"مستلقٍ.. ظلام ولا أثر لأي ضوء. بعد تحديق.. ألمح نقاطًا مضيئة متناهية الصغر، فأستوعب أنها.. السماء، تتراقص النجوم وتتحرك، فجأة ينشقّ الظلام عن وجهٍ.. مألوفٍ مرتعبٍ "سيقتلونني" يصرخ ثم يهيل التراب عليَّ ويردم القبر.. حتى أختنق وأفزع من النوم".
قعدنا نسخر من الخليج وما ينتجه من شتى السلع و شتى المنتجات (حتى الأدبية منها) وحصرنا نفسنا في زاوية (المجتمع المصري العظيم والثقافة المصرية العظيمة و احنا أم الدنيا و أهم ما في العرب وبلابلابلا ) والنتيجة : تطور خليجي في شتى المجالات (والأدبي منهم ) وانحدار بشع ومزري , وحتى لو ظهرت موهبة أدبية جيدة إلى حد ما , تجمع حولها نوع من التنابلة والمريدين (وليسوا بمحبين) وكالعادة المصرية الأصيلة يفتكر نفسه إله , ودستويفسكي زمانه ومحفوظ أوانه ,
والنتيجة يا سادة : أن كل عام يظهر اسم خليجي (سواء لروائي أو لرواية) يستحقوا الاشادة والتهنئة , وبقينا نستنى ابداع مصري حقيقي كانتظار بدو لمطر طالت غيبته .
المهم :نحن أمام عمل جيد على مستوى سردي رفيع المستوى , مع عمق نفسي بسيط وواضح وعلى دراية عالية بالنفس الانسانية ,
عمل نابع من قلب المجتمع (الكويتي ) وأنا أحب الأعمال المهمومة بقضايا أوطانها , وهذا عمل مهموم بالوطن , تناول شتى طوائفه و معتقداته بعرض واضح وصريح يضعك في قلب المجتمع .
العمل اتخذ عنوان له (لا تقصص رؤياك) وكانت للسورة الكريمة (يوسف ) أثرها الساحر في جوانب الرواية , سورة يوسف : تلك السورة ساحرة الأثر عظيمة الأحداث , فبها ما يشفي غليل أي مهتم بالنفس الانسانية , من ضعف وقوة , وعهر وشرف , حكمة وغباء , بها من التسرع والتمهل البشري ما يجعل الجنس الانساني كله يروي بها ظماه حين تضيق بها الدنيا , ومهما كان تدني درجة تدينك , لا يمكنك أن تخفي تأثرك بهذا الجزء من الذكر الحكيم.
العمل مكتوب بدرجة عالية للغاية من التثقف , ثقافة ظهرت جلية في توظيف الكاتب لاسم العظيم (ساراماغو ) والاستخدام المفيد لرواياته . التذكر هو توأم الحلم , كلاهما مهما مددت يديك فلن تقتطف إلا الحسرة
ومن خلال التذكر يعرض الكاتب لذكريات شخصيات روايته , وما مرّ عليهم من أحداث وما يعتمل في المجتمع من تناقضات وعيوب . أليست الحياة في النهاية عبارة عن أقفال , ولربما تضيع أعمارنا في محاولات فتح القفل الخطأ ؟
أقفال وأقفال وأقفال , نقابلها فنظن أننا عفنا سرها , ولا نعلم أن ما عرفناه ما هو إلا خدعة يمارسها البشر علينا , قناع نستتر كلنا خلفه , خشية ألم ما , وحزن ما , وهروب من ذكرى سيئة نخاف أن نواجهها مرة أخرى , والنتيجة : عمر كالفراغ يمر بنا ولا نجني منه شئ , لأننا ظننا أننا الأذكر ولكن كلنا كان يخدع بعضه بعض .
المهم : العمل جيد للغاية , من لغة متمكنة , لا عيوب ولا أخطاء فيها إلا ما ندر , تمكن لغوي باستخدام جيد للألفاظ وكتابة صحيح للحروف , وتصريف للأفعال ومصادرها . أحداث العمل : مرسومة بدقة وتمكن , أحداث وصلت إليك مباشرة من قلم الكاتب . شخصيات العمل : متنوعة كالطوائف المقدمة من خلال العمل , أشخاص ليست كرتونية , بل هي أشخاص تعرفها أنت وتقابلها حتى وإن اختلف مجتمعك عن مجتمع الرواية .
لم أجد مبرر لتوضيح الكاتب في نهاية عمله , وجدته في غير محله .
رواية ممتعة وجريئة ومكتوبة بوعي وانتباهٍ شديدين. أعتقدُ بأن الحمادي برهن على قدرته على الكتابة بتعدّد الرواة، كان لكل صوت فرادته وخصوصيته. ومن الجميل منه أنه ترك للشخصيات أن تتنفس وتتكلم على طريقتها، ولم نجده جاثما على صدرها بوجهة نظره الخاصة يحاول قسرها على رؤية الأمور من زاويته. الرواية ديموقراطية إلى حدٍ بعيد، مخلصة لتعددية الآراء ووجهات النظر. وهي وجهات نظر نمطية في العموم، حيث كل شخصية هي ابنة بيئتها. حيث موقف القبيلة والطائفة والطبقة الاجتماعية يطغى على موقف الفرد وتوجهه السياسي. مؤسف؟ صحيح، وواقعي أيضًا. أحببت توظيف الأحلام وأعتقد بأنها صيغت ببراعة. أحببت اللوحة أيضًا، والعنوان. اشتغال الحمادي على عتبات النص كان واضحًا. لم يعجبني فقر الرواية بالمشاهد، أعتقدُ بأن رواية تتناول موضوعاتٍ كهذه يمكن أن تكون أجمل بكثير لو تمت مشهدة معظمها. لم يعجبني حضور الحمادي كشخصية في الرواية. لم أجد له مبرّرًا، وعلى افتراض أنه كانت هناك جلسات مراجعة من الحمادي لمسودة بسّام، أستغربُ ألا يقوم الروائي بإزالة وجوده من الرواية. وجوده لم يشكل إضافة، أجده - على العكس - انتقص من العمل. أعتقدُ بأن الحمادي يكتب بحرفية، يمكن أن نطلق عليه لقب "صنايعي". وهذا بالتأكيد أفضل من ملايين الروايات التي تكتب من وحي الصدفة وكيفما اتفق. المشكلة الوحيدة هي المبالغة في الصنعة، من الجميل ألا يرى القارئ آثار حرفتك على نصك
لا أحد يحب رؤية الخيوط في مسرح العرائس، والعقد أسفل السجادة الفارسية الجميلة.
