فى الجزء الثانى من واحدة من أجمل روايات الأدب العربى الحديث نتتبع إبراهيم الثانى، الذى هو نفسه إبراهيم الكاتب، ولكن بعد أن غيرته دروب الحياة، وتصاريف الزمن، فقد تزوج من «تحية» بعد أن حاول الهروب منها إلى «عايدة» ففشل، والآن بعد التى يهيم بها ابن عمها «صادق».. من يا تُرى سيفوز بميمى؟ ومن يا تُرى ستنعم برفقة إبراهيم؟
إبراهيم عبد القادر المازني، شاعر وناقد وصحفي وكاتب روائي مصري من شعراء العصر الحديث، عرف كواحد من كبار الكتاب في عصره كما عرف بأسلوبه الساخر سواء في الكتابة الأدبية أو الشعر واستطاع أن يلمع على الرغم من وجود العديد من الكتاب والشعراء الفطاحل حيث تمكن من أن يوجد لنفسه مكانًا بجوارهم، على الرغم من اتجاهه المختلف ومفهومه الجديد للأدب، فقد جمعت ثقافته بين التراث العربي والأدب الإنجليزي كغيره من شعراء مدرسة الديوان.
التلكع سبيلي هذه الأيام، مكثت أقرأها أياما بل أسابيع، أحببت كل حرف، عشقت كل كلمة، لم أكن أريدها أن تنتهي البتة ماذا؟ موعد القراءة؟ لا لن أقرأ، سأضيع الوقت، سأشاهد ما لا يسر و لا يضر، سأرتع في أي مكان حيث لا أقرأ، إني خائف ستنتهي و أكر لأقرأ أي شيء آخر لأي شخص آخر غيره لا أريد ذلك أرغب فقط في قراءة المازني ما تبقى من حياتي إلى أن أموت و لكن إلى متى ؟ لا أستطيع تأخيرها أكثر من ذلك، للأسف انتهت و غادرني صديقي إبراهيم ولا أدري الآن ما أنا بفاعل دونه رحمك الله يا مازني.
رواية جميلة وشيقة واجمل ما فيها هو اسلوب المازنى البليغ والضليع فى اللغة وكذلك الحس الساخر الذى يكتب بة ويميزة عن كل الكتاب. وتظهر عبقرية المازنى فى الفصل الاخير فى حوارة مع نفسة نجد انة يكلم نفسة بأشد مايكون وبلا رحمة ولا هوادة وكأنها نفس شخص ثانى يخرجة امامة ويواجهة.
التحول الذي طرأ على شخصية عايدة كان مفاجئاً، وهكذا نجد المازني يفاجئ قارئه بتطوير الأحداث والشخصيات بطريقة سريعة وغير متوقعة وهذا في نظري قلة صنعة منه ودليل على أنه يفتقد للحبكة الروائية.
ـ لعل إبراهيم المازني تأثر في روايته هذا بقراءاته في الأدب الفرنسي الذي كان يشيع فيه إبان ثلاثينات وأربعينيات القرن الماضي التناولات الجنسية المكشوفة والتي كانت تحلل أدق العلاقات الحميمة التي تربط بإطار غير شرعي صلة الرجال بالنساء، ولا شك أن تناول المازني لها كان لطيفاً للغاية بل كان غاية في الحياء مقارنة بمجايليه.
رواية عادية لكن لغة وأسلوب ابراهيم المازني يجعلانها جيدة فارق كبير جداااا بين ما يكتب اليوم وما كان يكتب بالأمس ليت كتابنا المعاصرون وخصوصا الشباب منهم يقرأون ليتعلموا
رواية مكملة لروايته الأخرى "إبراهيم الكاتب" قصص المازني قد تكون سطحية، أو فيها ذكر للخمر وبعض التجاوزات، وقال عنه الطنطاوي في مذكراته:
"على أني أحببت المازني وكنت أطرب لأسلوبه وفكاهته وسخريته، وتأثرت به حيناً وحاولت تقليده، ولكن من أين لي خفّة روحه؟ وإنْ كان يؤذيني منه تهاونه بأمر دينه وكلامه عن شرب الخمر كأنه يتكلم عن شرب الشاي"
أقول: لكني أطرب لبيانه وقلمه، وأعجب لفلسفته وآرائه التي يبثها في رواية، كأن يقول:
أرى أنه يكون خيرًا لبنيِّ أن يبدأوا حياتهم فقراء، لا تستغربي؛ لقد كنت في حياة أبي -وإذ أنا في رخاء ورغد- تلميذًا بليدًا، خائبًا، فلما مات وحلت بنا الفاقة، ذهبت البلادة، وتعودتُ الجلد، واستفدت القدرة على معاناة الحياة، ومغالبة الصعاب، وخوض العباب. كلا، لست أوثر لأبنائي -لو كان لي أبناء - الترف واللين والطراوة، ولحسب كل ولد أن يكفل له والداه الكفاية من التعليم، وخير له بعد ذلك، أن يقذف به في بحر الحياة المتلاطم.
وقد صدق المازني، فقد مات وترك زوجته وطفلاً له بلا معونة، حتى أن طه حسين كان يطالب الحكومة أن يصرفوا شيئا لزوجته وطفله، ثم أصبح طه حسين وزيرا للمعارف وصرف لهم مالاً يعينهم على شظف العيش.