لو افتح جمجمتي وافرغ محتوياتها على هذه الطاولة مثل سطل-يفكر حسام وهو يقضم التفاحة- لو احاول ان اقوم بعملية تصنيف واحدة لتلك المحتويات، ترى هل تكفيني حياة واحدة لانجاز المهمة؟
الروائي اللبناني ربيع جابر هو واحد من تلك الفئة القليلة بلا ريب وأحد ممثليها البارزين. روايته الأولى (سيد العتمة) التي نشرها سنة 1992 وهو في العشرين من عمره فازت بجائزة الناقد للرواية ذلك العام. نشر سبع عشرة رواية ما بين 1992 و2009 أي بمعدل رواية واحدة كل عام. بطبيعة الحال ليست غزارة الإنتاج وحدها هي ما يلفت في كتاباته بل جودتها وغناها وتنوع أجوائها ومشاربها وأساليب كتابتها التي يعرفها من قرأوا أعماله الروائية أو بعضها.
Rabee Jaber (Arabic: ربيع جابر; born 1972, Beirut) is a Lebanese novelist and journalist.
His books have been translated into French, German, Spanish and Polish.
Some of his work is included in the anthology Beirut39, published on the occasion of Beirut as World Book Capital in 2009. In 2010, Jaber was on the shortlist for the International Prize for Arabic Fiction (IPAF) prize also known as the Arabic Booker Prize for his book America, also adapted for the film Amreeka.
On 27 March 2012, Jaber was announced the winner of the International Prize for Arabic Fiction (IPAF) prize also known as the Arabic Booker Prize for his book The Druze of Belgrade.
تلك الكتابة الغريبة التي تتشبث بأمل غامض كنجم تلفه سحب غبار كثيفة لكنه يدرك أن هناك من سيراه أو يشعر بشعلة نفسه الخفية السرد رسم دقيق لأجواء خارجية تكاد تلمس فيها عالما عميقا مستقرا بتوتره في ذاكرة لا يقف محركها هل العالم أمامنا أم فينا؟ هل هم هناك في الخارج أم تسللوا إلى غرفتنا السحرية؟ كلهم محض صدفة في لحظة تاريخية تلتهمك ولا علاقة لك بها يكتب ربيع هذا التصوير البلوري الذي تنشطر فيه ذاتنا فإذا نحن خيال في حلم ذات أخرى نظن أحيانا أنه العكس أنهم أشباح نفككها من دوائر سلسلة الزمن المتواري في نتيجة منزوعة الورق حينما يجرفنا تيار المتخيّل لدوامة تغوص فيها اللحظات الجميلة والقاسية تغرق وتطفو ونحن بداخلها وتتحوّل أناملنا لأنابيب ألوان تخرج منها وجوههم التي ما هي إلا اسكتشات حاولنا أن يتمدد فيها حضورنا الضمني الذي يؤرقنا وحدنا عالم ربيع جابر الذي يلح في تكراره كنداء غريب في مدينة مسحورة أغلق عليها التاريخ دفتي كتابه وتركها تجتر ماضيا لا نهاية له هذا الشاي الذائب في كوبه الغامق خلاياه الداكنة هي ما أضعناه من محبة وسعادة درجة مائية سالبة لعمر ينهمر كخيوط مطر في شوارع يبتلع مياهها المصبوبة من عيون الروح بحر يندلق في محيط دائري مثل حدوتة تحكيها جدات لأطفال لا تدرك أن تلك الكائنات المرعبة ليست في الخارج وإنما هنا في شبكة الصرف الشعوري التي تنمو فيها حشرات الأوقات الضائعة شاي أسود لوحة من اللالون يزيحه ربيع بحثا عن ألوان كثيرة تراود رؤانا لكننا لم نتشبث بروعتها واستسلمنا لذاك الفراغ الصاخب تقف الساعات المعلّقة في ميادين المدن ليتصيّد المبدع حمولة التاريخ الشعوري مثل محتوى ملعقة شاي في كوب ماء تسري مكونات اللاوعي أو ظل الوعي لتسكن جداول تحيطها سطور السرد ربيع جابر غريب في كونه الروائي لا تكفي قراءته وإنما أن تضع لوحاته الدرامية في شاشة العرض المرئية لعل عالمه المتوتر يستكين حين يراه قارئ بعيد الثواني سفن في حضن محيط بلا قرار تمد أياديها ليحتويها فلا تصل لقلبه ولا تراها عيون مغلقة تسبح في فراغ يومي راكد ربيع جابر قلم يرسم في فضاء داخلي كل ما انسحق من وجودنا خارجنا في وحدة الذات العصرية لا عزاء سوى تاريخنا الفني الأماكن التي لم نرها الشوارع التي لم ترنا العيون التي لم نحتفظ بنظراتها ولم ننطبع فيها الناس الجميلة الواقعة بين التاريخ والمتخيل تخوم مشحونة بوهج السرد والدراما والمونولجات الغنائية التي لا تنتهي في قصائد عابرة للأزمان تخوم شاركنا فيها ربيع جابر صحبة المغامرين الخمسة في المعادي ونسيم النيل الذي احتفظ به إبراهيم أصلان في زجاجة يحملها مالك الحزين
هلوسات حسام، قصص لا تنتهي عن حبه وعن علاقته بأصدقائه الذين يسميهم الفرسان الثلاث، اوهام لا تنتهي، هو اختار عزلته ما سببها ربما الحرب ومآسيها. الرواية صدمته وجامعه وحواراتها مختلطة ينتقل من قصة الى اخرى بشكل جنوني.
ربما الحياة كلها وهم وليست حقيقية، يحتاج الى اكثر من عمر واحد لتدوين ما في جمجمته من قصص وافكار.
