قال رسول اللَّـه " صلى الله عليه وسلم " : " الدين النصيحة... " لمَّا كان إسداء النصح من أبرز تعاليم ديننا الحنيف ، ولمَّا كان الحث على طلب العلم ومعرفة آدابه من أسمى ما يُنصح به - فقد كتب الإمام الواعظ أبو الفرج بن الجوزي هذه الرسالة إلى ولده يحثه بها على طلب العلم ويرشده إلى الطريق الأمثل لكسبه , فعسى أن تحصل الفائدة المرجوة لطلاب العلم بالحصول على تلك الرسالة .
هو أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عُبَيْد الله بن عبد الله بن حُمَّادَى بن أحمد بن جعفر وينتهي إلى أبي بكر الصديق. عاش حياته في الطور الأخير من الدولة العباسية، حينما سيطر الأتراك السلاجقة على الدولة العباسية. وقد عرف بأبن الجوزي لشجرة جوز كانت في داره بواسط ولم تكن بالبلدة شجرة جوز سواها، وقيل: نسبة إلى فرضة الجوز وهي مرفأ نهر البصرة. حظي ابن الجوزي بشهرة واسعة، ومكانة كبيرة في الخطابة والوعظ والتصنيف، كما برز في كثير من العلوم والفنون، وبلغت مؤلفاته أوج الشهرة والذيوع في عصره، وفي العصور التالية له، ونسج على منوالها العديد من المصنفين على مر العصور.
وقد توفي أبوه وهو في الثالثة من عمره فتولت تربيته عمته، فرعته وأرسلته إلى مسجد محمد بن ناصر الحافظ ببغداد، فحفظ على يديه القرآن الكريم، وتعلم الحديث الشريف، وقد لازمه نحو ثلاثين عامًا أخذ عنه الكثير حتى قال عنه: لم أستفد من أحد استفادتي منه.
شيوخة وأساتذته تعلم ابن الجوزي على يد عدد كبير من الشيوخ، وقد ذكر لنفسه (87) شيخًا، منهم: أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر [ 467 ـ 550 هـ = 1074- 1155م ]: وهو خاله، كان حافظًا ضابطًا متقنًا ثقة، وفقيهًا ولغويًا بارعًا، وهو أول معلم له. أبو منصور موهوب بن أحمد بن الخضر الجواليقي [ 465- 540هـ = 1072م- 1145م ]: وهو اللغوي المحدث والأديب المعروف، وقد أخذ عنه اللغة والأدب . أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري المعروف بابن الطبري [ 435-531هـ =1043-1136م] وقد أخذ عنه الحديث . أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسين بن إبراهيم بن خيرون [ 454-539هـ = 1062-1144م ] وقد أخذ عنه القراءات .
منزلته ومكانته: كان ابن الجوزي علامة عصره في التاريخ والحديث والوعظ والجدل والكلام، وقد جلس للتدريس والوعظ وهو صغير، وقد أوقع الله له في القلوب القبول والهيبة، فكان يحضر مجالسه الخلفاء والوزراء والأمراء والعلماء والأعيان، وكان مع ذيوع صيته وعلو مكانته زاهدًا في الدنيا متقللا منها، وكان يختم القرآن في سبعة أيام، ولا يخرج من بيته إلا إلى المسجد أو المجلس، ويروى عنه أنه كان قليل المزاح . يقول عن نفسه: "إني رجل حُبّب إليّ العلم من زمن الطفولة فتشاغلت به، ثم لم يحبب إلي فن واحد بل فنونه كلها، ثم لا تقصر همتي في فن على بعضه، بل أروم استقصاءه، والزمان لا يتسع، والعمر ضيق، والشوق يقوى، والعجز يظهر، فيبقى بعض الحسرات".
مجالس وعظه: بدأ ابن الجوزي تجربة موهبته في الوعظ والخطابة في سن السابعة عشرة، وما لبث أن جذب انتباه الناس فأقبلوا على مجلسه لسماع مواعظه حتى بلغت شهرته في ذلك مبلغًا عظيمًا، فلم يعرف تاري.
قرأته بإيعاز من تغريدة للفاضل فهد التميمي، لفت نظري إليه أمران: -جدة العنوان لابن الجوزي علي. -أنها رسالة، وللرسائل سطوة على النفوس، فكيف إذا كانت وصايا أب لابنه، وكيف إذا كان الأب ابن الجوزي.
