Taha Hussein was one of the most influential 20th century Egyptian writers and intellectuals, and a figurehead for the Arab Renaissance and the modernist movement in the Arab World. His sobriquet was "The Dean of Arabic Literature".
السيرة الذاتية لطه حسين و هذا الجزء يتناول الأحداث منذ انتقاله الى القاهرة للدراسة فى الأزهر و حتى بداية فترة الجامعه 01 وللناس مذاهبهم المختلفة فى التخفف من الهموم والتخلص من الأحزان , فمنهم من يتسلى عنها بالقراءة , ومنهم من يتسلى عنها بالرياضة , ومنهم من يتسلى عنها بالاستماع للموسيقى والغناء , ومنهم من يذهب غير هذه المذاهب كلها لينسى نفسه ويفر من حياته الحاضرة وماتثقله به من الأعباء . 02 كان يري نفسه انسانا من الناس ولد كما يولدون، و عاش كما يعيشون، مقسم الوقت و النشاط فيما يقسمون فيه وقتهم و نشاطهم. و لكنه لم يكن يأنس الي احد، و لم يكن يطمئن الي شئ، قد ضرب بينه و بين الناس و الأشياء حجاب ظاهره الرضا و الأمن، و باطنه من قبله السخط و الخوف و القلق و اضطراب النفس، في صحراء موحشه لا تحدها الحدود، و لا تقوم فيها الاعلام، و لا يتبين فيها طريقه التي يمكن أن يسلكها، و غايته التي يمكن ان ينتهي اليها 03 قد رأت عينه وشم انفه وتحركت شهوته، ولكن قصرت يده وخانه جيبه، فمضى وفي نفسه حاجة وفي قلبه موجدة وحفيظة، وفيه مع ذلك رضا بالقضاء وإذعان للقدر واستيقنوا أن الثراء والسعة وخفض العيش أشياء تعوق عن طلب العلم، وأن الفقر شرط للجد والكدّ والاجتهاد والتحصيل، وأن غنى القلوب والنفوس بالعلم خير وأجدى من امتلاء الجيوب والأيدي بالمال
الجزء الثانى بعد إنتقال الفتى للقاهرة حيث الأزهر سرد طويل لكنه ظريف لأصدقاء السكن والشيخ على والصديق الغريب سرد لخواطر مغترب كفيف فى طريقه لتحقيق حلمه بالأزهر حينما كان أزهرا ! أكثر الأجزاء متعة
تحدث طه حسين في الجزء الثاني من كتاب الأيام عن حياته في الأزهر، ولكنه لم يكتف بالحديث عن نفسه فلم يكن هذا الجزء سيرة ذاتية عن حياته فقط وإنما عمن هم حوله ويشاطرونه نفس المبنى فتحدث عنهم وأوغل في التفاصيل وأغرقنا فيها، وحكى عن زملائه في الأزهر، زملائه الذين يأنس لوجودهم ولا يشاركهم ، يحكي عن طرائفهم وضحكهم عن أحاديثهم وعاداتهم وعن فرحهم ومرحهم، وكيف يقضي يومه، وكيف كان عليه أن يعتاد هذا المكان الجديد، ويصف لنا التفاصيل الصغيرة والروتينية، ويتفنن في الوصف، كان طه حسين يلحظ ما يجري حوله ويسمع ما يقال، وان له في ذلك لتسلية وأُنس ، وإن كان لا يشاركهم فيها فهو يلاحظ ما حوله ويكتفي بابتسامة، أما أصعب ما كان يواجهه وأقساه هو الوحدة المحتمة عليه في كثير من الأوقات، كان يتحدث عن مشاعره وما يجول في خاطره إضطرابه ووحدته وقلقه، وخجله من الطلب ، هكذا قاسى طه حسين الوحدة والإهمال في كثير من الأحيان، لكنه كان يجد له مؤنساً بين الحين والآخر، زميلاً يشاطر معه صفحات كتاب، وآخر يسانده ويشد من أزره، هكذا عرف الحياة بحلوها ومرها.. كانت المواد في الأزهر تُعلّم بطريقة بدائية وتقتصر على علوم الدين والتفقه فيه، كثيراً ما كان يبدأ دروسه بهمة و نشاط ثم يلحقه فتور وملل، وكان قد خاب أمله وساء ظنه بكثير من شيوخ الأزهر وطلابه .. مع ذلك بقي عنده شيء من العزيمة في تحصيل هذا العلم وحفظه .
