يعتبر كتاب "جان ريمون" أول عمل فرنسي – حسب قراءاتي – عن التاريخ الوهابي والسعودي عامة وقد سبق جان باتسيت وكورانسيه، وقد سمح له موقعه كضابط أن يُحاط بكمية معرفية عسكرية واجتماعية أكثر من كونها تاريخية رغم صغر حجم كتابه هذا. كنت أتمنى لو أن المترجم "البقاعي" أكتفي بترجمته ولم يتعاون مع "أبو عقيل الظاهري" الذي قام بمراجعة النص الفرنسي وعلق عليه وعلٍ حتى علي حاشية المترجم بطريقة "طلبة العلم" ورد كل وجهة نظر جان ريمون لخبر ديني فكان هذا تكلفًا وإغراقًا في الولاء للوهابية.
1.يفتقر الرحالة ذوي الخلفيات العسكرية لروح الكتابة التاريخية ولأي حس معرفي تأصيلي للحدث وذلك لإنعدام "الإبتكار" عند العسكر عامة منذ أن خلقهم الله وأعظم إبتكارتهم خطط عسكرية "وقتية محددة" لمعركة ما، وعندما يتحول أحدهم لمؤرخ تكون خلفيته تسيطر عليه إلا من سلّح نفسه بإرث معرفي منذ أول حياته – وهذا نادر – لهذا تبقى هذه السمة تلحظها عامة في الرحالة الأوربيين أو غيرهم ذوي الخلفية العسكرية، ولكن لديهم ميزة وهي دقة الملاحظة. فهولاء في الأصل والجوهر هم ضباط قدموا لتوثيق ملاحظاتي لغايات إستعمارية بداية من "كرستن نيبور" حتى "لورنس" و"فيليبي".
2.يغنيك هذا الكتاب وهو تقرير عسكري عن كتابات لاحقة فرنسية متثملة في جان باتسيت ولويس كورانسيه عن الوهابية والسعودية الأولى فهو مختصر ويغطي فترة زمنية مشابهة لفترة كورانسية بالتحديد.
3.يضم الكتاب توثيقًا لأحداث السعودية الأولى وعلاقتها بالعراق من زاوية غربية يقترب صاحبها كثيرًا من الحياد.
4.بالمقارنة بين تقرير ريمون وكتاب ابن بشر تجد الكثير من التوافق بينهما وهذا يمنح الضابط الفرنسي مصداقية عالية مقارنة بمن جاء من بعده.
5.يحتوي التقرير علي معلومات عن التاريخ النجدي مجهولة المصدر ليس في الكتابات النجدي بل حتى في الكتابات العثمانية والعراقية والوثائق البريطانية – تتواجد بريطانيا في المنطقة في هذه الفترة – وهذا يجعلك تتوقف أمام مصداقيتها ليس لغربيته ولكن لإنفراده بها في ظل بعده عن كامل إقليم نجد وهذا من الأهمية بمكان. ــــــــــــــــــــــــــــــ