أما وقد قرأته بتقديم المحقق، فإنني أجد فيه عزاء للآباء، لا سيما الصالحين الطامحين.. ففي حرف ابن الجوزي العالي الهمة، الصادق الطلب، المهموم بالصلاح، الموشح بالرقة، رقة الأب المدفوع بالخوف على ابنه، الذي أرهقه جهاد التربية، ووصل به الحال إلى الرضا بالقضاء. ولعل الذي يؤثر في النفس ونحن نتحدث عن هذا الابن مع أبيه، ما جاء عن عقوقه، حتى أنه أثناء محنته وزمن المحنة وغيرها كان ألباً عليه وتسلط على كتبه بواسط فباعها بأبخس الثمن كما حكى ذلك سبط ابن الجوزي أبو المظفر عن جده بقوله : "خلف من الولد عليا، وهو الذي أخذ مصنفات والده وباعها بيع العبيد، ولمن يزيد، ولما أحدر والده إلى واسط، تحيل على الكتب بالليل وأخذ منها ما أراد، وباعها ولا بثمن المداد، وكان أبوه قد هجره سنين، فلما امتحن صار ألباً عليه". وقال ابن النجار : "سمعت أباه يقول: إنى لأدعـو عليه كل ليلة وقت السحر" الله المستعان 💔.
هون عليك، فلست الوحيد المجاهد في هذه الحياة في تربية أبنائك، وليسوا الاستثناء في هدم ما حاولت بناءه، فهذا ابن الجوزي يذكر أنه دعا في شبابه بأن يرزقه الله عشرة من الأبناء، فاستجاب. لكن لله في قضائه حكمة، يذكر أنه لم يصلح من ذكورهم إلا واحد، وأن ابنه -صاحب الوصية- نشأ أول ما نشأ صالحا واعظا ثم خالط المفسدين، وهذه نصيحته إليه، إلا أن المحقق يؤكد عدم انتفاعه بها، ومع ذا فيرجى أن يكون ختم له بخير. كما لحظت، لم أؤخذ من قبل الكتاب ووصاياه وأنتفع بها بقدر ما جلست أتأمل ظروفه وملابساته، فلا حياة أسرية مثالية كما ترى، وفي ذلك عزاء لي ولك، وتذكير بأن صور الكمال الفانتازية ما هي إلا تصورات في عقلي وعقلك، ندفع من قبلها للكمال، لكن يجب أن لا نقع أسرى لسحرها.. وأنا أقرأ عن خيبة أمل ابن الجوزي من أبنائه، أتذكر همته المشغولة بالعلياء، وتأثيره على الناس في عصره، ذاك الرجل الذي تاب في مجلسه أكثر من مئة ألف، لا يملك يدا في صلاح أبنائه!
لكن ولعلي أمسح على قلبك مما ذكرت بذكر مثال نقيض، وجد فيه ابن الجوزي العوض على كبر، وهو ابنه يوسف الذي طلب معه العلم، وتلقى معه القراءات العشر وهو في الثمانين! يقول عن وفاته: "قرأت بواسط مدة مقامي فيها كل يوم ختمة، ما قرأت فيها سورة يوسف من حزني على ولدي يوسف" 💔.
جاءت الوصايا متعددة، عنون المحقق لكل وصية عنوانا جامعا لأفكارها. في فصل "من روائع التصنيف" جمعت لك مقترحات ابن الجوزي في الكتب لابنه، فإن كانت قوائم الكبار تهمك وتسعى لجمعها وتقييدها، فهاك قائمة فاخرة من قوائم العارفين، يقول: "عليك بكتاب "منهاج المريدين" فإنه يعلمك السلوك، فاجعله جليسك ومعلمك، وتلمس كتاب "صيد الخاطر" فإنك تقع بواقعات تُصلح لك أمر دينك ودنياك، وتحفظ كتاب "جنة النظر"، فإنه يكفي في تلقيح فهمك للفقه. ومتى تشاغلت بكتاب "الحدائق" أطلعك على جمهور الحديث، وإذا التفت إلى كتاب "الكشف" أبان لك مستور ما في الصحيحين من الحديث. ولا تتشاغلن بكتب التفاسير التي صنفتها الأعاجم ، وما ترك "المغني" و "زاد المسير" لك حاجة في شيء من التفسير . وأما ما جمعته لك من كتب الوعظ فلا حاجة لك بعدها إلى زيادة أصلاً".
الفصل الذي عنونه المحقق بـ"منهج تربوي في اليوم والليلة" لامسني جدا، جلست أتأمل كيف كان حرص ابن الجوزي عظيما في المحافظة على كل لحظة من لحظات حياة ابنه، فلئن كانت صورة الأم التي تطمئن على حال ابنها متمثلة في سؤالها المتكرر: هل أكل؟ هل شرب؟ متى نام؟ فإن صورة ابن الجوزي مهتمة بالتفاصيل اليومية المتعلقة بالمآل: ما يقوله عند استيقاظه، وما يفعله عند وضوئه، وما يدعو به من الأوراد عند المنام. صورة تلتمس الفضائل، وتسعى للمعالي، تخشى من سوء العاقبة، خشية الوجل الخائف من أن تمس النار فلذة الكبد، وأن تفوت الفردوس قطعة الروح. ورائحة الخوف تشمها من الصفحة الأولى، هذا الخوف الصادق الذي لا تجده في رسائل المحبين والعشاق والهائمين، إنه التوقيع الأصدق لكل والد ووالدة، حفظ الله والدي ووالديكم من كل شر، وأعاننا على برهم، وأراهم ثمار كفاحهم دنيا وآخرة.