أعجبني هذا الجزء أكثر من الأول، ربما لأنه أسهب في الوصف قليلاً وأراه يجيد ذلك .. أما ما لم يعجبني في فيه هو أن طه حسين لم يكن متواجداً بشكل أكبر ..
. .
** طه حسين متمكن من اللغة لكن طريقته في السرد لم تعجبني -أن يتحدث عن نفسه بصيغة الغائب- وكثيراً ما اختلطت علي الأحداث بسبب ذلك، ولم اتمكن من معرفة ما إن كان يتحدث عن نفسه أو عن شخص آخر .. وهذا أكثر ما أزعجني << وهذه الملاحظة تنطبق على أجزاءه الثلاثة.. **
يواصل الدكتور طه حسين حديثه الذي انفظع بنهاية الجزء الأول.. الفتي الآن في القاهرة.. يبدأ رحلته في الأزهر... و هى الرحلة التي تستغرق هذا الجزء بأكمله..
إذا كان الجزء الاول قد أعجبني بشدة فالجزء الثاني ليس على نفس المستوى..
أولا الأحداث كانت تسير ببطء شديد جدا.. يكفي مثلا أن نذكر أن الكتاب يستهلك الصفحات الخمس و عشرين الأولي في الحديث عن "كيفية تحضير الإفطار و شرب الشاي" في الحجرة التي يتقاسمها مع بقية طلبة الأزهر المغتربين!! 25 صفحة بأكملها؟!!! هذا بالفعل بطء.. حتى بمقاييس كتابات العميد البطيئة أصلا!!!
ثانيا.. حتى عندما تتواصل الأحداث فإنها في الأغلب لا تتعلق بشخصية طه حسين و لكن بشخصيات أخري شديدة الهامشية تظهر لمدة عدة صفحات و تختفي بأسرع مما ظهرت! و على العكس من الجزء الأول التي كانت الشخصيات الأخرى تبدو فعالة و ذات حضور و تأثير.. و حتى عندما يحكي عنها الدكتور فهو يحاول أن يعكس أنماط فكرية معينة في المجتمع المصري.. لكن هنا كان الحديث عن الشخصيات أشبه بمسلسلات رمضان.. حيث يحاول المؤلف أن يستكمل 30 حلقة بأي شكل فيقوم بالحديث عن قصص هامشية لا فائدة منها.
ثالثا... يبدو لي أن الكتاب مخصص للتهكم و السخرية من شيوخ الأزهر.. إذا كان العميد يريد أن ينتقد الأزهر فلم يكن ليحتاج إلى ذكر "كل" شيوخ الأزهر لينتقدهم.. كان يكفيه فقط أن ينتقد طريقة الشرح و المناهج و كفي... لم يكن يحتاج إلى ذكر أسماء الشيوخ بل و حتى ذكر الأسماء التي كان يطلقها الطلبة عليهم!.. فالموضوع تحول في نظري إلى نوع من "الإنتقام و التشفي" من العميد تجاه شيوخ الأزهر أكثر منه نقد موضوعي.. و هذا ما لم يعجبني على الإطلاق..
كان يمكن اختصار الكتاب إلى ربع حجمه دون أن يقلل هذا من قيمته.. في المجمل أسوأ الأجزاء الثلاثة...
