What do you think?
Rate this book
بيت حُدد
يظل الإنسان أسير نهايته مهما حاول الفرار منها! يعود الدكتور أنيس من بريطانيا إلى دمشق ليتم عملية بيع بيت حدد، في ذات الوقت الذي يعود فيه المخرج فيديل من دبي لتصوير إعلان لأحد مشافي السياحة العلاجية. لتبدأ الأحداث في التشابك مع اندلاع الثورة السورية عام ٢٠١١. تشب شرارة الحب داخل كل منهما، يحبان صديقتان، طبيبة وناشطة حقوقية. ينخرط الأبطال في الثورة والجنس، وتتصاعد الأحداث بين احتجاجات ولهفة وإرهاب، لتكن النهاية مأساوية. "بيت حدد" رواية للكاتب السوري فادي عزام، ترشحت للقائمة الطويلة لجائزة البوكر عام ٢٠١٨. استمع الآن
Audible Audio
First published July 19, 2017
22 people are currently reading
588 people want to read
About the author
فادي عزام
6 books168 followersFadi Azzam
الاسم
فادي عزام
البلد: سوريا
العنوان: الإمارات العربية المتحدة
التخصص: معد برامج تلفزيونية
الاسم
فادي عزام
البلد: سوريا
العنوان: الإمارات العربية المتحدة
التخصص: معد برامج تلفزيونية
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 121 reviews
November 13, 2025
بيت حدد رواية للكاتب السوري فادي عزام و قد دخلت الرواية القائمة الطويلة لترشيحات البوكر عام ٢٠١٨..
تدور أحداث الرواية في سوريا عام ٢٠١١ عند بداية الحرب الأهلية السورية ومن خلال العديد من قصص الحب بين أبطال الرواية يقوم الكاتب بإلقاء الضوء علي حاجات كتير مثل التحولات التي عاشتها البلد في هذه الفترة ،الثورةالسورية ،مقاومة الشعب، السجون،تجارة الأعضاء و ظهور الجماعات المسلحة...
الرواية بداياتها كانت ممتازة ولكن مع التوغل أكتر في الأحداث بدأت أفقد الإندماج أوي مع شخصيات الرواية ..
في أجزاء مؤثرة بس في أجزاء وحوارات كتير جافة و ملهاش طعم..
أعتمد الكاتب علي العديد من الصدف التي أضعفت الحبكة شوية بجانب إن العامية السورية كانت كتير و لو حد مش عارفها أوي ممكن ميفهمش كل الحوارات..
بيت حدد هو اللقاء الثاني ليا مع الكاتب بعد رواية سرمدة و في كل مرة بتأكد إنه كاتب مميز وأعماله أكيد تستحق القراءة...
تدور أحداث الرواية في سوريا عام ٢٠١١ عند بداية الحرب الأهلية السورية ومن خلال العديد من قصص الحب بين أبطال الرواية يقوم الكاتب بإلقاء الضوء علي حاجات كتير مثل التحولات التي عاشتها البلد في هذه الفترة ،الثورةالسورية ،مقاومة الشعب، السجون،تجارة الأعضاء و ظهور الجماعات المسلحة...
الرواية بداياتها كانت ممتازة ولكن مع التوغل أكتر في الأحداث بدأت أفقد الإندماج أوي مع شخصيات الرواية ..
في أجزاء مؤثرة بس في أجزاء وحوارات كتير جافة و ملهاش طعم..
أعتمد الكاتب علي العديد من الصدف التي أضعفت الحبكة شوية بجانب إن العامية السورية كانت كتير و لو حد مش عارفها أوي ممكن ميفهمش كل الحوارات..
بيت حدد هو اللقاء الثاني ليا مع الكاتب بعد رواية سرمدة و في كل مرة بتأكد إنه كاتب مميز وأعماله أكيد تستحق القراءة...
February 22, 2018
دائمًا ما أتعجب عند وصول رواية ما إلى القائمة الطويلة للبوكر، أو القصيرة، ولكن هذه المرة أتعجب وبشدة عن عدم وصول رواية مثل "بيت حدد" إلى القائمة القصيرة لعام 2018!
نحن لسنا أمام رواية عادية، ولكنها ملحمة، ملحمة سوداوية مليئة بعبق الحرب والحب، القمع والجنس، السلطة والثورة، الخوف والراحة..
رواية تبدأ عند "بيت حدد" وتنتهي عند "بيت حدد"..
"بيت حدد" يشعل فتيل الأحداث، يقوم بإيصال أبطال الرواية إلى مصيرهم، وكأنه عزرائيل، يتسلمهم واحدًا واحدًا..
أنيس، سامية، ليل، فيديل، بوتقة واحدة اشتعلت فيها الأطراف الرباعية لتنتج لنا رواية مكتوبة بدم شهداء ثورة سوريا، وعرق اللذة والجنس..
الإطار العام للرواية يمكن تلخيصه في "كيف تنقلب حياة أربع شخصيات رأسًا على عقب بسبب مكالمة هاتفية"، يتلقى أنيس مكالمة ببيع "بيت حدد" لينتقل من لندن إلى سوريا لتولي أمر البيع، وهنا يقع في غرام سامية أشد المدافعين عن تراث البيت، وعلى الجانب الآخر نجد حياة ليل تنقلب نهارًا بسبب ظهور فيديل/فضل في حياتها..
من وجهة نظري "فيديل" بشخصيتيه المزدوجتين هما صلب الرواية، حيث نجد أنفسنا في صفحات أمام أنهار من الدماء، وصفحات أخرى نجد نفسنا أمام أنهار من الشهوة المجنونة، وذكاء الكاتب إنه نجح في الجمع بين النهرين دون برزخ
متى تدرك أن الرواية ناجحة وبشدة؟ عندما تتوقع النهاية نوعًا ما ولكنها تفاجئك رغم ذلك، وتغلق عينيك بشدة لعل النهاية تأتي مغايرة لما جاء في ذهنك، ولكن تصطدم بها كحائط دون رجوع
كنت أتمنى أن تصل تلك الرواية إلى القائمة القصيرة وتفوز، ولكن أدركت منذ عدة سنوات أن لجنة البوكر ليست محايدة في شيء
نحن لسنا أمام رواية عادية، ولكنها ملحمة، ملحمة سوداوية مليئة بعبق الحرب والحب، القمع والجنس، السلطة والثورة، الخوف والراحة..
رواية تبدأ عند "بيت حدد" وتنتهي عند "بيت حدد"..
"بيت حدد" يشعل فتيل الأحداث، يقوم بإيصال أبطال الرواية إلى مصيرهم، وكأنه عزرائيل، يتسلمهم واحدًا واحدًا..
أنيس، سامية، ليل، فيديل، بوتقة واحدة اشتعلت فيها الأطراف الرباعية لتنتج لنا رواية مكتوبة بدم شهداء ثورة سوريا، وعرق اللذة والجنس..
الإطار العام للرواية يمكن تلخيصه في "كيف تنقلب حياة أربع شخصيات رأسًا على عقب بسبب مكالمة هاتفية"، يتلقى أنيس مكالمة ببيع "بيت حدد" لينتقل من لندن إلى سوريا لتولي أمر البيع، وهنا يقع في غرام سامية أشد المدافعين عن تراث البيت، وعلى الجانب الآخر نجد حياة ليل تنقلب نهارًا بسبب ظهور فيديل/فضل في حياتها..
من وجهة نظري "فيديل" بشخصيتيه المزدوجتين هما صلب الرواية، حيث نجد أنفسنا في صفحات أمام أنهار من الدماء، وصفحات أخرى نجد نفسنا أمام أنهار من الشهوة المجنونة، وذكاء الكاتب إنه نجح في الجمع بين النهرين دون برزخ
متى تدرك أن الرواية ناجحة وبشدة؟ عندما تتوقع النهاية نوعًا ما ولكنها تفاجئك رغم ذلك، وتغلق عينيك بشدة لعل النهاية تأتي مغايرة لما جاء في ذهنك، ولكن تصطدم بها كحائط دون رجوع
كنت أتمنى أن تصل تلك الرواية إلى القائمة القصيرة وتفوز، ولكن أدركت منذ عدة سنوات أن لجنة البوكر ليست محايدة في شيء
January 20, 2018
#بيت_حدد ل #فادي_عزام المرشحة في القائمة الطويلة للبوكر رواية تستحق القراءة، خفت أنك تلاحق رومنسيات إميل معلوف وعودته لبيروت ولكن تكشفت الرواية عن خديعة مؤلمة يقع فيها القارئ تماما كابطال الرواية الذين ظنوا أن خلاصهم بالهروب ثم اكلتهم سوريا كأم عنكبوت جائعة. خفت عليك يا فادي من النهايات والانحيازات ولكن قدرتك على تقديم مشهد الخراب الشامل لا يذكرني إلا بالتراجيديات. ويبقى السؤال الذي ينهش عقلي ماذا حصل لبقية من مروا في متون الرواية وخرجوا فجأة منها دون أن نعرف مصائرهم؟ هؤلاء الذين لاحقت الصفحات لابحث عنهم وضاعوا من الذاكرة كما ضاع الكثيرون من قبل ومن بعد.
لم أنس ولن أنسى القصة التي أخبرتني اياها عن مشفى ابن النفيس وعن مهجع اللاعودة ذات يوم في دمشق من عام 1998 وها أنت تعود لتروي كل التفاصيل المخجلة والمؤلمة، يومها سردت القصة وكان ممدوح عزام وكان مجموعة من الأصدقاء في بيت ما في الدويلعة. كلنا نستحق حصة من هذا الألم لأن ما حصل لن يكون قابلا للشفاء.
لم أنس ولن أنسى القصة التي أخبرتني اياها عن مشفى ابن النفيس وعن مهجع اللاعودة ذات يوم في دمشق من عام 1998 وها أنت تعود لتروي كل التفاصيل المخجلة والمؤلمة، يومها سردت القصة وكان ممدوح عزام وكان مجموعة من الأصدقاء في بيت ما في الدويلعة. كلنا نستحق حصة من هذا الألم لأن ما حصل لن يكون قابلا للشفاء.
Read
March 30, 2018في رواية «بَيت حُدُد»… الحب بوصفه سردية مضادة للتطرف
عبدالدائم السلامي
ما يقتل في الإرهاب عامة، وفي نوعه الذي ظهر في دول الربيع العربي، هو حكايته، بل هو نظْم حكايته، سواء أكان ممارسا من قبل الأنظمة الشمولية، أم من قبل
الجماعات المتطرفة؛ فهو إذ يقتل الأفراد يحول الباقين منهم إلى موتى وهم أحياء: يفرغهم من طمأنينتهم في الأرض، ويملأ لحظتهم خوفا منه ورهبة وتناحرا على تأويله. وهو أمر تستوجب مقاربته الفنية، على حد ما أرى، سردياتٍ مضادة لسردياته، وناسفة لمشروعيته الموهومة، وحاملة لأنموذج إتيقي فيه دعوة إلى ضرورة الانحياز إلى القيم الضامنة للعيش المشترك السعيد. وربما وجد قراء رواية «بيت حدد» للسوري فادي عزام (القائمة الطويلة للبوكر) أنموذجا لسردية مواجهة لسردية الإرهاب، إذْ يبدو ـ مقارنة بما أمكن لي قراءته من روايات متصلة بأحداث الربيع العربي ـ أنها واحدة من الروايات الناضجة شكلا ومحتوى.
وجيعة الأدب
لا تخفي «بيت حدد» قدرة كاتبها على عرْك ظاهرة الثورة وحسن استثمار أرشيف محنتها، وتفكيك بنية الإرهاب فيها تفكيكا يسمح بالقول إنها إحدى الرصاصات «الفنية» الصائبة في الثورة السورية، رصاصة اخترقت جسد النظام وفجّرت فيه زيف ما يتكئ عليه من مزاعم قداسة السلالة، وقداسة الوطن، وقداسة أتباعه. واخترقت في الآن نفسه جسد الجماعات المتطرفة، وفجّرت فيها فساد مزاعمها الدينية. وقد فعلت ذلك بلغة لا تكتفي بوصف الوقائع، وإنما كان هدفها الانغماس في تفاصيل الناس لتعصرها بشغفٍ وتقطر منها أحر المواجع، وما الأدب ـ في تقديري ـ إلا وجيعة الإنسان وهي تتكثف في اللغة، لتنفجر شظايا في وجه صمت العالم.
وما كان لهذه الشظايا أن تصيب أهدافها لولا نهوض السرد على تقنية التهشيم والتأزيم: تهشيم شكل المحكي، وتأزيم أحوال كائناته، ذلك أن الرواية توزعت على أربعين فصلا يحمل كل واحد منها اسما من أسماء شخصياتها، ويرسم مشهدا أو مشاهد من متنها الحكائي، الذي تحركت فيه الأحداث وفْق خطيْن: خط الثورة (ممثلة بالشعب) وخط أعدائها (النظام وأتباعه) أو قل: خط مطلب الحرية وخط مطلب تشويهها (ظهور الجماعات المتطرفة)، بل قل: خط الحب وخط نبْذه (ليل وعادل)، وهما خطان راحا يتضافران في السرد تضافرا كاد يمحو ما بينهما من تعارض دلالي، وصار ظهور أحدهما كأنما هو إنباء بانبعاث الآخر: فما إنْ يظهر حب حتى تتعاوره الشكوك ويناله المنع (فيديل وليل ـ سامية وأنيس)، وما إنْ يظهر وعي بالحرية حتى تواجهه الردة وتضيق به السجون. ومن ثم، فإنه كثيرا ما تشتبه على القارئ مصائر الشخصيات وهي تحمل أقدارها اليومية، إذْ كلما خمن لها في ذهنه مسارا، إلا وخيبت الرواية تخمينه وزادت من اضطراب وضع ما يقرأ من أحوال وأحداث، عبر ما في حركة السرد من التفاتٍ واستباقٍ تكفلا معا بخلق المباغتة وتنويع كيفيات انصبابها المهول على الذهن، وهذا ما هيج عنفوان السرْد في الرواية، وغذى فيه شعريته، وجعل الكتابة حربا على الحرب: تباغتها وتقتنص لحظة عنفها، لتزرع فيها مشهدا مليئا بعنف الإنسان وهشاشته، أمام مراغبه الشخصية في خضم سعيه إلى تغيير الواقع، وهو عنف، وهي هشاشة، بلغا معا مرقى الحيرة، بل مبلغ الخيانة أحيانا، وعصفا بمنظومة القيم الاجتماعية السائدة عصفا جعل الكتابة في رواية «بيت حدد» تخوض ـ بوعيٍ ملْحمي ـ حربها الخاصة، من أجل مناعة الوطن وإنسانه وقيمه، مستثمرة في ذلك واقعا مثخنا بجراحه، ومعجما ثر المفردات العمرانية والدينية والفوتوغرافية والعشقية والسجنية، هذا مع اتكائها في صوغ جملتها على أنواع من المجاز كثيرة، منعا منها للهذر اللغوي المجاني، الذي كاد يتسرب إليها بسبب مبالغتها في استعمال العامية في منطوق شخصياتها.
بلاغة التأزيم
أزعم أن هدف رواية فادي عزام لم يكن توحيد دم الثورة السورية الموزع بين القبائل المتصارعة، وإنما كان تثوير تلك الأزمة، بل قل: تأزيم الثورة، وتحويل مروياتها إلى تراجيديا: أي حفزها لأنْ تنفجر بين أيدي العالم وهو يتملاها ويختلف حولها؛ وتلك هي وظيفة الإبداع الآن: أن يبالغ في إيلام واقعه المؤلم. وجلي هنا وعي الكاتب بهذه الوظيفة، فهو لم يسع في روايته إلى طرح الأسئلة «لقد شبع الواقع العربي من طرح الأسئلة»، ولم ينصب مشانق للناس ومحاكمات، ولم يقدم تصورا لإصلاح سياسي أو اجتماعي أو أخلاقي للوضع السوري «أي إصلاح ممكن بعد أن عم الخراب؟»، وإنما أجده يعلن إصراره على تفجير كل ما تبلغه اللغة وتقوله: أفعالا وأحوالا وكينوناتٍ، مانحا صوتا خاصا لكل جسد، ولكل مكان، ولكل لحظة، لتتكلم خلايا الأجساد والأمكنة والوقت بمنطقها الخاص، لتقول ما لا يقوله العقل الذي يحكمها، فإذا بكل فاعل سردي مثخن ماضيه الشخصي بهزيمة ما، وإذا بكل مكان مهدد تاريخه بالمحو «البيت الدمشقي»، وإذا بكل لحظة من لحظات الثورة إنما هي أمل ممزوج بخيبة التحقق. وهذا ما وسم تلك المباغتات والالتفاتات، التي أشرت إليها سابقا، بوجاهة تهشيمها خطية السرد، وجعلها تشع في الحكاية مانحة إياها قدرة إضافية على الجمع بين النقيضيْن في إنسان الرواية: العنف والهشاشة معا، وعلى تخريب العلاقة المألوفة بين الدوال ومدلولاتها، وهذا هو مبدأ التأزيم.