في خاتمة وصيته، يذكر ابنه أنهم من النسب الطيب نسل أبي بكر -رضي الله عنه-، وأنه ما بقي من متأخريهم أحد منشغل بالعلم سوى ابن الجوزي، ثم يحمل ابنه هذه المسؤولية في الانشغال بالطلب فيقول: "وقد آل الأمر إليك، فاجتهد أن لا تخيب ظني فيما رجوته فيك ولك [وقد فعل عفا الله عنه], وقد أسلمتك إلى الله سبحانه وتعالى، وإياه أسأل أن يوفقك للعلم والعمل". فوت هذا الابن ميراث أبيه وأجداده الطاهرين، لكن العزاء لابن الجوزي في ميراثه الطيب، في أبناء عاصرهم وجاءوا من بعده يدينون له بأبوة العلم والانتفاع، وإن كان في هذه الوصايا من درس لم يذكر، فهو درس الحياة التي لقنتنا أن واجب المرء العمل والبلاغ، وأن من زرع قد لا يجد حصاده هنا، بل في دار الجزاء.
إلى كل أب يظن أنه المكافح الوحيد في تربية أبنائه، المحبط من إفسادهم للصورة التي رسمها في ذهنه، وبناها في خياله، أهدي هذا الكتاب. وإلى كل ابن مقبل على هذه الحياة، يحدوه الحماس لشق طريقه، وتغريه الحياة لاختبار طرائقها، أهدي هذا الكتاب.
*التحقيق ممتاز! حرم الله يدا تسعى للإتقان، ونفسا تروم للإحسان عن النار.
"مقدار المُكث في الدنيا قليل والحبس في القبور طويل والعذاب على موافقة الهوى وبيل. فأين لذة أمس؟ .. رحلت وأبقت ندماً!! وأين شهوة النفس؟ .. كم نكست رأساً، وأذلت قدماً. وما سَعِدَ من سَعِدَ إلا بخلاف هواه"
》رسالة صغيرة مشفقة وجهها ابن الجوزي لأحد أبنائه يحثه فيها على طلب العلم، العمل الصالح، اغتنام الوقت، الحرص على معالي الأمور وترك السفاسف، ونحو ذلك.
بَعُدَ بيننا وبينك الزمانُ يا ابنَ الجوزي ولكن كلماتَك ما زالت تصلحُ لأبناءِ هذا الجيلِ فقد كتبتَها بلسانِ الأبِ العطوفِ الحنونِ وضمنتها شيئا من خلاصةِ تجاربِك.
This is definitely one of the best books I've read in 2025! Imam ibn al-Jawzi wrote it for his son, which explains the depth of words. The translator has done an excellent job. This book is highly motivating.
رسالة نفيسة كتبها ابن الجوزي لابنه يحضّه على طلب العلم والتعلّم
اقتباسات:
فأين لذة أمس ؟ قد رحلَتْ وأبقَت ندمـًا ، وأين شهوة النفس ؟ نكّسَت رأسًا وأزلّت قدمـًا .
حبُ الراحة يورث مِن الندم ما يربو على كل لذة ، فانتبه وأتعِبْ نفسَك..
ليست الفضائلُ الكاملةُ إلا الجمعُ بين العلم والعمل ، فإذا حُصِّلا رفعا صاحبهما إلى تحقيق معرفة الخالق سبحانه وتعالى ، وحرّكاه إلى محبته وخشيته والشوق إليه ، فتلك الغاية القصوى، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم ،
وما تقف همةٌ إلا لخساستِها ، وإلا فمتى علتِ الهمةُ لم تقنع بدون .
اندم على ما مضى من تفريطك ، واجتهد في لحاق الكاملين ، ما دام في الوقت سَعةٌ ، واسقِ غصنك ما دامت فيه رطوبة ، واذكر ساعاتك التي ضاعت ، فكفى بها عظة ، ذ��بَتْ لذةُ الكسل فيها ، وفاتت مراتبُ الفضائل ..
ومتى صحتِ التقوى رأيتَ كل خير ، فالمتقي لا يرائي الخلق ولا يتعرض لما يؤذي دينه ، ومَن حفظَ حدودَ الله حُفِظ .
اجعل لك ذخائر خيرٍ من تقوى تجدْ تأثيرَها .