يبدأ حسام يقرأ: 1- يزعم أن الحياة لا قيمة لها (أولًا لأنها زائلة وثانيًا لأنها سلسلة لا متناهية من الرّغبات فالتحقّقات فالخيبات فالرّغبات, وثالثًا لأنّها غير مبرّرة- وهو اجتماع أوّلًا وثانيًا) لكنه يظل يتعلق بها ويكره أن يضجر ويودّ لو كذا أو كذا رغم أنه يعرف تفاهة هذا وسخافته, في النهاية. 2- يجد أن المصالح وحدها تحدّد العلاقات لكن هذا لا يعني عدم فسح مجال هامش هائل أمام أخاديع الصداقة والحبّ...فالمصالح ليست ماديّة وحسب وإنما روحيّة ونفسيّة أيضًا. 3- إنّه أناني بامتياز, ويريد للعالم أن يدور حوله لكن هذا لا يعني أنه لا يحب مساعدة الغير, كما وأنّه يكره أن لا يكون بإمكانه جعل كلّ الأطفال البؤساء أطفالًا في قمّة السعادة, ولكن (مرّة أخرى) قد يكون في هذا أيضًا أنانية مجرّدة, بمعنى أنّه يريد أن يكون أكبر وأقوى وأهم من أجله هو لا من أجلهم هم. 4- إنّه يعرف أنّ القوة سراب وأن السّلطة سراب وأن الشهرة سراب ( مثلها كمثل السعادة أو الحبّ) لكنه يظل يتعلق بها, لماذا؟ لأنّه هكذا, لكن لماذا؟ سبب من سببين, أ أو ب: أ- إنّه فقط "يزعم" أنّ الحياة لا قيمة لها كعذر نفسي لإحجامه وتكاسله ( وربما عجزه) عن بلوغ ما يصبو إليه ( أيّ القوّة والمجد و...) ب- إنه فعلًا يؤمن بما يزعم, لكن هذا لا يمنعه من التعلّق بالسراب لأنّه لا يريد أن ينتحر. والنتيجة حاليًا: إنّه يعيش لأنّه ليس ميتًّا وحسب. وغدًا: لا أحد يعلم ماذا سيجري, إنّه ينتظر.
************************************
كتب لسهى: "أمّا حينما أناقض نفسي بين حديث وآخر فهذا لا يعني أنّني لا أؤمن بأقوالي, تمامًا كما وأنّه لا يشير إلى كوني ألعب أو أحتال أو أكذب, لكن هذه هي طبيعة الكلام نفسه -أيّ كلام. خصوصًا إذا حاول المرء أن يكون صادقًا دائمًا, إذ عليه حينئذ أن يسمح للتناقض الذي يملأ حياته بالدخول إلى قلب كلامه, وإلا فماذا تكون فائدة الكلام؟"
************************************
أعتقد أن أيّ شخص يرغب بقراءة ربيع جابر في بدايته عليه أن يقرأ يوسف حبشي الأشقر قبله, هذا التأثر الغريب والامتلاء الغريب لربيع جابر بيوسف حبشي الأشقر وشخصياته (اسكندر, انسي). في هذه الرواية تحديدًا هذا المقطع الأول يشبه كثيرًا "بروتوكولات اسكندر" في لا تنبت جذور في السماء, شبه شديد جدًا في الأفكار وفي الطريقة, حيث يقول الأشقر: " تنازل وكتب تنازله.." ومن بعدها تتابع الأفكار/ البروتوكولات. حتى الشخصيات, الشخصيات تحمل الكثير من بذور اسكندر وانسي وسهى تحمل من مارت في لا تنبت والظل والصدى, وفي غرق هذه الشخصيات في أفكارها ودواخلها. حسام هو ربما نسخة أشد ضعفًا من اسكندر وأقل مالًا وأسرع انهيارًا أمام الذكريات والصور وذلك نابع من كونه لم يرث ابن خالته الميت كاسكندر ربما. يظهر ربيع جابر هنا مختلفًا تمامًا عن ربيع جابر الآن وان كان هذا يدل على براعة هذا الكاتب في التنقل من نمط الى آخر وان كان يقع أحيانًا في الرتابة والملل والتكرار, وربيع جابر هنا يظهر في أكثر انكشافته وضوحًا, أكثر من رالف رزق الله والبيت الآخير. تشعر به وبأنه جزء من حسام الذي أنهكه الويسكي تمامًا والذي بعد ساعات قليلًا سيصبح عمره من عمر يسوع حين صلب). الأسلوب الذي اعتمده جابر في الرواية جميل جدًا, التنقل بين الواقع والخيال حدّ الارباك بما يشبه الهلوسة حتى يجعل القارئ حائرًا في حقيقة ما يقرأه من عدمها, وهذا الأمر يصل إلى ذروته في النهاية حين يقول: "منذ البداية كانت مجرد مسرحيّة, مجرّد لعبة..." ويفضح خيوط حكايته وكيف ربط التفاصيل والأحداث والصور ببعضها, كما كنت أفكر وأنا أقرأ الصفحات الأخيرة من الرواية: "الفرسان الثلاثة: ربيع, الياس وعلاء", "الشبابيك الخضر والعيون والتنورة والكنزة الخضر الخاصة بسهى ...." وأعتقد أنه هنا يفضح لعبة الرواية من أصلها. حتى لو كان ما كتبناه واقعيًا وحصل, ماذا سيغيّر؟ أو ما الذي سيفرق؟.... ********************************
الآن أصبحت أحب ربيع جابر لأنني شعرت به, على العكس من ما أصبح عليه الآن, رواي حيادي بعيد عن شخصياته.. يقول ربيع جابر في فيديو وضع له على فيميو وهو ربما الفيديو الوحيد الذي يظهر فيه, يقول: "بالنسبة اليّ القراءة مثل الكتابة هي تقريبًا وسيلتي الوحيدة لأتأكد من أنّني موجود..."