كنت قد قرأت الجزء الأول الممتع منذ فترة طويلة أعتقد مما يقرب من ثلاث سنوات وكنت خلال كل تلك الفترة أحاول استكمال هذا الجزء ولكنة كان يشعرني بالملل فقد كنت أقرأ فصل واحد كل شهر أو يزيد علي عكس الجزء الأول الذى أذكر أنى أنهيت في جلسة واحدة يسرد طه حسين في هذا الجزء حياتة عند الانتقال للمدينة والدراسة في الأزهر ولكن أحداث هذا الجزء جاء أغلبها نقد لمشايخ الأزهر مع الكثير من التفاصيل التي لم تحمل لي اى تشويق لكن أوضحت لى ذاكرة طة حسين الحديدية التي احتفظت بكل هذة الأحداث العادية بتفاصيلها الصغيرة اتمني ان يكون الجزء الأخير أفضل
في هذا الجزء يحكي عن دراسته في الأزهر بسلبياتها و ايجابياتها... في البداية كان واضحاً انزعاجه من المدينة الجديدة و الاشخاص خاصة و انه كان كفيفا وفي نفس الوقت يستحي من طلب المساعدة حتى من أخيه الأكبر... كان يشعر بالوحدة و الحزن ما جعله يشتاق لاجواء بلدته اللغة مذهلة كالعادة .... ولكن اعيب بعض التفاصيل و الحديث عن شخصيات غير مؤثرة ما أصابني بالملل.. في الأخير بدى جلياً ميله للأدب و الشعر، وربما يتحدث أكثر عن هذا التحول في الجزء الأخير...
في الجزء الثاني من الايام، يتحدث طه حسين عن فترة دراسته في الازهر، و هي ثمان سنوات، قضاها برفقة اخيه الاكبر في القاهرة، طلبا للعلم. قد يجد القارئ هذا الجزء اطول و اكثر تفصيلا و استرسالا في الوصف من الجزء الاول، اذ ان الكاتب يصور مختلف الاحداث التي عاشها، ذكرياته عن الشخصيات التي قابلها، اوقات عصيبة و اخرى ملؤها لعب و عبث الشباب. قد تكون الاضافة التي ساقوم بها فيما يلي، بعيدة عن كل نقد ادبي لهذا العمل، و من انا لاقوم بشئ من هذا القبيل، اذكركم اني لست بدارسة للغة العربية ولا لاصول الادب. لكن اكثر ما لفت نظري، و اعتبرته اضافة قيمة، هو وصفه للازهر، لناسه و برنامجه التعليم��. ستكتشفون ان طه حسين، منذ البداية، دائما ما يفرق بين مجموعتين:اصحاب العمائم، اي اصحاب التعليم الديني الاصيل، و اصحاب الطرابيش، اي اصحاب المدارس التي يمكن ان نقول، انها حديثة، او مبنية على مبادئ غربية، ان صح التعيبر. في وصفه للازهر، فان طه حسين يدخلنا ( اتكلم عن نفسي، اكثر الناس بعدا عن هذا العالم) في عالم اصحاب العمائم، و علومهم، كتبهم العالية التعقيد،التي تحتاج غالبا الى كتب اخرى لتفسيرها. قراءة و حفظ عن ظهر قلب، كتب فقه و نحو و شعر و حديث و تفسير و منطق، و كثير من الاشياء التي لم اعرف حتى ماذا تعني او ماهي. لكن طه حسين يصور الازهر، و اظن يمكننا ان نضع اي مؤسسة تعليمية دينية مشابهة مكانه، في ازماته و نقاط ضعفه ايضا. اذ ان الكاتب، و مع مرور السنوات، لا يبدو مقتنعا كثيرا بما يتلقاه في الازهر، رغم رغبته القوية في تحصيل العلم، و كذللك اغلب زملاءه. غالبا ايضا ما يتحدث عن رياء الشيوخ و نفاقهم و ضعف افاق عقولهم، سعيهم وراء المرتبة و المصلحة، فقلما صادف شيخا يحركه حقا حب العلم او مصلحة طلابه. ان شهادة في حق الازهر كهذه التي قدمها طه حسين جعلتني ارى الازهر كتلك المؤسسة العريقة، التي وقف عندها الزمن، فنسي المنتسبون اليها الغاية الاصلية من وجودهم، بل تجمدو في مجد قديم و اصبحو حريصين على التمتع به و المحافظة عليه من اي مساءلة او نقد. اصبحو يعيشون في فقاعة الازهر، بعيدا عن عالم يشهد تغيرات عميقة. لا يتحدث طه حسين في هذا الجزء عن تحديات اخرى لعلها كانت تزعزع استقرار هذا النموذج التعليمي، لكننا يمكن ان نراها تمر بسرعة خاطفة في النص. فنجد الكاتب يتحدث عن عواصف سياسية عصفت ببعض شيوخه، النزعات المحافظة ان لم نقل لا ثورية لطلابه، و يتحدث ايضا، هنا و هناك عن الحرية، و حرية التعبير. لعلي اطلت عليكم بهذه الخواطر و الافكار التي راودتني و انا اقرا هذا الكتاب. لكني و في نهايته، اردت ان اعرف اين الازهر اليوم، بعد قرن من الزمان منذ مر طه حسين بصحنه، فاذا باول الاخبار التي تجدها عنه، لا تزال تعكس نفس الازمة، بداية بصراع الاصالة و الحداثةو الاستغلال من طرف السلطة، مرورا بمحله من الاعراب في الواقع الاجتماعي و السياسي الراهن، و نهاية باشكالات اصلاح الخطاب الديني و محاربة الجهل و العنف.
