كتاب مهم يبرز لنا مؤلفه محمد بن يوسف السنوسي ، الصوفي ، والفقه والمنطقي والمتكلم بحلة أخرى وهي حلة الطبيب الخبير بأصناف الأمراض وأنواع الأدوية.وينصرف موضوع الرسالة إلى شرح حديثي النبي صلى الله عليه وسلم: المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء، وأصل كل داء البردة. وقد جعلهما السنوسي حديثا واحدا.وقد اشتملت الرسالة على عدد من الأفكار والمسائل التي لا يفطن إليها إلا الحذاق من الأطباء، ولأهمية الرسالة فقد اقتبس منها العلامة ميارة محمد بن أحمد الفاسي في كتابه: مختصر الدر الثمين - See more at: http://jamalon.com/ar/catalog/product...
الإمام أبو عبد الله السنوسي هو محمد بن يوسف بن عمر بن شعيب السنوسي ويلقب أيضاً بالحسني نسبة للحسن بن علي بن أبي طالب من جهة أم أبيه، وهو تلمساني أيضاً نسبة إلى بلدة تلمسان. وهو عالم تلمسان وصالحها وزاهدها وكبير علمائها ومن كبار المشهورين فيها، حتى قيل فيه «إنّ سمعته تغني عن التعريف به».
لم يحدد تاريخ ولادته بشكل دقيق إلا أنه من المتفق عليه بين أغلب المؤرخين أنه ولد بعد سنة 830 للهجرة.
له في العلوم الظاهرة أوفر نصيب، جمع من فروعها وأصولها السهم والتعصيب، كان لا يتحدث في فن إلا ظن سامعه أنه لا يحسن غيره سيما في علوم التوحيد والعلوم العقلية، كان لا يقرأ في علوم الظاهر إلا خرج منه لعلوم الآخرة سيما التفسير والحديث وذلك لكثرة مراقبته لله تعالى كأنه يشاهد الآخرة. قال تلميذه الملالي: «سمعته يقول ليس من علوم الظاهر يورث معرفته تعالى ومراقبته إلا علم التوحيد وبه يفتح في فهم العلوم كلها وعلى قدر معرفته يزداد خوفه». وكان حليماً كثير الصبر ربما يسمع ما يكره فيتعامى عنه ولا يؤثر فيه، بل يبتسم، وكان هذا شأنه في كل ما يغضبه. وقال الملالي: سمعته يقول: «ينبغي للإنسان أن يمشي برفق وينظر أمامه لئلا يقتل دابة في الأرض».