عن الهلوسات التي لا تعترف بخارطة للوجود.. عن حسام الذي تدور في رأسه ألف قصة وقصة، يكتب حسام، يصنع مسرحيته الخاصة عن الحرب والحب والصداقة، عن الجنون والضحك، عن الماضي والحاضر والذاكرة المتصدعة، عن العبثية ، عن الأشياء التي لن تأتي أبداً، عن الوهم، عن التشظي.. عن الشاي الأسود في قعر الأكواب الفارغة ، عن الظلام الذي يهذي ،يترنح، يسقط من عليائه ليكشف عن الغبار الأسود الذي يلف الرجل المحتضر.. لقد كان يُدعى حسام..
رواية لا شك ستصيبك بالصداع منذ البداية وحتى بلوغ النهاية المهلكة القابعة في منحدر العبثية المظلمة.. ليلة واحدة من العبث المستمر، ليلة واحدة من اللايقين و التأرجح والدوران مع قصة حسام، سيصيبك بالتعب والغثيان، الرواية غير واعية بما تفعله بالقارئ من أثر سلبي وبصورة صريحة ومقيتة للأسف.. لا أخفيكم مدى صدمتي بقلم ربيع جابر الذي كنت أعتبره من أجمل الأقلام الروائية في العالم العربي... أتمنى ألا تكون هذه التجربة المروعة نهاية لعلاقتي مع كتابات ربيع..
"نحن انتهينا وأنا أعرف ذلك، ما كان كان ولن يكون مجدداً وأنا أعرف ذلك أيضاً. كان ثمة ما يربطنا وانكسر وأنا أعرف ذلك. أعرف ذلك في اليقظة ولكن ماذا أفعل بمناماتي؟ إنك تظل تأتي إليّ في كل مكان. إنك هنا في داخلي تحت أظافري."
سهى هاجرت وتركته، علاء سافر سفراً أبدياً تاركاً في القلب غصّة... إلياس وربيع يلاحقانه، يكرهانه، يريدان الانتقام منه!! الفرسان الثلاثة أصبحوا اثنين، وحسام يخاف منهما، يهرب، يغلق الباب على نفسه، يحاول الاسترخاء ولا يستطيع، يشعر بهما في كل مكان، سوف يصلبانه كما صُلب المسيح!!
ما هي العلاقة بيننا وبين الآخرين؟ ما الذي يحدّد هذه العلاقة؟ لماذا نحتاجهم؟ لماذا يحتاجوننا؟ كيف نحتويهم؟
يقول عن علاقته \ علاقاتنا هي مجموعة من الصدف والأخطاء !!؟ يقول، يحتاج البطل "الوحداني" إلى مخلوق يؤمِن بهِ بشكل متواصِل.. ربّما كلب، وربّما إمرأة، وربّما رجل حقيقيّ، بدون هذا المخلوق، البطل "الوحداني، لا يكونُ أبداً
نعم صحيح، نحنُ أبطال قصصنا وحياتنا، نحتاج ذلك المخلوق..
يبرّر في موضِع آخر العلاقات ويقول: المصالِح ليست مادّيّة وحسب، المصالح أيضاً تكون نفسيّة وروحيّة
يا إلهي.. أفحمني بهذه الحقيقة
اللغة كالعادة بسيطة ومُحكَمة، والحقائق مفزِعة الواقِع عند ربيع جابِر مختلِف، واقِعٌ أسود أعتقِد أنه كذلك
اعتقد أنها من بدايات ربيع جابر .. فالطبعة التي امتلكها هي الأولى وهي من ١٩٩٥ .. هلوسة داخليه مدتها يوم واحد فقط يختلط فيها واقع حسام بخياله و رغم ذلك بإمكانك أن تميز الخط الفاصل بين الوهم وبين الواقع .. رغم خفة حجمها لكنها رواية تستنفذ الذهن .. و قرائتها ليست هيّنة .. أحببت الأصفر فيها .. الأصفر كان الكائن الذي أحببته فيها وهو أيضاً من دلني عليها :)
لسة ما قرأت أول عشر صفحات من رواية شاي أسود لربيع جابر حتى تذكرت الكلمات لسارتر،،، مشاهد مشوهة وصور وخيالات بتمزج بين الواقع والخيال والأوهام والأحلام.... أفكار غريبة ونقلات زمنية ومكانية مهشمة... نصوص متقطعة وسلالم بين كل درجتين درجة مكسورة...
على طول بس قرأت شوي عرفت إنها من أعماله الأولى وفعلاً طلع كاتبها ب95وهو مواليد 72.... ليش عطول ربطتها بأشهر أعمال سارتر لإنه كل كاتب إذا دققت بمسيرته بتلاقي عنده كتاب واحد وعالأغلب بكون حجمه صغير مؤلفاته لباقي عمره هي شرح وامتداد لهذا الكتيب اللي ما حد بعطيه حقه إلا لما يقرأ كل مؤلفات الكاتب لإنه هذا الكتاب بضل لغز مش مفهوم لحد ما الكاتب يستفيض بشرحه بمؤلفاته التالية...
هذا الكتاب أنا بسميه الكتاب الأوحد وهو ملخص لحياة وأفكار كل كاتب بس مشكلته إنه بكون أقرب للتخبيص أو مشان أكون اكثر صدق بكون أقرب لطريقة وشكل ترتيب الأفكار جوة راس الكاتب! يعني تخيل إنت تفوت مكان مجهول وتبلش تحاول تمشي وانت ما عندك فكرة شو ممكن يواجهك، مرة ورد مرة قنابل مرة سجاد مرة عجوز بتبكي مرة ختيار بزغرد مرة سجاد مرة شارع،،،، بصريا وسمعيا المنظر مش مريح إلك... كذلك الأمر بالنسبة للكتاب الأوحد اللي بمثل المادة الفكرية بشكلها الخام برأس الكاتب... كتلة خيطان ملونة مشلبكة ما رح تميز ألوانها إلا لما تقرأ باقي المؤلفات...
التحليل الثاني لفكرة الكتاب الأوحد إنه بمثل صورة الكاتب بأصفى صوره إذا قرر يكتب بدون ما يلتزم بتقنيات الكتابة يعني لما يكتب بدون حواجز وبدون قواعد أي شي بخطر عباله ويستخدم تقنياته الخاصة بدون ما يخاف إنه يبوح بكلماته بأسلوبه المجنون والتفصيلي والعبقري...
