What do you think?
Rate this book


215 pages, Kindle Edition
First published April 5, 2021
في البدء كانت كلمة الرب الإله
روح بجناحين شطار،وصار للكون مداه.
آخر مطافها، جت وحطت ع الشفاه،
لما البشر ملكوا الوجود، واستحكموا..
فاتكلموا
❞ لم تكن تحب الحاجات المسكرة، بتموع نفسها كما كانت تقول، ولا الطعم المزز، حتى إنها كانت تهز قزازة الحاجة الساقعة، قبل أن تشربها، وتنتظر قليلًا حتى تفرغ فقاعات الغاز على السطح، بدغدغة انفجارات صغيرة، تفقد معها مذاقها الكربوني اللاذع. ربما كان هذا سر استمتاعها بالبيبسي، أن تصرف فلوسها كل حين وآخر على شيء بلا معنى، بلا معنى تمامًا، ترخي قبضة الحرص الضاغطة على قلبها، ولو لدقائق، تتحدى خوفها من المجهول، تفتح أحشاءها وتُبذّر. كانت هذه واحدة من المتع القليلة التي تعرفها، ورأيت دموع الرضا تنهمر من عينيها مرات، وهي واقفة في الصالة تأخذ رشفة من السائل الملون، وبعدها تصدر صوت الفحيح غير المقنع، الذي يطلقه أبطال الإعلانات التليفزيونية للتعبير عن الاستمتاع. ❝
❞ كل شيء يبدأ هنا وينتهي هنا، من يملك هذا المزلقان يحكم العالم، وكان يشير بإصبعه نحو السيمافور الوحيد المتهالك، والخط المفرد المختفي وراء سور نصف مهدوم ومغطى بشخبطات الأطفال، غارق في روائح القمامة والحيوانات النافقة التي يرميها الأهالي على جانبيه. ❝
❞ فالناس، وبأسرع مما نتصور اليوم، أدركوا أن الكلمات ليست مجرد أجساد، ولا اسمًا على مسمى، بل شيء آخر تماماً، خطير ومثير للحيرة. فإن كانت الكلمات تتجسد في الأشياء التي تسميها، فماذا عن الأشياء التي ليس لها جسد أصلًا؟ تلك التي لم تخلق من طين ولا تدرك بالحواس، ولا يمكن فركها في اليد؟ ❝
❞ والأرض فيها خير كتير، ستطرح وتطرح بلا نهاية. سننام، ولو حتى لبضع ليالٍ فقط، بلا خوف من أن يرمينا أبوك في الشارع، لا ضرب، ولا شغل، ولا مرمطة في الشوارع… جنة زي ما بقولك. ❝