* رواية غنية بأحداثها، تخوض في العوالم النفسية لشخوصها عبر تاريخ طويل من الاضطهاد الذي لم يزل بزوال الاحتلال. * «عالم سردي ثري ومثير، خرجت في بنائها على النسق المألوف للرواية شكلاً ومضموناً». جريدة الحرية
نبذة من أصول بدويّة تنحدر منينة الفتاة الموريتانيّة التي تهرب إلى نواكشوط بعد اعتقال عائلتها لتلتقي باتريك بلانشيه الحاكم الذي انتدبه الاحتلال الفرنسيّ ليحكم نواكشوط فيتزوّج منها لتغدو منينة بلانشيه. يكتشف الزوج عقمه بعد الزواج فيستعين بالحارس الموريتاني لتنجب منه منينة ابنها جوزيف الذي يغدو فرنسيّاً بملامح وأصول موريتانيّة. يستعيد جوزيف بلانشيه سيرة أمّه بعد موتها في حادثة طائرة؛ لكن لماذا يقاضي رئاسة الجمهورية الموريتانية؟ وما حكاية القصر الرئاسي في بلد تمكّن أخيراً من الحصول على استقلاله؟
ما شجعني على قراءتي لهذه الرواية هو إعجابي بحديث مؤلفها في مقابلة له أجرتها إذاعة مونتكارلو الدولية البناء الدرامي كان جميلا والتنقل بين الأزمنة كان سلسلا ومريحا كانت هذه أول رواية أقرؤها في الأدب الموريتاني لذلك كنت متلهفا لاكمالها واستكشاف معالم هذا البلد وعاداته وتقاليده من خلالها ، ولم يخب ظني بها ! رغم أن أحداث الرواية أغلبها يدور في القرن الماضي لكن قيم ذاك المجتمع تشابهت إلى حد كبير مع المجتمعات التي نعيشها في الخليج ، وربما التضاريس والمناخ إلى حد ما (وهذا ما أقره بطل الرواية أيضا) قرأت قبلا عن "الإسقاط النجمي" ولم أستسغه ولم أصدقه لكن الكاتب وظف الاسقاط -وغيرها مما يدعي البعض وجوده بشكل علمي- وظفهم بشكل جميل في الرواية -بغض النظر عن صحتها من عدمها- فكانوا مدخلا مناسبا للتنقل في الأزمان والحكاية عن تاريخ لم يعشه بطل الرواية الرواية بها بعض المضامين الجميلة ، كما ركز الكاتب على بعض الكلمات كـ مماحكة و بحلقة ، لا أدري لحبه لها أم للتأكيد على عربيتها لكن أعطت لأسلوبه طعما خاصا ربما ميزته به مستقبلا
نص جدير بالاحترام , وكاتب يتقن فنون الكلام أعطى لروايته نكهة أجاد فيها لفت الانتباه وشحذ الحواس,هذه القصة التي تقع أحداثها بين نواكشوط وباريس جمعت الكثير من جماليات اللغة مدعومة بحبكة السرد...رواية جميلة لكاتب جميل
الرواية ممتعة جداً واجواءها ساحرة، خصوصا عندما كانت الاحداث تدور حول منينة. المثير هو أن هذا الكتاب هو أول عمل أدبي عربي أقرأه يوظف موضوع الـ Astral projection بهذه الطريقة ، حيث لم تكن الفكرة مقحمة او ساذجة كما جرت العادة. ناقشت الرواية ابعاداً عديدة نفسية واجتماعية وتاريخية دون إفراط، والسرد جاء سلساً. الذي لم يعجبني هو الجزء المتعلق بآندريا وعلاقتها بجوزيف منذ بدايتها، لم اقتنع بها، و لم تمنح الوقت الكافي لتتطور وسرعان ما اختفت من القصة.
