سهى فتاة لبنانية تعمل في جمعية للتدريس وعندما دخل بعض الرجال عليها، وقال لها أحدهم: "تستري يا حرمة" فإنّ مديرة الجمعية صاحتْ في الرجال وأنّـبتهم لأنه "ممنوع دخول الرجال على الحريم" !! أي أنّ المديرة مؤمنة بالفرق بين المرأة والرجل ، مثلها مثل رجال هذا المجتمع، وهو ما عبّرتْ عنه سهى التي ترتعب من المفتش فتختبئ منه لأنه لا يُريد أنْ يُصدق أنّ المرأة إنسان ومن حقها العمل.. هذه لمحةٌ من حكايةٍ واحدة لامرأة بين أربعة نسوة جمعتهنَّ الصحراء الخليجية للعمل ليلتقين وتبدأ كلُّ واحدةٍ منهن برواية قصتها.. سهى ونورا وسوزان وتمر، أربع نساء وثماني عيون، والواقع يقدّم نفسه بنفسه... كأنّ الكتابة القصصية هي قابلة الواقع الذي يولد من جديد، نكتشفه، وندهش من وجوده المغطى بحجابات عيوننا... الكتابة تكشف العين وتتركها وحيدة أمام ما تراه. "مسك الغزال" ليست مجرّد رواية بل هي طاقةٌ من نور فتحت باب التأويلات والدلالات وسلطت الضوء على كثير من قضايا المرأة في العالم العربي، كثيرون يسمون الكاتبة فرجينيا وولف الشرق أوسطية، وقد ساهمت ترجمات الكتاب بوصولها لأكبر شريحة ممكنة، مع أن الكتاب بالعربية ظل الأقرب لروح القصة والمكان.
ولدت حنان الشيخ في بيروت عام ،1945 منذ طفولتها كانت تشعر بتوق إلى الانعتاق من بيئتها المتشددة والمنغلقة. عملت في الصحافة وأصدرت أولى رواياتها انتحار رجل ميت . 1970 سنة 1968 تزوجت وانتقلت مع زوجها إلى الخليج العربي حيث كتبت فرس الشيطان ، 1975 ثم سافرت لتقيم في لندن إثر الحرب الأهلية في لبنان وكتبت عنها روايتها حكاية زهرة 1980 التي منعت في الدول العربية لأنها تعالج موضوع الجنس، ثم كتبت وردة الصحراء 1982 مجموعة قصص استوحتها من رحلاتها في أنحاء البلاد العربية. حنان الشيخ كاتبة متحررة ترفض الواقع الذي تعيش فيه المرأة العربية وهي تكتب بلا رقابة وبجرأة متخطية الأعراف والتقاليد كاشفة التأخر والجهل السائدين في العالم العربي