من ذاكرة الأيام تنسج غادة السمان روايتها الآتية من بيوتات الشام. ممزوجة بعبقها الياسميني، بأحداثها أحياناً، وبعراقتها وحضارتها الراسخة عبر الزمان، أحياناً أخرى. تحكي قصة صبية… تتابع مراحل حياتها… تعيشها معها في ذكرياتها الوهمية الأولى إلى حين سجلت في دفترها السري أسرار مراهقة تصنع نفسها وعندما أضحت منفية إلى الوطن ورفيق مشوارها البومة الحكيمة التي ما انفكت تغذي خيالها وفكرها لتحلق في النهاية بين البومة والنسر… تنساب الأحداث وفي ثناياها تتغلغل أنفاس دمشقية تعكس من خلالها غادة السمان المجريات التاريخية والاجتماعية لتتوضح في إطار الذات الشامية بكل أبعادها ومعتقداتها وعاداتها الراسخة في ذلك الزمان.
It’s in Arabic, lovely details and descriptions, she is good at it. I felt as if I was walking with him in the streets of old Damascus.
English: Ghadah Samman. غادة أحمد السمان (مواليد 1942) كاتبة وأديبة سورية. ولدت في دمشق لأسرة شامية عريقة، ولها صلة قربى بالشاعر السوري نزار قباني. والدها الدكتور أحمد السمان حاصل على شهادة الدكتوراه من السوربون في الاقتصاد السياسي وكان رئيسا للجامعة السورية ووزيرا للتعليم في سوريا لفترة من الوقت. تأثرت كثيرا به بسبب وفاة والدتها وهي صغيرة. كان والدها محبا للعلم والأدب العالمي ومولعا بالتراث العربي في الوقت نفسه، وهذا كله منح شخصية غادة الأدبية والإنسانية أبعادا متعددة ومتنوعة. سرعان ما اصطدمت غادة بقلمها وشخصها بالمجتمع الشامي (الدمشقي) الذي كان "شديد المحافظة" إبان نشوئها فيه. أصدرت مجموعتها القصصية الأولى "عيناك قدري" في العام 1962 واعتبرت يومها واحدة من الكاتبات النسويات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مثل كوليت خوري وليلى بعلبكي، لكن غادة استمرت واستطاعت ان تقدم أدبا مختلفا ومتميزا خرجت به من الاطار الضيق لمشاكل المرأة والحركات النسوية إلى افاق اجتماعية ونفسية وإنسانية.
:الدراسة والاعمال
تخرجت من الجامعة السورية في دمشق عام 1963 حاصلة على شهادة الليسانس في الأدب الإنجليزي، حصلت على شهادة الماجستير في مسرح اللامعقول من الجامعة الأمريكية في بيروت، عملت غادة في الصحافة وبرز اسمها أكثر وصارت واحدة من أهم نجمات الصحافة هناك يوم كانت بيروت مركزا للأشعاع الثقافي. ظهر إثر ذلك في مجموعتها القصصية الثانية " لا بحر في بيروت" عام 1965. ثم سافرت غادة إلى أوروبا وتنقلت بين معظم العواصم الاوربية وعملت كمراسلة صحفية لكنها عمدت أيضا إلى اكتشاف العالم وصقل شخصيتها الأدبية بالتعرف على مناهل الأدب والثقافة هناك، وظهر أثر ذلك في مجموعتها الثالثة "ليل الغرباء" عام 1966 التي أظهرت نضجا كبيرا في مسيرتها الأدبية وجعلت كبار النقاد آنذاك مثل محمود أمين العالم يعترفون بها وبتميزها. ورغم أن توجها الفكري اقرب إلى اللبرالية الغربية، إلا أنها ربما كانت حينها تبدي ميلا إلى التوجهات اليسارية السائدة آنذاك في بعض المدن العربية وقد زارت عدن في اليمن الجنوبي في عهدها الماركسي وافردت لعدن شيئا من كتاباتها. كانت هزيمة حزيران 1967 بمثابة صدمة كبيرة لغادة السمان وجيلها، يومها كتبت مقالها الشهير "أحمل عاري إلى لندن"، كانت من القلائل الذين حذروا من استخدام مصطلح "النكسة" وأثره التخديري على الشعب العربي. لم تصدر غادة بعد الهزيمة شيئا لفترة من الوقت لكن عملها في الصحافة زادها قربا من الواقع الاجتماعي وكتبت في تلك الفترة مقالات صحفية كونت سمادا دسما لمواد أدبية ستكتبها لاحقا. في عام 1973 أصدرت مجموعتها الرابعة "رحيل المرافئ القديمة" والتي اعتبرها البعض الأهم بين كل مجاميعها حيث قدمت بقالب أدبي بارع المأزق الذي يعيشه المثقف العربي والهوة السحيقة بين فكرة وسلوكه. في أواخر عام 1974 أصدرت روايتها "بيروت 75" والتي غاصت فيها بعيدا عن القناع الجميل لسويسرا الشرق إلى حيث القاع المشوه المحتقن، وقالت على لسان عرافة من شخصيات الرواية "أرى الدم.. أرى كثيرا من الدم" وما لبثت أن نشبت الحرب الأهلية بعد بضعة أشهر من صدور الرواية. مع روايتيها "كوابيس بيروت " 1977 و"ليلة المليار" 1986 تكرست غادة كواحدة من أهم الروائيين والرئيات العرب.
