أما بعد فقد وجدنا أن تُخفى كنوز رحلة ابن بطوطة في مكان لا يعلمه إلا ثلاثتنا، لعلها تكون سعدًا لزمان من يجدها وعلاجًا لمن أراد من الدنيا ابتهاجًا، وهبة لمن سعى في الأرض خيرًا وبحثًا لنفع الناس، وبعد أن قضت العقول وحكمنا بالمعقول والمنقول، ولما كانت ذخائر الأرض ونفائس الخبايا مطمح الآمال، فكان لنا من المشورة على شمس الدين ابن بطوطة بإيداع كنوزه التي جمعها من سائر الأمصار في خزانة لها اثني عشر مفتاحًا، فإن كانت همم الرجال في زمان ما، مثل همته حفظه الله، لأتاه الله من فضله وسار على درب الترحال، بحثًا بين الأمم ولقي الملوك والعلماء في سائر الأقطار. ولعل قارئ رسالتي هذه التي حفظنا منها نسخة منها بحوزة واستزادة أمير المؤمنين أبو عنان المريني، ونسخة أخرى بطنجة حيث أضاف لها ما أضاف وذيلها الشيخ الرحالة بعجائب الكلمات، وقد زدنا في كل نسخة ما ورد على لسان ثلاثتنا من دوافع لفعل ذلك، وكل منا أخذ على عاتقه إخفاء رسالته، وإن كانت المقاصد خيرًا فعلى من يجد الذخائر أن يُخرج ثلثها إلى الله لعلها تكون شفاعة وصدقة لمن أتوا من بعدنا..
كاتب روائي وباحث تاريخ، من مواليد عام 1984 بمدينة الإسكندربة - مصر، حاصل على بكالرويوس نظم معلومات ودبلومة في صناعة السينما الديجتال، ترشحت أعماله وفازت بجوائز أدبية وترجمت إلي عدة لغات، صدر له: * رواية طريق الحرير * رواية البشرات – النبضة الأندلسية الأخيرة * رواية ابق حياً * رواية " باري – أنشودة سودان - الفائزة بجائزة كتارا للرواية العربية عام 2018 عن فئة الرواية المنشورة. * رواية الحاج ألمان - الأكثر مبيعا في معرضي القاهرة والدار البيضاء عام 2020. * رواية حكاية الأشبوني - القائمة الطويلة لجائزة راشد بن حمد الشرقي عام 2019 * رواية ذئب وحيد - ثلاثية تلال الشمس - القائمة القصيرة لجائزة ساويرس 2022 * رواية بابر - ما روي عن ابن أيوب - * رواية بنو الأزرق - الجزء الثاني من ثلاثية تلال الشمس * رواية رجال وآلهة * رواية ربيع ممطر وهي جزء أول من سلسلة تاريخية فانتازية * رواية سيد النار - الجزء الثالث - من ثلاثية تلال الشمس
كما كانت له مشاركة متميزة في كتاب " التاريخ كما كان " بجزئيه مع مجموعة من الباحثين في التاريخ - فريق بصمة -
مقالات وأبحاث : * مقال ليبانتو 1571 - القائمة القصيرة لجائزة إضاءات للمقالات والأبحاث التاريخية * بحث تاريخي بعنوان " إمارات أوروبا المسلمة " وتم نشره في سلسلة مقالات على موقع ساسة بوست . * بحث تاريخي بعنوان " غرناطة رمانة الجنة الأخيرة " وتم نشره في سلسلة مقالات على موقع أندلسي . كما كان له العديد من المقالات التاريخية بعدة مواقع ومدونات إلكترونية .
يطرق الكاتب مناطق جديدة ويبتعد عن الرواية التاريخية، ليكتب رواية معاصرة مليئة بالتاريخ، تدور أحداثها بين إسبانيا والمغرب في رحلة بحث عن مخطوطات وكنوز مفقودة واثني عشر مفتاحًا..
تبدأ الحكاية باكتشاف فرناندو، أثناء عمله وأرشفته لوثائق قديمة، رسالة أو مخطوطة مخبأة بين غلافي كتاب. يقوده هذا الاكتشاف إلى رحلة إلى المغرب ومدنها الساحرة، باحثًا عن دلائل قد توصله إلى جنة عدن وعلاقتها بابن بطوطة.
