قبل نحومئة عام، بثّ العالم المصري الكبير علي مصطفى مشرفة شكواه قائلاً: "نحن في مصر ننقل معارف الآخرين ثم نتركها عائمة دون صلة بماضينا ولا احتكاك بأرضنا، فهي بضاعة أجنبية غريبة بملامحها، غريبة بكلماتها، غريبة بمفاهيمها". واليوم بعد مئة عام من بث هذه الشكوى، يمكن القول بكثير من الثقة إن الأمر لا يزال كما هو، فلا يزال كثير من الباحثين العرب يعيدون بث الشكوى ذاتها، وسيبقى الأمر كذلك إلى أن ينتبه العقل العربي إلى خطأ تموضعه المعرفي، فينتقل من منطق "التسويق" القائم على إعادة إنتاج غير واعية لمنتجات الفكر الغربي، إلى منطق "التوطين" القائم على إنتاج معرفة واعية بالاحتياجات والإمكانات المحلية. إن الحداثة في سياقها الغربي نتاج ثلاث ثورات أساسية، الثورة الصناعية (اقتصادية)، والثورة الفرنسية (سياسية) ، والثورة الوضعية ( منهجية) ، ونتج عن هذه الثورات تحوّلات في مفاهيم أساسية، كالدين والسلطة والإنسان والأخلاق والمجتمع والملكية والعلم، وهذه التحولات هي التي أنتجت منظومة الحداثة التي صُنعت العلوم الاجتماعية على عينها. لكن تلك الثورات والتحولات لم يحصل منها شيء في السياق العربي، فهل من الطبيعي أن تكون العلوم الاجتماعية في سياق الحداثة كالعلوم الاجتماعية في سياق لم يعرف أيًا من مقدمات الحداثة؟ لا شك أن اختلاف المقدمات ينبغي أن يؤدي إلى اختلاف النتائج، لكن العقل العربي يتظاهر في كثير من الأحيان بأنه ابن الصيرورة الغربية، فيتحدث عن القرون الوسطى كأنها ماضيه، ويتحدث عن الحداثة كأنه أحدثها، ويتحدث عما بعد الحداثة كأنها مستقبله، ويتحدث عن مسيرة تطور التفكير الغربي كأنها تحكي قصة تفكيره، واذا كانت هذه هي مدخلات وعينا فما عساها تكون مخرجاته؟
عظيم.. محاولةٌ لبحث فكرة إنشاء علوم اجتماعية تخدم مجتمعنا، بالبحث في فاعلية هذا المشروع وأصوله ومبادئه ومعالِمِه، وحدود الأخذ عن الثقافات الأخرى وكيفية توظيفها، والنظر في محاولات الثقافات الأخرى لبناء علوم اجتماعية خاصة... إلى غير ذلك من مباحث الكتاب. مختَصَر مفيد، لغته سهلة مفهومة.
اخذت الكتاب وانا حتى معنى العنوان مو فاهمته بس اثق بالدكتور نايف وبكتاباته انها ما تتركك الا وانت فاهم مقصده والحمدلله ما خاب ظني وفعلا عملية التصفية نحتاجها جدا في عالمنا العربي الاسلامي، لابد ان نتوقف عن التقليد والاتباع الاعمى مو بس في العلوم الاجتماعية انما في كل شيء بعض المصطلحات لانها جديدة علي فكل شوي انسى معناها ولأن الكاتب معتمد على تكرار الاساسيات حتى ترسخ ولا تضيع وسط الشرح فقدرت في النهاية اخلص الكتاب وانا فاهمه معناها الحمدلله التوطين التفاعلي > تفاعل منهجي مع المستورد لجعله ملائم للواقع المحلي التوطين التأصيلي > سعي للتوليد عبر التفاعل المباشر مع الواقع المحلي
والاقتراح اللي اقترحه من تحويل مصلطح علم الاجتماع الى علم المجتمع وضح ثمرة البعد المصطلح بشكل رائع ، فعلا علم المجتمع واااضحه عكس الاجتماع
بمناسبة تكرار الاساسيات هذا ذكرني بتكرار المعاني في القرآن والتي قيل في ان مغزاها هو تثبيت هذه المعاني والتأكيد على اهميتها ولا استبعد من الكاتب ان يكون فعلا هذا مقصود منه -تكرار الاساسيات في صيغ متعدده لتبيتها- ، زاده الله علم ونفع به