لا أدري لم شعرت برغبة في أن أحتفظ لنفسي بكل الخواطر التي تملكتني منذ أن بدأت أقرأ هذه الرواية، ولم يبدو لي أن ما قد أكتبه عنها أشبه بأسرار لا أريد أن أبوح بها بأحد، ولكني أتساءل هل نحن أنانيون الى درجة أننا نقع في حب بعض الكتب فقط لأنها تشبهنا أو تحكي أشياء نتوهم أن فيها بعضا من أرواحنا، وهل في هذا الأمر ما يعيب ؟ أليست كل الفنون مرآة يرى فيها الإنسان نفسه أو ما يريد أن يكونه ؟ ليس لدي أي تفسير آخر لكوني أحببت هذه الرواية جدا، وثرثرت عنها كثيرا بمناسبة أو بدون مناسبة، ولكوني قضيت وقتا لا باس به أفكر في زين أو أتخيل شكل أمجد الخيال والجدة وبوران والبيت الكبير وشاطئ الطابيات، كما ليس لدي تفسير لهذا الحزن الصغير الذي أستشعره بعد أن أنهيتها !
هذه أولى تجاربي مع غادة السمان... لم تكن مصادفة طبعا ً فقد أثارني الفضول لقراءة كتابات هذه الكاتبة الغامضة بالنسبة لي بعد قراءة العديد من أقوالها وجملها المبعثرة من هنا وهناك... وقع اختياري على هذه الرواية لشوقي الشديد إلى الشام وياسمينها وكل ما فيها... شوارعها وحاراتها... هوائها وسمائها... أنفاسها التي يتشاركها كل سكانها كأنما تحولوا إلى رئة ضخمة تتبادل الهواء بين شعيباتها المتفرعة... نفس الهواء يدور بين الناس ويربطهم بصلة عجيبة... رواية رائعة وكاتبة أروع... لم ينطفئ حنيني بل زاد وطغى على كل ما حولي... لقد عشت في هذه الرواية كأمجد ثم أصبحت زين ثم الحاجة أم أمجد ثم عبد الفتاح ثم بوران ثم ماوية ثم وثم وثم... فاجئتني قدرة الكاتبة على جعلي أتقمص كل شخصية وأجعلها لسان حالي أنا... فبالنهاية نحن مجموع ما يمر بنا من تجارب، ولكل شخص تجارب مشتركة مع غيره... مع أني سورية لكني لم أتربى في معظم سنيني على أرضها، فسرني كثيرا ً الشرح المفصل الذي قربني من الشام وأهلها وجعلني أحب كل ما فيها... في النهاية، لقد وجدت نفسي في شخصية زين فقد وجدت في شخصيتها صدىً لحبي للقراءة والحقيقة وسعيي للمثالية وتساؤلاتي الكثيرة التي لا تنتهي... وصراعها المستمر مع ما حولها لإثبات ذاتها... لقد أصبحت مدمنة لكتابات الكاتبة غادة السمان منذ الكتاب الأول... وأظن أني لن أضيع فرصة قراءة كل كتاباتها إنشاالله... مرة أخرى، رواية رائعة تستحق كل دقيقة تمضي في ثناياها...
رائعة ساحرة ممتعة هذه الرواية ، أخذتني و أنا ابن دمشق و ابن حاراتها ، أخذتني من يدي و تمشينا في تلك الحارات العتيقة ، تحكي لي أسرارها و مكنونات بيوتها ، مما سترته تلك الأبواب العتيقة ، من قصص و حكايات دمشقية قديمة ، مليئة بعبق الياسمين ، لمست بيدي حواف البحرة ، و شاهدت غروب الشمس من على الأسطوح ، و تمشيت في كل الحارات مع بطلها بينما كانت تقوده دمشق في عروقها ، تنسيه بجمالها و سحرها همومه و أحزانه ، أحسست بنبض أحجارها ، و ضغط شريانها الأبهر بردى ، أحسست بقوة المياه من على ضفتيه في الربوة الخضراء ، كنت عاشقا للشام قبلها ، و تيمتنا بها تلك الرواية ، كم حزنت لانتهائها حزنت بشدة لانتهاء عصر من العصور أجمل العصور ، أمتعها و أصفاها ، كم حزنت لأنني عشت معها عصر الشام الذهبي ، ذاك الذي لطالما أحببت و تمنيت أن أعيش و فعلا أتمنى من كل قلبي لو تعود تلك الأيام حينا ، فأعيش هدوء الحياة و رونقا لطالما أحسست أن الشام قد عاشته ، قعلا إن من يعرف الشام لا يمكن إلا أن يقع في هواها ، فما بالك إن كنت من الشام ، حينئذ تكون شرايينك حاراتها ، و خلاياك من أحجارها و فؤادك بيوتاتها الجميلة الحانية ، حينئذ تتحد مع الشام في كيان واحد ، يجعلك في حاجة لها كما السمك بحاجة الماء ، أحب الشام حبا كبيرا لا تسعه الكلمات ، لماذا ؟ لا أعرف السبب ، إلا أنني شامي سحرني هواها و كلمتني ياسميناتها و بحراتها ، و همست لي بسرها ، سرها الذي لن يسمعه إلا ابنها ، ذاك الذي عشق هواها دونما تكلف و لا سابق إنذار و لن يكون بإمكانه البعد عنها فهو بحاجتها تماما كحاجته لهواء نقي يملأ رئتيه و ينقذه في كل ثانية من موت محتم