ما رح تمسك خيوط أو شخصيات ولا رح تلاقي أحداث أو حبكة يعني بإختصار ما فيه مغزى بس هل في نجاح أكبر من إنك تنجح بمغزاك اللي هو إنه ما يكون فيه مغزى؟؟؟؟
. "لو افتح جمجمتي وافرغ محتوياتها على هذه الطاولة مثل سطل-يفكر حسام وهو يقضم التفاحة- لو احاول ان اقوم بعملية تصنيف واحدة لتلك المحتويات، ترى هل تكفيني حياة واحدة لانجاز المهمة؟"
ألم تكفيه حياة مجنونة واحدة شارك القراء فيها ؟
طريقة السرد غريبة جدا متداخلة ...لاشئ الا الصداع متاهة ,وحل ألغاز النصوص لتفهم من المتحدث , من حسام , لكنك ستصل ليقين أنك في جمجمة شخص مجنون .
"يوماً ما سأكتب قصّة من يحاول كتابة قصة وهو يعرف أنّ ذلك مستحيل"
كانت مسرحية وكمية من الأفكار لمهوس اسمه حسام ...و بعد الانتهاء منها عندك طريقين اما أنك تلعن أخت حسام والكاتب ربيع .ام تكتفي بالمتاهة ودهشة وصداع وتقول أنا مجنون أحب الجنون ,بشرفي بحبك .
مانقدرش نقول انه افضل اعمال ربيع بما انها كانت اول واحدة .."ومالحب للحبيب الأولي"
لاتقرأ الرواية الا بكأس "ويسكي" وبما ان هذا مش ممكن .ممكن تقرأ الجنون هذا وانت تستمع لشيخ "لاكي لوك" أنا راعي بقر مسكين وحيد .. وطني بعيد بعيد https://www.youtube.com/watch?v=RYzZP.....
هل استطيع ان اخرج ما تحتويه رأسي من ذكريات واحداث ومواقف مرت منذ ان تواجدت علي متن هذا الكوكب واضعه امامي لـ يمر بتدفق بطئ امام عيني في تسلسل زمني مخيف ..!!! تراي فيها كل ما وقعت عليه عيناك وأحسه قلبك وتشاركت به مع اصدقائك واهلك ويحدث ذالك كله في ليله واحده فقط داخل غرفه من ظاهرها هي مجرد حوائط وجدران وسقف ولكن بما تبرزه الاحداث نجد انها سفينه انتقال زمني تائخذك الي شتي الامكان التي تواجد فيها حسام في لحظات جنونيه في حديث مخيف مع النفس تجد فاجئه انك امام عده شخصيات في داخل نفس واحده تتشاجر>> وتختلف> وتتفق> تتصالح> وتتخاصم> تحتضن> وتلفُظ تحتوي بعضها البعض >وفي احيان اخر تسخط وتضجر هي تجربه جيده مع الادب الذي يتناول سراعات النفس الداخليه والاضطهاد الواقع بين العقل والقلب والروح . .~
هي خواطر مفككة مكررة ومملة و ليست رواية مكتملة الحبكة و البناء . يتحدث حسام عن حياته و علاقته الغرامية بسهى و علاقته بأصدقاءه الثلاث أو الفرسان الثلاث كما يسميهم ، يروي ذكرياته في الجامعة و البيت و مع العائلة .
ذكريات متناثرة بفوضوية وكأنها دفتر ذكريات و لا أدري فعلا سبب تسميتها بالرواية أصلاً لأنها لا تمت لها بصلة الأسلوب كان بسيط للغاية ووصفه للحظاته الحميمية مع حبيبته سهى كان مبتذلا ولم يكن موفق أبدا ، أما عن الإسهاب في الأوصاف الفارغة والحشو الزائد الذي لا معنى له حدث ولا حرج ، فالكاتب وصف جدران بيته الصفراء مرارا و ذكرنا بهذا تكراراً .
لا توجد سيرورة للأحداث فقط يرش على الصفحات رذاذ ذاكرته المتطاير المفكك الممل الذي لا معنى له !
رغم أنها رواية صغيرة لكن استغرقت وقت طويل لإنهاءها لأنها فعلا مملة !
كم تطور ربيع جابر... من يقرأ له رواية دروز بلغراد قبل هذه الرواية يُدرك التغيير الكبير في طريقة سرد ربيع جابر ،ربيع جابر كاتب لبناني يمتلك قلماً رائعاً وطريقة سرد سلسة جداً،عاصر جزء من الحرب الأهليةاللبنانية لذلك نجد روايته شاي اسود واعترافات تحوي على الكثير من تفاصيل الحياة الانسانية في زمن الحرب، هذه الرواية لا اعتبرها كرواية ممتازة ولكنها علامة واضحة لتطور جابر عند مقارنتها برواياته الأخيرة
هذه الرواية: تعتبر حوار مع النفس ،حسام الشخص الذي يؤمن ان الحياة عبارة عن مسرحية هزلية عبثية وهو مؤدي فيها ، يعيش في خياله اكثر من العيش على ارض الواقع ، تدور في عقله الكثير من الأفكار يرغب بكتابتها ولكن لا يستطيع ، يتمنى ان يوقف الصداع الذي يُصيبه لا يريد ان ينتحر كصديقه (عـلاء) اعتق ان ربيع كان يكتب عن نفسه في هذه الرواية يقول لو أفتح هذه الجمجمة وافرغ محتوياتها كسطل) (
" لو أفتح جمجمتي وأفرغ محتوياتها على هذه الطاولة مثل سطل-يفكر حسام وهو يقضم التفاحة- لو أحاول أن أقوم بعملية تصنيف واحدة لتلك المحتويات، ترى هل تكفيني حياة واحدة لإنجاز المهمة؟" رواية تسجن القارىء في عالم حيّ-ميت يترنّح جسده ووجدانه بفعل حرارة الذكريات ومرارة الحرب والخسارات. يتوه في غربة داخليّة ويؤرجح القارىء بين المحسوس والمتذكَّر والمتخيَّل في قالب يعتبره البعض هلوسة والآخر كابوسًا غرائبيًّا وهو حقيقةً مجرّد تشريح للواقع خارج قيود الزمان والمكان والمنطق. يتحرّر ربيع جابر من المألوف بروايته التجريبيّة العبثيّة وشخصيّته التي تذكّر بغريغور سامسا ومن ينتظرون غودو ويحصر السرد بيوم من حياتها محصورة بين سرير في غرفة منسيّة وشوارع أزقّة شارع الحمرا وحفنة أصدقاء. “أغلقوا على جمجة بشريّة واحدة في غرفة صغيرة و اذهبوا و دمّروا العالم كلّه و لسوف يظلّ محفوظاً في داخلها. ألغوا جمجة واحدة فقط، اسحقوا جمجمة واحدة فقط، و ها أنتم قد قضيتم على عالم بأكمله. تعازينا الحارّة سيّداتي سادتي، اللّعنة عليكم.”