إياك أن تقف مع صورة العلم دون العمل به ، فإن الداخلين على الأمراء والمقبلين على أهل الدنيا ، قد أعرضوا عن العمل بالعلم ، فمُنعوا البركةَ والنفعَ به .
استر نفسك بثوبين جميلين ، لا يُشهِرانِكَ بين أهل الدنيا برِفعتِهما ، ولا بين المتزهدين بضِعَتِهِما ، وحاسب نفسك عند كل نظرة وكلمة وخطوة ، فإنك مسؤول عن ذلك ، وعلى قدر انتفاعك بالعلم ينتفعُ السامعون ، ومتى لم يعملِ الواعظُ بعلمِه زلَّتْ موعظتـُه عن القلوب كما يزلُّ الماءُ عن الحجر ؛ فلا تعظنَّ إلا بنية ، ولا تمشينَّ إلا بنية ، ولا تأكلنَّ إلا بنية ، ومع مطالعات أخلاق السلف ينكشفُ لك الأمر .
كن حسَنَ المداراة للخلق ، معَ شدة الاعتزال عنهم ، فإن العزلة راحة من خُلَطاء السوء ، ومُبقِيَةٌ للوقار .
قيل لأحد الصالحين كيف عرفتَ الله؟ قال: بنقض العزائم. وهذا ابن الجوزي أعجوبة الدنيا في الوعظ والإرشاد والعلم والذي طبّقت شهرته الأرض ومؤلفاته لا تزال تطبع بعد قرون من وفاته، سأل الله تعالى الذرية الصالحة وبأن يرزقه الله 10 من الولد وقد آتاه الله سؤله ومع ذلك لم يصلح له منهم أحد سوى ابن واحد. وهذا الكتاب مكتوب لأجل خاطر عينه ومع ذلك لم يستفد منه واستفاد منه خلق كثير فسبحان الله العظيم! قرأته قديماً ثم تاقت نفسي لقرائته فسمعته صوتياً وتتبعت مواضعه مع الشيخ راشد الحلبية
وأنا أنصح بسماع الشيخ في مسروداته فهو ذا صوت حسن وإلقاء متميز
رِسالةٌ عظيمةُ النّفعِ، يرقّ لها القلب في تفكُّر، وتسكُنُ بها الأوصالُ في خُشوع. يصحّ أن تكون هذه الرسالة وِردًا يُتلى كل عشيّةٍ وإبكار، تُحفَظ وتُسَمَّع على رُكب الشيوخ المثنيّة.
رحم الله ابن الجوزيّ؛ ولا يصفُ حاله إلّا قول الله تعالى: "واتّقوا اللهَ ويُعَلّمُكُم الله". بَحرٌ لا يُحاط، وجبلٌ كلّما صعدته رأيت فوقك منه شاهِق.
Where is the delight of yesterday? It has departed leaving only regret in its wake. Where is the soul's desire? How many has it brought low, how many has it caused to slip and falter?
People have only attained happiness by going against their lusts and de sires. People have only become wretched by giving preference to the life of this world.
Learn from the lives of kings and ascetics: where is the delight of the kings and where is the weariness of the ascetics? The only thing left is the abundant reward and beautiful mention for the pious, and the malicious words and calamitous punishment for the disobedient.
It is as if those who starved never starved and those who ate to their fill never did so. Laziness in virtuous deeds is an evil companion indeed, and love of comfort causes regret greater than any enjoyment. So take heed and tire yourself for your self.
رسالة عظيمة! رافقتني في طريق سفر. عندما تقرأ نصائحه مستشعراً طوال الوقت أن ابن الجوزي-وقَدْره كما تعرفه- حتماً سيكون وقع النصائح عليك أقوى وأشد. وهي نصائح وجهها لابنه محمد وهو ابنه الوحيد بعد أن مات له أربعة أولاد ذكور والغرض من رسالته كما يقول: "ثم رأيت منه-أي ابنه- نوع توانٍ عن الجِد في طلب العلم فكتبت له هذه الرسالة أحثه بها وأحركه على سلوكِ طريقي في كسب العلم".
-اقتباسٌ من رسالته يُحدث ولده عن نفسه: "وها أنا قد ترى ما آلت حالي إليه، وأنا أجمعهُ لك في كلمةٍ واحدة وهي قوله تعالى{واتقوا الله ويُعلمكم الله)" هذا وجزى الله المحقق خير الجزاء فقد أبدع فيه.
قال الإمام علي رضي الله عنه: "علموا أنفسكم وأهليكم الخير" فجاءت نصيحة ابن الجوزي لولده عندما ضل الطريق، وفي عنوانه للرسالة وحدها نرى حرص ابن الجوزي ونزوعه للنصيحة لشدة خوفه على ولده، أما عن محتواه فلم يترك رضى الله عنه فعل خير أو تربية نفس ومنهاج حياة إلا نبه عليه.. في رسالة عذبة نافعة جامعة لكل الخير قولاً وعملاً وعلماً.. نفع الله بها كل من قرأها وهدانا لخيرها..