لم يلفت نظري العنوان لأَنِّي غير مطلعة على الثقافة الروائية الموريتانية لكن صديقة دفعتني للقراءة الأسلوب سهل ممتنع جميل التشبيهات في مواقع مؤثرة قدرة الكاتب على الزج بك كأنك أنت جوزيف وتريد سبر أغوار الماضي ولقاء الاحبة منينة لافتة لوهلة شككت باندريه وحبها لجوزيف لكن حتى زواجها منه وصولا بمنينه كان مؤثرا المعضلة الاجمل. النهاية المفتوحة تزج بك للبحث أكثر عن جوزيف وماذا حصل له!! معرفة الأحداث التاريخية في قوام رشيق عبر ٢٠٠ صفحة واكثر قليلا ممتع وأحب الاطلاع اكثر على مؤلفات اخرى للكاتب
تتناول هذه الرواية أزمة التباس الهوية والثقافة بلغة عذبة وعالم مختلف يصحبك الكاتب الموريتاني محمد ولد أمين لبلد المليون شاعر لتجد نفسك أمام روائى يقدح شرارة البحث عن الروائيين الجدد وعوالم البيئة الموريتانية هذه الرواية بحاجة إلى أكثر من قراءة فـ "منينة" تستحق الكثير والكثير
روايه جميله جداً. تحكي بلسان بطلها جوزيف بلانشيه الذي توفت أمه بحادث طائره وهو صغير السن. ليجد نفسه امام حقيقه صادمه انه له أبوان أب بيولوجي وأب روحي وكلا العائلاتان لا ترحبان به فيشعر في قراره نفسه أن عليه التعرف الى والدته ويتم ذلك بمساعده الدكتور برنار من خلال تطبيق علم الباراسيكولوجي عليه ب الإسقاط النجمي وهو قدره الروح عن الخروج للجسد ومن خلال هذه العمليه استطاع التنقل بين الازمنه الحضاره والماضيه للتعرف على والدته وأبوه ووالده
لم يخب ظني في الرواية وحبكتها الجميلة التي تعتبر إعلانا عن ظهور روائي عربي متمكن من ناصية اليراع القصصي. قرأتها في ليلتين، أعجبني كثيرا حديثه عن المجتمع الموريتاني قبل الاستقلال وقصة والد منينة التي أرى أنها تستحق رواية منفردة. هنات بسيطة وقع فيها الكاتب من قبيل قوله إن المحاربين كانوا يمتلكون أسلحة آلية في الثلاثينيات، وإفاضته في وصف شوارع وأزقة بروكسيل، وتسارع المشاهد في الصفحات الأخيرة من الرواية.
في نقاش عفويّ مع صديقة حول الرواية والإبداع الأدبي بشكل عام، أطلقت تصنيفا عشوائيا للأعمال الروائية أعجبني بعد ذلك حين تأمّلته.. يقتضي التصنيف أن يتراوح العمل الأدبي ما بين سيء وجيّد وممتاز.. صفات معروفة لتصنيف أي شي.. مالجديد؟ لكنّ هناك رتبة تفوق كلّ ذلك أسميناها: العبقرية! وتعني ذلك الاستثناء الفنيّ والسّرد الإبداعيّ الذي يوصلك كقارئ إلى الدهشة الأدبية بعد قراءة عملٍ ما بل وأثناء قراءته حتى!
ولد امّين دخل العبقرية باستحقاق مع مرتبة الشرف من أوسع أبوابها بالنّسبة لي بعد رواية منينه بلانشيه!
بدأت رحلتي مع الرواية قبل ثلاثة أعوام تقريبا حين أكملت روايته الأولى "مذكرات حسن ولد المختار" وأحسستُ بإحساس اكتشاف كنز ثمين وكاتب سأنتظر جرّة قلمه القادمة.. وبعد أن اقترح عليّ اليوتيوب بعدها بأشهر لقاء تلفزيونيّا لمحمد في برنامج الفضاء الثقافي مع الصحفي الشيخ معاذ تحدّثا فيه عن الرواية وحرقا عليّ بعضا أجزائها.. لذلك قرّرت أن أرجئ قراءتها إلى وقتٍ لاحق!
من يعرفني حقّا سيعرف أنّني لم أعد ذلك القارئ النّهم.. وهو شيءٌ أحاول تغييره من وقت لآخر، لكنّني لا أستسلم غالبا في القراءة إلا لعملٍ "فاتنٍ أدبيّا" لم يدع لي خيار عدم إكماله.. تماما كورع الراهب هيبا الذي لم يكسر إلاّ أمام فتنةٍ لا تقاوم!.
"ورعٌ عن القراءة".. أجدُ المصطلح غريبا وصادقا.. فقد علّقت الكثير من القراءات وركنت الكثير في خزانة "لاحقا" لا أدرى إلى أيّ أجل!
وقعتُ في شباك منّينة مرّة أخرى -ككلّ الرجال الذين رأوها- في المنصورة هذا العام بعد أن وجدتها ورقيّا عند صديقٍ زارني هنا في مدينتي الهادئة الوادعة.. نسيت أن أقول إنّني حاولت في إحدى نسخ معرض القاهرة الدولي للكتاب اقتناءها من جناح دار الساقي لكنّ رصيد جيبي لم يسمح لي بإجراء تلك المطالعة. ههه لم أكن أعلم بعد أنّ محسوبتي تستحقّ أكثر!