"أهذه روايتي؟" ، هكذا يتكلم حسام ، في متاهة من الأحداث والذكريات والتي لا يوجد بها سواه ..
حسام الذي يملك ذاكرة مرعبة ، فوضوي وغريب أطوار والذي لا يعرف عما يبحث ، وماذا يريد ، أحياناً متبطل ، وأحياناً أخرى يتنقل بين الوظائف ، يهلوس وربما يتذكر بيروت وأصدقائه وحبيبته والحرب وأمه وطفولته في الضيعة.. حسام الذي يتحدث عن نفسه بضمير الغائب ،يتحدث عن ذكرياته وحواراته مع أصدقائه،وعن أبيه ،ثم يتحدث عن نفسه بضمير الغائب ويعود ويتحدث عن حبه للأدب والسينما وأصدقائه وبيروت وبعدها يعود ويتحدث عن نفسه ............... وهكذا ..
لو أفتح جُمجمتي وأُفرغ محتوياتها على هَذه الطاولة مثل سطل-يفكر حسام وهو يقضم التفاحة- لو أحاول أن أقوم بعملية تصنيف واحدة لتلك المحتويات، ت��ى هل تكفيني حياة واحدة لانجاز المهمة؟
هنا من بين كل روايات ربيع جابر ،الرواية الأكثر جنوناً ..
( لو أفتح جمجمتي و أُفرغ محتوياتها على هذه الطاولة مثل سطل- يفكر حسام وهو يقضم التفاحة - لو أحاول ان أقوم بعملية تصنيف واحدة لتلك المحتويات، ترى هل تكفيني حياة واحدة لانجاز المهمة )
( كانت مجرد مسرحية ، يؤديها رجل واحد ، يدعى حسام ، في جمجمتهِ ألف قصة و قصة ، ربما لم يخبركم القصص لأنه لا يقدر ، و ربما يريدكم أنتم أن تكتشفوها ، لديكم كل الشخصيات تقريبا ، يبقى أن تكتشفوا القصص ، و في النهاية ما هي المتعة في حل كلمات متقاطعة ، مرفقةٌ بحلولها سلفًا ! )
( المادة تتحول إلى طاقة ، و الطاقة تتحول إلى مادة ، الله طاقة خالصة ،أفنى نفسه كي يكوّن الكون ، تلك كانت البداية ، الإنفجار العظيم ، إنتحار الرّب الأصفر العظيم )
( في الكتاب شوارع كثيرة ، عندما رسموا ظلالها فوق سطح الأرض ، أتت كلها معكوسة الإتجاه )
( اسحقوا جمجمة واحدة ، و ها أنتم قد قضيتم على عالم بأكلمه ) ( كتب لسهى : أما حين أناقض نفسي بين حديث وآخر فهذا لا يعني أني لا أؤمن بأقوالي ، تماما و كما أنه لا يشير لأنني ألعب وأحتال و أكذب ، لكن هذه طبيعة الكلام نفسه _ أي كلام ، خصوصا آذا حاول المرء أن يكون صادقًا دائمًا ، إذ عليه حينئذ أن يسمح للتناقض الذي يملأ حياته بالدخول إلى قلب كلامه ، و إلا ما تكون فائدة الكلام ! )
( علاء النجاسة و حسام الطهارة لذلك كان لابد لحسام من أن ينتقم ، كي يعيد التوازن لابد له ان ينتقم ، دكتور جاكل و مستر هايد ، روبرت لويس ستيفنسون ، فكرة النجاسة مقابل الطهارة و الخير مقابل الشر )
لا تثق أبدًا ب ( روائي فيزيائي ) يحاول أن - يُجعلّكْ - ذاكرتك أيّها القارئ ، يحاول أن يجعلك المعطى الثالث في المعادلة ( المعطى الدخيل ) ستكون الممثل الوحيد أمام المرآة ، و أنت الجمهور و التصفيق صداع رنّان يوشك أن يفصلك عن صورتك الدامية في مرآتك .
