جبريل والنبي

by فاضل الربيعي

من هو دحية الكلبي الذي زعمت المرويات الإسلامية أنه جبريل؟ وأنه كان يأتي النبي في صورته كرجل بشري؟ في كتابه الجديد جبريل والنبي يفتح الكاتب العراقي فاضل الربيعي أبواب النقاش التاريخي والعلمي، حول صدقية المرويات الإسلامية) وإمكانية إعادة تدقيقها والتحقق مما نقلته لنا من تصورات وأفكار وشخصيات. وفي هذا السياق يثير الربيعي التساؤلات والشكوك بشأن (تاريخية) بعض الشخصيات الإسلامية، ويلاحظ أن شخصية دحية الكلبي لا وجود لها، وأنها تدور في نطاق تراجيديا دينية كبرى في تاريخ الإسلام عن تحول الملاك إلى إنسان، وقد سجلتها المرويات العربية الإسلامية في مئات المصادر، لكنها لم تلفت انتباه دارسي الأدب القديم، ولا كتاب التاريخ كذلك. ومع هذا، سوف تظل - برأي الربيعي واحدة من أعظم التراجيديات الأدبية القديمة المكتوبة بلغة التاريخ الديني؛ فهي تتحدث عن مأساة جبرائيل يوم هبط من السماء والتقى النبي -ص-، ثم أصبح رجلا له اسم بشري وينتسب لقبيلة من قبائل العرب. وهذه التراجيديا التي كتبت كسردية تاريخية، دخلت في صلب التاريخ الرسمي للإسلام، وأضحت جزءًا عضوياً من الرواية السائدة عن النبي وعلاقته بالوحي السماوي. بيد أنها قد لا تكون حدثت في الواقع قط، ذلك أن الشخصية التي يزعم أنها لعبت الدور المركزي فيها، هي شخصية لا وجود لها، وقد تكون من تلفيق رواة العصر الأموي. وهؤلاء قدموا تأويلات تعسفية لنصوص القرآن، لا عد ولا حصر لها، ومنها تأويل الآية التي تتحدث عن تحوّل الملاك إلى رجل بشري. كتاب مثير يستحق نقاشا هادئا وعلميا حول التاريخ الرسمي للإسلام).

233 pages, Paperback

First published June 1, 2014

About the author

ولد فاضل الربيعي في بغداد عام 1952 ونشط في الميادين الادبية والفكرية والسياسية منذ مطلع شبابه, وامتاز هذا النشاط بالتنوع والجدية ولفت اليه اهتمام وانظار أبناء جيله. وذلك بفضل الطابع الخاص للكثير من مؤلفاته التي زاوج فيها بين الادب والتاريخ والاسطورة والسياسة. كانت نشأته السياسية في اطار الحركة اليسارية العراقية عندما وجد نفسه ينخرط في العمل في صفوف الشيوعيين العراقيين. تبلور وعيه كيساري تحت تأثير الكتابات والافكار والنشاطات اليسارية في العراق والعالم العربي. وربما كان لنشأته هذه أثر كبير سوف يتجلى تاليا في الكثير من مواقفه السياسية والاجتماعية.

بدأ فاضل الربيعي حياته الادبية والفكرية والسياسية في السبعينات ككاتب قصصي.
غادر العراق عام 1979 مع انهيار التحالف السياسي بين الشيوعيين والبعثيين. وصل إلى شيكوسلوفاكيا وعاش بضعة أشهر في براغ التي غادرها إلى عدن عاصمة اليمن الجنوبي السابق ليعمل في صحيفة الثوري التي يصدرها الحزب الاشتراكي اليمني. في صيف 1980 استقر في دمشق وعمل محرراً في مجلة الحرية اللبنانية كما عمل مراسلا ثم مديرا لمكتب مجلة الموقف العربي في دمشق. في سنوات الثمانينات اسس تجمعا ثقافيا باسم العمل الثقافي مع مجموعة من المثقفين العراقيين وفي هذه السنوات تزايد اهتمامه بالثقافة الفلسطينية في الأرض المحتلة فنشر كتابه السؤال الاخر.