أدِّ إلى كل ذي حق حقه، من زوجة وولد وقرابة، وانظر كل ساعة من ساعاتك بماذا تذهب، فلا تودعها إلا أشرف ما يمكن، ولا تهمل نفسك وعودها أشرف ما يكون من العمل وأحسنه، وابعث إلى صندوق القبر ما يسُرك يوم الوصول إليه.
وحاسب نفسك عند كل نظرة وكلمة وخطرة فإنك مسئول عن ذلك..
لا تعظنّ إلا بنية ولا تمشينّ إلا بنية ولا تأكلنّ لقمة إلا بنية…
ومتى صحّت التقوى رأيت كل خير…
واعلم أن أوفى الذخائر غض الطرف عن محرم، وإمساك اللسان عن فضول كلمة، ومراعاة الحد، وإيثار الله سبحانه وتعالى على هوى النفس…
"Every breath we take is taking us closer to death. The time we spend in this world is short, the time we're held in our graves is long, and the punishment for following our lowly desires is calamitous."
"Where is the delight of yesterday? It has departed leaving only regret in its wake. Where is the soul’s desire? How many has it brought low, how many has it caused to slip and falter? People have only attained happiness by going against their lusts and desires. People have only become wretched by giving preference to the life of this world."
The book is full of such virtuous words from Ibn-Al-Jawzi. The words of wisdom are so astute, unobtrusive, and judicious that they're bound to permeate through the cores of each ilm-seeker's heart.
في كلمات قليلة وجمل قصيرة يكتب الإمام ابن الجوزي مجموعة من النصائح والفوائد لولده، ولكنها لغزارتها السلوكية لا تقتصر صلاحيتها على مصلحة ابنه فقط، بل هي لا تقتصر على زمان معين، فهي قوية التأثير، متدفقة المعاني، واضحة الملامح، يسيرة الفهم لكل قلب أراد صلاح شأنه وهداية أمره مستعينا بأوامر الله التي سنها في كتابه الكريم وأحاديث رسوله الشريف صلوات الله عليه.
هي رسالة تتكون من مجموعة نصائح تدور حول أفلاك مهمة يفتقدها كثير منا اليوم لكثرة الانشغالات التي تأسر قلبه وعقله فيما لا يفيد، فيذكر أهمية الوقت وقيمة العقل وفائدة الهمة وثمرة العزلة وغيرهم..
اقتباسات: •فانتبه يا بنى: لِنَفْسِكَ، واندم على ما مَضَى من تفريطك.. واجتهد فى لحاق الكاملين مادام فى الوقت سَعَة. واستق غُصْنَكَ، مادامت فيه رُطُوبة واذكر ساعتك التى ضاعت فكفى بها عظة، ذَهَبَتْ لَذَّةُ الكسل فيها وفَاتت مراتب الفضائل.
•اعلم يا بني وفَّقك الله أنه لم يميَّزِ الآدميُ بالعقلِ إلا ليعمل بمقتضاه، فاستحضر عقلك وأعمِلْ فِكرَك، واخلُ بنفسك، تعلمْ بالدليل أنك مخلوق مكلف وأن عليك فرائض أنت مطالب بها، وأن الملكين عليهما السلام يحصيان ألفاظك ونظراتك، وأن أنفاسَ الحي خطوات إلى أجله، ومقدارَ اللُّبث في الدنيا قليل، والحبسَ في القبور طويل، والعذابَ على موافقة الهوى وبيل، فأين لذة أمس؟ قد رحلَتْ وأبقَت ندمًا، وأين شهوة النفس؟ نكّسَت رأسًا وأزلّت قدمًا.
•وما سعِد مَن سعِد إلا بمخالفة هواه، ولا شقِي مَن شقي إلا بإيثار دنياه، فاعتبر بمن مضى من الملوك والزهاد، أين لذةُ هؤلاء وأين تعبُ أولئك ؟ بقي الثواب الجزيل والذكرُ الجميلُ للصالحين، والمقالةُ القبيحة والعقاب الوبيل للعاصين، وكأنه ما شبع مَن شبِع، ولا جاع مَن جاع.
•والكسلُ عن الفضائل بئس الرفيق، وحبُ الراحة يورث مِن الندم ما يربو على كل لذة، فانتبه وأتعِبْ نفسَك، واعلم أن أداء الفرائض واجتنابَ المحارم لا��م، فمتى تعدّى الإنسانُ فالنار النار.