حسام وعلاء هما الطرة و النقش لذات العملة النقدية ، لا تعلم من منهما المتطفل في حياة الآخر ، و لا من منهما الإمتداد الحقيقي للآخر . حسام الذي يبلغ من العمر عامه الثالث بعد الثلاثين بقدر عمر المسيح يوم صُلب ، المنعزل يحاول الكتابة و هو أيضًا مجلد الكتب الذي تتناوب الحيوات و العوالم في جمجمته كما يتبدل غلاف جديد لامع مكان غلاف مهترئ عتيق ، رجل أصفر يسكن غرفة صفراء سقفها ينخفض ويعلو في سابقة عمرانية ، يقع في غرام فتاة خضراء و يترقب الفرسان الثلاثة أصدقائه أو الأربعة بما أن علاء هو المغترب دومًا و تقع لائمة انتحار علاء عليه ،تخيفه واقعة قن الدجاج ، يفتقد أمّه سلمى التي قضت في الحرب ، و تؤلمه مناظر الدماء المسفوكة في كل مكان ، الجثة التي تقبع تحت الجسر محفور على ظهرها صليب تُقوسُ تفكيره - هو يحاول أن يقربها الوجود ينسق لها وجه مألوف يليق بها - فينفصل الطفل فيه عن الواقع بعد تلك الحادثة ويبقى السؤال المحير عنده : كيف تتخلص من هذا الطفل الخائف في داخلك ؟ حسام هو من يقع فريسة خديعة ذاكرته فالحاضر عنده زيف فقط ما يتذكره يمكن أن يكون اشتقاق لحياة ربما يكون عاشها من بين عدة حيوات معقدة متشابكة ، و حينها تكمن شطارته في انتقاء الحياة المناسبة له من بين كل تلك الترهات ، يكون الخيار صعب أمامنا أحيانًا بمثابة طلقة مدوية .
أو دهس النرجس في روحنا .
( النوم موت ، و الحياة أرق ) مؤلم ألا ترتقي حياتك لتكون يقظة .
أنا راعى بقر مسكين وحزين ..وطنى بعيد بعيد..يغنى حسام بطل قصتنا بصوت ضعيف..يدخن سجارته ويشرب شايه الثقيل الاسود الساخن ..يفكر فى سها ..(ملكه اللون الاخضر )..عيناها خضراء ..ملابسها الشتويه خضراء ..شبابيك بيتها خضراء سها تعلم ان حسام لن يتزوجها ومع ذلك فهى تحبه لاتريد لأحد الاقتراب منه ..بالرغم من انها محصوره فى جو عائلى خانق وسط مضايقه الاهل والاقارب ومغازله أبناء عمها لها..بدأت اعصاب سها تنهار يتذكر حسام صديقه علاء الذى مات فى الحرب بطلقه واحده فخرج النخاع من رأسه ..يحكى معه كانه يراه ..يكتئب حسام يتذكر حسام الحرب وموت أبيه وموت امه ..يسترجع الذكريات..يبكى حسام قال لسها :لانى احبك ولانك عزيزه على قلبى اقول اتركينى انا اسوأ مما تتخيلين لاتعرفين شيئا عن طبيعتى ...تبكى سها فى جنازته ستأتى سها مرتديه اللون الاسود لاول مره..سيحضر صديقه ربيع بدون زوجته لانها حامل فى الشهور الاخيره..سيتأخر صديقه الياس قليلا بسبب زحام المرور..يتخيل حسام ويبتسم
فى هذه الروايه يناقش ربيع جابر ويلات الحرب الاهليه فى لبنان تلك الحرب الدمويه التى استمرت أكثر من 16عام من بدايه السبيعينات الى بدايه التسعينات نفس طريقه السرد الغريبه التى اتبعها فى هذه الروايه ..اتبعها ايضا فى (دروزبلغراد) الروايه الاولى التى قرئتها له مسبقا..جمل قصيره تتكون من فعل وفاعل تفى بالغرض .........بصراحه لم أصادف احد من الكتاب يكتب بأسلوب قريب او مشابه حتى لاسلوب ربيع جابر ..وهذا شىء يحسب له
الجميل فى الروايه ايضا هو الاهتمام بالتفاصيل بدرجه كبيره جدا..(معروف عن ربيع جابر انه ملك التفاصيل )...بالاضافه الى طريقه الوصف الرئعه سواء كان وصف شخصيات الروايه او وصف لمكان ما..كل شىء موصوف بدقه عاليه (العيب الموجود فى الروايه واللى زعلنى بجد وجود ألفاظ خارجه بطريقه بشعه بشعه يعنى ) قصه غريبه ورحله عبثيه داخل جمجمه شخص يهلوس طوال الوقت ..النهايه مفاجئه..بعد الانتهاء ابتسمت ابتسامه بلهاء ولا اعلم لماذا
“أغلقوا على جمجة بشريّة واحدة في غرفة صغيرة و اذهبوا و دمّروا العالم كلّه و لسوف يظلّ محفوظاً في داخلها. ألغوا جمجة واحدة فقط، اسحقوا جمجمة واحدة فقط، و ها أنتم قد قضيتم على عالم بأكمله. تعازينا الحارّة سيّداتي سادتي، اللّعنة عليكم.
هي ليست رواية بالنسبة لي، بل عمل أدبي ينبني على فكرة فلسفية حول الحياة ومعناها وحقيقتها، والذاكرة كخليط من مشاهد متفرقة تنتظم بفعل فاعل يحاول أن يفرض النظام بتخريب الحقيقة وإفسادها، والشخصية الإنسانية كخليط من الدوافع الخفية التي تتوارى خلف ستار من أكاذيب. قد يبدو النصّ ضربًا من الهلوسة(كما أشار المؤلف)، أو الوهم كما يريد أن يرسم لنا صورة الحياة والواقع غير أنّه تجوال في أسئلة الحياة الملحّة، وفي دهاليز النفس البشرية المدهشة. أمرٌ واحد جعلني أكره هذا العمل الأدبي بل و أرمي الكتاب وأرفض إضافته إلى مكتبتي، ألا وهو ما يحويه من سبّ للربّ (سبحانه وتعالى عمّا يصفون) في أكثر من موقف. ما الداعي لهذا؟! من حقّ الكاتب أن يكفر (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، أو أن يناقش مسائل الإلحاد وأسئلته وأن يتحيّز لها إن شاء، غير أنّ هذا لا يبرّر أبدًا أن يشتم ويسبّ ربّ قارئه. لنتذكّر أنّ الأجانب الأكثر علمانية و تحرّرًا وديمقراطية لا يكتبون بعض الكلمات غير المهذبّة أدبيًا إلا بحروفٍ غير مكتملة يضعون مكانها رموزًا أو نجومًا من باب التأدّب مع القاريء واحترامه. مثل هذه الكلمات لا يتحرّج الكاتب من ذكرها هنا، غير أنّ ما أنتقده أعظم وأشدّ إعتداءً على القاريء وإيمانه. لم أتوقّع من كاتب "دروز بلغراد" البديعة مثل هذا، وأنوي قراءة "رحلة الغرناطي" له لاحقًا إن شاء الله. وأتمنّى أن لا أرى مثل هذا هناك.
