هذا كتاب جماعي توحد دراساته بين شخص عبدالرحمن منيف ومنجزه الروائي. وقد يبدو عطف المنجز الأدبي عن صاحبه أمرًا لا لزوم له, طالما أنّ موضوعية الإبداع تتجاوز الشخص وتفيض عليه. بيد أنّ في أحوال منيف ما يقترح منظورًا خاصًا, فقد تصرّف حياته به, منذ أنّ آثر, مبكرًا. أنّ يعتنق الحرية بلا مساومة, وأنّ يسير في الطريق الذي أختاره حتى النهاية.
نشر هذا الكتاب بمناسبة الذكرى الخامسة لغياب عبدالرحمن منيف والمصادفة لميلاده السادس والسبعين، ساهم فيه مايزيد عن ٢٠ كاتب ومفكر عربي من دراسات أو رثاء أو نشر رسائل أو ترجمة دراسات أجنبية تدور كلها حول أدب وفكر منيف. يبدأ الكتاب برسالة من منيف إلى صديقه فيصل دراج يتسائل فيها" كيف يمكن أن نحول الكلمة، من جديد، إلى طلقة، إلى قوة محاربة؟ وكيف نستطيع أن نخلق وعياً لدى الكثيرين من أجل تمييز الكلمة الصادقة من الكلمة المزيفة الخادعة والغشاشة؟ .... يبدو أن المطلوب هو الاستمرار وبذل جهد أكبر من أجل تقديم شيء أفضل وهذا الشيء ذاته يصبح مقياساً ويعلم الكثير والكثيرين." لطالما كان ذلك هاجساً لمنيف أن يخلق وعي وذائقة عند القارئ العربي وبالتالي جعله أكثر انسانية في محاربة الظلم ومقاومة السائد والتشكيك بالكلمة المزيفة. وهذا ماحاول أن يتحدث عنه أغلب أصدقاؤه في هذا الكتاب وان اختلفت زواياهم في الحديث عن ذلك فحين يميل بعضهم أن يتحدث عن منيف الإنسان (سيرة حياة) ، يتحدث آخرون عن منيف الأديب والروائي، وآخرون عن منيف الناقد، وآخرون عن منيف المغترب والمنفي، وآخرون عن منيف الاشتراكي. يشتركون جميعاً في التأكيد على بقاء ذكرى منيف رغم غيابه من خلال ماتركه لهذه الأمة (وللإنسانية) من إرث أصيل نفخر به جميعاً وسنظل وللأبد ممتنين له. كتاب ثري جداً يملؤك مشاعر متناقضة من الابتسامة لتعليق طريف إلى الحزن لرثاء قامة فريدة ومروراً بتشاؤم لحال الأمة وأمل تركه منيف قبل رحيله حين استشهاده بعبارة صديقه سعد الله ونوس "إننا محكومون بالأمل".
في البدء : (كيف أن نحول الكلمة, من جديد, إلى طلقة , إلى قوة محاربة ؟ وكيف تستطيع أن نخلق وعيًا لدى الكثيرين من أجل تمييز الكلمة الصادقة من الكلمة المزيفة الخادعة والغشاشة ؟)*
ثم :( يبدو لي أن المطلوب هو الاستمرار وبذل جهد أكبر من أجل تقديم شيء أفضل, وهذا الشيء ذاته يصبح مقياسًا ويعلم الكثير والكثيرين ).*
هذا الكتاب رائع ويضم الكثير حيث التاريخ والأدب والفن . يضم مجموعة دراسات لأعمال منيف محلاه بالثقافة وبعض التاريخ والكثير من الزخم المعرفي عن كُتاب آخرين وأهم كتبهم . وأيضًا يحمل صفحات من ذاكرة أصدقائه . وتجد جزءً من الفن الحديث .
صدر هذا الكتاب بمناسبة مرور خمس سنوات على رحيل الروائي الرائع عبدالرحمن منيف ،، مجموعة من محبيه ورفاقه ومتابعيه كتبوا وأعادوا قراءة أعماله المتنوعة الثرية في دراسات نقدية ممتعة مع كثير من التعمق في شخصية ذاك المنيف ،، كان لمدن الملح وشرق المتوسط وأرض السواد النصيب الأكبر من النقد والدراسة فهي أعمال محورية في أدب الرواية العربية خاصة السياسي منها ،، كتاب مفيد جداً لإعادة قراءة أدب منيف بشكل أعمق وأجمل مع استحضار سيرته وشخصيته وفكره ،، رحم الله العظيم عبدالرحمن منيف
مجموعةٌ من الدراسات و المقالات جُمعت بمناسبة مرور خمس سنواتٍ على رحيل المُنيف : مُنيف . تميزَ الكتاب بالإتفاق حول مكانةِ مُنيف أدبياً و بالوفاءِ للراحل خاصةً مِن زوجته و صديقه الرسام : مروان قصاب باشي اللذان حرصاً على جمع هذه الأوراق تخليداً و احتفاءً بمُنيف ، أيضاً إثراء القارئ من جهتينِ ؛ أدبياً مِن جهةٍ من خلال الدراساتِ و القراءات حول روايات منيف خصوصاً ثُنائية السجن ، خماسية النفط ، و ثلاثية العراق ، و إثراءً لمعرفة منيف الإنسان من جهةٍ ثانيه من خلال أحاديث و خواطر أصدقائه . لعل ما يُعيب الكتاب هو بعض التكرار هنا و هناك ، و ربما كان عيباً طبيعياً إن عرفنا أن الكتاب مُجمّع من كتابات كُتبت على فترات مختلفة .
ما يُقال أخيراً : أن الراحلَ سيبقى علامةً بارزةً في الأدبِ العربي ، سيبقى " من قال لا في وجهِ من قالوا نعم " ، من قلب التاريخ الرسمي من أجل المهمشين من أجل أن يُسمعوا ، من لا يُختصر بكلماتٍ تُكتب على عجل ، من لا يُعرف إلا بقراءةِ ما كتب من خالداتِ الأدب الحديث . رحم الله مُنيفاً .
عبد الرحمن منيف.. الذي كان يخاف من أن يختفي ذكر الكاتب بمجرد موته.. منيف الذي كان يؤلمه الغياب فكتب عن أصدقائه الأدباء " لوعة الغياب" والذي كان يخيفه أن يختفي الأديب وتجهله الأجيال القادمة فكتب عنهم أيضا في ذاكرة للمستقبل.. منيف الوفي للمدن قبل الناس.. للقضية قبل الإنسان منيف كان يستحق احتفاء كهذا الاحتفاء.. دراسات مختلفة عن رواياته ودلالاتها .. ولا يخلد ذكر كاتب كخلود رواياته! خيب أملي أن الكتاب لم يروي ظمأي بخصوص منيف " الإنسان" .. كما فعل مع منيف الراوي! وكما كان يفعل منيف عندما يتحدث بحميمية عن الأدباء الذين غادرونا.. وبقي أثرهم خالدا
الكِتاب مجموعة رسائل ومقالات وتدوينات تلخّص حياة منيف؛ كتبت بأقلام رفاق دربه .. من تقاطعوا معه في رحلة قلمه .. ويقرأه أصدقاؤه الذين يؤمنون بقلمه ؛ويتخذونه زادًا لهم .