•وإياك أن تتشاغل بالتعبد من غير علم، فإن خلقًا من المتزهدين والمتصوفة ضلوا طريق الهدى إذ عملوا بغير علم
•واعلم يا بني أن يونس عليه السلام لما كانت ذخيرته خيرًا نجا بها من الشدة، قَالَ الله تعالى: {فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يُبعَثون} [سورة الصافات/143-144]. وأن فرعون لما لم تكن له ذخيرةُ خيرٍ لم يجد في شدته مَخلَصًا، فقيل له: {ءالآن وقد عصيتَ قبلُ} [سورة يونس/91]
•ومن تفكر في الدنيا قبل أن يوجَد، رأى مدة طويلة، فإذا تفكر فيها بعد أن يخرج رأى مدة قصيرة، وعلِم أن اللُّبْثَ في القبور طويل، فإذا تفكر في يوم القيامة، علم أنه خمسون ألف سنة، فإذا تفكر في اللُّبث في الجنة أو النار علم أنه لا نهاية له، فإذا عاد إلى النظر في مقدار بقائه في الدنيا ـ فرضنا ستين سنة مثلاً ـ فإنه يَمضي منها ثلاثون في النوم، ونحوٌ من خمس عشر في الصِبا، فإذا حسبتَ الباقي، كان أكثرُه في الشهوات والمطاعم والمكاسب، فإذا خلص ما للآخرة وجد فيه من الرياء والغفلة كثيرًا، فبماذا تشتري الحياة الأبدية، وإنما الثمن هذه الساعات؟!
الرِسالة عبارة عن كُتيب في حدود ٩٠:٥٠ ورقة؛ على حسب الطبعة والدَّار وحجم الورقة.
ألفاظها سهلة مسترسلة، وتنتهي معك في جلسة واحدة، قد يكون بها من الأمور المتعارف عليها اللازمة في صفات طالب العلم؛ لكن ليس من المشترط أن يكون كل مُهِم جديد، لا يوجد بها شاهد على تصنيفها إلى فئة عمريّة معيّنة بل هي إلى كل طالب علم على حسب تخصصه.
أما بعد؛
هو العلامَّة الإمام، شيخ الإسلام الحافظ جمالُ الدين؛ من نَسب أبي بكر الصديق -رضيَّ الله عنه- مشهورًا بإبن الجوزي. ترجمته مُهمة وملهمة للغاية، أنصح بقراءتها.
وملاحظة هامشية: هناك من يلتبس بين ابن الجوزي، والجوزيَّة.. وبالنسبة لهم التاء ماهي إلا شكليات:)
ابن الجوزي؛ هو الأمام المذكور معنا، أما الجوزيَّة هو أمامنا الفاضل ابن القيَّم.
نعود لما كنا فيه الكتاب ومضمونه؛ بعد المقدمة صفحتين/ أربعة أوجه للرسالة بخط الإمام، وبكوني أحبُّ الخطوط العربيَّة توقفت برهة أتأمل الإماءات، المسافات، رؤوس الأحرف؛ ما شاء الله!
وما جذبني في مضمون النصائح؛ أنه يشمل التَوَّدد واللطف؛ والإحسان بين ثنايا الجمل، مما ينبه على أمر قد يخفى عن البعض، وهو طريقة النصح، وكيفية تقديمها، وخصوصًا هنا؛ في علاقة الأب بالإبن. — •مقتطفات من الرسالة: "اعلم يا بني وفقك الله للصواب: أنه لم يتميز الآدمي بالعقل إلا ليعمل بمقتضاه، فاستحضر عقلك، واعمل فكرك، واخل بنفسك.. تعلم بالدليل أنك مخلوق مكلف، وأن عليك فرائض أنت مطالب بها، وأن الملكين يحصيان ألفاظك ونظراتك، وأن أنفاس الحي خطاه إلى أجله، ومقدار اللبث في الدنيا قليل، والحبس في القبور طويل، والعذاب على موافقة الهوى وبيل."
"فاعلم يا بني أن الأيام تبسط ساعات، والساعات تبسط أنفاس، وكل نفس خزانة، فاحذر أن يذهب نفس بغير شيء، فترى في القيامة خزانة فارغة فتندم ولا ينفعك الندم."
"فانتبه يا بني لنفسك، واندم على ما مضى من تفريطك، واجتهد في لحاق الكاملين مادام في الوقت سعة، واسق غصنك ما دامت فيه رطوبة، واذكر ساعتك التي ضاعت فكفى بها عظة، ذهبت لذة الكسل فيها، وفاتت مراتب الفضائل، وقد كان السلف الصالح رحمهم الله تعالى يحبون كل فضيلة ويبكون على فوات واحدة منها.. قال إبراهيم بن أدهم: دخلنا على عابد مريض، وهو ينظر إلى رجليه ويبكي، فقلنا: ما لك تبكي؟ فقال: ما اغبرتا في سبيل الله.. وبكى آخر، فقالوا: ما يبكيك؟ فقال: على يوم مضى ما صمته، وعلى ليلة ذهبت ما قمتها."