"حسام" الذي يعيش في جمجمته إختار جحيمه بنفسه، فهو حينما قرر إمتهان العزله في غرفته بين الحيطان الأربعه، قرر أن تكون حياته مبنيه على وهم، وآمن بقناعة تامة أن الحياة بمجملها وببنائها وشكلها الأول وُهم زائل.. ورغم أن هذة قناعة حقيقية بمعناها الفلسفي، إلا أن "حسام" سلطها على الواقع، بشوارعه، وناسه، وترك لخياله المفتوح والخصب أن يسرح فيها، ويخلق من بينها ألف شخصية وحكاية. تبدو النصوص الروائية والأعمال الفنية التي خلقت في التسعينيات ناضجة وفلسفية وتبحث دائما في عمق الإنسان وتصلبه، لذلك وجدت هذة الرواية أقرب روايات "ربيع جابر" إلى قلبي، فقد كان النص شبيهاً بيّ لدرجة حميميّة، بمفرداته، وبأشكال الحياة العبثية في داخله، وقد يعود ذلك في نظري للنضج التام الذي يحل على النص بمجرد مرور عقد ونص عليه. فقد كان العمل فلسفياً وناضجاً لأبعد الحدود. وسط عالم "حسام" الذي رسم له خطوطه وتفاصيله داخل جمجمته، تعيش شخوص مختلفه.. تحلم بعضها بالعيش في فكرة الرومانسية بعبث، فقد كانت "سهى" بمثابة الشق العاطفي في حياة "حسام"، بينما كان "علاء، وربيع، وإلياس" الفرسان الثلاثة الذين تعاهدوا على أن لا تعبر الحياة من جانبها عبثاً، بينما تحضر الأمكنة بقوة في عمق النص، فبيروت بشوارعها، وضجيج البشر فيها، حاضرة في كل مكان ومشهد في النص، بين شارع الحمراء والسفارة الإيطالية وعربات الباعة الجواله. وبينما يغزل "ربيع" هذة اللوحة الجمالية والنص العبقري بإحتراف ينغمس "حسام" في الحلم الثلاث والثلاثين في مملكة الوهم التي يعيش فيها، وهو يخرجنا من حدث ليوقعنا في قعر حدثٍ آخر.. وأنا منسجم ومنخرط في جعبة الأشياء من حول "حسام" وعالمه الفريد. الحقيقة كانت تجربة القراءة في هذة الرواية تجربة مثمرة وجميلة ومليئة بالفلسفه التي لا يتداركها القارئ في النص إلا بعد العبور من خلالها. رغم ذلك القراءة في مثل هذا النص تحتاج لتركيز عالي.. فبين كل مدخل ومخرج من حدث لآخر يقع مئة إختلاف ومئة شعور ضارب في الصميم. فعالم "حسام" كان عالماً متقلباً بإستمرار لا يثبت على وجه واحد أبداً.
مايو 2015، القراءة الثالثة.. القراءة الأولى أكتوبر 2013
يقول علاء لحسام: "أنت ممثل نمرة واحد، لأنك بتعرف تمثل قدام جمهور مكون من شخص واحد بس هوي أنت" وتقول له سهى: "ليش بتحب تفكر انك وحيد ومظلوم, لا عندك بيت تنام فيه ولا عندك صاحب تحكي معه؟" ويقول الراوي الذي هو أيضا حسام: "يعجبه نسيانه هذا، يؤكد له وحدته، يؤكد كونها أصيلة قديمة معتّقة غير طارئة غير مستجدة."
التناقضات تملأ رأسه وسرده، تظنه ممثل بارع وكاذب من طراز رفيع، وفي اللحظة التالية تقرر أن صدقه مع ذاته خرب عليه حياته.. تعود لتلعن كذبه، يستحيل أن تكتشفه! هو نفسه بات لا يعرف متى يكذب.. أعاد تشكيل ذاكرته أكثر من مرة: "لا يبحث عن السكينة في الذاكرة، يبحث عنها في المخيلة. يفتش في جوارير ذاكرة اشتغل عليها طويلاً (ذاكرة مختلفة عن الذاكرة المألوفة، ذاكرة تشبه بيتاً كبيراً: بيت مكون من غرف تشبه الغرف العادية لكن الإضاءة تشكّل الفارق الكبير. هذه غرف لا تضيئها الطبيعة وإنما لمبات خاصة قام هو بتركيبها، لمبات -متعددة الألوان والأحجام- يحلو له أن يفكر أنه كان فناناً عندما قام بتركيبها)." فهو يملك الوقت والذهن الكافيين لذلك: "من الفجر إلى العصر، ومن العصر إلى الفجر، لا شغل لي إلا تجليد الكتب، لا أحب أحداً ولا أطالب أي أحد بحب. منذ جئت إلى هنا لم أعد أرى أحداً، لم يعد أحد يراني. هل تفهمون؟ حسناً، كل ما في الأمر أنني ضجرت. اخترعت العزلة وسكنت في قلبها. بلى، طوعاً اخترت جحيمي، منذ البداية." ثم يجبرك على العودة والتفتيش في جواريره لتتبع المسار الأصلي للأحداث: "يعرف أنها لم تكن لعبة. يعرف أنهم سيأتون. يعرف ذلك ويفكر لا. يدعى حسام ويؤمن أن كل شيء موجود داخل الجمجمة." ولكنه أحسن إخفاء المسار بحيث أصبح هو نفسه غير قادر على العودة كما أسلفنا..