خرجت جدا عن فكرة " القيام بتعليق عن الكتاب و إبداء الرأي " و لكني أظن ما كتبت كافيا لتوضيح ما فعلته تلك الرواية المستحيلة في قارئها ^_^
غادة تكتب نفسها إنها السيرة الذاتية لغادة السمان لكنها غير مكتملة لقد قاست "زين" كثيرا في حياتها من ظلم و اضطهاد للمرأه من القيود العائلية والاجتماعيه من حبها لأبيها من خجلها من عدم جرأتها على مواجهة ابيها بعدم حبها للطب وبعشقها للأدب اخذتنا غادة في رحلة جميلة عبر الزمن الى دمشق اكاد اشتم رائحة الياسمين الشامي ورائحة الاكلات الشامية التي لا يستطيع أيا كان مقاومتها اخذتني في رحلة الى الجامع الاموي الى سوق الحميدية الى الربوة الى قاسيون الى تلك الاماكن التي احن لزيارتها مجددا انها رواية تحكي عن دمشق الصامدة التي تجسدها شخصية فتاة عنيدة جريئة قوية خجوله كدمشق
كالعادة لا أتجرأ على شراء كتاب مهما كان موضوعه دون أن يكون له حدث استثنائي أعلم ضمناً أنه سيعبث بقناعاتي ويصححها أو أنه سيذهب بها يمنةً وشمالاً في رحلة من العوالم المختلفة للقناعات وزوايا الرؤية.. حملتني كلمات الرواية في رحلة عبر الزمن لأتعرف على جدتي أم أبي وماضيها وعقلها وعلى أقاربها وأولادها أي عمومي وأبي وبالتالي أمي وجيرانهم وأدواتهم المطبخية وذهبت معهم في سيارينهم من جديد بذاكرة هذه المرة أقوى من ذاكرة الطفولة.. زرت جدتي الثانية وبنات عمات وعموم والدتي ومدارسهن حين كن صغاراً ومعلماتهن وفهمتهن اليوم.. تعرفت على عوالمهن التي طالما راودني الفضول عنها عندما أشاهد الصور القديمة.. زرت نفسي وصعقت أن هناك من عرف تماماً كيف يتكلم عن داخلي وخيالاتي وذكرياتي.. نعم لست الوحيدة فتلك الأحلام السيريالية لم تكن تراودني أنا وحدي.. ازددت شوقاً وحسرةً على الشام وأهلها.. ازددت حباً وبغضاً.. ازددت قرباً ونفوراً.. تفسر لي الكثير مما كنت أشتهي أن أعاصره..
مع أن هذا ليس نهاية الكلام لكن سأختم بقول من أراد أن يتعرف على الشام وأهل الشام عليه بهكذا روايات وكتب أحسن من ستمية باب الحارة والخوالي وأيام شامية ونصار ابن عريبي
غادة السمان كعادتها تأرجحك بين السماء و الأرض وأنت تقرأ لها تضحك باستهزاء و ربما يعتصر قلبك الحزن و البكاء . . أجمل مافيها ابداعها في التشابيه و الأوصاف بتلقائية ساحرة لذا روايتها سلسلة مبهجة لن تمل من قراءتها .
سحرتني منذ بداية الرواية.. صرت أقلب صفحاتها بشوق غريب.. أتراه الشوق لزقاق الياسمين الدمشقي الذي زرته في مخيّلتي مرّات عدّة.. أم الشوق لرؤية مصير زين وقد انتزعت فؤادي تلك الطفلة بلا أم.. هي رواية مستحيلة لأن غادة أوردت فصلها الأول بخمس محاولات والأخيرة سُمّيت ولم تُكتب واقتصرت الرواية على تلك المحاولات.. هي فسيفساء دمشقية لأنها عاصرت أسرة ب "سيارينها" باختلاجاتها بفرحها وحزنها.. عاصرت الشام وجالت أرجاءها من قاسيون للمهاجرين وسيدي الشيخ محي الدين للغوطة وبلودان و العديد من الأماكن العريقة.. عاصرت التقاليد والأعراف وزمن الانقلابات العسكرية لسامي الحناوي وحسني الزعيم انتهاءً بشكري القوّتلي. فجمعت من كلّ زاويةٍ نفحة وألصقتها لتعطي اللوحة كاملة.. كان عصيّ عليّ تتبّع كافة أماكنها كوني لست دمشقية حيث سردت الأماكن بتتابع رهيب كلّ مرة كمن يُسَمّعُ درساً وهذا أربكني. أحداثها بطيئة للغاية ونهايتها لم تُختَم. يمكن اعتبارها قاموس للمصطلحات الشاميّة والأمثال الشعبيّة :D
كلما أقرأ رواية أظلّ أعيش أحداثها و كأني بطلة من أبطالها أرى مجرياتها في حلمي و يقظتي في الوجوه ، في السماء ، في مرايا البيت و سقف الغرفة
أحب هذه العادة و أكرهها في آنٍ معاً !
