقة بوصولها لأُناس لأول مره يعرفون عنها مثلي.
اللغة فصحى سرداً و عامية حواراً للتتناسب مع الرواية
الغلاف تحفة و عنوان الرواية مناسب جدا و يعبروا بشكل كبير عن الرواية
وجدت اقتباسات كثيرة أحببتها
المرة الثانية التي أقرأ فيها للكاتبة بعد المجموعة القصصية كفن حرير و لاحظت التطور الكبير في الأسلوب و اللغة و أحببت الرواية و استمتعت بها جدا.
Displaying 1 - 8 of 8 reviews