حدث التحول الأهم في حياة الربيعي ككاتب عندما طور اهتماماته باتجاهين: دراسة التاريخ القديم ودراسة الاساطير.في هذا السياق بدأ بنشر سلسلة من المقالات التحليلية للاساطير العربية القديمة ولكنه لم ينشرها في كتاب مستقل.عام 1989 غادر دمشق مع اسرته ليعيش في بلغراد (عاصمة يوغسلافيا السابقة) وليعمل محررا في مجلة البلاد الفلسطينية. انتقل من بلغراد إلى قبرص عام 1991 وعمل محررا ثقافيا في مجلة الشاهد. نشر روايته الثانية ممرات الصمت عن دار الملتقى في نيقوسيا والتي بنى حبكتها الروائية على أساس دمج الادب بالاسطورة. حظيت الرواية باهتمام النقاد العرب حتى ان ناقد اكاديميا في سوريا هو الدكتور نضال الصالح كرس لها أكثر من فصل في اطروحته للدكتوراه والتي صدرت في كتاب مستقل.و كما حظيت روايته الأولى باهتمام كبار الروائين والنقاد العرب فقد نالت روايته الثانية الاهتمام نفسه.ثم عاد إلى دمشق عام 1994 كمدير لمكتب هذه المجلة. نشر كتابه الشيطان والعرش الذي كرسه لتحليل الاسطورة العربية القديمة والتوراتية عن لقاء النبي سليمان ببلقيس ملكة سبأ. اثار الكتاب اهتمام النقاد والقراء وكتبت عنه عشرات المقالات ومازال ناشر الكتاب شركة رياض الريس في بيروت يعرض الكتاب في المعارض السنو

Reviews

[Issa Deerbany · Rating 4 out of 5]

من هو دحية الكلبي الذي تجسد الملاك جبريل عليه السلام بشخصيته.

سؤال استنكاري قدمه المؤلف واستعرض من خلاله جميع الأحاديث التي وردت ان جِبْرِيل جاء الى المسلمين في يثرِب من خلال شخصيته. ومن خلال مقارنة هذه الأحاديث ومحاولة إثبات ان هذه الشخصية غير موجودة وان الأحاديث التي وردت انه تجسد بهذه الشخصية متناقضة بل وتم التهام انها تم تحويرها لتناسب العصر الأموي.

وهل تتجسد الملائكة بصورة بشر ؟ وحاول ربط الأساطير القديمة بأن المسلمين تأثروا بهذه الأساطير من خلال خلق شخصية دحية الكلبي.

ولكن لدي سؤال للمؤلف لماذا لم يستدل بالآية التي تتحدث عن الملكين ببابل هاروت وماروت فهم كانوا متجسدين ببشر وكان ينزل عليهم قال تعالى "وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ "

فهي أية صريحة انهم تجسدوا كبشر وكانوا يخاطبون الناس بأن لا يكفر وأنهم فتنه.

لماذا تجاهل هذه الآية كأنها غير موجودة بالقرآن.

وملحق الصور في نهاية الكتاب ايضا ما الغرض منه.

[Odai Al-Saeed · Rating 5 out of 5]

جبريل والنبي علاقة جاءت بروابط وأسس سنت من خلالها قواعده ومنها إنطلقت
كيف رأى النبي جبريل,,هل كان جبريل يأتي الى الرسول بشخصية بشر يدعى(دحية الكلبي) وهل أن ترابط المرويات ينسج قصة منطقية لهذا الوحي الذي تواردت كثير من قصصه من حكايات أسطورية قديمة....بحث رائع وقيمة مضافة جبارة لكتاب أقل ما يوصف بأنه رائع

[Safwat Safi · Rating 4 out of 5]

يسلط هذا الكتاب بقعة ضوء على مرويات حملتها لنا كتب السلف عن تجسد الملاك جبريل في جسد صحابي اسمه دحية الكلبي، هذه المرويات لم تلق اهتماما كافيا لما تحمله من معان وأبعاد، واكتفى رجال الدين بترديد المرويات دون التفكر في تلك المعاني والأبعاد.

