ولد بمحافظة المنصورة بمصر سنة 1969 م . بدأ حياته متدينا ، حيث تربى في مساجد السلفية بمحافظته ، واعتقل لأيام قصيرة من أمن الدولة وهو في مقتبل الشباب . تخرج في كلية الهندسة جامعة المنصورة ، وكان ذكيا فائقا ـ وله في ذلك أقاصيص مع أساتذته وزملائه وبعض مشروعاته في التخرج ـ وكان من أوائل دفعته ، وعين فيها معيدا ، ثم تركها لظرف شخصي .
ـ طلب العلم :
بدأ مشواره الفعلي مع العلم عقب سفره إلى الكويت سنة 1996 م ، حيث عمل مهندسا للكمبيوتر في بعض الشركات الخاصة ، حتى استقر به الحال في وزارة الإعلام ، ثم لجنة التعريف بالإسلام ، ثم مبرة الآل والأصحاب .
طلب العلم الشرعي أول مقدمه الكويت ، فكان يحضر في بعض الأيام خمسة دروس ، بعد الفجر والعصر والمغرب والعشاء ، إضافة لدوامه وعمله الرسمي . سمع الكتب الستة ومسند أحمد وموطأ مالك وغير ذلك في مشاريع سماع الكويت منذ أول انعقادها ، وله شهادات الاعتماد الخاصة بذلك ، وله تعليقات وتقييدات مما كان يذكره المشايخ المجيزون أثناء القراءة .
وحضر على أغلب المشايخ وطلبة العلم في الكويت ، وأبرزهم الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق وقرأ عليه ، والشيخ عثمان الخميس ـ وله به علاقة خاصة ـ ، والشيخ صالح النهام ، والشيخ شافي العجمي ، والشيخ مبارك الميلي في علم المخطوط ، وغيرهم .
وحضر في مصر للشيخ الحويني والشيخ مصطفى العدوي والشيخ النقيب والشيخ محمد حسان ، وله علاقة حسنة بأغلب طلبة العلم والمشايخ في المنصورة .
ـ التخصص العلمي :
بدأت رحلة أبي رائد مع المسيحية ودراستها بحادث طارئ ، حيث كان من زملائه في العمل بعض المسيحيين ، وكانت تجري بينهم بعض المناقشات بطبيعة الحال ، وفي بعض تلك النقاشات جرى على لسان بعض المسيحيين ما معناه أنه يفهم أكثر منه في الإسلام ، وهو لا يعلم شيئا عن المسيحية ! ، فكان أن صمم أبو رائد على دراسة المسيحية دراسة معمقة . ولم يكن ذلك غريبا عليه ، فقد كان أبو رائد شغوفا طلعة طبعًا في أي مجال يقرأ فيه ، سواء في علوم الشريعة ، أو علوم الحياة على اختلاف أنواعها ، محبا للتصوير ، والأجهزة الكهربية ، والطبخ ، والمخطوطات .
كان أبو رائد عصاميا ، سواء في حياته العملية ، حيث نشأ في أسرة متوسطة ، وكافح في دراسته وكان مجيدا فيها ، وتزوج وأنجب وسافر .
وكذلك في حياته العلمية حيث بدأ تعلم المسيحية من الصفر ، فأخذ يجمع الكتب ، والمخطوطات ، ونسخ الكتاب المقدس ، ويقرأها ، وتعلَّم الأبجدية اليونانية وقواعدها العامة ، وكان مجيدا للإنجليزية بطلاقة ، وسأل من تقدمه في طلب ذلك العلم ، فاستشار الأخ / علي الريس ، وكان يثني عليه كثيرا ويقدمه على من سواه ، واتصل بالأخ / حسام أبو البخاري ، والأخ / حسن علي حسن ، والدكتور / منقذ السقار ، وغيرهم من المهتمين بذلك المجال ، وكان له بهم جميعا علاقة حسنة فاضلة ، حتى استوى عوده ، واستقام له الطريق ، وتوسع فيه جدا ، وجد واجتهد .
طوَّف أبو رائد البلاد ليجمع أمهات كتب المسيحية ، ونسخ الكتاب المقدس ، فسافر لبنان وسوريا وغيرها مما لا أضبطه الآن لشراء الكتب ، واتصل بأمريكا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا والهند والعراق ، وغيرها ، واشترى من تلك البلاد مئات الكتب والمخطوطات ، وأنفق في ذلك أموالا طائلة . تحصل لديه آلاف الكتب عن المسيحية ، باختلاف فروعها ، مما لا يكون عند غيره في أمة المسلمين ، إلا أن يعلم الله .
ولم يبخل بتلك الكتب ، فجعل يصورها ، ويعطي من يراه مستحقا لتلك الكتب حسب اجتهاده ، وعمله ، واحتياجه ، وكان له نظر واجتهاد في عدم نشرها لئلا يستفيد منها النصارى ، وبعض المتعالمين في ذلك المجال .
ـ الدعوة :
كان له نشاط دعوي دؤوب ، ليس له هم إلا نصر الإسلام ، والدفاع عن التوحيد ، ونبوة محمد عليه الصلاة والسلام ، وبراءة عيسى من الشرك ، ولا أبعد إذا قلت إنني لم أر مثله في ذلك الحرص والدأب ، في صحوه ونومه ، كان يقوم من الليل فزعا يبحث عن كتاب تذكَّر معلومة قرأها فيه ليدونها ، وكان يأكل والكتاب والقلم والأوراق في يده ، يأكل باليمني ويكتب باليسرى ، وكان يقرأ في كل أحواله ، حتى في الخلاء عنده كتبه وأوراقه وأقلامه ، وهو من القلة التي قرأت كل مكتبتها ، فقرأ عشرات الآلاف من الكتب تحقيقا لا ظنا ، يعزو إليها بالصفحات ، ويصف لون غلافها وتصميمه ، على اختلاف طبعاتها ، وفجْأَةِ ورودها أمامه ، ويغالط فيها الناشرين وأصحاب المكتبات في مكتباتهم ، ويخضعون له غاية الخضوع بعد استيثاقهم من مَلَكته ، وقد رأيت منه في ذلك ما لا يسع المقام ولا البال لذكره .
مارس دعوته فعليا في أرض الواقع ، فدخل كنائس بيروت ودمشق وسائر أرجاء مصر ، وناقش كثيرا من القساوسة ، والتقى كثيرا من أعلام المسيحية المعاصرة مثل بولس الفغالي ، وبيشوي حلمي ، وغيرهما ، وأذعنوا له . ناقش كثيرا من المسيحيين ، وا