الهروب إلى الحب
من صور التأزيم في رواية «بيت حدد» تعمدها تفكيك مفهوم الثورة ذاته، والانزياح بمضمونه صوب نقيضه بكل ما يعتوره من اختلاف، إذْ لم تعد الثورة، كما هو معلوم عنها، عاملا يوحد فئات الشعب ضد نظام جائر، وإنما صارت لفظة واهمة ومنكسرة وباعثة على التناحر الدلالي، بل صارت حدثا مفرقا بين الناس، وبذلك أمكن لكل فئة أن تعلن عن ثورتها الخاصة التي تسعى فيها إلى تزييف وجاهة ثورة غيرها من باقي الفئات: ومن ثم صارت لكل جماعة من سماسرة الدين ثورتها، ولكل المرتزقة القادمين من خارج سوريا ثورتهم، ولكل نخبة مثقفة ثورتها، بل إن أعوان النظام نفسه استفادوا من هذه التمييع الثوري، وشجعوا عليه ليحافظوا به على سلطة جشعهم وأنانيتهم، ذلك أنه «بعد أن سكنت الإنسانية قرونا في سجون العقل البارد، أنتجت لغة وهمية للسيطرة والنفوذ، يخشى الأنانيون الذين يحكمون، أن يكتشف المحكومون الحقائق. لذلك يتم تخريب الطاقة الروحية بتحويلها إلى صراعات مجدبة وعدوانية، وإغراقها في الاتهام». ومن مظاهر التأزيم ما تعلق بأحوال شخصيات الرواية نفسها، حيث بدا أغلب الفاعلين السرديين كائنات تنوء بثقل تاريخها الشخصي، وتسكن أجسادا موجوعة بعواطفها، إنها كائنات مهزومة في تجاربها الذاتية وفي ما صنعت من أحلام على حد قول أحد الجنود: «هربت. هربت لإنو حسيت حالي عم صير حيوان. وحش. وما عاد في شيء إلو معنى أو قيمة»، وهي إلى ذلك تعيش هروبا دائما من الحرب إلى الحب، لأن الحب «لا يحتاج إلى ضفة، بل يحول النهر إلى بحر. ولا يحتاج إلى مراكب، بل إلى غطاسين مهرة وسباحين ومخاطرين وصيادين صبورين»، إنها شخصيات أزّمتْها اللغة وفرق بينها مكر خطابات الثورة، ولم يبق لها من رغبة سوى أن تخرج من الكتابة إلى الشارع: أن تعود إلى ما يعود إليه الإنسان: الوطن، والجسد، والحب، والثورة، والبيت الدمشقي، والتاريخ، تعود إلى ذلك لتلتحم من جديد بأصلها الأول، بحقيقتها، ولتعيد كتابة ذاتها في ميادين الواقع، أو ربما هي تفعل ذلك الآن في جهات ما من دمشق. فقد عاشت الدكتورة «ليل» في فترة دراستها الجامعية أزمة إجهاضٍ بسبب علاقة غرامية مع زميلها الطالب اليساري الذي تخلى عنها وهاجر إلى خارج سوريا، لتجده في ما بعد مسؤولا في أحد التنظيمات الإرهابية، ثم هي تقبل الزواج بالدكتور «عادل» في إطار ترضيات اجتماعية منافقة، غير أنه يقدمها هدية لأحد أتباع النظام كيْ يمكنه من أن يشاركه إدارة مصحة خاصة، وكان لهذه الطعنة الزوجية الدور الحاسم في تعلقها بـ«فيديل عبدالله» مخرج الإعلانات الذي زار دمشق، والسفر معه إلى دبي، لتعود أخيرا إلى الشام وليس أمامها من خيار سوى أن تواجه قدرها: «راحْ ارجعْ ع الشام». ولم يخل فيديل من توترات نفسية واجتماعية، فقد عاش أزمة الاسم (سماه والده فيديل ليكون ثوريا، وسماه أخواله فضل ليكون فقيها)، وجرّب أزمة الهجرة إلى الغرب وما انجر عنها من تجارب الزواج الفاشل والتدين البارد، ووقف هناك على حقيقة أن «الطرق إلى معرفة الله محفوفة دوما بالتضليل، لا يكفي أن تصبح ملتزما بالتعاليم، بل عليك أن تبدأ الرحلة الشاقة لتجد الطريق المناسب. سماسرة الدين طولوا الطريق بنصب الشواهد المزورة التي تؤدي إلى اللامكان»، ثم هو ينجح في أن يكون مخرج إعلانات شهير، وفي خلال ذلك تدفعه وحدته إلى البحث عن الحب، والتطرف فيه، وكانت الدكتورة «ليل» حبه المولود الظاهر، وكانت دمشق حبه المنشود الخفي، بل كانت أكثر من الحب، حيث غامر بالعمل مخرجا لفيديوهات تنظيم «الدولة» ولكنه كان يوثق الجرائم التي يرتكبها هذا التنظيم في الخفاء لينشرها للعالم. وفي الشأن ذاته لا يخلو واقع المناضلة سامية والدكتور أنيس من أزمات نفسية واجتماعية، انتهت بهما معا إلى علاقة عشقية استطاعت أن تنتصر على السجن والسجان معا. ولعل في كل هذا ما يجعل قارئ رواية «بيت حدد» للسوري فادي عزام لا يملك إلا أن ينسل من واقعه ليندس في واقع مغامرتها الحكائية: يتأزم بأزماتها ويحب الحب الذي ينبت فيها، وهذا ما يمثل أجلى غايات الكتابة الإبداعية.
٭ كاتب تونسي
http://www.alquds.co.uk/?p=893935
عبدالدائم السلامي
ما يقتل في الإرهاب عامة، وفي نوعه الذي ظهر في دول الربيع العربي، هو حكايته، بل هو نظْم حكايته، سواء أكان ممارسا من قبل الأنظمة الشمولية، أم من قبل
الجماعات المتطرفة؛ فهو إذ يقتل الأفراد يحول الباقين منهم إلى موتى وهم أحياء: يفرغهم من طمأنينتهم في الأرض، ويملأ لحظتهم خوفا منه ورهبة وتناحرا على تأويله. وهو أمر تستوجب مقاربته الفنية، على حد ما أرى، سردياتٍ مضادة لسردياته، وناسفة لمشروعيته الموهومة، وحاملة لأنموذج إتيقي فيه دعوة إلى ضرورة الانحياز إلى القيم الضامنة للعيش المشترك السعيد. وربما وجد قراء رواية «بيت حدد» للسوري فادي عزام (القائمة الطويلة للبوكر) أنموذجا لسردية مواجهة لسردية الإرهاب، إذْ يبدو ـ مقارنة بما أمكن لي قراءته من روايات متصلة بأحداث الربيع العربي ـ أنها واحدة من الروايات الناضجة شكلا ومحتوى.
وجيعة الأدب
لا تخفي «بيت حدد» قدرة كاتبها على عرْك ظاهرة الثورة وحسن استثمار أرشيف محنتها، وتفكيك بنية الإرهاب فيها تفكيكا يسمح بالقول إنها إحدى الرصاصات «الفنية» الصائبة في الثورة السورية، رصاصة اخترقت جسد النظام وفجّرت فيه زيف ما يتكئ عليه من مزاعم قداسة السلالة، وقداسة الوطن، وقداسة أتباعه. واخترقت في الآن نفسه جسد الجماعات المتطرفة، وفجّرت فيها فساد مزاعمها الدينية. وقد فعلت ذلك بلغة لا تكتفي بوصف الوقائع، وإنما كان هدفها الانغماس في تفاصيل الناس لتعصرها بشغفٍ وتقطر منها أحر المواجع، وما الأدب ـ في تقديري ـ إلا وجيعة الإنسان وهي تتكثف في اللغة، لتنفجر شظايا في وجه صمت العالم.
وما كان لهذه الشظايا أن تصيب أهدافها لولا نهوض السرد على تقنية التهشيم والتأزيم: تهشيم شكل المحكي، وتأزيم أحوال كائناته، ذلك أن الرواية توزعت على أربعين فصلا يحمل كل واحد منها اسما من أسماء شخصياتها، ويرسم مشهدا أو مشاهد من متنها الحكائي، الذي تحركت فيه الأحداث وفْق خطيْن: خط الثورة (ممثلة بالشعب) وخط أعدائها (النظام وأتباعه) أو قل: خط مطلب الحرية وخط مطلب تشويهها (ظهور الجماعات المتطرفة)، بل قل: خط الحب وخط نبْذه (ليل وعادل)، وهما خطان راحا يتضافران في السرد تضافرا كاد يمحو ما بينهما من تعارض دلالي، وصار ظهور أحدهما كأنما هو إنباء بانبعاث الآخر: فما إنْ يظهر حب حتى تتعاوره الشكوك ويناله المنع (فيديل وليل ـ سامية وأنيس)، وما إنْ يظهر وعي بالحرية حتى تواجهه الردة وتضيق به السجون. ومن ثم، فإنه كثيرا ما تشتبه على القارئ مصائر الشخصيات وهي تحمل أقدارها اليومية، إذْ كلما خمن لها في ذهنه مسارا، إلا وخيبت الرواية تخمينه وزادت من اضطراب وضع ما يقرأ من أحوال وأحداث، عبر ما في حركة السرد من التفاتٍ واستباقٍ تكفلا معا بخلق المباغتة وتنويع كيفيات انصبابها المهول على الذهن، وهذا ما هيج عنفوان السرْد في الرواية، وغذى فيه شعريته، وجعل الكتابة حربا على الحرب: تباغتها وتقتنص لحظة عنفها، لتزرع فيها مشهدا مليئا بعنف الإنسان وهشاشته، أمام مراغبه الشخصية في خضم سعيه إلى تغيير الواقع، وهو عنف، وهي هشاشة، بلغا معا مرقى الحيرة، بل مبلغ الخيانة أحيانا، وعصفا بمنظومة القيم الاجتماعية السائدة عصفا جعل الكتابة في رواية «بيت حدد» تخوض ـ بوعيٍ ملْحمي ـ حربها الخاصة، من أجل مناعة الوطن وإنسانه وقيمه، مستثمرة في ذلك واقعا مثخنا بجراحه، ومعجما ثر المفردات العمرانية والدينية والفوتوغرافية والعشقية والسجنية، هذا مع اتكائها في صوغ جملتها على أنواع من المجاز كثيرة، منعا منها للهذر اللغوي المجاني، الذي كاد يتسرب إليها بسبب مبالغتها في استعمال العامية في منطوق شخصياتها.
بلاغة التأزيم
أزعم أن هدف رواية فادي عزام لم يكن توحيد دم الثورة السورية الموزع بين القبائل المتصارعة، وإنما كان تثوير تلك الأزمة، بل قل: تأزيم الثورة، وتحويل مروياتها إلى تراجيديا: أي حفزها لأنْ تنفجر بين أيدي العالم وهو يتملاها ويختلف حولها؛ وتلك هي وظيفة الإبداع الآن: أن يبالغ في إيلام واقعه المؤلم. وجلي هنا وعي الكاتب بهذه الوظيفة، فهو لم يسع في روايته إلى طرح الأسئلة «لقد شبع الواقع العربي من طرح الأسئلة»، ولم ينصب مشانق للناس ومحاكمات، ولم يقدم تصورا لإصلاح سياسي أو اجتماعي أو أخلاقي للوضع السوري «أي إصلاح ممكن بعد أن عم الخراب؟»، وإنما أجده يعلن إصراره على تفجير كل ما تبلغه اللغة وتقوله: أفعالا وأحوالا وكينوناتٍ، مانحا صوتا خاصا لكل جسد، ولكل مكان، ولكل لحظة، لتتكلم خلايا الأجساد والأمكنة والوقت بمنطقها الخاص، لتقول ما لا يقوله العقل الذي يحكمها، فإذا بكل فاعل سردي مثخن ماضيه الشخصي بهزيمة ما، وإذا بكل مكان مهدد تاريخه بالمحو «البيت الدمشقي»، وإذا بكل لحظة من لحظات الثورة إنما هي أمل ممزوج بخيبة التحقق. وهذا ما وسم تلك المباغتات والالتفاتات، التي أشرت إليها سابقا، بوجاهة تهشيمها خطية السرد، وجعلها تشع في الحكاية مانحة إياها قدرة إضافية على الجمع بين النقيضيْن في إنسان الرواية: العنف والهشاشة معا، وعلى تخريب العلاقة المألوفة بين الدوال ومدلولاتها، وهذا هو مبدأ التأزيم.
الهروب إلى الحب
من صور التأزيم في رواية «بيت حدد» تعمدها تفكيك مفهوم الثورة ذاته، والانزياح بمضمونه صوب نقيضه بكل ما يعتوره من اختلاف، إذْ لم تعد الثورة، كما هو معلوم عنها، عاملا يوحد فئات الشعب ضد نظام جائر، وإنما صارت لفظة واهمة ومنكسرة وباعثة على التناحر الدلالي، بل صارت حدثا مفرقا بين الناس، وبذلك أمكن لكل فئة أن تعلن عن ثورتها الخاصة التي تسعى فيها إلى تزييف وجاهة ثورة غيرها من باقي الفئات: ومن ثم صارت لكل جماعة من سماسرة الدين ثورتها، ولكل المرتزقة القادمين من خارج سوريا ثورتهم، ولكل نخبة مثقفة ثورتها، بل إن أعوان النظام نفسه استفادوا من هذه التمييع الثوري، وشجعوا عليه ليحافظوا به على سلطة جشعهم وأنانيتهم، ذلك أنه «بعد أن سكنت الإنسانية قرونا في سجون العقل البارد، أنتجت لغة وهمية للسيطرة والنفوذ، يخشى الأنانيون الذين يحكمون، أن يكتشف المحكومون الحقائق. لذلك يتم تخريب الطاقة الروحية بتحويلها إلى صراعات مجدبة وعدوانية، وإغراقها في الاتهام». ومن مظاهر التأزيم ما تعلق بأحوال شخصيات الرواية نفسها، حيث بدا أغلب الفاعلين السرديين كائنات تنوء بثقل تاريخها الشخصي، وتسكن أجسادا موجوعة بعواطفها، إنها كائنات مهزومة في تجاربها الذاتية وفي ما صنعت من أحلام على حد قول أحد الجنود: «هربت. هربت لإنو حسيت حالي عم صير حيوان. وحش. وما عاد في شيء إلو معنى أو قيمة»، وهي إلى ذلك تعيش هروبا دائما من الحرب إلى الحب، لأن الحب «لا يحتاج إلى ضفة، بل يحول النهر إلى بحر. ولا يحتاج إلى مراكب، بل إلى غطاسين مهرة وسباحين ومخاطرين وصيادين صبورين»، إنها شخصيات أزّمتْها اللغة وفرق بينها مكر خطابات الثورة، ولم يبق لها من رغبة سوى أن تخرج من الكتابة إلى الشارع: أن تعود إلى ما يعود إليه الإنسان: الوطن، والجسد، والحب، والثورة، والبيت الدمشقي، والتاريخ، تعود إلى ذلك لتلتحم من جديد بأصلها الأول، بحقيقتها، ولتعيد كتابة ذاتها في ميادين الواقع، أو ربما هي تفعل ذلك الآن في جهات ما من دمشق. فقد عاشت الدكتورة «ليل» في فترة دراستها الجامعية أزمة إجهاضٍ بسبب علاقة غرامية مع زميلها الطالب اليساري الذي تخلى عنها وهاجر إلى خارج سوريا، لتجده في ما بعد مسؤولا في أحد التنظيمات الإرهابية، ثم هي تقبل الزواج بالدكتور «عادل» في إطار ترضيات اجتماعية منافقة، غير أنه يقدمها هدية لأحد أتباع النظام كيْ يمكنه من أن يشاركه إدارة مصحة خاصة، وكان لهذه الطعنة الزوجية الدور الحاسم في تعلقها بـ«فيديل عبدالله» مخرج الإعلانات الذي زار دمشق، والسفر معه إلى دبي، لتعود أخيرا إلى الشام وليس أمامها من خيار سوى أن تواجه قدرها: «راحْ ارجعْ ع الشام». ولم يخل فيديل من توترات نفسية واجتماعية، فقد عاش أزمة الاسم (سماه والده فيديل ليكون ثوريا، وسماه أخواله فضل ليكون فقيها)، وجرّب أزمة الهجرة إلى الغرب وما انجر عنها من تجارب الزواج الفاشل والتدين البارد، ووقف هناك على حقيقة أن «الطرق إلى معرفة الله محفوفة دوما بالتضليل، لا يكفي أن تصبح ملتزما بالتعاليم، بل عليك أن تبدأ الرحلة الشاقة لتجد الطريق المناسب. سماسرة الدين طولوا الطريق بنصب الشواهد المزورة التي تؤدي إلى اللامكان»، ثم هو ينجح في أن يكون مخرج إعلانات شهير، وفي خلال ذلك تدفعه وحدته إلى البحث عن الحب، والتطرف فيه، وكانت الدكتورة «ليل» حبه المولود الظاهر، وكانت دمشق حبه المنشود الخفي، بل كانت أكثر من الحب، حيث غامر بالعمل مخرجا لفيديوهات تنظيم «الدولة» ولكنه كان يوثق الجرائم التي يرتكبها هذا التنظيم في الخفاء لينشرها للعالم. وفي الشأن ذاته لا يخلو واقع المناضلة سامية والدكتور أنيس من أزمات نفسية واجتماعية، انتهت بهما معا إلى علاقة عشقية استطاعت أن تنتصر على السجن والسجان معا. ولعل في كل هذا ما يجعل قارئ رواية «بيت حدد» للسوري فادي عزام لا يملك إلا أن ينسل من واقعه ليندس في واقع مغامرتها الحكائية: يتأزم بأزماتها ويحب الحب الذي ينبت فيها، وهذا ما يمثل أجلى غايات الكتابة الإبداعية.
٭ كاتب تونسي
http://www.alquds.co.uk/?p=893935
February 3, 2018
أن تكتب عن رواية " بيت حُدد " للروائي السوري فادي عزام كأن تحاول صبّ ماء البحر في زجاجة!!
....
يعود كل من بطلي الرواية الدكتور انيس السوري البريطاني و المخرج فيديل/فضل الى سوريا بعد اغتراب طويل في بداية ٢٠١١ لسببين مختلفين .. فالاول عاد من بريطانيا من اجل صفقة بيع بيت دمشقي ورثه عن خاله فيما عاد فيديل من الامارات من اجل تصوير اعلان و هو المبدع في هذا المجال لمشفى متطور من شانه تشجيع السياحة العلاجية ..ليتورطا لاحقا في علاقتي حب ..انيس مع سامية الناشطة الحقوقية و التي تعمل من اجل منع عملية البيع وتثبيت البيت الاثري كارث سوري وتاريخي .. وفيديل مع صديقة سامية الدكتور ليل الأم لطفلين مراهقين ..