ويطرح الكتاب مجموعة من التساؤلات ويثير قضايا فكرية جديدة وجريئة جدا للنقاش وأعتقد أنه سيجد الكثيرون صعوبة في تقبل فكرة طرحها من الأساس، ويكشف الكتاب أيضا حجم التناقضات في المرويات الموروثة بشكل يؤكد أنه لا يمكن اعتبارها أحداثا تاريخية.

يستطيع القارئ أن يكتشف من خلال هذا الكتاب أن الأقرب للعقل والمنطق أن شخصية دحية الكلبي ليست إلا شخصية اخترعها السلف لأغراض سياسية تتعلق تحديدا بحكم بني أمية ، وبامكانه بعد ذلك أن يقيس بنفسه بعد بحث ودراسة ومقارنة كثيرا من المرويات التي وصلتنا والتي تعج بالتناقضات التي ساهمت في صناعة واقعنا.

أنصح بالقراءة

[Aysha AlZaabi · Rating 4 out of 5]

بغض النظر عن البوم الصور الذي الحق في الكتاب بدون شرح .. ربما لحاجه في نفس يعقوب، الكتاب رائع في طريقته بسرد المعلومات من مراجع مختلفه ، حتى اُسلوب السؤال الاستنكاري الذي جاء في اغلب صفحات الكتاب الى ماهية شخصية دحيه بن خليفه الكلبي.. شدني كثيرا و أمتعني انصح بقراءته

[Eslam · Rating 2 out of 5]

بسم الله..

كتاب يتحدث عن صحابي يدعى دحية الكلبي والذي كان يأتي سيدنا جبريل عليه السلام في صورته لسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام.

الربيعي تعب فعلًا في سرد جميع الوقائع التي تتعلق بدحية وأصله ونسبه وحقيقة زواجه من بنت عم النبي عليه الصلاة والسلام واستعان في هذا بكتب جليلة مثل الصحيحن ومسند أحمد وأسد الغابة والطبري واستيعاب الصحابة والبداية والنهاية ومجموعة أخرى لا اتذكرها الآن.

في سرده لقصة حياة الصحابي دحية، نجد أن ما هو مثبوت ومجمع عليه أنه من أهل الشام، بعد ذلك فهو محل خلاف، مثل زواجه من بنت عم النبي، ونسبه، وحتى رجال الأنساب لم تذكر له ذرية.

وهناك أيضًا خلاف حول مشاركته لبعض الغزوات.

ما هو أكثر دهشة وغرابة أن الكاتب يريد أن ينفي فكرة أن دحية هو جبريل عليه السلام ويريد ينفي فكرة هي أغرب وأغرب، أن سيدنا جبريل عندما أصبح على شكل وهيئة دحية فكان ذلك التشكل هو نهائي وتام ولم يعود سيدنا جبريل لهئيته الملائكية مرة أخرى وأصبح في شكله البشري!! وفي سياق أخر يتحدث وكأن دحية هو سيدنا جبريل.

لم يقدم الكاتب تفاصيل أكثر عن أصحاب وجهة النظر التي يحاول أن ينقضها وهي أنه يوجد أشخاص ترى أن دحية هو جبريل عليه السلام
من وقت بعيد وانا اقرأ حديث النبي عليه الصلاة والسلام والذي يقول أن سيدنا جبريل يتشكل في صورة دحية الكلبي، لم ألإكر لحظة في فكرة أن الشخصيتين قد اندمجتا ليصبحا شحصية واحدة!!

وبعد ذلك قدم الربيعي صورة عن سيدنا جبرائيل وميكائيل في اليهودية والمسيحية وعداء أحبار اليهود لسيدنا جبرائيل.