رواية الشاب الذي خذلته كل الأشياء، كما خذلها هو، بامتياز
في بداية قراءتي لهذا الكتاب قررت ألا أقوم بالتعليق عليه بعد الانتهاء منه. الآن لقد مرت ساعات أربع منذ انتهائي من هذا الكتاب وأنا كلي عزم على أن أفرغ بعضاً مما يدور في "جمجمتي" بدون أي سبب واضح ، ربما إحساسي بالذنب المتأصل فيّ الذي شعرت به بعد انتهائي من هذا الكتاب أو ربما ازدياد شعوري بعبثية الحياة وازياد مقتي لتفاصيلها هو السبب . أنا القارئ البسيط، لم أستطع ألا أبحث في قصاصاتي الورقية المخبئة بين أكوام الكتب في خزانتي ، لم أستطع ألا أفكر في صديقي "علاء " الذي قرر أن ينتحر ولو مجازيا ، فكانت نتيجة هذا الانتحار المجازي موت "علاء" في نظري واختفائه من حياتي . أول ما قمت به بعد سيري في شوارع مدينتي ، وعودتي للمنزل أنني أشعلت سيكارة ودونت القليل أو ربما الكير من الأسطر عن "سهى" الخاصة بي . سهى الخاصة بس أجمل فتاة بالعالم ، ستقرأ بعد قليل أسطري هذه وتسألني عمّا كتبت وأجيب كعادتي "يوما ما" 135 صفحة أعادت إحياء جميع جروح سنواتي ال 21أحيت للحظات صديقي المنتحر وزادت تمسكي بشعاع الأمل الوحيد المتبقي لي المتمثل بتلك الفتاة التي نظرت إليها منذ قليل مبتسما بعد أن أشعلنا سيكارتين وبقينا صامتين لفترة ، أو ربما حبة المطر التي استقرت على جبينها ولم تعلم أنها كانت سبب ابتسامتي في البداية كانت وراء فوضى الكلمات هذه. لا أعلم إن كنت أجرؤ على قراءة رواية أخرى ل رببيع جابر لكني أعلم أنها المرة الأولى التي أشعر بها أن هناك رواية استطاعت تفريغ محتويات جمجمتي .
هذه إحدى روايات ربيع جابر في بداياته.. الأحداث تدور في ذاكرة رجل.. في أقل عن يوم وليلة.. أحببت أسلوبه في ترك القارئ يربط بين الأحداث بنفسه فيتخيل قصصا ووقائع لم يتحدث عنها صراحة.. لم تخلُ الرواية -التي تقع في ١٣٤ صفحة- من الرمزية.. بل هي غنية بها.. حتى في اختيار الشخصيات التي تعكس تنوع الأديان في لبنان.. وفي اختيار الزمن العام لهذه الذكريات والتي تقع قبل وبعد الحرب الأهلية.. تمكن الراوي من شد انتباهي لإنهاء الرواية.. على من يرغب في قراءتها أن يهيء نفسه للكثير من الرمزية والسريالية في السرد..
تجربتي الثالثة مع ربيع جابر - بعد دروز بلغراد وطيور الهوليدي إن - وأكثرها حميميةً وقُرباً من القلب. ربيع في قديمه هنا مختلفٌ، ففي حين تنشغل روايتا الدرزو والطيور بالموضوعي، يشتغل هنا على الداخل، ويحكي عن الشخصي، عن الهلوسة التي رغم جنونها تكاد تقترب من كل واحدٍ منا، الرواية بامتدادها انسيابٌ لتيار وعيٍ شخصيةٍ واحدة، لكنها لبست "مكركبة" ولا ينقصها التماسك الفني الذي يسم ربيع في أعماله الأخرى، وهذا ما أحببته في هذا العمل: بناؤها الفني ليسَ بالصرامة الهندسية التي وجدتها في طيور الهوليدي إن.
هذه الروايه يمكن وصفها بالرواية المميزة ؛ المختلفة والمجنونة! يأخذنا ربيع جابر في رحلة داخل عقل حسام.. حسام بطل هذه الرواية... حسام يتيم الأبوين ... يقضي معظم وقته بالعمل ومشاهدة التلفاز وقراءة الرويات.. يبدع ربيع جابر يبدع في وصف أفكار وهلوسات حسام... يصف لنا أدق التفاصيل... يصف لنا كل كبيرة وصغيرة يفكر بها حسام... عدد صفحات الرواية 136 صفحة ...عبارة عن 24ساعة نقضيها مع حسام وأفكاره وهلوساته... ربيع جابر ببساطة أبدعت
من أجمل ما قرأت وعبر عني، بالنسبة لي ما فعله ربيع جابر في هذه الرواية إعجاز، كتابة الهلاوس والهواجس المتشابكة المعقدة المبعثرة بكل هذا القدر من التماسك والفن إعجاز
صغيرة الحجم لكن مملة، كل جملة تنبئ أن الكاتب مبتدئ، كل فقرة تذكرك بأنه يحاكي نموذجا ما ويفشل، كانت الخاتمة أسوأ ما في الأمر، لو أنه أبقى لحسام أي شيء... تجربة سيئة أولى مع ربيع جابر، لا أعلم لماذا تابعت القراءة حتى النهاية، يمكن للرواية أن تتشظى تبعا لموضوعها لكن لا ينبغي لها أن تشعرنا بألم القراءة، ألم الحرب يجب ألا يتحول لعسر وألم في القراءة، لم أتمكن من رسم أي صورة حول الغرفة الصفراء والبنت الخضراء لم أشعر أن البطل يعنيني في شيء!
"يدعى حسام : يجلس وحده في الليل في غرفة صفراء ليس فيها إلا ساعة واحدة متوقفة تشير إلى وقت الغروب - إلى العصر - إلى يمينه مرآة وإلى يساره جدار مطلي بالكتب. قبالة وجهه لوحة، وخلفه جدار آخر."