خديجة محمد عبد الله الجهمي أو "بنت الوطن" (مواليد بنغازي 15 مارس 1921 - 11 أغسطس 1996) أديبة وإذاعية ليبية، ومن أوائل المدافعات عن حقوق المرأة في ليبيا. تعتبر خديجة الجهمي احدي رائدات المطالبة بحقوق المرأة مند فترة الاستعمار الإيطالي، تولت الاشراف على إصدار مجلة المرأة (مجلة البيت لاحقا) في 5 يناير 1964 وتولت رئاسة تحريرها العام 1965، كما أسست أول مجلة للأطفال وهي مجلة الأمل ورأست تحريرها، وساهمت في تأسيس الاتحاد النسائى الليبى، وتولت رئاسته عام 1972.
ولدت وعاشت في طرابلس، وهي من العائلات القديمة بها، درست بها وفي العام 1981 أنهت دراستها بحصولها على بكالوريوس في المكتبات والمعلومات-جامعة الفاتح (سابقا)، ولقد قدمت أول عمل بيبلوغرافي حول القصة الليبية، من العام 1951 وحتى 1981.. كما إنها قدمت بيبلوغرافيا لكتاب الطفل في ليبيا.
قرأت الكتاب في دفعة واحدة لسببين, هو كون يوم قراءته يصادف ذكرى الرحيل الثامنة عشر لماما خديجة, و الثاني هو كون الاسلوب الذي تم سرد سيرتها الذاتية ممتع و شيق يجعلك مهتماً بكل كلمة تقال, فهناك الطرافة و الجدية و القصص المؤلمة, خديجة الجهمي كانت ذات شخصية عفوية و ذكية جدا, يتم وصفها بأم اللسان الطويل و تفخر بذلك, لم يكن هناك من شيء يردعها على تحقيق ما يدور في رأسها, تخطت كل الحواجز التي فرضها المجتمع ذاك الوقت و لم تأبه بأحد, سافرت وحيدة مع أختها الى مصر متنكرة في زي إمرأة عجوز, درست في مصر و اشتغلت هناك, التقت بعدة شخصيات مصرية مهمة, مثل الملحن عبد الوهاب, و امتد بها العمر لتصل الى تونس و تلتقي بالزعيم ابورقيبة الذي أثنى على ذكائها, كانت تملك من الجراة ما يكفي بأن يدخل صوتها الانثوي جميع البيوت الليبية, في الزمن الذي كان كل ما في المرأة عورة و لا يجوز حتى أن يعلن الرجل أنه قد أنجب بنات. عندما اشتغلت بالاذاعة ثارت ثائرة ابن عمها الذي كان جزءا من عائلتها التي ترفض كل تصرفاتها, و هدد بأنه سيقتلها, فما كان منها الا أن ردت بالذهاب الى منزله, و أن تقول له : تعال اقتلني كان تبي.. أما تهددني ...لا! بفضل جرأتها و ثقتها بذاتها و صم أذنيها عن كل تلك الاقاويل التي دارت حولها من مجتمع لم يتقبل ظهور المرأة في الميدان الاجتماعي بعد تفوقت خديجة الجهمي و أخرجت المرأة الليبية من الظلام, تلك المرأة التي كانت تتصل ببرنامجها الاذاعي لتسألها ما الذي يعنيه "الباكينغ باودر و من أين يتم الحصول عليه؟" و قامت بتثقيفها عبر برنامجها الاذاعي الشهير و الأول الذي يتحدث بصوت امرأة " الذي استمر 18 سنة. أسست خديجة الجهمي اول مجلة ليبية حول المرأة باسم "المرأة" التي و للأسف قام الصادق النيهوم بتغيير اسمها الى "البيت" في تعديل لا معنى له. و قد عادت اليوم تسمى "المرأة" من جديد و لا زالت تنشر في بنغازي. ثم أنشأت مجلة الأمل للأطفال, و ألفت عدد من الأغاني أشهرها "نور العين" لمحمد مرشان و من أجمل الأغاني الليبية أيضا. أسست الاتحاد النسائي الأول و ترأسته و ترأست أول مؤتمر نسائي عربي. توفت عام 1996 اثر نوبة قلبية. كنت أرغب في سرد المزيد عن خديجة الجهمي, اذ أن سيرتها الذاتية ملهمة فعلا, حيث أنها من النساء المهمات اللواتي تفخر بهن هذه البلاد, إن لم تكن أكثرهن أهمية. لن أزيد على ذلك إنما سأدعو , اقرأ أنا خديجة الجهمي, و كن فخوراً