وبعد ذلك يصر الكاتب على منح دحية صورة أكبر من حجم الصحابي - وهذا من وجهة نظري - فهو بعد أن قدم التخبط واختلاف الرواة والمؤرخين في سيرة دحية، علق قائلًا: كيف أخطأ كل هؤلاء في سيرة صحابي من كبار الصحابة!! وكنت أريد أن يقدم دليله على صحة هذا الأدعاء الذي يقول فيه أنه من كبار الصحابة، ماذا فعل أو قدم دحية ليكون من كبار الصحابة؟ هل وجه الشبه الذي بينه وبين سيدنا جبرائيل عليه السلام هو الذي جعله يقول هذا؟ الصحابي عروة بن مسعود الثقفي شبهه النبي بسيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام ولم يقل أحد أنه من كبار الصحابة.

بعد أن انتهى الكتاب لم اتمكن من معرفة ما يريده الكاتب، هل هو يريد أن يثبت أن دحية هو شخصية وهمية من الأساس، أم يريد أن يقول أن دحية يشبه فقط جبريل، أم انه مع وجهة النظر العكسية!

[Qahtan Aljazrawi · Rating 3 out of 5]

جِبْرِيل و النبي

الكتاب عبارة عن دراسة ميثولوجية في تاريخ الاسلام تتمحور حول شخصية دحية الكلبي احد الصحابة الذين عرفناه من المرويات و قصص الإخباريين بأن النبي محمد شبهه بالملاك جِبْرِيل او جبرائيل . الاستاذ فاضل الربيعي كاتب عراقي غزير الانتاج الفكري ولديه عدد كبير من المؤلفات في عالم الميثولوجيا، يقتحم أسوار السير المحمدية و يتمشى في حقول ملغومة ليستخلص حقيقة التشبيه بين الصحابي دحية و الملاك جِبْرِيل .
يطرح المؤلف الكثير من التساؤلات بشأن حقيقة شخصية دحية الكلبي ، هل هي شخصية حقيقية أم مخترعة ، هل تشبهه المٓلك جبرائيل بجسد دحية ، آراء و تساؤلات يثيرها المؤلف حول حقيقة دحية في التاريخ الاسلامي .
بحسب الروائيين و القصاصين و الإخباريين و اصحاب السير ، ان جِبْرِيل تنزل على الارض من السماء بصورة إنسان ، و كانت صورة او شخصية جِبْرِيل هي الصحابي دحية الكلبي ، و دحية هو زوج درة بنت ابي لهب عم الرسول ، و أرسل دحية بصفة رسول او سفير من قبل الرسول محمد الى قيصر الروم .
بحسب النتائج التي توصل اليها المؤلف ، شخصية دحية الكلبي هي شخصية غير حقيقية او من نسيج خيال الروات ، و الروايات التي نسبت بحقه هي من نسيج الخيال و غير دقيقة و ضعيفة الاسناد و السند ، رواية ابن عباس التي اشارت الى مناجاة النبي محمد مع شخصية دحية في مجمل حديثهما ، ذكرت من جانب ابن عباس ذو السبع سنوات و لم تذكر من جانب دحية نفسه ، ولا يوجد اَي حديث او قول منسوب عن الرسول محمد ينتهي الاسناد الى دحية ، و على الأغلب جرى تعظيم شخصية ابن عباس ابن عّم الرسول إبان الحكم العباسي كنوع من اضفاء شرعية مُلكهم .

التجسيد او التشبيه هي ظاهرة استحدثت في الاسلام و جرى تخيلها و نسجها في المدينة ( يثرِب ) ، الوحي جِبْرِيل وصف اول نزوله بوصف مختلف ، يملك ٦٠٠ جناح يحجب بهم مد السماء .

احتوى الكتاب على صور متفرقة جمع في اخر الكتاب ، لم افهم المغزى منها ، و لم يعلق عليها .