تزامن كل ذلك مع انطلاق المظاهرات وبداية الحراك الثوري السوري ليجد كل من الابطال الاربعة نفسه منغمسا في لحظة ثورية حالمة سرعان ما تحولت الى كوابيس مرعبة لنشهد تحولات درامية حادة و تطورات دامية فيقضي الدكتور انيس نحبه مدبوحا على يد داعش بينما قتل فيديل اثناء محاولته الهرب منها على الحدود التركية ..
تمتد الرواية وتستطيل لتتشابك مع الخراب الطازج للواقع السوري المتدفق مع نشرات الاخبار و الدم الحار المندلق من كاميرات الهواتف المحمولة لناشطي ثوار الرواية في محاولة لتفكيك العنف الحاصل من قبل النظام و بعض الفصائل المتشددة و تنظيم الدولة الاسلامية دون الانزلاق الى مطب تبرير الجريمة .. يقول عباس ضابط المخابرات وصديق الدكتور أنيس القديم " ...يجب إصلاح النظام من الداخل ..البلد غني وقدراته هائله وبالوقت نفسه مليان مشاكل ..على المعارضة الولاء لبشار الاسد وما يمثله حتى تستطيع ان تحدث فرقا والا تتحول الى وسيلة للضغط عليه ..النظام قاس وصارم في هذه الحالة.. المعارضة تلعب بمكونات بلد مصنوعة من البارود و النظام لايمكن ان يقامر بالشكليات .."
و في حوار آخر يقول أمير في تنظيم الدولة وهو الشيخ غسان امام المسجد اللندني صديق فيديل السابق " نحن رجال العبور الى دولة الخلافة علينا تاسيس جيل جديد يحمل روح الجهاد .. نحن جيل النكاية الذي سينهك الاعداء بقوة الترويع والصدمة.." .
وفي مكان آخر يعزو فيديل تنفيذ العمليات الانتحارية الى اسباب سوكولوجية داخلية " الحزام الناسف هو علاقة عاطفية بالذات ، انفجار داخلي في الاساس نتيجة تراكم خيبات الحياة المعاصرة.."
في إشارة الى ما اسماه إيريك هوفر ب"العقل المحبط" في كتابه المؤمن الصادق فعندما يشعر الانسان المحبط انه غير متحقق يعزو ذلك الى فساد عالمه وتلوثه و يتطلع الى التخلص من نفسه ومن عالمه بصهرها في كيان نقي جديد .. في دولة الخلافة .. إلّا ان فادي عزام وقف عند ذلك الحد واكتفى بالسخرية من فكرة التفجير من اجل الحور العين .
ومع ذلك اتقن عزام في رسم ملامح شخصياته وتأريخهم النفسي والاجتماعي لا سيما فيديل و تعقيداته وشخصيته المتشظية كتشظي الواقع المنفلت و تعقيداته ..حتى في المشهد الذي يحكي فيديل لحبيبته ليل عن لوحة النساء الصلعاوات للفنانة التشكيلية رؤيا عيسى يؤثث بذلك لخلفية فكرية لا تخفى على من يعرف كليهما فسرد حدث او وصف لوحة بطريقة معينه يدلّل على الأغلب الى خلفية فكرية او موقفا ايديولوجيا للكاتب .. وعليه تأثيث فضاء المشهد الروائي ليس حشوا ولا ترهلا زائدا كما يظن البعض ..
رواية بيت حدد مؤسسة لتكون رواية معرفية لاسيما الفصل الذي تناول جزءا من تاريخ سوريا المغيب و المقطوع - من كتب التاريخ المدرسية- بمقص الحزب القائد.. اضافة الى كونها رواية الشاهد على حدثٍ عجاجه لايزال غير منقشع ..
هي رواية الخراب الذي لايليق لها التجمل امام بشاعة الواقع وقذارته ..
اقرؤوها يا اصدقاء .. اما السوريين فلا تفعلوا ؛ فإن نجيتم من المجزرة فبالتأكيد لن تنجوا هنا !
....
يعود كل من بطلي الرواية الدكتور انيس السوري البريطاني و المخرج فيديل/فضل الى سوريا بعد اغتراب طويل في بداية ٢٠١١ لسببين مختلفين .. فالاول عاد من بريطانيا من اجل صفقة بيع بيت دمشقي ورثه عن خاله فيما عاد فيديل من الامارات من اجل تصوير اعلان و هو المبدع في هذا المجال لمشفى متطور من شانه تشجيع السياحة العلاجية ..ليتورطا لاحقا في علاقتي حب ..انيس مع سامية الناشطة الحقوقية و التي تعمل من اجل منع عملية البيع وتثبيت البيت الاثري كارث سوري وتاريخي .. وفيديل مع صديقة سامية الدكتور ليل الأم لطفلين مراهقين ..
تزامن كل ذلك مع انطلاق المظاهرات وبداية الحراك الثوري السوري ليجد كل من الابطال الاربعة نفسه منغمسا في لحظة ثورية حالمة سرعان ما تحولت الى كوابيس مرعبة لنشهد تحولات درامية حادة و تطورات دامية فيقضي الدكتور انيس نحبه مدبوحا على يد داعش بينما قتل فيديل اثناء محاولته الهرب منها على الحدود التركية ..
تمتد الرواية وتستطيل لتتشابك مع الخراب الطازج للواقع السوري المتدفق مع نشرات الاخبار و الدم الحار المندلق من كاميرات الهواتف المحمولة لناشطي ثوار الرواية في محاولة لتفكيك العنف الحاصل من قبل النظام و بعض الفصائل المتشددة و تنظيم الدولة الاسلامية دون الانزلاق الى مطب تبرير الجريمة .. يقول عباس ضابط المخابرات وصديق الدكتور أنيس القديم " ...يجب إصلاح النظام من الداخل ..البلد غني وقدراته هائله وبالوقت نفسه مليان مشاكل ..على المعارضة الولاء لبشار الاسد وما يمثله حتى تستطيع ان تحدث فرقا والا تتحول الى وسيلة للضغط عليه ..النظام قاس وصارم في هذه الحالة.. المعارضة تلعب بمكونات بلد مصنوعة من البارود و النظام لايمكن ان يقامر بالشكليات .."
و في حوار آخر يقول أمير في تنظيم الدولة وهو الشيخ غسان امام المسجد اللندني صديق فيديل السابق " نحن رجال العبور الى دولة الخلافة علينا تاسيس جيل جديد يحمل روح الجهاد .. نحن جيل النكاية الذي سينهك الاعداء بقوة الترويع والصدمة.." .
وفي مكان آخر يعزو فيديل تنفيذ العمليات الانتحارية الى اسباب سوكولوجية داخلية " الحزام الناسف هو علاقة عاطفية بالذات ، انفجار داخلي في الاساس نتيجة تراكم خيبات الحياة المعاصرة.."
في إشارة الى ما اسماه إيريك هوفر ب"العقل المحبط" في كتابه المؤمن الصادق فعندما يشعر الانسان المحبط انه غير متحقق يعزو ذلك الى فساد عالمه وتلوثه و يتطلع الى التخلص من نفسه ومن عالمه بصهرها في كيان نقي جديد .. في دولة الخلافة .. إلّا ان فادي عزام وقف عند ذلك الحد واكتفى بالسخرية من فكرة التفجير من اجل الحور العين .
ومع ذلك اتقن عزام في رسم ملامح شخصياته وتأريخهم النفسي والاجتماعي لا سيما فيديل و تعقيداته وشخصيته المتشظية كتشظي الواقع المنفلت و تعقيداته ..حتى في المشهد الذي يحكي فيديل لحبيبته ليل عن لوحة النساء الصلعاوات للفنانة التشكيلية رؤيا عيسى يؤثث بذلك لخلفية فكرية لا تخفى على من يعرف كليهما فسرد حدث او وصف لوحة بطريقة معينه يدلّل على الأغلب الى خلفية فكرية او موقفا ايديولوجيا للكاتب .. وعليه تأثيث فضاء المشهد الروائي ليس حشوا ولا ترهلا زائدا كما يظن البعض ..
رواية بيت حدد مؤسسة لتكون رواية معرفية لاسيما الفصل الذي تناول جزءا من تاريخ سوريا المغيب و المقطوع - من كتب التاريخ المدرسية- بمقص الحزب القائد.. اضافة الى كونها رواية الشاهد على حدثٍ عجاجه لايزال غير منقشع ..
هي رواية الخراب الذي لايليق لها التجمل امام بشاعة الواقع وقذارته ..
اقرؤوها يا اصدقاء .. اما السوريين فلا تفعلوا ؛ فإن نجيتم من المجزرة فبالتأكيد لن تنجوا هنا !
April 12, 2018
بيت حدد بيت اثري و تاريخي عمره مئات السنين يرثه طبيب سوري مهاجر الى لندن
البيت يساوي الملاين و الكل طامع فيه مستثمرين ورجال اعمال و تجار اثار يقاوم الطبيب بيعه ويكتشف قيمه البيت التاريخيه واسرار تتزامن عودته مع الثوره السوريه وتتوالى الاحداث \ ثاني روايه اقراها لفادي عازم ومستواها افضل
رشحت لجائزه البوكر هالسنه
البيت يساوي الملاين و الكل طامع فيه مستثمرين ورجال اعمال و تجار اثار يقاوم الطبيب بيعه ويكتشف قيمه البيت التاريخيه واسرار تتزامن عودته مع الثوره السوريه وتتوالى الاحداث \ ثاني روايه اقراها لفادي عازم ومستواها افضل
رشحت لجائزه البوكر هالسنه
March 7, 2018
بيت حدد... فقير من لم يقرأها والأفقر من قرأها ولم تترك فيه أثراً بليغاً.
روايةٌ اتسعت بيت طيات صفحاتها معاني الحب والحرب، الغربة والتهجير، الثورة والقمع، الفلسفة والدين، الحاضر والماضي وأكثر....
حين تصل واقعية الخيال حد الجنون.. تتملكك الرواية بأحداثها وشخصياتها فتشعر أنك في داخلها. تتعاطف وتبكي وتفرح وتبتسم... تسب وتلعن وتشمئز،... تتألم وتأمل...
اختلاط المشاعر يسببه اختلاط الأحداث في الرواية وتخبط شخصياها وبخاصة فضل وليل حيث أنهما يوضعان دوماً أمام اتخاذ قرارات حتمية حاسمة تعود عليهم باللعنة. أما الدكتور أنيس ذو الحظ العاثر فهو رواية بحد ذاتها، يا لهذا الكم الهائل من سوء الحظ، قد يعتبرها البعض قرارات خاطئة اتخذها أنيس بكامل قواه العقلية لكن أنيس الطبيب الماهر يرى أنه من الواجب عليه أن يتم ما بدأه، بحكم عمله كطبيب... فهو لا يستطيع أن يقوم بعملية قلب ويترك صاحبها في منتصف العملية ويغادر... هكذا كانت الأمور بالنسبة اليه عندما بدأت أحداث الثورة في سوريا وصار جزءاً منها....
هذه الرواية اختصرت الحالة السورية، ما آل إليه حال السوري اليوم من انسلاخ عن الذات وتخبط بين مجهول ومجهول، وتحول من وجود إلى عدم كل ذلك وأكثر وصفتها الرواية وصفاً تفصيلياً رائعاً...
تستحق الرواية وكاتبها كل الاحترام والتقدير
روايةٌ اتسعت بيت طيات صفحاتها معاني الحب والحرب، الغربة والتهجير، الثورة والقمع، الفلسفة والدين، الحاضر والماضي وأكثر....
حين تصل واقعية الخيال حد الجنون.. تتملكك الرواية بأحداثها وشخصياتها فتشعر أنك في داخلها. تتعاطف وتبكي وتفرح وتبتسم... تسب وتلعن وتشمئز،... تتألم وتأمل...
اختلاط المشاعر يسببه اختلاط الأحداث في الرواية وتخبط شخصياها وبخاصة فضل وليل حيث أنهما يوضعان دوماً أمام اتخاذ قرارات حتمية حاسمة تعود عليهم باللعنة. أما الدكتور أنيس ذو الحظ العاثر فهو رواية بحد ذاتها، يا لهذا الكم الهائل من سوء الحظ، قد يعتبرها البعض قرارات خاطئة اتخذها أنيس بكامل قواه العقلية لكن أنيس الطبيب الماهر يرى أنه من الواجب عليه أن يتم ما بدأه، بحكم عمله كطبيب... فهو لا يستطيع أن يقوم بعملية قلب ويترك صاحبها في منتصف العملية ويغادر... هكذا كانت الأمور بالنسبة اليه عندما بدأت أحداث الثورة في سوريا وصار جزءاً منها....
هذه الرواية اختصرت الحالة السورية، ما آل إليه حال السوري اليوم من انسلاخ عن الذات وتخبط بين مجهول ومجهول، وتحول من وجود إلى عدم كل ذلك وأكثر وصفتها الرواية وصفاً تفصيلياً رائعاً...
تستحق الرواية وكاتبها كل الاحترام والتقدير
November 15, 2017
رواية مميزة و
رائعة جدا ..
نظرته لاحداث الثورة السورية وماوراءها من مخططات غابت عن عقول ابناءنا وشبابنا ..
شخصيات الرواية وطريقة وصفهم جعلنا نتخيل بأننا نعيش معهم نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم ..
شكرا فادي عزام ..
رائعة جدا ..
نظرته لاحداث الثورة السورية وماوراءها من مخططات غابت عن عقول ابناءنا وشبابنا ..
شخصيات الرواية وطريقة وصفهم جعلنا نتخيل بأننا نعيش معهم نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم ..
شكرا فادي عزام ..
September 5, 2018
نادرا ما أكتب عن الكتب التي لا تعجبني اكتفي بمعظم الأحيان بالتقييم ومع تجربتي
الثانية مع فادي والتي لم تكن أفضل من الأولى وبعد امتناعي عن ذكر مشاعري
في سرمدة كان لابد من تسجيل رأيي هنا
ملاحظاتي وتساؤلاتي عن الرواية
هل يمكن اعتبار الرواية عن الأوضاع السياسية في سورية في السنوات الأخيرة
وهنا انوه أن سبب قراءتي للرواية هو تناولها لهذه الفترة الحساسة
نعود لسؤالي هل هي رواية عن الوطن والحرب أم رواية حب مبتذلة ؟؟
محاولة الكتابة عن الأوضاع في سورية وبقالب روائي لا ككتاب توثيقي برأيي الشخصي
لا يحتمل محاولة الإحاطة بالتفاصيل من لحظة البداية وحتى الساعة
والكاتب حاول ب 460 ص تتبع تفاصيل الثورة ,الأسباب .. البداية وقصة أطفال درعا
ظهور فصائل متعددة .. الطائفية .. السجون.. تجارة الأعضاء .. وصولا لداعش
كرواية كنت أفضل لو تم التركيز على حدث أو 2 وحتى 3
أما بهذا الشكل فالرواية اقرب لمجموعة من اللوحات الغير منتهية مجموعة وملصقة ببعضها
هناك جملة مذكورة في الرواية تصف شيخ مسجون أنه يخلط في حكاياته بين الواقع والخيال
وهذا ما شعرت به طوال قراءتي لبيت حدد. الرواية واقعية جدا كونها تتناول أحداث حقيقية
ولكن يتخللها الكثير من الخيال الغير منطقي والصدف العجيبة الغير منسجمة مع واقعية الر��اية
عند قراءتي للروايات دائما ما أهتم بالجانب النفسي للشخصيات وواحدة من أمنياتي الخيالية
أن يكون للأعمال مدقق نفسي كما المدقق اللغوي والمراجع ..الخ
بمعنى أن يقرأ العمل ويقرر هل ردود أفعال الشخصيات متناسبة مع تركيبة الشخصية
ومع الحدث والكثير من الروايات لا تقنعني أفعال شخصياتها وهنا سيطرعليي
هذا الشعور مع معظم الشخصيات
الشخصيات كلها متشابهة مع اختلافها وكأنها شخص واحد ولكن بأسماء متعددة ذكورا وإناثا
قصص الحب والتي كان لها حصة الأسد من الكتاب لم تكن مقنعة لا قصة أنيس وسامية
ولا فضل ولا ليل
الكثير من الحوارات كان فيها مبالغة بما يخص الحب .. الحوارات بالعامية مقبولة
أما خلط العامية مع الفصحى لم استسغه
كمية السباب والألفاظ والعجيبة كانت بالجملة
الجنس المقحم بين الصفحة والثانية وبين كل أبطال الرواية الرئيسية والثانوية وفي كل الأماكن
والظروف مع تفاصيل كثيرة شوهت العمل وفكرته الأساسية
نص إنها دمشق يا .. لفادي والذي انتشر بأنه لمظفر النواب ومحاولة الكاتب
توضيح الخطأ من خلال البطل فديل حركة ذكية تحسب للكاتب ولكن أيضا تحسب عليه
مع تحفظي عن ذكر السبب
في النهاية هل الرواية كانت مقنعة هل استطعت عيش الأحداث والاندماج بأجوائها أو حتى التأثر
بمقاطع السجن
هل شدتني احدى قصص الحب أو تعاطفت مع أحد أبطالها
جوابي لااااا
ومع تجاوز جرعة الصدف المكثفة في الصفحات الخمسين الأخيرة وجدتها أفضل مقاطع الرواية
الثانية مع فادي والتي لم تكن أفضل من الأولى وبعد امتناعي عن ذكر مشاعري
في سرمدة كان لابد من تسجيل رأيي هنا
ملاحظاتي وتساؤلاتي عن الرواية
هل يمكن اعتبار الرواية عن الأوضاع السياسية في سورية في السنوات الأخيرة
وهنا انوه أن سبب قراءتي للرواية هو تناولها لهذه الفترة الحساسة
نعود لسؤالي هل هي رواية عن الوطن والحرب أم رواية حب مبتذلة ؟؟
محاولة الكتابة عن الأوضاع في سورية وبقالب روائي لا ككتاب توثيقي برأيي الشخصي
لا يحتمل محاولة الإحاطة بالتفاصيل من لحظة البداية وحتى الساعة
والكاتب حاول ب 460 ص تتبع تفاصيل الثورة ,الأسباب .. البداية وقصة أطفال درعا
ظهور فصائل متعددة .. الطائفية .. السجون.. تجارة الأعضاء .. وصولا لداعش
كرواية كنت أفضل لو تم التركيز على حدث أو 2 وحتى 3
أما بهذا الشكل فالرواية اقرب لمجموعة من اللوحات الغير منتهية مجموعة وملصقة ببعضها
هناك جملة مذكورة في الرواية تصف شيخ مسجون أنه يخلط في حكاياته بين الواقع والخيال
وهذا ما شعرت به طوال قراءتي لبيت حدد. الرواية واقعية جدا كونها تتناول أحداث حقيقية
ولكن يتخللها الكثير من الخيال الغير منطقي والصدف العجيبة الغير منسجمة مع واقعية الر��اية
عند قراءتي للروايات دائما ما أهتم بالجانب النفسي للشخصيات وواحدة من أمنياتي الخيالية
أن يكون للأعمال مدقق نفسي كما المدقق اللغوي والمراجع ..الخ
بمعنى أن يقرأ العمل ويقرر هل ردود أفعال الشخصيات متناسبة مع تركيبة الشخصية
ومع الحدث والكثير من الروايات لا تقنعني أفعال شخصياتها وهنا سيطرعليي
هذا الشعور مع معظم الشخصيات
الشخصيات كلها متشابهة مع اختلافها وكأنها شخص واحد ولكن بأسماء متعددة ذكورا وإناثا
قصص الحب والتي كان لها حصة الأسد من الكتاب لم تكن مقنعة لا قصة أنيس وسامية
ولا فضل ولا ليل
الكثير من الحوارات كان فيها مبالغة بما يخص الحب .. الحوارات بالعامية مقبولة
أما خلط العامية مع الفصحى لم استسغه
كمية السباب والألفاظ والعجيبة كانت بالجملة
الجنس المقحم بين الصفحة والثانية وبين كل أبطال الرواية الرئيسية والثانوية وفي كل الأماكن
والظروف مع تفاصيل كثيرة شوهت العمل وفكرته الأساسية
نص إنها دمشق يا .. لفادي والذي انتشر بأنه لمظفر النواب ومحاولة الكاتب
توضيح الخطأ من خلال البطل فديل حركة ذكية تحسب للكاتب ولكن أيضا تحسب عليه
مع تحفظي عن ذكر السبب
في النهاية هل الرواية كانت مقنعة هل استطعت عيش الأحداث والاندماج بأجوائها أو حتى التأثر
بمقاطع السجن
هل شدتني احدى قصص الحب أو تعاطفت مع أحد أبطالها
جوابي لااااا
ومع تجاوز جرعة الصدف المكثفة في الصفحات الخمسين الأخيرة وجدتها أفضل مقاطع الرواية
February 26, 2018
بيت حدد للكاتب السوري فادي عزام على القائمة الطويلة للبوكر لهذا العام، أنهيتها ومازلت أستمع من بعدها إلى موسيقى جنائزية! أهو الحزن، المعاناة، الموت الذي لا يعني شيئًا لمن يَقتلون، اللعبة الدولية القذرة على البلد، أم كلها مجتمعة. رواية مهمة تؤرخ للثورة السورية، وبرزخ الدم الذي تلاها، وصولاً إلى داعش وما يحدث حاليًا هناك. اللغة عادية، خيال الكاتب متوحّش ولا ألومه لأنه نتاج عقود طويلة من القهر والموت وأداة لإيصال الصورة بكل جوانبها البشعة، تنوّعت جودة السرد ما بين مقاطع تحلّت بحكمة وفلسفة عالية، ومقاطع أخرى بتوثيقها الواقعي المفرط. .