أحبها لأنها تتيح لي العيشَ في عالمٍ غير عالمي و ممارسةً حياةً أخرى تماماً لا تشبه حياتي و تطلق العنان لخيالٍ خصب يرسم من الأحداث أجملها و من اللحظات أثمنها
أكرهها فهي تتقمصني حتى أنا نفسي أصبح أحياناً لا أعرف نفسي ، ربما أتصرف كمن فيها ، أو أتكلم مثل كلامهم ، و لربما أيضاً آخذ منهم أسلوب حياة .... " و لكن ما يطمئنني أن هذا التقمص يذهب حال انتهائي من الرواية و يبقى منه ما يجب أن يبقى "
هذا كان حالي مع رواية " الرواية المستحيلة - فسيفساء دمشقية " لغادة السمّان
فهي ليست كأي رواية ، لا سيّما أنها أوّل ما أقرأ لغادة بدت لي نفسي في بداية الرواية غريبة ، ضائعة ، هائمةً في بحر كلمات غادة و إبداع غادة رويداً رويداً بدأت أعتاد أسلوبها المختلف عما قرأت مسبقاً ...
فسيفساءٌ دمشقيةٌ هي بتفاصيلها ، و وجوهها الدمشقية ، بأبواب منازلها ، و دخاليج الحارات القديمة ، ببردى و قاسيون ، زقاق الياسمين و ساحة المدفع ، بالقط هارون و بومة المنزل ، بأمجد و زين و هند و الحاجة و بوران و فيحاء و دريد و جهينة و جولييت و و و و
و هذه اللوحة الفسيفسائية فائقة الجمال لن تزهر إلا في قلوب من شاهدها عياناً و كانت في ذكرياته هو " قبل " أن يقرأها في الرواية ...
- ما إن تشعر بالملل من كثرة التفاصيل في الرواية حتى تبهرك غادة بعذب كلامها و إبداعها في رصف الحروف و الكلمات
في الرواية المستحيلة كانت غادة مبدعة حقاً و لا مثيل في وصف المشاعر ، و الخيالات ، والأزقة و الأماكن و الوجوه ... و أظن أن هذا محور الرواية و مطلبه إذ كانت تفتقر لسرد الأحداث و الوقائع إلا في بعض المواضع ولو أن أحداً طلب مني أن أحكي له قصة الرواية لما استطعت !
~
لم تعجبني السمة التي وسمت بها غادة المجتمع الدمشقي في ذلك الوقت من منتصف القرن الماضي و أعلم أنها حالات فردية لا تنطبق على الجميع
لم يعجبني التناقض الذي لمسته في بعض الشخصيات كشخصية الأب ، أمجد الخيّال ..
كما لم يعجبني تفصيلها لبعض المشاهد الفاحشة و التي أثارت اشمئزازي و استهجاني لها ( و لا أعلم ما هي حاجة الكاتب من وراء تصوير مثل هذه اللقطات ، أرى أنها تصحّ الرواية بدونها ! )
" أنصحُ بها "
كالعادة : عزيزي القارئ لا تكن ساذجاً تأخذ بكل ما قيل في الكتاب فكلام الكاتب ليس مقدساً !
و أنت لديك عقل لتأخذ به ما يفيد و تترك ما يضر فاستخدمْه :)
تدور أحداث الرواية في دمشق حول فتاة اسمها زنوبيا ويحلو لوالدها ان يسميها زين لانه يريد صبي يجبر الأم على ان تحمل مرة أخرى رغم تحذير الأطباء له من تكرار الحمل لكنه يريد الصبي تحمل فتتوفى والجنين أثناء الولادة وتبقى وزنوبيا مع والدها واهله تكبر يوما بعد يوم لا تفهم ما يدور حولها لما هذه التفرقة بين الجنسين ومنعها في كل مرة تحاول أن تتصرف كالصبيان بحجة أنها بنت تكبر وتكبر معها تساؤولاتها حول هذا المنع والحجر عليها ، تحب والدها حبا كبير ولكنه يتستر عن حادثة وفاة امها والعائلة الكبيرة ايضاً ممنوعة بالحديث عن اي شان يخص " هند " والدة زنوبيا .. تتوالى الأحداث وتتمرد زنوبيا يوما بعد يوم عن تقاليد العائلة ولكنها لا تزال تحب ابيها ولا ترفض له طلبا ----------------------- الرواية تنتقد من اكثر من جانب رغما عن حب الناس لها .. لمن لا يعرف دمشق ومصطلحاتها وشوارعها ولم يقضِ فيها عدة سنوات لن يتأثر بكثرة الوصف حول قاسيون ولا الياسمين وسيضجره كثرة استخدام مصطلحات سورية بل شامية كثيرة وان شرحتها في الحواشي أسهبت جدا في الوصف لدرجة الملل في أشياء صغيرة يعني من الممكن أن تشرح ما يسمى بالسيران صفحتين ونصف الرواية قد تعد ثورة حين صدورها آنذاك لكنها اليوم تشبه باب الحارة وان كنا لا نزال نعايش حالات شبيهة بعقد وتخلف الماضي لكن يطغى عليها الملل .. النهاية هنا ليست مفتوحة بل مقصوصة تشعر أن احداً شطبها ثم باع الكتاب ! المهم أنه قبل مدة نشرت الكاتبة رواية تتمه لها " يادمشق وداعا " تكون في 200 صفحة كان يمكن لغادة أن تختصر الرواية المستحيلة في 300 صفحة وتريحني :)