[Ibrahim · Rating 3 out of 5]

قرأت كتابين قصيرين لفاضل الربيعي من ضمنهما هذا الكتاب وعلى الرغم من طرحه لموضوع يستحق البحث والتمحيص إلا أن ما يعيب كتابته من وجهة نظري كقارئ هو الإطالة في تكرار الأمثلة وعدم وضوح المسار الذي يسلكه البحث منذ البداية وغياب خاتمة شاملة تجعل القارئ يشعر بأن الكتاب قد اكتمل.

[Musaadalhamidi · Rating 3 out of 5]

من هم الملائكة؟ وكيف يمكن تعريفهم ووصفهم؟
تتمحور وظيفة الملائكة الأولى حول أنهم رسل إلى رسل الله وهناك وظائف أخرى كنفخ الروح في الأجنّة، مراقبة أعمال البشر، المحافظة عليهم، قبض أرواحهم... وهم غير مرئيون، مخلوقون من نور، فيما الجن من نار، والإنسان من طين. ومن صفاتهم الطاعة المطلقة لله، وهم ليسوا إناثاً كما يذكر الله في القرآن الكريم، ولا يتناسلون ولا يتناكحون. ومن صفاتهم القوى الخارقة التي يتمتعون بها، ومنها حمل العرش، وقلب الأرض عاليها سافلها كما في قصة النبي لوط... يؤمن بهم المسلمون إيماناً غيبياً مستنداً إ��ى اليقين الإخباري، أي إلى ما جاء في القرآن والحديث، اذ لا اتصال حسياً بين البشر والملائكة بشكل عام. ولكن الملائكة كما ينبؤنا القرآن في أكثر من موضع، يتمثلون بأشكال بشرية معروفة وغير معروفة. وقد تمثل الملاك لمريم العذراء "بشراً سويا"، كما جاء في القرآن الكريم. وتجسدوا لابراهيم بقوم زاروه، وقدم إليهم عجلا سميناً ليأكلوا، فلم يفعلوا، وبشروه، كما تذكر الآية "بغلام عليم". مع النبي لوط تجسدوا بشباب فائقي الجمال، ومع النبي داود تجسدوا بشخصين متخاصمين. وهناك رواية عن تجسد الملاك جبريل، الشهير بحمل الوحي إلى النبي محمد بصورة رجل يدعى دحية الكلبي. والله يقول في سورة الأنعام: "ولو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون". أي أن الإلتباس حاصل في تحول جبريل إلى ملاك لدى البشر. وهذا يفتح نقاشاً حول ماهية مصير الملاك السماوي حينما يتحول إلى رجل (بشري)، وهل يظل في الآن عينه، سماوياً وبشرياً؟ أم انه يظل بشرياً إلى النهاية ويخسر قدرته على العودة إلى السماء؟
هذه الأسئلة المثيرة يطرحها الباحث العراقي فاضل الربيعي في كتابه "جبريل والنبي" والذي يفتح فيه ابواب النقاش التاريخي والعلمي حول صدقية المرويات الإسلامية حول هذه المسألة، وإمكانية التحقق منها، وفرز ما هو تاريخي مما هو اسطوري.
ينقل الربيعي عن الطبري تفسير عائشة لآية "فكان قاب قوسين أو أدنى"، بأن النبي رأى جبريل، "وله ستمئة جناح مزينة بالياقوت والجواهر والذهب". وهكذا انتقلت إلى المسلمين عبر الروايات المنقولة إلى النبي أن جبريل هو في الآن عينه، ملاك، وطائر ورجل. وقد تحدث النبي في حديث ينقله الطبري عن لقائه لجبريل في صورته السماوية في اليوم التالي للإسراء: "رأيت جبريل عند سدرة المنتهى له ست مئة جناح". ثم هناك رواية أخرى شهيرة عن حضور جبريل إلى مسجد النبي في يثرب، قادماً من سفر طويل، من دون أن تتسخ ثيابه أو يعلو وجهه الغبار، وفوق ذلك بدا نظيفاً ناصع البياض، ثيابه بيضاء وحصانه أبيض كما يصور في كل المرويات، واتجه صوب النبي وجالسه "ركبته إلى ركبته". وهذه الرواية يقول الربيعي عنها إنها مجرد اسطورة، إذ لم يعثر في خلال بحثه الطويل في المراجع على ما يثبت وجود شخصية دحية الكلبي الذي تجسد به جبريل ودخل على النبي في المسجد.
في الخلاصة، يظهر لنا أن مسألة تجسد الملائكة في صورة البشر لم تكن مسألة محسومة، على الأقل من منظار تاريخي، في الإسلام. لكن بالمعنى اللاهوتي، الملائكة يتجسدون، وقد سبق وتجسدوا في أكثر من موضع يذكرها القرآن. أما مسألة تجسد جبريل بشخصية دحية الكلبي، فتلك رواية يؤكد فاضل الربيعي أن لا سند تاريخياً لها، وأن دحية الكلبي شخصية غير موجودة، "وقد تكون من تلفيق رواة العصر.
كتاب يطرح الكثير من الاسئلة تتفق او تختلف معها لكن يجب ان تقرأه بهدوء ونظرة ناقدة.