- مع نهاية هذه الرواية كان بيت شعر البردّوني يجول بخاطري: "فظيعٌ جهل ما يجري... وأفظع منه ان تدري"، فهذه الرواية البانورامية بشقّها السياسي قد جالت على معظم أطياف المجتمع الكويتي وأنتقت الأسوأ او الأكثر تعصبًا من كل فئة وجمعتهم بين دفتي كتابٍ واحد. وفي شقّها الإجتماعي طرقت ابواب العنصرية، الريعية، التجنيس والحرمان من الجنسية، الإيمان ومظاهر الإيمان، الحريات، الوطن والوطن البديل والهجرة، العادات، الموالاة والمعارضة، والكثير من الأفكار.
- العنوان "لا تقصص رؤياك" اتى بمقابلة ممتازة مع "كل الأسماء" لساراماغو (المذكور في الرواية) وبنفس التضاد، وكان الحمادي امينًا لرؤية امبرتو ايكو في اختيار العنوان المحيّر.
- أستعمل الكاتب تقنية تعدد الأصوات في هذه الرواية، وأظن ان هكذا رواية ما كانت لتكتب بغير تقنية، أجاد جدًا في الغوص داخل كل شخصية وابراز ما تفكر فيه وكيف تفكر فيه، اللغة عذبة خصوصًا في الجزء الثاني من الرواية (بعد انتهاء ال100 صفحة الأولى). البناء الروائي كان لعبة من الكاتب (وقد تكون حقيقية، لكن هذا لا يهمّ) وسأعود لاحقًا لهذه النقطة.
- الشخصيات كانت كثيرة وعديدة، لكن هذا لم يزعجني على الإطلاق بل أكمل الصورة من زوايا عديدة، هناك مبالغة في آراء الشخصيات جميعها، لكنها مبالغة مقصودة على ما أعتقد للتحذير من مغبّة التطرف بالآراء والإنسياق خلف العصبيات والإستقواء بالخارج (شرقًا كان او غربًا). شخصية عبد اللطيف الغسّال والتي تقابلها شخصية الدكتور النفسي كانت مقابلة ملفتة ما بين الدين والعلم، لكن الشخصية الأفضل دون منازع كانت شخصية يوسف.
- سلبيات الرواية: 1- الجزء الأول، والذي كتبه بسّام حسب سير القصة والتوضيح، كان باهتًا مقارنة بالجزء الثاني، ولو انني اتفهّم وجهة النظر هذه، إلا انني اقرأ اسم الحمادي على الرواية وليس بسّام، لذلك فقد كان هناك فرقًا شاسعًا بين الجزئين، أسلوبًا ومضمونًا ولغةً وعمقًا. 2- تكرار اسم الكاتب في الجزء الأول لأكثر من عشر مرات. 3- ترداد "سأخبركم عن لاحقًا"، "سأذكرها في مكانها" "سأروي هذا كله لاحقًا" "سأخبركم بعد قليل".... (يجدر التنويه الى انها كانت كلها في الجزء الأول) 4- التنويه في البداية والتوضيح في النهاية، لزوم ما لا يلزم. 5- عدم معرفة مآل العلاقة بين يوسف ونادية زوجة بسّام. 6- إدراج بعض الآراء على لسان يوسف لا تتوافق مع خلفيته الإيديولوجية ولحظته الآنية. 7- كثرة احلام الشخصيات، بسام و (ن) و يوسف ووكيل النيابة!
- بشكل عام الرواية ممتعة وغنية وصادمة، ثقافة الكاتب واضحة في النصّ خصوصًا في التفاصيل الصغيرة مثل سياسة السيف والمنسف، تقصير العباية، مفهوم العدالة نسبةً للدين، المساواة والعدالة الإجتماعية، أفكار السلفيين الرجعية في موضوع الخروج عن ولي الأمر، العلاقة بين السلفيين والقبائل، بيع القصائد لبعض الأمراء. بالإضافة الى جرأة الكاتب وموقفه الواضح.
أخيرًا، هذه رواية تستحق المنع، و"تستحق" هنا هي في معرض المدح وليس الذمّ. تجدر الإشارة ايضًا الى اننا استضفنا الكاتب في نادي "صنّاع الحرف" وكان حضوره لطيفًا وتقبّل جميع الآراء والنقد الموجه للرواية.
"يحترق قلبي على وطن لم أعرف غيره. الوطن الذي يحرق بيده أبنائه الذين أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف."
رواية "لا تقصص رؤياك" للكاتب الكويتي "عبد الوهاب الحمادي" هي رواية عن كُل الأشياء، رواية عن السياسة، والوضع المشحون -لاحظ أن أحداث الرواية تقع بعد ثورة تونس، وكُل البلاد والأوضاع كانت تغلي وتستعر-، رواية عن العادات والتقاليد وكيف أن الثورة على العادات والتقاليد النابع من النفس، لن يكون كافياً لتواجه مجتمع أعوج، يقتصر مفهومه لأن تكون مقبولاً، أن تكون مُكرراً مثلهم، فلو أحببت أن تخرج عن تلك العباءة المنسوجة لك مُسبقاً، ستكون منبوذاً. وانبثق تحت هذان الموضوعان، الحُب، وكيف أن الحُب لا نستطيع فهم كنهه مهما حاولنا، والمشاعر المُعبر عنها في هذا الجزء كانت دقيقة، ولمستني إقتباساتها، وأحداثها، التي خدمت الرواية.
يُحاول الكاتب "عبد الوهاب الحمادي" أن يبيع لنا أن هذه الرواية مكتوبة من قبل شخصاً آخر، لكي يحاول إقناعنا أن هذه الأحداث حقيقية، البشر الذين نتحدث عنهم، لا يتكونون من كلمات وجُمل، بل هم بشر من لحم ودم وعظام تأن وتتوجع، ولا أعتقد أن الرواية كانت في حاجة إلى ذلك، الأحداث ستشعر أنها مرت عليك من قبل، يختلط فيها الواقع بالخيال أحياناً، ولكن لم تشطح الأحداث إلى تلك الدرجة التي تجعلك تشك أن كل الأحداث قد تكون خيال، رُبما في ذلك الوقت، ولكن الآن، أصبح كُل شيء واقعي. ناهيك بالطبع أن بعض الأحداث الحقيقية التي حدثت بالفعل تستطيع التأكد منها من خلال منصات التواصل الاجتماعي، كاليوتيوب مثلاً، والذي استخدمته لأشاهد أحد الفيديوهات الذي جعلني أدرك أن هذه الرواية مؤلمة، وواقعية، والواقع قبيح، دميم، وأحد أبناء الواقع هو السياسة، رُبما يكون أقذر أبناءه.