الرواية هي الجزء الأول من سلسلة لا أعلم عدد أجزائها، وهي بمثابة مقدمة تُرسم فيها الخطوط العريضة للأحداث وتُعرَّف الشخصيات الرئيسية، لكنها تنتهي بأسئلة كثيرة دون إجابات واضحة.
القصة جيدة نوعًا ما كمقدمة لتأسيس الشخصيات وتوضيح الإطار العام للسلسلة، وهي سريعة الإيقاع تتخللها الكثير من الوصف والمعلومات التاريخية، مع بعض التشويق. غير أن ما كان عنصر قوة في الرواية في البداية أصبح مع الوقت نقطة ضعف، إذ إن الشخصية الرئيسية، رغم كونها جيدة، تفتقر إلى التميز، وتتحرك فقط لتنبهر بالحضارة الإسلامية/العربية/الأندلسية، مما أدى إلى نوع من الرتابة.
أسلوب السرد يشبه إلى حد ما أسلوب "دان براون"، وإن كنت لا أعرف إن كان من الممكن تصنيف الرواية ضمن أدب **التشويق والإثارة**. ورغم سرعتها، إلا أنها تفتقر إلى عنصر الحركة الحقيقي؛ فالشخصيات تنتقل من مكان إلى آخر فقط، تسرد أوتُسرد لها معلومات تاريخية دون أن تكون فاعلة حقًا في الأحداث. يمكن تشبيه الحبكة بمجموعة من * (checkpoints)* تمر بها الشخصيات سريعًا دون أن تترك أثرًا واضحًا.
لا توجد خاتمة فعلية للرواية، بل مجرد فتح لأسئلة جديدة. حتى الحدث الأخير لم يكن مؤثرًا بالشكل الكافي، وجاء سريعًا، ومن الواضح أن تبعاته ستظهر في الجزء القادم، لكنه لا يشكل نهاية مرضية لهذا الجزء بحد ذاته.
السرد التاريخي جيد جدًا، ويجعل القارئ يتخيل المواقع والمعالم التاريخية، بل ربما يدفعه إلى البحث عنها في الواقع. ومع ذلك، فإن كثافته في رواية بهذا الحجم جعلها أقرب إلى أدب الرحلات منها إلى رواية تشويق، وربما يكون هذا ما أراده الكاتب أكثر من كونه يسعى لكتابة عمل مشوق.
بالنسبة لي هذه الرواية هي الأضعف بين أعمال الكاتب السابقة من اعمال كثير عظيمة. ومع ذلك، قد يتغير هذا الحكم عند اكتمال السلسلة، وأنا بانتظار أي عمل للكاتب، أوالجزء الأخير من ثلاثية تلال الشمس..
لا يفت إبراهيم أحمد عيسى أن يصنع عالمًا ساحرًا. ربيع ممطر جزء من سلسلة جديدة، مغامرة لا تفتقر لأي ركن من أركانها، في جلسة واحدة تسافر إلى مدريد وفاس وطنجة، تعيش مع الأندلسين، وتتبع سر ابن بطوطة، وتعيش قصة حب نهايتها دامية. فرناندو.. بطل جديد من رجال إبراهيم أحمد عيسى، نبيل، باحث، شغوف بعمله. عمل متين الأركان، كنت أُفضّل لو نُشر كاملًا دفعة واحدة لا على أجزاء. أُهنئ نفسي دومًا بصدور عمل جديد لإبراهيم لأنه يعرف كيف يمسك بيدي ويقودني إلى حيوات جديدة.
إبراهيم أحمد عيسى كاتب مضمون، تقرأ و انت عارف انك هتتبسط. رواية صغيرة جميلة، رواية كتبت ليا، انا بحب النوع ده جدا. رحلة استكشاف و معلومات و اجواء تخرجك برا بلدك و هو دايما ناجح في ده ، رواية صغيرة لم يسهب في التفتصيل و الوصف، لغة بسيطة و سهلة، البطل هي الحكاية نفسها بعيد عن اي تعقيدات تانية. انا استمتعت جدا و في انتظار الجزء التاني.
قصيرة بديعة، شيقة ماتعة، على صغرها مليئة بالأحداث والتفاصيل، والروائح والصور.