اختار الكاتب سرد القصة من عدة محاور وعدد من الأبطال، كلهم يحومون بتاريخهم وحاضرهم ومشاكلهم حول بيت الإله أداد والذي اختاره الماتب ليكون رمز سوريا البلد العريق، البيت الذي تم تدميره تسع عشرة مرة على مر العصور ومازال صامدًا. أنيس الجراح الذي هتجر إلى لندن وعاد ليبيع البيت، ابنه سامي الذي انغرز في قلبه حب بلده منذ شاهد باكورة الثورة، ليل الطبيبة العاشقة التي دمرها حبها، فيديل/فضل الذي تتصارع بداخله شياطينه وملائكته، سامية الساعية وراء الحرية والعدل، وآخرون كثر يشكلون نسيج الأرض، نسيج الدم واللجوء
.
اختار الكاتب سرد القصة من عدة محاور وعدد من الأبطال، كلهم يحومون بتاريخهم وحاضرهم ومشاكلهم حول بيت الإله أداد والذي اختاره الماتب ليكون رمز سوريا البلد العريق، البيت الذي تم تدميره تسع عشرة مرة على مر العصور ومازال صامدًا. أنيس الجراح الذي هتجر إلى لندن وعاد ليبيع البيت، ابنه سامي الذي انغرز في قلبه حب بلده منذ شاهد باكورة الثورة، ليل الطبيبة العاشقة التي دمرها حبها، فيديل/فضل الذي تتصارع بداخله شياطينه وملائكته، سامية الساعية وراء الحرية والعدل، وآخرون كثر يشكلون نسيج الأرض، نسيج الدم واللجوء
.
June 2, 2025
لا أعلم إن كانت جميع الأحداث في هذه الرواية حقيقيّة أم لا، لكنّني أعلم تمامًا أنّ فادي أقنعني بغالبيّتها.
سقطات قليلة منعتني من منحها 5 نجمات. أوّلها شخصيّة الشيف ومراحل اعتقال أنيس، وثانيها بعض الفجوات في الحبكة والتقديمات غير المنطقيّة.
فيديل شخصيّتي المفضّلة وتليها ليل. هذه الرواية مضبّرة بطريقة حرفيّة ليست جديدة على فادي. سعدتُ كثيرًا بانتقاله من الدار البالية التي أصدرت له سرمدة بطريقة سيّئة من ناحية الطبع والتدقيق. وجود فادي اليوم مع نوفل والآداب مكسب له ولنا. بالعودة إلى بيت حدد، أزعجني قليلًا حجم الرواية المبالغ به رغم والحق يقال، فادي لا يتّبع أسلوب الحشو. مع هذا كانت الرواية ثقيلة الحجم. ما يشفع لها كونها ثقيلة المضمون أيضًا. صراعات وأوجاع والتباسات عديدة. لغة رنّانة وأسلوب
يشدّ المتلقّي. مناسبة لتكون مسلسلًا يؤرشف الوضع في سوريّة. أعجبتني كثيرًا
سقطات قليلة منعتني من منحها 5 نجمات. أوّلها شخصيّة الشيف ومراحل اعتقال أنيس، وثانيها بعض الفجوات في الحبكة والتقديمات غير المنطقيّة.
فيديل شخصيّتي المفضّلة وتليها ليل. هذه الرواية مضبّرة بطريقة حرفيّة ليست جديدة على فادي. سعدتُ كثيرًا بانتقاله من الدار البالية التي أصدرت له سرمدة بطريقة سيّئة من ناحية الطبع والتدقيق. وجود فادي اليوم مع نوفل والآداب مكسب له ولنا. بالعودة إلى بيت حدد، أزعجني قليلًا حجم الرواية المبالغ به رغم والحق يقال، فادي لا يتّبع أسلوب الحشو. مع هذا كانت الرواية ثقيلة الحجم. ما يشفع لها كونها ثقيلة المضمون أيضًا. صراعات وأوجاع والتباسات عديدة. لغة رنّانة وأسلوب
يشدّ المتلقّي. مناسبة لتكون مسلسلًا يؤرشف الوضع في سوريّة. أعجبتني كثيرًا
March 3, 2023
" أثناء كتابة رواية يجب على الكاتب أن يخلق أشخاصاً أحياء ، أشخاص وليس شخصيات ، فالشخصيات هي مجرد كاريكاتير "
إرنست ههمنغواي
وإذا تحقق ذلك ونجح الكاتب في كتابة شخصية حية ، فستصبح الشخصية أكثر حقيقة من الراوي نفسه..
هذا ما استطاع فادي عزام في روايته بيت حُدد أن يجسده بالشكل الأمثل ، فلقد خلق أشخاصاً أحياء ، وليش مجرد شخصيات في عالم روائي ، وهذه نقطة تُحسب له بكل تأكيد.
الكتابة القصصية نوع من التخاطر بين القارئ والشخصيات ، وأنا أعتقد بأنّه يمكن أن نذهب بها أبعد من ذلك ، لتصبح نوعاً من التقمص ، كأن تخصص جزءاً منك لمشاعر وأفكار شخص آخر ،إن الشخصية هي روحٌ هائمة ، وأنت بيتٌ مسكون على حسب وصف ستيفن كينغ.
نحن نواصل قراءة الرواية في الدرجة الأولى ، لأنّنا نريد أن نعرف ماحدث لأبطالها ، ولهذا نكتب الرواية دائماً مسكونين بهاجس المعقولية والقدرةِ على الإقناع ، إذا لم تكن الشخصية محددة ، نابضة ، حيّة ، سينهار المِعمار الروائي بِرُمته .. وهذه النقطة الثانية التي يكسبها الكاتب ، حيث استطاع شدّنا إلى النهاية لنعرف مصائر الشخصيات
الرواية كما نعلم ترتكز في جوانبها على عدة نقاط (الحبكة ،الشخصيات ، السرد ، الوصف ، المكان والزمان ، وعناصر أخرى ثانوية )
و إن كان فادي عزام استطاع كما قلت سابقا أن يجسد الشخصيات بالشكل الأمثل وكأنها خُلقت من لحمٍ ودم وليست حبراً على ورق ، فإنه فشل تماماً بالناحيةِ التي تخُص السرد الأدبي ، مبتعداً عنه ، جاعلاً النص مكاناً تتفشى فيه الشطحات والمبالغات الدرامية التي ستجد صعوبةً في هضمها لكثرتها.
النقطة الأخرى التي كانت سببا لضعف ضعفٍ النص هي تحويله التجارب الشخصية للأبطال إلى أحداث عادية تذوب ضمن إطار المجتمع ، وأخص بالذكر هنا موضوعي الجنس والخيانة الزوجية المترابطين ، وكأن بُعد الكاتب الجغرافي عن بلده أنساه ولو بشكل جزئي المجتمع السوري وعاداته
*العمل جيد ، مؤثر ، وينبئ بولادة كاتب محترف ، له أدواته وأسلوبه ، فقط يجب أن يراعي العناصر الرواية الأخرى غير الشخصيات وسيتفوق حينها على نفسه ويقدم لنا وجبة دسمةً مرة أخرى.
بالتأكيد الرواية لا تستحق جائزة البوكر عندما ترشحت إلى القائمة الطويلة ،ولكنّها على الأقل كانت تستحق التواجد في القائمة القصيرة ، وهذا ما أظن أن العديد ممّن اطلعوا على الروايات المرشحة في تلك السنة يوافقونني الرأي فيه
وهي بالتأكيد تركت في نفسي شيئاً لن أنساه خلال مدة طويلة ..!
إرنست ههمنغواي
وإذا تحقق ذلك ونجح الكاتب في كتابة شخصية حية ، فستصبح الشخصية أكثر حقيقة من الراوي نفسه..
هذا ما استطاع فادي عزام في روايته بيت حُدد أن يجسده بالشكل الأمثل ، فلقد خلق أشخاصاً أحياء ، وليش مجرد شخصيات في عالم روائي ، وهذه نقطة تُحسب له بكل تأكيد.
الكتابة القصصية نوع من التخاطر بين القارئ والشخصيات ، وأنا أعتقد بأنّه يمكن أن نذهب بها أبعد من ذلك ، لتصبح نوعاً من التقمص ، كأن تخصص جزءاً منك لمشاعر وأفكار شخص آخر ،إن الشخصية هي روحٌ هائمة ، وأنت بيتٌ مسكون على حسب وصف ستيفن كينغ.
نحن نواصل قراءة الرواية في الدرجة الأولى ، لأنّنا نريد أن نعرف ماحدث لأبطالها ، ولهذا نكتب الرواية دائماً مسكونين بهاجس المعقولية والقدرةِ على الإقناع ، إذا لم تكن الشخصية محددة ، نابضة ، حيّة ، سينهار المِعمار الروائي بِرُمته .. وهذه النقطة الثانية التي يكسبها الكاتب ، حيث استطاع شدّنا إلى النهاية لنعرف مصائر الشخصيات
الرواية كما نعلم ترتكز في جوانبها على عدة نقاط (الحبكة ،الشخصيات ، السرد ، الوصف ، المكان والزمان ، وعناصر أخرى ثانوية )
و إن كان فادي عزام استطاع كما قلت سابقا أن يجسد الشخصيات بالشكل الأمثل وكأنها خُلقت من لحمٍ ودم وليست حبراً على ورق ، فإنه فشل تماماً بالناحيةِ التي تخُص السرد الأدبي ، مبتعداً عنه ، جاعلاً النص مكاناً تتفشى فيه الشطحات والمبالغات الدرامية التي ستجد صعوبةً في هضمها لكثرتها.
النقطة الأخرى التي كانت سببا لضعف ضعفٍ النص هي تحويله التجارب الشخصية للأبطال إلى أحداث عادية تذوب ضمن إطار المجتمع ، وأخص بالذكر هنا موضوعي الجنس والخيانة الزوجية المترابطين ، وكأن بُعد الكاتب الجغرافي عن بلده أنساه ولو بشكل جزئي المجتمع السوري وعاداته
*العمل جيد ، مؤثر ، وينبئ بولادة كاتب محترف ، له أدواته وأسلوبه ، فقط يجب أن يراعي العناصر الرواية الأخرى غير الشخصيات وسيتفوق حينها على نفسه ويقدم لنا وجبة دسمةً مرة أخرى.
بالتأكيد الرواية لا تستحق جائزة البوكر عندما ترشحت إلى القائمة الطويلة ،ولكنّها على الأقل كانت تستحق التواجد في القائمة القصيرة ، وهذا ما أظن أن العديد ممّن اطلعوا على الروايات المرشحة في تلك السنة يوافقونني الرأي فيه
وهي بالتأكيد تركت في نفسي شيئاً لن أنساه خلال مدة طويلة ..!
September 6, 2018
منذ سرمدة وانا انتظر جديد فادي عزام .. ومنذ صرخته الاولى أعلن هذا المولود الجديد الجميل القوي عن احتجاز مكانه المرموق في عالم الأدب العربي ...رواية غنية مدهشة موجعة تمتصك منذ اللحظة الأولى تستأثر بحواسك وتدفعك لإلتهام السطور بدون توقف لتستنتج عند انغلاق الصفحة الأخيرة بأن حال الرواية كحال هذا البلد المنكوب لا تتوقف عن اللهاث خلف أحداثها بانتظار الفرج وتغير الاقدار وتقع كل مرة في فخ اليأس وانعدام الحيلة وضياع المستقبل
لا يمكن لقارئ بيت حدد إلا أن يلحظ كم الجهد المبذول لنسج خيوط الرواية وتضمينها هذا الكم الهائل من المعلومات التاريخية والعلمية والتوثيقية
ملاحظات صغيرة تتعلق بالإسراف باستعمال اللغة العامية بالحوارات والتوصيفات الجنسية وفقد القارئ لتركيزه احيانا في أثناء متابعة خيط الحوارات الفلسفية دون ان تنقص هذه الملاحظات الصغيرة ابدا من استحقاق الرواية المطلق للخمس نجوم
لا يمكن لقارئ بيت حدد إلا أن يلحظ كم الجهد المبذول لنسج خيوط الرواية وتضمينها هذا الكم الهائل من المعلومات التاريخية والعلمية والتوثيقية
ملاحظات صغيرة تتعلق بالإسراف باستعمال اللغة العامية بالحوارات والتوصيفات الجنسية وفقد القارئ لتركيزه احيانا في أثناء متابعة خيط الحوارات الفلسفية دون ان تنقص هذه الملاحظات الصغيرة ابدا من استحقاق الرواية المطلق للخمس نجوم
June 15, 2019
كتاب رائع. اسلوب الكاتب ممتع واللهجة المستخدمة في الحوار تشدد القارئ لقطع الصفحات و مشاركة جميع شخصيات الرواية في حياتها الشخصية.
May 17, 2018
الحبكة رائعة والرواية تشد الأعصاب وتملئ الحواس عن آخرها، الأحداث ممتعة الرسائل قالت ما اردت قوله ، التشابيه قوية، رواية من تلك الروايات التي تحبك حولك عالم متكاملا يبتلعك ... نجمة واحد منعتها اللغة، هناك مشكلة في اللغة الفصحى منها والعامية .. حاولت جاهدة فهم بعض الكلمات في خضم كلمات فصيحة جدا هناك كلمات غير مفهومة ولا أصل لها ربما تكون أخطاء طباعية لهفتي للرواية منعني من ملاحقتها اللهم الا آخر الصفحات (يبرق ويتلامع بكُورات) !! لم أشعر أن التوظيف صحيح وربما أخطأت ... اللهجة كانت تستفزني مرات عديدة فليل من عائلة دمشقية تخرج منها الكثير من الكلمات الغير دمشقية ولن ادقق في اصلها ... ربما مشكلتي مع ليل
الأهم ... شكرا فادي ولتكن روايتك بداية عصر جديد للرواية العربية
الأهم ... شكرا فادي ولتكن روايتك بداية عصر جديد للرواية العربية
June 4, 2018
عندما وصف بداية الثورة , شعرت بنفس الأدرنالين حين كنا نهتف ( حرية - حرية ) , و حين انتقل بقصة ( د. انيس ) أحد أبطال الرواية . شعرت بنفس الخوف الشجاع , عندما كنت في المعتقل .
ببساطة رواية تلمس كل ما هو قريب منك , كثائر و معتقل و مهاجر .