"لن نموت إن وجدنا مكاناً لنا في قلب حي."
يأتي عنوان الرواية "لا تقصص رؤياك"، والذي أجده منطقياً، لأن كُل شخصيات الرواية -إذا لم تُخنني ذاكرتي- كانت لها رؤى، مُستمدة من واقعها، ومن لاوعيها الشخصي، الرؤى التي تُربكنا، وتجعلنا نستيقظ هلعين، خائفين، من شيء لا نعرف كنهه، ولكن، لو نظرنا جيداً إلى المرآة سنعرفه جيداً.
تجربة أولى جيدة للكاتب، ستجعلني متشوقاً للقراءة له مرة أخرى إن شاء الله. يُنصح بها.
ثراء لغوي وأسلوب روائي سلس ومشوق تدور فيها رحى عدة حكايات,, ما ينقصها وبوضوح هو الترابط الذي يجعل من حبكة الرواية نسيجاً واحداً .. أحسست بالضياع بين جسد الرواية , ثغرات كثيرة وعطب في بعض محاولات الخروج من بعض زوايا الحكاية..
رغم إستمتاعي بقراءة الرواية , إلا أن النهاية لم تكن جديرة بتلك القدرة التشوقية الممتعة التي أبداها الكاتب في ثنايا روايته..
رواية جميلة .. وإن كانت مزعجة ـ كما وصفها السنعوسي ـ فعلاً :) . لا بأس أن خرجت من القائمة القصيرة للبوكر، فلم يعد المحكِّمين ـ فيما يبدو لي ـ مهتمين بالجمال، بل باعتباراتٍ أخرى كثيرة تدور في الكواليس، ما يهمنا هنا أننا إزاء موهبة كويتية أخرى جيدة جدًا، وقلمٍ روائي مهم ، من بلد إسماعيل فهد وبثينة العيسى وسعود السنعوسي، هنا حكاية تراوغ السرد والأحلام وتقف على أكثر من أرضية بين السياسة والحب وكشف مشاكل المجتمع، يجمع "عبد الوهاب" كل ذلك في روايته باقتدار، وينقل في سرده بين رواته بطريقة الرواة المتعددون رغم أن أحدهم سنفاجئ بأنه سيموت في النهاية ! أتوقع أن هذه الرواية من الروايات التي تحتاج أكثر من قراءة، لأنها قابلة لتعدد التأويلات ..
أتفق مع الأسدقاء الذين أشاروا إلى أن التنويه بأن الرواية ليست للكاتب لم يضف إلى الرواية كثيرًا على كلٍ شكرًا عبد الوهاب الحمادي،
أحببت أن أستهل روايات القائمة الطويلة لجائزة الرواية العربية من خلال رواية عبدالوهاب الحمادي تيمناً برواية البامبو التي أقنعتني كثيراً وما زال صداها يدوي طرباً في مخيلتي ، كما أنني أحترم كثيراً إصدارات المركز الثقافي العربي في إنتقائتها وحيث أن رواية ( ذكريات ضالة) والتي صدرت من نفس الدار جاءت قبل هذه الرواية بشهرين وكاتبها من نفس البلد بيد أنها رواية منظمة ومثيرة بأبعاد تتخطى رواية (رؤياك) التي أتت مليئة بتفاصيل مرهقة تشت وتشتت ،وبرغم ما حملت هذه الرواية من مادة أراد أن يهتدي بها نحو مسار رشيق أجد أنه أتخمها بتفاصيل شوهت رشاقتها ، حظاً أوفر كاتبنا الواعد، الرواية ثوبها فضفاض واسع لا يليق بقوامها ،كثرة التفاصيل ضيعت السياق ، بعثرت التركيز أفقدت النص هيبته
تجربتي الأولى مع عبد الوهاب الحمادي .. أسلوبه ناضج وساخر في مواضع كثيرة قادر على أن يشد انتباهك وأن يسرق منك الإبتسامة موضوع الرواية مهم فهو يكشف لك أمورا كثيرة في المجتمع الكويتي لا سيما الحالة السياسية والإجتماعية في إطار قصة عاطفية ما أجزم إنني لم استسيغه في الرواية هو أن السرد جاء من رواة عدة وأحسب أن بعض الروائيين يفسحون المجال لأصوات أحيانا أدوارها هامشية ووجودها في النص أراه حشوا زائدا .. هناك تفاصيل كثيرة في النص كتبت للقارىء الكويتي تحديدا .. وجهة نظري أن القارىء العربي غير ملم بهذه التفاصيل وطريقة سردها كانت كقطار مسرع غير عابىء بالإنعطافات وبظني أن الحمادي كان يجب أن يهدىء من سرعته في بعض الفصول
بشكل عام النص جيد ووجدت متعة خاصة في قراءته وآمل أن أقرأ له عملا آخر
هي أحد تلك الروايات التي تبقى، وشاهدةٌ على أحداث مرّت بها الكويت، قدمها الكاتب عبدالوهاب الحمادي بحيادية مُتقنة، حتى أني حاولت أكثر مرة أن أستنطق قلمه، أي من الآراء التي ذُكرت تمثل رأيه الشخصي، لم أجد إجابة. رواية سخية بالأصوات والشخوص، لخصّت الساحة السياسية الكويتية، فصّلتها دون مجاملة، وشت برأي السني والشيعي، والفئة ذات الدماء الزرقاء كما يُقال عنهم والبدو، تلك الفئات التي بات تقسيمهم مكسبًا راهنَ عليه حاملو راية التعصب بتعدد أشكاله. بدأت الرواية مفكّكة، توقد أسئلة كثيرة في ذهن القارئ، أجاد الروائي ربطها عند اقتراب النهاية، وفي كل مرة يذهلني، الحمادي يجيد زرع المفاجآت، والتشويق فيها شرارةٌ لا تخبو. كعادتي، أخصص دائمًا وقتًا للقراءة، بينما هنا صارت الصفحات تأكل الوقت، لأجدُني فيها، أشق عبابَ أحداثها، وهي أحد سمات الرواية، لا تريدُ تركك. تمنيتُ لو لم يكن الحوار مباشرًا مع القارئ في بعض المواضع. وأربكتني قليلاً كثرة الأحلام التي عصفت بالرواية، إذ تمنيت لو اكتفى الحمادي بحلم شخصية (بسام)، والذي راح الغموض ينجلي عنه مع اقتراب النهاية. مشهد المدينة الترفيهية برأيي كان عروس الرواية، استوقفني كثيرًا، وأحسن صديقي (وليد الشايجي) عندما وصفه بأنه تلخيصٌ لحالة الكويت، رمزية عميقة، ومؤلمة في آن. قلّة من يُقحم السياسة في الرواية، إذ يراها الكثيرون أنها عنصر يشوّه فن الرواية -خاصةً إذا ما كان العمل الروائي يفوح بتوجه فئة ضد أُخرى أو أُخريات- وإن فعلوا يكتفوا بالإشارة لها، أما هنا، فالمشهد السياسي كان مسرح الأحداث، وبحرفية فخمة صاغه الحمادي في حدوته جميلة، لا تزال أصداؤها تضجُّ في رأسي. ما أحوج الساحة الأدبية الكويتية لهكذا روائين، وهكذا أعمال، تبقى.