لمن يريد ان يقرأها عليه ان يحضر نفسه لقراءة 700 صفحة من حجم A4
رواية مستحيلة حقاً مستحيلة أو هي أكاذيب حقيقية و حقائق كاذبة سمها إن شئت هي رحلة عميقة و جريئة لفتاة توفيت أمها شهيدة للأدب و الحب و التمرد فتتابع الفتاة مسيرة أمها على غير هدى .. رغم أنها تنشأ في المجتمع الذي قتل أمها و تستمد منه قوة استثنائية تشق طريقها و تشغل المحرك الثاني الموجود فيها و تتمرد على كل شيء ضمن مجتمع ذكوري محافظ
لطالما بحثت عن رواية تدور أحداثها في دمشق الشام هذه المدينة العتيقة العريقة التي صبغت أناسها بأصالتها فاستحالوا عصيين على الفهم و التشريح مدينة مليئة بالتناقضات المخيفة الجميلة لا تستطيع أن تحدد .. هل تحبها أم تكرهها ؟ لا لا ... أحبها بالتأكيد يسألها والدها : هل تحبي سوريا ؟ فتجيبه : و هل تحب أمك .. ؟ تبدو دمشق مدينة شوارعها الأثير مفتوحة للقمر و السهر و الحب تصور لنا غادة هذه المدينة في مرحلة كثيفة بالأحداث .. مرحلة الاستقلال من المستعمر الفرنسي ثم الحرية الوليدة الضعيفة التي سرعان ما تمرض بالانقلابات و البيان رقم 1 ! و من ثم النكبة ثم الوحدة
الرواية مليئة بالكلمات الشامية التي حتى أنا الشامي عجزت عن فهم بعض منها مليئة بعادات الشوام و تقاليدهم .. بسيارينهم و أحاديثهم بإيمانهم و طريقة فهمهم للحياة
الكاتبة محتارة .. فتارة تنتقدهم و تارة تثني عليهم تارة تحبهم و تضمهم و تقبلهم و تارة تحقد عليهم
و هي لا تدري .. هل هي واحدة منهم ؟ تمضي متأثرة بوالدها الذي أراد لها أن تكون طبيبة و تأبى إلا أن تصير مثل أمها أديبة تعيش وسط مجتمع مقنع .. فكل إنسان مضطر للبس القناع و هناك أناس لديها 1000 قناع و تلبس هي القناع أيضاً .. قناع الرجولة و القسوة لمجابهة قسوة مجتمعها
الرواية مفتوحة على جميع التنبؤات و هي في بعض الأحيان رمزية جداً حتى لتحتار أحياناً و لا تدري هل قصدت الكاتبة ما يدور في بالك
و خاصة و أنها تركت الفصل الأخير بعنوان من دون حاشية و كتبت : لم يكتب بعد ..!
ترى هل سيكتب ؟ أم أنه سيظل مجهولاً ساحراً كما بقيت أمها مجهولة و تزداد غموضاً كلما قرأت مذكراتها و مراسلاتها و روايتها
محظوظة غادة السمان بأن قارئة "شغوفةً بدمشق "مثلي قد قرأت لها هذه الرواية المليئة بالتفاصيل الدمشقية التي قد يجدها البعض مملة لعدم معرفته بعراقة المكان و تفاصيله المحببة إلى قلوب الدمشقيين .. كنت قد قرأت للكاتبة رواية "بيروت 75" لسبب بسيط أنها كانت مقرراً جامعياً لمادة الأدب المقارن في فترة دراستي الجامعية فتركت عندي تلك الرواية انطباعاً سلبياً مملاً .. ربما كرهتها لمجرد كونها مقرراً دراسياً ..و بدأت قراءة الرواية المستحيلة قراءة حذرة مبنية على ردّة فعلي من الرواية السابقة للكاتبة .. ثم بدأت تنجلي غشاوة الضباب الممل و تظهر شمس دمشق و دفء تفاصيلها في صفحات الرواية المستحيلة .. سيرة ذاتية .. بل رواية .. بل سيرة ذاتية .. تبدو رواية و نتابع مجرياتها ثم نعي بطريقة ما أن بطلة الرواية هي غادة السمان الطفلة ثم المراهقة و نصل للصفحة الأخيرة على أمل أن نقرأ الفصل الخامس فلا نجده !! منذ نقطة البداية كانت تسمية الفصول غريبة عما اعتدناه .. فالفصلان الأوليان متممان لبعضهما من حيث لا ندري ..