[Ahmed Ezzeldien · Rating 3 out of 5]

تناول الكتاب الروايات و"الأحاديث" التي تناولت (دحية الكلبي) وتجسد الملاك جبريل في هيئته، ولربما تحوله الكامل للصورة والحياة البشرية في هيئة هذا الشخص، ويكشف الكتاب ضمن العديد من الكتب فوضى الروايات وتعددها وضعفها، خاصة مع تغير وتقلب موازين القوى والسياسات بعد وفاة الرسول ﷺ، واستغلال "الخلفاء" لرجال الدين ورجال السياسة لاختلاق وتزوير السير والحكايات وحتى الأحاديث لتخدم نفوذهم وسياساتهم.

ما عاب الكتاب في رأيي هو إطالة السرد في عدة نقاط، وتكرار فقرات كاملة، بالإضافة لملحق صور باللغة الأردية يكاد يقترب من ربع أو ثلث حجم الكتاب، وهذا الملحق وإن كانت تبدو بعض الصور فيه مفهومة ضمن سياقها أو بقراءة بعض الكلمات القريبة من العربية، لكنها تظل صور دون شرح!

لكنه يظل كتابًا ضمن العديد والعديد من الكتب التي تتناول مدى الحاجة إلى التدقيق في الكثير والكثير من القصص المتوارثة والمسلم بها في السيرة النبوية وما تلاها من عصور "الخلافة".

[Sumayyah · Rating 5 out of 5]

وكعادة فاضل الربيعي يدهش قرائة بدقة بحثه وعميق تساؤلاته من خلال طرحه لمواضيع دينيه وتاريخية تمس الفكر العربي والاسلامي ، وبالرغم من جمال طرحه إلا أنه لم يستطع ان يتجرد من دائرة مذهبه وتوجهه، فيظهر موقفه العدائي من بعض صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم جميعا، وانعدام الحيادية هذه تؤخذ دائما على الكاتب .
وقد وقع الكاتب في تساؤل تمنيت لو انه لم يعرج عليه فقد ذكر نصًا:" فمن أين لرواة الأخبار أن يزعموا أن الملائكة نزلت بجيش عظيم في بدر؟" ..........

[مودّة · Rating 2 out of 5]

يعيب كتابات فاضل الربيعي التكرار والاستطراد وشطحاته الغير منطقية بعض الشيء، لكن يظل طرحه مميزاً ومختلفاً

[Mohanad · Rating 3 out of 5]

محاولات الكاتب الربط بين دحية الكلبي و جبريل و التراجيديا الاحلالية للملاك في البشر اربكتني و انطباعي عنها انها مجرد تمرين فلسفي تبناه الكاتب ، من ناحية اخرى ثلث الكتاب هو صور ليست للاسف مرفقة باية شروحات