المسائل التي تطرح اليوم تعبير عن حاجات هذا اليوم وليس من المنطقي أن نبحث عن حلول لها في كتب السابقين ورؤاهم. نحن بحاجة إلى التحرر من التقاليد المعبقة، لا سيما تلك التي تفرض علينا منظورات وتصورات قديمة عن الحياة والعالم، كما تفرض علينا قيما وأحكاما تعيق طموجنا إلى مكان يتناسب مع واقعنا وقدراتنا وحاجات عصرنا. فتغيير سبل العيش وأنماطه ومصادره يتطلب تبريرا ثقافيا، يدفع بالمجتمع إلى أغعادة صوغ القيم والأعراف والافكار والاحكام، كي تتناسب مع شكل الحياة الجديد. وثقافة المجتمع ليست مجرد قضايا نظرية، بل هي أيضا نظام علاقات وقيم يتضمن مصالح فريق من الناس. وهؤلاء سيصارعون ضد أي محاولة تغيير تقود إلى خسارة. ففي مجتمعنا مثلا، كان عمل المرأة يضعف احتمال حصولها على زوج. وكان الشبان يطلبون "ربة بيت" لا تخرج للعمل. أما اليوم فإنهم يسألون عن عمل الفتاة المرشحة للزواج، كما تشترط الفتاة عند العقد إقرار الزوج بحقها في العمل، والتزامه بعدم منعها منه.
الدكتور توفيق السيف مفكر وباحث ديني وسياسي سعودي مهتم بقضايا التنمية السياسية . ولد في القطيف في 11 يناير 1959 م وهو عضو في مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت وكذلك عضو في منظمة العفو الدولية في لندن. ساهم في العديد من الدورات العلمية في الفلسفة والاقتصاد وعلوم الإدارة وحقوق الإنسان والعديد من الدورات في القانون.
كتاب عبارع عن مقالات تتحدث عن القضايا الجدليه بالمجتع السعودي كالقبائل والتغيير والمرأه
حاجت الشباب الى العمل وحياه افضل .. انخراط القرى مع بعضها البعض وتوسع المدن بالاضافه الى الثروه الاقتصاديها التي تبعها التعليم والتنميه.. اصبح من الصعب المحافظه على العادات والتقاليد خصوصا وإن المجتمع تخالط من عرب واجانب.
لا يجب تقييد الشباب بماضي الاباء فلكل جيل زمانه .. الشباب يحتاج الى الحريه لتبرز كفاءته وطاقته.. فعند حكره ومنعه قد يتمرد الى الطريق الخاطئ
توسع الانترنت وثورته فتحت مجال لتخالط الشعوب والثقافات وتوسع مصادر التعلم المعرفه .. اصبح الانترنت لا يختصر على التسليه فقط بل قوه هائله أمام من يحسن التحكم بها الراتب ما يكفي الحاجه .. قياده26 اكتوبر .. من ابرز هذه القوه التي بينت حجم تغير وعي الشاب السعودي وتغير تفكيره ، اصبح من الصعب ان نجعلهم يتمسكون بالعادات والتقاليد .. فالشاب العالم غير الشاب الذي لم ينهي المدرسه .
ينبغي علينا أن نعي الماضي والحاضر وندرك تحولاتهما التي ستشكل لنا المستقبل,إن معرفة الفرد لجوهر وحقيقة هذه التغيرات (شكلية أم جذرية ؟) وطريقة تفاعل أفراد المجتمع معها سيساعده في رسم خارطة مستقبلية أفضل من تلك التي تشكلت بعشوائية في زمن الطفرة الاقتصادية ولازالت تعاني في دوامة الشبكة العنكبوتية. ليس علينا تحريك المياه الراكدة في فكرنا فقط بل يتوجب تنقيتها من الشوائب المقدسة أيضا.
مجموعة مقالات للمؤلف تناقش في مجملها جدلية التغيير في المجتمع السعودي خاصة في الفضاء الديني ، يحاول المؤلف إبراز فكرة أن التغيير سنة الحياة وضرورة لازمة للمرحلة الحالية التي يتجه فيها المجتمع نحو الحداثة بعيداًعن التقليدية والفكر الديني التقليدي ،، تبدو الإشكالية الكبرى في المجتمع السعودي لدى الكاتب في إسقاط أحكام الماضي على الحاضر والإستغراق في الماضي والإغراق في النسقية الدينية والمذهبية ، يحاول من جهة أخرى التأكيد على أن تطوير وتحديث الخطاب الديني موجود ولو بشكل بسيط ومتدرج وهذه هي الحياة ولا شيء يمكن أن يوقف ذلك والأمثلة كثيرة والمجتمع متغير ومتجدد ولكل بيئة وزمن خطابها وظروفها وخطاب التقليديين ليس سوى وليد لزمن آخر غير مناسب لهذا الزمن ولا بد من تجديده والعناية بالانفتاح على أحوال العصر الحاضر لأن الفتوى (الرأي) خاضة لذلك وليست حكماً ربانياً بل اجتهادات قابلة للمراجعة
أول كتاب لي مع الدكتور توفيق، سعيدة بالرحلة الممتعة والمليئة بالأشواك التي نقاش فيها كثيرمن قضايا الشأن السعودي، وعوامل صياغته. الكتاب مجموعة من المقالات القيمة والتحليلة والتي بلا شك تعكس قدرة السيف على الاستيصار وملاحظة عوامل ستفرض تغيرات مستقبيلة كبيرة استجابةً لمستجدات الحياة الحديثة. أنصح به!
الكتاب عبارة عن مقالات، طرحه جيّد ويستحق القراءة، ولهجة الكاتب في مطلع الكتاب كانت موجهة للمربّين عمومًا أباءً كانوا معلمين ومن ثم أبانت عن التوجه السياسي الذي قصده الكاتب. إلا أني أستنكرت أن الكاتب يتناول مواقف السلفية بإلمام بينما هو ينتمي للمذهب الشيعي (مع إقراره بإنه يكره هذا التصنيف ويحبذ التعامل المتجرد من المرجع) لكن طالما أن الكتاب فكري/سياسي فلا يمكن تجريده من مرجعيته والتغاضي عنها لفهم السياق الذي يتم نقل الأخبار وتناولها من خلاله، وما لم يأتي بذكر مواقف مذهبه وأحواله وأهواله كما تعاطى مع السلفية وأتخمها بتحليله ونقده! غير أنه خلط بين الشيعي والليبرالي والسروري والجامي بميزانٍ واحد، مع إنه كل هؤلاء هم جماعة تم تنميطها وفقًا لأفكارها وأهدافها والشيعة هم مذهب مستقل عن هذه التيارات! فيه تمييع صريح من قِبل السيف في طرحه لأفكاره ورؤاه الإصلاحيّة ما احترف فيها😄 لا كتاب يخلو من النقد، لكن الكتاب عمومًا جيد وهذه أول قراءة لي للدكتور توفيق السيف ويستحق أن يُنصف بثلاث نجمات:)