يعَدُّ برتراند راسل أحد أشهر وأهم فلاسفة القرن العشرين. وهو من بين قلةٍ من الفلاسفة أصبحت أسماؤهم معروفةً للعامة، وأصبحوا في حياتهم وأعمالهم تجسيدًا للتراث الفكري العظيم الذي يمثِّلونه....
اشتهر راسل بكتابه "في مدح الكسل" حيث ذهب فيه إلى أن الحضاره الإنسانيه التى كانت فى الماضى تحتاج من أجل تقدمها إلى كدح العبيد ورفاهيه الساده، فى حين أن التقدم العلمى والتكنولوجى فى العصر الحديث جعل مثل هذا التقدم فى غنى عن استعباد الإنسان لأخيه الإنسان...
وقد قامت السمعة التي تمتع بها راسل بين معاصريه على تعدُّد إسهاماته، الخلافية في أغلب الأحيان، في النقاشات الاجتماعية والأخلاقية والسياسية والتعليمية...
في هذا الكتاب يقدم لنا المفكر زكي محمود نبذة عن حياة راسل وفلسفته إضافةً إلى بعض مقالاته.
ولد زكي نجيب محمود عام 1905، في بلدة ميت الخولي عبد الله، بمحافظة دمياط. تخرج من كلية المعلمين العليا بمصر، عام 1930. في عام 1933 بدأ في كتابة سلسلة من المقالات عن الفلاسفة المحدثين في مجلة الرسالة. وفي عام 1936 سافر إلى إنجلترا في بعثة صيفية لمدة ستة شهور. وفي عام 1944 سافر إلى إنجلترا للدراسات العليا. وبعد عام واحد حصل على البكالوريوس الشرفية في الفلسفة من الدرجة الأولى من جامعة لندن (وكانت تحتسب في جامعة لندن آنذاك بمثابة الماجستير لكونها من الدرجة الأولى). عام 1947 حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة لندن (كلية الملك) في موضوع (الجبر الذاتي)، بإشراف الأستاذ هـ.ف. هاليت. (وقد ترجم البحث إلى اللغة العربية الدكتور إمام عبد الفتاح بنفس العنوان عام 1973).
عاد إلى مصر عام 1947 والتحق بهيئة التدريس بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة (جامعة فؤاد الأول آنذاك). سافر عام 1953 إلى الولايات المتحدة أستاذاً زائراً ومحاضراً في جامعتين بها حيث قضى فصلاً دراسياً في كل منهما. وبعد عام اختير مستشاراً ثقافياً لمصر بالولايات المتحدة لمدة عام. في عام 1956 تزوج من الدكتورة منيرة حلمي، أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس. سافر إلى الكويت أستاذا بقسم الفلسفة بجامعتها لمدة خمس سنوات (حتى 1973). عام 1973 بدأ كتابة سلسلة المقالات الأسبوعية في جريدة الأهرام.
نال جائزة التفوق الأدبي من وزارة المعارف (التربية والتعليم الآن)،عام 1939. نال جائزة الدولة التشجيعية في الفلسفة من مصر على كتابه الصادر بعنوان "نحو فلسفة علمية" عام 1960. نال جائزة الدولة التقديرية في الأدب من مصر عام 1975، وفي عام 1984 نال جائزة الجامعة العربية "للثقافة العربية" من تونس.1985 حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية بالقاهرة.
توقعنا مستوى الكتاب أرفع من المستوى الذي عليه، إذ وجدناه سهل ومبسط، الكتاب فلسفي جيد، مدخل من مداخل الفلسفة، أسلوب الكاتب جميل وواضح، نتطلع لمطالعة كتاب آخر للمؤلف.
This entire review has been hidden because of spoilers.
كتاب جيد لمن هم على دراية سابقة ومبدأية في الفلسفة، فلن تجد تعريفات بالمصطلحات والمذاهب المذكورة في الكتاب، ولن تجد إشارات لأفكار الفلاسفة الذي ذُكرت أسماؤهم فيه. من ناحية أنه كتاب لزكي نجيب محمود، فهو جيد، حقق غرضه الذي هو تعريف القراء بالفيلسوف الإنجليزي برتراند راسل، ينقصه ضرب الأمثلة المبسطة بدلا من الأمثلة الفلسفية التي تحتاج علما وثقافة واسعة في الفلسفة. بالنسبة للفيلسوف نفسه، فهو سيء. كلما قرأت له شيئا، أو قرأت عنه، كرهت الفلسفة كلها، لقد قرأت كتابيه: "العالم كما أراه"، و"مثل عليا سياسية"، وهي كتب سيئة ليس فيها كلاما مفيدا. فيلسوف كرهني في الفلسفة الوضعية المنطقية وكرهني في التجريبية مجملا، وكرهني في الموضوعات التي يأخذونها للتفلسف. كلامهم في الأعداد والمنطق والرياضة يضايقني. لولا أني أحتاج فهم الفلسفة الأوروبية لما قرأت هذه السخافة. _ نظرية الهيولي أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها هراء، كلام فارغ.
فيلسوف وأديب يكتب عن فيلسوف آخر وأديب. قليلة هي الشخصيات التي ترجم لها زكي نجيب محمود ومن ضمنها هي ترجمته الماتعة لبرتراند راسل. تأثر زكي نجيب محمود ببرتراند راسل وتأثير برتراند راسل وصل لكثير من مثقفي مصر وأدباؤها. وليت من يتتبع ذلك في رسالة علمية ويصدرها في كتاب.
الكتاب ينقسم لثلاثة فصول بعد المقدمة الأول منها عن حياة بيراتراند راسل وهو نقل مباشر من مذكراته والقسم الثاني وهو المهم عن فلسفة راسل وحاول زكي نجيب محمود تبسيط العديد من المفاهيم الفلسفية والرياضية والقسم الأخير نصوص مختارة من أعمال راسل.
قريت اخر الكتاب و انا فيني تعب من النوم لهذا ما كنت مركز لكن الكتاب يفتح مواضيع مهم و زي عادة زكي نجيب في التعامل مع المفاهيم المعقدة يطرحه بكل وضوح قدر المسطاع و من الواضع ان وضوحه اتى من منطقه الوضعي يحاول ان يجعل لكل كلمة معنى واضح و بسيط و يحمل مفاهيمه و اجد زكي نجيب خلق ذلك المنهج حتى في لغته و فتح باب بالمستقبل اقرا لراسل