كنت أنا وصديقي نتعاقب على ذلك السحر بين دفتي ذلك الغلاف الأحمر.. نحاول الاختلاء بها ما استطعنا.. سافرنا إلى بنها في القليوبية يوم سفر منّينة من القلعة إلى سان لويس.. لنكون في محطّة القطار يوم كانت هي فيها أيضا مسافرين إلى "شطّ الهوى" الاسكندرية الحبيبة والتي ستحكي فيها منينة آخر حكاياتها لابنها أحمد ولد خيبوزي أو جوزيف بلانشيه كما كان في آن واحد!
كنت أجول في مقاهي وعيادات بروكسل وأحضر العديد من المواعيد الغراميّة والنقاشات الجدلية العقيمة في مقرات الجرائد في انواكشوط.. كنت هناك بدموعي حين سقطت الطائرة وهناك أواسي منينة يوم وفاة "الاعيور" وأرقص وأتنشي في مجالس سدّوم ورواده.. كنت حاضرا في كلّ موقف بكلّ تفاصيله.
شكرا أيّها العبقريّ محمد ولد امّين على كلّ لحظة.. أنت الآن في نفس الغرفة التي يجلس فيها الطيّب صالح ومحفوظ وفلوبير ويوسف زيدان في عقلي ♥️
عاتبٌ فقط على السياسة والحقوق لأنهما سرقاك عن نثر هذه العبقريّة السرديّة الأفيونيّة..
رواية من موريتانيا: مَنينَة بلانشيه منينة بلانشيه المؤلف : محمد ولد أمين عدد الصفحات : 208 الأدب_الموريتاني محمد ولد أمين كاتب وروائي موريتاني، مواليد 1970. حائز ماجستير في العلوم السياسية والحقوق من جامعة لوفان ببلجيكا، وشهادة التخصص العالي في الإعلام من معهد إيبال ببروكسل. كان وزيراً سابقاً للاتصال والعلاقة مع البرلمان ثم أصبح وزيراً مستشاراً في رئاسة الدولة. يُعدّ خبيراً دولياً في قضايا الأمن الإقليمي ويزاول مهنة المحاماة في موريتانيا. نشر روايته الأولى "مذكرات حسن ولد مختار" تحت اسم مستعار "حسن مختار"، و"منينة بلانشيه" هي روايته الثانية. تشير الرواية إلى الاحتجاجات التي اندلعت في نواكشوط بعد موجة الربيع العربي، مضيفةً إلى آمال أحمد ولد خيبوزي أملاً جديداً بولادة العدل والحرية في هذه البلاد، تماماً كما ولدت منينة بلانشيه جديدة، ربما ستعيد ما كان لجدّتها من مجد وتبختر وخيلاء! ترصد الرواية مفاصل هامة في التاريخ الموريتاني، فهي تسرد بعضاً من الممارسات القهرية والإذلالية التي مارسها الاحتلال الفرنسي على الناس، كما تؤرخ لاس��قلال البلاد، والمشاعر التي رافقت ذلك من الطرفين، وكيف أُعلن ميلاد الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ثم تحويل نواكشوط إلى عاصمة للدولة الجديدة، ومصادرة القلعة التي بناها باتريك بلانشيه لمنينة، وإقامة مباني رئاسة الجمهورية فوق الربوة التي يمتلك جوزيف بلانشيه صكوك ملكيتها، مما يقوده إلى رفع دعوى بعد عودته في 2012 ضد رئاسة الجمهورية الموريتانية بمساعدة أحد المحامين المعارضين يصف الروائي وضع الصحافة في موريتانيا وكيف أنها مسيّسة، وخاضعة لأهواء المتنفذين وأصحاب الأموال، الذين يستعينون بها لخدمة مصالحهم. ينصح المحامي موكله بالاستعانة بها بهدف إثارة الرأي العام في قضية أملاكه، "صحافة نواكشوط، رغم بؤسها، لا تخلو من سطوة وخطورة، وهي ليست بالضرورة حثالة ولا مجموعة أفاكين، كما يراها البعض، بل هي عصارة نادرة من الحزن والفقر والثورة. وقد لاحظت أن جلّ الساسة وكبار التجار يمدّونها بالأخبار والمال ويستعينون بها في معاركهم الطاحنة يعالج الكاتب موضوع الهويّة، والانتماء، والصراع الذي ينشأ داخل الفرد نتيجة حيرته في تحديد ولاءاته، وانتماءاته. تكشف الذكريات عقم "باتريك" زوج "منينة" واستعانة الزوجين بحارس المنزل الموريتاني لتنجب منه "منينة" ابنها، وبعد وفاتها يصبح الطفل موضع نزاع بين القنصلية الفرنسية والمحكمة الموريتانية ليبقى حائراً بين هويّتين واسمين: "الطرف الفرنسي اعتبر نفسه منتصراً بتثبيت فرنسيتي، والطرف الموريتاني اعتبر نفسه منتصراً بحكم رعايتي والاستحواذ عليّ (...) أصبحت جوزيف بلانشيه وأحمد ولد خيبوزي في نفس الوقت. وأصبح باتريك بلانشيه هو أبي الذي لم أعرف ويوسف ولد خيبوزي هو والدي".