وأحبُّ الصفحات لديَّ هي فصل في التشاغل بالعلم والعمل/ وفصل معاودة الدروس/ و العزلة أصل الخير ألتمست فيه من الخطوات العمليَّة للتطبيق والله المستعان.
خاتمًا؛ استشهاد بأبيات الإمام الشافعي: سُداسية العلم الشافعيّ: ألا لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ سَأُنبيكَ عَن تَفصيلِها بِبَيانِ
وصية قيمة ورائعة لابنه تغنيك على كتب التنمية البشرية وعلى قدوات دعوية من الغرب فهذه الكتب التي تحمل نصح علمائنا الاجلاء افضل واغني واكثر حكمة وصوابا ويكفيها انها تتبع سير الانبياء عليهم افضل الصلاة والسلام وسير الصحابة وعلماء هذا الدين القيم
"استحضر عقلك ، وأعمل فكرك ، واخل بنفسك ، تعلم بالدليل أنك مخلوق مكلف ، وأن عليك فرائض أنت مطالبٌ بها ، وأن المَلكينِ عليهما السلام يحصيان ألفاظك ونظراتك ، وأن أنفاس خطواتك إلى أجلك ومقدار اللبث في الدنيا قليل ، والحبس في القبور طويل ، والعذاب على موافقة الهوى وبيل ، فأين لذة أمس ؟! : قد رحلت وأبقت ندمًا. وأين شهوة النفس ؟! : نكست رأسًا وأزلت قدمًا "
"الكسلُ عن الفضائل بئس الرفيق ، وحبُ الراحة يورث من الندم ما يربو على كل لذة"
"الفضائل تتفاوت ، فمن الناس من يرى الفضائل الزهد في الدنيا ، ومنهم من يراها التشاغل بالتعبد ، وعلى الحقيقة فليست الفضائل الكاملة إلا الجمع بين العلم والعمل ، فإذا حصلا رفعا صاحبهما إلى تحقيق معرفة الخالق سبحانه ، وحركاه إلى محبته والشوق إليه ، فتلك الغاية القصوى"
"انتبه لنفسِك ، واندم على ما مضى من تفريطِك ، واجتهد في لحاقِ الكاملين ، ما دام في الوقتِ سَعَةٌ ، واسق غُصْنَك ما دامت فيه رطوبةٌ ، واذكر ساعاتك التي ضاعت فكفى بها عظة ، ذهبت لذة الكسل فيها وفاتت مراتب الفضائل ، وقد كان السلف يحبون جَمْعَ كلِّ فضيلةٍ ، ويبكون على فوتِ واحدةٍ منها"
"اعلم أنَّ الأيامَ تُبْسَط ساعات ، والساعاتُ تُبْسَطُ أنْفَاسًا ، ولكلِّ نَفَسٍ خزانة ، فاحذر أن تُذْهِب نَفَسًا في غير شيء ، فترى يوم القيامة خزانةً فارغةً فتندم "
"لا يُيْئِسُك من الخيرِ ما مضى من التفريطِ ، فإنَّه قد انتبه خلقٌ كثيرٌ بعد الغفلةِ والرُّقادِ الطويلِ"
"ألزم نفسك الانتباه عند طلوع الفجر ، ولا تتحدث بحديث الدنيا ، فقد كان السلف لا يتكلمون في ذلك الوقت بشيء من أمور الدنيا"
"اعلم أنَّ العلم يرفع الأراذلَ ، فقد كان خلقٌ كثير من العلماء لا نسب لهم يُذْكر ، ولا صورة تُسْتَحسن ، وكان عطاء بن أبي رباح أسود اللون ومستوحش الخلقة ، وجاء إليه سليمان بن عبد الملك - وهو خليفة - ومعه ولداه ، فجلسوا يسألونه عن المناسك ، فحدَّثهم وهو معرضٌ عنهم بوجهه ، فقال سليمان لولديه: قوما ولا تنيا في طلب العلم ، فما أنسى ذُلَّنا بين يدي هذا العبد الأسود ، وكان الحسن مولى ، وابن سيرين ، ومكحول ، وخلق كثير ، وإنما شرفوا بالعلم والتقوى"
"وانظر يا بُنيَّ إلى نفسك عند الحدود، فتلمح كيف حفظك لها، فإنه مَن راعى رُوعِىَ، ومن أهمل تُرك."
نصائح غالية من أب مشفق على ميل ابنه عن الطريق القويم الذي يجب أن يسلكه المؤمن حقًا، لعلّه ينتصح ويعود إلى الحق ويعرف مراد الله منه في العلم والعمل.وليس هناك أعظم من توجيه الله ﷻ إلينا في قرآنه العظيم : ﴾وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴿ ورسوله الكريم ﷺ في الحديث الشريف : احفَظِ الله يَحْفَظْكَ، احفَظِ الله تَجِدْهُ تجاهَكَ.