لا أعلم كيف أصنف الرواية، أهي رواية اجتماعية، سياسية، سيرة ذاتية، أو رواية رومانسية؟ خاصة مع علاقة بسام و "ن" الواضحة.. أفضل وصف لها بأنها رواية متكاملة لوصف أحداث متشابكة ومثيرة حدثت في الساحة المحلية في وقت سابق، وقد قدمت بشكل جديد على أكثر من صوت لأبطال العمل. ولا بد من الاشادة باقحام الروائي الكبير جوزيه ساراماغو بصورة ذكية على امتداد الفصول
"لا تقصص رؤياك" رواية مختلفة عن كل ما قدم، وساخنة على أكثر من صعيد
مشتتة كحلم ذات دلالات كويتية لم تضعني في الصورة فالكاتب " الحمادي" يزج ببعض الكلمات المشتعلة ك الشيعة وأيدي إيران ، القبائل وجذورها السعودية دون أن يعطي صورة مكتملة للمشهد السياسي والاجتماعي الكويتي .
رواية جريئة وعنوانها جميل، قريبة من واقعها لكن ثقلت بالتفاصيل الهامشية وعناوين الفصول المحيرة والشخصيات المتشابهة! اقحام الكاتب في العمل لم أجده مبررا، ثلثها الأخير هو الحكاية من وجهة نظري تمنيت لو بدأ بها الراوي بدلا من مطاردتنا بشخصيات متشابكة، موضوع الأحلام الذي بني عليه العمل لم أجده جذابا، أحببت المباشرة في توصيف الوضع السياسي وطريقة استعراض الكاتب لمعلوماته. أتمنى أن تجيزها الرقابة
الرواية أحداثها حقيقية بشخصياتها، ولكن ذلك لم يمنع الكاتب من الزيادة والنقصان من أجل التشويق وجذب القارئ، علل ذلك بقوله "الرواية ليست نقلاً حرفياً للواقع، بل بناء علم موازٍ له"
أسلوب الكاتب جميل، والحبكة كانت جيدة جداً، متداخلة ومترابطة، الشخصيات وتداخل الأفكار كانا منسجمين، ومن وجهة نظري أن اختيار العنوان كان موفق جداً، الرواية درامية رومانسية سياسية .. . . رؤيا بل كوابيس تلاحقه كمسلسل رعب لا سبيل للفكاك منه، تقض مضجعة وتحرمه الراحة، فيستيقظ في كل مرة فزعاً، وبالرغم من ان تفسير الأحلام لم يكن من اهتماماته ولا كان يلقي لها بالاً ، الا ان تكرارها في كل مرة بصورة مختلفة أفزعه وعلم معه أن هناك ما يجب أن يعرفه، ومن هنا حاول تفسيره بطرق مختلفة ولم يهتدي إلى ما يرضيه يريح باله، حاول معرفة التفسير من مفسر أحلام معروف لكنه لم يخرج بنتيجة ثم ارشده أحد أصدقاءه إلى دكتور نفسي وخرج بنفس النتيجة -تفسير غير مقنع- .. كانت كل تلك الأحلام على اختلاف أحداثها متشابهة، والبومة التي كانت تظهر له في كل مرة كرمز مبهم استعصى عليه فهم مغزاه، كيف للأحلام ان تحمل كل تلك الرهبة وكل تلك المعاني الخفية؟ كانت كرسائل تحمل في طياتها معنى خفي سيظهر تفسيرها في الأحداث وما بين السطور، فتتضح الصورة في الأحداث التي تتوالى .. فالبومة التي نرى العلاقة الوطيدة بينها وبين "ن" إذ كانت تعشق ذلك الطائر، لترى تمثاله في كل مكان في مكتبها، حتى أطلقوا عليها لقب "البومة"، كان في كل مرة يتضح أن لأحلامه علاقة وثيقة بـ "ن".
ربما طريقة الكتابة في ان كل شخصية تحكي عن نفسها بلسانها ووجهات نظرهم وأفكارهم ونظرتهم للحياة، جعلتني أقرب من كل واحد فيهم، وتتيح للقارئ الإحاطة بالرواية من جميع جوانبها، فتتضح الصورة أكثر، وهو الأمر نفسه الذي جعلتي أشعر بنوع من التشتت إذ ما أبدأ أتعايش مع قصة أحدهم ومنظوره أجد الكاتب يقطع الحديث ليبدأ الآخر وهكذا.. وهو أمر جعلني أكثف من تركيزي وأبعد السرحان ..
تخللت الرواية أحداث سياسية مرت بها الكويت، وإن لم تكن الرواية سياسية بحتة ولكنها بنكهة سياسية إن صح التعبير، بين رغبة في إسقاط رئيس الوزراء، وبين أحزاب وتجمعات وبين ناشطين سياسيين، تدور الأحداث، بدأ حديثه عن السياسة عند منصف الكتاب أما ما قبله فكان بعيداً، لمح إلى الطائفية ولم يخوض فيها ..