من أجمل الروايات التي تجمع بين الواقع والخيال والماضي والحاضر ، الفكرة جميلة ومختلفة عن ماهو متداول في الروايات التي نقرأها دائماً، يناقش الكاتب فيها موضوع الهوية والانتماء والطبقية ، كما ترصد بعض أهم الممارساتالقهرية في المجتمع الموريتاني من قبل الاستعمار الفرنسي...
تبدأ القصة بحادثة سقوط طائرة في غرناطة ، تلك الحادثة مرتبطة بذكرى وفاة "منينه" والدة بطل الرواية "جوزيف ، لدرجة أنه صار مهتماً بكل تفاصيل الحادث و ظروفه الغامضة ، محاولاً فهم تعقيد ماضي أمه و حقيقة أبيه . يقرر "جوزيف " الخوض في تجربة غريبة من نوعها مع أحد الأطباء يدعى "برنارد "لاسترجاع الذكريات واستحضارها كما لو أنه كأن يعيش مع "منينه". ارتكزت تجربته في بدايتها على الصوم الطويل و جلسات مطولة من خلالها استطاع التوصل إلى تفاصيل كثيرة عن منينه. منينه ، فائقة الجمال، وهي بنت "الأعيور" شيخ قبيلة المناذير آنذاك الذي عُرف بقوته وذكائه هو و رجاله ، كانوا دائماَ ما ينال ما يريد من الغنائم بالقوة ، كان ذلك يزيد الفرنسيين غضباً و ودوا لو أنهم استطاعوا تأدبيه . فعلاً دُبرت مكيدة في قلعة تامكشاط أطاحت بالأعيور و أتابعه و حُبس في حظيرة الحيوانات مذلولاً مقهوراً . شُددت الحراسة عليه و عُذب أشد أنواع التعذيب أمام أهله .لكن "منينه" استطاعت بحُسنها كسب قلب الحاكم الفرنسي "جيروم" هو و حاشيته ، تمكنت من اللغة الفرنسية في فترة وجيزة متوددة إليهم لتتحسن بذلك معاملة الحاكم و حراسه مع والدها " الأعيور". رُحَل الأعيور إلى نواكشوط لمحاكمته ، مما دفع "منينه" للحاق به ، وهناك تلتقي بــ "باتريك" الفرنسي الذي وقع قلبه في حبها و تزوجها بعدما أقنع شيخاً أن يُقنع العامة بأن "باتريك" أشهر إسلامه. لم تدم الفرحة طويلاً بعد إعلان سقوط فرنسا في أيادي النازيين ، اضطُر "باتريك" لفراق زوجته متوجهاً إلى لندن ، استمر في مراسلتها و هي بشوق تتلهف لعودته ، انشغلت بعد سفره بالتجارة حتى أصبحت تاجرة غنية لها مالها وشأنها . بعد انتصار فرنسا عاد زوجها ، لكن الفرحة بالولد لم تكتمل بعد ، اكتشفت أن زوجها عقيم فدبر هو لزواجها بحارسه "ولد خبيوزي" لتُرزق منه بــ"جوزيف". و هنا يعاني "جوزيف" من اضطراب في هويته و صعوبةً في التأقلم مع مجتمعه لأن نسبه مصدر شك و ريب. ورث عن أمه المال الكثير و فشل في بالارتباط ببنات وطنه ، ففضل الهروب عن واقعه إلى أوروبا. في نهاية الرواية ، يحاول جوزيف استرداد أرض أمه التي أقيمت عليها مباني الرئاسة الموريتانية بعد إعلان استقلال الدولة، إلا أن القضية لم تُحسم لصالحه أملاً تحقيق العدالة يوماً في وطنٍ ينكر وجوده و حقه !