This was a book from a scholar who wanted to write to his son in order for his son to become more intentional with the way he lives his life. This book is aimed towards Islam and something that really stuck with me was the fact that knowledge is valuable but useless if you don’t utilize your knowledge with action. It made me consider that I should learn more about my religion and also put this education into practice by being a better person for myself and everyone around me.
رسالة رائعة مختصرة معانيها رائعة لو تم الاهتمام بها وأفضل مقولة عجبتنى فيها "وعليك بالعزلة فهي أصل كل خير ، واحذر من جليس السوء ، وليكن جلساؤك الكتب والنظر في سير السلف ، ولا تشتغل بعلم حتى تحكم ما قبله ، وتلمّح سير الكاملين في العلم والعمل ، ولا تقنع بالدون "
ومع انتهاء هذا الصيف أقمنا تحدٍ لاستكمال سلسلة التحديات القرائية التي اعتدت أن أقيمها في الصيف وكل إجازة، وفي هذا التحدي الأخير قرأت قراءات كثيرة ما بين كتب وروايات عربية ومترجمة، مبتدئة رحلتي بالأدب الإنجليزي ومختتمة بالأدب العربي.
-تجدون الفقرة السابقة في رواية فلسطين ل هوبير حداد-
ثم بعد رحلتي القصيرة جدا -وقد ضقت ذرعًا بالتضييق والخناق الذي يعاني منه أهلنا في الضفة من اليهود وهذه السياج والتفتيش والخوف الدائم أن لا تكون أوراقي الثبوتية صحيحة أو أي زلة لسان قد تودي بي- انتقلت إلى بغداد، وعدت إلى الماضي البعيد ولنصائح الأجداد والسلف، حيث كان ابن الجوزي في مسجده يخطب، وإذا به يوجه رسالة قصيرة جامعة إلى ابنه أسماها «لفتة الكبد إلى نصيحة الولد»، فكانت موعظة بليغة أخذت عهدا على نفسي بالعودة إليها كل فترة وفترة.
-تجدون الفقرة اللاحقة كتاب أطفال الزمن لإدواردو غاليانو-
This is a splendid admonishment from an Imam whose name is well known to all. So many eyes have shed tears after reading it, the hearts has softened and great indeed is thebenefit it contains.
Through it the heedless wakes up, the ignorant comes to know and the sinner decides to repent. How excellent is his speech and oratory!
There are so many things I have learnt book that I cannot even begin to mention them. One is making dua and asking Allah for good for my family especially my children after finish reciting the Qur’an, staying patient while seeking knowledge and relying on Allah alone in times of hardship and ease.
This sentence from him stayed with me a lot.
“Never did Alläh degrade me to take from another person, instead He provided for me in order to protect my honor. Truth is, mentioning al my experiences would take quite a while. And here I am now and you can see what I have achieved. I will tell you the whole story in one single sentence, and that is Allah's saying:
Fear Allah, and Alah shall teach you. [Surah al-Baqarah 2: 282]
This is one of my best book of this year. I find myself getting distracted a lot from my pursuit of knowledge with mundane tasks, this book definitely helped me re-prioritize.
And for people like me, who wonder is it not too late for me, Ibn Jawzi has a reply for you:
“DO NOT LET YOUR PAST carelessness make you loose hope of achieving good many people have come back to wakefulness after long sleep.”
رسالة قليلة الصفحات عظيمة التنبيهات، فعلى الشاب العاقل أن لا يُفرط في المرور عليها، وليأخذها كنصيحة موجهة له لينتفع بها، فهي رسالة وجهها أُب جمع بين العلم والدين والعقل، ورصفها لأبنه يستحثه فيها على العلم والعمل وترك التأجيل والكسل.
من الإشارات التي استوقفتني: حديثه عن الفارق بين المُكث في الدنيا والإقامة في الآخرة عن الحياة التي تبدأ حين توسد التراب، كم سنة ستبقى هناك؟ كم جيلًا؟ بل كم قرنًا؟ وكم سيكون وقوفك للحساب؟ ومن ثم خلودك في الجنة إن كنت من أهلها ثم قارن هذا كله بأيام حياتك في الدنيا؟! فستجد أيامك فيها كلحظة ولو عشت مئة عام.
قوم نوح المكذبين كم مضى من قرون مذ فارقوا الدنيا! تخيلوا المدة التي أمضوها مذ ذلك اليوم وحتى الآن وهم يرددون: "رب لا تقم الساعة"! فعلى العاقل أن يُسارع ويغتنم ويجمع خيرًا فيما بقي له من أنفاس لعمره الحقيقي والطويل الممتد عسى أن يكون نعيمًا لا يفنى. اللهم أرحمنا برحمتك