وبين ث��ايا الرواية نرى جنون الحب والعشق المحموم الذي يُمارس ويُنتهك خلف المجتمع ضارباً كل العادات والتقاليد التي تحكمهم عرض الحائط، بإمكاني القول أن الرواية رائعة جداً لولا ما تضمنته من بعض التجاوزات .. . . .. فجأة وفي منصف الرواية وجدتني في متاهة ترى من هو "بسام" ومن هو "وكيل النيابة" وما علاقة "ن" بهما، هذا غير الغموض الذي كان يكتنف الرواية، كلما ظننت أن العقد بدت تُحل أجدها زادت تعقيداً وغموضاً، وكأن هناك حلقة مفقودة، ومع أن الحقائق والألغاز تكشفت في نهايتها إلا أنها لم تنجلي تماما ولكنها اختفت بعد المراجعة السريعة التي قمت بها بعد إنهائه مباشرة .. واكتملت الصورة الناقصة..
الإلتباس الذي حصل لي وسببه .. الغريب أن ما نوه إليه الكاتب في قوله: "إن كنت تنوي قراءة الرواية لمرة واحدة يرجى قراءة التوضيح .." وبما أني لن أقرأه أكثر من مرة قرأت توضيحه الذي لم يكن في محله، إذ اضطررت بعد أن إلتبست علي بعض الأمور أن أرجع إليها وإلقي نظرات سريعة كمراجعة للأحداث في الفصول التي تحدث فيها "بسام" و "وكيل النيابة" و "ن" حينها فقط زال الإلتباس واتضحت الصورة .. حصل عندي التباس عندما ظننت أن "بسام" هو نفسه "وكيل النيابة"، ثم شككت في ذلك عند منتصفها بعدما بُنيت الأحداث عندي على ذلك الأساس، ولا أدري لم حدث هذا على وجه التحديد، ولكن ربما لأنهما يشتركان بأن كل منهما من عوائل معروفة ولكل منهما أم مصرية تخلتا عنهما، وبسبب اُسلوب الكاتب في التمويه أحياناً إذ لم يوضح ذلك، ولكني أعترف أن هذه الطريقة زادت من التشويق والغموض.. . . دائماً أقول ليس لأي رواية أن تجعلك مشدود الإنتباه من بدايتها إلى نهايتها ولا تكتمل الصورة حتى الصفحة الأخيرة ولا تجد الملل يتربصك في أي فصل من فصولها ولم أكن لأتركها إلا لانشغالي بأمور أخرى واعترف ان الانترنت وبعض الأحاديث العابرة زادت من فترة قرائتي لها ..
لا أظن أن من قرأها لم يفكر بقراءة رواية "كل الأسماء" لجوزيه ساراماغو .. إن كان لم يقرأها، لكثرة ما جاء ذكرها في هذه الرواية لابد أني سأقرأها يوماً ما .. وأرجو ان يكون ذلك قريباً.
اتخذت قراراً منذ فترة بالابتعاد عن الروايات المرشحة لجائزة البوكر نظراً لفقدانها المصداقية بالنسبة لي بعد أكثر من تجربة ، ولكن ولقرب ميعاد إعلان الرواية الفائزة بتلك الجائزة لهذا العام قررت العودة مجدداً لقراءة جميع الأعمال المرشحة - كما فعلت ف العام الماضي - سواء ف القائمة الطويلة أو القصيرة . عودتي بدأت مع رواية " لا تقصص رؤياك " ، لا انكر أن البداية جذبتني للغاية وجعلتني أعود إلى مود القراءة مرة أخرى بعد أيام من التذبذب ولكن شيئاً فشيئاً انتابني الملل خلال القراءة ، ربما بسبب التشتت أو عدم التسلسل داخل الرواية وشعوري بالتيه قليلاً ووجود بعض الأجزاء المملة التي جعلتني اتخطاها دون أن أفقد خيوط فهمي للرواية . ورغم تنفسي الصعداء عند النهاية إلا أنني شعرت بأن هناك تسرع ف كتابة تلك الكلمة وإسدال الستار ع مجريات الرواية ، ولم ترضيني كثيراً ما أورده الكاتب ف النهاية بل جعلني أشعر بالمزيد من التيه ، قد يكون ذلك لعيب فيّ وقرارئ الخاطي بقراءة تلك الرواية ف وقت غير ملائم لها . لا أنكر أنني اعجبت بالفكرة العامة ولكن اظن أن أسلوب المعالجة كان يحتاج إلى بعض التحسن . حسنا انها خرجت ف القائمة القصيرة وإن كان وجودها ف القائمة الطويلة من الأصل يجعل عدم انجذابي لتلك الجائزة يتأكد مرارا وتكرارا
روايه ام هوامش ام ماذا !!! بداية وقبل كل شيء ، لم يعجبني ابداً طريقة وصف عامل النظافه بلباس قذر وشماغ اقذر !!! اسلوب استعلاء سخيف جداً .. لم استطع ان اجد اي اسلوب تشويق وليس هناك اي ضروره ليخبرنا بماسيكتبه بعد قليل لو تركنا نقرأ لوصلنا لما نريد لا داعي ابداً لتكرار عبارة "سأخبركم بها بعد قليل " ولم اجد اي علاقة بين العنوان والروايه ولم تعجبني الروايه وفكرتها بشكل عام .. رأيي النهائي : الروايه مضيعه للوقت لا اكثر :/
الواقعيه التي تخيم علي احداث الروايه هي التي اقنعتني باسلوب الكاتب الجيد حيث انه استطاع ان يطوع الاحداث بكل ما فيها بشكل ممتع رغم ان فلك الروايا يدور بين الاحلام والرؤيا الا انه قد وضع للحبكه الروائيه مدار اخر يدور بين الفتن الطائفيه والعائلات والانساب الكويتيه وما يمكن ان يحدث من توابع هذه الاشياء لحال الدوله والاشخاص
رواية "لا تقصص رؤياك" لعبد الوهاب الحمّادي: حكاية وطن متصدّع