و جميع تلك الفصول كانت معنونةً بعنوانين !! أن تنقل كيف يفكر طفل هو أمر مستحيل .. فكم من الصعب أن تحتفظ ذواكرنا بسلوكياتنا و نحن صغار !! حتى و إن تذكرنا بعض مواقفنا في الطفولة فإننا ننسى مبرراتها و ننسى ردود أفعال من حولنا تجاه تلك التصرفات .. أن تحصر غادة السمان تلك الطفولة بكل أبعادها في فصولٍ روائية قدم لها الأحقية بتسميتها روايةً مستحيلة.. فترة المراهقة جاءت فيها تعابير زين بصيغة المتكلم أكثر منها بطريقة السرد .. هنا ظهرت غادة بملامحها الواضحة ككاتبة و لم تعد زين الطفلة التي تكلمت عنها بطريقة سردية و كأنها لا تعرفها .. الشخصيات كثيرة و متشعبة .. هو ذلك فقط ما ضيعني و أرغمني بين حين و آخر على العودة بقراءتي بضع صفحاتٍ للوراء للملمة شعث أفكار قد فاتتني أثناء غرقي و اندماجي في الحروف الفسيفسائية الممتعة :)
الرواية تستحق أن تنتسب وتنسب لدمشق .. مذهلة غادة حين تكون روائية، وحين تسمح لخيالها بالكتابة هند، زين، أمجد، وبقية الشخصيات، فسيفساء دمشقية استطاعت غادة من خلالهم أن تحكي تاريخا وسياسة، وأن تبرز بعض العادات والمعتقدات والأفكار الدمشقية، وكثيرا من جمال وفتنة دمشق وأكلات دمشق أتحفظ بطبيعة الحال على بعض أفكارها وبعض الأحداث .. وجدير بالذكر أن الفسيفساء طويلة إلى حد الضجر ومسهبة جدا في الخيال والوصف والتفاصيل، وأني اخترت " متلصصة عبر ثقوب الزمن " اسما للمحاولة الرابعة .. " ساعديني يانفسي،ساعدني أيها الياسمين العراتيلي، ساعديني أيتها الدلبة .. مدد يا أشجار الحور، مدد يا ملائكة الله،مدد يا زقاق الياسمين، مدد أيها البيت العتيق، مدد يا الجامع الأموي،مدد يا سوق الحميدية، مدد يا سور الشام ... "
تجربتي الاولى لغادة السمان و في الحقيقة واجهت صعوبة شديدة في إكمالها الجميل فيها ذكرها لــ تفاصيل دمشقية كثيرة(أمثال , أكلات و مصطلحات و أسماء لمناطق في دمشق و عادات أيضا ) ,, تذكر ف��ها كيف يمكن لدمشق أن تحمل بين جنباتها كل هذا الإختلاف و تبقى جميلة كـفسيفساء تجذبك إلها مهما ابتعدت أو تغربت .. كـياسمينة ما أن شممتها تأصلت في عروقك و نبضك ,, هكذا هي دمشق :)
رواية رائعة ساحرة بكل تفاصيلها.. كنت في رحلة ضمن الحارات القديمة مشيت مع (زين) في زقاق الياسمين ،سوق ساروجة ،ساحة المدفع وقاسيون . نقلتني الى ذاك الزمن الجميل البشع..جميل بطيبة اهله واصله...بشع بعاداته وتعصبه. ابدعت غادة السمان بتنقلها السلس لتبين مراحل تطور فكر المرأة السورية التي تشغل محركها الثاني حسب تعبيرها ضد عادات المجتمع البالية ،ضد التمييز بين الذكر والانثى. لم اشعر بطول الرواية على العكس عندما وصلت لنهايتها تمنيت لو بها من مزيد ...
روايه رائعه ارهقتنى حتى اتممتها طويله لكن جميله جدا اسرتنى احداثها المتنوعه وهى تنقلنى من شخصيه لاخرى ومن زمن لاخر تعمقت فى الكثير من جوانب الحياه وعرضت فيها الكثير من الافكار بطريقه مدهشه استفدت منها فى الحياه وامتعتنى كروايه تستحق القراءه
رائعة بكل معنى الكلمة! تأخذنا زين في سرد شيق لطفولتها و مراهقتها و تفتح لنا الأبواب لنتعرف على العائلة و البيت و الجيران و الشارع و المدرسة. نمشي في شوارع دمشق و نستريح عند نهر بردى و تلفحنا رياح بحر اللاذقية. فسيفساء الحكايات التي تناوب في سردها أقرباء زين أعطت الرواية أبعادها الثلاثية و رسمت الشخصيات بحذق و روية. غادة السمان، ننحني لك اجلالا للرواية المستحيلة.
