جاذبية صدقى ( 1920 – 2001 ) روائية وصحفية مصرية، قدمت الرواية والقصة والدراسات المسرحية والترجمة وكتب الأطفال. كانت عضوة في نقابة الصحفيين واتحاد الكتاب وجمعية المؤلفين والملحنين وجمعية الأدباء والمجلس الأعلى للفنون والآداب. حصلت على جائزة مجمع اللغة العربية عام 1954.
من مؤلفاتها
"البلدى يؤكل" "مملكة الله" "الحب" "بوابة المتولى" "لمحات من المسرح العالمى" " القلب الذهبى" "ابن الفيل" "بين الأدغال" "نظرة عينيه تلك" "أهل السيدة"
الكاتبة الأستاذة جاذبية صدقي. مملكة الله وقصص أخرى. مطبعة الإستقامة بالقاهرة، الطبعة الأولى 1954. 239 صفحة.
** جاذبية صدقي (1921-2001). ولدت جاذبية محمود عبد الحميد صدقي في 3 يناير/ 1921 بقصر العائلة بلاظوغلي، والدها وزير الأشغال محمود باشا صدقي، وتنتمي من جهة الأم إلى الأسرة العلوية (فرع إبراهيم باشا)، تلقّت تربية راقية، وأجادت العربية والإنجليزية والفرنسية إجادة رفيعة المستوى، وألمّت بالإيطالية والألمانية. تخرجت في مدرسة رمسيس للبنات (كلية رمسيس) عام 1936، ثم التحقت بالجامعة الأميركية وتخرجت في كلية الآداب قسم المسرح عام 1941. وحصلت على "دبلوم" في الأدب الإنجليزي عام 1943، والماجستير في الأدب المسرحي من الجامعة الأميركية عام 1945. ودرست الموسيقى والرسم دراسة متخصصة كما درست الفلك والطبيعة والأحياء وفلسفة الأديان، وكانت على قدم راسخة من الثقافة الرفيعة. وأشرقت مواهبها الأدبية الفنية في بدايات عقدها الثاني، وفور تخرجها بدأت قصصها ومقالاتها تحتل جريدة "المصري". نشرت قصصها في مجلات الرسالة، والهلال، وروز اليوسف، إذ التحقت بالعمل بها صحفية وكاتبة بدءا من عام 1954، وكانت في أخر أيام حياتها من أشهر كتاب جريدة الأخبار، وأخبار اليوم.** "أدبها يدل عليها دون عنوان أو توقيع، ويتجلى نورها من أول سطر في ما تكتب" طه حسين. ** أصبح اسمها يزاحم أسماء إحسان عبد القدوس، ويوسف السباعي، وأنيس منصور، ونجيب محفوظ إلى الحد الذي جعل العقاد يصفها بأنها "القلم النسائي الذي يفهم الأدب كما ينبغي أن يُفهم، ويكتبه كما ينبغي أن يُكتب".**
مملكة الله هو مجموعة قصصية منفصلة ( مملكة الله/ وخيم الظلام /ريحان أغا/ رنين الكأس/ العفو الكبير/ صلاة الزين/ رمال /جن مصور /الجنس الضعيف). أفكار القصص قرأناها وسمعناها وشاهدناها بالطبع ولكن قرائتها من جاذبية صدقي متعة ما بعدها متعة، لغة راقية متأنقة كدرر أو كبلورات كريستال، بديعة في وصفها، رشيقة في تعبيراتها، ساحرة في سردها. هي نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم والمنفلوطي والرافعي وطه حسين والعقاد مجتمعين. ** تتلفت حولها مقطبة الجبين مغضبة ، فابتسم ريحان أغا بحنان وهو يتأملها ، ثم مال على أذنها هامسا : أي بنيتي ، ليس هناك سوی أمك ، فهي لك الملاذ في هذه الدنيا ، وهي الناصح الأمين ، لا تغضبى منها ، فليست والله بمتجنية عليك ، ولا تبغى من وراء حزمها معك سوى مصلحتك ودفع الضرر عنك ! » فاضطرم محياها ، وأجابت بحدة : و ما أظنها والله إلا مبغضتى يلذ لها إذلالي ويسعدها إشقائي ! أو تلك حياة أحياها ؟ » فرفع الرجل عينيه مبهووتا نحو السماء ، وقلب كفيه يبسطهما أمامه، اسألى الله سبحانه أن يديم عليك يا طفلتي تلك الحياة التي تلعنينها، استغفرى ربك ، أنت حتما لا تعنين قولك ، أنت تهذين ! » .
جذبتني جاذبية صدقي وأبهرتني بحبها وبإتقانها للغة العربية، مملكة الله هي البداية لي معها وكلي شوق لرحلة مع كل مؤلفاتها. جاذبية صدقي رائدة الأدب التربوي الرشيق والتراث الشعبي نالت جائزة المجمع اللغوي عن مجموعتها القصصية الأولى "مملكة الله" عام 1954.
٣.٥/٥ قراءتي الأولى للكاتبة في الأدب التربوي. الكتاب عبارة عن قصص قصيرة في مواضيع اجتماعية كالزواج والأسرة والتربية أو المجتمع عامة. قلم الكاتبة وأسلوبها في السرد ورسم الشخصيات غاية في الروعة، شخصيًا وجدت القصة الثالثة الأقرب لي. بعض القصص لم أفهم موقف الكاتبة منها وأخرى لم أفهم المغزى خلفها لكن هذا لا ينكر وجود قصص جميلة.
أحيانًا تحبّه لأنه هو وحسب!، أعني المؤلف!، فمن الواضح إن هذه من أعمالها المبكرة نسبيًا، أو شيء من هذا القبيل، فهناك ذلك الاعتناء المبالغ فيه باللفظ والكلمة وهو مما تخلصت منه فيما بعد نسبيًا في أعمالها المتأخرة، وهناك أيضًا سذاجة في بعض تلك القصص وعدم إشباع للشخصيات، ولكن في الناحية الأخرى ما زالت أتذكّر مشاهد من بعض القصص وكأنها مرسومة بألوان زاهية وضربات قوية من فرشاتها
ولا أدري لماذا وهي الكاتبة الأنثى جعلت جميع شخصياتها النسائية بهذا الاتضاع والضعف!