في هذه الرواية يحكي الحمّادي عن هؤلاء الفارّين من الوطن لا أكثر، هؤلاء الذين لم يسعوا يومًا للتنقيب في حفريّات ذاتهم، لا حفريّات النفط، بحثًا عن ضالّتهم. فالوطن كان بالنسبة إليهم وجع، والغربة... غربة الذات... أوجاع. كمن يتقيّأ السمّ الذي ينهش أمعاءه، أراد يوسف الرحيل. وكمن ينصت إلى ذاته، رحلت (ن) مختبرةً ذاتها في رحلة زواج واغتراب، أمّا بسّام فتحوّل إلى شخصيّة مسرحيّة داخل فقاعة مناماته، كأنّ الأحلام مكبًّا يرمي فيه ضياعه ومهملات وجوده هربًا من وطنٍ أعياه. هل الوطن هو الداء أم الدواء؟ أم كلاهما؟ هذا الوطن الذي علّم فئة كيف تكون غنيّة متسلّطة، وعلّم فئة أخرى كيف تكون فقيرة خاضعة، لكنّه لم يعلّم أيّ منهما كيف تكون حرّة. هذه رواية شعب تائه، كطالبٍ ضاع تحت قفّة واجباته المدرسيّة الثقيلة. هذا الوطن الذي يلاحق أبناءه بالخوف الأشبه بالذعر مقولبًا إيّاهم، مصنّفهم، مغربلهم، مقسّمهم إلى ملك وعبد، صاحب بئر نفط وآخر صاحب مقلب قمامة. فروض مدرسيّة كثيرة ألقاها الوطن على كتف تلميذٍ لم يتعلّم يومًا الكتابة، أو كما قال الحمّادي: لم يتعلّم أبجديّة الوطنيّة. استعمل الكاتب أسلوب المزج الروائي، أو كما تسمّيه العامّة "تعدّد الأصوات الروائيّة" وبالنسبة إليّ هذه الاختيار أضعف الرواية بعض الشيء. كنت أفضّل لو وُحِّد الراوي، أو كما نقول في النقد "رواية أحاديّة الصوت" بدلًا من كثرة الأصوات التي أدّت إلى تعدّد الخطاب وبالتالي انصهار وحدانيّة العمل في فصول كان لها أبطال، بدل أن يكون لها حبكات. المضامين الظاهرة في العمل كانت كثيرة، فنقد السلطة والنظام الحاكم والسياسة الكويتيّة الخارجيّة والداخليّة كلّها كانت جليّة وواضحة بلغة سلسلة ومباشرة. أمّا المضامين الكامنة أو الباطنة فكانت من خلال قِصص ورموز كثيرة تجاذبت وتداعت من أثر إلى آخر بصور بيانيّة وبلاغيّة مختلفة، فهي تارة قِصّة بسيطة لا شخصيّات لها، كقِصّة الشجرة، وتارة معقّدة بسيكولوجيّة خاصّة، كالأحلام عن لسان عدّة شخصيّات رئيسة في العمل. غاب عن العمل الحديث عن أثر الغزو العراقي للكويت، بينما كان الثقل الأكبر ينصبّ على الجانب الشيعيّ من المعضلة، أي إيران. ولم أحبّ هذه المبالغة. فكما كان لإيران بعض الأصابع في أزمات الكويت، فالعراق كان له الحصّة الأكبر في ذلك. هنا شعرت أنّ المفاضلة أصبحت بين الشيعة والسنّة على حساب السياسة. استضفنا الكاتب في نادي القراءة وكانت الجلسة أكثر من رائعة. فالكاتب يملك حسّ إنساني جميل، كما وكان متقبّلًا للنقد ما يدلّ على ثقته وتواضعه. أحببت العمل أكثر بعد اللقاء.
هذه الرواية اضافة مميزة وغريبة للادب الكويتي اسلوب الكاتب فريد من نوعه وتمكن من تحفيز القارئ على تقليب الصفحات،، فعلا هي مشوقة، وداخلها عالم حي يضج بالصخب استمتعت بقراءة الرواية واخذتني شخصيات الرواية بسرد ماضيهم واحداثهم ودوافعهم وشنائعهم أحببت كل الرواية ما عدا اخر فصولها ، احببت كوابيس بسام وخاب ظني عندما عرفت تعبير الرؤيا ، تحمست لكل الشخصيات الثانوية واستغربت من عدم وجود نهايات مقنعة لهم ، احيانا يكون هناك تسلسل غير منطقي للاحداث وكأن الرواية ليست كوحدة واحدة وهي رواية في منتهى الجرأة ، واعتقد أن هناك الكثير من عبارات واحداث غير ضرورية تخدش الحياء قللت من قيمة الرواية شخصيات الرواية هم مجموعة متطرفين ، ولذلك لم اجد نفسي متعاطفا مع الشخصيات ، جميع هذه الشخصيات هي كما صورها الكاتب كوابيس تعرض لك مشاهد مفزعة ، الرواية لا تصلح كتعريف بالمجتمع الكويتي لأن بعض الاحداث غريبة -حسب اعتقادي- على مجتمعاتنا الخليجية، ولكنها حجرة رميت في بركة التابوهات لتكشف كثير من عيوب المجتمع المسكوت عنها
وما الأحلام سوى ما تختزنه عقولنا .. هناك حيث الباطن وما يحوي من خبايا... لكن هل تصبح أحلامنا واقعا مغلفا بالحقائق... بسام هل حقا التقى الحمادي !؟ أم الحمادي أصبح بسام؟ الكثير من الوجوه ستواجهها في هذه الروايه المزيد من الشخصيات ستلتقيها هنا ! ستشعر مع كل شخص أنه محور الرواية ستعيش معه تفاصيل لا تعلم من أين بدأت ولا أين ستأخذك حتى تتفاجأ بأنه ��يس سوى حلقة ضمن حلقات متشعبة نهر أخر يجري حتى يلتقي في نهايته المطاف في بحر الخاتمة نهر من وجع و دماء ..سياسة مجتمع طوائف و معتقدات حب!
كن مستعدا لإستيعاب كل هذا ... (لقد أحسست أن نهاية بسام و (ن) كتبت على عجالة ) ! لا أعلم ...
" العالم كله يتقدم عدا هذه العقليات التي تحن إلى الصحراء" كم شفت غليلي هذه العباره , كأنه يفسر مايحدث الآن . لا تقصص رؤياك ليست التي في منامك فقط , لا تقصص حياتك الواقعيه , لن يفلح احد في تفسيرها , أيه روايه هذه تجعلك تغور في تفاصيلها حد الثماله . " لن نموت أن وجدنا مكانا لنا في قلب حي "
( محظوظ من يولد مرة، ومحظوظ اكثر من يُعطى الفرصة ليولد أكثر من مرة).