وتستمر الملحمة في حياتنا أستاذي الدكتور طه حسين في هذا الجزء يتحدث عن الطور الثاني في حياته وهو الأزهر وما كان فيه من شأن ، وأختتمها باتجاهه للكتابة كرد فعل للأزهر ، ودخوله الجامعة المصرية ، وتفضيلها علي الأزهر
وفيه كان أكثر الحديث عن الأزهر والأزهريين ، وكيف هو كان يقضي يومه من التنقل بين حلقات النحو والبلاغة والفقة ، والأحاديث التي كانت تدور مع أخيه وأصدقاءه ، وتندرهم بشيوخ الأزهر وما إليه من خطوب في ذاك الصدد
في أغلب شأن الدكتور طه كان يعتمد في وصفه علي سمعه وما كان يصل إلي أذنه من أصوات ، أحيانا مختلطة بغيرها وبعضها الآخر واضح جلي يستطيع تميزه ويقع في نفسه موقع تيه وفخر
وحدته في الربع كان لها الأثر الكبير في حياته فلقد أسلمته إلي التفكير ، وتكوين جزء كبيير من شخصيته الخجولة الصامته التي لا تتكلم ولا تخرج أي كلام من فِيها إلا بعد أناة وتفكر وروية .
هذه الجملة قالها الطفل طه حسين ، لتشعر بأنها قد خرجت من فم له من العمر أرذله : " لو عرف هؤلاء الرجال مقدار ما أسمع لهم وما آخذ عنهم لاجتنبوا أن يديروا مثل هذه الأحاديث بمحضر من الصبية الناشئيين ""
بدأت حكاية الكره للأزهر منذ ذاك اليوم الذي قدم فيه إلي القاهرة وأخذ يقارن بين الخطبة بين الأزهر وبين مسجد القرية وإن ليس هنالك اختلاف إلا في تفخيم الراءات ، ومن ثم كان الحدث الثاني هو عندما تقدم إلي الامتحان وقيل له " أقبل يا أعمي "
لقد أنجزت الجزء الثالث ولكن أنتظر إلي أكتب عنه وأرجأت الكتابة لبعد هذا الامتحان القادم :)
لم أكن أريد الانتهاء منها بسرعة، لأعطي نفسي مزيد من الوقت مع أجواء طه حسين ومن حوله من الناس... وصفه جميل لايمل حتى أنك س تشتهي كوب الشاي الذي يخبرك عنه وتتألم عندما يتألم ...كفاح،تمرد،صبر،صمت ،ومستقبل مجهول ينتظره رغم ألمه لفقد نعمة البصر كان لديه كبرياء عجيب فلم يشكو لأحد ولم يستعطف الناس بل كان يخجل أن يأكل أمام الناس وحتى إن يطلب المساعده من أخيه لتناول طعامه..... أ تحرق شوقا لقراءة الجزء الأول بعد أن أتممت الثاني والثالث.