فسيفساء! هي حقا كذلك الكثير من التفاصيل الدمشقية الصغيرة اليومية التي لا يعرفها سوى أهل دمشق جمال البيوت الدمشقية القديمة، وصف مسهب لها، للشوارع، للناس، للتاريخ، للأحجار، ولشعرة معاوية التي حازت على مركز متصدر في هذه الرواية حياة متمازجة: أرواح التقاليد والأعراف، الأوهام والمخاوف لطفلة يتيمة حائرة، تهرب من واقعها إلى حلم يضمها بوالدتها وأب تسرح معه في رحلات ممتعة أثارت بهجتي وفضولي وخيالاتي ربما لكوني ابنة هذه المدينة الدهرية كما تقول غادة ربما لأني افهم عليها تنهداتها وإشاراتها الكثيرة المبثوثة بين ثنايا السطور لم تكن بدايتي معها كذلك فقد روعني الملل الذي أصابني في رحلة النواح التي طاف بها أمجد الخيّال في الدروب والساحات . لوم النفس وجلد الذات اعياني وانا أبدأ القراءة .. لكنني لم ألبث ان غرقت في موج الكلمات وعطر الياسمين والعواطف الإنسانية الدفاقة ماذا أقول ؟! انتهت وتمنيتها لم تنتهِ فضول كبير يدفعني للسؤال: ماذا بعد؟ كيف ستتمّينها يا غادة؟ وهل ستفعلين يوما ما؟! أرجو ذلك اتمنى ذلك ملاحظة أخيرة: لم يعجبني غلاف الرواية! أبدا! أعتقد أن طوقا من الياسمين او ربما فسيفساء الأموي ستكون أكثر تعبيرا من عنترة هذا أو ربما فسقية رقراقة جميلة هل أنصحكم بها؟ نعم لو كنتم من ذوي النفس الطويل
الف تحية لدمشق مدينتي الفاتنة، لعشقي الأبدي، حفظك الله وحماك
" خلال سنواته الطويلة في فرنسا اكتشف عاماً بعد اخر انه يحب دمشق بجنون فصار يحلم بها وبزداد شغفاً بكل مافيها وتولت ذاكرته تجميل حلوها وإلغاء مُرها فصار يعشقها بجنون ويجدها مدينة غبارها النجوم ووردة صحراوية لامثيل لطراوتها وردة ذهبية معجونة بالرمل المتحجر والسحر وضوء القمر والأساطير مدينة قادرة حتى على أن تنسيه إيڤلين "❤️❤️
رائعة غادة السمان تجوب بك في تفاصيل مدينة الياسمين ،،، حتى في افكار وعادات ساكنيها ،،، تظهر لك الخطأ من الصواب بطريقة مميزة ،،،، أذهلتني زين وأذهلني والدها وتربيته لها بالرغم من أنه حاول كثيرا ولكنه لم ولن يستطيع أن يكون كأمها ،،، رافقت زين وكأنني كنت شبحها الخاص لم تشعرني بالملل بل العكس تماماً تمنيت ألا تنتهي قصتها ولاينتهي دوري معها ،، على الرغم من أني لا أحب الاشخاص الفضوليين إلا أنني أحببت زين وفضولها ربما لوجود مبرر مقنع وراء هذا الفضول كان التوغل في فسيفساء من حولها جيداً كي لاتكن من أصحاب النظرة الأحادية
"ثمة منطقة من الأوجاع مكفنة بالظلمة و الصمت و السرية يستحيل اختراقها أو المشاركة فيها إنها محرق الروح ..كما مركز الدائرة " الفسيفساء :هو فن وحرفة صناعة المكعبات الصغيرة واستعمالها في زخرفة وتزيين الفراغات الأرضية والجدارية الفسيفساء الدمشقية ما هي الا لوحة فنية حين تقرها تكتشف الشام و الشاميين اصولهم عاداتهم و تقاليدهم العريقة .. عائلة الخيام هي المحور الاساسي للرواية التي بطلتها زين و ابوها ..ربما و لا انسى البومة التي تحتل مكانة مهمة في البيت الدمشقي القديم اعزي في الاخير فسيفساء"الام" التي يلفها الغموض و كثير من الالم الى فقدان غادة السمان والدتها و هي في سن صغيرة في الاخير اريد ان اشير الى فكرة محورية للرواية التمييز بين الدكر و الانثى في المجتمع الشامي خصوصا و المجتمعات العربية عموما و لا املك كلمة اقولها لتخلف العالم غير.. ارتقوا فالقاع ازدحم !
الروايه المستحيله شدني الاسم لها في البدايه ولاني مو من معجبين غاده السمان ماتحمست لها بس بعد قرائتي لكوابيس بيروت تشجعت اقرأ الروايه روايه رائعه بكل ماتعنيه الكلمه يمكن لأني مرأه حسيت انها تلامسني اكثر فانا افهم تماما التميز ضد المرأه الشرقيه والسيطره الذكوريه المحزن ان الروايه كتبت ايام الخمسينات واقراها سنه ٢٠١٢ ومافيه تغير ملموس تفكير المجتمع العربي بشكل خاص والشرقي بشكل عام ونظرته للمراه ماتغيرت حتى بعد الانفتاح المبهر هي نفسها حتى بعد هالسنين روايه ممتعه انصح بقرائتها
تبدع غادة السمان في هذه الرواية وتستحضر مخيلتها وسحر قلمها وماضيها...تغرق في تفاصيل دمشق الذي تذوب القارئ عشقا بهذه المدينة التي لا تموت...رواية تذكر من قرأها ببعض إنسانيته ...بصوته الذي لا يجده في بعض الأحيان...وجبنه...وبالمحرك الثاني داخله... قراءة ممتعة
غادة السمان كاتبتي المفضلة.. أحس أنها تشبهني أو ..أريد أن أشبهها.. تشعر بأن حروفها تنبض كقلب ولد توا .. كسورية أعشق دمشق.. أشعر أني جزء من كتابات غادة ودمي يمتزج بطرقات الشام ووجوه أهلها.. رواية مفعمة بالكفاح .. بالقوة .. بالحب وبالامل.. غادة السمان تكتبني حروفا على ورق..