خمس نجمات :) ولو وُجدا السادسة لما ترددت :) من القائمة الطويلة للبوكر ٢٠١٥، من الغريب انها لم تصل لمرحلة القائمة القصيرة! احياناً يُفتقَد العدل، فنُظلَم.
بين رقة الحب وقسوة الواقع ، ضاعت احداث الرواية، ما بين ان تعيش لحظات حب ودفء كلماته، وان تتلمس قسوة الواقع وبرودة الاحداث ، تبعثرت الافكار. لأول مرة اقرأ رواية ملخبطة ( مخربطة) ولكن بترتيب، فوضى مرتبة ، انيقة، تدفعك للاستمرار بالقراءة على الرغم من ضياعك احيانا. في نهايتها تتجلى البداية بأبهى صورها، وتترك لخيالك خيارين: اما نهاية سعيدة لم تُكتب واما نهاية تعيسة أشير لها بين السطور. أحببتُ ما في الرواية من الم وما بها من حب، على الرغم من استحالته الا انها نثر الدفء على صفحاتها فذاب جليد الانقسامات السياسية، والطرق الملتوية، الدمار والدم والحرب.
بسام كان يحلم ويريد من يعبر له الرؤيا فقط، من هذه النقطة امتدت كل خيوط الرواية، إلى الحب، إلى السياسة، إلى الذات، وكان لابد ل(ن) أن يبقى اسمها مجهولاً لأن الحبيبات لا يمكن ذكر اسمائهن في مجتمعنا، ولأن (ن) لم تزل تخفي الكثير من اسرارها التي لم تظهر، وكان لابد لنواف أن يظهر بشكل خاطف في الحلم، وأن يموت، لأنه كان صادقاً أكثر من اللازم، كان حقيقياً في هذا الوهم الكبير ... عبدالوهاب الحمادي يضع بين يدينا رواية لها حبكة خاصة، رواية يجعل بطلها يمسك طوال الوقت ب(كل الأسماء لساراماغو) ... ومن هنا يبدأ المضي إلى المعنى !
نقاط على السريع 1- اختيار جميل للفكرة الرئسية 2- قفلة لكل فصل كانت متقنه جدا 3- الرواية كانت سلسه ليس بها تعقيد اللغة 4 - الزمن كان ضعيف في بعض الحوارات 5- الصوت النسائي لم اجده 6- بعض الشخصيات كانت متقنه لدرجة أنني متأكد أنها أخذت كل جهد الكاتب وأقصد متقنه وحقيقية بكل تفاصيلها وتناقصاتها وطبيعي وحيده على هذا.
أهم شي خرجت به من الرواية أنني اكتب بلا رقيب أو ناقد أو لغوي يزن فوق رأسي هذا خطأ أو هذا غير صحيح اكتب ما تشعر به وكفى
الحمادي انسلخ تمام عن أسلوب روايته الأولى "الطير الأبابيل" التي لم استطع أن أكملها ... أما هذه الرواية فبالكاد كنت اتركها من يدي لجمال وبساطة اسلوبه
تميزت هذه الرواية بجرأة في الطرح عند رصده المشهد السياسي، والتزامه بحيادية كبيرة فهو يطرح القضية ويصور أبعادها بوجهة نظر كافة الشرائح المختلفة. فتوحدت القضية وتعددت الآراء.
برغم من تداخل موضوعات الرواية وكثرة الشخصيات الساردة في العمل إلا المؤلف ببراعة يستطيع جذبك إلا عالمه فتصبح تقلب بالصفحات دونما شعور.
لم يعجبني أتسام معظم شخوص العمل بعلل فكرية أو أخلاقية، وهذا بطبيعة الحال لا يعكس واقع المجتمع.
هذا العمل لم يُكتب من حكواتي يريد أن يسلي القارئ.. بل كتب بيد فنان يريد أن يشرك القارئ في عملية التأويل اللامنتهية لرموز وخبايا نصه الأدبي
السبب الوحيد الذي دفعني لاقتناء الرواية ، البومة على الغلاف ، والسبب الثاني الذي أجبرني على إكمال الرواية ، هو تشابه سبب حبي لطائر البوم بسبب ( ن ) ، كلانا أحببناه بعد تفرسنا في غادة السمان .. الكتاب جيد ، لكن جيد لم تعد تكفي في أوج الإصدارات الممتازة للأدب الكويتي في الآونة الأخيرة ، لا أظنه من الكتب التي سأتذكر أحداثها بعد عام ،ببساطة ، إن الرواية لم تلج روحي ، لم تُعطني دافعاً جيداً لإكمالها ، والأكثر من كل هذا ، لم أشعر أنني تعرفتُ على كاتب جديد ، بهوية أدبية مغايرة عما كل ما هو متشابه .. ثلاث نجمات من أجل ( ن ) .. والبومة على الغلاف ، وأحداث الفصل الأخير..
رواية كويتية بإمتياز. مشوقة وحادة. سلسلة وتأخذك إلى عالم مع آخر مع كل حلم يقصصه راويه. التقنية في الرواية تدل على احتراف الكاتب. رواية بامكانك أن تقول عنها (مثقفة). التفاصيل في الراوية كثيرة جدا قد تبدو أحيانًا مرهقة. أحببت الخيط الرفيع بين الأحلام والوصول بالقارئ بضربات قلب متسارعة حتى نهاية القصة. الشخصيات وجدتها متقنة خصوصًا الصوت الأنثوي. أتمنى وصول الرواية للقائمة القصيرة للبوكر لهذه السنة..لم أقرأ بقية الروايات المرشحة بعد. ولكن لا تقصص رؤياك مُلفتة.
لا تقصص رؤياك لـ عبدالوهاب الحمادي "أن تقع في فخ المؤلف"
في رواية الحمادي الصادرة عن المركز الثقافي العربي ٢٠١٤ والتي أثارت الكثير من اللغط وقتذاك، تدخلك منذ الصفحة الأولى ومن التنويه الأول الذي يقول لك إذا لم تكن قادر على قراءة العمل أكثر من مرة اختصر وقتك واذهب للتوضيح في نهاية الرواية. خلق هذا التحدي محفّز وميقّظ للقارئ لأن يفهم -ومن القراءة الأولى- ما يريد المؤلف أن يوصله. لكن - بتصوري- أن كل ذلك كان حيلة للفت انتبهاء القارئ وخلق حالة من التحدي الوهمي، لا يوجد تأثير حقيقي في جعل التوضيح في البدء أو الخاتمة، العمل متشعب في الشخصيات وينتهج عدّة أصوات، يديرها البطل " بسام" ثم نجد أن بسام يدار من قبل المؤلف نفسه، وهذه حيلة أخرى وحسب.