أعجبني صدقه وصراحته في نقده وحبه لبعض اساتذته بالأزهر ودقة الوصف لمشاعره وبما مر به من صعوبات وعزمه الدائم للوصول إلى مايطمح وكبريائه وكرهه لمن يشفق عليه ويدعوه بالأعمى وشدة فضوله لتعلم الجديد والتعمق فيه وحكمه النهائي لما درس بمنظوره الخاص
جزء ممل لم أراه لائقا بطه حسين.الايام هي تروي قصة حياته و لكن في هذا الجزء اصبح يتحدث عن اصدقاء أصدقائه و كل . التفاصيل بصفة بالغة و اسرف فيها عن الازهر و شيوخه في اخر الكتاب سام من الأزهر و ققر المكوث في البيت لما يعانيه فقر اباه ان يخصص له خادم و اثبح يرتاد الجامعه في نفس الوقت سيكون الجزء الثالث عن حياته بعد مغادرة مصر و سيبدأ في رحلته الى باريس. وانا سأبدأ في الكتاب غدا انشاء الله.
اللغة والأسلوب لم يتغيرا، لكن الاحداث كانت بطيئة نوعا ما، في هذا الجزء حديث طويل عن الأزهر وكل ما يتعلق به، كان ممتعا احيانا ومملا في أخرى. أسلوبه اللطيف والسلس امتعني.
في الجزء الثاني من الأيام يتحدث طه حسين عن ذكرياته عندما كان طالبا في الأزهر، وهو يقسم انطباعاته وذكرياته إلى ثلاثة "أطوار" : الرَبع الذي كان يسكن فيه مع أخيه، ثم الطريق إلى الأزهر الذي كان بالنسبة له محفوفا بالألغاز من أصوات وروائح غامضة، ثم الأزهر وشيوخه وطلابه ودروسه
ويمكن ملاحظة بعض الأشياء في هذا الجزء
- الظروف شديدة القسوة ماديا ونفسيا التي تعرض لها طه حسين، وكيف أن كل هذه الظروف لم تهزمه بل إنه بالرغم منها استطاع أن يصنع من نفسه شيئا عظيما - تطوُر شخصية طه حسين بسرعة مع الزمن من فتى خائف من المحيط الجديد، خجول وشديد الحساسية، وقد فُرض عليه الانعزال والإنطواء، إلى شاب صغير بدأ يثق بنفسه وقدراته وبدأ يقرر لنفسه ما يريد وما لا يريد، حتى أنه مع الوقت أدرك أنه يريد دراسة الأدب والشعر، لا أن يتفرغ للعلوم الدينية ولا أن يصبح شيخا يجلس إلى عمود في الأزهر كما كان أبوه ينتظر منه. ويذكرني هذا بفترة الصراع التي مر بها نجيب محفوظ بعد تخرجه من قسم الفلسفة بكلية الآداب، والتي حسمها باختياره للأدب - كما أن طه حسين أصبح مع الوقت يجد في نفسه القدرة على نقد الأمور وتحليلها، ويبدو ذلك واضحا عندما أحضر أخوه ديوان الحماسة وشرح التبريزي عليه، وأخذ يقرأه مع أصحابه مثلما يقرءون كتب الفقه، ويبدون أسفهم أنه لم تكن هناك حواشي على شرح التبريزي، في حين أن طه حسين أدرك على الفور أن ديوان الشعر شيء مختلف تماما عن كتب العلوم الدينية وأنه لا يجب أن يُقرأ ولا أن يٌ��هم على هذا النحو - وكانت النتيجة الطبيعية لثقته بنفسه واكتشافه لقدرته على نقد الأمور أنه دخل في جدال شديد تقريبا مع كل أساتذته من شيوخ الأزهر، وطه حسين لا ينكر أنه لم يكن محقا دائما في كل هذه المرات، بل يعترف أنه أصيب بشي من الغرور جعله يعتقد أحيانا أنه قد أصبح لا يقل كثيرا عن الأساتذة، خصوصا عندما كان الطلبة الآخرين يلتفون حوله ويحاولون التعلم منه - وصف طه حسين للأزهر ولطرق الانتساب والدراسة والترقية، ووصفه لمكان سكنه