فهي تلمس المقاتل في داخلك.
ببساطة رواية تلمس كل ما هو قريب منك , كثائر و معتقل و مهاجر .
فهي تلمس المقاتل في داخلك.
February 5, 2018
يولد الحب من رحم الحرب
الابطال هنا اربع شخصيات هما
فيديل أو فضل
ليل
انيس
سامية
عن بيت حدد الذى وجد انيس نفسه وارث لبيت غير عادى قيمته ملايين الدولارت فى بداية 2011
ينوي الدكتور الذى يعيش فى لندن حياة مستقرة الذهاب الى دمشق موطنه الاول لينهى الاجراءات ويبيعه ويعود مرة اخرى الى حياته
ويقابل ساميه ويقع فى حبها وتخبره بمدى قيمة البيت الذى يرجع الى اكثر من 1500 عاما
فيرفض بيع الارض ويبدأ فى عمل حملة اعلانيه عن اهمية البيت ويكتشفوا قيمته واهميته ومايحويه
***فيديل وليل
أحببته فهو أكبر مثال للرجل العربى كثر النزوات ولكن هناك امرأة واحده فى قلبه
وكانت ليل بأنوثتها وقوتها لم تستطع أن تقاوم الانجذاب اليه
ألومها ولست معاها عندما فتحت الطريق للشيطان بابا بالدخول فى حياتها باسم الحب
الحب الذى يولد فى غير وقته هو نزوة وذنب عليك التكفير عنه
المرأة المتزوجه ليست حرة لتفعل ماتريد باسم الحب
***********
عن سوريا ومااصبحت عليه بعد الثورة
عن تفاصيل بلد عاشت الحرب ومازالت تقاوم
عن شعب صامد عاشق لتراب وطنه
عن الامان الذى مضى اوانه
الا تكون مع النظام فانت ضده
عن الظلم والقهر والموت والارهاب
************
الرواية بتفاصيلها مؤلمه ومفرحه وممتعه
أن تحزن على بلد كانت من أجمل البلدان العربية
تناول الكاتب احداث مختصرة عن الثوره فى سوريا
وتنظيم الخلافة الذى نصب نفسه الها يحاكم به الناس
الروايه من وجهة نظرى اكثر الروايات ترشيحا للبوكر حتى الان
#14-2018
February 14, 2021
"كل حاكم لا يحكم بالعدل سينال غضب حُدُد وصواعقه"
November 2, 2017
في قراءتي الأولى للكاتب فادي عزام، سأكتشف كم من التسجيل العاطفي العميق الداخلي للشخصيات، وتأثرها المتطرف تماما بالمحيط السياسي أول، ثم بالتفاعل مع المجتمع الجديد الذي يواجهه أبطال الرواية متاثرا بالعولمة وتصغر العوالم.
بيت حدد هي تأريخ لحدث المنطقة المهم أي الثورة السورية الجارية، هذه المحاولة تسجل أسباب نشوء الفوضى والتخبط الأجتماعي على المستوى الفردي والشعوبي، في إسقاط المشكلة على أربع شخصيات أساسية هم "فيديل أو فضل، وليل، وسامية، والدكتور انس".
هذا العمل أحسبه للكاتب كتصرف انتحاري اذا انتشر كما يجب، حتى الآن لا يحتمل مجتمعنا هذا التعري للمشاعر والأفكار التي تنتابنا جميعا.
بيت حدد هي تأريخ لحدث المنطقة المهم أي الثورة السورية الجارية، هذه المحاولة تسجل أسباب نشوء الفوضى والتخبط الأجتماعي على المستوى الفردي والشعوبي، في إسقاط المشكلة على أربع شخصيات أساسية هم "فيديل أو فضل، وليل، وسامية، والدكتور انس".
هذا العمل أحسبه للكاتب كتصرف انتحاري اذا انتشر كما يجب، حتى الآن لا يحتمل مجتمعنا هذا التعري للمشاعر والأفكار التي تنتابنا جميعا.
February 9, 2018
فادي عزام : عبقري الأدب العربي المعاصر ، نقطة انتهى .
January 26, 2018
سبق اهتمامي بقراءة هذة الرواية مقالات عدة في نشرات أدبية معروفة تشيد بالرواية وايضا حماسة من الناشر للعمل في تسويقها في المعارض قبل حتى اعلان قائمة البوكر الطويلة.
نجمة ونصف وان جبرها التقييم هنا.
اعجبني في العمل العاطفة الجياشة التي يرى من خلالها الراوي ما يحدث في وطنه والحس الصحفي التسجيلي الذي برع فيه وليته توسع فيه لانه بدا صادقا ودقيقا مثل كاميرا تصور وتشعر.
لم يعجبني في العمل...مايلي
الاسلوب الركيك الذي بدا اقرب الى الثرثرة السردية.
لم يعجبني الاتكاء في مواقع عدة على الصدف لتحريك الأحداث.
لم يعجبني اقحام الحب والشخصيات الكرتونية بدون اي مسوغات او اقناع.
التسلسل الزمني فيه هفوات استغرب تجاوزها رغم اهتمام المؤلف بتفاصيل اقل منها ،مثل سفر البطل فيديل للعمل مع داعش في ظرف ايام لتلحقه عشيقته بعدها !!!!
الحوارات ركيكة و يبدو ان المؤلف عينه على الانتاج التلفزيوني ولكن بالفعل الحوارات مفتعلة وضعيفة (لا اقصد استخدام اللهجة الدارجة او الشامية)
الشخصيات التي رسمت بوضوح ورسخت في البال كانت شخصيات ثانوية او هامشية في العمل الروائي مثل أبو حدو وأم أحمد. ومن الشخصيات الرئيسة ربما شخصية ليل بدت الاوضح وان لم تكن تحولاتها مقنعة ولا حتى انفعالاتها الشخصية!
لا مشكلة في التأثر بالأفلام الأجنبية وجرعات الحب والجنس التي قد تخدش البعض ولا حتى بالتنظير في الرواية وحتى الاهوال التي صورتها الاحداث قد يكون الواقع اشد رعبا منها ولكن الاسلوب السردي ضعيف من وجهة نظري ومتذبذب من الراوي العليم الى عرض احاسيس ومشاعر الشخصيات الى النفس الصوفي ثم التسجيلي وو!!! افسد تذبذب الاساليب استرسال الرواية!
المبالغة في العاطفة حد كتابتها لم تعط الفرصة للتماهي مع الشخصيات. لم اجد اي تعاطف مع فيديل او أنيس او حتى سامية بسبب الاصرار على تلقيم القارئ ما يجب ان يشعر به تجاههم!
لم تناسبني، ويبدو ان لقائمة البوكر معاييرها الخاصة!
بالتوفيق.
نجمة ونصف وان جبرها التقييم هنا.
اعجبني في العمل العاطفة الجياشة التي يرى من خلالها الراوي ما يحدث في وطنه والحس الصحفي التسجيلي الذي برع فيه وليته توسع فيه لانه بدا صادقا ودقيقا مثل كاميرا تصور وتشعر.
لم يعجبني في العمل...مايلي
الاسلوب الركيك الذي بدا اقرب الى الثرثرة السردية.
لم يعجبني الاتكاء في مواقع عدة على الصدف لتحريك الأحداث.
لم يعجبني اقحام الحب والشخصيات الكرتونية بدون اي مسوغات او اقناع.
التسلسل الزمني فيه هفوات استغرب تجاوزها رغم اهتمام المؤلف بتفاصيل اقل منها ،مثل سفر البطل فيديل للعمل مع داعش في ظرف ايام لتلحقه عشيقته بعدها !!!!
الحوارات ركيكة و يبدو ان المؤلف عينه على الانتاج التلفزيوني ولكن بالفعل الحوارات مفتعلة وضعيفة (لا اقصد استخدام اللهجة الدارجة او الشامية)
الشخصيات التي رسمت بوضوح ورسخت في البال كانت شخصيات ثانوية او هامشية في العمل الروائي مثل أبو حدو وأم أحمد. ومن الشخصيات الرئيسة ربما شخصية ليل بدت الاوضح وان لم تكن تحولاتها مقنعة ولا حتى انفعالاتها الشخصية!
لا مشكلة في التأثر بالأفلام الأجنبية وجرعات الحب والجنس التي قد تخدش البعض ولا حتى بالتنظير في الرواية وحتى الاهوال التي صورتها الاحداث قد يكون الواقع اشد رعبا منها ولكن الاسلوب السردي ضعيف من وجهة نظري ومتذبذب من الراوي العليم الى عرض احاسيس ومشاعر الشخصيات الى النفس الصوفي ثم التسجيلي وو!!! افسد تذبذب الاساليب استرسال الرواية!
المبالغة في العاطفة حد كتابتها لم تعط الفرصة للتماهي مع الشخصيات. لم اجد اي تعاطف مع فيديل او أنيس او حتى سامية بسبب الاصرار على تلقيم القارئ ما يجب ان يشعر به تجاههم!
لم تناسبني، ويبدو ان لقائمة البوكر معاييرها الخاصة!
بالتوفيق.
February 2, 2023
هي ملحمة نفسية و جسدية يتصارع كما يتجاور فيها الخير و الشر. تروي الاحداث المروعة التي وقعت و لازالت في سوريا. الرواية تحمل الكثير من الحشو و التجاوزات ربما للتشويق و جذب القارئ، لكنها تمدك بصفعات متتالية عن التوحش المستفحل في عصرنا الحديث. فضل/فيديل و الازدواجية بين التدين و اضطراب السادية الجنسية. ليل المرأة المتزوجة، الخائنة و الضحية في نفس الوقت. انيس الدكتور البارع المتمسك بالحياة بينما هو لا يموت فيها و لا يحيا. المدير و تبرير جريمة تجارة الاعضاء البشرية للتقدم العلمي. غسان شيخ داعش و الحقد التاريخي لإنهزام المسلم امام سطوة الغرب. بالنهاية على الرغم من وقوع تلك الحرب في سوريا، لكن ارى ان كل العالم المعاصر معني بشكل او أخر بها كأبشع و اعقد حرب عرفها القرن الواحد و عشرين ..
This entire review has been hidden because of spoilers.
August 11, 2019
واحدة من أجمل الروايات التي صدرت خلال السنوات الماضية
مشغولة بعناية، مكتوبة بعمق.
كثيفة ومخيفة
بتقديري هناك محاولة جدية لخنقها فهذا النوع من الكتابة يقلق ويتعب
الجميل فيها إنه حتى لو كنت ضد ما تقوله لا تستطيع أن تتركها حتى تفرغ منها.
إنها شهادة حية على الحرب وضد الحرب
ممتعة للغاية، لا تشعر بانقضاء الوقت وهي بين يديك
أنصح بها بشدة
مشغولة بعناية، مكتوبة بعمق.
كثيفة ومخيفة
بتقديري هناك محاولة جدية لخنقها فهذا النوع من الكتابة يقلق ويتعب
الجميل فيها إنه حتى لو كنت ضد ما تقوله لا تستطيع أن تتركها حتى تفرغ منها.
إنها شهادة حية على الحرب وضد الحرب
ممتعة للغاية، لا تشعر بانقضاء الوقت وهي بين يديك
أنصح بها بشدة
February 20, 2018
ربما هذا نهج فادي عزام في الكتابة، ان يستفتح رواياته بحجر عقد ثم يبني البناء في جهة اخرى بعيدة عنه غير ان هذا لا يمنع ان يكون البناء محكم
وجميل وقوي مليء بالتفاصيل والزخارف وان رُسمت بالدماء وسوائل الجسد الاخرى
وجميل وقوي مليء بالتفاصيل والزخارف وان رُسمت بالدماء وسوائل الجسد الاخرى
April 12, 2018
القائمة الطويلة لجائزة البوكر 1/10 : رواية بيت حدد - فادي عزام
-------------------
إنتهيت من قراءة رواية فادي عزام , بيت حدد التي ترشحت ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر و لكنها لم تستطع الوصول الى القائمة القصيرة , بداية , لا أعلم كيف رأت لجنة الحكم ان عمل ديمة ونوس يمكن أن يقدم على هذا العمل , فقد كان من الاوجب ترشيح هذا العمل عوضاً عن عمل ديمة ونوس للقائمة القصيرة , يتحدث العمل عن قصتين الاولى طبيب عاد الى سوريا لكي يبيع بيت ورثه فتتعثر خطاه مع محامية ثورية فيهيم بها و يؤخر قصة بيع المنزل ليكتشف لاحقا ان المنزل له مكانة رمزية و تاريخية كبيرة و ان من يريد شراءه هو متنفع من الازمة و له رغبة في طمس تاريخ المنزل ، فيقرر العزوف عن بيعه و من هنا تبدا مشاكله و يعلق في دوامة احداث كبيرة تقضي عليه و على هيامه ، اما الثانية فهي قصة مخرج و طبيبة تبدأ بحكم صدفة و تتناثر احداثها بين دولتين و يصارع كل منهما الاخر لكي يحتفظ على العلاقة و يتخلص منها في ذات الوقت ، فالطبيبة تلك متزوجة و المخرج ذاك يكره الالتزام ، القصة حملت الكثير من المواقف و الاحداث و حاولت ان تقدم بعض الشروحات لما يحدث في سوريا ، مع تركيز اكبر على جانب الفساد فيه قبل و بعد الحرب , ولكن لا اقصد ان هذا العمل يستحق جائزة البوكر , فهو لا يستحقها لعدة اسباب منها : اولا : فادي مازال يحتاج الى الارتقاء أكثر في مجال السرد الادبي , فعمله مازال بعيداً قليلا من وجهة نظري عن أدب الرواية . ثانياً : العمل شابه الكثير من الشطحات و المبالغات الدرامية , وهي مبالغات لا يمكن لان تهضم في عمل يفترض انه يتحدث عن احداث مدمرة في بلد الرواية , مما خلق لدى القارىء احساس بأنه و في أي لحظة يمكن ان تهبط الكائنات الفضائية او أن يكون البطل أخ البطلة بعد علاقة حب جسدية طويلة . ثالثاً : منولوج الشخصيات الداخلي كان ضعيفاً جداً , ولم يقدم ما يكفي لشرح الشخصيات وتقلباتها الفكرية . رابعا : واضح جداً ان الكاتب بعيد كل البعد عن المجتمع السوري , فهو قام بتحويل احداث فردية الى ظواهر مجتمعية متأثر بموقعه الجغرافي , وخاصة الخيانة الزوجية . خامساً : الصفحات الاخيرة من العمل و للأسف هي محض استهزاء بعقل القارىء و خاصة حوار المخرج مع قائد الجماعة الاسلامية وتبريره للحركة و تصرفاتها , كان فيه من الدراما الخيالية لا يمكن لاي قارىء ان يتقبلها او حتى يستوعب سردها لما فيها من رفع قيمة همجية تعيث فسادا في الأرض .سابعاً : كان من الواضح جداً ان الكاتب يريد حشر كل ما سمعه من اخبار في هذا العمل و لو على سبيل الذكر مما اضفى ضعفاً واضحاً جداً في النص ككل . من ناحية أخرى العمل كان فيه عدة صفحات كانت مؤثرة جداً من مثل حكاية المخرج مع المقاتل في 379 فهذه كانت من الفقرات القليلة الصادقة في هذا العمل والتي تستحق التصفيق . ختاماً يمكنني ان اقول , ان العمل جيد بصورة عامة , الا ان التقديم له و المرجو منه بعيد كل البعد عما فيه , و فادي قريب جداً من التفوق في أدب الرواية , انما عليه ان لا يجبر نفسه بأن ينساق إعلامياً وراء ما يجب كتابته , بل عليه ان يكتب ما يشعر انه يحتاج ان يكتبه , ولا ضير على الاطلاق بأن لا يكتب مطلقاً عن ما يحدث في سوريا , فهذا ليس واجبه , بل واجبه ان يحترم قراءه ويقدم لهم عمل يستحق وقتهم . تقيمي للرواية 3/5 - الرواية لا تستحق جائزة البوكر
مقتطفات من رواية بيت حدد للكاتب فادي عزام
-----------------------
الإيمان لا علاقة له بالتدين , التدين طقس و طريقة لتعرف الدرب الى الله , والإيمان هو ان تكون منحازاً الى الحق والخير , و تعيش الحياة بروح الله الجميلة
-----------
يجعل الاعتياد الناس لا ينتبهون كيف يتآكل الثابت مهما بلغ من سطوة الحضور
----------
فتكتف بي الغربة , لم استطع ان انسجم , او اتخيل انني سأعيش هنا بقية حياتي , كنت انتظر معجزة ما , شيئ�� يحدث لا خص لي به , و من بين طيات اليأس والانتظار اللذين شرنقا حياتي , لم يعد في امكاني ان أبقى حاضراً , يفقد الامل مني و يتوارى .
------------
اليوم الذي يمر بسلام وبلا ألم , وفيه بعض الفرح و المعرفة والخبرة هو يوم جيد
-----------
اليوم نحنا النظام , انا وغيري منكره العائلة الحاكمة او منحبها , هي مشاعر ساذجة ما بتعني شي , اعلن الولاء للنظام لاني اريد البلد آمنا , لا افرض عليه تغييرات من الخارج لا تفهم طبيعته ولا منظومته ,
------------
هناك نوع من الرضى الداخلي لا يمكن ان يقارن باي لذة في الحياة , حين يتآلف داخلك مع خارجك , حين تتوارى أسئلة الحياة الآنية وتستبدل بتذوق الحياة الباقية , حين تجد الاجابات الشافية للعقل المؤمن عن المساواة والعدالة والحق
------------
كل شي بملكو انو بحبك , الحب بموت بس يكون تعويض للخيبة , الهروب من المواجهة ما بيحمل كل هالعواطف ببلد كاذب , سجن كبير , الحب ما بيصير بالسجون , بس الحب بدو حرية , الحب ما بيعوض فقدان الحرية , بس الحرية ممكن تعوض فقدان الحب
------------
ما حدا درس الحب او عرفو او فهمو , وغالبا رغم انو الحب واحد من اعظم التجارب الانسانية و اغربها , فبعدو لليوم غامض السبب والنتيجة , غامض كيف بيجي , غامض كيف بيخلص , لا الاغاني بتعرف تقوله , ولا الكلمات بتعرف تحكيه , بيغرلنا عاداتنا , وحياتنا , بيعرينا من اوهامنا , وبيكسبنا تصورات عنا ما كنا منعرفها من قبل , وغالبا ما منعرف لا نحتفل فيه ولا نسميه ولا نستقبله ولا نودعه , عين المحب كليلة عن عيوب المحبوب , وباللحظة يلي بيخلص فيها الحب ما بتعرفي من وين بتطلع العيوب
------------
يتكفل إله المصادفات بفضح الحب !
