قال الشاعر الكبير محمود درويش عن كتاب الضوء الأزرق: " لقد تحققت شاعرية حسين البرغوثي الحقيقية في (الضوء الأزرق)...إنه نص لا يصنف في جنس أدبي واحد، وهو ليس سيرة ذاتية بالمعنى المتعارف عليه، ولا هو رواية، إنه يذكرنا بسرديات الرواية وبحميمة السيرة، ولكن سيرة المؤلف هي أحد المكونات الأساسية لهذا النص المفتوح على كل أشكال الكتابة القادرة على استيعاب همومه الوجودية والثقافية والفلسفية... إنه كتاب فريد من نوعه في الكتابة العربية، ولعله أجمل إنجازات النثر في الأدب الفلسطيني." "الضوء الأزرق" ليس مجرَّد سيرة ذاتية لحياة حسين البرغوثي القصيرة بل هو نوعٌ من الهذيان الأدبي الرفيع...لغةٌ من الفوضى الخلّاقة والتي أراد حسين أن يعطي بها لمحةً بسيطة عن هويته ك "لا منتمي". بين هذه الصفحات سترى نفسك أو بعضًا منك وستلتهم الكلماتِ دفعةً واحدة لتصلَ إلى جوابٍ لسؤال تكوَّن في ذهنكَ تلقائيًا منذ اللحظة الأولى !!
ولد الشاعر والمفكر الراحل حسين البرغوثي في قرية كوبر شمال غرب مدينة [[رام الله]]، في الخامس من أيار عام (1954)، وقد أمضى سني طفولته بين مسقط رأسه كوبر حيث أقامت والدته، وبيروت حيث عمل والده. أثر تخرجه من الثانوية العامة التحق ببرنامج العلوم السياسية واقتصاديات الدولة في جامعة بودابست للعلوم الاقتصادية في هنغاريا. وفي العام (1979) مثّل فلسطين في أكاديمية الكتابة الإبداعية في جامعة أيوا (IWP) في الولايات المتحدة الأمريكية. وبعد عودته إلى فلسطيني تخرج من جامعة بيرزيت وحصل منها على شهادة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي العام (1983) وقد عمل معيدا لسنة واحدة في جامعة بيرزيت قبل توجهه إلى الولايات المتحدة حيث حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الأدب المقارن بين الأعوام (1985-1992) من جامعة واشنطن في سياتل. عاد إلى فلسطين ليعمل أستاذا للفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت حتى العام (1997) وأستاذا للنقد الأدبي والمسرح في جامعة القدس حتى العام (2000). وأثناء هذه الفترة كان عضوا مؤسسا لبيت العشر الفلسطيني وعضوا للهيئة الإدارية لاتحاد الكتاب الفلسطينيين ورئيسا لتحرير مجلة اوغاريت ومديرا لتحرير مجلة الشعراء حتى رحيله في الأول من أيار (2002) حيث توفي في مسقط رأسه كوبر اثر مرض بالسرطان استمر عدة سنوات . وقد صدر للبرغوثي ما يزيد عن ستة عشر إصداراً توزعت بين الشعر والرواية والسيرة والنقد والكتابة الفلكلورية إضافة إلى العشرات من الأبحاث والدراسات الفكرية والنقدية والنقدية بعدة لغات وفي العديد من الكتب والمجلات والصحف. وفي سياق آخر فقد وضع البرغوثي سيناريوهات لأربعة أفلام سينمائية وكتب نحو سبعة مسرحيات لفرق محلية وعالمية إضافة إلى كتابة العديد من الأغاني لفرق موسيقية مختلفة نحو صابرين والرحالة وسنابل وفرقة إحياء بلدنا.
❞تعتقد الطائفة الصوفية «النقشبندية» أن في الإنسان عدة أنفس، ولكل نفس هالة أو ضوء خاص بها. الأزرق لون «النفس الأمّارة بالسوء» (نفسي كانت تأمرني ليس فقط بالسوء بل حتى بالجريمة، وكنت أخشى من أن تنفصم شخصيتي وتقوم إحدى الشخصيتين باقتراف جريمة لا تعرف عنها الشخصية الأخرى)، أما الأحمر، فلون النفس «الملهمة»، والأبيض لون النفس «المطمئنة»، والأخضر لون النفس «الراضية»، والأسود لون «المرْضية» (أرضاها الله)، أما الأصفر، فلون النفس «اللوّامة». ❝