ولجيرانه ولعاداتهم، ووصفه الجميل الساخر أحيانا لبعض نماذج من هؤلاء الناس، يعتبر من ناحية ما توثيقا لجانب من حياة المصريين في تلك الفترة - ينتقد طه حسين بمرارة وسخرية طرق التعليم التقليدية في الأزهر، ويستشهد أيضا بنقد بعض أساتذته المجددين لهذه الطريقة التقليدية، وفي الواقع ان وصفه لهذه الطريقة تجعل الإنسان يظن أنه يقرأ مذكرات شخص من القرون الوسطى - وفي فقرات كثيرة من الكتاب يتحدث باحترام وإجلال عن "الأستاذ الإمام" - أعتقد أن الشيخ محمد عبده هو المقصود - دون تسميته، ويشعر بكثير من الغضب والأسى عندما لا يكترث الأزهريون بالمشاكل التي تعرض لها الإمام - رغم ميل طه حسين للانتقاد الشديد إلا أنه لا ينكر حبه وإعجابه الشديد ببعض الشخصيات، وهو في الفقرات الخاصة بتلمذته على الشيخ المرصفي يتحدث عنه بحب وود شديدين، ويقارن بين طريقة تدريسه الجميلة واحترامه لنفسه ونزاهته وتواضعه مقارنة بالصفات الأخرى السلبية التي كان يراها في بعض أساتذته الآخرين - نلاحظ في وصف طه حسين لنفسه كثيرا من صفاته الشخصية التي عُرف بها فيما بعد: الاستقلال في الرأي، وضوح الأفكار والقدرة الفائقة على التعبير عما يقصد بالضبط، الجرأة في الثورة على التقاليد والأمور المستقرة - لا أستطيع أن أعلق على الأسلوب اللغوي الشديد الجمال الذي كُتب به هذا النص، يكفي أن اللغة والمفردات وطرق التعبير - حتى بدون الانتباه للمضمون - تعطي القاريء متعة ولذة الاستمتاع بالفن الجميل
أنت في هذا الجزء الثاني من أيام طه حسين تنتقل من هدوء الريف وتطلع الطفولة إلى صخب القاهرة واستواء الشباب. أنت الآن تعرف غرفة طه حسين في سكن الطلب المسمّى "الربع"، تعرف حصيره الخشن وموضع أخيه الشاب. تسمع ضحكات أصدقاء أخيه الفتى الشيخ، ولربما دعوك لاحتساء شايهم بعد وجبة دسمة. أنت تسمع صدى الوحدة في ذهن طه حسين. حتى إذا مللته تلمست طريقك عبر السلّم ورائحة دخان النرجيلة التي يصفه تملأ أنفك. تتلمس طريقك عبر الدروب، وتدرك الفرق بين هواء الربع وهواء الأزهر، وملمس الطريق وملمس رخام الجامع. أنت الآن في حلقة الدرس، تسمع الحديث وتجادل في الفقه، ولربما استعصت عليك مسألة لغوية، ولربما ضحكت خفية أو جهراً من كلام بعض متفيقهي الأزهر.
إنه وصفٌ بديع تكاد تراه رأي العين. أتممت هذا الكتاب في الثامن عشر من ديسمبر، والذي يصادف اليوم العالمي للغة العربية. وأخذني التفكير لحجم الهوة التي نحن فيها، وغياب أمثال طه حسين ممن لهم إجادة منقطعة النظير للعربية، وإمتاع يسلب الألباب بها.
النسخة التي قد قرأتها تعود للطالبة الثانوية التي كانت تحمله في إحدى مدارس المملكة الليبية قبل أربعين عاماً ونيّف. قرأت أمي هذه كتاب الأيام وقد درّسها مدرسٌ مصريّ لا تزال شاكرة له معترفة بفضله، ولا أدلّ من ذلك على تذكّرها مقاطع بحذافيرها من الكتاب لفرط ما أتقن ذاك المدرّس عمله. وإذ أنظر لحال العربية في مختلف أقطارها، وحال التعليم في بلدي/ أقول لربما يحتاج الأمر شخصاً كفيفاً ليصفه حقّ وصفه.