دور البطل هذه المرة يذهب للقصة ذاتها، لا الأشخاص. ننتقل معها بين الأماكن والأزمنة والبلدان والذكريات، مما يوفر دوماً سبباً للتطلع لما سيأتي بدون ملل أو سابق توقع.
ريڤيو رواية ربيع ممطر..✨💚 للكاتب إبراهيم أحمد عيسى ✨
في رواية تنبض بالتاريخ والغموض، يأخذنا الكاتب في مغامرة فريدة، لا إلى عوالم الخيال فقط، بل إلى قلب الحضارة الإسلامية، عبر رحلة بحث مشوقة تبدأ لا مع ابن بطوطة، الرحالة الشهير، بل إليه.
تدور أحداث الرواية حول "فرناندو"، الباحث الإسباني الشغوف بالتاريخ، الذي ينطلق في رحلة طموحة قد تغيّر حياته، وربما تخلّد اسمه في سجلات العظماء. من مدريد إلى فاس، ثم طنجة فالدار البيضاء، تتكشف لنا المدن المغربية ليس كمجرد خلفية للأحداث، بل كأبطال نابضة بالجمال والروح. نرى المغرب بعيني فرناندو، بانبهاره بعراقتها وروحانيّتها، لا سيّما داخل مساجدها، حيث تتجلّى الرهبة والجمال في آنٍ واحد.
تتمحور الرواية حول مخطوطة غامضة، يُقال إنها مفتاح الوصول إلى "عدن"، الجنة الموعودة، لكنها قد تكون في النهاية مجرد سراب. هذه الفرضية تنسج خيوط الترقب والتشويق، حيث تتلاعب الحقيقة بالوهم، ويختلط الحلم بالواقع.
ما يميز الرواية حقاً هو أسلوب الكاتب السلس والمشوّق، الذي يدمج بين المعلومة التاريخية والخيال الأدبي ببراعة تحبس الأنفاس. كما لم يغفل عن الإشارة الذكية لمحاولات طمس التاريخ الإسلامي، خاصة إنجازات العلماء المسلمين، في نقد ناعم لكنه مؤثر.
انتهى الجزء الأول من الرواية، وترك القارئ معلّقًا بين الأسئلة والاحتمالات: هل سيصل فرناندو إلى مبتغاه؟ هل ستخلّد رحلته اسمه في التاريخ؟ أم أنه، في نهاية المطاف، يطارد وهماً لا وجود له؟
اقتباس
"عجيب أمرنا نحن البشر حالما تكون كل أحلامنا متاحة التحقيق، ننسى الموت ونأمن غدر الزمان، وفي خضم رحلتنا تفاجئنا الحقيقة الوحيدة في هذه الحياة"
📖تلعثم فرناندو وعيناه تتفحص ما كُتب في الورقة.. حروف غير عربية منظمة، كلمات لايستطيع قراءتها، رسوم صغيرة لمواقع نجوم ربما أو هي لُغز ما.. مربعات صغيرة رُسم فيهت مفاتيــح قام بإحصائها في عجالة، إثنا عشر مفتاحاً.. لكن اللغة ليست مفهومة علي الإطلاق..عرضها على رشيد فجحظت عيناه يستطيع تمييز اسم من بين تلك الكلمات.. "أبو عنان فارس المريني"
تبدأ الحكاية من مدريد من مخطوطة قديمة طويت في وحفظت داخل غلاف كتاب قديم، عليها توقيع محمد بن جزي الكلبي وهو الذي أملى عليه ابن بطوطة أخبار رحلته في كتاب تحفة النظار، يحكي في هذه المخطوطة الغريبة عن مفاتيح عدن الموزعة على عدة أقطار... وفقط شاب أسباني باحث تاريخي قرر الذهاب للمغرب من حيث بدأت الحكاية ليكشف سر هذه المفاتيح وهذا الكنز.. فهل سينجح وهل سيصل بسلام.. الرواية "العدد الاول منها" عبقرية وبتحكي جزء مهم من حياة ابن بطوطة والعصر التاريخي في الفترة دي... السلسلة هتكون مشروع عظيم.