إلى وجوه لامنسية في دمشق أحببتها وحملتها داخل دورتيي الدموية وطفت بها الدنيا والأزمنة , وظلّت كما عرفتها دوما لاتهرم ولاتموت .. وإلى وجوه في دمشق سأحبها حين ألتقي بها .
الرواية وكما اسمتها الكاتبة فسيفساء دمشقية، تراها من بعيد حكاية واحدة، وحين تتمعن فيها من قرب تجد مئات الحكايا، حكايات متشعبة للعوائل الشامية والبيئة الشامية بتفاصيلها الدقيقة.
تدور أحداث الرواية بين أربعينات وخمسينات القرن العشرين، وتحديداً بين عامي 1942 و1959 م، وتتمحور حول حياة زين الفتاة التي تحاول إثبات ذاتها وتتمرد على المجتمع الدمشقي المحافظ، بعد أن فقدت والدتها في طفولتها المبكرة.
نرافق زين بأدق تفاصيل حياتها منذ أن كانت في الخامسة من عمرها وحتى بلوغها السابعة عشر، وتحليقها بالطائرة الشراعية برفقة المدرب الألماني الذي أصابه التعب وربما الإحتضار.
فهل تستطيع زين أن تثق بقدراتها وتهبط بالطائرة؟!
نعرف بقية قصة حياة زين في الجزء الثاني من الرواية ( يا دمشق وداعًا)
*•الرَّأيُ الشَّخْصِي:*
رواية شبيهة بالمذكرات اليومية وتفاصيلها الدقيقة، ممزوجة بالأحداث السياسية، والتي دعتني للبحث فيها لتتضح لي الصورة.
بدت الرواية لي كأنها مسلسل شامي مثل (باب الحارة) بكثرة الشخصيات في العائلة وتشعب القصص فيها. وقد تم عمل فلم من أحد فصول الرواية.
احسست بطلة الرواية (زين) هي نفسها الكاتبة غادة بأفكارها المتحررة وجرئتها، خصوصًا بأن عام ميلادهما واحدًا ١٩٤٢، وكلتاهما فقدتا والدتهما في سن صغيرة، وكلا والداهما كان متخرجًا من فرنسا، وكلتاهما خالفت رغبة والدها بدراسة الطب وتوجهت لدراسة الأدب.
استمتعت بالرواية في بدايتها، واكتشفت البيئة الشامية والتراث الدمشقي الجميل بأمثاله وأكلاته وعباراته العامية التي أدخلتها الكاتبة بمهارة وسط المحادثات.
ولكن مع تشعب الشخصيات وكثرتها مع كثرة السرد الوصفي، قل الاستمتاع وبدأ الملل.
نقطة إيجابية للكاتبة أنها أجادت تصوير قضايا المرأة وتطورها في تلك الحقبة بمهارة فنية عالية وواقعية مدهشة، فصورت مآسي النساء وأفراحهن، إنجازاتهن وإخفاقاتهن، تمسكهن بالتقاليد ورغبتهن في التحرر.
*•اقْتِبَاسَاتٌ:*
🔸شعب يضحّي بحريته سيعجز فيما بعد عن تحرير نفسه وفلسطين. الكرامة وحدة لا تتجزأ. من يترك حاكمه يُذلِّه سيجد العالم كله يُذلِّه.
"اهلين فيك بالشام يابي" وجدت في هذا الاقتباس العبارة الامثل التي قد تعطيك دليلا سياحيا عن وجهتك المقبلة . غادة السمان، ابنة الشام المخلصة جمعت لك من كل زقاق من ازقة الشام وردة ياسمين وزرعتهم في رواية تدور احداثها في "زقاق الياسمين". فاستعد معي للغوص في حاراتها الضيقة باحزانها وافراحها وجنون وتناقض سكانها، غادة السمان الروائية الغامضة الفذة تحملك على متن "بومة" في رحلة عبر الزمن ترويها "زين" او زنوبيا الفتاة الشامية المميزة الخارجة عن النص - كما هو حال غادة، فتمر بك خلال رحلات اضطهادها وآلامها كعقاب "اجتماعي" كونها أنثى قوية لا زوجة خاضعة، وسيلفت انتبهك في هذه الرحلة الموجات العاتية من التناقض العجيب الذي تصدح به شخصيات هذه الرواية من تأييد للحرية تارة ودعم للظلم تارة اخرى.
إلى من كان الدافع الخفي الأول لُجل طموحاتنا و أحلامنا ، وكأننا عاهدناه بكل ما أوتينا من عزم أن نتوغل في غياهيب الأمل لتدنيس كلمة مــســتحيـــل .. لنصعد من قوقعة واقعنا إلى القمة في أحلامنا ، فنوقدها جمراً ، أو نفجرها زهراً ! إلى من عاهدناه أن نبحر في ميناء الشغف ونرسوا على شاطئ الواقع متگئين على أنفسنا ، حيث لا شئ سوانا يعرقلنا أو يبجلنا ، فقط أنفسنا 🤚
أفغــر له فاهي عرض أحلامي وأوسع لأقول : نحن باقون على العهد ولأحلامنا بقــيّة ❕🕊