شيء وحيد فقط لربما ينبغي التنبيه له إن كانت طبعاتٌ جديدة من الكتاب قيد الصدور؛ هو أن بالكتاب إشارة لبعض أعلام الفترة دون التصريح الواضح بأسمائهم، واستنباط قصد الكاتب قد يستعصي على القارئ اليوم. فذاك جديرٌ بالتحرير البسيط.
أن تمثّل اللاشعور، لا إحساس، جثة ساكنة وسط الصخب، يُظَن بأنها لا تتأثر بما يدور حولها فلا يُحسَب لها حساب.
يتحدثون ويتحدثون وأنت لا تجيد إلا الإصغاء، وفي داخلك دنيا من الضوضاء لا تكاد تخرج إلا بكلمة، أو ابتسامة خجِلة لا يُبالى لها.
تبصِر بكل جوارحك إلا عينك، تسمع ما لا يسمعون، تحس ما لا يحسّون.
عليكَ أن تغلق منفذ البصر وتفتح البصيرة، لترى كيف يُفرّق المرء بِلا عينين بين النور والظلام، بين القسوة واللين.. بين كل الأشياء وتضادها.
هكذا تعيش " طه حسين" بداية في كتابه "الأيام" الجزء الثاني، ثمّ تتحول تلك اللغة الوصفية المليئة بالألم لسرد متصل للأحداث يتخلله بعض الأوصاف، ولجانب آخر من شخصه.
فبعد تلك الوحدة تخرُجُه رفقة إبن خالته في الغربة نحو الحياة، ضحكات ممتزجة بالجُنون، يخرُج من صمته ويُسكِت الألم قبل أن يتخلل إليه، يحاجج، يدافِع، يكون هوَ كما يقرر أن يُرى.
يغيب عنك طه حسين في الثلث الأخير من الرواية كشخص كفيف، وتراه كإنسان في صراعه الداخلي بين أن يكون كما أراد له أن يكون شيخاً، وبين عشقه للأدب.
كان التحوّل في حياته رقيق جداً فلا تحسّه، بل تعشقه وتُسعَد له.
أقرأني الحياة بشكل أوضح وهو الذي لم يبصرها عيناً، كُنتُ سأمنحها خمسة نجوم لولا مافقدته من وصف في نهايتها يخرجني منها بذات التعلّق الذي عشته بدايةً
كتبت ف أجدت ف أبدعت يا نجيب محفوظ <3 قصتى مع هذا الكتاب إنى قررت أستفيد من زمنى البضيع فى المواصلات و فتشت كتب فى البيت لقيت الأيام الجزء التانى فى البداية ما اعجبت بالكتاب لأن كان فيهو وصف ما طبيعى كتر على و ما قدرت انى اتخيله و ما كنت فاهمة هو بيحكى عن شنو بعد ما مشت بى الصفحات عرفت انه بيحكى عن فتى ضرير ف اندمجت فى القصة و شوية بقيت عارفة انه الكاتب بيحكى عن نفسه كان بيسرد الأحداث بطريقة سلسة كنت بدخل فى عالم أخر لدرجة لما اصل للمكان المفروض انزل فيهو من المواصلات و ارجع للواقع بشعر بدوخة و لفة رأس الكتاب تحفة ادبية من العيار النادر
last update: الجزء الثاني من رواية الأديب "طه حسين " في مجمله حديث بين إنتقاله للقاهرة و تعلمه في الأزهر وذكر بعض الشخصيات و الشيوخ الذين هم على صلة به و أيضا روى لنا عدة فروقات كان قد عاشرها في ذاك الزمان وقتمها بتحوله للأدب وإنضمامه للجامعة القاهرة هذا الجزء من الرواية مليء بالتفاصيل رائعة السرد
كان بالإمكان أن تكون الرواية أجمل؛ لو ركز الكاتب على أحداث حياته هو بدل التركيز على الأخرين؛ أما الحديث عن المعارف والأصدقاء بهذا الشكل هزّ زمن الرواية وتسلسلها.. هذا الجزء الثاني من السيرة الذاتية كان به الكثير من التكرار و الكثير من الملل, لذلك تقييمي له أقل من الجزء الاول..