أتتني، وكما تطلب الأنثى من رجلها طفلاً، طلبت مني قصة، ترغب في أن ألقّح أصابعها بزهر الحروف فتتناسل الكلمات، أيّ بابٍ تطرقين في عتمة الذكريات، وأي طريق سنسير فيه معاً. اتركِ الشموع لميلادٍ آخر، أرقب في الأفق غيوماً حاقدة السواد، ستمطرنا السماء كبريتاً وباروداً، وستلتهب الأرض تحت أقدامنا، وهنا، هنا بين جنبات البيوت ومن خلف الأزقة، ستتكاثر المقاومة، سينصهر شعب في بوتقة التغيير. تصبح المقاومة جسراً يخطوه الشعب نحو فجرٍ منتظر، وهنا أيضاً سيدتي بين القاذورات وتحت الأقدام ستتناسل ديدان الخيانة. دعي الشموع لميلادٍ آخر، اتركِ اللهب وعداً سيأتي في غامض الأيام، واتركي الفتيل خيطاً لا ينقطع، يربط بين جيلٍ وجيل، وبين مرحلة وأخرى، و بين ما قبل وما بعد. الكتابة إليك ستكون فتح جرحٍ على امتداد الذاكرة، نكء جرحٍ يأبى الانغلاق يوماً ولو للحظة حنينٍ عابرة، صلاة مفتوحة لصواعق السماء، رقصة الأشجار حين تفاجئها العاصفة برقاً ورعداً ومطراً، مطراً.