------------
لا شيء يعادل حبا وسط الحرب , يطلق شراسة العاطفة , يوقف عمل المنطق , يدمر الخوف على الصورة , يفتت رأي الناس فيك , اجمل ما حدث للنفس البشرية وانفجاراتها وابداعها كان في زمن الحرب
-------------
كلما خاب عشق السيدات المتزوجات ينكصن الى اولادهن , كأنهن يتذكرنهم فجأة , رد فعل طبيعي لمقاومة تأنيب الضمير
--------------
كم نهلك في وهم العاطفة الذي يمنعنا من رؤية الكثير من جمال من نحب
-------------
يستدعي العلاج الاعتراف بالمرض والرغبة في التعافي منه , لان من كوارث الغرام ان تتعايش مع السقم وتألفه وتصبح مستمتعا به , فالرغبة في عذاب الحب تكرست عبر التاريخ من تمجيد الفراق اللذة في الهجر والامعان في الصدود , ويكفي الانصات الى الغناء العربي لنعرف تضاريس الالم العاطفي وتحول الوجدانيات الى التهابات مازوخية مزمنة
------------
نحن نستمتع حين نبدأ بالكثير من الامور والعلاقات نعطي البدايات كل ما نملك , لكننا لا نعرف كيف ننهيها , فنعلق كأننا في برزخ لا قدرة لنا على التراجع منه , او القوة والدافع لنستمر في الخوض فيه
-------------
الهروب من الحب الى الحرب يؤجج كليهما , لكنه يصنع التاريخ , التاريخ الشخصي للإنسان , بدلا من الانتظار الآمن وسط غابة الاستهلاك والكسل
-------------
-------------------
إنتهيت من قراءة رواية فادي عزام , بيت حدد التي ترشحت ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر و لكنها لم تستطع الوصول الى القائمة القصيرة , بداية , لا أعلم كيف رأت لجنة الحكم ان عمل ديمة ونوس يمكن أن يقدم على هذا العمل , فقد كان من الاوجب ترشيح هذا العمل عوضاً عن عمل ديمة ونوس للقائمة القصيرة , يتحدث العمل عن قصتين الاولى طبيب عاد الى سوريا لكي يبيع بيت ورثه فتتعثر خطاه مع محامية ثورية فيهيم بها و يؤخر قصة بيع المنزل ليكتشف لاحقا ان المنزل له مكانة رمزية و تاريخية كبيرة و ان من يريد شراءه هو متنفع من الازمة و له رغبة في طمس تاريخ المنزل ، فيقرر العزوف عن بيعه و من هنا تبدا مشاكله و يعلق في دوامة احداث كبيرة تقضي عليه و على هيامه ، اما الثانية فهي قصة مخرج و طبيبة تبدأ بحكم صدفة و تتناثر احداثها بين دولتين و يصارع كل منهما الاخر لكي يحتفظ على العلاقة و يتخلص منها في ذات الوقت ، فالطبيبة تلك متزوجة و المخرج ذاك يكره الالتزام ، القصة حملت الكثير من المواقف و الاحداث و حاولت ان تقدم بعض الشروحات لما يحدث في سوريا ، مع تركيز اكبر على جانب الفساد فيه قبل و بعد الحرب , ولكن لا اقصد ان هذا العمل يستحق جائزة البوكر , فهو لا يستحقها لعدة اسباب منها : اولا : فادي مازال يحتاج الى الارتقاء أكثر في مجال السرد الادبي , فعمله مازال بعيداً قليلا من وجهة نظري عن أدب الرواية . ثانياً : العمل شابه الكثير من الشطحات و المبالغات الدرامية , وهي مبالغات لا يمكن لان تهضم في عمل يفترض انه يتحدث عن احداث مدمرة في بلد الرواية , مما خلق لدى القارىء احساس بأنه و في أي لحظة يمكن ان تهبط الكائنات الفضائية او أن يكون البطل أخ البطلة بعد علاقة حب جسدية طويلة . ثالثاً : منولوج الشخصيات الداخلي كان ضعيفاً جداً , ولم يقدم ما يكفي لشرح الشخصيات وتقلباتها الفكرية . رابعا : واضح جداً ان الكاتب بعيد كل البعد عن المجتمع السوري , فهو قام بتحويل احداث فردية الى ظواهر مجتمعية متأثر بموقعه الجغرافي , وخاصة الخيانة الزوجية . خامساً : الصفحات الاخيرة من العمل و للأسف هي محض استهزاء بعقل القارىء و خاصة حوار المخرج مع قائد الجماعة الاسلامية وتبريره للحركة و تصرفاتها , كان فيه من الدراما الخيالية لا يمكن لاي قارىء ان يتقبلها او حتى يستوعب سردها لما فيها من رفع قيمة همجية تعيث فسادا في الأرض .سابعاً : كان من الواضح جداً ان الكاتب يريد حشر كل ما سمعه من اخبار في هذا العمل و لو على سبيل الذكر مما اضفى ضعفاً واضحاً جداً في النص ككل . من ناحية أخرى العمل كان فيه عدة صفحات كانت مؤثرة جداً من مثل حكاية المخرج مع المقاتل في 379 فهذه كانت من الفقرات القليلة الصادقة في هذا العمل والتي تستحق التصفيق . ختاماً يمكنني ان اقول , ان العمل جيد بصورة عامة , الا ان التقديم له و المرجو منه بعيد كل البعد عما فيه , و فادي قريب جداً من التفوق في أدب الرواية , انما عليه ان لا يجبر نفسه بأن ينساق إعلامياً وراء ما يجب كتابته , بل عليه ان يكتب ما يشعر انه يحتاج ان يكتبه , ولا ضير على الاطلاق بأن لا يكتب مطلقاً عن ما يحدث في سوريا , فهذا ليس واجبه , بل واجبه ان يحترم قراءه ويقدم لهم عمل يستحق وقتهم . تقيمي للرواية 3/5 - الرواية لا تستحق جائزة البوكر
مقتطفات من رواية بيت حدد للكاتب فادي عزام
-----------------------
الإيمان لا علاقة له بالتدين , التدين طقس و طريقة لتعرف الدرب الى الله , والإيمان هو ان تكون منحازاً الى الحق والخير , و تعيش الحياة بروح الله الجميلة
-----------
يجعل الاعتياد الناس لا ينتبهون كيف يتآكل الثابت مهما بلغ من سطوة الحضور
----------
فتكتف بي الغربة , لم استطع ان انسجم , او اتخيل انني سأعيش هنا بقية حياتي , كنت انتظر معجزة ما , شيئ�� يحدث لا خص لي به , و من بين طيات اليأس والانتظار اللذين شرنقا حياتي , لم يعد في امكاني ان أبقى حاضراً , يفقد الامل مني و يتوارى .
------------
اليوم الذي يمر بسلام وبلا ألم , وفيه بعض الفرح و المعرفة والخبرة هو يوم جيد
-----------
اليوم نحنا النظام , انا وغيري منكره العائلة الحاكمة او منحبها , هي مشاعر ساذجة ما بتعني شي , اعلن الولاء للنظام لاني اريد البلد آمنا , لا افرض عليه تغييرات من الخارج لا تفهم طبيعته ولا منظومته ,
------------
هناك نوع من الرضى الداخلي لا يمكن ان يقارن باي لذة في الحياة , حين يتآلف داخلك مع خارجك , حين تتوارى أسئلة الحياة الآنية وتستبدل بتذوق الحياة الباقية , حين تجد الاجابات الشافية للعقل المؤمن عن المساواة والعدالة والحق
------------
كل شي بملكو انو بحبك , الحب بموت بس يكون تعويض للخيبة , الهروب من المواجهة ما بيحمل كل هالعواطف ببلد كاذب , سجن كبير , الحب ما بيصير بالسجون , بس الحب بدو حرية , الحب ما بيعوض فقدان الحرية , بس الحرية ممكن تعوض فقدان الحب
------------
ما حدا درس الحب او عرفو او فهمو , وغالبا رغم انو الحب واحد من اعظم التجارب الانسانية و اغربها , فبعدو لليوم غامض السبب والنتيجة , غامض كيف بيجي , غامض كيف بيخلص , لا الاغاني بتعرف تقوله , ولا الكلمات بتعرف تحكيه , بيغرلنا عاداتنا , وحياتنا , بيعرينا من اوهامنا , وبيكسبنا تصورات عنا ما كنا منعرفها من قبل , وغالبا ما منعرف لا نحتفل فيه ولا نسميه ولا نستقبله ولا نودعه , عين المحب كليلة عن عيوب المحبوب , وباللحظة يلي بيخلص فيها الحب ما بتعرفي من وين بتطلع العيوب
------------
يتكفل إله المصادفات بفضح الحب !
------------
لا شيء يعادل حبا وسط الحرب , يطلق شراسة العاطفة , يوقف عمل المنطق , يدمر الخوف على الصورة , يفتت رأي الناس فيك , اجمل ما حدث للنفس البشرية وانفجاراتها وابداعها كان في زمن الحرب
-------------
كلما خاب عشق السيدات المتزوجات ينكصن الى اولادهن , كأنهن يتذكرنهم فجأة , رد فعل طبيعي لمقاومة تأنيب الضمير
--------------
كم نهلك في وهم العاطفة الذي يمنعنا من رؤية الكثير من جمال من نحب
-------------
يستدعي العلاج الاعتراف بالمرض والرغبة في التعافي منه , لان من كوارث الغرام ان تتعايش مع السقم وتألفه وتصبح مستمتعا به , فالرغبة في عذاب الحب تكرست عبر التاريخ من تمجيد الفراق اللذة في الهجر والامعان في الصدود , ويكفي الانصات الى الغناء العربي لنعرف تضاريس الالم العاطفي وتحول الوجدانيات الى التهابات مازوخية مزمنة
------------
نحن نستمتع حين نبدأ بالكثير من الامور والعلاقات نعطي البدايات كل ما نملك , لكننا لا نعرف كيف ننهيها , فنعلق كأننا في برزخ لا قدرة لنا على التراجع منه , او القوة والدافع لنستمر في الخوض فيه
-------------
الهروب من الحب الى الحرب يؤجج كليهما , لكنه يصنع التاريخ , التاريخ الشخصي للإنسان , بدلا من الانتظار الآمن وسط غابة الاستهلاك والكسل
-------------
August 12, 2018
أن تؤثر في ورايه أمر عادي فأغلب الروايات تضفي روحها علي روحي، و لكن أن تبتلعني روايه فهذا أمرا غير معتاد علي، بيت حدد لم تؤثر فقط علي روحي و لكنها أعادت ترتيب طاقتها بكم الحب و الحرب و الدم و المعاناه الذين إمتلات بهم الروايه، لم أقرأ لكتاب سوريين في حياتي ، و لكنها أظنها لن تكون الأخيره، و حقاً من أتون الحرب و الخراب قد يخرج الحب و الإبداع، فمعايشة السوريين هذه الأيام الصعبه سينسج منه أساطير، حفظ الله شعب سوريا العظيم
February 11, 2018
رواية بيت حدد رائعة من حيث الحبكة واللغة والجرأة في طرح الفكرة. هناك جرعة معرفية كبيرة وتشعر ان فادي عزام لديه معلومات وفيرة عن دبي ولندن اضافة الى دمشق.
وطبعا فضحه لما يجري في سوريا تحت قبضة ارهاب النظام
وطبعا فضحه لما يجري في سوريا تحت قبضة ارهاب النظام
March 29, 2018
رواية رائعة غير مسبوقة
March 18, 2018
ملحمة ادبية رائعة لم استطع ان اخرج من اجوائها بسهولة انصح بقرائتها .
October 26, 2022
في بيت حدد.. وطنٌ في فراش الثورة!
في روايته "بيت حدد" الصادرة عن دار الآداب عام 2017، والتي ظهرت في القائمة الطويلة للبوكر في العام التالي لصدورها، يقدم الكاتب السوري فادي عزام حكاية ملحميّة عن سِفر الوجع والشتات السوري. يطرح عزام الصورة ثم يعكسها في عيون الشخوص، ليطّلع القارئ بذلك على الحكاية ذاتها من زوايا متعددة. لا يَسقط الكاتب في فخ الانحياز فلا يشيطن هذا ولا يُجمّل ذاك، لا يعضّد نظرية ولا يقوّض فكرة، بل إنه يخلق محاصصة عادلة تقسّم أنصبة الآثام والذنوب على كل الأطياف السورية، المتقاتلة منها أو الساكنة، فالكل -إذن- شريك في ما جرى ويجري، والكل مُدان.
رواية بوليفونية أم راوٍ عليم؟
تنهض أعمدة الحكاية على أربعة شخوص رئيسة تتقاطع مساراتهم في سوريّة التي تتلمّس للتوّ بشائر مخاض ثورتها، الدكتور أنيس جراح القلب السوري الإنجليزي، فضل عبد الله (أو فيديل) المخرج السوري الإنجليزي الذي هرب من دمشق إلى لندن قبل أن يستقر في دبي منذ سنوات، الطبيبة السورية ليل، وسامية؛ الحقوقيّة والناشطة السورية المهتمة بحقوق الإنسان في أوطان لا تعترف بالإنسان.
وعلى الرغم من عنونة الفصول بأسماء الأشخاص الرئيسيين والفرعيين، فإن سطوة الراوي العليم تطغى على تقنية الكتابة، فلا يُفلت الكاتب صوتًا من بينهم سوى صوت فضل أو فيديل، إذ منحه حق اعتلاء منصة السرد في أكثر من فصل. فإذا جاورنا بين العمل الإعلامي لفضل كمخرج أفلام دعائية، وعمل المؤلف في مجال الإعلام، ربما نقطع بأن فضلاً هو بطل هذا العمل، إذ تسرّب إليّ شعورٌ أن فضل/فيديل كان هو الشخصية المفضلة للكاتب والأقرب إلى قلبه (مجرد شعور)، لا يمكنني أن أتجاهل كذلك أن بطل رواية عزام الأولى "سرمدة" كان معد أفلام وثائقيّة بدوره، لذلك لا أستبعد أنني أمام كاتب يتقمص شخوصه ويتسلل بين أوراقه متخفيًّا، ولا أتعجب أن أقرأ عن هؤلاء الشخوص كأنني أقرأ عن شخصيات حقيقيّة من لحم ودم!
في الحقيقة أعجبتني حريّة التنويع والتداخل وما تعكسه من عدم اهتمام الكاتب بوضع هيكل تقنيّ ثابت لروايته - أحب كثيرًا الروايات التي لا تقبل التقوقع بين قوسيّ التصنيف التقنيّ- نحن إذن أمام رواية متحرّرة من قيود الشكل العام، تجعل من الحرّية همّها الأول عبر وضعها في مواجهة مع الثورة أولًا، ومع القلب والاختيار الحرّ ثانيًا.
ما قبل البداية؛ لا ملائكة في مدينتنا!
كما هو الحال مع أغلب الروايات التي تتناول الحرب، يستهل القارئ قراءته بانطباعات مسبقة تتداخل فيها القراءات السابقة مع التقارير الإخبارية ومنشورات مواقع التواصل، لكنني منذ الوهلة الأولى وجدتني أمام لوحة سرديّة تتشكل معالمها وتتضح تدريجيًّا، لوحة تولد باللونين الأيض والأسود، لكن الألوان لا تلبث أن تتسرّب إليها رويدَا مع استكمال الحكايات المترامية في أزمنة وأمكنة أخرى، ما هي خيبة ليل الأولى؟ كيف عبر فضل من اليمين إلى اليسار، ومن سوريّة إلى لندن فدبي؟ كيف احتشدت نداءات البقاء في عقل أنيس؟
ألوان الحقائق تنسرب إلى "السكيتش" الأوليّ للحبكة، ثم تتماوج وتتداخل حتى تصطبغ بحمرة الدم.
الزمان هنا مفروضٌ على الراوي، كذلك لا مفر من أن تكون دمشق مسرحًا مكانيًّا للحكاية، لكن دمشق التي يُقدمها فادي عزام تبدو كمدينة شبحيّة هجرتها الملائكة، مدينة تنوء تحت أنقاض بيوت اتفق الكل على هدمها، مدينة تتنفس الوداع، وتودّع الصباحات والأماسي بوجه يائس لم يعد يميّز بين وجوه القتلى ووجوه القتلة. ولكي يسود الرماديّ هواء في دمشق بما يكفي لحجب شموس الكون كلها، يخلق الكاتب شخوصًا ليست من المثالية في شيء، هذه حكاية اختارت ضحاياها وجلاديهم، ومن ثم مساراتهم بعناية فائقة، فلا مُنقذ هنا ولا مَنفذ يصوّب أمل القارئ نحو بطل طال انتظاره، الكل متأرجح بين الخير والشر، بين الفضيلة والرذيلة، بين الانتماء الشامل للوطن والانتماء الفردي للأنا العُليا. نحن إذن أمام رواية تصوّر البشر كما هم في واقع الأمر؛ أنصاف ملائكة وأنصاف شياطين، فإن كنت – عزيزي القارئ – تؤمن بحقيقتنا هذه، ومفادها أن الأوطان المهدّمة لم يمسسها معول إلا وقد حمله أحد أبنائها أول مرة، فأهلا بك في عالم "بيت حدد"، وفي دمشق فادي عزام؛ تلك الأم الثكلى التي تأبى أن تتشح بالسواد، ولا تُغادرك قبل أن تهبك نظرة شاردة تشي بأن طائر الفينيق لم يزل يتخفّى وراء أنقاضها، وأنها ستنهض من رمادها وتبعث من جديد، سيذرف الطائر الأسطوري دمعته فتندمل جراحه ويحلق في سماء تستعيد زرقتها، ولو بعد حين.