العمل من الناحية الموضوعية مرهق لأنه يتعرض لموضوعات حساسة للمجتمع الكويتي، مرهق لأنك إذا لم تكن كويتياً بامتياز فإن الوضع السياسي المربك أصلا لن يصل إليك كما ينبغي خاصة في ظل استخدام شخصيات موظفة لإيصال الأفكار وتكون طارئة ولا تنمو وترمز لها بحرف " ج" مثلا، المشهد السياسي والذي يرتكز على أحداث حصلت فعلا يعيها الكويتي حتما، لكنها ما تزال تشكل فجوات عند القارئ الخارجي.
الموضوعات المثارة " الطائفية، المتعة، الانتماء و لنقل التجنيس أيضا" كلها مواضيع حساسة وتم التطرق لها بعدة أعمال إلا أن ما يميز هذه الرواية هي جرعة الجرأة الزائدة في تسمية بعض الدول و التركيز على أصحاب الأشمغة الحمراء، والذي يبدو حكم المؤلف واضح تجاه هذه الفئة رغم أنه كان محايد في أمر الطوائف بالقدر المعقول.
إذا ما أخذنا العمل من الناحية الفنية فإن الأسهم تنخفض قليلاً، فلا الشخصيات تنهي بشكل دقيق ما بدأته ولنعطي مثال على العلاقة بين يوسف ونادية توقفت عند حد معين فكانت شخصية " ن" و بسام هي ما يمكن أن نقول عنها بأنها استمرت حتى قمة ذروتها، أما بقية الشخصيات، كـ عبداللطيف الغسال، وكيل النيابة، الطبيب النفسي، فواز، مجبل، الخ كلهم انتهت حكايتهم بنقص ما وكأن وجودهم يحدث لخدمة الشخصيتين " نون، بسام"
في الجانب الفني أيضاً، اختيار العناوين للفصول كأنها مسودة للمؤلف بمعني: " الكابوس وبداياته ومحاولاتي لتأويله أو تفسيره ولقائي بأحد المشاهير في تفسير أو تأويل الأحلام" هذا عنوان الفصل الثاني وهو يحيل لمسألة اللغة، اللغة تتفاوت من فصل لآخر ثمة فصول بها عناية جيدة بسبك العبارة وفصول تركض في رص العبارات ربما كما يقول يوسف إدريس " عقل أمتي في خطر فلتذهب جميع الأشكال الفنية القصصية والروائية والمسرحية إلى الجحيم" وهو ما يحاول الحمادي التنبؤ به كـ الاقتتال الطائفي ونضوب النفط وحلول الفاقة، للدول الريعية. لكن ذلك لا يبرر لا ليوسف ادريس ولا للحمادي أن لا يلقي بالا للفنيات وهو في ظل عمل فني. إن كان الهاجس السياسي أو الموضوعي هو ما يريد إيصاله فليكتب شكلا آخرا لا يتطلب أساسيات وشكلا فنيا.
ورد اسم الحمادي كروائي في ثمان مواضع طوال الرواية في صفحات ( ٩،١٧،٥١،٦٠،٧٣،١٢٣،١٤٨،١٥٤" ليختتم العمل بتوضيح بشأن وجوده داخل العمل في صفحة ٢٣٥ وهو بذلك يكون الشخصية الأكثر ظهورا بعد الأبطال، والسؤال المطروح ماذا أفاد العمل كل هذا الوجود الذاتي للكاتب والمؤلف داخل العمل؟!
أيضاً الذي يثير من الناحية الفنية الكم الهائل من الشخصيات التي تراودها المنامات، تكاد تكون الشخصيات كلها وكذلك كل الشخصيات - تقريبا- مثقفة وتهتم بالقراءة واقتناء الكتب ( يوسف، بسام، ن، وكيل النيابة، الحمادي.. الخ) وهذا يحيلنا لتشابه لغة كل الشخصيات عندما تستلم زمان الحديث عن نفسها، إن لغتها لغة الحمادي، مثقفة وتمتاز بالحس الساخر في أغلب الأحيان.
"لا تقصص رؤياك" عمل مربك ويحتاج أكثر من قراءة ليس من أجل معرفة الحكاية بل لتفكيك كل هذه الخلطة المتشابكة على عدّة مستويات.
ونختم بمقولة وردت بصفحة صـ٥٩ــ فالرواية مليئة بالعبارات الموغلة: " غالباً قدرة الإنسان على التغيير لا تتجاوز لسانه".
أليست الحياة في النهاية أقفال ، و لربما تضيع أعمارنا في محاولات نبحث عن القفل الخطأ ؟ بهذة الجملة لخص الكاتب رحلته في الروايه في فتح أقفال غموض روحه و الأحلام التي تطارده و العوالم المحيطة به ليخرج لنا الكاتب بروايه رااائعه إلي حد الصدمة جريئه إلي حد البكاء . أستطاع الكاتب بأسلوب عذب جميل أن يمشي علي ألغام كثيره و يعري مجتمعنا من الأمراض التي تسلقته و الآفات العالقة به. لغه جميله آسره خففت من ثقل القضايا السياسي و الإجتماعية التي تخللت الروايه . و قدرة علي رسم الشخصيات حتي لكأني أري ناديه و ن و نايف و بسام وجوه تعيش بيننا بتفاصيلها الصغيره لتشكل نسيجا رائعا يمسك الأنفاس منذ بداية الروايه حتي آخرها من الروايات التي تحزن لأنك أقتربت من الصفحه الآخيره و لأنك ستفارقها و تود لو استمريت في قرائتها رواية ملأتني بالنشوه مره للمتعة التي غمرتني صفحاتها بها و مره للفرحه التي تملكتني لأن كاتبها كويتي شكرا عبدالوهاب الحمادي علي لحظات المتعه التي منحتها لي الرواية وفخورة جداااا لأنك كويتي