" يضم هذا الكتاب جملة من الدراسات التي تتناول أدب و سيرة بعض أعلام الآداب الأجنبية الذين أتيح لي الاتصال بأدبهم, و أقرأ لهم أغلب أو أبرز إنتاجهم مسجلاً انطباعاتي حول ما استوقفني من جوانب حياتهم و ملامح أدبهم. إنها رحلة رحلة عبر هذه العوالم المتنوعة في صورها’ الغنية في ألوانها. توطدت فيها الصحبة مع بعض هؤلاء الأعلام حتى غطت فترات طويلة, و صفحات كثيرة. مثل صحبتي للكاتب الايطالي لويجي بيراندللو الذي توشك دراسته وحدها أن تستأثر بالكتاب كله, و قصر الجهد عن بعضهم الآخر فلم تزد الكتابة عنهم على اللقطات السريعة الخاطفة و الوقفات العابرة التي تشكل خطوطاً عامة و منطلقات لتناول أوسع و أشمل. لقد كتبت هذه الدراسات في فترات مختلفة’ عن أدباء يختلفون جنساً و لغة و اتجاهات و لكن خيطاً واحداً يشدها و يجعل منها محاولة, موحدة في أسلوبها و طريقة تناولها و سعيها للنفاذ إلى أسرار الإبداع في فنهم و العظمة في حياتهم و مواقفهم."
يتناول الكتاب مجموعة من الكتاب و هم : بيراندللو,هنريك ابسن, بروست, دستوفسكي, بلزاك, موباسان.
ولد بطرابلس ودرس بها حتى أنهى دراسته النظامية في 1948، ثم انتقل للعمل في مجال التدريس حتى 1951.. عمل موظفاً إدارياً بمجلس النواب بداية من 1952، ثم أميناً عاماً له في 1962.. عين وزيدرً للإعلام والثقافي في الفترة من 1964 إلى 1967، ثم سفيراً لدى المغرب في العام 1968. تولى رئاسة اللجنة العليا للإذاعة، وعين رئيساً لمجلس إدارة الدار العربية للكتاب سنة 1974.. وأختير أول أمين لاتحاد الأدباء والكتاب الليبيين 1977.. أنتخب أميناً عاماً لاتحاد الأدباء العرب 1978.. أختير أميناً عاماً لاتحاد الناشرين العرب 1981. نال الدكتوراه الفخرية من جامعة نابولي- المعهد الشرقي، ومجموعة من الأوسمة: وسام الفاتح، جائزة الفاتح التقديرية، وسام الثقافة التونسي، الوسام العلوي المغربي، جائزة الثقافة المغربية.
قراءتي لهذا الكتاب قديمة، لكني أذكر أن التليسي أشار في إحدى مقالاته إلى إحتمال نيل نجيب محفوظ لجائزة نوبل وكان من المعجبين بأدبه..وبذالك كان من أوائل الأدباء العرب الذين استشرفوا ذالك الحدث قبل وقوعه بزمن متقدم