في بيت حدد؛ رمزية المكان وإرث الزمان...
يصل دكتور أنيس من لندن إلى دمشق في مهمة واضحة تتلخص في بيع بيت حدد بصفته الوريث الوحيد لهذا المنزل الأثري المعروف، وفي ذات التوقيت يصل فضل أو فيديل (كما أسماه أبوه تيمُّنًا بكاسترو) إلى دمشق ليصور إعلانًا ترويجيًّا لمستشفى استثماري مملوك لأباطرة النظام. لا يعرف الطبيب السوري الذي بات إنجليزيًّا قيمة البيت التاريخية والأثرية ويسعى فقط إلى تقاضي الثمن المناسب، لكن الحقوقيّة سامية تعرف تاريخ بيوتات الشام جيدًا، وتستميت لإقناع أنيس بوقف معاملة البيع. في ذات التوقيت تتقاطع طريقا المخرج فيديل مع الدكتورة ليل، وهي طبيبة متزوجة ولديها ولدين، وتعيش حياة -كانت تعتقد أنها - مستقرة مع زوج رزين اختارته لها أسرة أرستقراطية محسوبة على النظام العلويّ، بعدما خاضت تجربة خاصة خرجت منها بخسارة فادحة.
سوريّة هي بيت حُدد، بمخطوطاته وسراديبه وأبوابه السرية التي لم تزل حافظة للتاريخ، حاضن التاريخ السوريّ وبوصلة الأجيال القادمة ومؤشرها ��جاه الهوية، لكن حال البيت كقدر الوطن؛ محاط بمطامع ورغبات تضعه بين مطرقة النظام وزبانيته، ورغبة المواطنين مترنحي الهوية في التخلص منه مقابل مكاسب مادية آنية، وكما كان كل درب معبّد للثورة، كان كل شخص مهيئ للخيانة، أو على أقل تقدير؛ التنازل الصامت.
ثورات موازية في قلوب الحائرين...
الركيزة الأهم هنا في هذا المعمار الروائي الشاهق، هي قدرة الكاتب على نزع فتيل الأزمات من صدور الشخوص بحنكة وأناة في توقيت مفصلي، ثم خلقه لثنائية متقنة بين الحب والحرب، عاملاّ بالاستهلال الذي أورده في صدر روايته للشاعر أوفيد "الحب ضرب من الحرب".
في إثر ذلك ينحرف المسا�� تدريجيًّا، وتتراجع الكاميرا في يد الكاتب لتمنحنا مساحة أوسع من الرؤية، فالأزمة ليست أزمة -فقط- بيع بيت حدد، والثورة لا يمكن أن تتراجع عند خيار الحب، هكذا يستعيد الطبيب (السوري فقط الآن) شعوره بالانتماء إلى المكان، ومسؤوليته تجاه الحفاظ على الإرث التاريخي الهائل في سراديب بيت حدد، الأمر الذي يفرض عليه الدخول في مواجهة مباشرة – يعرف أنها ليست متكافئة – مع زبانية السلطة وأزلامها الطائشة. كان بيت حدد هو المعادل الرمزي لسوريّة، كما كان في تنازل د. أنيس عنه تنازلان وخيانتان؛ تنازل عن الوطن، وتنازل عن الحبيبة، خيانة للثورة، وخيانة للذات.
الثورة هنا -إذن- تنطوي على صراع ضدّي صريح (أو طِباق بلغة أهل اللغة) بين الوطنية والخيانة، الثورة والاستسلام، الفوز والانكسار، العشق والتخلي.
روبما كان كل شيء ليسير في مجراه الطبيعي لولا الثورات التي دبّت في القلوب قبل أن تشتعل في الميادين، فها هو الدكتور أنيس يثور على صمتٍ طال في أعقاب خيانة مُعترفٌ بها قامت بها زوجته الإنجليزية منذ سنوات، فيمنح قلبه حرّية الحب من جديد بعدما أسرته حياة أخرى تنضح من كلمات وعروق سامية، والدكتورة ليل تثور على رتابة حاضرها لتثأر من حبيبٍ هجرها تاركًا لها واقعًا لم تختره. توازيًا مع هذه الثورات الداخلية تتمخض سوريّة لتلفظ ثورة حقيقيّة في شوارعها، ثورة بدت كأنها تحبو رضيعة في مهدها، لكنها سرعان ما نمت وتضخمت، تمامًا كما تأججت الثورات في قلوب أبطال الحكاية.
أما ثورة فضل عبد الله، أو فيديل عبد الله، فلم تكن إلا على نفسه المنقسمة بين نقيضين على الصعيد الأيدولوجيّ، وبالتالي بين ضدّين على صعيد مساحة الحرية التي يقررها المرء لنفسه، هكذا ولدت داخله الثورة، ثورة فضل الذي رباه أخواله -بينما كان الأب معتقلاً - على نهج السلف الصالح ليشبّ متزمتًا منغلقًا، ضد فيديل الذي سماه أبوه الشيوعي بهذا الاسم تأثرًا بالزعيم الكوبي فيديل كاسترو وأراد لولده أن يحذو حذوه ويسير وراءه على درب الحرية. ثورة فيديل على تبعيّته للشيخ غسان في لندن، وثورة فضل على فيديل الذي قبل بالزواج من إنجليزيّة في عمر أمه، ثم ثورة فضل الأخيرة على فيديل، التي يرسله في إثرها من نعيمٍ مستديمٍ إلى جحيم مستعر.
تفاقُم الأزمات...
بالتزامن مع اشتعال الأوضاع في سوريّة الثورة، وتفاقم القمع والعنف وانفجار ينابيع الدم، تتأجج الأزمات في صدور الشخوص، يقرر أنيس المواجهة ويتحمل تبعيّات القرار، تتبع ليل نداء الهوى والرغبة فتذهب في علاقتها مع فيديل إلى أبعد مدى، يتأجّج الصراع في صدر فضل وفيديل، وتظل سامية وفيّة لثورتها المزدوجة؛ تمسّكها بعلاقتها مع أنيس وما قد ينتج عنها ويمسّها كأم، وكامرأة مطلقة، والثورة على النظام السوريّ التي تؤمن بها حتى النخاع. يلقي فادي عزام بشخوصه في أتون الصراع الشخصي، والصراع العام في ذات الوقت، وتتشعب المسارات التي تأتي كنتيجة طبيعية لخيارات الشخوص ومعطيات الظرف الراهن، فتتجلى حالة الفصام في العقول، إذ تتأرجح شخوص هذه الرواية طوال الوقت على الحافة، يمشون فوق حبل مشدود بين الخير والشر، بين القوّة وهشاشة الضعف، بين الوطنيّة والخيانة، بين الحرب والسلام الداخليين. ولعل هذه النقطة تعد من أهم عناصر القوة في هذا النص الملحميّ.
وضع فادي عزام شخوصه في متاهة مظلمة، منح كل منهم تاريخًا ومبررات كافية للثورة، وثّق التطوّر السياسيّ والمسار التاريخيّ السوريّ في ومضات تتفاوت شدّتها في ما وراء السطور، ثم رسم لكل شخصٍ مساره بين أطلال المدينة، قبل أن يشرع في حرق الأشرعة وسد منافذ الهرب، ليكون الهروب من الحرب إلى الحب متبوعًا بهروب مضاد من الحب إلى الحرب. هكذا تتحقق العبارة الاستهلالية كأفضل ما يكون.
يتجلّى سحر الكتابة وتعلن براعة الكاتب عن نفسها عندما تنتقل كاميرا فادي عزام بين مسالخ النظام الثوري ومجازر داعش التتريّة النزعة، عارضة مشاهدًا وثائقية بالصوت والصورة للجثث والأشلاء وعمليات الإعدام ذات الإخراج الهوليوودي، في ذات الوقت الذي يظل فيه القارئ قابضًا على خيط الهوى الموصول بين ليل وفضل، والآخر المبتور بسيف الحرب بين أنيس وسامية!
أعتقد أنني تعرضت للتوّ لتجربة hypnotization قلما نجح كاتب في إخضاعي لها!
بطولة في الهامش...
بينما يبدو لقارئ هذه الكلمات أن روايتنا هذه تتمحور حول أربعة شخوص، وهو أمر صحيح في ظاهره، إلا أن الحكاية تضم شخوصًا آخرين خصصت لهم مساحات أقل، لكن أثرهم كان على ذات القدر من أهمية الأبطال، وأعني هنا شخصية الدكتور عادل زوج ليل، وشخصية عيسى زميل دراسة الدكتور أنيس الذي عبره الزمن وظل ثابتًا في محلّه، وشخصية الشيف، وشهود الحرب بطبيعة الحال.
برع فادي عزام في توظيف هذه الشخوص التي لا يمكن أن أصفها بالثانوية، فجاء كل منهم ليعكس أحد وجوه المعضلة السوريّة، بل الإنسانية بالأحرى. لا أرغب في كشف تفاصيل الحكاية وتطورات الحبكة كي لا أفسد متعة القراءة على من لم يقرأ الرواية، لكن يمكنني القول إن حضور هذه الشخصيات (أو معظمها) قدم تجسيدًا متقنًا لخيانة الإنسان لذاته، وكيف يمكن لكل منا أن يقدم مبادئ مثل الشرف والأمانة والإيمان قرابينًا على مذابح القوة والسلطة والثأر.
نقطة الذروة... نقطة الوجع...
مع علو مدّ الثورة، وكما تتناثر الشظايا، يتناثر السوريون في منافيهم المختارة وملاجئهم القسرية. يعود فيديل إلى دبي، تنهار حياة ليل مع عادل، يتورط أنيس وولده سامي (الذي جاء إلى دمشق بحثًا عن هوية لم تزل نابضة في عروقه) وسامية في الثورة السورية، بيد أن أنيس يفضل أن يبعد سامي خارج سوريّة عندما يدرك أن شلال الدم لن يتوقف قريبًا.
بعد ذلك تبدأ لعبة الراوي في خلق حالة من تقاطع الخيارات والمسارات، ويقدم ثنائية العودة والرحيل كمرادف لثنائية الحياة والموت، ويميط اللثام عن وجوه الموتى، ليستنطق القتلى والشهود على حد سواء، يسرّب إلى حكايته مصادفات دراميّة ربما كنت لأرفضها في أي نص آخر، لكنها تتضاءل أمام دراما الواقع التي هي أشد قسوة وأكثر قدرة على إثارة الدهشة، تتوارى الدراما السورية هنا أمام دراما الواقع السوري، ويعلو صوت الألم وضجيج الهاون وبراميل البارود ليطمس دعوات المصلين وهمسات الساجدين، تنغلق سماء دمشق حابسة قهر الموجوعين وصرخات الثكالى، وتنشق أرضها مرحبة بأفواج الشهداء صارخة "هل من مزيد؟"
هكذا يبلغ كل شخص نقطة ذروته الخاصة، ويتخذ كل منهم القرار الأنسب لما استقر في يقينه، الهروب والعودة والغرق والحرية والأسر والموت والحياة، كلها مصائر يختارها كل شخص طواعية في نهاية المطاف، يقررون امتلاك مصائرهم لأول مرة، ويمارسون حريتهم كغريق يستمسك بآخر شهيق قبل الغرق المحتوم، فهل تكتفي الحرب بما اجتثته من حيوات وآمال وسنوات من عمركِ يا دمشق؟ أم أن تُجار الحرب، في الداخل والخارج، لم يعرفوا الشبع حتى اليوم؟
ملاحظة: المشاهد الحميمية في هذا النص، سواء في شقها الشاعري أو في الشق العنيف -وربما- المازوشي منها، جاءت كأنها تضع سورية الوطن في فراش الثورة، كفريسة في متناول المتصارعين من كل الفصائل والأطياف، في النهاية؛ لا يتراجع فصيل واحد أمام غواية السلطة المتمثلة في نهش جسدها.
ختام...
لكم كنت أود أن أسرد التفاصيل الخاصة بمسارات الشخوص وخياراتهم وحتى نهاياتهم، وأن أتناول مشاهد بعينها استوقفتني ولم تغادرني، كمشهد موت والد فضل، والفصل المعنون بالحلاج مثلا، وبعض الشهادات، ومحاورات الشيف مع أنيس، لكنني كنت لأفسد بذلك –ما لم أكن قد أفسدته بالفعل- متعة القراءة لدى الكثيرين.
كان اختيار الراوي العليم مناسبًا لتوحيد اللغة البلاغيّة المستخدمة، حتى المقاطع الواردة على لسان فيديل جاءت على ذات المستوى من البلاغة/ وكان لهذا ما يبرره، كذلك فإن الحوار باللهجة السورية كان على ذات القدر من بلاغة المعنى وقوة الأثر. الشحنة العاطفية والحمولة الشعورية لا يمكن إلا أن تترك لدى القارئ علامة ما، المزج بين صدق التوثيق والخيال المضفور بالواقع جعل من هذا النص علامة مميزة سيعود إلى أوراقه كل من يرغب في مطالعة وثيقة سرديّة تسجل بداية الحرب السورية، ومصائر السوريين.
لا يمكن أن أختتم قراءتي هذه من دون أن أشيد بلغة الكاتب وبراعته في المقاطع الحوارية العامية والفصحى. اللغة هنا شعرية غنية بالزخارف اللغوية من بلاغة وجناس وطباق ومقاربة ونثر، لغة شديدة الثراء لا يمتلك ناصيتها إلا قلة من الكتاب المعاصرين، لهذا تضاعفت سعادتي إذ فزت بالتعرف إلى كاتب سأتابعه عن كثب فيما بعد.
باختصار، عمل ملحمي فريد مكتمل العناصر، مجهد، لا شك أن الكاتب قد عرض شخوصه المكتوبة على طبيب نفسي قبل إطلاقهم في فضاء حكايته، نص فارق، أمين في عرض مأساته، صادق في سوداويته، بارع في تضمينه لعنصر التوثيق التاريخيّ والسياسيّ في صلب الحكاية رغم ثقل الحمولتين، محايد بين شخوصه، هذه كتابة وطنيّة لا تنحاز إلا إلى سوريّة، قاسية عندما تدس قلمها في جرح مفتوح، لكنها لا تئد الألم إذ تسلم أوراقها لجيل جديد يتحسس ملامح هويته، ويعيد اكتشاف معنى الوطن...
فها هو سامي، يكلّف نفسه بحفظ أمانة الوطن/البيت، عبر تدوين وتدويل حكاية؛ حكاية بيت حُدد.
ربما لا أعرف كيف توقف هذا النص عند حدود القائمة الطويلة للبوكر، لكنني أعرف أنه سيعيش طويلاً....
اللي يعرف فادي عزام يوصله سلامي 🌹
شكرًا أ. فادي
https://mohamedsamirnada.wordpress.co...
#محمد_سمير_ندا
في روايته "بيت حدد" الصادرة عن دار الآداب عام 2017، والتي ظهرت في القائمة الطويلة للبوكر في العام التالي لصدورها، يقدم الكاتب السوري فادي عزام حكاية ملحميّة عن سِفر الوجع والشتات السوري. يطرح عزام الصورة ثم يعكسها في عيون الشخوص، ليطّلع القارئ بذلك على الحكاية ذاتها من زوايا متعددة. لا يَسقط الكاتب في فخ الانحياز فلا يشيطن هذا ولا يُجمّل ذاك، لا يعضّد نظرية ولا يقوّض فكرة، بل إنه يخلق محاصصة عادلة تقسّم أنصبة الآثام والذنوب على كل الأطياف السورية، المتقاتلة منها أو الساكنة، فالكل -إذن- شريك في ما جرى ويجري، والكل مُدان.
رواية بوليفونية أم راوٍ عليم؟
تنهض أعمدة الحكاية على أربعة شخوص رئيسة تتقاطع مساراتهم في سوريّة التي تتلمّس للتوّ بشائر مخاض ثورتها، الدكتور أنيس جراح القلب السوري الإنجليزي، فضل عبد الله (أو فيديل) المخرج السوري الإنجليزي الذي هرب من دمشق إلى لندن قبل أن يستقر في دبي منذ سنوات، الطبيبة السورية ليل، وسامية؛ الحقوقيّة والناشطة السورية المهتمة بحقوق الإنسان في أوطان لا تعترف بالإنسان.
وعلى الرغم من عنونة الفصول بأسماء الأشخاص الرئيسيين والفرعيين، فإن سطوة الراوي العليم تطغى على تقنية الكتابة، فلا يُفلت الكاتب صوتًا من بينهم سوى صوت فضل أو فيديل، إذ منحه حق اعتلاء منصة السرد في أكثر من فصل. فإذا جاورنا بين العمل الإعلامي لفضل كمخرج أفلام دعائية، وعمل المؤلف في مجال الإعلام، ربما نقطع بأن فضلاً هو بطل هذا العمل، إذ تسرّب إليّ شعورٌ أن فضل/فيديل كان هو الشخصية المفضلة للكاتب والأقرب إلى قلبه (مجرد شعور)، لا يمكنني أن أتجاهل كذلك أن بطل رواية عزام الأولى "سرمدة" كان معد أفلام وثائقيّة بدوره، لذلك لا أستبعد أنني أمام كاتب يتقمص شخوصه ويتسلل بين أوراقه متخفيًّا، ولا أتعجب أن أقرأ عن هؤلاء الشخوص كأنني أقرأ عن شخصيات حقيقيّة من لحم ودم!
