خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

by محمد عبده

103 pages, Unknown Binding

About the author

يُعدّ "الإمام محمد عبده" واحدًا من أبرز المجددين في الفقه الإسلامي في العصر الحديث، وأحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الإسلامية الحديثة؛ فقد ساهم بعلمه ووعيه واجتهاده في تحرير العقل العربي من الجمود الذي أصابه لعدة قرون، كما شارك في إيقاظ وعي الأمة نحو التحرر، وبعث الوطنية، وإحياء الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات السريعة في العلم، ومسايرة حركة المجتمع وتطوره في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية.

وفي سنة 1882م اشترك الامام في ثورة أحمد عرابي ضد الإنجليز، وبعد فشل الثورة حكم عليه بالسجن ثم بالنفي إلى بيروت لمدة ثلاث سنوات، وسافر بدعوة من أستاذه جمال الدين الأفغاني إلى باريس سنة 1884م، وأسس صحيفة العروة الوثقى، وفي سنة 1885م غادر باريس إلى بيروت، وفي ذات العام أسس جمعية سرية بذات الاسم، العروة الوثقى.

في 3 يونيو سنة 1899م / 24 محرم 1317هـ صدر مرسوم خديوي وقعه الخديوي عباس حلمي الثاني بتعيين الشيخ محمد عبده مفتياً للديار المصرية, وقد كان منصب الإفتاء يضاف لمن يشغل وظيفة مشيخة الجامع الأزهر في السابق وبهذا المرسوم استقل منصب الإفتاء عن منصب شيخة الجامع الأزهر، وصار الشيخ محمد عبده أول مفت مستقل لمصر

ولقد ظل الشيخ محمد عبده مفتياً للديار المصرية ست سنوات كاملة حتى وفاته المنية بالإسكندرية بعد معاناة من مرض السرطان عن سبع وخمسين سنة، ودفن بالقاهرة ورثاه العديد من الشعراء.

Reviews

[Muhammad Galal · Rating 3 out of 5]

" علي بن أبي طالب " _ رضيَ الله عنه _ كان فصيح اللسان قويّ الحجة ، تولّى الخلافة في وقت صعب ، عقب اغتيال الخليفة ذي النوريْن " عثمان بن عفّان " ، تولّى في وقت فتنة ، و لم يستطع مجابهة الدواهي السياسية الفكرية التي كانت تناطحه ، يبدو من كثير من الخطب أنّه عانى كثيرًا في إقناع القوم بالجهاد ، و يظهر أن كثيرين تخلوْا عنه ،
حاول استثارة حواسهم و تحفيزهم على الجهاد ، و هم يسمعونه مرّة و يصمّون آذانهم أخرى ، لم يستطع جعلهم يدركون حجم الفتنة التي مُنى بها الإسلام و المسلمون ،
عندما صرّح و قال بأنّهم سئمهم ، دعا الله أن يريحه منهم و يريحهم منه ، استجاب له الله ، مرّت جمعة واحدة على دعوته و قُتِل ( استُشهد ) .

رحمكَ الله يا عليّ رحمة واسعة ، أعيبُ على الناقل " محمد عبده ) وضعه معاني لكلمات سهلة يعرفها كثيرون و إهماله الكلمات الصعبة ! ، هذا الكتاب موضوع أصلًا لتجهيز الخطباء و الدعاة لحسن الخطابة في المساجد .
الشيء المؤكّد بالنسبة لي أنّي في حاجة ماسّة للقراءة أكثر عن هذه الفترة الحرجة في التاريخ الإسلامي .

[Mahmoud Khaleil]

- إيّاكم والتلوّن في دين الله؛ فإنّ جماعة فيما تكرهون من الحقّ خير من فرقة فيما تحبّون من الباطل، وإنّ الله سبحانه لم يعطِ أحداً بفرقة خيراً، ممّن مضى ولا ممّن بقي

- فانظروا كيف كانوا حيث كانت الإملاء مجتمعة، والأهواء مؤتلفة، والقلوب معتدلة، والأيدي مترادفة، والسيوف متناصرة، والبصائر نافذة، والعزائم واحدة. ألم يكونوا أرباباً في أقطار الأرضين، وملوكاً على رقاب العالمين

-وأيم الله ، ما اختلفت أُمّة بعد نبيّها. إلّا ظهر باطلها على حقّها، إلّا ما شاء الله . فانظروا إلى ما صاروا إليه في آخر أُمورهم، حين وقعت الفرقة، وتشتّتت الألفة، واختلفت الكلمة والأفئدة، وتشعّبوا مختلفين، وتفرّقوا متحازبين. وإنّما أنتم إخوان على دين الله ، ما فرّق بينكم إلّا خبث السرائر ، وسوء الضمائر ، فلا توازرون ولا تناصحون، ولا تباذلون ولا توادّون... وما يمنع أحدكم أن يستقبل أخاه بما يخاف من عيبه، إلّا مخافة أن يستقبله بمثله

- وإنّي، والله، لأظنّ أنّ هؤلاء القوم سيدالون منكم باجتماعهم على باطلهم، وتفرّقكم عن حقّكم