🔷️️اسم الرواية : ربيع ممطر 🔷️️اسم الكاتب : إبراهيم أحمد عيسى 🔷️️نوع الرواية : تاريخية - تشويق 🔷️️اصدار عن : كتوبيا للنشر والتوزيع 🔷️️عدد الصفحات : ١٠٩ صفحة 🔷️سنة الإصدار : ٢٠٢٥ 🔷️️التقييم : ⭐️⭐️⭐️⭐️
- فكرة لامعة ان يتم دمج الحاضر بالماضر خاصة لو كتب بطريقة انسيابية مشوقة على هيئة كنز ومفاتيح يبحث عنها البطل للوصول إلى الكنز ، الكنز المرتبط بالأندلس وتاريخها وأراضيها ، حيث وجد فرناندو مخطوطة قديمة ترجع لإبن بطوطة في اثناء ترميه لمكتبة في أسبانيا ، ليبدأ معها السحر والبحث عن ثمانية مفاتيح وخريطة تؤدي للكنز المفقود ، فهل سيتطيع بمساعده صديقه المغربي الوصول لأول مفتاح في أرض المغرب الجميلة !!
- في رواية صغيرة ولكن مليئة بالمعلومات التاريخية والجمال والسحر تجعلك تتوقف للبحث ومشاهده المعالم السياحية بنفسك منبهراً وفخوراً بالحضارة الإسلامية وجمالها وتراثها القديم وما كان معها من حكايات حقيقية او محض خيال ..
- أحببت بداية السلسلة وفكرتها وتحمست لأكمل البحث عن المفاتيح ومشاهدة مدن جديده وتراث لا اعرفه ، أحببت اني انهيتها سريعاً واستمتعت بوقتي معها وفي إنتظار القادم بكل حب ...
التقييم: 🌟🌟🌟🌟/ 5. ربيع مُمطر -مفاتيح عَدَن- الجزء الأول..
هِيه يابن شمس الضحى.. أليس كل زيفٍ في أصلهِ حقيقة؟!
كالعادة، عالمٌ جديدٌ متكامل الأركان، يسبر أغوارهُ إبراهيم أحمد عيسى ببراعةٍ ومهارةٍ لا مثيل لها! بلغةٍ فصيحة وسردٍ سريع يقطع الأنفاس، يحثك على المضي قدمًا بين سطور الرواية القصيرة رغمًا عنك.. متلهفًا لتعرف نهاية الحكاية وتفاصيل القصة..
يأخذنا من مدريد إلى فاس، ومن فاس إلى طنجة حيث الحضارة والمجد، في رحلةٍ طويلةٍ حماسية.. رحلةٍ لا دليل يُسيّرها سوى مخطوطةٍ غامضة من حُقبةٍ مضت، خُبئت بمهارةٍ وعنايةٍ فائقة في غلافٍ كتابٍ للزراعة لا يخطر على بالِ أحد، ليتم إكتشافه بعدها بالصدفة البحتة.. ومن هنا تبدأ الرحلة الفعلية..
مخطوطة تتحدث عن ذلك الكنز المجهول.. كنز إبن بطوطة! أبو عبدالله محمد بن عبدالله اللواتي الطنجي.. ذلك الرحَّالة العظيم الذي جاب الأرض من مشرقها إلى مغربها لقرابة الـ 30 عام.. ليموت بعدها تاركًا كنزه النفيس لصاحب السعد والهمة في خزانةٍ مجهولةٍ لها إثنى عشر مفتاحًا.. مفتاحًا تلو الأخر بترتيبٍ دقيقٍ يفتحُ علينا أُفقًا كثيرة لأحداث تاريخية هامة وأسماء تاريخية عظيمة ذات أثرٍ عظيم وأماكن أعظم.. تشعر معه وكأنك هُناك معهم.. لا هنا.
رواية رائعة وخليطٍ مُبهج! خليطٌ سلس بين التاريخ والغموض والحبكة المثيرة.. أعجبتني البداية جدًا *مشهد رومانسي جميل على غير العادة.. ليس بمراهق ولا طفولي كما هو طبيعة حال الكثيرين* وتفاجئت بالنهاية الحزينة أكثر! والتي تتناسب تمامًا مع البداية..
أهكذا هي طبيعة الحياة؟ لا تهدينا فعلًا ما نُحب! بل وتختبرنا في أكثر الأشياء عمقًا في قلوبنا؟!! اسأل الله ألا يختبرني فيمن أُحب.. وألا يُحملني ما لا طاقة لي به.
أبدعت كعادتك، وأنتظر منك باقي الأجزاء بفارغ الصبر..