في الحقيقة أعجبتني حريّة التنويع والتداخل وما تعكسه من عدم اهتمام الكاتب بوضع هيكل تقنيّ ثابت لروايته - أحب كثيرًا الروايات التي لا تقبل التقوقع بين قوسيّ التصنيف التقنيّ- نحن إذن أمام رواية متحرّرة من قيود الشكل العام، تجعل من الحرّية همّها الأول عبر وضعها في مواجهة مع الثورة أولًا، ومع القلب والاختيار الحرّ ثانيًا.
ما قبل البداية؛ لا ملائكة في مدينتنا!
كما هو الحال مع أغلب الروايات التي تتناول الحرب، يستهل القارئ قراءته بانطباعات مسبقة تتداخل فيها القراءات السابقة مع التقارير الإخبارية ومنشورات مواقع التواصل، لكنني منذ الوهلة الأولى وجدتني أمام لوحة سرديّة تتشكل معالمها وتتضح تدريجيًّا، لوحة تولد باللونين الأيض والأسود، لكن الألوان لا تلبث أن تتسرّب إليها رويدَا مع استكمال الحكايات المترامية في أزمنة وأمكنة أخرى، ما هي خيبة ليل الأولى؟ كيف عبر فضل من اليمين إلى اليسار، ومن سوريّة إلى لندن فدبي؟ كيف احتشدت نداءات البقاء في عقل أنيس؟
ألوان الحقائق تنسرب إلى "السكيتش" الأوليّ للحبكة، ثم تتماوج وتتداخل حتى تصطبغ بحمرة الدم.
الزمان هنا مفروضٌ على الراوي، كذلك لا مفر من أن تكون دمشق مسرحًا مكانيًّا للحكاية، لكن دمشق التي يُقدمها فادي عزام تبدو كمدينة شبحيّة هجرتها الملائكة، مدينة تنوء تحت أنقاض بيوت اتفق الكل على هدمها، مدينة تتنفس الوداع، وتودّع الصباحات والأماسي بوجه يائس لم يعد يميّز بين وجوه القتلى ووجوه القتلة. ولكي يسود الرماديّ هواء في دمشق بما يكفي لحجب شموس الكون كلها، يخلق الكاتب شخوصًا ليست من المثالية في شيء، هذه حكاية اختارت ضحاياها وجلاديهم، ومن ثم مساراتهم بعناية فائقة، فلا مُنقذ هنا ولا مَنفذ يصوّب أمل القارئ نحو بطل طال انتظاره، الكل متأرجح بين الخير والشر، بين الفضيلة والرذيلة، بين الانتماء الشامل للوطن والانتماء الفردي للأنا العُليا. نحن إذن أمام رواية تصوّر البشر كما هم في واقع الأمر؛ أنصاف ملائكة وأنصاف شياطين، فإن كنت – عزيزي القارئ – تؤمن بحقيقتنا هذه، ومفادها أن الأوطان المهدّمة لم يمسسها معول إلا وقد حمله أحد أبنائها أول مرة، فأهلا بك في عالم "بيت حدد"، وفي دمشق فادي عزام؛ تلك الأم الثكلى التي تأبى أن تتشح بالسواد، ولا تُغادرك قبل أن تهبك نظرة شاردة تشي بأن طائر الفينيق لم يزل يتخفّى وراء أنقاضها، وأنها ستنهض من رمادها وتبعث من جديد، سيذرف الطائر الأسطوري دمعته فتندمل جراحه ويحلق في سماء تستعيد زرقتها، ولو بعد حين.
في بيت حدد؛ رمزية المكان وإرث الزمان...
يصل دكتور أنيس من لندن إلى دمشق في مهمة واضحة تتلخص في بيع بيت حدد بصفته الوريث الوحيد لهذا المنزل الأثري المعروف، وفي ذات التوقيت يصل فضل أو فيديل (كما أسماه أبوه تيمُّنًا بكاسترو) إلى دمشق ليصور إعلانًا ترويجيًّا لمستشفى استثماري مملوك لأباطرة النظام. لا يعرف الطبيب السوري الذي بات إنجليزيًّا قيمة البيت التاريخية والأثرية ويسعى فقط إلى تقاضي الثمن المناسب، لكن الحقوقيّة سامية تعرف تاريخ بيوتات الشام جيدًا، وتستميت لإقناع أنيس بوقف معاملة البيع. في ذات التوقيت تتقاطع طريقا المخرج فيديل مع الدكتورة ليل، وهي طبيبة متزوجة ولديها ولدين، وتعيش حياة -كانت تعتقد أنها - مستقرة مع زوج رزين اختارته لها أسرة أرستقراطية محسوبة على النظام العلويّ، بعدما خاضت تجربة خاصة خرجت منها بخسارة فادحة.
سوريّة هي بيت حُدد، بمخطوطاته وسراديبه وأبوابه السرية التي لم تزل حافظة للتاريخ، حاضن التاريخ السوريّ وبوصلة الأجيال القادمة ومؤشرها ��جاه الهوية، لكن حال البيت كقدر الوطن؛ محاط بمطامع ورغبات تضعه بين مطرقة النظام وزبانيته، ورغبة المواطنين مترنحي الهوية في التخلص منه مقابل مكاسب مادية آنية، وكما كان كل درب معبّد للثورة، كان كل شخص مهيئ للخيانة، أو على أقل تقدير؛ التنازل الصامت.
ثورات موازية في قلوب الحائرين...
الركيزة الأهم هنا في هذا المعمار الروائي الشاهق، هي قدرة الكاتب على نزع فتيل الأزمات من صدور الشخوص بحنكة وأناة في توقيت مفصلي، ثم خلقه لثنائية متقنة بين الحب والحرب، عاملاّ بالاستهلال الذي أورده في صدر روايته للشاعر أوفيد "الحب ضرب من الحرب".
في إثر ذلك ينحرف المسا�� تدريجيًّا، وتتراجع الكاميرا في يد الكاتب لتمنحنا مساحة أوسع من الرؤية، فالأزمة ليست أزمة -فقط- بيع بيت حدد، والثورة لا يمكن أن تتراجع عند خيار الحب، هكذا يستعيد الطبيب (السوري فقط الآن) شعوره بالانتماء إلى المكان، ومسؤوليته تجاه الحفاظ على الإرث التاريخي الهائل في سراديب بيت حدد، الأمر الذي يفرض عليه الدخول في مواجهة مباشرة – يعرف أنها ليست متكافئة – مع زبانية السلطة وأزلامها الطائشة. كان بيت حدد هو المعادل الرمزي لسوريّة، كما كان في تنازل د. أنيس عنه تنازلان وخيانتان؛ تنازل عن الوطن، وتنازل عن الحبيبة، خيانة للثورة، وخيانة للذات.
الثورة هنا -إذن- تنطوي على صراع ضدّي صريح (أو طِباق بلغة أهل اللغة) بين الوطنية والخيانة، الثورة والاستسلام، الفوز والانكسار، العشق والتخلي.
روبما كان كل شيء ليسير في مجراه الطبيعي لولا الثورات التي دبّت في القلوب قبل أن تشتعل في الميادين، فها هو الدكتور أنيس يثور على صمتٍ طال في أعقاب خيانة مُعترفٌ بها قامت بها زوجته الإنجليزية منذ سنوات، فيمنح قلبه حرّية الحب من جديد بعدما أسرته حياة أخرى تنضح من كلمات وعروق سامية، والدكتورة ليل تثور على رتابة حاضرها لتثأر من حبيبٍ هجرها تاركًا لها واقعًا لم تختره. توازيًا مع هذه الثورات الداخلية تتمخض سوريّة لتلفظ ثورة حقيقيّة في شوارعها، ثورة بدت كأنها تحبو رضيعة في مهدها، لكنها سرعان ما نمت وتضخمت، تمامًا كما تأججت الثورات في قلوب أبطال الحكاية.
أما ثورة فضل عبد الله، أو فيديل عبد الله، فلم تكن إلا على نفسه المنقسمة بين نقيضين على الصعيد الأيدولوجيّ، وبالتالي بين ضدّين على صعيد مساحة الحرية التي يقررها المرء لنفسه، هكذا ولدت داخله الثورة، ثورة فضل الذي رباه أخواله -بينما كان الأب معتقلاً - على نهج السلف الصالح ليشبّ متزمتًا منغلقًا، ضد فيديل الذي سماه أبوه الشيوعي بهذا الاسم تأثرًا بالزعيم الكوبي فيديل كاسترو وأراد لولده أن يحذو حذوه ويسير وراءه على درب الحرية. ثورة فيديل على تبعيّته للشيخ غسان في لندن، وثورة فضل على فيديل الذي قبل بالزواج من إنجليزيّة في عمر أمه، ثم ثورة فضل الأخيرة على فيديل، التي يرسله في إثرها من نعيمٍ مستديمٍ إلى جحيم مستعر.
تفاقُم الأزمات...
بالتزامن مع اشتعال الأوضاع في سوريّة الثورة، وتفاقم القمع والعنف وانفجار ينابيع الدم، تتأجج الأزمات في صدور الشخوص، يقرر أنيس المواجهة ويتحمل تبعيّات القرار، تتبع ليل نداء الهوى والرغبة فتذهب في علاقتها مع فيديل إلى أبعد مدى، يتأجّج الصراع في صدر فضل وفيديل، وتظل سامية وفيّة لثورتها المزدوجة؛ تمسّكها بعلاقتها مع أنيس وما قد ينتج عنها ويمسّها كأم، وكامرأة مطلقة، والثورة على النظام السوريّ التي تؤمن بها حتى النخاع. يلقي فادي عزام بشخوصه في أتون الصراع الشخصي، والصراع العام في ذات الوقت، وتتشعب المسارات التي تأتي كنتيجة طبيعية لخيارات الشخوص ومعطيات الظرف الراهن، فتتجلى حالة الفصام في العقول، إذ تتأرجح شخوص هذه الرواية طوال الوقت على الحافة، يمشون فوق حبل مشدود بين الخير والشر، بين القوّة وهشاشة الضعف، بين الوطنيّة والخيانة، بين الحرب والسلام الداخليين. ولعل هذه النقطة تعد من أهم عناصر القوة في هذا النص الملحميّ.
وضع فادي عزام شخوصه في متاهة مظلمة، منح كل منهم تاريخًا ومبررات كافية للثورة، وثّق التطوّر السياسيّ والمسار التاريخيّ السوريّ في ومضات تتفاوت شدّتها في ما وراء السطور، ثم رسم لكل شخصٍ مساره بين أطلال المدينة، قبل أن يشرع في حرق الأشرعة وسد منافذ الهرب، ليكون الهروب من الحرب إلى الحب متبوعًا بهروب مضاد من الحب إلى الحرب. هكذا تتحقق العبارة الاستهلالية كأفضل ما يكون.
يتجلّى سحر الكتابة وتعلن براعة الكاتب عن نفسها عندما تنتقل كاميرا فادي عزام بين مسالخ النظام الثوري ومجازر داعش التتريّة النزعة، عارضة مشاهدًا وثائقية بالصوت والصورة للجثث والأشلاء وعمليات الإعدام ذات الإخراج الهوليوودي، في ذات الوقت الذي يظل فيه القارئ قابضًا على خيط الهوى الموصول بين ليل وفضل، والآخر المبتور بسيف الحرب بين أنيس وسامية!
أعتقد أنني تعرضت للتوّ لتجربة hypnotization قلما نجح كاتب في إخضاعي لها!
بطولة في الهامش...
بينما يبدو لقارئ هذه الكلمات أن روايتنا هذه تتمحور حول أربعة شخوص، وهو أمر صحيح في ظاهره، إلا أن الحكاية تضم شخوصًا آخرين خصصت لهم مساحات أقل، لكن أثرهم كان على ذات القدر من أهمية الأبطال، وأعني هنا شخصية الدكتور عادل زوج ليل، وشخصية عيسى زميل دراسة الدكتور أنيس الذي عبره الزمن وظل ثابتًا في محلّه، وشخصية الشيف، وشهود الحرب بطبيعة الحال.
برع فادي عزام في توظيف هذه الشخوص التي لا يمكن أن أصفها بالثانوية، فجاء كل منهم ليعكس أحد وجوه المعضلة السوريّة، بل الإنسانية بالأحرى. لا أرغب في كشف تفاصيل الحكاية وتطورات الحبكة كي لا أفسد متعة القراءة على من لم يقرأ الرواية، لكن يمكنني القول إن حضور هذه الشخصيات (أو معظمها) قدم تجسيدًا متقنًا لخيانة الإنسان لذاته، وكيف يمكن لكل منا أن يقدم مبادئ مثل الشرف والأمانة والإيمان قرابينًا على مذابح القوة والسلطة والثأر.
نقطة الذروة... نقطة الوجع...
مع علو مدّ الثورة، وكما تتناثر الشظايا، يتناثر السوريون في منافيهم المختارة وملاجئهم القسرية. يعود فيديل إلى دبي، تنهار حياة ليل مع عادل، يتورط أنيس وولده سامي (الذي جاء إلى دمشق بحثًا عن هوية لم تزل نابضة في عروقه) وسامية في الثورة السورية، بيد أن أنيس يفضل أن يبعد سامي خارج سوريّة عندما يدرك أن شلال الدم لن يتوقف قريبًا.
بعد ذلك تبدأ لعبة الراوي في خلق حالة من تقاطع الخيارات والمسارات، ويقدم ثنائية العودة والرحيل كمرادف لثنائية الحياة والموت، ويميط اللثام عن وجوه الموتى، ليستنطق القتلى والشهود على حد سواء، يسرّب إلى حكايته مصادفات دراميّة ربما كنت لأرفضها في أي نص آخر، لكنها تتضاءل أمام دراما الواقع التي هي أشد قسوة وأكثر قدرة على إثارة الدهشة، تتوارى الدراما السورية هنا أمام دراما الواقع السوري، ويعلو صوت الألم وضجيج الهاون وبراميل البارود ليطمس دعوات المصلين وهمسات الساجدين، تنغلق سماء دمشق حابسة قهر الموجوعين وصرخات الثكالى، وتنشق أرضها مرحبة بأفواج الشهداء صارخة "هل من مزيد؟"
هكذا يبلغ كل شخص نقطة ذروته الخاصة، ويتخذ كل منهم القرار الأنسب لما استقر في يقينه، الهروب والعودة والغرق والحرية والأسر والموت والحياة، كلها مصائر يختارها كل شخص طواعية في نهاية المطاف، يقررون امتلاك مصائرهم لأول مرة، ويمارسون حريتهم كغريق يستمسك بآخر شهيق قبل الغرق المحتوم، فهل تكتفي الحرب بما اجتثته من حيوات وآمال وسنوات من عمركِ يا دمشق؟ أم أن تُجار الحرب، في الداخل والخارج، لم يعرفوا الشبع حتى اليوم؟
ملاحظة: المشاهد الحميمية في هذا النص، سواء في شقها الشاعري أو في الشق العنيف -وربما- المازوشي منها، جاءت كأنها تضع سورية الوطن في فراش الثورة، كفريسة في متناول المتصارعين من كل الفصائل والأطياف، في النهاية؛ لا يتراجع فصيل واحد أمام غواية السلطة المتمثلة في نهش جسدها.
ختام...
لكم كنت أود أن أسرد التفاصيل الخاصة بمسارات الشخوص وخياراتهم وحتى نهاياتهم، وأن أتناول مشاهد بعينها استوقفتني ولم تغادرني، كمشهد موت والد فضل، والفصل المعنون بالحلاج مثلا، وبعض الشهادات، ومحاورات الشيف مع أنيس، لكنني كنت لأفسد بذلك –ما لم أكن قد أفسدته بالفعل- متعة القراءة لدى الكثيرين.
كان اختيار الراوي العليم مناسبًا لتوحيد اللغة البلاغيّة المستخدمة، حتى المقاطع الواردة على لسان فيديل جاءت على ذات المستوى من البلاغة/ وكان لهذا ما يبرره، كذلك فإن الحوار باللهجة السورية كان على ذات القدر من بلاغة المعنى وقوة الأثر. الشحنة العاطفية والحمولة الشعورية لا يمكن إلا أن تترك لدى القارئ علامة ما، المزج بين صدق التوثيق والخيال المضفور بالواقع جعل من هذا النص علامة مميزة سيعود إلى أوراقه كل من يرغب في مطالعة وثيقة سرديّة تسجل بداية الحرب السورية، ومصائر السوريين.
لا يمكن أن أختتم قراءتي هذه من دون أن أشيد بلغة الكاتب وبراعته في المقاطع الحوارية العامية والفصحى. اللغة هنا شعرية غنية بالزخارف اللغوية من بلاغة وجناس وطباق ومقاربة ونثر، لغة شديدة الثراء لا يمتلك ناصيتها إلا قلة من الكتاب المعاصرين، لهذا تضاعفت سعادتي إذ فزت بالتعرف إلى كاتب سأتابعه عن كثب فيما بعد.
باختصار، عمل ملحمي فريد مكتمل العناصر، مجهد، لا شك أن الكاتب قد عرض شخوصه المكتوبة على طبيب نفسي قبل إطلاقهم في فضاء حكايته، نص فارق، أمين في عرض مأساته، صادق في سوداويته، بارع في تضمينه لعنصر التوثيق التاريخيّ والسياسيّ في صلب الحكاية رغم ثقل الحمولتين، محايد بين شخوصه، هذه كتابة وطنيّة لا تنحاز إلا إلى سوريّة، قاسية عندما تدس قلمها في جرح مفتوح، لكنها لا تئد الألم إذ تسلم أوراقها لجيل جديد يتحسس ملامح هويته، ويعيد اكتشاف معنى الوطن...
فها هو سامي، يكلّف نفسه بحفظ أمانة الوطن/البيت، عبر تدوين وتدويل حكاية؛ حكاية بيت حُدد.
ربما لا أعرف كيف توقف هذا النص عند حدود القائمة الطويلة للبوكر، لكنني أعرف أنه سيعيش طويلاً....
اللي يعرف فادي عزام يوصله سلامي 🌹
شكرًا أ. فادي
https://mohamedsamirnada.wordpress.co...
#محمد_سمير_ندا
Displaying 1 - 30 of 121 reviews